آخر المساهمات
2024-05-04, 8:54 am
2024-05-04, 8:53 am
2024-05-04, 8:49 am
2024-04-28, 10:02 pm
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-02, 5:16 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

قصائد وشعر شوقي عبد الأمير ,ديوان شوقي عبد الأمير pdf

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان - قصائد وشعر  شوقي عبد الأمير ,ديوان شوقي عبد الأمير pdf 15781612
ديوان - قصائد وشعر  شوقي عبد الأمير ,ديوان شوقي عبد الأمير pdf Icon_minitime 2014-02-07, 2:10 pm
الصمت نعال الآلهة
شوقي عبد الأمير
ديوان - قصائد وشعر  شوقي عبد الأمير ,ديوان شوقي عبد الأمير pdf 1391527161-fd104
صمت

الصمت نعالُ الآلهة

للتسلُّل إلى خبايا الكائنات



بصمات الأذرع التي تلوح

في فضاء اللحظات الأخيرة



تمثال الوقت الذي

يقاوم الاندثار



اللغة التي اختارها العراء

للاعتراف



الكوَّة التي منها نطلُّ على الأبد

وأقدامنا في هذا العالم



الالتئام الذي لا يرى

للجراح



الدفاتر التي يملأها الشهداء

ولا يقرأها أحد



الشاشة التي اختارتها الحقيقة

لتعرى أمامنا



والصمت هو الحفرة التي يتدرَّب

فيها الجسد قبل

الجثة...



قصيدة مقلوبة

العنوان

محاولة جدّية

للنظر عميقاً

في أفراد وكيانات ملتبس

في حاضرها ملعونة من ماضيها

ومطرودة من غدها

عثرت على

إكسير يحيل الحبر

إلى

دم

والمني

إلى

ذهب...

النصّ

نحن.



قسم

دونك

لا جيد للقلائد

لا قدح للكروم

دونك

لا إكسير تحت جناح العنقاء

لا قوافي للمغنّين الجوّالين

ودونك

لا أرض لغيمتي

لا طريق في طريقي.



رحيل

مغمضة العينَين

تهاجر الطيور بين القارات

لتدرك شواطئها الدافئة

ألهذا علاقة ما بإغماضة عيني

في كل مرّة أرحل فيها

إليك أو

فيك.



القرمطي

هذا مقطع من قصيدة كتبتها قبل ثلاثين عاماً؛ كم أجدها اليوم ناطقة بما نعيش من أحداث!



قال لي القرمطي:

صعدت إلى مئذنة

وبادلتها غيمة مؤمنة

هو الشرق مئذنة للخراب

غلال وأغلال

ما أصحر الأفق موت الطيور

تشيخ المآذن في خندق

تصير بلاداً، مدائن للفتح

والصوت منفاك

فقل قد شهدت القتيل

وقل قد نسيت الشهادة

قل إن دارك لا سقف لا ظل

بابك موصدة في العراء

..........

تابوتك المشرقي

مساميره رصّعت بالنبؤات

تعتليه صليباً وجنحاً

لك الموت تعويذة وسلام.



نجمة في العراق

لسنين ترد إليك انتظارا

وأنت تُخبِّئ وجهاً وتُظهر وجهاً

وتكتم نارا

فأيّ الأغاني ستؤويك دارا

وأي الليالي ستطفئها

قمراً وفنارا

إذا ما اشتهتْ نجمة في العراقِ

إليك مزارا...

الطواف حول مائدة أسد بابل
شوقي عبد الأمير
العدد 57 - كانون الأول 2013
شوقي عبد الأمير بريشة: عبدالله أحمد

إلى الشاعر الإيراني علي رضا قزوة



لـمْ ينتهِ أسدُ بابل من وجبته

التي بدأها منذ خمسة آلاف عام.



الشعراء الذين اصطفّوا بجواره

كانوا يحاولون دون جدوى

إقناعه بأن مائدته الإنكليزية

التي ينتصب فوقها

لا تصلح لعرينه في الأبديَّة.



نبوخذ نصر

بذلة عسكرية مليئة بالنياشين

وأكاليل الغار

معلَّقة على مدخل المدينة

لقائد لم يُفلحْ بالدفاع عن غرفة نومه

وعن سريره.



البوَّابة المقدَّسة قبقاب

ينتعله القادمون من بلاد الصقيع

للاستحمام في المياه الدافئة

لمسبح عشتروت.



شارع الموكب

مسوَّر بأسيجة كالحراب

عارٍ عن كلّ شيء

إلا عن الآلهة والملائكة والأنبياء

يعبرون حفاة الأقدام

مجرجرين أذيال التواشيح والصلوات والملاحم.



محمد بن عبدالله

جاء إلى هنا ليرفع مئذنةً

للغة العربية

ويعلن من فوقها اكتشاف أقرب طريق

تصل البشر بالله.



الشعراء

ما زالوا يلقون بكلماتهم كالأحجار

في البرك

تماماً كالأطفال على شواطى الأنهار والبحيرات

التي يرونها للمرَّة الاولى.



علي رضا قزوة

يحاورني باصطكاك أسنانه

وإحكام قبضة يده

وانفلات نظراته

وأحياناً بمفردة مثل كسرة خبز

تقاسمتها أُمَّتان.



(بغداد، 20 أيّار 2013)





سيّدة الطابق الخامس



لوجهها حفاوة

مَن يلتقي في كلّ لحظة

عزيزاً لـمْ يَرَه منذ زمان.



تُداري ارتباكها،

تعتني به

ليبقى.



تخطف كقطاة

تلتفت كعبَّاد الشمس

وتحطُّ كنحلة.



مثل نيلوفرة

تطفو

فوق نهرها الجافّ.



لزمنٍ طويلٍ

كانت تنام رهينةً

في جسدها.



لكنها منذ أن استفاقتْ

رهنته لها.



الابتسامة فراشة

تُطلقها

ولا تنتظر عودتها.



تجري كمن يحاول

أن يقبض

على غيمات أمطرت.



تتعطَّر

لا بوحاً

بل إشراكاً.



الأبناء والأصدقاء

عَرَقٌ يرشح من روحها

دون انقطاع



الفرح طائر يحطُّ على ضفائرها

وفوق رموشها

وأحياناً بين شفتَيْها

ولا تشعر به.



لا تعرف الترفَ

إلا في إلقاء نظرتها

على الخارج.



تبكي،

لكنَّ دموعها تجفُّ بسرعة:

لحزنها شمس.



الله

تعرفه وتحاول أن تُقلِّد المؤمنين

لكن صراطها لا يفارق

جسدها.



عندما غرق ابنها

ذو الحادية عشرة

امتنعتْ عن شرب الماء.



قبل ذلك كانت تسألني

أجمل الألوان التي تليق لها

وكنت أخشى أن أقول؛

الأسود ثم الأسود.



البيت الذي كان يؤويها

وأطفالها الخمسة

لا يتَّسع اليوم للجثَّة الوافدة.



تمشي بلا عكَّاز

لكنها تتكئ على كلّ شيء

حتى الهواء،

تتلفَّت مثل عصفورة

منزوعة الجناح وتقول:

حسبي الذي لـمْأعرفه

إلا سيفاً.



(بغداد، 9 أيلول 2013)
أنا والعكس صحيح
شوقي عبد الأمير
العدد 52 - تشرين الأول 2012

1

نحنُ الراحلينَ عن بلادٍ بين نهرين

رُعاةَ الإكسير

الهالكينَ على أرصفةِ القوافي

المُزدهينَ بأرديةِ المطلقِ والعراء

المعلَّقينَ من الحناجرِ بأشعةِ الشمسِ الغاربة

الجوّالينَ بين المدائح والهُوسات والارتجالات

خِرافَ الجنان وأسرابَ طيورِ النشوة

المُقعدينَ في الذُّرى وفي الآبار

النائمينَ على صُدورِ القصائدِ

نَرضَعُ حليبَ الإقامةِ وكرْمَ الدهشة

الحاملينَ نُعوشَنا على الشفاه

المدفونينَ في أسرَّةٍ كالأرضِ الموعودة

عناقيدَ المرارات

وأقداحَ الغيابِ

سلالةَ النشيد الرافديني،

الذي يموتُ بين أيدينا الآن

نحنُ



2

الليلةَ

نُنزلِهُ من أعلى الزقُّورة

في أور،

حيث غَسَلتْ الكاهنةُ/ القابلة

أطرافَهُ وجبينَهُ بالأشعةِ القمرية

عند الولادة

بعدما تركتْ رأسَهُ

يتدلَّى إلى الأرض

ورفعَتْ قدميهِ إلى السماء

كعادةِ الأمّهات في سومر،

هناك من الشرفة المطلّةِ

على شواطئ البحر الجنوبيّ

التي لم يبقَ منها

إلاّ الملح، الزبد المتحجّر

سأُعيدُ صَرخةَ الإله إنكي بوجهِ الغراب؛

أنِ افْعَلْ شيئاً لهذهِ الجثةِ القمريّة

قبل أنْ يَنهَشَها

الدودُ والملحُ والعفَن...

سأصنعُ تابوتاً

من صفائح الخشبِ التي يتركها البقَّالونَ

ليلاً على الأرصفة

ومن جُذوعِ النخلِ العائمة على الفرات

أُغطّيهِ بإزار القُرويين المُفرقعِ الألوان

قبل أن أضعَهُ على سطح سيّارة «الشوفرليه» السوداءِ

الأميركيةِ المحدودبةِ الظهر مُوديل 1949

تَنضَحُ مقاعدُها المترمِّلةُ

بروائحِ التبغِ والعرقِ والكافور

وتتكدَّس فوقها النادباتُ بعباءاتهنَّ السوداء

وأنينهنَّ الذي لا يهدأ

مع أَزيزِ ماطور السيّارةِ

تقطعُ الطريقَ الإسفلتيَّ

المرصَّعةَ بالحُفرِ والصخورِ والنزيز

بين أور و«سوق الشيوخ».

أمضي بموكبي هذا

إلى «مدرسة الفرات الابتدائية للبنين»

أقفُ بهِ في صفٍّ واحدٍ مع التلاميذ

قبل انطلاق صفّارة الدرس

ومن ثمَّ إلى المعامل والمحافل والأسواق؛

إلى مقرّاتِ الحزب الشيوعي العراقي

المزدحمةِ بصور الشهداءِ مثل صُررِ القرويّات

بالملابس القديمة والخرق الملوّنة،

إلى القياداتِ القطريّة والقوميّة لـ«حزب البعث»

المزدانةِ بصُورِ الزعماءِ التأريخيين

أبطالِ الهزائمِ المنكرةِ والمذابحِ الجليلة،

إلى المحافلِ الدينيّة والمواكبِ الحسينيّةِ

المنكوبةِ بقتلى معركةِ الطفِّ

حيثُ الدماء كما الدموع لم تجفّ منذ 1400 عاماً

إلى مجالسِ الذكْرِ لـ«الأخوة المسلّحين»

حتى الأضراس والمصفّدينَ بالأحزمةِ الناسفة،

أتسلَّق وإيَّاه

سلالمَ القصائدِ العموديّةِ

والمقاماتِ الموسيقيّةِ البغداديّة

نَدخلُ معاً مقاهي وحاناتِ الشعراءِ المحدثين

والمتصعلكين

نصلّي في جميع المساجدِ والكنائسِ والحُسينيّات

خلفنا يصطفُّ ألوفُ المصلّينَ

بأذرعهم المعقودةِ على الصدرِ

أو المُسدلةِ على الجانبين

لأعلنَ باسم أولاءِ جميعاً

للزعماءِ وللأعيان

للرعاعِ وللدهْماء

للعلاّسين وللصكاكين*

أعظم يوم للحداد

يومٌ لا يعانقُ فيه القاتلُ إلا القاتلَ

والقتيلُ إلا القتيلَ

لتبدأ أمُّ المسيرات

حيثُ كلُّ خطوةٍ حدادٌ لألفِ عام

وكلُّ صيحةٍ عزاءٌ لألفِ عام

مسيرةُ الأعوامِ الرافدينيّةِ هذه

تتدافعُ فيها الحشودُ

من الأزقة والحارات والجسور

ومن أحشاء المقابر الجماعيّةِ

تحُفُّ بها نسائمُ آدميّةٌ ظلَّتْ في الهواء

لأجسادٍ انتقلتْ على حين غفلةٍ

إلى الغبار.



• العلاسون والصكاكون: كلمتان جديدتان بمعناهما العراقيّ، فالأولى تعني: الخاطف، والثانية تعني: قاتل المخطوف.



3

المسيرةُ تتَّجه جنوباً

فالجنوبُ هو المقبرةُ في سومر

مثل الغربِ في طِيْبة الفرعونيّة.

لا بدَّ أن نحفرَ قبراً لهذا النشيد

قبراً لن يكون

على أبوابِ صحراءِ النجف

فذلك عَدَمٌ مُنحاز

ولا في جبّانةٍ على دجلة

فذلكَ ماءٌ

رأى واكتفى وسالْ

ولن يكونَ

قربَ ضريح إمامٍ أو وليّ

فتلكَ شواهدُ لم تزلْ

تفتكُ بالأحياء

والنشيدُ الرافدينيّ

لم يكن يوماً نبيّاً، لا قدّيساً ولا كاهناً

بل كان أباً

لكلِّ الأنبياءِ والقدّيسين والكهنةِ

إلاّ أنّه لم يَتركْ وصيّةً ولا مُريدين

ليست لهُ آياتٌ ولا فراقين

لا يأبهُ بشاهدةٍ ولا بحضرة

لا بأحرف كوفيّةٍ ولا بمَراثٍ

ولا حتى

بذكرِ سنةِ ولادةٍ أو وفاة.



4

لا جَسَدَ لهذا الجثمان

فهو نُطفةٌ تارةً

وأمةٌ أُخرى.

وسيتوجَّبُ علينا الآن

أن نُهيلَ فوقَهُ السماءَ أو التراب

الفجرَ أو الليلَ

حفيدُ الآلهةِ وسليلُ كلِّ القتلى هذا

سيكونُ دفنُهُ معراجاً

بالأحرى!

لذا سنضْرمُ فيه النارَ كما تفعلُ الهنودُ

ونذروا رمادَهُ

فوق القبابِ والمآذنِ والأجراس

لكنّ حرقَ الجثثِ لم يكنْ يوماً

من تقاليدِ هذي البلاد

كما أنّ ناراً عظيمةً تنتظرُهُ

في الما وراء أو

في الما سماء

كما يَدَّعون...

أم نتركهُ على إحدى القمم

نهباً للطيور الكاسرة والأغربة الجائعة

لكنَّ جَدثاً كهذا

ستَلْتَحِفُ به في الأعالي

الصباحاتُ والليالي،

الأصائلُ والأفجارُ

ستَرتديهِ الجبالُ معطفاً أسودَ

لتُعلنَ حدادَ الأرض.



5

العدَّةُ مُكتملةٌ على مَشارفِ العدم

ولا مكانَ،

لا حضنَ في الأرضين

للقاءٍ كهذا

تُرى هل سنعودُ به إلى الرحمِ الأولى

إلى أرومةِ النصِّ

حيث يرقدُ آباؤُهُ جميعاً

لكن لا تعودُ جُثةٌ إلى رحمٍ

فالرحم لا تَقبلُ الموتى...

وهنا سيُحاول الشعراءُ

سرقةَ الجثةِ من موتها

كأن يرتدوا عراءَها

ويخدعُوا الناسَ بشَظفِ بَهائِها

خطرٌ حقيقيٌّ هذا

في بلادٍ تَنبتُ فيها طائفةٌ من المفتُونينَ

كالفِطْرِ في الغاباتِ بعدَ المطر

وتحتَ أقواسِ قزحٍ

سيُهرولونَ جميعاً،

يَغمُسونَ ريَشَهُم في مَحاجرها

ليدَّعوا أنهم يكتُبونَ بحبرِ الرؤيةِ والتجلّي

ولن يتورَّعوا عن أن يُوهموا السابلةَ والرعاعَ

أنَّ الجثةَ ما زالت تحيا بين ظُهرانينا

تماماً كما كانت يفعلُ السَّحَرةُ في أُور

فيَمسخُوا الأحياءَ مقابرَ وشواهدَ متنقّلة،

تلكَ صيغةٌ عبقريةٌ للدفن،

أعترفُ لهم بذلك

لكننا ومنذُ عهدٍ بعيد

صِرنا مَدافنَ مزدحمةً

بالأحبَّةِ والشهداءِ والراحلينَ

ولم نعُد نَقدرُ على حَملِ جثمانٍ عظيمٍ كهذا...

أولاءِ الشعراء يرقاتُ رحيقٍ غريب

يَمتصُّونَ زهراتِ الرحيلِ،

والجنونِ والأفولِ كالنحلِ فوقَ

تُويجاتِ الأزهار البريّة.

أولاءِ لا مكانَ لهُم في هذا الموكب الجنائزيّ

فلا رحيقَ، لا أزهارَ ولا أحبارَ

إلا سواد أعظم

في تابوت.
فقاعات في فضاء الكائن
شوقي عبد الأمير
العدد 53 - كانون الأول 2012

من أنا لكي أَصِل

المسافةُ وأنـا رجلٌ واحد.

في الخروج تتقدَّمُني

والعودةُ امرأة

تَركتُها تنام في سريرها.



الطريقُ تولدُ في الطريق

وأنا أتوارى فيَّ؛

أيّها الراحلون

آثاري ليست وشماً للجهات

مثل عنكبوتٍ أنسجُ مخاوفي في اللغةِ،

مسقطِ رأسِ الجسدِ

ورأسِ الجثة.



رحيلي ليس ترفاً بالمكان

ولا زهداً بالأوان

إنما وقد اكتشفتُ أن المدنَ

هي حيواناتي المخملية

فأنا لا أقدرُ على النوم

إلا عندما أراها ساهرةً

عند أقدام سريري

أو على الكَنَبة.



قد أكتفي بشحوبِ بئرٍ

لإيقادِ شمعة،

ولا أخشى استعداءَ السماءَ

تَركلُ عشِّيَ الصغيرَ الذي جمَّعتُهُ

قشةً... قشةً



أُبارزُ دونَ هوادة

مثل عشيقٍ في ساحٍ قُروسطوي

غريماً لا أراه

ولا أحتمل ادِّعاءَ الأيامِ

بأنّها تتفرَّجُ مكتوفةَ الأيدي،

وحسب.



كالأصدافِ النادرةِ أو الأحجارِ الكريمة

أجمعُ اللحظاتِ التي تتحجَّرُ

عندما تَكاد.



إلهٌ يترجَّلُ من أيقونةِ الغروب

هذا البحر،

وقد أفضى لي بسرٍّ

لا يعرفهُ إلا هو؛

إنما الرحيلُ والعودةُ

جسدٌ واحد.



الشعراءُ بخارٌ

يصَّاعدُ من قيعانِ اللغةِ الساخنةِ

من جنائنَ معلَّقةٍ على الورق

لا يقوون على الهبوط

من أبراجها.

يُلوِّحون بقصائدهم الأناجيل

لشعوبٍ في الوراء...

جوّالون،

بين قوافيهِم وأسوارِ الرجمِ

صيّادون

هَرموا في رحلةِ صيدٍ

لا يريدون العودة منها.



حطّابون

يموتونَ دفاعاً عن أحراش محترقةٍ

يتدفّأونَ بنارها الخضراء

كُهَّان،

يُحنِّطونَ بالأحبارِ حتى القبور

لتظل باسقةً وفتيّة...

بقشعريرةٍ خفيّةٍ

لامسوا لوثةَ الطين

يتأهَّبُ لارتقاءِ سُلَّمِ الدمِ والنشوة

وينفخُ سَوْراتهِ فقاعاتٍ

في فضاء الكائن.





الشاعر



يتربَّع على سجّادة الكائنات

مُستغرقاً في أعماق

لم يُدركها بعد،



المكانُ أوراقٌ قرأها

تتناثرُ من حوله



كأسُهُ طُوفانُهُ

العناصرُ لعبتُهُ

يَلهُو بها في حدائقَ ومعابدَ

يبتكرُها،



الرياحُ والمحيطاتُ والجبالُ

أوشحةٌ يأتزرُ بها



والصفحةُ البيضاءُ

عربتُهُ لنقلِ الفضلات

لا نار الحرائق

ولا الحروب

ولا تلكَ التي يُلوِّحُ بها

الأنبياءُ

لإثارةِ الرعبِ

في سُويعاتنا المخمليّة

ما يُشعِلُ لَيلَهُ

إلا تلك التي عثر عليها

في مناجم اللوغوس

في أعالي جبال الأولمب



لم يجدْ

في كل صُورِ الآلهةِ والطواطم

ما يُشبهُهُ

أو يكاد...



رأيتُهُ كما رأى الحلَّاجُ

اللهَ في شوارع بغداد

قلتُ له: من أنتَ؟

قال: لا تسألْ

ما دمت مُقيماً.

قصيدتي بغداد
شوقي عبد الأمير
العدد 56 - آب 2013

بغدادُ مكانٌ

أُفرِغَ من كلِّ شيء

يـتـأهَّبُ أمامي

لارتداء كلِّ شيء.



كاتدرائيةٌ للحاضرِ

تتمرأى

في زجاجها الملوَّن

راياتٌ وقبائلُ ملعونةٌ.

أيقونةٌ بألوان الدمِ الحيّ،

عراقيّون يحكّون بالأظافرِ

صدأَ الأدعيةِ والصلواتِ

لكنَّ الآلهةَ منشغلةٌ

بإطعام أفواجِ الموتى.



الأنبياءُ يفرُّونَ

أمامَ أعينِ الأطفالِ

تَرميهم بالنظراتِ المتحجِّرةِ.



مثلَ جنينِ الكنغرِ في بطنِ أُمِّه

أنظرُ من نافذةِ الـ«تويوتا»،

إلى شارع الرشيد.



عراقْ،

سلحفاةٌ قديمةٌ ترفسُ

مقلوبةً على ظهرها.



النهرُ بإهابهِ هذا

يُديرُ ظهراً لأولئكَ الذين رأوهُ يوماً

يتأبَّطُ الضفافَ والأسوارَ والمآذنَ.



الأشباحُ والشهداءُ يحتشدونَ حولي،

أحدُهم شدَّني إلى صَدرِه بحرارةٍ

لم آلفْها.

ألتقي في العيون

كما في شُروخِ الحيطان

بالـ مالانهايةِ

وأُحسُّ بالبرد أو بالعطش

عندما لا أرى النخيل...



النهارُ شمعٌ قديم ذائبٌ

يتراكمُ فوقَ

زجاجِ العيونِ والحاناتِ

في فضاءٍ

لم يـبقَ إلا هيكله العظمي.

لا زالت هذه العودةُ

تـنهمرُ كمطرٍ موسمي

تحت أقدامي،

تُـنبتُ ساعاتٍ وأياماً

كالقصبِ أو الكلأ.



عراقيّون،

لم يَـبرحوا قطّ هذا المكان

ولم يعودوا من رحلةٍ بين الموتِ والحياة

سيُصلُّون لآلافِ السنوات

لكلِّ الآلهة والأوثان

أن تتركهم بعدَ الموتِ رَميماً

لا يُـبعثون.



أطلال

لستُ قريـباً من الله

لأنهلَ من سِفْر جحيمِهِ

ولا من آلهة الأولمب

لأسبرَ أسرارَ

الحقولِ المغناطيسيةِ

للغيب،

ولا من أطلال الأنبياء

لأبدأ قصيدتي

بالبكاء عليها...



أكتبُ فقط

حين تصيرُ الروحُ بركةً

الأنا ضفدَعُها



حين يُمزِّق الألمُ قمصانَه

ويُهرول في البوحِ

طليقاً مثل طفلةٍ

تـنشرُ ضفائرها في مطر استوائي،

حين تموءُ الساعاتُ كالقطط التي

تَـنشجُ طوالَ الليلِ

في فصلها

وحين تفقدُ الذاكرةُ سطوتَها

وتكرجُ جميعُ الألوانِ

في كرةٍ بلّوريةٍ

أمامَ ساحرة لا مرئيّة.

_________________
ديوان - قصائد وشعر  شوقي عبد الأمير ,ديوان شوقي عبد الأمير pdf Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصائد وشعر شوقي عبد الأمير ,ديوان شوقي عبد الأمير pdf

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا