قائمة المنشورات


 المنشورات


 العودة إلى المنتدى

نوسا البحر   

انتحار suicide

hassanbalam | تم النشر بتاريخ 2017-05-12, 8:15 pm | 1287 مشاهدة



هناك مثل مصري يقول ( اللي ميشفش من الغربال ميشفش من المنخل ) فأنا اعمل بهذا المثل الآن , والا فلماذا حجزت غرفة في هذا الفندق ؟ ولماذا طلبت زجاجة شمبانيا رغم انني لم اسكر في حياتي ؟ ولماذا تركت كل شئ ورائي وجئت الى هنا ؟ صدقني انا لست مجنون , و لكن مذاق هذا المسدس يدفعني للجنون فعلا, لن اضعه في صدغي لاني بهذا سألوث الستائر الجميلة , وربما طالبوا اهلي بالتعويضات , اذا سأضعه في فمي , لحظه من فضلك ... لا لا لن اترجع في كلامي .. كيف تقول ذلك ؟؟ .. فقط سأحك حلقي لان هذا يصيبني بالجنون . مسدس باهظ الثمن كما تعرف , يسمونه نسر الصحراء , يستطيع ان يفجر مخك دون ان تعي ما حدث لك , اتسائل ماذا قد يفعل بفرج امرأة ؟ ثم انها ليست نقودي بل نقود ابي , سرقتها و هذا الاحمق يغط في النوم , اظنه سيحزن على المال اكثر من حزنه على وفاتي , دعك من انه سيتبرأ مني لان المنتحر في بلادنا يعامل معاملة الكافر , هل لاحظت كلمة كافر ؟؟ هذه الكلمه تضحكني , لا استطيع ان اكتم ضحكاتي حتى انني افكر في ... ماذا ؟ اقسم لك ان هذا ليس تضييع في الوقت , اعرف انها الضحكه الاخيره لذلك اخذ وقتي كاملا . تبا لمذاق هذا المسدس , معدني و بارد , للاسف لا املك وقت لدهنه بالمانجو او التفاح فليس هذا وقت التفاهات . قريه نوسا البحر , مسجد ال.... , مجلة التوحيد , احاديث ضعيفه و منكره , قيام الليل , النحيب , التراويح , الحلق الجاف , لحظات الضمير , الشكوك القاتلة , الانقلاب على السلفية , اللاادرية و اللادينية و الالحاد والعدمية؛ كل هذه الاشياء لها طعم المسدس البارد و لا يمكن دهنها بالمانجو او التفاح ... ما هذه الترهات التي ارددها الآن ؟؟ هل انا ثرثار ؟؟ ربما ولكن كما قلت لك هذه هي اخر مره سأثرثر فيها , انت تعرف انني صموت و لا اتكلم كثيرا , لكن هذه اللحظه بالذات لابد و ان اتكلم فيها , لما لا ؟؟ ولا سيما حين لا اتحدث عن شخص غريب , بل اتكلم عن نفسي , اتحدث عني انا , انا ملك الملوك , افضل كائن انجبته البشرية , اقوى واشجع واعقل الرجال . انا من ركل الشحاذين ونبذ العاهرات , انا الرديئ والوغد والشرير , انا الذي لا يعترف بالاخلاق , و لا يقيم للانسانية والبشرية اي وزن , انا من يستمني على افكار الآخرين , انا من .... من انا ؟؟ هل انا انا ام انا اعيش في عقل شخص آخر ؟ هل انا مجرد فكرة في خيال صرصور طموح ؟ ام حلم يائس في عقل كلب شريد ؟ ربما هذه الغرفة ليست في فندق , من الممكن ان تكون مصحة عقلية , هل من المعقول انني اتخيل كل هذا ؟ صه , هل تسمع ذلك ؟؟ انه هاتفي الخلوي ,انتظر سأرى من المتصل , اعرف انه ليس هناك فائده من ذلك , لكن دعنا نرى , آه نعم انها صديقتي مروة , تتصل لتطمئن علي , يا للعاهرات , دائما يمثلن , دائما يكذبن . لايسرح بك الخيال وتفهمني بصورة خاطئة , فالعاهرة ليست دائما هي من تضاجع من اجل المال , او تخون حبيبها لاشباع شبقها , بل العاهرة ايضا هي التي تعبر عن نفسها بسلوك جنسي , تبا لهذا التظاهر بالتقوى والعفاف , تبا لهذه النظرات المحرومة في عينها , تبا لكل كلمة اثارت في عقلها خيالات مريضة , تبا لهذه الرعدة التي تسري في يديها كل ما سلمت عليها , تبا لكل التفاف في حديثها حتى تصل الى هدفها السخيف . سأضغط الزناد الآن , بعد لحظة واحدة اقف امام الله , لحظة واحدة تفصلني عن العالم الآخر , لحظة واحدة وتتحد روحي مع الوعي الكلي للكون , لحظة واحدة وينتقل ادراكي الى كائن اخر , لحظة واحدة وتموت الشموس والاقمار والنجوم والكواكب , لحظة واحدة تمحي كل ما فعلته من شرور , لحظة واحدة وافقد كل ذوق وجمال وشهوة ورغبات , لحظة واحدة ويسمع كل من بالفندق هذه الرصاصة , لحظة واحدة واذق طعم هذا المعدن البارد مرة اخيرة في فمي .



