“فودكا” لـ أشرف عبد الشافي.. الدليل الشامل للبغاء الصحفي في مصر
س1: ما أكبر مشكلة قد تواجه صحفيا مبتدئا في بلاط صاحبة الجلالة؟
غلط.. ليس الحصول على معلومة ولا خبر أو رقم مصدر مهم.. المشكلة الأكبر، هي معرفة “خريطة الحسابات والتربيطات” في البلاد، فعلى المحرر الصحفي الناجح أن يعي جيدا قيمة المصدر نفسه الذي يكتب عنه أو لأجله.. قيمته بالنسبة للجريدة التي يعمل بها ولمجلس إدارتها.. وقطعا بالنسبة لرئيس التحرير اللي لازم ينوبه من الحب جانبا.
كان هذا هو الدرس الأول الذي علمتني الصدفة وحدها إياه في عالم الصحافة في بلادنا.. أول تقرير أعده للنشر في جرنال كبير محترم رفضه رئيس التحرير لأنه عن “ساويرس”.. وقال لي حاسما: “لو ساويرس خد نوبل مش هانكتب كلمة عنه”.. وعلمت يومها أن سيرة “ساويرس” لا تأتي في الجرنال لا بخير ولا بشر.. لكني لم أعلم كيف يمكن لـ “ساويرس” أن يحصل على نوبل! ونصحني رئيس التحرير يومها “لأني شاطر وييجي مني” بإني لابد لي من معرفة مين معانا ومين علينا.. ويقصد طبعا الجرنال والإدارة، وهو شخصياُ.
بعد كل تلك السنين يأتي كتاب “فودكا” للصحفي والروائي أشرف عبد الشافي، ليذكرني بهذا الدرس، بل ويقدم لكل الذين لا يعرفون أو يعرفون ويطنشون “دليل البغاء الصحفي والإعلامي في مصر”.. دليل شامل بالأسماء والأدلة.. وسجل حافل بالوقائع المشينة والمواقف اللا آدمية الحقيقة.. لأبطال مزيفين من ورق رخيص في دراما عالمنا الصحفي والإعلامي السياسي المدنس في الأساس ومش ناقص.
س2: ما أكبر مشكلة قد تواجهك عند الكتابة عن “فودكا” عبد الشافي؟
برضه غلط.. ليست المشكلة في ما يمكنك قوله عن الكتاب أو كاتبه.. المشكلة الحقيقية هي، أين تنشر ما تكتبه عن كتاب كهذا؟ سواء كتبت خبرا أو تقريرا، لن نقول قراءة أو عرضا للكتاب وفصوله وأبطاله، الذين هم أصلا -ومش صدفة يعني- أصحاب المؤسسات الإعلامية ورؤساء تحرير أغنى وأشهر الصحف في مصر.. ولا تنسوا أنهم أيضا أهم “مستشاري” البلاد في زمن البغاء.. وذلك ليس الإيفيه الوحيد.
هل يمكن للمصري اليوم، مثلا، أن تستعرض أحد فصول الكتاب في إحدى صفحاتها الأدبية الجميلة التي نتابعها؟ أو حتى خبرا صغيرا في زاوية “صدر حديثاُ”؟ وتنسى أن “صلاح دياب” هو “أذكى خلق الله” كما يذكرنا عبد الشافي في مقال قديم للراحل عبد الله كمال بطل الجزء الأول من البغاء الصحفي.. والحرب التي اشتعلت بين رجل الأعمال والإعلامي الراحل، وبينهما مجدي الجلاد، الذي ذهب ليكمل كاسات الـ “فودكا” في صحة “الوطن”.. و”مات عبد الله كمال” ليرى عبد الشافي بعينيه في العزاء قتلة الرجل يبكونه ويودعنه بالدموع الزائفة أمام الكاميرات.
– يبقى مفيش غير “اليوم السابع”؟
مش هاينفع طبعا فـ خالد صلاح بطل رئيسي في دراما “البغاء الصحفي”، هو و”جيل اليوم السابع” وأبطالها ومموليها ومستشاريها، من أول هاني صلاح الدين، ومحمد فودة، لغاية “أبو هشيمة” والمطربة بوسي.
جريدة “الشروق” تحتفي دائماً بالإصدارات الجديدة، خصوصاً المثيرة للجدل، ربما سترى “فودكا” في قائمة البيست سيلر التي تنشرها الجريدة يومياً في صفحتها الأدبية.
إذا كانت مكتبة الشروق نفسها لا تعرض الكتاب في مكتباتها بسبب ما ورد من سيرة “إبراهيم المعلم” بين طيات و كاسات “فودكا”.. وعلاقته بسوزان مبارك وفلوس مشروع مكتبة الأسرة والقضية التي تم الطرمخة عليها، واستمرت سفينة المعلم تتوغل وتنتشر وتنشر الكتب وتبيعها بأسعار تناسب سكان التجمع الخامس فقط.. وتمنع عن الجمهور الكتب التي لا تراها مناسبة أو اللي مش على مزاجها.
مواقع و جرائد الإخوان لن يمكنها استغلال الكتاب في مهاجمة هؤلاء الصحفيين الإعلاميين لورود أسماء وشخصيات بغائية تلعب الآن في صف الجماعة، فرع قطر، بعدما كانت تلعب في صفوف فرق أخرى في الجزء الأول من كتاب “البغاء الصحفي”، أمثال كابتن وائل قنديل، ومحمد ناصر، وسامي كمال الدين، وغيرهم من الفراودة الكبار.
حتى جابر القرموطي، اللي ممكن يعمل أي حاجة قد تتخيلها أو لا تأتي في بال بشر، مش هايقدر يزعل كل زملاء المهنة دول علشان خاطر كتاب أو كاتب، حتى لو كان أصلا برنامجه (مانشيت) أولى بأن يستعرض فصوله.
س3: ما أكبر مشكلة قد تواجه صاحب الكتاب أو من يكتب عنه أو حتى يعدي من تحت بيته؟
أبداً.. فلسوف يجلس في بيتهم على أقل تقدير بلا عمل فترة كويسة، كما حدث لصاحب الكتاب نفسه ولمدة تعلّم أي حد الأدب وتجعله لا يتجرأ على أسياد الوطن، لكنه مجنون وفاجأهم وفاجئنا بجزء جديد لأبطال جدد في البغاء.
ربما عليك أن تعمل في مجال آخر غير الإعلام إذا كنت لا تجيد البغاء أو تسكت عنه.. أنت حر، اختار اللي يريحك.. المهم تعرف تنام وضميرك مرتاح.
الإفيه الأخير:
أغلب من كتب عن “فوكا”، لمجاملة كاتبه على الأقل لمجهوده في العمل الذي يستحق الإشادة، كتبوا عن محتوى الكتاب وموضوعاته وكشف الخبايا والصراعات، دون ذكر اسم واحد من هؤلاء الذين يحكي عنهم الكتاب، وهناك من اعترف صراحة أنه لن يجرؤ على كتابة اسم واحد من الذين تم ذكرهم في “فودكا”، لأنهم “أصدقاء وزملاء مهنة”.
محب سمير
2015-11-07, 9:03 pm
