أنا عندي 23 سنة تقدم لي حد عن طريق الشغل وكان مناسب ووافقت عليه في الأول علشان مناسب ولما اتخطبنا كان بيعمل كل حاجة تخليني أحبه وأتعلق بيه وفعلا حبيته أوي وأخلصت ليه لدرجة إني أي حاجة يطلبها مني كنت باعملها علشان أرضيه حتى لو كانت الحاجة دي أنا مش مقتنعة بيها أو الحاجة دي مش من حقنا في الوقت الحالي؛ لأننا لسه مخطوبين بس، وكان مخليني أسعد واحدة في الدنيا بشهادة كل الناس القريبين مني.
وبعد فترة قصيرة عرفت إن فيه مشاكل بينه وبين مامته لأنها عايزة تجوّزه بنت أختها وسابني عشان خاطر مامته، أنا مش عارفة دلوقتي أعمل إيه أنا لسه بحبه وحاسة إني اتظلمت أوي ومش عافه هو حبني ولا أنا كنت حاجة كان حابب يمتلكها، وبعدين لما ملكها خلاص مش فارقة معاه؟
dream.dalia
واهم هو من تخيل أنه يستطيع أن يبني سعادته على تعاسة غيره، مخطئ هو من يتخيل أنه سوف يهنأ بحياة كريمة وأسرة سعيدة قامت على أنقاض مشاعر إنسانة أخرى لا ذنب لها في دنياها سوى أنها أحبت بصدق وأعطت بصدق (فأفرطت في العطاء)، وهذا بالمناسبة ربما يكون سببا رئيسيا في أن يدبّ الفراق بينكما؛ لأنك آمنت وأعطيت من منطلق يقين بأن كليكما ملكا للآخر في حين أن الله هو من يوزّع أملاكه وليس عبيده، على أية حال لهذا الحديث معرض آخر ليس هنا بالتأكيد.
بالتأكيد لك كل الحق في أن تحزني على مشاعر غالية ضاعت هباء منثورا، بدون شك هو حقك في أن تبكي على أوقات جميلة تمنيتِ أن يتمها الله بالزواج، بالتأكيد تشتاقين لضحكات صادقة وابتسامات بريئة مع هذا الشخص، لك كل الحق في أن تحزني وتأخذي كامل وقتك في الحزن ولكن.......
هل يحق البكاء على شخص لم يمتلك الشجاعة الكافية كي يدافع عنك وعن حبكما ومشروع الزواج الصغير الذي تمنيتماه سويا، هل يستحق دموعك من لم يجد في زواجكما شيئا يستحق الدفاع عنه والوقوف موقفا أقوى من هذا الموقف، وأنا هنا لا أحرّضه بالمناسبة على عصيان أمه، إنما كان على الأقل يجب أن يحاول قدر الإمكان أن يقنعها بك بشكل أقوى.
كم هي عظيمة تلك النعمة التي منحنا الله إياها، ولكننا لا نعرف قيمتها فحسب وهي نعمة النسيان؛ بها يلتئم الجرح مهما كان غائرا، وتجف الدموع مهما كانت غزيرة، وتعود بها الابتسامة على وجوه تشققت من فرط البكاء.. حاولي أن تنسيه والله معك.