Read more: http://hassanbalam.ibda3.org/t12170-topic


طوبى لنا 
نغتسل بالانتحار من بقايا حياة متعفّنة.



ننتحر!
راحة الراحات ترياق الألم
وخلاصات خلاصات الحكم


فلنختبئ وراء موتنا!!
ولننظر بعينٍ دبّ فيها الرّدى
ماذا يفعلون؟


تعالىْ نرفع قبضتنا فى وجه الموت!
ونذرُّ تراب جسدينا فى عينيه !
فروحنا أكبر من أن تسكن حفنة ترابٍ يلهثُ وراءها كالكلب

آن لأرواحنا أن تسكن أجساد المجرّات والأفلاك
أن لأرواحنا أن تنتشر فى المدارات البعيدة
وأن تنشرَ أجنحتها على الكواكب و الأقمار!
آن لنا أن نصبح سماء وقَدراً
لا أن يتحكّم فينا القدر.



الأفقُ مقابر مشرَعةٌ تنتظرُنا
نحن وحدنا الخالدون
نرقب هباء الأحياء
أخذنا الكون إلى حضرة جلاله
ورمى الآخرينَ فى سلّة المهملات!


تبّاً لهذا الزّمن ..
الذى يطفئُ سيجارته فى كبدى!
لن أمتصّ الشّهقات المعبّأة 
فى عُلب الرّّحمة.
فقط
سأنقّب فى وسادتى عن كابوسٍ أكبر
يحتضن كآبتى!
وسأترك أن أمشى محتكّا بجدار القلوب
أبحث عن حضنٍ يسّاقطُ فجأةً
من قشّ المشاعر المكدّسِ فوقه!

**********


عانيت امس وبعد عودتي من يوم عمل شاق بصداع شديد في رأسي ادى الى ارتفاع في ضغط الدم ومن ثم ارتفاع في ضغط العين صاحبه زيادة رهيبة في ضربات القلب ومن ثم رعشة باردة وعرق غزير في كافة انحاء جسدي الهزيل ثم اعقب ذلك ارهاق وغثيان , لاصل في النهاية الى الارتماء على الفراش والاستسلام لحالة الاحتضار هذه .

بدى لي وانا في هذه الحالة الصعبة انه من المستحيل علي الذهاب الى المشفى ولا حتى الذهاب الى اقرب صيدلية , لانه كلما نضهت لارتشف قطرة ماء او ابحث عن عقار ما اشعر كما لو ان رأسي خاوية من اي حشو , وان معدتي قد انقلبت رأسا على عقب , وان قلبي يعزف لحن روك سريع , وان كبدي قد تبادل مكانه مع الطحال , وان قدماي ترتعشان كورقة , فآثرت البقاء على فراشي مهدود القوى في انتظار الموت خيرا من السقوط ارضا وانا اعاني للبحث عن دواء .

للأسف الشديد فان شدة الالم التي شعرت بها اثناء هذا الاحتضار نزعت من نفسي اي رغبة في الانتحار وقتها , بالرغم من انها كانت فرصة جيدة للموت بصورة طبيعية . وقد دفعني هذا التناقض الغريب والعجيب في ان اسأل نفسي وانا مازلت محتفظا بخيط ضعيف من الوعي : هل الخوف من الالم قد يمنع المرء عن الانتحار ؟ اذا فما بال الناس الذين يختارون لموتتهم ابشع الطرق ؟ كأن يتناول احدهم مواد كيمائية تذيب ما بداخله بأبطئ صورة ممكنة , او من يحرق نفسه ليلقى اشد انواع الالم , او من يقفز من بناية عالية ليشعر بكل عظمة من عظام جسده تتحطم على الارض ؟ افلا يمكننا اذا ان نقسم المنتحرين او من يفكرون في الانتحار الى فئتين ؟ الفئة الاولى : هؤلاء الذين لا يخطر الالم ببالهم , وهم ينتحرون نتيجة لعذاب كبير قد حل بهم اثناء حياتهم , او ينتحرون اثناء نوبة عنيفة من الغضب , او ينتحرون خوفا من فضيحة او حرجا من مصير مجهول في انتظارهم . وهؤلاء انما يكون حبهم للحياة وتمسكهم بها وتعلقهم بمن فيها وتقيدهم بقوانينها هو السبب الحقيقي لاقبالهم على الانتحار , والفئة الثانية : من يفكرون في الالم ويحسبون له الف حساب , وهؤلاء انما يكون خوفهم الحقيقي من الموت نفسه , وهم مقتنعون ومؤمنون تماما ان هذا هو آخر الم سيشعرون به ولن يتذكروه بعد ذلك , وان في ثواني معدودة سينتهي كل شئ وسيغيب وعيهم الى الابد .

سؤال آخر قد راودتي اثناء هذا الهذيان , لماذا نتعلق بالحياة ؟ لماذا نتشبث بها بكل ما آوتينا من قوة ؟ وما هذا الرابط الخفي الذي يشدنا للبقاء ؟ الم نر بأعيننا رجل قد اوتي من مال وسلطة ونفوذ وصحة ما يخوله لان يفعل اي شئ مهما كان اينما كان وقتما كان ؟ الم نراقبه وقد استنفذ كل ما يستطيع انسان ان يفعله او يرغب به او يجربه ؟ الم نقرأ في عينيه كل ما قد تعبر عنه من ملل واحباط ويأس ؟ الم نسمعه وقد اطلق كل ما حوته اللغه من عبارات الغضب والاشمئزاز والتقزز من هذه الحياة ؟ يا ترى ما الذي يدفع رجل مثله الى البقاء على قيد الحياة ؟ ما الذي قد يبقى له بعد كل هذه الخبرات وكل هذه التجارب وكل هذه المتع وكل هذه المغامرات ؟ هل هو السبب الذي نولكه جميعنا عندما نُسأل هذا السؤال ؟ الفضول لمعرفة ما سيحدث غدا وبعد غد ؟

وان كان هذا صحيحا فما بالنا وقد يأسنا من تخيل اي تغير قد يحدث في هذا العالم ؟ ما بالنا وقد اصبح الامل لنا كتاب مزيف قد مللنا قرائته ليل ونهار ؟ ففي كل يوم نحياه تبزغ الشمس وتأفل , والقمر يهل ويمحق , والسماء تمطر وتمسك , والانهار تمد وتجزر , والنبات يخرج ويذبل , والحيوانات تتكاثر وتنقرض , والبشر يتدافعون فيما بينهم في صراع ازلي لا هدنة فيه , يقتلون ويُقتلون ويصنعون ويدمرون , ويبتكرون ويخفون . هذه هي الحقيقة وستسمر على ذلك الى الابد , لا شئ هنا قد يبقينا للفضول , الحياة خدعة , والانسان شقي وتعيس , وما تمسكنا بالحياة الا خوفنا المخزي من الموت .






نبذة عن الكاتب