® عضو مميّز ® رسالة sms : عدد المساهمات : 159 نوسا البحر :   2013-03-08, 9:31 am | | كيف تتعاملين مع الزوج الحشري؟
«هل ممكن تفتحى موبايل جوزك وتقعدى تقرأى الرسايل اللى عليه؟ طب لو لقيتِ فى جيبه جاكيتته ورقة متطبقة لونها روز وعليها قلوب حمرا هتفتحيها؟».. دول كانوا سؤالين وجههم د. محمد عمر للسيدات والبنات فى محاضرة حضرتها فى «زدنى» بعنوان «مفاهيم الأسرة»، وكانت إجابة أغلب الموجودات على السؤال الأول بـ«لا»، وعلى السؤال الثانى بـ«نعم»، وبعدين سأل الشباب والرجال: «لو مراتك عندها درج قافلاه بمفتاح وحاطه فيها حاجات خاصة بها، هل هتطلب منها تفتح الدرج ده وتصمم تشوف اللى فيه؟».. وكانت أغلبية الإجابات بـ«نعم»!
وبدأ يكلمنا عن مفهوم مهم جداً فى العلاقة بين الزوجين، ألا وهو الخصوصية، وجه كلامه للبنات وقال: ليه تفتحى ورقة فى جيبه ومتفتحيش رسايل الموبايل؟ طب ما هى الورقة دى زيها زى الرسالة؟ وبعدين حكى لنا موقف حصل له هو شخصياً بخصوص الورقة الروز أم قلوب إياها، حيث حصل فعلا أن مراته لقت ورقة بهذه المواصفات متطبقة ومحطوطة فى جيب جاكتته، بس هى مفتحتهاش، وكانت قصة الورقة دى إنه كان بيدى محاضرة لمجموعة من الطالبات فى جامعة الأزهر، وكانوا البنات بيبعتوا الأسئلة فى ورق زى ما بيحصل فى محاضرات وندوات كتير، وطبعاً أنتم عارفين ألوان الكراريس بتاعة البنات، وكان سبب احتفاظه بالورقة دى أن السؤال عجبه فاحتفظ به عشان يضيف للمادة العلمية للمحاضرة فى المرات التالية، المهم هو اتصرف إزاى؟ قعد مع مراته وحكى لها من غير ما هى تسأل عن قصة الورقة دى، وقعد يدردش معاها فى السؤال.
وبعدين وجه كلامه للرجال عن الدرج أبو مفتاح ده بتاع مراته، وقال لهم: افرض مراتك كان باباها مسافر مثلا وكان بينهم جوابات وكان بيفضفض معاها فى الجوابات دى عن مشكلات، خاصة مثلاً افرض مراتك بتحب تكتب مذكرات وخواطر.. كل دى حاجات مش من حقك تشوفها.
بصراحة موضوع الخصوصية ده فعلا من الموضوعات المهمة والحساسة فى نفس الوقت، وعدم احترام الخصوصية بين الزوجين ممكن يسبب مشكلات كتير، زى مثلا:
إنه ممكن يكون فيه إفشاء لأسرار ناس على علاقة بنا.
لو جوزك مش بيحترم مساحتك الخاصة، هتحسى ناحيته بالغضب اللى ممكن ينفجر فى أى لحظة وفى أى حد.
هتحسى إنك متضايقة منه - لله فى لله، وتمسكى له ع الواحدة وتبقى عيشة بيضا!
ثقتك بنفسك هتتأثر لأنك هتحسى أنك مش قادرة تحافظى على خصوصيتك.
حالتك النفسية اللى مش تمام دى أكيد هتنعكس كمان على ولادك، وتبدأى بقى تطلعى غلبك فيهم، ومش بعيد تلاقى نفسك بتتبعى نفس أسلوب جوزك مع ولادك، فتبقى حاشرة مناخيرك معاهم فى كل كبيرة وصغيرة، ومش مدياهم فرصة يشموا نفسهم! أو ممكن الموضوع ييجى معاكى بالعكس فتديهم مساحة خصوصية أكبر من اللازم، وما قد يترتب على ذلك من مشكلات.
طب تعملى إيه بقى لو جوزك حشرى؟
أولاً.. لازم أنت تحترمى خصوصيته، متبقيش طول الوقت شاكة فيه من غير سبب،
لما يكون «الفار بيلعب فى عبك»، متلعبيش دور المفتش كورومبو! لكن اقعدى واتكلمى معاه بصراحة.
استخدمى ردود فيها دعابة أحياناً واقلبى الموضوع هزار لو جوزك مثلا طلب منك يشوف حاجة أنت شايفة أنها تعدى على مساحتك الخاصة.
طمنى جوزك من نفسك لو حسيتِ إن فيه حاجة مش مريحاه.
خليكي صريحة معاه وصادقة، ماتكذبيش أبداً مهما كانت الظروف والضغوط لأن الثقة هى أهم حاجة نقدر نبنى عليها الخصوصية.
احكى لجوزك عن الحاجات اللى المفروض يكون على علم بيها، متخبيش عليه.
اتمسكى بحقك فى الخصوصية, ومن غير صدام فى نفس الوقت، لأنك لو سمحتِ له إنه يعرف أو يطلع على حاجة مش من حقه، هيبقى صعب بعد كده إنك تغيرى أسلوبك.
حددى المساحات اللى مش من حق جوزك يتدخل فيها، زى مثلا مشاكل خاصة بعائلتك أو صديقاتك، أو مذكرات بتكتبيها.. إلخ، دى حاجة ترجعلك.
مش عارفة بصراحة هل ممكن تتكلمى مع جوزك فى موضوع الخصوصية ده كده صراحة، هل ده هيضايقه ولا هيتقبل كلامك ويتفهمه؟ اوزنى الأمور وشوفى.
وعلى فكرة.. وجود مساحة خاصة لكلا الزوجين مش معناه الجفا والبعد، ده شىء صحى جداً إننا نتشارك فى حاجات وننفرد فى حاجات مهما زادت بيننا الحاجات المشتركة، وده لإننا ببساطة شخصين مختلفين.
وأخيراً تعالوا نختم ببعض الكلمات لـ«جبران خليل جبران» من كتابه «النبى»:
فليكن بين وجودكم معا فسحات تفصلكم بعضكم عن بعض، حتى ترقص أرياح السموات فيما بينكم.
أحبوا بعضكم بعضا، ولكن لا تقيدوا المحبة بالقيود.
أعطوا من خبزكم كل واحد لرفيقه، ولكن لا تأكلوا من الرغيف الواحد.
كما أن أوتار القيثارة يقوم كل واحد منها وحده، ولكنها جميعاً تخرج نغما واحداً.
قفوا معا، ولكن لا يقرب أحدكم من الآخر كثيراً، لأن عمودى الهيكل يقفان منفصلين
| |
| |
