مدرسةٌ مُهمَلةٌ على ناصية القرية
كدليل صارخ على سياسات الدولة التى تسعى إلى تجريف العقول
تصطفّ على سورها التكاتك تلك الفيروسات التى توغّلت فى شرايين القرية و طفحت على جلد شوارعها بقعا سوداء
ناشرة عدوى الفوضى والعشوائيّة وانعدام القيم!!!
....
آباءٌ يتصبّبون عرقا وفقرا تحت شمس غلاء الأسعار!!
وها هو غول الدروس الخصوصية ينقضّ عليهم فاغرا فاه !!!
ملتهما دماء أموالهم ومعتصرا جيوبهم بأنيابه حتى آخر قطرة !!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
"تتسبب الدروس الخصوصيّة في صداع مزمن لأولياء الأمور ، فضلاً عن الضغط النفسي الذي يعيشونه منذ بداية العام الدراسي، فهم يُنفقون عليها كثيراً من المال، ويعوّلون كثيرا على مستقبل اولادهم ويسعون بكلّ ما يملكون إلى تمكينهم من التحصيل العلمي، وتحقيق غاياتهم المنشودة. وحيال ذلك، يتكبّدون نفقات باهظة، لم تكن بحسبانهم ولا مدرجة في خطط إنفاقهم في ظل هذا الغلاء الفاحش.
ويُلاحظ أنّه بعد أوّل شهر من الدراسة، يختفي التلاميذ من المدارس ،وقيل إنّ الغياب الجماعي جاء بناء على أوامر من قبل القائمين على تلك المدارس، بهدف التفرّغ للدروس الخصوصية التي صارت بديلاً يعتمد عليها التلاميذ بشكل رئيسي. بسبب ضعف المستوى العلمي والتربوي لبعض المدرّسين، وبالإضافة إلى اكتظاظ التلاميذ في حجرات الفصول
إنّ الدروس الخصوصية ظاهرة مرفوضة من الناحية الموضوعية، لكنّها مرتبطة بنظام تعليمي مشوَّه، وإذا أردنا القضاء على هذه الظاهرة علينا إصلاح التعليم بصورة حقيقية وليس من خلال التصريحات، وضرورة زيادة الرقابة على المدارس، وتنقية المناهج وتنقيحها حتى لا يلجأ التلميذ للدروس الخصوصية، والقضاء على الازدحام داخل الفصول، ووضع منهج وامتحان يخاطب الفهم والتذكر، وإجبار المعلم على الشرح، ثم تأتي مرحلة إغلاق مراكز الدروس الخصوصية، التي باتت وبالاً كبيراً على المصريين.
إنّ انتشار الدروس الخصوصية ظاهرة اجتماعية فاسدة راحت تتجذّر في المجتمع، والحكومة هى المسؤولة عن عدم المتابعة الحقيقية لأحوال المدارس بالإضافة إلى أنّ طريقة الامتحانات ساعدت على تعاظم تلك الظاهرة، لا سيّما أنّ الامتحانات تفتقر إلى مهارات التفكير ولا تقيس مستوى ذكاء التلميذ وفهمه
الدروس الخصوصيّة غير صحيّة،
وكلّ من المدرّس والتلميذ والأسرة والحكومة يشتركون جميعاً في انتشارها. ا