آخر المساهمات
2024-05-04, 8:54 am
2024-05-04, 8:53 am
2024-05-04, 8:49 am
2024-04-28, 10:02 pm
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-02, 5:16 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

شعر آمال موسى ,ديوان آمال موسى pdf

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان - شعر آمال موسى ,ديوان آمال موسى pdf 15781612
ديوان - شعر آمال موسى ,ديوان آمال موسى pdf Icon_minitime 2014-03-05, 2:39 pm
أنثي الماء pdf
خجل الياقوت pdf
يؤنّثني مرّتين pdf
ديوان - شعر آمال موسى ,ديوان آمال موسى pdf Amal_4
يُؤَنِّثُنِي مَرَّتَيْنِ

آمال موسى
(تونس)

لِصالح مَنْ
َيتَفتّت كُلي
فَأُصْبِحُ بَعْضًا يُصَلِّي
وَبَعْضًا يُشَوِّشُ عَلى مَنْ يُصَلِّي.

من قصيدة " تشويش "
المنشورة في المجموعة الشعرية الثانية
" خجل الياقوت ".

رُوحٌ أُوركستراليّة

آمال موسىوفي نفسي وقعتُ
فَارِغًا
مِنْ كُل هَوى
يَمُوتُ
مَنْ وَقَعَ فِي غَيْرِ طِينِهِ.
وسَكن النُّفُوس المُجَاوِرَة
مُنْتَشِيًا بِقصصٍ حَمْرَاء
كالشَّهواتِ تَمْتصُّ مِنْهُ البَياض
وَتَسْطُو على يَاقُوتِهِ النَّائم
في عُمْق المَاءْ.

ألا تَبَّتْ نَفْسٌ

لم تَقعْ في نَفِيسِهَا
ولم تَملأْ القِنديلينِ بوجهها المُتفَتِّحِ في المَاءِ المُرْتعشْ.

فَهَلْ أَنَّ نفسَ النفس، لا تُطرب
أَمْ ابتلاءُ المَرءِ، أَدْماهُ الوقوع في غير نفسه.
مَنْ وَقَعَ في غيره
كَمَنْ تَهَاوَى
مِن الثُّرَيَّا في ليلٍ غاسقٍ.
ومَنْ أَدْركَ في عناصِرِهِ الحُلولَ
كَمَثَلِ من قَطفَ النُّجوم عنْدَ قَرْنِ الشَّمْسِ
وَقَدَّ عَرْشًا بِخَاتِمِ المَلِكِ.

قليلاً، جَرَّبْتُ الوُقوعَ زَمَنًا

ظَنَنْتُ فِي الجِنان النّسيانُ
وفِي التنزه الاغتسالُ
وأنَّ ذَهابَ النفسِ طويلاً عَنْ هَوَاها
فتحٌ
أرى فيه،
ما ينقصُ الطِّفْل ليكون مُريدا
وآدم كي يُسمّى بطلا في الخلق.

يَا أَيَّتُهَا النَّفْس
بَيْتِي أَنْتِ
وسَريرِي
وثوبُ نوْمي الشَّفاف.
فِيكِ يَرْقُدُ السُّوء
وفِيكِ أَعَدُّ بأصابع كل الخلق، خطايا السابقين.

كأنك امْرأة
وكُلُّنَا رجالٌ نسكنك فرادى.
نَلْقَاكِ وِسْعًا
وَسَكَنًا عَبِقا بالعنبر
وبدخانٍ مُعطَّرٍ ببخورِ القُدَامَى.
حين تَسْتَفْرِدِينَ بِي
تَكْبُرُ وِحْدَتِي إلى أَنْ أُصْبِح صغيرة.
وأشْعُرُ أنَّ جُنُونِي لاَ يُضَاهِيك.

فِي هيكلكِ الزِّئْبقِي

يَعُودُ الدِّفء
إلى قطراتِ الشَّمعِ العاطفية،
وَحْدُهَا الشَّمعةُ ذات الهوى الشرقي أكثرُ منّي ذوبانًا.

كلُّ الواقعينَ في أنصافهم المتوهِّمة
ناقِصُونَ هَوى.
قلوبهم مشرئبّةٌ للعشقِ
يُبدِّدونَ الحين
وروعة الانْصِراف إلى حمَّالةِ الماءِ
في تَفْتِيتِ تَصَوّفٍ
يَضيقُ على فُؤادٍ يَنْبِضُ بِأكْثَرِ مِنْ صُورة.
فَمَنْ ذَا التِّي تَشفَعُ لنفسها غيرُ نفسها
وَمَنْ ذا الذِّي يَسْتبْدلُ
وقوعًا بتهشم.

أُقْسمُ أَنِّي لَنْ أرومَ غيري متّسعا
وَعْدُ نفسٍ
وعتْ بِلادها الشَّاسعة
وَفُصولها اللاّمتناهية.
ولَذَّة يُشْبِهُ عنبها ثَدْيًا مَرْمَرِيّا
سَقَطَ فِي نشوةِ أُنثى.

أَعُودُ إليَّ
مُتيّمة
أَلُوذُ بالمعنَى في ليلٍ ساطعِ اليقين
ضَفائِرُهُ تُشبهُ المَدَى.
أَنْتشِي بِعناقِ البعض لبعضه
وصلاة كلّي لكوكبي
وأحفرني بئرا عميقة
الارْتِواءُ منها، كعينين من زمرد.

****

بَياضٌ يَزهُو بالملائكة

قُلْ لِي كَلاَمًا
أصيل الخيول
تَطِيرُ بعد اندلاقه
أسرابُ الحمام
قُُطْنًا مَزْهوّا بالملائكة.

قُلْ لي كلامًا
يُفتّتني فصوصًا
وَيُرتّب لي هيئةً أنيقة
مِنْ مجازٍ ورمْزٍ وحكم
وماء غزيرٍ يثيرُ أطرافِي
ويَرْمِي بأقواسي
الدّالة على اخْضراري
رُمْحًا في جسدٍ متقشّف.

قُلْ لي كلامًا
يزيد في إعْجازي
ويفْصِلُ بيني وبيني
بسحرٍ سندسي كالمقام
طافحَ النشوة كالذكر المُؤنِّث.

قُلْ لي كلامًا
قليل الحُزن
لأستطيع التّنفس
كَلاَمًا تَتَوَضَّأُ فِي أنْهاره ذاتُ المقدّسِ
كَلاَمًا لا ينامُ خالقُه
مِثْْلَمَا
أنامْ.

****

توَحّدٌ

طيْرٌ ضمَّ طيره
أَيْقَظَ شهوتَه النّائمة
وَرَشّها بذرةِ جَمر.
عَاشا صداقَة الرُّوح للجسد
ضَحِكَ الطّائران
حتّى احمّرتْ الغرفةُ
والتهمتْ ستائرُها الأرض
واحترقَ خشبُ السّرير
فداءً
لحطّابٍ
لا حَطَاب إِلاّ هُو.

****

العَيشُ بثلاثةِ عناصرٍ

خُذْ اللّّيلَ كُلَّه
وأعطني نجمةَ الصّباح
هديةً لِصبرِي.
فكمْ أُغْرتْنِي قصائدُ ملكتْ ما فاتني
وأَبْقَتْنِي ضالّةً
في صَمْتِ ذاكَ الشِّتاء.
أَسْمَعُ صُورَتِي تُرَدّدُنِي
كأهازيج قبيلة
خيامها تناطح السّحب والغمام المُكْتَنِز.
أتحسّسُ رُخامي
طَرفًا
طَرفًا
وعنْد سكرةِ الألمِ
قَطْرَةً
قَطْرَةً.
فَإِذَا بِتُرَابِي يُرفْرِفُ
وأنا الغَارِقةُ فِي مَائِي
أُنَادِي الأصْداف
الحيتانَ
والقلائدَ
والسُّفن التِّي صَيّرتها العرائسُ
غرفًا في البحْرِ.

أَنَا المُحترقةُ
بِبَرْدِ وِحْشَتِي.
نَفَخْتُ في الجمْر لأُثيرَ ماءَ السّماء.
فَمَا نَطَقَ الغمام مطرًا.
فقدتُ نَاري
فأمسيتُ مِنْ ثلاثةِ
أَعِيشُ، عنصري المفقود.
تُحَاصِرُنِي الحُجُب أمَامَ كُلّ زرقة ضاحكة
ويتكاثفُ البنفسجُ في عينيّ، المُلَوّنتين بالفقد.
وَكُلّمَا حَدّقتُ فِي المَاءِ
شاهدتُ ضِيقَ النُّعُوتِ
ورأيتُ قِلَّةَ حيلتِي فِي الوَصْفِ.

مَضَيْتُ إلى الأسئلة مبتليّةً
فَلَمْ يزرني الأمينُ
وَلَمْ أطمئنْ !

****

سكارى الصحوِ

ضَرب في الأرضِ
خِلسةً
قَبلَ أنَّ يقعَ فِي نفسِي.
مَرَّ بِدُونِي
ليطوفَ عالمٍ هَرِمٍ
ويتذوّقَ الألَمَ مِنْ خَلايا النَّحْل.
وَحينَ أَجْلسْتُهُ فِي قصيدتِي
بطلاً،
يمشِي فوقَ ماءٍ يتدفّقُ
ونَاوَلْتُهُ الكَأْسَ تلوَ النّشوَة
في حضْرةِ سكارى الصَّحْوِ.
أدْرَكَ خَاصِرتِي
كوليدٍ ضَجِرٍ عتمةَ البُطُونِ.
وأطلقَ ضِحْكَةً طويلة
على رسومِ الأرض المتحرِّكة.

حِينَ سَمَّيتُهُ
فارسَ الرّوح
بَارَزَ فحولتهُ
كَأَنَّهُ " نائلة "
واحترقَ كُلّه
حتّى الشّفاعة.

****

الربّ يملأني بذرّة حبّ

فِضتُ عليه،
إلى حين تكلّمَتْ خطُوطُ الكفِّ
ولَبِسْنَا المَاء
فَأَسْرَى بي إلى الحرير.
أَصْحَرْتُ فيه
صاعدةً إلى حيثُ العَرْشُ أمامي
طَيْرٌ مِن الأقاصِي،
على ظهره وشمُ الشَّهْوَةِ
وَرَغْبَةُ أُمِّهِ المُتَحَقِّقَة.
مُلْتَحِفًا بالنُّور،
بِالقَيُّومِ مُخْتَمِرًا
فارِغَ الفؤاد.

مَدَّ يَدَهُ إِلَي بَاطني
وأوقَدَ بالماءِ فَحْمِي.
تَقَلَّبْتُ على جَنَبِِي وبَيْنَنَا برزخُ
واحدًا كُُنَّا،
صَاحِبُ اليمين وصاحبتُه
خيرُ البريّة وخَيرتُها
كُلُّه يُوجعُ كُلِّي
كُلِّي يراقصُ كُلّه
كُلُّه يقولُ لشتاتي : " اقرأ".
كُنْتُ أُحَاوِلُ
أَنْ أُحِبّهُ أَكْثَرَ مِنْ حُبَّيْن
وأمْسَكَ ذات العُلى
حِينَ تَفَرَّسْتُ فْي جبينهِ الفِضِّيَّ.
ولا زلْتُ أتوسّلُني قبلا
أَنْ أَرْتَدَّ بنيةَ أو حفنةَ ماء
كلّمَا خبّأتُ أوراقَ التوتِ فِي مُقْلتَيْهِ.

خُيِّلَ لِي
أَنِّي أرَى الزَّمنَ جَالسًا على أريكةٍ قُدَّتْ مِن أبدٍ
والمَوتُ خائفًا
والرَبُّ يَمْلأُنِي بِذَرَّةِ حُبّ.

كَأَنّهُ حفيدُ الأعْشَى فِي رَكْبٍ مرتحلٍ
حَمَامًا، أَبْصَرْتُه
يَمَامةً أَبْصَرَنِي
ضَاقَ بِنَا المجازُ
فَنزِلْنَا إلى " أمّ الوليد "
مُقَدِّسين يَسْجُدُ لنا النّجمُ والشّجرُ
لَمْ يَبْقَ ساعتها،
مِنْ العادياتِ سوى الضّبح
ومِنْ المُوريات غيرُ القدح.
كَمَا لو أنّ
عاشِقي اكتملْ
كما لو أني
اكتفيتُ بزخّةِ مطر
شاهدتُني في ارتعاشِه
على شفاه اللغة كرما وتمرًا.
ثَوْبِي تَحرُسه العنكبوت
أرْضُ تُحدثُ عشقَها
صَدْري مُنشرحُ
والروحُ تلْهو بينَ الزرقةِ والشجَر.

****

أنثى يُخبِّئ فيها الماء

طُف بِي
دُون أَنْ تُحْصِيَّ الطَّواف.
وَأَدِرْنِي في رُخامكَ
شَهْوةً
كي أرتعشَ ثمانينَ عامًا
وَتَتََذَوَُقُ الخيولُ الصَّحْوِ في الخَوابِي.
عِطْرُكِ يشُمُّ الأسرارَ
تَتَعَرّّى كوليدٍ لا يبالي
وعاشقٍ رفعتْه أنثاهُ.

أتلَظَّى بين رغبةٍ وسؤالٍ
يتجاذبُني الآتِي كغجريّةٍ أضاعَتْ كفّها
ويُتْعِبُ فُؤَادي اشتعالُ الشَّيْبِ في النَّبْضِ.

طَالَ تملْمُلكِ يا ابنة آدم
تعُدِّين ذخائرَ التُّفَّاحِ :
خطيئةً
خطيئةً
خطايَا.
وتَقولينَ :
أبِي جدُّ الأنْبِيَاءِ.
سَوَّى لهُ الرَّبُّ الأرضَ في سبعِ أمنياتٍ
أوْرَثَه عرشَ التُّرابِ.
وَمَنَحَهُ أُنثَى يخبِّئُ فِيهَا المَاء.
فَأَدْرَكْتُ
لِماذا كلُّ الإناثِ يمُتْنَ غَرْقَى
ولماذا أُخاتِلُ قَدَرِي
لأُصلّي بذاتَ اللّهبِ.
عَلَّنِي وَأَنَا بالنَّهَارِ أَغْتَسِلُ
أُنْشِدُ تميمةً
تَتَوَارَثُ إِلى مَا بعدَ القِيَامةِ.

****

نشيدُ الرّغبة

سِحْرٌ !
خَتَمَ عَلى فؤادي
وَجَعَلَ لِي نُورًا أمشي به.
أيقَظَ نِسَاء سلالتي،
نساء
حَمِلْنَ القِلال
وقَصَدْنَ مائي :
ساعةً يَغْزِلْنَ لِعشْقي تميمةً
وساعةً يتوسَّدْنَ خَزائنَ الله.
طَيْرٌ مِنْ " طين " يَرْتَعِشُ
أَنْزَلَ عَلَيَّ ِمنَ السَّمَاء فاكِهَةً
وَاصْطَفَى لِي نَهْرًا.

آه، مَا أَعْذَبَ النَّار
إذ تؤلف إيقاعي.

مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ
نُور عَلَى نور
جَبَلٌ ساجِدٌ
يَا فلكا،
أَدْرَكَتْ فِيهِ شمسي قمرًا كَعُرجونٍ قديم.
أنَا أُشْفِقُ عَلَى قَيْس،
على ليلَى،
مِنْ شعرٍ رمَى قلبيهما فِي الجَمْرِ
ونحنُ في الضلالة لا نَقْرَأُ الجمْر !
هُنَا البَحْرُ
بَحْرٌ أبيض.
مِنْ هُنَا عبر بنو يوسف
تركُوا فوق الموج دموعهم
لؤلؤا منثورا على فُستان أزرق
أَوْرَثُونَا فِرَاقا وَرَثُوه
وحملوا على أكتافهم أسماءَ الحبيبات.

جميلٌ قَدَّّ مِنْ هَيْئَتِي هيئته
وَسَوَّى مِنْ أساطيرِ الأوّلِين نشيدِي.
أَدْرَكْتُ مجاز الرغبة
حِينَ أَيْقَنْتُ
أَنَّ الحبيب فكرة شريدة، في نص العمر.

****

لاَ فَارِس يليقُ بصلواتِك، غيرُ الله

يا التِّي
مَا مَنَعْتُك حِينما ودعتِ الماء
وَطِرْتِ إلى صَحْراء
لا أَحَدَ فِيها يقُولُ " رُدّها إليّ إن استطعت " !
قلتُ سَاعتها :
روحُك بنتُ قاعٍ أو جنيةُ الأقاصِي
تمشّين على الماء حتى يزدادَ يقينُك
وتَعْتَقَدِينَ أَنَّ التُّراب لَنْ يأكلُ وَجْهك.

يَا التِّي،
أَرَاكِ مُتعبة كَعَائدٍ مِنْ بيتِ الله
ألا تُبْتِ عِنْ المَوت عشقًا
وَتَخَلِّصتِ من شوائب الصِّدق ؟
أَنْهَكَتْكِ المحن،
وَمَزَّقَتْكَ قَطْرَةً قطرةً هَذِهِ الخَسَارات.

يا التِّي،
يَعُزُّ عَلَيَّ انْحِنَاؤُهَا
تَسَلّقِي الأعَالِي
أَكْمِلِي دَورة الاحتراق
وَتَدَاوِي بأبيضِ العُشْب
فَقَدْ أَعْدَدْتُ لَكَ
حَمَّامًا ساخنًا،
وَوَجَدْتُ فِي انتظاركِ واثقا
سريرُك الصغيرُ القديم.
يا التِّي،
أصَابَتْ تَأويل المنام
فَأَدْرَكَتْكِ النُّبُوءة رضيعةً
غَدَوْتِ ضَيْفَةً مُهْمَلة
تُقَدِّمِينَ أطرافكِ سفينةً
وَضَوْءَ عَيِْنَيْك، لقنديلٍ ابيضت نَارُه.

يا التّي،
تَسَلّلْتِ كَما الشهوةِ مِنْ أَنَامَلي
كُلُّ مَا فِيك عزيزٌ وباسقٌ
دَعِ قَلبك فَارِغًا
فلاَ فارِس
يليقُ بِصلواتك،
غيرُ الله.

****

كائنات في منطقة الداخل

فِي داخلِ كُلِّ امرأة، رجل.
في داخل كُلِّ رجل، امرأة.
في كُلِّ لغة، أنثى وفحل.
في داخل كُلِّ عاشقٍ، إله.
في داخل كُلِّ آثمٍ، بريء.
في داخل كل شاعر، نبي.
في داخل كُلِّ نبيٍ، خالق ومخلوق.
في الأسفلِ، حيوانٌ نائم.
في الأعلى، خليفةٌ متربع.

فمن هم الذِّين.
في الخارج يتَّحركون ؟

****

قدرٌ مؤنّث

كُلُّ شيء، على ما أرُومه.
ومع ذلك، لَسْتُ مُطمئنَّة كالأشياء.
فِي البَارِحَةِ،
وَأَنَا أُمَارِسُ موتي،
رَأَيْتُني وسط زحمة الوجوه
أَمُرُّ بصعوبةٍ
أُخْفِي وجهِي فِي راحتَيَّ
وَتَرْتَطِمُ كتفاي، من وراء الدانتال المخمور بقبضةِ الأشْيَاءِ.
ورغْمَ حِرْصِي البُولِيسيّ
علَى السَّيْرِ فِي الجهة المُخصصة للمترجلين
فَإِنَّ رِيحًا،
تَنُوبَنِي فِي الطمأنينة،
كَانَتْ تَدْفَعُ بِي إلى حيثُ الشبّاك
المُمْتلئة بِالرُّؤَى الصَّادِقة.
وَفِي الصَّبَاحِ،
اسْتَفَقْتُ
وَلَمْ أقفِزْ مِن السريرِ كعادةِ النائِمِين.

انْحَنَيْتُ كثيرًا،
ثم امتثلتُ إلى قدرِ الوقوفِ من جديد.

****

آدم الصغير

قال آدمُ الصغير :
" أُمَّّاه،
طيلة ما مضى
كنت طفلا مؤدبّا.
حفظت قلبي من كل مرض
وَأُوتيتُ الحكمة وفصل الخطاب.
فَمَتَى تَأْتِي السَّماء بدخان مبين
ونذهب إلى الجنة
لنلعب
ونلهو فوق عشب سندسي ".
فقلت :
" حين يغمرُ الماءُ الرّبعَ الأخير
وأعِيش زِفاف الغمام ".

***

لغةُ النّفس

قُلْتُ :
" السَّوادُ أشدُّ صفاء من البياضِ
ووحده اللَّيل يجهرُ بأسرارِ الصّباحِ
والحُزن يفضحُ مرمر النفس
والدَّمْع يُطهرُ الوجوه أفضل من سَائل الحليب الملطّفِ "
فَانْفَضُّوا مِنْ عيني
وأطفئوا ما قلت.

وبعد عُمر،
تخضّبَ زَمَنُه بالتّينِ والزّيتونِ ولسعِ الحطب
رَأيْتُ بشرًا
يمشون وفي القلوب
قرابين لَمْ يُسْفكْ ماؤُها
يُرَدِّّدونَ :
لَبَّيْكِ، يا آلهة الصّوابِ !

****

مفتُوحةٌ عَلَى مصراعيَّ

مقفلةٌ
كَبابٍ تركني وراءه جدي
وذهبَ إلى البحر
يُنْشِدُ سمكتين كبيرتين
كاتّساع عَيْنَيْه
وزرقةِ قلبي.

مقفلةٌ
كَروحٍ تَثَلَّثَتْ
وَأَسْرَجَتْ رُوحها للحقّ.

نَفْسٌ، أَغْرَاهَا الفناء بلقاءِ الحبيبِ.

مُقْفَلَةٌ،
كَأَنِّي بنتُ لَهَبٍ
جَاءَتْ تُطفِئُ حريقَ أَبيهَا
تُضَمِّدُ جيد حمالةَ الحَطَبْ.

مفتوحة على مصراعيّ
كَطِفْلَةٍ
رُفِعَ عَنْ قَلبها الحِجاب
فَتَكَلَّمَتْ في المهد.

****

الأنوثةُ الكبرى في حالة سكْرٍ

النِّساءْ اللَّواتِي يَفِضْنَ علينا
دجلة ونيل وفرات
فَنُصَلِّي دُون حجرٍ أو ماء.

النِّساء اللّواتي أَسْرَيْنَ إلى الأقاصي
وَعُدْنَ فَارِغَات.

النِّساء اللّواتِي جِهَازُهنّ بياضٌ ناصعٌ كنسلِ المُريدين.
النِّساءْ اللَّواتي يَمُتْنَ عَذارى
دُونَ تَصْدِيق.

النِّساء اللّواتي يَسْتَحِي البَحْرُ من نُهُودهِنَّ
فيُحْرَم نهب كريمِ المعدن والحجر.

النِّساء اللّواتي يَلْبَسْنَ ثوبَ الزِّفاف مرّات
فِي ذاتْ الزّفاف.
النِّساء اللّواتي تُمْتَزِجُ فيهنّ
الصَبِيّةُ المشتهاةُ بِالعجوز الصَّالِحةِ.

النِّساء اللّواتي فِي وُجوهِهِنَّ بصمات الإله
هُنَّّ الشّاعرات
تَجلّى فِي قَصائِدهنّ الصدقُ نشوةً
فَسَكَرَتْ الأنوثةُ الكبرى
وتمايلَ الشِّعْرُ جداولَ ماءْ.

****

مريدةْ تعدَّتْ كلَّ اللّذاتِ

خَبّأْتُ طُفولتِي
فِي نظراتٍ لهَا بريقُ المَاسِ
وشبابُ الماءِ الدّائم.
تَنَاولْتُ مِنِّي،
زلاّتِ جسدٍ حديثُ الشّهقات.
وتدفّقتُ في الأرضِ
امرأة.
سَأَلْتُ الموتى الكبار
والدَّراويش
وبائعُ الماءِ البورجوازيّ
وكُلَّ مَنْ صادفني
وكانَ رَضِيعًا.

تَوَسّلْتُ رَأْس عاشقي
بِعينينِ مُحترقتين
وَصحْتُ :
أَفِيكَ ألْقَى اللّه ؟
يا رأس عَاشِقِي
كُونِي مدّا لا يعرفُ الزّجر
وقصيدةً نائمة في صدرِ شاعر بوهيمي.

كُونِي شَاعرةً قُدّتْ مِنْ أربعةِ فُصُول
ونطقا عصي التّلعثم، كالمجاز.
وكشفا،
تسقط بُعده الحُجب
سُهولاً مترامية النُّور.
كُونِي بَرْدًا يُخلّصُني لسعَ القلقِ
وَمُعذِّبتي حِينَ أتعدّى كُلّ اللّذات،
وَتُفْشِي السّاقانِ بِالشَّهوات الهَارِبة كَمَا الطُّيور.

لمْ يَبْقَ مِنْ رَغَبَاتِي سِوَى الزّعفران
وَجَسَدِي صَارَ سَريرًا لأطولِ نومٍ.

وَحَتَّى مُكابَرَتِي، مَا عُدْتُ صادقةً فيها.
أََسْتَحْضِرُهَا مِنْ صُوري القديمة
وأَتَلَهَّى بِإعْدَادِ قهوة
سُكّرُها أشقاهُ البنُّ
وَأَوْقَعَهُ فِي عِشْقِ الأَضْدَادْ.

******

أعيشُ
لَذَائِذَ العُرْي
وأرَى بِبَصَرٍ آخرَ
كلّ مَرَايَا الطِّينِ.

من "رجل الجسد" المنشورة في
المجموعة الشعرية الأولى " أنثى الماء ".

الجسدُ نصُّ اللَّذّة.

خُدْعَةٌ
جئْتَ باسطًا كَفّْيكَ
إلَى مَائِي
وَنَارِي
وَهوَائِي
وتُرابِي.
فَلَبَّى مائِي دافِقًا
وَلَمْ ينْهرْكَ تُرَابِي.

وَهَا أنِّي أشْكُو فاقَة
وَأَوْشِكُ أَنْ أفقِدَ عناصِرِي
وَأَوْشِكُ أنْ أستَدِينَ مِنْ السَّمَاءِ مِصباحًا
لأعيدَ مَا هَوى مِنِّى عَلَيْكَ !

يؤنّثني مَرّتيْنِ

هَا أنَّ اللَّيْلَ قَدْ سَجَا
والذِّكْرَى تَجَلَّتْ
واليَدُ، تَتلَمَّسُ جَفْنَيْ أَنْكِيدُو
مُتَمْتِمَة :
" لَوْ كُنْتَ محزُونًا، لمَا استطعْتَ اللِّقاء ".
فَإذَا بِالعينينِ، فِي سُكْرِهِمَا
تُذْرفانِ حُبًّا، يُؤَنِّثُنِي مَرَّتيْنِ.
كَأَنِّي بِالموْتِ أَنْتَشِي
وأعيشُ روعةَ اللّقَاء
وَأتلاَشَى فِي عَناصرِي مُتَعَانِقَة.

فَلاَ الماءُ، أمَان* البَرابِرَةِ
وَلاَ التُّرَابُ، أجْسادُ الذِينَ نامُوا
ولا النّارُ، جمراتٌ فِي كَفٍّ مَجْنُونَة
ولاَ الهَواءُ، هذا الصَّدْرُ الأُنْثَوِيُّ المُتَكَبِّرُ.

أتَحَسَّسُ أدِيمِي بِلُطْفٍ
كَيْ لا أُفْسِدَ، عَلَى أبَائِي قَيْلُولَة
مَفْتُوحَة إَلَى حِينٍ.
فَتَشُقُّ صَمْتِي
أُغْنيَاتٌ قَدِيمَة
مِنْ رَبابٍ، وَنَاي وَسَكْسُفُونْ.

وينهض بنفسجُ الذّاكرة
وينهضُ بنفْسجُ الذَّاكِرَة
مُبَلّلاً بِالأَوَّلينَ.

أمنحُ مَا أعَوِّلُ عليْهِ فِي المُنْفَلِتِ مِنِّي
لِلَيْلٍ يَحْسِمُ بِجبَرُوتِهِ تَبَعْثُرِي
وَيُبَدِّدُ نَهارًا، أُصِيبَ بِشَمْسٍ مُتَوَتِّرَة
تَنْوِي الانْتِحَارَ، فَوْقَ بَيَاضِنَا الطُّفُولِي.

لاَ شَيْءَ أطوَلُ مِنْ لحظَةٍ، لهَا تَأَلُّقُ النُّجُومِ.
لا شَيْءَ أكْثَرَ طَرَبًا مِن شَهْقةِ مُنْدَهِشٍ
وَلاَ شَيْءَ أقْصَر مِنْ الأَعْمَارِ،
المُمْتَدّةِ في الضِّيق،
مَتَكَوِّمَةً كَشَيْخٍ، لَهُ هَيْئَةُ جَنِين.

مُتْعَبٌ هذَا السَّفَرُ، على ظهرِ سؤالٍ صَبُور.
ومُوجِعَةٌ هَذهِ النَّفَسُ
المُتَيَّمَةُ بِالصَّحَارِى
إذْ تحَاصِرُهَا الكُثْبَانُ
فتحاصِرُ فِينَا، الوَهَنَ العَتِيقِ.

ثَمَّةُ طُمَأنِينَةً يُدْرِكُهَا أهلُ الشَّبَقِ
فِي سفرِهِم إلى الجَسَدِ.
وَثَمَّةُ مَاءٌ، يَتَصَبَّبُ أجْسادًا
تُعَاوِدُ الغَرَقَ
يُعَاودُ العَطَش.

وَثَمَّةُ خُطُوطٌ، علَى شاكِلة مَدَارِجِ الَمسَارِح
تَرْتَسِمُ فوْقَ الجَبِين
فَأَعْلَمُ، أَنَّي مَلْحَمَة
أضَاعَتْ عِشْتَارَهَا
فِي زَخْمَةِ صَمْتٍ مَحْمُومٍ.

****

النوْمُ على حافةِ الرّكحِ

قرنٌ يسلِّمُ عقاربَهُ حَيَّة
لِتَلْدَغَ مواليد الثَّور.
أيَّامٌ تَجُرّ أعمَارَنَا
القصيرة الشَعْر.
والدُّنيَا كما أول الخلق
مدرسة خاصة بالراسبين
وأدوارٌ نَلْعَبُهَا
ثُمَّ نَنَامُ عَلى حَافَةِ الرُّكْح.
وَبَشَرٌ نُرَاهِنُ عَلَيْهم
فَقَط
كَيْ نَخْسَر.

غُرفة فِي شكل تفّاحة

الغُرْفةُ التِّي
أُحِيكَتْ ستائرُها بالفَرْو المُبعثرِ في السّهول الزّرقاء
صارت تحلم بطفلة تُكسر دميتها
لا تُفَكِّكها مثلِي.
الغُرفةُ التِّي
تسكُنها صبيّةٌ تُطْرزُ وِسادتين
مُنذُ استدارة خصرها
حافظت على كأسها الواحدة
سريرها الواحد
وغطائها نصفُ الواحد.
الغرفة التِّي
ربتها تخاف الظلام أكثر من رب الظلام
حل بها زائر،
لَهُ صُرّة فيها سنواتٍ لمْ يُنفقها، وحباتُ زيتونٍ كثيرةُ الضّوْء.
الغرفة ،
ذات السّقف الذّي يتحرشُ بالسَّماء
سَقَتْ رُخام الصَّبية
وناولتها مزيدا مِن الفرو
فَغَدَتْ في شكل تُفّاحة.

ذِراعٌ تُثِيرُ الشِّتاء

أرانِي مُنزعِجَة :
هناكَ مَنْ دَعَانِي
إلَى نُزْهة في حَدائقه
وطلبَ منِّي
حَمَلَ حَقِيبتِي
وَتَسْلِيم المفاتيح إلى مُلكٍ عرشُه السّماء.

لَمْ آخذ مَعِي
سِوى معطفِي الطَّويل
ونظارة الشّمس السّوداء.
فقد تَعَلّمْتَ
أنَّ الذِّراع التِّي نصفُها عارٍ
تثير في الشِّتاء رغبة القُدوم.
والحقيقة،
تحرقُ من تُشبه أصَابِعه الفراشة.

وَتَعَلّمْتُ،
أنَّ كُلّ الدَّعواتِ التِّي تَأْتِينَا غيرُ صالحةٍ لشخصين.

****

قِلالٌ تملأُ السّراب

ذكورٌ فاكِهون
يتراقصُونَ فِي الغُرفِ.
يتمايلونَ بينَ وَاجهتين
مِنْ نخيلٍ وَمِنْ شَجَرٍ.
مَضتْ مِنْ عُقودِهِم ذَاكرة
جالِسونَ في صيْفِهمْ الدَّائم
يغازِلُونَ ثديَيْنِ يَائسَيْنِ
وبطنًا خَجُولَة
فِي رَأسِهِمْ قَاتٌ
يَمْلأُ سرابهم قِلالا.

ذُكورٌ، حدّ الجسد
يُقبلون الهِضَاب المُتَمَنِّعة عِنْدَ أَوَّل بَرْق
وَيَخْلَعُونَ النِّعَالَ
كي يهشِّمُوا
بِالكعبِ العَالي
جرَّة الرُّوحِ
وفِخَار الأرض !

****

هَيئةُ المَاءُ

صَبيّة،
وَجهُهَا وردةٌ مكسُوّة قطرَ النَّدى.
عَيْنَاهَا تَعجّبٌ
وسؤال.
اسْتَلْقَتْ عَلَى كُل الغَابة
فوَشْوَشَ الصّنوبَرُ للصّنوبرِ
وعَادَ المَاءُ غَجَريّا
غَجَريّة،
لاَ تَزَالُ هَيْئةُ المَاء.
حاصَرهَا رَجُلاَن
يَرْتَجِفَانِ.
الأوّلُ طلبَ رُوحَها
لِيملأَ الكَوْنَ شجرًا.
والثَّانِي، اشتهَى جسدَهَا
كثير التُّراب
غزير المَاء
كثيف الهواء
ونَارُهُ شَهْوَة مُتَأجِّجة.
حَطَّتْ يَدَهَا تِسْعًا فِي أحْشائِها.
واليَدُ الأخْرَى،
وزّعَتْ أصَابِعها عَلى أقْوَاسها.
تَضَاءَلَ الرَّجُلان
التَصَقَ الوَاحدُ بالواحدِ
وَحَلّتْ فِي الصبيّةِ دُنْيَا الحياةِ الأُخْرَى.

****

الشَّجَنُ

يَتَعَاظَمُ نملٌ مُثابر،
يرعَاهُ جُنود طيِّبون.

وفِي قفاهَا،
يتسلّلُ الشّجن
أكياسًا،
مِنْ تُراب الآدميين.

****

يَا ليتنِي كُنتُ زُجَاجًا

ما إِنْ يُعْلِنُ اللّيل
وُصوله إلَى المُنْتَصَف.
تَدْخُلُ امرأة هذا الملهى اللّيلي
عارية مِنْ أوراقِ التُّوتِ
وفِي خُطْوَتِهَا تَلَعْثُمُ الجَدَّات.

فِي هذهِ اللّيلةِ :
وَهْيَ تَجُوبُ المَلْهَى رَقْصًا
وَتَحْمل فِي رَقْصَتِهَا
كُلَّ الوُجُوه
التِّي فِي عددِ الكُؤُوس
المُتَمَايِلَة فِي الأَيادِي
تَسَاءَلَتْ :
" لماذَا لاَ أَبْتَكِرُ زَمَنًا جَدِيدًا لِلمَلْهاةِ يَبدأُ عِندَ الفَجْرِ ".

وَحِينَهَا،
سَقَطَتِ كُلُّ الكُؤُوس
مَغْشِيًّا عَليهَا وَهْيَ تُرَدِّد :
" يَا لَيْتَنِي كُنْتُ زُجَاجًا " !

****

الأرض

كُلّما أطلقْتُ ضِحكةً
كَسَا الدُّرُّ خصْرَ الأرْض
ورأيتُ امرأةً تنشرُ المنَاديل.

****

الظِلّ

شَاهَدْتُهُ يَفْتَحُ دفاتِرَ السُّلاًلة
وَيَلْهثُ فِي دَمِي فَرِحًا وَتَعِبًا.
سمعته ذات رُؤية في المنامِ
يَتَهَجَّى اسْمِي
يَعِدُنِي بِالقَلِيلِ المُصَفَّى.
اِقْتَرَبْتُ مِنهُ، شجرةَ صَفْصَافٍ.
ولمّا هممتُ بِِالعَطَاءِ
وَجدْتُ ظلي منهكًا
هاربًا خَلْفِي
مختبئًا إلِى حينٍ.

****

تَطَاولُ الأَمْكِنة

كَيْفَ لَمْ يَنْتَقِمْ وَاحد مِنَّا
مِنْ هَذَا المكان.
كَمْ مَرّة انْتَحَلَ أسماءنا
كم مرّة نال من بصماتنا
وَكَمْ حَوْلَهُ نَمَتْ الأساطِيرُ.

هَذَا المكان
بعضٌ مِنْ بَعْضِي
تَمَرّد مُنْذُ وطأةِ القدمِ الأولى
فَصَارَ يَهْجُونِي،
بِأَنِّي لَسْتُ سوَى قَدَميْن
تَخْشَى عُرْيَهَا،
وَتَخْتَبِئُ طِوَالَ النَّهَارٍ
فِي حذاءٍ تنكّرِي.

****

المكانُ في الحقيبةِ

كَانَ عليّ أن افْتَقَدنِي دُفْعَة واحدة
أَوْ أَلُوذَ إلى شيخوخة
تُجِيدُ اختزالِي
قَبْلَ أَنْ أُعْلِنَ الكِبرياء
عَلَى مَسقطِ طُفولَتِي الأولَى.

جَمَعْتُ أثْوَابِي كُلَّهَا
التِّي ارتَدَيْتُهَا،
وَالتِّي اشْتَهَيْتُ التَّفَاخر بِهَا
أمَامَ تَوْأَمِي فِي المِرِآةِ .

ظَنَنْتُ أَنِّي
ظَفَرْتُ بِأَحْذِيَةٍ
تَسِير بي إلَى الخَيَال.

وَلَمَّا فَتَحْتُ الحَقِيبة
وَجَدْتُ المَكَان الأوّل
مُتَكَوِّمًا كمَا الدّائرة التِّي أَسْكُنها
مُرْتَدِيًا غِطَائِي الصُّوفِي
يَشْدُو بِأَنْبِيَاء السَّفر
وَيَسْكُبُ فِي رُوحِي العِطْرَ
خَمرة تُذْهَبُ عَنِّي حَنِينِي
وَتُصِيبُ عَصَاي بِالحُمَّى.
بَيْتُ الاسْتِحْمَام المُفضّلِ
كَأَيّ امرأة بيتُها قريبٌ مِنَ البَحْرِ
أَخَذْتُ جَسَدِي
وذهبتُ إلَى الشَّاطِئِ
أَنْوِي الاغْتِسَال.
كَانَ الماءُ دَافِئًا
نَقِيّا
أزْرَقًا كَمَا الفَيْرُوز.

بَقََيْتُ تِسْعًا
أَفْرُكُ أَطْرَافِي وأفكَارِي
قَضيْتُ أربعينًا
تَحْتَ الشّمسِ أتَجَفَّفُ.
بَعْدَهَا اِرْتدِيْتُنِي قِمَاطًا
وََرَأيتُنِِي أكْثَر نَضَارَة
وأنا أَغْتَسِلُ فِي جَسَدِي المُفَضَّّلِ.

****

الحُجبُ

يَا مَنْ سَلّمْتَنِي ثُوبَ الحقيقة
بَعْدَ أَنْ قطفتَ مِنِّي أزرَارَه.

جَسَدِي يَكْبُركَ كَثِيرًا
وَقَامَتِي نَهْرٌ معتدٌّ بعذوبته.
سَأَغْزُلُ للعراءِ الممتدِّ
مِنْ الفَخْذَيْنِ إلَى القَدَمَيْن
مَا يَكْفِيهِ مِنْ حُجُبٍ.
فلا يليق بحرّةٍ
أن تلبس ثوبا قديمَ الأزْرَارِ.
ورأسُها شجرة
تحطُّ فوقها عصافيرٌ
عَصيّةَ الصَّيد.

****

مَرايَا الغِياب

للغيابِ أكثرُ مِنْ هيئةٍ
ومَا شَاءَ مِنَ الوُجُوه البريئةِ مِنَ الزّئبقِ.

الغيابُ
لاعبٌ ماهرٌ،
لاَ يَسَجِّل فِي مَرْمَانَا
سِوَى هَدف الموت.

****

المَاضِي المُستعمل

لاَ أَطِيقُ الفَنَادق.
لاَ أطيقُ اقتناءَ الثِّياب القديمةِ
وَلاَ رُكُوبَ السَّياراتِ المُستعملة.
َلاَ أُطِيق تَأْجِير شُقّة مَفْروشة.
أَنْبُذُ كثيرًا أزواجَ الآباء والأمهات.
لاَ أُطِيقُ أَنْ أَرِثَ أبِي.
لاَ أُطِيقُ أَنْ يَكُونَ لِي طفلٌ بَعْدَ طِفْلِي البِكْر.

لاَ أُطِيقُ
لأَنِّي لاَ أُطِيقُ الخِيَانَةْ.

****

الحَياةُ الأُولَى

فِي البِلادِ التِّي
تتكاثرُ فوقَ أرضِها الورُودِ.
ويتقلَّصُ عددُ كائناتِهَا،
تَبْكِي أهَالِيهَا فِي مَواسِم الأعْيَاد.
الوُرود تُذْكِرُهم بِالذين مَاتُوا،
وَكَيْفَ عَادَ دَمُ كُلّ واحدٍ، إلَى حياته الأولى،
يَوْمَ كَانَ وَرْدَة !

****

الطّعامُ المُتداولُ

الطّعام الذِي سَنَذُوقُهُ جميعًا
هَُو الموتُ
فَهَلْ سَتَذُوقُ كُلُّ نَفْسِ... الحَياة ؟

سيرة ذاتية

شاعرة تونسية أصدرت ثلاث مجموعات شعرية:

* أنثى الماء "دار سيراس للنشر والتوزيع، طبعة 1996 (الطبعة الثانية عام 2000). مع العلم أن هذا الديوان قد كتب مقدمته الأديب الأستاذ محمود المسعدي.
* خجل الياقوت" عن دار شرقيات للنشر والتوزيع بالقاهرة طبعة 1998.
* يؤنّثني مرّتين" عن دار سيراس للنش والتوزيع، أفريل 2005.
* ترجمت كل من المجموعة الأولى والثانية إلى اللغة الإيطالية، وصدرت الترجمة عن دار San Marco Dei Guistiniani وهي من دور النشر الكبرى بإيطاليا. قدم الترجمة الإيطالية الشاعر الإيطالي المعروف جوزيبي كونت، وقام بالترجمة المغربي رداد الشراطي.
* كما ترجمت قصائد متفرقة للشاعرة في كل من اللغات الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والبولندية والتشيكية.
* أيضا، ترجمت لها نخبة من قصائدها إلى اللغة الفرنسية، وصدرت في انطولوجيا مختزلة تضم عشر شاعرات عربيات، وذلك عن دار نشر في باريس تسمىParis Méditerranée الانطولوجيا من إعداد وتقديم الشاعر والناقد العراقي عبد القادر الجنابي.

حظيت مجموعتها الشعرية الأولى "أنثى الماء" بثلاث أطروحات جامعية، وذلك في كليات بتونس والجزائر:

* رسالة جامعية حول الألم واللذة في أنثى الماء تم إنجازها في جامعة تيزي
وزو بالجزائر.
* رسالة لختم الدروس الجامعية في كلية الآداب العلوم الإنسانية بصفاقس
عنوانها: قصيدة النثر، "أنثى الماء" أنموذجا.

شاركت في عدة ملتقيات تونسية وعربية وأجنبية نذكر منها:

* مهرجان القراءة في باريس، أكتوبر 2001.
* الملتقى المتوسطي بطليطلة 1999.
* مهرجان فلايينو بإيطاليا.
* الأيام العربية للأدب والشعر بالجزائر 1999.
* مهرجان الشعر ببيسكار في إيطاليا.
* مهرجان مسقط الثقافي سنة 2000.
* مهرجان الدوحة للثقافة والفنون 2001.
* مهرجان المحبة باللاذقية في سورية 1999.
* معرض الكتاب ببيروت 2000.
* مؤتمر المرأة العربية والإبداع بالقاهرة أكتوبر 2002.
* مهرجان الشعر بفيسانزايا بإيطاليا، ماي 2003.
* مهرجان الشعر المتوسط بالرباط جوان 2003.
* يوم الشعر العربي بمدينة جنوة الإيطالية سبتمبر 2003.
* مهرجان الشعر العربي الفرنسي بمعهد العالم العربي بباريس مارس 2004.
* مهرجان صنعاء للشعر العربي أفريل 2004.
* مهرجان "لودييف" بفرنسا، جويلية 2004.
* معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، أكتوبر 2004.
* مهرجان الشعر الوطني بالجزائر في أفريل 2005.

تلقت دعوتان للمشاركة في مؤتمرات اليونسكو في الجزائر سنة 1999. أما المشاركة الثانية، فقد كانت في عمان الأردنية ماي 2002، وقدمت الشاعرة آمال موسى بحثا حول التربية على الشعر الحديث في التعليم الثانوي في تونس.
كاتبة في صفحة الرأي التابعة لجريدة الشرق الأوسط الدولية، وذلك منذ قرابة أربع سنوات.
باحثة في مجال علم الاجتماع.
الماجستير في علم الاجتماع حول "المسألة الدينية في الخطاب السياسي البورقيبي".

عنوان الشاعرة : رقم 19 نهج الحبيب شيخ روحه، حي الصحافيين، حي الغزالة
أريانة، تونس.
رقم الهاتف : 688 217 216 00
العنوان الإلكتروني : amelmoussa@yahoo.fr

_________________
ديوان - شعر آمال موسى ,ديوان آمال موسى pdf Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان - شعر آمال موسى ,ديوان آمال موسى pdf 15781612
ديوان - شعر آمال موسى ,ديوان آمال موسى pdf Icon_minitime 2014-03-05, 2:45 pm
غَيْرُ قَابِلَةٍ لِلاخْتِزَالِ

أمال موسى
ديوان - شعر آمال موسى ,ديوان آمال موسى pdf Umal_mossa
أُحِيطُ بخَصْرِي
لِأَحِيكَ ثَوْبًا يَتَّسِعُ سَاعَةَ غَضَبِي
يَنْكَمِشُ حِينَ أَهْدَأْ.
حَدَّثْتُ النَّارَ الـمُتَوقِّدَةَ فِيَّ :
أيُّ رَجُلٍ يَحْتَمِلُنِي
أيُّ امْرَأةٍ تَسْتَأْنِسُ بِرِفْقَتِي
أيُّ طِفْلٍ لاَ تَقْتُلُهُ دَهْشَتِي
أيُّ أبٍ يُنْجِبُ شَبِيهَتِي
أيُّ اسْمٍ يَسَعُ مَلْمَحِي
أيُّ فِعْلٍ يدّعِي اخْتِزَالِي

يَا أَيَّتُهَا النَّارُ
مَا الذِي يُطْفِئُكِ ؟
قَطْرَةُ مِنِّي
أَمْ شُعْلَةُ فِيَّ.

صُوَرٌ بِلاَ إضَاءَةَ

اِلتَقِطْ لي صُورةً فَاتِنَةً
يَشِعُّ مِنْهَا بَرِيقُ حُزْنِي.

صُورَةً،
تتوقَّفُ فيها الابْتِسَامةُ
فِي زَاوِيَةِ البوْحِ.

اِلْتَقِطْ لي صُورَةً
وأنا أغْتَسِلُ خَلْفَ مِرْآتِي.

صُورَةً،
سَاعَةَ ألْتفُّ حَوْلِي وأصِيرُ شَالِي.
صُورَةً
حِينَ أُقَبِّلُ يَدَيَّ
لأَصْفحَ عَنِّي.

اِلتَقِطْ لي صُورَةً
وأَنا أُمَزِّقُ هذه الصُّوَرْ.

لاَ شَيْءَ يُنافِسُ جَمَالكُنَّ
غَيْرُ حُزْنِي

كُلُّكُنَّ أجْمَلُ مِنِّي
مُتَوَهّجَاتٌ في العَتَمةِ
عَرَائِسُ
في بُسْتَانِ البَنَفْسَجِ
كُلُّكُنّ طُمَأْنِينَةٌََ لِلْقَلَقِ
وَأَنَا
فِي شُرْفَةِ النِّسَاءِ أُغَنِّي :
لاَ شَيْءَ يُنَافِسُ جمالَكُنَّ
غَيْرُ حُزْنِي.

مَالُوفٌ

بَيْنَ الرُّفُوفِ،
مُعَلَّقَاتُ القَصَائِدِ.

فَوْقَ الطَّاوِلَةِ المَكْسُورَةِ
شرائِطَ مَالُوفٍ وقُدُودٍ حَلَبِيَّةٍ.

فِي المَطْبَخِ البَارِدِ
قدْرٌ كَثِيرٌ من بُنٍّ يَمَنيٍّ.

هَذَا مَا أَحْتَاجُهُ
كَيْ
أشْقَى
وأعْشَقَ.

قَصِيدَةٌ عَمُودِيَّةٌ

فِي البَيْتِ القَدِيمِ
حَيْثُ نَظَمَ جَدِّي قصيدةً عَموديّةً
أَعِيشُ جَارِيةً فِي مَمْلَكَتِي
ثَوْبِي مُبلّلٌ
وَعَلَى التَّاجِ وَضَعْتُ رَأسِي !

فِي البَيْتِ القَدِيمِ
أَينَ تَتكئُ الجَرَّةُ
يَنْسَابُ الماءُ مَمْزُوجًا بالتَّسَابِيحِ

فِي البَيْتِ القَدِيمِ
أَنى دَوَّتْ صَرْخَتِي الأُولَى
أُسَوّي تُربةَ السُّلاَلَةِ
لِنَنَامَ
أرْوَاحًا تُتَاخِمُ أَرْوَاحًا
في البَيْتِ القَدِيمِ
أيْنَ تَربَّعَتْ جَدّتي عَرُوسًا
أبْحَثُ عن شَالِها لتقبِّلَهُ الكَتِفَانِ
فِي البَيْتِ القَدِيمِ
أعْبُرُ اللّيالِيَ العَتِيقةَ
حَامِلةٌ طَعَامِيَ لِلدَّراوِيشِ

فِي البَيْتِ القَدِيمِ
أُوزّعُ جَمْرتِي مَهْرًا
لعُشَّاقٍ يَغْتَسِلُون بالمَطَرِ

فِي البَيْتِ القَدِيمِ
يَلْبَسُنا الحُبُّ جُبّةً
فيكْبُرُ صَحْنُ الدّارِ
مَرَّتيْن

مَلِكُ الأعَالِي

لِي طُوفَانُ شَوْقٍ
لِرُؤْيَةِ حبيبي
مَلِكِ الأَعَالِي.
لكنِِّي أخَافُ
ضَيَاعَ حبَّاتِ الطِّينِ
وفِرَاقَ قَطَراتِ الماءِ
أخَافُ
رُؤْيَتِي
على سَفَرٍ قريبِ.

أُنثَى المَاءِ

لِمَ يَأتِينَا المَاءُ
يَجْرِي مُتلظّيًا مِن شِدَّةِ العَطَشِ.

لِمَ المَاءُ
يَقْتَفِي خُطُوَاتِي
ويَنْسَى مَجْرَى السَّوَاقِيَ
مَسْقَطَ المَطَرِ.

لِمَ لا أُدْلِي بِوَجْهِي
فِي أطْرَافِ المَاءِ
لأَعْرفَ
كَيْفَ أَخْفَى عَنَّا لَوْنَهُ
وَمَتَى أفْقَدْنَاهُ عِطْرَهُ.

لِمَ لاَ أُصْبحُ سِرَّ المَاءِ ؟
لِمَ لاَ أكُونُ أُنْثَاهُ
أنتَظِرُهُ فِي الجَرَّةِ
حَتَّى قُدومِ الصَّيْفِ.

مَنْ أَزاح التُّراب عَنْ شَارِبيك؟

مَنْ أزاح التُّراب عن شاربيك
وأَعَاد لِكَأسِك عُقول البَائِسين.
مَنْ أَطْفَأ مَوْقِدا
كان سَاهِرًا فوق الجَبِينِ.

مَنْ لَفَّ جَنَاحَيك بِتلْك الرَّعَشات
أفْرَغَ الماسَ مِنْ شَجَاعتِه
صَبَّ في الياقُوت كلّ هذا الخَجَل.

مَنْ أَدار خَصْرَ المعَاني
وصَاغَ الهَرمَ بِالرِّمَالِ.
عَارِيًا،
طَارَ في الماء
وفي العُشْبِ ألقَى بالعَصَا.
مَنْ عَلَّقَ سَرِيرك في الفَضَاء
أسْقَطَهُ في "دير القمر"
والحبيبةُ في الدَانْتال مـُفَـ تـَّ تـ َة.

مَنْ اِسْتبَاح القَصيدة
حَلَّ ضَـ فـَ ائـِ رَها
مَـ زَّقَ ثَوْبها
رَشَّّ بَيَاضَها بِسَوْرات الحُبّ.

مَنْ أخْفَى الحِكْمة في جَرِّةِ النَّبيذ
قَطَفَ زَهْرةَ النَفِل في الصَّباح
فَأغْضَب وَرَقَاتِها الأَرْبع.
مَنْ عَزل بين القُطْن والصُّوف والحَرِِير
فِي أَشْرِعَةِ السُّفُنِ القَدِيمة.
وَرَمَى في البِحَار صَناديقَ العاجِ.
مَنْ نَهرَ قطّةً،
كَانتْ تَضُمُّ إلى فَرْوِها أَطْفَالك
تَمْنَحَهُمْ السَعَادة والذَّهب.

كُنْتُ أَرَى الطِّفْل فِيك
حَافِيًا في رَوْضَة
واليوم الطِّفْلُ يَسْأَلُ،
عَنْ عُكَّازِه في أيّ زَاوِيةٍ مِنْ العُمر.

يا طفل أبي،
مَنْ أَحْرق في كَفَّيْك الكِتَاب
سَرَقَ منك المِطرَقة واللَّحْية تَرْتَجِف.
مَنْ عَلَّمك التَواضُع
فعِشْتَ قبل الأوان بين الحُفر.

يَا أَبتي،
كَيفَ صَدَّقت بياض قَرْن الجَامُوس
وأنْ عَظْم الجَمَل أسْود
وَأنَّه رُبَّمَا سَتُنْجبُ لك الحَبيبةُ بَعدي طِفْلة.
كَيف اسْتطعْتَ الجُلُوس أَلفَ عَامٍ عند رَأسي
تَتَيمَّمُ بِتَاجه
تُرَتَّبُ حَاجِبي
وَتَحْرِسُ لَيلا غَاسِقًا غشَّى شَعْرِي.
تُسَلّمُ وَجْهِي فَضِيحَته
وَأقْدَاحًا تتمايلُ في لَيْلِها.
تُعلِّمُني الكِتَابة بِالغياب
والسَّيْرِ خُطْوة وَاحِدة
مِنْ قِمَّة جَبَل
إلى صدرك.

يَا أَبَتي،
دَعْنَا في غَدائر الكَاهِنة نَغْتَسلْ
نَحْتَرِقْ وفاءً
نَأْخُذِ القَرارَ في حَالَةِ سُكْرِ!

أصدقاء الفلاسفة

سَأقِيمُ في طُفولَتِي
في جَسَدٍ لا يَسْأَل
مع عَقْلٍ لا يَرْتكِبُ إِجَابة
في ريش الحمامِ
في لُغةٍ صيفية
سَأُقيمُ في اللّفظِ.

وَبعْد الرَّحِيل أَكْتُبُ هَذِه الوَصِيَّة :
وَحْدهَا اللُّعبُ وَرِيثةُ الطفولة
وشكاوى الجيران من أطفال الجيران دَفَاتِرُنَا
وَحْدهَا الطُّفُولة تُصَافِح مَا وراءَ الأشياء.

صَغِيرَةٌ وَاقِفةٌ على الأطْلاَلِ

عِنْدَمَا كنتُ صَغِيرَة،
كُنتُ، أُوَزِّعُ فَاكِهَةً على ضُيُوفٍ يَأْتُونَ في كلّ يَوْمٍ
وَأَمْلَأُ فِنْجَانَ عَمِّي بِقَطرَاتِ الزَّهْرِ
وَأُقشِّرُ الجَوْزَ.

أَقِفُ أَمامَ مِرْآتِي
وَأتَخّيلُنِي سَيِّدَة.
أَخْلَعُ عن شَعْرِي رَبْطَتهُ الوَرْديَّة
وَأَعْبَثُ في غِيَابِ أُمِّي بِفَسَاتِينِهَا السَّاهِرَة.

عِنْدَمَا كُنتُ صَغِيرَة،
أُنادِي جَمِيعَ الرِّجَالِ أَعْمَامِي
وَالنِّسَاءَ خَالاتِي
وَكانَتْ تُذِيبُنِي شَمْسُ الحَياءِ
كُلَّمَا دَاعَبَتْ رِيحٌ فُسْتَانِي.

عِنْدَمَا كُنتُ صَغِيرَة،
كَانُوا في كلّ يَوْمٍ يُذِيعُونَ ضَيَاعِي
ثُمَّ يَجِدُونَنِي
في الشُّرْفَةِ أُعَانِقُ وِسَادَتِي.

عِنْدَمَا كُنتُ صَغِيرَة،
كانَ جَمِيعُ التَّلاَميذِ أَسَاتِذَة
وَأنا أَخْدِشُ وَرَقَتِي
يَمُرُّ مُعَلِّمِي وَيقُولُ :
"مَا سُؤَالَكَ يَا ابْنَةَ سُقْرَاط؟"

عِنْدَمَا كُنتُ صَغِيرَة،
كُنتُ أَعْتَقِدُ أَننَا كَيْ نُنْجِبَ أَطْفَالاً
عَلَيْنَا أن نَشْرَبَ جِرَارًا من الحَلِيبِ
وَظَنَنْتُ،
أَنِّي الأُخْتُ الصُّغْرَى لِأُمِّي وَأَبِي.

كُنتُ، أَخَافُ صَمْتَ الأَحَدِ
وَفِي الجُمُعَةِ أَسْأَلُ عَمَّا حَلَّ بِمَنْ حَوْلِي.

عِنْدَمَا كُنتُ صَغِيرَة،
َوثِقْتُ في الزَّمَنِ كَثِيرًا
وَانْتَظَرْتُ أَنْ أَظَلَّ كَمَا كُنتُ كَبِيرَة!

الأَنْبِيَاءُ في الخَاِرجِ يَنْتَظِرُونَ

نَرْحَلُ من بَعيدٍ
إلى جَدَّةٍ بَعِيدَةٍ
أَنْبِيَاء، نُحوِّلَ الكُرةَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا
كَأنّنَا مَعَاصِم، بها تَطُوفُ الأَسَاورُ
وُجُوهٌ،
تَزدادُِ في انْتِشَارِهَا أَطْيَافُ الأَحِبَّةِ.

نَمْشِي في الخُطْوةِ أَزْوَاجًا
تَارِكِينَ ثالِثة تَرْضَعُ التُّرَابَ.

نَدْخُلُ كُوخًا،
لا يَتَّسِعُ لِلأَنْبِيَاءِ معًا
فيه جَدَة نَتَرقَّبُ نَوْمَهَا.

يَا أيُّهَا البَدَنُ المطْمَئِنُ
فَجِّرْ في الرَّاحَتَيْنِ ماءَ
لِيشْرُقَ الخَصْر.
آخِرَ النَّوْمِ سَاعَة
وقَضِيّ معي سَهْرَة في الأَسْئِلَة.

تَأخَّرْتِ يا جَدَّتِي
كُوخُكِ كان بَعِيدَا
وبين خُطوَاتِي تَصَالحَتْ الدُّرُوبُ.
سيقني الزَّمَن إليك
فصار وَجْهَكِ لِقَاتلِي مَأْوَى.

يا إِلَهَتِي،
إِنِّي أَمُوتُ في السُّؤالِ مَرَّتَيْنِ
تَعِبْتُ من الموْتِ
وما أَرَاحَتْنِي طُمَأْنِينَةَ الأَنبِْيَاءِ.

فَهلْ أنت مُثْقَلةٌ بِالتِّيهِ
أَمْ أَنِّي بَعْدُ لم أَفْقَهْ صِيَاغَةَ السُّؤالِ.

مَا هذا البَرْدُ الَّذِي يَنْهَمِرُ
إنِّي أَسْمَعُ الرَّعْدَ في الأَطْرَافِ يُقلِّدُ ربَّهُ
يَتوَعَّدُ عِنَاقَ الماءِ بِكُرَاتِ القُطْنِ.
يُهَدِّدُنِي بِمَوْتِ أُمِّي.

جَمِيلَةٌ أَنتِ
وَمُرْعِبَةٌ
ولا أُشْبِهُكِ إلاَّ في الرُّعْبِ!

يَا سَيِّدَتِي،
لِمَ نَأْتِي مُكْتَفِينَ بِأَعْيُنِنَا
نَرْحَلُ مُتَسَوِّلينَ الماء من العُيُونِ.
لِمَ ما هو آتٍ أَعِيشُهُ الآنَ.

لِمَ الزَّمنُ يَتْرُكُ كلَّ الأَعْدَاءِ
يُكَسِّرُونَ التَّمَاثِيلَ
يَمْنَعُونَ النَّجْمَ من أنْ يُبَلِّلَ بِنُورِهِ مَرْيمَ
يَخْلَعُونَ غُرَفَ حُبِّنَا

يَقْطَعُونَ أَفْكَارَ من أُحِبُّ
وَيجْعَلُونَ رَأْسِي قَبْرًا.

لِمَ أَزْرَارُ الغَيْبِ
على كلِّ "عَزِيزٍ" عَزِيزَة.
لِمَ في هذا الكُوخِ
تَتعَرَّى أَحْوَالِي
تَتسَاقَطُ الكُتبُ

هَلْ نَحْنُ يا جَدَّتِي
وَاحِدٌ أمْ كُثْرُ
وَمنْ لِلْآخِر يَحْتَاجُ أَكْثَر
المُلْتَفُّونَ حَوْلَهُ أمْ الَّذِي حَوْلَهُ مُلْتَفُّونَ.
مَنِ الأَكْثَرُ دَهْشَةً
الأَنْبِيَاءُ أمْ الشُّعَرَاءُ
من رَتَّبَ الكَوْنُ
أمْ من نَصَّبَ الأطْفَالَ خُلَفَاءَ.
يا جَدَّتِي،
حَرِّرِينِي من شُرُورِي

حَرِّرِي
ذَاتًا مُبَاركَةً!

يَا أَيَّتُهَا الرَّبةُ "فَاكَا"

تَكَلَّمِي
خَبِّرِينِي عن آخِرِ حَفْلٍ للتَّضْحِيَةِ
عن حَيْرَةِ بَدَّدَتْهَا تَرْنِيمَةُ الخَلْقِ
إِنَّ "آجني" أَقْسَمَ بِحَرْقِ الكُوخِ
فَماذَا يا جَدَّتِي أَقُولُ
وَالأَنْبِيَاءُ في الخَارِجِ يَنْتَظِرُونَ!

فَرَسُ الماءِ

أَمْشِي كَغَجَريَِّةٍ إلى حَيْثُ
يَنْبُتَ الرِّيشُ مُلَوَِّنًّا.
مُبلَّلا.
غَجَرِيَّةٌ، تُرَدِّدُ أُغْنِيَّةَ بَحَّارِ
قَرَّرَ اللَّيْلَةَ أن يَعُودَ لعُصْفُورة الأَمْسِ،
حَامِلاً بَقِيَّة صَحْوِه،
وَشِجَارًا مع قَرَاصِنَةِ البَرِّ.

أَمْشِي إلى مَدِينَتِي،
وَألْتَقِطُ من صَحْنِ الدَّارِ أسْرَارًا
تَبُوحُ بها غُرَفٌ طَالمَا عَاشَتْ جَمَاعَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ.

وَفي صَحْنِ تلك الدَّارِ
أُعَانِقُ طِفْلَةَ كُنتُ أَشْبِهُهَا
هي أنَا،
تَجْلِسُ كما تَشَاءُ
لا فَرْقَ عِنْدهَا بين رُكْبتيَنِ عَارِيَتَين
وَرُكْبَتَيهَا العَارِيَتَين!

تَمُرُّ قِطَّةٌ
فَأَتذَكَّرُ كَمْ مَرَّةً جَمَعَتْ جَدَّتِي
قِطَطَ البَيْتِ
وَرَمَتْهَا.
وَحِينَ تَعُودُ،
تَفْتَحُ القِطَطُ لها البَابَ.

أَمْشِي إلى من وَعَدْتُهُ
أَنِّي لنْ أُقَبِّلَ جَبِينَهُ مَهْمَا الموْتُ فَعَلَ
أَعُودُ إِليَّ

تَحْتِي الأَمَاكِنْ
وفي اليَدِ سَاعَة وَضَرْبَة لِلْقَدَرِ.

وَمَعهُ أَرْكَبُ الخَيْلَ
حتّى أَصِلَ إلى الماءِ،

أَمْشِي بَدَوِيَّة
تُحَاكِي العُشْبَ في الوَشْمِ

وَفَجْأَةً،
تَمِيلُ قُلَّتهَا
فَتَرْتَوِي!

زَوَاجٌ إِلَهِي

إِنَّ الله يَغْمُرُ المكَانَ
يَفِيضُ على مَدَى الزَّمَانِ.
هَكَذَا خَبَّرُونَا،
صَدِّقْنَا وَلَبَيْنَا الدَّعْوَةَ آمِنِينَ.
كَبُرْنَا،
وَطَلعَ شَجَرُ الخُلْدِ قُرْبَ السَّاقِيَة
يَتَدَلَّى مِنهُ ثَمَرٌ.

حَانَ مِيقَاتُ القِطَافِ
وَعَاوَدَنا الحَنِينُ الأوَّل.
فَقَالُوا لِقَلْبَيْنَا :
" لاَبدَّ من شَاهِدَيْن
ونخَّاس يُدَوِّنُ شَهَادةَ الحُبِّ".
فَقُلْنَا :
"يا الله
كَيف نَأْتِي بِالشَّاهِديْنِ
وأنت
الشَّاهِدُ على كلّ أَحَدٍ!"

العَرَّافَةُ

كُنتُ أعْرِفُ أنَّ الفِرَاقَ خَتمَ اللِّقَاءَات

وَالقِطَطَ سَتنَامُ على الأَسِرَّةِ بدل الأَطْفَال
والنِّسَاء العَارِيَات يَلْتَهِمْنَ عَرائِسَ سُكّر
وَيصْبِحْنَ قُبُورًا لِلرَّغَبَات.

وما فَاتَنِي،
أنَّ صَاحِبَ خَاتمِ اليَاقُوتِ
كان مِثْلِي

وَأعْرِفُ أنَّ البُيُوتَ
الَّتي يَسْكُنهَا طَائِرُ الصّفرد مآلها السُّقُوط
وَالخِيَامُ مهما أَقَامَتْ فَدَرْبُهَا الرَّحِيل.

وَعَرفْتُ أنَّ اللَّيَالِي أَكْثرُ من القَنَادِيلِ
والرُّوحُ يُضِيئُهَا رَجُلٌ في الأَرْبَعِين.

كُنتُ أَعْرِفُ أنَّ السَّاهِرَة تَسْرِقُ في صَحْوِنَا الأَحْلام
لِتَبِيعَها إِليْنَا يَائِسَة.

كُنتُ أَعْرِفُ،
أنَّ ثَوْبَ الموْتِ أَبْيَضُ
وكذلك ثوب الزّفاف.

تَشْوِيشٌ

لِصَالِحِ مَنْ
أُهْزَمُ في الحُبِّ
وَيطُولُ بِنَوْمِي أَبَدُ السَّهَرِ.

لِصَالِح مَنْ
يَتَفتَّتُ كُلـِّي
فَأُصْبِحُ بَعْضًا يُصَلِّي
وَبعْضًا يُشَوِّشُ على من يُصَلِّي.
لوْ أَنَّ رَبِّي بَعَثَ حَبِيبًا مُعْجِزَته الصَّمْت
لأَمْطَرْتُ عِبَادَتِي مِنَ الجَبِينِ وَالرُّكْبَتَيـْنِ
وَلَتفَرَّغْتُ لِحُبِّهِ
وَترَكْتُ الـحَبِيبَ وَحْدَهُ يَلْتَقِطُ غُرُوبَ الشَّمْسِ.

وَلوْ أنَّ أَبَا هُريْرَة،
نَقَلَ بِأَمَانَتِهِ شِعْرَ امْرِئ القَيْس
لاسْتَحَال غِنَاؤُهُ في غير نَغْمَةِ النَّهَاوَنْد.

"أَحْمَدُ"

طِفلٌ،
لمْ يَحْتَمِلْ أُمَّا وشَاعِرَة.
في السَّنَوَاتِ الأُولى،
أَضْرَبَ عن شُرْبِ الحَلِيبِ.
كان يُلاَمِسُ بَطْنَهَا
طَالِبًا من الشِّعْرِ المزِيدِ.
وَراغِبًا في حَمْلٍ يَأْتِي على كلّ الفُصُولِ.

كَبُرَ.
فَصارَ شَاعرًا.
يَكْتُبُ في الحَانَاتِ
وَيسْأَلُ النَّادِلَ كَأْسًا منَ الحَلِيبِ.

الرَبُّ يَمْلأُنِي بِذرَّةِ حُبٍّ

فِِضتُ عَليهِ،
إِلى حِينِ تَكلّمَتْ خطُوطُ الكفِّ
ولَبِسْنَا المَاء
فَأَسْرَى بِي إِلى الحَريرِ.
أَصْحَرْتُ فيهِ
صَاعدةً إِلى حَيثُ العَرْشُ أَمَامِي
طَيْرٌ مِنَ الأَقاصِي،
عَلى ظَهْرهِ وَشْمُ الشَّهْوَةِ
وَرَغْبَةُ أُمِّهِ المُتَحَقِّقَة.
مُلْتَحِفًا بالنُّورِ،
بِالقَيُّومِ مُخْتَمِرًا
فارِغَ الفُؤادِ.

مَدَّ يَدَهُ إِلى بَاطنِي
وَأوقَدَ بِالماءِ فَحْمِي.
تَقَلَّبْتُ عَلى جَنَبِِي وبَيْنَنَا برزخٌ
واحدًا كُُنَّا،
صَاحِبُ اليَمينِ وَصاحبتُهُ
خَيْرُ البَريَّةِ وخَيرتُهَا
كُلُّه يُوجعُ كُلِّي
كُلِّي يُرَاقِصُ كُلّهُ
كُلُّهُ يَقولُ لِشتاتِي: " اِقْرأْ".
كُنْتُ أُحَاوِلُ
أَنْ أُحِبَّهُ أَكْثَرَ مِنْ حُبَّيْن
وَأَمْسكَ ذَاتَ العُلَى
حِينَ تَفَرَّسْتُ فْي جَبِينِهِ الفِضِّيَّ.
وَلاَ زِلْتُ أَتوَسّلُنِي قبلا
أََنْ أَرْتَدَّ بنيةَ أو حفنةَ ماءٍ
كُلّمَا خَبّأتُ أوراقَ التُّوتِ فِي مُقْلتَيْهِ.

خُيِّلَ إلِيَّ
أَنِّي أَرَى الزَّمنَ جَالسًا على أَرِيكةٍ قُدَّتْ مِن أََبدٍ
وَالمَوتَ خَائفًا
وَالرَبَّ يَمْلأُنِي بِذَرَّةِ حُبِّ.

كَأَنّهُ حَفيدُ الأعْشَى فِي رَكْبٍ مُرْتَحِلٍ
حَمَامًا، أَبْصَرْتُهُ
يَمَامةً أَبْصَرَنِي
ضَاقَ بِنَا المجازُ
فَنزِلْنَا إلى " أُمِّ الوَليدِ "
مُقَدِّسينَ يَسْجُدُ لَنَا النّجْمُ والشَّجَرُ
لَمْ يَبْقَ سَاعتهَا،
مِنَ العَادِيَاتِ سِوَى الضَّبْحِ
ومِنْ المُوريَاتِ غَيْرُ القَدْحِ.
كَمَا لَوْ أَنَّ
عَاشِقِي اكْتَمَلْ
كَمَا لَوْ أَنِّي
اكْتَفَيْتُ بِزَخَّةِِ مَطَرِ
شَاهَدْتُنِي فِي ارْتِعَاشِهِ
عَلَى شِفَاهِ اللُّغَةِ كَرْمًا وَتَمْرًا.
ثَوْبِي تَحرُسهُ العَنْكَبُوتُ
أَرْضُ تُحْدِثُ عِشقَها
صَدْري مُنشرحُ
والرُّوحُ تَلْهُو بَيْنَ الزُّرْقَةِ والشَّجَرِ.

لاَ فَـارِس يَليـقُ بِصَلواتِـكِ، غَيـرُ الله

يَا التِّي
مَا مَنَعْتُكِ حِينمَا وَدَّعْتِ الماءَ
وَطِرْتِ إلى صَحْراءِ
لاَ أَحَدَ فِيها يقُولُ " رُدَّهَا عَليَّ إِنِ اسْتَطَعْت " !
قُلْتُ سَاعَتهَا :
رُوحُكِ بِنْتُ قَاعٍ أوْ جِنِّيةُ الأقَاصِي
تَمْشِينَ على المَاءِ حَتى يَزْدادَ يَقينُكِ
وَتَعْتَقَدِينَ أَنَّ التُّرابَ لَنْ يَأكلُ وَجْهكَ.

يَا التِّي،
أََرَاكِ مُتْعبةً كَعَائدٍ مِنْ بَيْتِ الله
أَلا تُبْتِ عِنْ المَوتِ عِشقًا
وَتَخَلَّصْتِ من شَوائِبِ الصِّدْقِ ؟
أََنْهَكَتْكِ المِحَنُ،
وَمَزَّقَتْكِ قَطْرَةً قَطرةً هَذِهِ الخَسَارات.

يَا التِّي،
يَعُزُّ عَلَيَّ انْحِنَاؤُهَا
تَسَلّقِي الأعَالِي
أَكْمِلِي دَوْرةَ الاحْترَاقِ
وَتَدَاوِي بأَبْيضِ العُشْبِ
فَقَدْ أَعْدَدْتُ لَكَ
حَمَّامًا سَاخنًا،
وَوَجَدْتُ فِي اِنْتظَارِكِ وَاثِقًا
سَريرُكِ الصَّغيرُ القَديمُ.
يا التِّي،
أَصَابَتْ تَأْويلَ المَنامِ
فَأَدْرَكَتْكِ النُّبُوءَةُ رَضيعةً
غَدَوْتِ ضَيْفَةً مُهْمَلةً
تُقَدِّمِينَ أَطْرافَكِ سَفينةً
وَضَوْءَ عَيِْنَيْكِ، لِقنْديلٍ ابيضَّتْ نَارُهُ.

يَا التّي،
تَسَلّلْتِ كََمَا الشَّهْوَة مِنْ أَنَامَلِي
كُلُّ مَا فِيكِ عَزيزٌ وبَاسقٌ
دَع قَلْبكِ فَارِغًا
فَلاَ فَارِس
يَلِيقُ بِصَلَواتِكِ،
غَيْرُ الله.

َكائِنَاتِ فِي مِنْطَقَةِ الدَّاخِلِ

فِي داخلِ كُلِّ امْرأةٍ، رجلٌ.
فِي داخلِ كُلِّ رجلٍ، امرأَةٌ.
فِي كُلِّ لُغةٍ، أُنْثَى وَفَحْلٌ.
فِي داخلِ كُلِّ عاشقٍ، إلهٌ.
فِي داخلِ كُلِّ آثمٍ، بريءٌ.
فِي داخلِ كُلِّ شاعرٍ، نَبيٌّ.
فِي داخلِ كُلِّ نَبيٌّ، خالقٌ ومخلوقٌ.
فِي الأَسفلِ، حيوانٌ نائمٌ.
فِي الأَعلَى، خَليفةٌ مُتربّعُ.

فَمنْ همْ الذِّينَ.
فِي الخَارِجِ يتَّحرَّكُونَ ؟

مـُريـدةٌ تعـَدَّتْ كـُلَّ اللَّـذاتِ

خَبّأْتُ طُفُولَتِي
فِي نَظرَاتٍ لهَا بَرِيقُ المَاسِ
وَشَبابُ المَاءِ الدَّائمِ.
تَنَاولْتُ مِنِّي،
زَلاّتِ جَسدٍ حَدِيثٍ الشَّهقَاتِ.
وَتدفَّقتُ في الأَرْضِ
امْرَأَة.
سَأَلْتُ المَوْتَى الكِبَار
والدَّرَاوِيش
وَبَائعَ المَاءِ البُورْجْوَازِيّ
وكُلَّ مَنْ صَادَفَنِي
وَكانَ رَضِيعًا.

تَوَسّلْتُ رَأْْسَ عَاشِقِي
بِعيْنَينِ مُحْترِقَتيْن
وَصحْتُ :
أََفِيكَ ألْقَى اللّه ؟
يَا رَأَس عَاشِقِي
كُونِِي مَدًّا لاَ يَعْرِفُ الزَّجْرَ
وَقَصِيدَةً نَائِمةً في صَدْرِ شَاعرٍ بُوهِيمِي.

كُونِي شَاعرةً قُدّتْ مِنْ أَربعةِ فُصُولٍ
وَنُطقًا عَصيِّ التَّلَعْثُمِ، كَالمَجَازِ.
وَكَشْفًا،
تَسْقُطُ بَعْدهُ الحُجُبَ
سُهولاً مُترَامِية النُّورِ.
كُونِي بَرْدًا يُخلّصُني لَسعَ القَلقِ
وَمُعذِّبتِي حِينَ أَتعدَّى كُلّ اللَّذاتِ،
وَتُفْشِي السّاقانِ بِالشَّهواتِ الهَارِبة كَمَا الطُّيور.

لمْ يَبْقَ مِنْ رَغَبَاتِي سِوَى الزّعفران
وَجَسَدِي صَارَ سَريرًا لأَطْولِ نَوْمٍٍ.

وَحَتَّى مُكابَرَتِي، مَا عُدْتُ صادقةً فيها.
أََسْتَحْضِرُهَا مِنْ صُوَرِي القَدِيمة
وأَتَلَهَّى بِإعْدَادِ قَهْوَة
سُكَّرُها أَشْقَاهُ البُنُّ
وَأَوْقَعَهُ فِي عِشْقِ الأَضْدَادْ.

_________________
ديوان - شعر آمال موسى ,ديوان آمال موسى pdf Hearts10

حسن بلم


عدل سابقا من قبل hassanbalam في 2014-03-05, 2:52 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان - شعر آمال موسى ,ديوان آمال موسى pdf 15781612
ديوان - شعر آمال موسى ,ديوان آمال موسى pdf Icon_minitime 2014-03-05, 2:50 pm
خمس قصائد لآمال موسى الى الفارسية





ترجمة مهناز نصاري-طهران

آمال موسي در سال 1971م در طرابلس متولد شد. داراي مدرك كارشناسي در رشته‌‌ي روزنامه‌نگاري و علوم اخبار(گرايش سياست) و فوق ليسانس علوم اجتماعي مي‌باشد. وي در زمينه‌ي جامعه‌شناسي تحقيقي با عنوان «بورقيبه والمسأله الدينيه» را منتشر كرده است. اكنون در صدد تمام كردن پايان نامه‌ي دكترا، با موضوع «زندگي ديني در جامعه‌ي تونس» مي‌باشد.

از مجموعه اشعارش:

1. أنثي الماء (بانوي آب)،1996م.

2. خجل الياقوت (شرم ياقوت)، 1998 م.

3. يؤنّثني مرّتين ( دوبار به من ضمير مؤنث مي‌دهد)، 2005م.







غَيْرُ قَابِلَةٍ لِلاخْتِزَالِ



أُحِيطُ بخَصْرِي

لِأَحِيكَ ثَوْبًا يَتَّسِعُ سَاعَةَ غَضَبِي

يَنْكَمِشُ حِينَ أَهْدَأْ.

حَدَّثْتُ النَّارَ الـمُتَوقِّدَةَ فِيَّ :

أيُّ رَجُلٍ يَحْتَمِلُنِي

أيُّ امْرَأةٍ تَسْتَأْنِسُ بِرِفْقَتِي

أيُّ طِفْلٍ لاَ تَقْتُلُهُ دَهْشَتِي

أيُّ أبٍ يُنْجِبُ شَبِيهَتِي

أيُّ اسْمٍ يَسَعُ مَلْمَحِي

أيُّ فِعْلٍ يدّعِي اخْتِزَالِي

يَا أَيَّتُهَا النَّارُ

مَا الذِي يُطْفِئُكِ ؟

قَطْرَةُ مِنِّي

أَمْ شُعْلَةُ فِيَّ





خلاصه ناشدني



دور كمرم را اندازه مي‌گيرم

تا براي خويش پيراهني ببافم كه در لحظه‌ي خشم فراخ شود

و وقتي آرام مي‌گيرم جمع شود

از آتش شعله ور درونم پرسيدم:

كدام مرد، تاب مرا دارد؟

كدام زن، از همنشيني با من لذت مي‌برد؟

كدام كودك، از حيرت من نمي‌ميرد؟

كدام پدر، شبيه مرا براي دنيا مي‌آورد؟

كدام نام، گنجايش نگاهم را دارد؟

كدام فعل، مي‌تواند مرا خلاصه كند؟

اي آتش!

چه چيز تو را خاموش مي‌كند؟

قطره‌اي از من

يا شعله‌اي در من .







صُوَرٌ بِلاَ إضَاءَةَ



اِلتَقِطْ لي صُورةً فَاتِنَةً

يَشِعُّ مِنْهَا بَرِيقُ حُزْنِي.

صُورَةً،

تتوقَّفُ فيها الابْتِسَامةُ

فِي زَاوِيَةِ البوْحِ.

اِلْتَقِطْ لي صُورَةً

وأنا أغْتَسِلُ خَلْفَ مِرْآتِي.

صُورَةً،

سَاعَةَ ألْتفُّ حَوْلِي وأصِيرُ شَالِي.

صُورَةً

حِينَ أُقَبِّلُ يَدَيَّ

لأَصْفحَ عَنِّي.

اِلتَقِطْ لي صُورَةً

وأَنا أُمَزِّقُ هذه الصُّوَرْ.



عكس‌هايي بي‌نور

برايم عكسي زيبا بگير

كه برق اندوهم، در آن بدرخشد

عكسي

كه لبخند، در گوشه‌ي نجواي آن

متوقف مي شود

برايم عكسي بگير

وقتي كه در پس آينه تن مي‌شويم

عكسي؛

در وقتي كه دور خود مي‌پيچم و شال خود مي‌شوم

عكسي؛

براي وقتي كه دستم را مي‌بوسم

تا خودم را ببخشم

برايم عكسي بگير

وقتي اين عكسها را پاره پاره مي‌كنم.







صَغِيرَةٌ وَاقِفةٌ على الأطْلاَلِ



عِنْدَمَا كنتُ صَغِيرَة،

كُنتُ، أُوَزِّعُ فَاكِهَةً على ضُيُوفٍ يَأْتُونَ في كلّ يَوْمٍ

وَأَمْلَأُ فِنْجَانَ عَمِّي بِقَطرَاتِ الزَّهْرِ

وَأُقشِّرُ الجَوْزَ.

أَقِفُ أَمامَ مِرْآتِي

وَأتَخّيلُنِي سَيِّدَة.

أَخْلَعُ عن شَعْرِي رَبْطَتهُ الوَرْديَّة

وَأَعْبَثُ في غِيَابِ أُمِّي بِفَسَاتِينِهَا السَّاهِرَة.

عِنْدَمَا كُنتُ صَغِيرَة،

أُنادِي جَمِيعَ الرِّجَالِ أَعْمَامِي

وَالنِّسَاءَ خَالاتِي

وَكانَتْ تُذِيبُنِي شَمْسُ الحَياءِ

كُلَّمَا دَاعَبَتْ رِيحٌ فُسْتَانِي.

عِنْدَمَا كُنتُ صَغِيرَة،

كَانُوا في كلّ يَوْمٍ يُذِيعُونَ ضَيَاعِي

ثُمَّ يَجِدُونَنِي

في الشُّرْفَةِ أُعَانِقُ وِسَادَتِي.

عِنْدَمَا كُنتُ صَغِيرَة،

كانَ جَمِيعُ التَّلاَميذِ أَسَاتِذَة

وَأنا أَخْدِشُ وَرَقَتِي

يَمُرُّ مُعَلِّمِي وَيقُولُ :

"مَا سُؤَالَكَ يَا ابْنَةَ سُقْرَاط؟"

عِنْدَمَا كُنتُ صَغِيرَة،

كُنتُ أَعْتَقِدُ أَننَا كَيْ نُنْجِبَ أَطْفَالاً

عَلَيْنَا أن نَشْرَبَ جِرَارًا من الحَلِيبِ

وَظَنَنْتُ،

أَنِّي الأُخْتُ الصُّغْرَى لِأُمِّي وَأَبِي.

كُنتُ، أَخَافُ صَمْتَ الأَحَدِ

وَفِي الجُمُعَةِ أَسْأَلُ عَمَّا حَلَّ بِمَنْ حَوْلِي.

عِنْدَمَا كُنتُ صَغِيرَة،

َوثِقْتُ في الزَّمَنِ كَثِيرًا

وَانْتَظَرْتُ أَنْ أَظَلَّ كَمَا كُنتُ كَبِيرَة!



دختركي ايستاده بر ويرانه‌ها

وقتي دختركي بودم

به مهمان‌هايي كه هر روز مي‌آمدند ميوه تعارف مي‌كردم

وفنجان عمويم را پر از گلاب

گردو پوست مي‌كندم

روبروي آينه‌ام مي‌ايستادم

و خود را بانويي مجسم مي‌كردم

روبان صورتي گيسوانم را در مي‌آوردم

و در نبود مادرم لباسهاي شب‌اش را به هم مي‌ريختم

وقتي دختركي بودم

همه مردها را عمو صدا مي‌كردم

و همه‌ی زنها را خاله

و هرگاه نسيمي پيراهنم را به بازي مي‌گرفت

آفتاب شرم مرا آب مي‌كرد

وقتي دختركي بودم

هر روز گم شدنم را در بلندگو اعلام مي‌كردند

سپس مرا

در ايوان مي‌يافتند كه بالشم را در آغوش كشيده بودم.

وقتي دختركي بودم

همه‌ي شاگردان، استاد بودند

و هنگامي كه دفترم را خط خطي مي‌كردم

معلمم از كنارم مي‌گذشت و مي‌گفت:

دختر سقراط، سؤالي نداري؟

وقتي دختركي بودم

فكر مي‌كردم براي اينكه ما بچه‌اي به دنيا بياوريم

بايد كوزه كوزه شير بنوشيم

و گمان مي‌كردم

من خواهر كوچكتر پدر و مادرم هستم.

از سكوت يكشنبه مي‌ترسيدم

و جمعه سراغ اطرافيانم را مي‌گرفتم كه كجا رفته‌اند

وقتي دختركي بودم

به روزگار اعتماد زيادي مي‌كردم

و اي كاش در بزرگي هم!





لاَ فَـارِس يَليـقُ بِصَلواتِـكِ، غَيـرُ الله



يَا التِّي

مَا مَنَعْتُكِ حِينمَا وَدَّعْتِ الماءَ

وَطِرْتِ إلى صَحْراءِ

لاَ أَحَدَ فِيها يقُولُ " رُدَّهَا عَليَّ إِنِ اسْتَطَعْت " !

قُلْتُ سَاعَتهَا :

رُوحُكِ بِنْتُ قَاعٍ أوْ جِنِّيةُ الأقَاصِي

تَمْشِينَ على المَاءِ حَتى يَزْدادَ يَقينُكِ

وَتَعْتَقَدِينَ أَنَّ التُّرابَ لَنْ يَأكلُ وَجْهكَ.

يَا التِّي،

أََرَاكِ مُتْعبةً كَعَائدٍ مِنْ بَيْتِ الله

أَلا تُبْتِ عِنْ المَوتِ عِشقًا

وَتَخَلَّصْتِ من شَوائِبِ الصِّدْقِ ؟

أََنْهَكَتْكِ المِحَنُ،

وَمَزَّقَتْكِ قَطْرَةً قَطرةً هَذِهِ الخَسَارات.

يَا التِّي،

يَعُزُّ عَلَيَّ انْحِنَاؤُهَا

تَسَلّقِي الأعَالِي

أَكْمِلِي دَوْرةَ الاحْترَاقِ

وَتَدَاوِي بأَبْيضِ العُشْبِ

فَقَدْ أَعْدَدْتُ لَكَ

حَمَّامًا سَاخنًا،

وَوَجَدْتُ فِي اِنْتظَارِكِ وَاثِقًا

سَريرُكِ الصَّغيرُ القَديمُ.

يا التِّي،

أَصَابَتْ تَأْويلَ المَنامِ

فَأَدْرَكَتْكِ النُّبُوءَةُ رَضيعةً

غَدَوْتِ ضَيْفَةً مُهْمَلةً

تُقَدِّمِينَ أَطْرافَكِ سَفينةً

وَضَوْءَ عَيِْنَيْكِ، لِقنْديلٍ ابيضَّتْ نَارُهُ.

يَا التّي،

تَسَلّلْتِ كََمَا الشَّهْوَة مِنْ أَنَامَلِي

كُلُّ مَا فِيكِ عَزيزٌ وبَاسقٌ

دَع قَلْبكِ فَارِغًا

فَلاَ فَارِس

يَلِيقُ بِصَلَواتِكِ،

غَيْرُ الله.









هيچشهزاده‌اي جز خدا، شايسته‌ي دعاهاي تو نيست



اي زني

كه وقتي آب را وداع گفتي، تو را منع نكردم

و به سوي صحرايي پرواز كردي

كه هيچكس در آن نمي‌گويد: اگر توانستي او را به من بازگردان

آن وقت گفتم:

روح تو دختر ژرفاهاست يا پري دوردست‌ها؟

روي آب راه مي روي تا يقين تو افزونتر شود

و مي پنداري كه خاك, چهره ات را نمي خورد.

اي زني

كه تو را همچون زائر بازگشته از خانه‌ي خدا، خسته مي‌بينم

آيا از عشق مردن را، توبه نكرده‌اي؟

و هنوز از شُبهات راستگويي، رها نگشته‌اي؟

تو كه سختي‌ها رنجورت كرده است

و قطره قطره‌ي اين زيان‌ها پاره پاره‌ات !

اي زني

كه شكستن‌اش برايم دشوار است

بلندي‌ها را درنورد

و دوره‌ي سوختن را كامل كن

و با سپيدترين گياه، درمان شو!

كه من

حمامي گرم برايت آماده كرده‌ام

و تخت كوچك قديمي‌ات را

آرام، در انتظارت يافتم.

اي زني

كه تعبير خواب را دريافت

و در شيرخوارگي به پيامبري رسيد

اكنون مهمان از ياد رفته‌اي شده‌اي

دست و پايت را همچون قايقي پيشكش مي‌كني

و درخشش چشمانت براي چراغي است كه آتشش به سپيدي گراييده است

اي زني

كه همچون خواهشي دزدانه، ميان انگشتانم جاري شدي

هر آنچه در توست، گرانبهاست و والا .

بگذار قلبت خالي باشد

كه هيچشهزاده‌اي

جز خدا

شايسته‌ي دعاهاي تو نيست.









فَرَسُ الماءِ



أَمْشِي كَغَجَريَِّةٍ إلى حَيْثُ

يَنْبُتَ الرِّيشُ مُلَوَِّنًّا.

مُبلَّلا.

غَجَرِيَّةٌ، تُرَدِّدُ أُغْنِيَّةَ بَحَّارِ

قَرَّرَ اللَّيْلَةَ أن يَعُودَ لعُصْفُورة الأَمْسِ،

حَامِلاً بَقِيَّة صَحْوِه،

وَشِجَارًا مع قَرَاصِنَةِ البَرِّ.

أَمْشِي إلى مَدِينَتِي،

وَألْتَقِطُ من صَحْنِ الدَّارِ أسْرَارًا

تَبُوحُ بها غُرَفٌ طَالمَا عَاشَتْ جَمَاعَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ.

وَفي صَحْنِ تلك الدَّارِ

أُعَانِقُ طِفْلَةَ كُنتُ أَشْبِهُهَا

هي أنَا،

تَجْلِسُ كما تَشَاءُ

لا فَرْقَ عِنْدهَا بين رُكْبتيَنِ عَارِيَتَين

وَرُكْبَتَيهَا العَارِيَتَين!

تَمُرُّ قِطَّةٌ

فَأَتذَكَّرُ كَمْ مَرَّةً جَمَعَتْ جَدَّتِي

قِطَطَ البَيْتِ

وَرَمَتْهَا.

وَحِينَ تَعُودُ،

تَفْتَحُ القِطَطُ لها البَابَ.

أَمْشِي إلى من وَعَدْتُهُ

أَنِّي لنْ أُقَبِّلَ جَبِينَهُ مَهْمَا الموْتُ فَعَلَ

أَعُودُ إِليَّ

تَحْتِي الأَمَاكِنْ

وفي اليَدِ سَاعَة وَضَرْبَة لِلْقَدَرِ.

وَمَعهُ أَرْكَبُ الخَيْلَ

حتّى أَصِلَ إلى الماءِ،

أَمْشِي بَدَوِيَّة

تُحَاكِي العُشْبَ في الوَشْمِ

وَفَجْأَةً،

تَمِيلُ قُلَّتهَا

فَتَرْتَوِي!



اسب آبي



مي‌روم

همچون زني كولي

به آنجا كه پرها رنگارنگمي رويند

خيس.

زني كولي كه آواز مرد دريا را زمزمه مي‌كند

مردي كه می‌خواست پيش گنجشك ديروز بازگردد

حال آنكه بقيه‌ي بيداري‌اش را بدوش مي‌كشد

و بگو مگويي با راهزنان بيابان

بسوي شهرم مي‌روم

و از پهنه‌ي خانه، رازهايي بر مي‌گيرم

كه اتاق‌ها آن را افشا مي‌كنند تا زماني كه

در آميزش زمين و آسمان، زيسته است

و در پهنه‌ي آن خانه

دختركي كه شبيه او بودم، در آغوش مي‌كشم

دختركي كه منم

آنگونه كه مي خواهد، مي‌نشيند

و فرقي نمي‌گذارد ميان دو زانوي برهنه

و زانوان برهنه‌ي خودش!

گربه‌اي مي‌گذرد

و به ياد مي‌آورم كه مادر بزرگم چندين بار گربه‌هاي خانه را

جمع كرد و

بيرون انداخت

اما وقتي باز مي‌گشت

گربه ها در را برايش باز مي‌كردند.

مي‌روم بسوي او كه وعده‌اش داده‌ام

كه حتي به هنگام مرگنيز،

پيشاني‌اش را نبوسم.

بسوي خويش باز مي‌گردم

مكان‌ها زير پايم

در دستم ساعتي است و ضربه‌اي براي سرنوشت

و با او سوار بر اسب مي‌شوم

تا به آب برسم

مي روم همچون زني بدوي

كه با گياهان خالكوبي‌اش حرف مي‌زند

و ناگهان

ياسمن‌اش خميده مي‌شود

و او سيراب مي‌گردد!

_________________
ديوان - شعر آمال موسى ,ديوان آمال موسى pdf Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

شعر آمال موسى ,ديوان آمال موسى pdf

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» أشواقُ الطِّين - آمال الزهاوي, ديوان آمال الزهاوي pdf
» شعر وقصائد موسى حوامدة ,ديوان موسى حوامدة pdf
» تحميل ديوان الحنين العارى لعبد المنعم رمضان pdf ,ديوان لماذا أيها الماضى,ديوان الصعود إلى المنزل
» تحميل الأعمال الكاملة لنجيب سرور,ديوان بروتوكولات حكماء ريش,ديوان لزوم ما يلزم
» تحميل ألبوم آمال ماهر ولاد النهاردة mp3 نسخة أصلية

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا