آخر المساهمات
2024-05-16, 2:37 am
2024-05-04, 8:54 am
2024-05-04, 8:53 am
2024-04-28, 10:02 pm
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-02, 5:16 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

أجمل أشعار صلاح عبد الصبور,مختارات من أجمل ما كتب صلاح عبد الصبور

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11556
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : أجمل أشعار صلاح عبد الصبور,مختارات من أجمل ما كتب صلاح عبد الصبور 15781612
أجمل أشعار صلاح عبد الصبور,مختارات من أجمل ما كتب صلاح عبد الصبور Icon_minitime 2013-09-22, 11:18 am
منتخبات من أعمال صلاح عبد الصبور


منتخب "الناس في بلادي"



رحلة في الليل



1- بحر الحِداد

الليل يا صديقتي يَنْفُضُني بلا ضمير

ويطلق الظنون في فراشيَ الصغير

ويثقل الفؤاد بالسوادْ

ورحلةِ الضياعِ في بحر الحِدادْ

فحين يقبل المساء، يقفر الطريق، والظلام محنة الغريب

يهبّ ثلّة الرفاق، فُضَّ مجلسُ السمرْ

"إلى اللقاء" – وافترقنا – "نلتقي مساءَ غدْ"

"الرخ ماتَ - فاحترس. الشاه ماتْ!"

"لم يُنجِه التدبيرُ، إني لاعب خطيرْ"

"إلى اللقاء " – وافترقنا – "نلتقي مساء غد"

أعود يا صديقتي لمنزلي الصغيرْ

وفي فراشيَ الظنون، لم تَدَع جفْني ينام

ما زال في عرض الطريق تائهونَ يظلعونْ

ثلاثةٌ أصواتهم تنداح في دوامة السكونْ

كأنهم يبكونْ

- "لا شيء في الدنيا جميل كالنساء في الشتاءْ"

- "الخمرُ تهتك السِرارْ"

- "وتفضح الإزارْ"

- "والشعارَ... والدثارْ"

ويضحكون ضحكةً بلا تخومْ

ويقفر الطريق من ثُغاءِ هؤلاءْ



2- أغنية صغيرة

إليكِ يا صديقتي أغنيةً صغيرهْ

عن طائر صغيرْ

في عشّه واحدهُ الزَغيبْ

وإلفُهُ الحبيب

يكفيهما من الشراب حسوتا منقار

ومن بيادر الغلال حبّتانْ

وفي ظلام الليل يعقد الجناحَ صُرَّةً من الحنانْ

على وحيده الزغيب

ذات مساء، حطَّ من عالي السماءِ أجدلٌ منهومْ

ليشرب الدماء

ويعلك الأشلاء والذِماء

وحار طائري الصغيرُ برهةً، ثم انتفض...

معذرةً، صديقتي... حكايتي حزينة الختامْ

لأنني حزين...



3- نزهة الجبل

الطارق المجهول، يا صديقتي ملثّم شرّيرْ

عيناه خنجران مَسْقيان بالسموم

والوجه من تحت اللثام وجه بوم

لكنّ صوته الأجشَّ يشدخُ المساءْ

"إلى المصير"...! والمصير هوّة تُروِّع الظنونْ

وفي لقائنا الأخير يا صديقتي وعدتِني بنزهة على الجبل

أريد أن أعيش كي أشمّ نفحة الجبل

لكن هذا الطارق الشرّير فوق بابيَ الصغيرْ

قد مدّ من أكتافه الغلاظِ جذعَ نخلةٍ عقيمْ

وموعدي المصيرُ... والمصيرُ هوّة تروّع الظنون



4- السندباد

في آخر المساء يَمْتَلي الوسادُ بالورق

كوجه فأر ميت طلاسمُ الخطوطْ

وينضحُ الجبينُ بالعرقْ

ويلتوي الدخانُ أخطبوطْ

في آخر المساء عاد السندباد

ليُرسيَ السفينْ

وفي الصباح يعقد النُدْمَانُ مجلس النَدَمْ

ليسمعوا حكاية الضياع في بحر العدمْ

السندباد:

(لا تحكِ للرفيق عن مخاطر الطريق)

(إن قلتَ للصاحي انتشيتُ قال: كيفْ؟)

(السندبادُ كالإعصارِ إن يهدأ يَمُتْ)

الندامى:

هذا محالٌ سندبادُ أن نجوب في البلاد!

إنّا هنا نضاجع النساءْ

ونغرس الكروم

ونعصر النبيذ للشتاء

ونقرأ (الكتاب) في الصباح والمساءْ

وحينما تعود نعدو نحو مجلس النَدَم

تحكي لنا حكاية الضياع في بحر العدم



5- الميلاد الثاني

في الفجر يا صديقتي تُولد نفسي من جديدْ

كل صباح أحتفي بعيدها السعيدْ

ما زلتُ حيّاً! فرحتي! ما زلتُ والكلامُ والسبابُ

والسُعَالْ

وشاطىء البحار ما يزال يقذف الأصداف واللآلْ

والسحب ما تزالْ

تسحّ، والمخاضُ يُلجىء النساء للوسادْ

ويلعب الأطفال فوق أسطح البيوتِ

لعبة العريس والعروس والتبات والنبات

والوردُ في خدّ البنات

وعند شط النهر عاشقان سارحانْ

لله ما أحلى عيون العاشقين حين يبسمونْ

ويقسمونْ

بحُرْمة الشجونْ

وبالليالي المثقلاتِ، وانتفاضةِ الحنين

وبالسواد في العيونْ

العهد لن يهون

صديقتي، عمي صباحاً، هل ذكرتُ نزهةَ الجبل



6- إلى الأبد

"الرخ مات - لا تُرَعْ - فالشاه ما يزال"

والشاه بالبيادق التأمْ

"إلى اللقاء" -

وافترقنا -

"نلتقي مساء غد"

لنكمل النِزال فوق رقعة السواد والبياض

وبعد غد!

وبعد غد!

سنلتقي...

إلى الأبد...









منتخب "أقول لكم"



الظل والصليب



-1-

هذا زمان السأمْ

نفخُ الأراجيل سأمْ

دبيبُ فخذ امرأة ما بين إليتيْ رَجُلْ...

سأمْ

لا عمقَ للألمْ

لأنه كالزيت فوق صفحة السأمْ

لا طعمَ للندمْ

لأنهم لا يحملون الوِزْرَ إلا لحظةً...

ويهبطُ السأمْ

يغسلهم من رأسهمْ إلى القَدَمْ

طهارةً بيضاءَ تُنبتُ القبورَ في مَغاوِرِ النَدَم

ندفن فيها جثث الأفكار والأحزان، من

تُرابها...

يقوم هيكلُ الإنسانْ

إنسانُ هذا العصر والأوانْ

"أنا رجعتُ من بحار الفكر دون فكْر

قابلني الفكرُ، ولكني رجعتُ دون فكْر

أنا رجعتُ من بحار الموت دون موت

حين أتاني الموتُ، لم يجد لديّ ما يُميتُهُ،

وعُدْتُ دون موت

أنا الذي أحيا بلا أبعادْ

أنا الذي أحيا بلا آمادْ

أنا الذي أحيا بلا أمجادْ

أنا الذي أحيا بلا ظلّ... بلا صليبْ

الظلّ لصّ يسرق السعادهْ

ومَنْ يَعِشْ بظلِّهِ يمشي إلى الصليب، في نهاية

الطريقْ

يصلبُهُ حزنُهُ، تُسْمَلُ عيناهُ بلا بريق

يا شجر الصفصاف: إنّ ألفَ غصن من غصونكَ

الكثيفهْ

تنبتُ في الصحراء لو سكبتُ دمعتين

تصلبُني يا شجر الصفصاف لو فكّرتْ

تصلبني يا شجر الصفصاف لو ذَكَرتْ

تصلبني يا شجر الصفصاف لو حملتُ ظلّي فوقَ

كِتْفي، وانطلقت

وانكسَرْتْ

أو انتصرتْ

إنسانُ هذا العصرِ سيّد الحياهْ

لأنه يعيشها سأم...

يَزْني بها سأم...

يموتها سأم...



-2-

قُلْتُم لي:

لا تدسُسْ أنفَكَ فيما يعني جارَكْ

لكنّي أسألكم أن تعطوني أنفي

وجهي في مرآتي مجدوعُ الأنف



-3-

ملاّحنا ينتف شعرَ الذقن في جنون

يدعو إله النِقْمةِ المجنونِ أن يلين قلبه، ولا يلين

"ينشدُهُ أبناءَه وأهلَه الأدْنَيْنَ، والوسادة التي

لوى عليها فخذَ زوجِهِ، أولدَها محمداً وأحمداً

وسيّدا

وخضرةَ البكرَ التي لم يَفْتَرِعْ حِجابها إنسٌ

ولا شيطان"

"يدعو إله النعمة الأمين أن يرعاهُ حتى يَقْضيَ

الصلاةَ،

حتى يؤتيَ الزكاةَ، حتى يَنْحرَ القربانَ، حتى يبتني

بحُرِّ مالِهِ كنيسةً ومسجداً وخانْ"

للفقراء التاعسينَ من صعاليك الزمانْ

ملاّحُنا يَلوي أصابعاً خطاطيفَ على المِجْدافِ والسكان

ملاّحُنا هوى إلى قاع السفين، واستكانْ

وجاش بالبُكا بلا دمع... بلا لسانْ

ملاّحُنا مات قبيل الموت، حين ودّع الأصحاب

... والأحبابَ والزمانَ والمكانْ

عادت إلى قمقمها حياتُهُ، وانكمَشَت أعضاؤه، ومال

ومدّ جسمه على خطّ الزوالْ

يا شيخنا الملاّح...

... قلبكُ الجريء كان ثابتاً فما له استُطير

أشار بالأصابِع الملويّة الأعناق نحو المشرق البعيدْ...

ثمّ قالْ:

- هذي جبال الملح والقصدير

فكلّ مركبٍ تجيئُها تَدورْ

تحطُمُها الصخورْ

وانكبتا... ندنو من المحظور، لن يُفلتنا المحظورْ

- هذي إذنْ جبال الملح والقصديرْ

وافرحاً... نعيش في مشارف المحظورْ

نموت بعد أن نذوق لحظة الرعب المرير والتوقّع المرير

وبعد آلاف الليالي من زماننا الضريرْ

مضتْ ثقيلاتِ الخطى على عصا التدبّرِ البصيرْ

ملاّحنا أسلم سُؤرَ الروحِ قبل أن نلامس الجبل

وطار قلبه من الوجل

كان سليم الجسم، دون جرحٍ، دون خدشٍ، دون دم

حين هَوَتْ حبالُنا بجسمه الضئيل نحو القاعْ

ولم يعشْ لينتصرْ

ولم يعشْ لينهزمْ

ملاّحُ هذا العصر سيّد البحارْ

لأنه يعيش دون أن يُريق نقطةً من دمّ

لأنه يموت قبل أن يصارع التيّارْ



-4-

هذا زمن الحقّ الضائع

لا يعرف فيه مقتولٌ مَنْ قاتِلُهُ ومتى قتَلَه

ورؤوسُ الناس على جثث الحيوانات

ورؤوسُ الحيوانات على جثث الناسْ

فتحسّس رأسك!

فتحسّس رأسك!









منتخب "أحلام الفارس القديم"



الحب في هذا الزمان

تسألني رفيقتي: ما آخر الطريقْ

وهل عرفتُ أوّلَهْ

نحن دمىً شاخصةٌ

فوق ستارٍ مُسْدَلَهْ

خطىً تشابكتْ بلا...

قصدٍ، على دربٍ قصيرٍ ضيّقِ

الله وحدَهُ الذي يعلمُ ما غايةُ هذا الولهِ المؤرّقِ

يعلمُ هل تُدركُنا السعادهْ

أم الشقاءُ والنَدَمْ؟

وكيف توضع النهايةُ المعادَهْ

الموتُ... أو نوازِعُ السأمْ؟

يعلمُ، حين نلتقي بعد سنين أو شهورْ

هل سيكون في العيون وَجْدُها

هل سيكون في العيون حقدُها

أم نلتقي كالأصدقاء القدماءْ

يسلِّمون في فتورْ...

يُودّعونَ في فتورْ...



الحبّ يا رفيقتي، قد كانْ

في أول الزمانْ

يخضع للترتيب والحُسبانْ

"نظرةٌ، فابتسامةٌ، فسلامٌ

فكلامٌ، فموعدٌ، فلقاءُ"

اليومَ... يا عجائب الزمان!

قد يلتقي في الحبّ عاشقانْ

من قبل أن يبتسما

ذكرت أننا كعاشقين عصريين، يا رفيقتي

ذقنا الذي ذقناهْ

من قبل أن نشتهيهْ

ورغم عِلمنا

بأن ما ننسجهُ مُلاءةً لفرْشِنا

تنقضُهُ أناملُ الصباحْ

وأن ما نهمِسُهُ، نُنعش أعصابَنا

يقتُلُه البُواحْ

فقد نسجناهُ

وقد همَسْنَاهُ



الحبّ في هذا الزمان يا رفيقتي...

كالحزن، لا يعيش إلاّ لحظةَ البكاءْ

أو لحظةَ الشَبقْ

الحب بالفطانةِ اختنقْ

إذا افترقنا، يا رفيقتي، فلنلقِ كلّ اللومْ

على زماننا

ولننفض الأيدي في التذكار والنَدَمْ

ولنَمْسَحِ الظلالَ عن عيوننا

ولنبتسمْ في ثقةٍ، بأنّ ما حَدثْ

كان إرادةَ القَدَرْ

وأن آمراً أمَرْ

وأننا قد استجبنا للذي نُحسُّهُ

حين قتلْنا حِسّنا

وأن ما مضى

أهونُ من أن نحمله كأمسِنا

من أن يمدّ ظِلّهُ البغيضْ

على شبابنا

ولننطلقْ مغامرين ضائعَينِ في البحار العَكِرَه

نمدّ جسْمَنا الجديبَ، والضلوع المقفرهْ

في الغرفِ الجديدة المؤجّرَهْ

بين صدورٍ أُخَرٍ مُعْتصِرَهْ







منتخب "تأمّلات في زمن جريح"



طفل

قولي... أماتْ

جسِّيه... جسّي وجنتيه

هذا البريق

ما زال ومضٌ منه يفرش مقلتيه

هذي أصابعه النحيلهْ

هذي جدائله الطويلهْ

أنفاسه المتردّداتُ بصدره الوردي كالنغم الأخير

من عازف وفد النعاس عليه في الليل الأخير

وتلك جبهته النبيله

بيضاء يلمع فوق موجتها الزبد

قولي... أمات

وأنا غدوت بلا أحد



وسألتني... ما الوقت، هل دلف المساء؟

- أتذهبين؟

ولِمَ نُطيلُ عذابَهُ حتى الصباح

لن يُرجعَ الصبح الحياة إليه،

ما جدوى الصباح؟



وَمَضَ الشعاعُ بعينه الهدباء ومضته الأخيرة

ثم احترق

ورأيت شيئاً من تراب الوجنتين

ربّاه: فوق الصدر، فوق الساعدين

والعازف المغلوب نام، ومات في الصمت الكبير

نغمٌ أخير



وسألت... مات؟ أجل سأبكيه،

سنبكيه معاً

ووجمت، لا الجفن اختلج

ونهضتِ، ثم فتحت هذا الباب في صمت ملول

ونظرت خلف الباب تلتمسين سلَّمَة النزول

ووقفت، ثم رجعت في عينيك شيء من وهج

كي تلمسيه

وتغمضي عينيه أو تتأمّليه

لا تلمسيه!

هذا الصبي ابن السنين الداميات العاريات من الفرح

هو فرحتي،

لا تلمسيه!

أسكنته صدري فنام

وسّدته قلبي الكسير

وسقيتُ مدفنَه دمي

وجعلتُ حائطه الضلوع

وأنرت من هُدْبي الشموعْ

ليزوره عمري الظمي...







منتخب "شجر الليل"



توافقات

يعتريني المزاج الرمادي، حين تصـير

السمـاء، رمـادية، حيـن تـذبلُ

شمس الأصيل، وتهوي على خنـجر

الشجر، النـقطُ الشـفقية تنـزفُ

منها، تـموت بلا ضجّة، ويـواري

أضالعها العـاريات الترابُ الرمـيم

يعـتريني المزاج الترابي، حين تصـير

السماء ترابية، حين يصبـح مـرجُ

السماء جديباً، كصحراء تنحلُّ فيها

النجوم رمالاً، وينحلُّ حتى يـذوب

ببطـن الهيـولي الـقديم التـرابُ

السقيمْ...



يطلـع الصبـحُ، يطلـع فيّ صباحٌ،

فـلا باهـرَ الضـوء، أو مشـرقَ

القسـماتِ، ولكـنه فارغٌ، الكلامُ

مـحارٌ رخيـص، وقلـبيَ يفـرغُ

من حـزنه الغسـقي لكي يشـربَ

الضجـر الماسـخَ الطعـم، مـوجٌ

مـن اللحظـات البطـيئة يحملـني

مثلـما يحمـل النسـر والـدود أو

يحمـل الزهـرَ والفطـر والعشـب

والريـح، أو يحمـل العشـق والقتلَ

أو يحمـل الذكريـاتِ الغـبية، يلقي

بـها في ظـلام شـطوط المسـاء...

السديمْ...



هـنا أنـا سـائرٌ في الفصـول، عليلٌ

صـحيح، كئيبٌ، وأخشـى الكآبـةَ

حيناً، وتمضـي الحياةُ تعيد مداراتـها،

والشـموس النجوم تعيد استدارتـها،

وروحي تعيد ولادتـها واحتضاراتـها

والشموسُ النجومْ...



والشـموسُ النجومُ الأهـلَّةُ، يـا زمناً

فاتراً، يا حياةً تجرّب كيف تقلّد صورتها

في الزمان البعيد القديمْ.



ها أنا أستديرُ بوجهـي إليك، أيـا زمناً

ليـس يوجـدُ بعد، أيـا زمناً قـادماً

من وراء الغيومْ.



ها أنا أسـتدير بوجهي إلـيك، فأبكي

لأن انتظـاريَ طـال، لأن انتظـاري

يطـول، لأنك قـد لا تـجيء، لأن

النجـوم تكذّب ظنـي، لأن كـتاب

الطـوالـع يزعـم أنـك تأتـي إذا

اقـتـرن النسـر والأفـعـوان، لأن

الشـواهد لم تتكشّـف، لأن الليـالي

الحبالى يلدن ضُحـىً مجهضـاً، ولأن

الإشارات حين تجيء...



تجيء إلينا الإشارات من مرصدِ

الغيب يكشفُ عن سرّها

العلماء الثقات، تقول:

انتظار عقيم!

انتظار عقيم!

انتظار عقيم!







منتخب "الأميرة تنتظر"



الأميرة:

ما جاء بك الليلة؟

السمندل:

قلب يبحث عن أضلاعه

الأميرة:

هذا ما أعددت من الكلمات لتلقاني

تنفخ في كلماتك كالفقاعات

حتى تصبح فارغة برّاقه

السمندل:

ما هذا صوتي، بل صوت الحب

الأميرة:

أرجوك... لا... لا...

لا تفسدها

السمندل:

ماذا؟

الأميرة:

اللحظة

انظرن، صديقاتي

انتظرت كل خلايا جسمي لمسة هذي اللحظة

انتفض دمي يتشهّى رعشتها النارية من أزمان

دار حوالي مقدمها المتسربل في غيب الليل

نومي ومقامي

أكلت هذي اللحظة من أرقي، شربت من عطشي

لبست أيامي

علّقت بذروتها الموعودة عنقي،

وتدلّيت لأنتظر القادم ذات مساء

كنت أقول لنفسي

هل يأتي منتقماً، أو مزدرياً، أو مكتئباً، أو منكسرا

أو ندماناً، أو مجروحاً، أو محتضرا

لكن واأسفاه

ها هو ذا يأتي متشحاً بالكذْب كما اعتاد

قد عامت في شفتيه الألفاظ

لامعة ومراوغة كالزيت

واأسفاه ما زلت كما أنت

أوه، اذهب عني... لا... لا تذهب

أغفر لك كل خطاياك

إلاّ أن تفسد لحظة صدق

الوصيفة الثالثة:

عجباً

تذكر أن قد أفسد لحظتها الموعوده

لكن تنسى أن قد أفسد كلّ العمر

السمندل:

صمتاً يا شمطاء

لم أفسده، لكني أنضجته

صارت بنت العشرين

تحت جناحي امرأة حافلة بالشهوة والنار

بالمتعة والعار

بالحب وبالبغض

والرغبة والرفض

الوصيفة الثانية:

أنت قتلت أباها...

السمندل:

ها... لم أقتله، لكني عجّلت بموته

كان هباء منثوراً فوق ملاءته المهترئة

ما كدت ألامسه حتى طار على أجنحة الموت

الأميرة:

ما أغرب ما خدعتني عيناي

كم أنت ثقيل الوطأة حين تريد استعراض ذكائك

السمندل:

كان أبوك مريضاً منذ رأت عيناك النور

كان العامّة حين تدور الكأس يقولون:

أن السوس الناخر في أخشاب المخدع

قد جاوزها ليعربد في ساق الملك الخشبيه

بل كان البعض يقولون:

أن ضموراً قد مسّ الأعضاء الملكية

حتى ضاقت كتفاه، وقصرت كفّاه

بل قد شاعت شائعة أن هزلت ساقاه

حتى صارت ساق الملك الخشبيّه

أقصر من ساق الملك الأخرى الحيّه

بل قالوا انْ لحيته قد سقطت

انْ قد برز له نهدان

الأميرة:

جلف أيضاً

السمندل:

مسّت رأسي الفكرة ذات مساء

كنّا نسمر فيه نحن الحرّاس

في نوبتنا فوق السور

وسمعت القائل:

الملك سيمضي لم يُنجب ولداً كي يخلفه في عرشه

كي يرفع خيمته المنهاره

الأميرة:

ولهذا قدمت إلى الحب... بلا حب

السمندل:

عشر سنين يا طفله

لكني... كنت أحبّك

الأميرة:

لم أصبح طفله

السمندل:

بللت عروقك بالحلوى والقبلات

حتى دارت أثمارك في ثوبك

فهززت غصونك، فانفرط العقد

الأميرة:

لا يحكي عن مضجعه إلاّ رجل وغد

السمندل:

أنا لا أحكي

لكني أتذكّر

أذكر حين أملتك نحوي أول مرّة

واهتزّ النهدان كما يرتجف العصفور المبتلّ

وتمايل قدّك كالغصن المثقل

هذا كان...

في العام السادس من صحبتنا

أذكر حين تمدّدنا عريانين لأول مرّة

وتعانقنا حتى مات الظلّ ومات النور

في حضنينا

هذا كان في العام الثامن من صحبتنا

كنت تقولين إذا داعبك الحبّ فأيقظ أوتارك

"يا قمري العريان

يا وردتي الملتهبهْ

يداك حبل وضلوعي عربهْ

قدني إلى حدائق النيران"

الأميرة:

صه... أصمت

السمندل:

بل أذكر أنك ذات مساء هسهست بأذني

أمطر في بطني طفلا

الأميرة:

أرجوك... أصمت

(...)





منتخب "مأساة الحلاّج"



"الحلاّج وصديقه الشبلي يتحدّثان، وقد ارتدى كل منهما خرقة الصوفية، شيخان في أواخر العمر".

الشبلي:... يا حلاّج، اسمع قولي

لسنا من أهل الدنيا، حتى تلهينا الدنيا

أسرعنا لله الخطو العجلان، فلما أضنانا الشوق

الظمآن

طرنا بجناحين

ولمسنا أهداب النور

هل نبصر عندئذ من قلب غمامتنا الفضيهْ

إلاّ أشباحاً حائلة تذوي في وهج العرفان

وظلالاً زائلة لا تمسكها الأجفان

الحلاّج: لكن... يا أخلص أصحابي، نبِّئني...

كيف أميت النور بعيني

هذي الشمس المحبوسة في ثِنْيات الأيام

تثّاقَلُ كل صباح، ثم تنفّض عن عينيها النوم

ومع النوم، الشفقه

وتواصل رحلتها الوحشية فوق الطرقات

فوق الساحات، الخانات، المارستانات، الحمّامات

وتجمِّع من دنيا محترقه

بأصابعها الحمراء الناريه

صوراً، أشباحاً، تنسج منها قمصاناً يجري في

لُحمتها وسُداها الدم

في كل مساء تمسح عينيّ بها، توقظني من سبحات

الوجد

وتعود إلى الحبس المظلم

قل لي يا شبلي

أأنا أرمد؟

الشبلي: لا، بل حدّقتَ إلى الشمس

وطريقتنا أن ننظر للنور الباطن

ولذا، فأنا أرخي أجفاني في قلبي

وأحدّقُ فيه، فأسعدْ

وأرى في قلبي أشجاراً، وثمارا

وملائكة، ومصلّين، وأقمارا

وشموساً خضراء وصفراء وأنهارا

وجواهر من ذهب، وكنوزاً، من ياقوت

ودفائن وتصاوير

كل في أعلى سمتهْ

أو في أبهى هيآتهْ

الحلاّج: هل تدري يا شيخي الطيّب

لِمَ نَوَّر ربّي قلبك؟

الشبلي: هذا حالي يا حلاّج

لن تحسدَني ومُعاذَ أخوّتنا أن يخطر في بالك

أن تحصِيَ ما يَلقى عبدٌ من نعمة مولاه

لكن لا تسألني أيضاً... ما يدريني؟

أحوالُ الصوفيين مواهب

الحلاّج: لا، إني أشرح لك

لِمَ يختار الرحمن شخوصاً من خلقه

ليفرِّق فيهم أقباساً من نوره

هذا، ليكونوا ميزان الكون المعتلّ

ويُفيضوا نور الله على فقراء القلب

وكما لا ينقصُ نور الله إذا فاض على أهل النعمة

لا ينقص نور الموهوبين إذا ما فاض على الفقراء

الشبلي: لا، يا حلاّج

إني أخشى أن أهبط للناس

قد أبسط أجفاني فوق الدنيا

فأرى، يُسْراها، أتمنى النعمى واليسرى

وأرى، عسراها، أتوقّى العسرى

ويموت النور بقلبي

الحلاّج: هبنا جَانَبْنَا الدنيا

ما نصنع عندئذ بالشرّ؟

الشبلي: الشرّ

ماذا تعني بالشرّ؟

الحلاّج: فقر الفقراء

جوع الجوعى، في أعينهم تتوهّج ألفاظ

لا أوقن معناها

أحياناً أقرأ فيها

"ها أنت تراني

لكن تخشى أن تبصرني

لعن الديان نفاقك"

أحياناً أقرأ فيها

"في عينك يذوي إشفاق تخشى أن يفضح

زهوك

ليسامحك الرحمن"

قد تدمع عيني عندئذ، قد أتألم

أما ما يملأ قلبي خوفاً، يضني روحي فزعاً

وندامه

فهي العينُ المرخاةُ الهدب

فوق استفهام جارح

"أين الله"...؟

والمسجونون المصفودون يسوقهمو شرطي

مذهوب اللبّ

قد أشرع في يده سوطاً لا يعرف مَن في

راحته قد وضعه

مَن فوق ظهور المسجونين الصرعى قد رفعه

ورجال ونساء قد فقدوا الحرية

تخذتهم أرباب من دون الله عبيداً سُخريّا

يا شبلي

الشرّ استولى في ملكوت الله

حدّثني... كيف أغضّ العينَ عن الدنيا

إلاّ أن يظلمَ قلبي

الشبلي: مهلاً... مهلاً

بل أنتَ الآن على حافة أن يظلم قلبك

الحلاّج: لا، بل إني أتنوَّرُ من رأسي حتى قدمي

الشبلي: صمتاً، وإليك جوابك كي ترتدّ إلى نفسك

هل تسألني من ذا صنع الفقر؟

من ألقى في عين الفقراء؟

كلماتٍ تفزع من معناها

وإليك جواب سؤالك:

الظلم...

هل تسألني من ذا صنع القيدَ الملعون، وأنبت

سوطاً في كفّ الشرطي؟

وإليك جواب سؤالك؟

الظلم

هل تسألني من ذا صنع الاستعباد؟

الظلم...

لكني ألقي في وجهك

بسؤالٍ مثلِ سؤالك

قل: من صَنع الموت؟

قل: من صنع العلّة والداء؟

قل: من وَسَم المجذومين؟

والمصروعين؟

قل: من سمل العميان؟

من مدّ أصابعه في آذان الصم؟

من شدّ لسان البكم؟

من سوَّد وجه السود؟

من صفَّر وجه الصفر؟

من ألقانا في هذي الدنيا مأسورين

لنغصّ بمشربنا، ونُشاكَّ بمطعمنا

نتنفس أبشع رائحة مصّاعِدَةٍ من رجع حلوق

الموتى

الموتى الأحياء المقتولين القتله

الكذّابين الخوّانين، لصوص الأطفال، ومنتهكي

الحرمات وتجّار الدم

وزناة الليل وقوَّادي القرباء

وجباة بيوت المال

ومرابيّ الأسواق وبياعي الخمر

من ألقانا بعد الصفو النوراني

في هذا الماخور الطافح

من... من...؟

الحلاّج: لا... لا... لا أجرؤ

أتريد تقول...

لا... لا...

لا تملأ نفسي شكّاً يا شبلي

الشبلي: بل إني أملأها علماً ويقيناً

يا حلاّج

الشرّ قديم في الكون

الشرّ أُريدَ بمن في الكون

كي يعرف ربّي من ينجو ممن يتردّى

وعلينا أن يتدبّر كلّ منا درب خلاصه

فإذا صادفتَ الدرب فسرْ فيه

واجعله سرّاً، لا تفضح سرّك

الحلاّج: يا شبلي

دعني أتأمّل فيما قد قلت الآن

ها أنت تزلزلني في داري

والسوق يزلزلني إن أترك داري

كلماتك تجذبني يمنه...

وعيونيَ تجذبني يسره...

"منادٍ ينادي بالخارج"

إبراهيم: هل أدخل يا شيخي؟

الحلاّج: ما أجمل خلوة روحينا يا شبلي

ما أحلى أن نتكاشف، لكن الأيام ضنينه

ومواجدنا لا تنفد

فليشهدنا إبراهيم

هل تعرفُه، شاب من أهل الله...

الشبلي:... وأحبّه

الحلاّج: أدخل يا إبراهيم

"يدخل إبراهيم بن فاتك، منزعج الخاطر مسرعاً"

الحلاّج: ماذا تطوي في قلبك حتى فاض على سيماك

هدّىء من روعك، فالدنيا عند الشبلي

في خير ما دمنا في خير

إبراهيم: ما أصبحنا في خير بعد الآن

قد كنت أزور اليوم القاضي ابن سُرَيْج

نبَّاني أنّ ولاة الأمر يظنّون بك السوء

الحلاّج: بي يا ابراهيم؟...

إبراهيم:... ويقولون

هذا رجل يلغو في أمر الحكّام

ويؤلِّب أحقادَ العامّه

ورجاني أن أنبيك رجاءه

بالحيطة والكتمان

الحلاّج: ماذا نقموا مني:

أترى نقموا مني أني أتحدّث في خلصائي

وأقول لهم إن الوالي قلب الأمّه

هل تصلح إلاّ بصلاحه

فإذا وُلِّيتُم لا تنسوا أن تضعوا خمر السلطة

في أكواب العدل؟

أترى نقموا مني تدبيري رأيي في أمر الناس

إذ أشهدهم يمشون إلى الموت

لكنّ توجههم للموت يباعدهم عن رب الموت؟

إبراهيم: زعموا أن قد أرسلتَ رسائل سرّية

لأبي بكر الماذرائي، والطولوني، ولحمْد القنائي

وسواهُمْ ممن يطمح للسلطة

الحلاّج: هم بعضُ وجوه الأمّه

وهمو أيضاً خلصائي، أحبابي

وعدوني إنْ ملكوا الأمر

أن تحلو سيرتهم ويَعِفُّوا عن سقْط الفعل

أن يعطوا الناس حقوق الناس على الحكّام

فنجاوبَهم بحقوق الحكّام على الناس

هم زهرة آمالي في هذا العالم، يا ابراهيم

ولهذا أُرْويهمْ من خطراتي، وأندِّيهم برقيق القول

الشبلي: يا حلاّج

لا أدري للصوفيِّ صديقاً إلاّ نجوى الليل

وبكاءَ الخوف من الدنيا

وأناشيدَ الوجد المشبوب وآهات الذل

وفتوحَ المحبوب بنور الوصل

فإذا ثَقلَتْ في جنبيه الوحده

فليلزَم أهل الخرقةِ، أبناء الفاقهْ

ممن قَنَعوا باليأس عن الآمال

طرحوا الإنكار ببحر التسليم

حجبوا عن أعينهم همّ الرؤيهْ

فرأوا ما لم تره العين

قل لي... يا حلاّج

أَوثِقت بأن وجوه الأمّة ممن تعرف

إن وُلُّوا ظلّوا أهل مودّه؟

الحلاّج: لا يعنيني أن يرعوا وُدّي أو ينسوه

يعنيني أن يرعوا كلماتي

الشبلي: بل ما يدريك بأنهمو إن ولّوا لم تسكرهم خمر

السلطة

وبأنهمو ما التفّوا حولك

إلاّ لكراهتهم من دَبَر لك

الحلاّج: قد خِبْتُ إذن، لكن كلماتي ما خابت

فستأتي آذان تتأمّل إذ تسمع

تتحدّر منها كلماتي في القلب

وقلوب تصنع من ألفاظي قُدره

وتشدّ بها عَصَبَ الأذرع

ومواكبُ تمشي نحو النور، ولا ترجع

إلاّ أن تسقى بلُعاب الشمس

روح الإنسان المقهور الموجَع

إبراهيم: مولاي

أخشى أن يدركك الكيد الظالم

ماذا تنوي...؟

الحلاّج: ما يرضاه الرحمن لمخلوقٍ في صورته، ذي روحٍ

متصف بصفاته

إبراهيم: هل يقصد مولاي خراسان

ويظلّ بها حتى يهدأ عنه السعي المحموم؟

الحلاّج: خراسان... خراسان

لينوِّر قلبك ربّي، يا إبراهيم

أخراسان... الجنّه

كي يقصدها من أضنته الدنيا؟

هل ثمتَ عدلٌ وصفاء بخراسان

كي يقصدَها من أمرضه الظلم؟

إبراهيم: يا مولاي

الظلم بكل مكان

والجنة آخر سعي الإنسان

لا أوّل سعيه

(...)







منتخب "مسافر ليل"



الراوي:

بطل روايتنا ومهرّجها رجل يدعى...

يدعى ما يدعى

ماذا يعني الاسم؟


-

_________________
أجمل أشعار صلاح عبد الصبور,مختارات من أجمل ما كتب صلاح عبد الصبور Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أجمل أشعار صلاح عبد الصبور,مختارات من أجمل ما كتب صلاح عبد الصبور

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» مختارات من شعر مجنون ليلى ,أجمل قصائد قيس ابن الملوّح
» أجمل أشعار أنسى الحاج,مختارات من أجمل ما كتب أنسى الحاج
» أجمل أشعار محمود درويش,مختارات من أجمل ما كتب محمود درويش
» من أجمل ما قدم صلاح جاهين !!
» مختارات من أجمل الموشّحات الأندلسيّة

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا