فيما تصدرت رواية "50 ظلا للرمادى" قائمة أعلى مبيعات الروايات فى قائمة صحيفة "نيويورك تايمز" للأسبوع العشرين على التوالى.
وجاءت ثلاثية الكاتبة البريطانية "اى.ال.جيمس" ككل لتحتل المراكز الثلاثة الأولى فى القائمة للأسبوع السادس عشر على التوالى، فإن الأمر يتحول بالفعل إلى ظاهرة بل ومعركة ثقافية ساخنة فى الغرب مثيرة العديد من التساؤلات والكثير من علامات الاستفهام حول عمل يعتبره كثير من النقاد نموذجًا للأدب المكشوف والكتابة الرخيصة. والأمر لا يقتصر على قائمة "نيويورك تايمز" أو الولايات المتحدة الأمريكية وحدها فهذه السلسلة الروائية التى تضم ايضًا "50 ظلا اكثر قتامة" و"50 ظلا طليقًا" تحقق أعلى مبيعات الكتب فى بريطانيا المعروف شعبها بثقافته الجادة، فكيف أقبل البريطانيون كل هذا الإقبال على ثلاثية روائية توصف بأنها مثال صارخ للكتابة الحسية الشهوانية أو "الايروتيكية" ؟!. والواقع أن رواية 50 ظلا للرمادى للبريطانية اى.ال.جيمس باتت الأعلى مبيعًا فى تاريخ عالم النشر ببريطانيا، وتجاوزت مبيعاتها هناك منذ مطلع شهر أغسطس الجاري خمسة ملايين و300 ألف نسخة أما الثلاثية ككل فقد تجاوزت مبيعاتها في بريطانيا وحدها حاجز الـ 12 مليون نسخة. وبلغة الأرقام فإن رواية "50 ظلا للرمادى" وحدها تجاوزت مبيعاتها حتى الآن الـ31 مليون نسخة فى 37 دولة، وهى أرقام حدت باولئك الذين يحسبون أنفسهم على معسكر الثقافة الجادة للتساؤل بقلق عظيم "هل يؤشر ذلك لحقبة فى الثقافة يطيح فيها الغث بالسمين وينتصر المزيف على الأصيل وتطرد فيها العملة الرديئة العملة الجيدة كما هو الحال فى السوق والاقتصاد؟!". وعلى موقع آمازون الالكترونى الشهير فى عالم النشر فإن "50 ظلا للرمادى" الصادرة أصلًا عن دار نشر "راندوم هاوس" التى تحوى الكثير من نزعات السادية والماسوشية في العلاقات الحسية قد تجاوزت مبيعاتها كل ما حققته الكتب السبعة لسلسلة هارى بوتر الشهيرة من أرقام مبهرة قبل ذلك كما تراجعت أمامها بشدة رواية شفرة دافنشى. وفي معرض أدنبرة الدولي للكتاب الذى يعد من أشهر معارض الكتب فى بريطانيا، لم تكن "50 ظلا للرمادى" غائبة عن هذا المعرض الحالى وما كانت ظاهرة "اى. ال.جيمس" لتغيب عن أذهان الحضور وهى التى تجسد في نظر البعض عودة الروح للكتاب وتحقيق مبيعات مذهلة بلغة الأرقام. وسرعان مابيعت حقوق النشر والترجمة للغات أخرى حول العالم لثلاثية اى.ال.جيمس ومن بينها لغات مثل الألبانية والفيتنامية والصربية فضلًا عن الروسية والصينية. وفيما استبدت نشوة المبيعات بمسؤولى دار النشر التى صدرت عنها الثلاثية حتى أن أحدهم وهى سوزان ساندوم رأت من حسن طالعها أن تكون طرفًا فى هذه التجربة الاستثنائية بكل المقاييس فى عالم النشر، فإن الناقد اندرو هاجان قال فى مجلة "لندن ريفيو اوف بوكس" إن الثلاثية طفرة غريبة فى عالم الكتابة الحسية أو الأدب المكشوف والأهم أنها تثير الكثير من التساؤلات حول سر مبيعاتها المذهلة". و"50 ظلا للرمادي" التى تتحدث عن مغامرات حسية بين الشابة اناستاسيا وصديقها كريستيان لم تكن مؤلفته اى.ال.جيمس ذاتها تتوقع له كل هذا النجاح المذهل بلغة أرقام المبيعات بل إنها أقرت فى مقابلات صحفية بأن كل ما حلمت به كان مجرد رؤية كتبها معروضة فى المكتبات ولم يدر فى خلدها أبدا أن تصل أرقام المبيعات لهذا الحد غير المسبوق. ويقول ايوان موريسون فى صحيفة الجارديان البريطانية: "إنك إذا ما أغلقت باب قبو على حفنة من مدمني ثقافة البوب ومسلسلات التلفزيون وأخبرتهم أن النهاية قد حانت وعليهم أن يقولوا كلمتهم للأجيال المقبلة عبر كتب يؤلفونها فإنهم لن ينتجوا سوى هذه النوعية من الكتب". وإذا كان البعض لا يتورع عن وصف هذا النوع من الكتابة بأدب الجماهير فهو فى عيون البعض الآخر من عناصر النخب الثقافية الغربية بمثابة حضيض الانحطاط فى مجرى التاريخ الثقافى الغربى، معتبرين إن تلك الكتابة الحسية الفاقعة ليست سوى توليفة لعينة من التجهيل وتملق الغرائز والبحث عن وهم النجومية بأرخص السبل وأقبحها والعدوان على جماليات الكلمة. هى نوعية من الكتابة استهلاكية بأسوأ المعاني وتفتقر للأصالة بل إنها مضادة للأصالة وتعادى بالضرورة الابداع الحق ومن ثم فهى كارثة على الثقافة عندما تتصدر أعمال تنتمى لهذه النوعية من الكتابة قوائم مبيعات الكتب على مدى أسابيع طويلة ويتحول من كتبها إلى "ظاهرة" من منظور عالم النشر وأرقام مبيعات الكتب. ومن السهولة بمكان الاستسلام لغواية الانضمام للمنددين بظاهرة الكتابة "اى .ال. جيمس" وكتبها التى تحقق أعلى المبيعات واستنكار التحولات الرديئة في الرؤى والأمزجة، لكن الأمر كما يقول ايوان موريسون ليس بالجديد على أى حال، فعالم الثقافة والكتاب على وجه الخصوص عرف ويعرف تقلبات الأطوار والمرحل وكذلك النزوات والأهواء والبدع. لكن أيحق للناقد ايوان موريسون أن يطرح السؤال: "هل تشكل رواية 50 ظلا للرمادى حقًا خطرًا على الثقافة؟"، وموريسون أجب على سؤاله ضمنا عندما اعتبر أن على أصحاب الأبراج العاجية أن يتنازلوا قليلًا عن رطانتهم ويسعون لفهم أفضل لرجل الشارع ولغة الجماهير والأسباب التى تدفعها لكل هذا الإقبال على أعمال مثل سلسلة اى.ال.جيمس. وفى المقابل فإن الكثير والكثير من نقاد الأدب فى بريطانيا والغرب ككل رأوا أن ثلاثية هذه الكاتبة البريطانية مهما حققت من مبيعات مذهلة ستبقى نموذجًا للأدب المكشوف والرخيص ولن يكتب لها الخلود فى عالم الأدب. وبين أنين الساخطين وشهقات المعجبين يبدو أن معركة 50 ظلا للرمادى وثلاثية اى.ال.جيمس ككل ستستمر طالما استمرت الثلاثية فى تصدر قوائم أعلى مبيعات الروايات ولعل أحد الأسئلة التى تثيرها تآملات هذه المعركة: "إذا كان من المتفق عليه أن الغرب عرف بتحرره لحد الإباحية فى قضايا الجسد فلماذا كل هذا الإقبال النهم على هذه الثلاثية ؟!..هل هى أزمة خواء روحي ؟!..أم ماذا ؟!". طريف ما قاله الناقد اندرو هاجان من "إن القراء اقبلوا على هذه الثلاثية الحسية كأنهم لم يقرأوا من قبل وكأن المرأة لم تتحرر أبدًا ولم تحصل حتى على حق التصويت فى الانتخابات!. أما الخبر الجديد فهو أن الثلاثية فى طريقها للسينما.
للتحميل المباشر أضف ردّا وأعد تحميل الصفحة
READ FIFTY SHADES DARKER BELOW FOR FREE image Book Description Publication Date: April 17, 2012 | Series: Fifty Shades Trilogy (Book 2) Daunted by the singular tastes and dark secrets of the beautiful, tormented young entrepreneur Christian Grey, Anastasia Steele has broken off their relationship to start a new career with a Seattle publishing house. But desire for Christian still dominates her every waking thought, and when he proposes a new arrangement, Anastasia cannot resist. They rekindle their searing sensual affair, and Anastasia learns more about the harrowing past of her damaged, driven and demanding Fifty Shades. While Christian wrestles with his inner demons, Anastasia must confront the anger and envy of the women who came before her, and make the most important decision of her life. READ FIFTY SHADES DARKER HERE FOR FREE
2013-01-14, 5:13 pm
كرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا
