® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11555 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر :   2014-03-25, 11:41 am | | .. والماءُ يغرق أيضاً
ترجمة: بول شاوول (لبنان)
اهتماماته. بلجيكي من مواليد 1913 مات في 2012 في باريس حيث عاش منذ 1975. مسرحي، وعالم نفسي (فرويدي) وروائي وصحافي وباحث وقصصي وشاعر.
من أعماله الشعرية «جيولوجيا» (1958)، «السلّم الأزرق» (1964)، «تمرين الصباح» (1999)، «لسنا منفصلين» (2006) و»أعماله الكاملة» (2009 قبل رحيله بثلاث سنوات).
نلحظ في نصوصه هذه النزعة الغنائية (الرثائية) أحياناً لكن الممسوكة، وهذه النيتشوية الحسية المفتوحة على خلفياتها أو ماضيها، في فائض من حضور الطبيعة والأشياء والتفاصيل.
هنا مختارات من كتاب «السلّم الأزرق» (عن غاليمار).
[ المواد
منحك الزمن أفتى فكرته
يا مواد القلب البريئة حيث ولدت،
حيث أمزج بجدرانك ومن طرق شتى
هذه الغرائز الكبيرة من النار، حلم الدخان
حياتي وغابتها الخضراء، «مروبصة« السقوف.
كنت غريق الزمن في الإهراءات
حيث تتابع الريح مشاكسةَ الملوك.
كنت أعيش بين ذراعيك من دون أن أدري، أيتها
المواد، في صمت عينيك حضورك الحجري
لا القبب التي تصنع دفعاتك الخفيفة،
لكنت تركت بلا صوت هذه العتمة الواسعة
لو كان العمر قالباً أنواري المضطربة
لم يجبرني على إيجاد إيقاع الدرجات الأليفة
في الممر الرطب.
[ الدار
الزمن، الذي كان الدار المتسعة والعالية
البيت الأبيض بين ذراعي الريح العميقة
الباب المفتوح على الحقول بين الأغصان
مسلماّ منظور الفكرة الكبيرة،
الزمن الذي كان واسعاً ومضطرباً، يتقلص.
الزمن مقاس، إصغ، لقد فات الأوان،
فات الأوان لكي تعرف الشجرة.
لم يعد العمر ملائماً للضياع في بيت الأيام
عليك أن تقول لنفسك وداعاً، للغرف التي يسكنها الظل،
للأنساغ التي تتنفس على أرضية النوم.
ودائماً للأيام الفائتة لأحلام في النوافذ
في منزل الزمن حيث كان ينضج التفاح.
[ الغرف
يجب ترميم هذا البيت الفاني
مادة الطفولة الممزوجة بالإسمنت،
مرتعبة على الاردواز حيث كلاب الريح الكبيرة
تنتظر صيفها في ظل حجر.
كلمة ستعثر في سرير السنوات
على النحاس المسترخي للغرف المسقوفة
البرد تحت الأقدام الحافية، مخاطر الشوكة
الخد الذي كان يضيع في العُرف النباتي
عندما تتحمل السفينة القديمة بأحلامها العنكبوتية
النوم والريح في جسورها
كلمة واحدة تتأرجح على نوافذ الصور
على الأسرة الكبيرة الغامضة جِزّتها اللامعة
أو قوة الأب ذي الرأس الكث
تشعل الغابة الخضرا بنارها.
[ الطاولات
حفظ الألم شكل الآحاد
والوجبات البطيئة، لليوم حيث يتفتت فيه الخبز
حيث، على الحب الوحيد، يسكب الطفل المُبقّع بالنبيذ
ملحاً لخطيئة الشراشف البيضاء.
اللوحات الكبيرة تُظهر مجد الخريف
حنجرته كمغن، غنائمه من الطيور الميتة
السماء المغتالة التي كانت حمرتها قوية
وكيف كانت تسكره الحكايات الرتيبة.
الآن وقد جعلني الوقت أغادر الطاولات،
المنازل، اكاجو البطء القديم
أمضي وقلبي مفتوح على الجمالات أتنفسها
وسأشفى من فقدان الحرارة.
[أزهار «البانسيه»
ما كنت لأفهم شيئاً أن أزهار «البانسيه» الحقيقية
التي كنا نزرعها في الربيع تحت حائط المستودعات
جمال اللون العميق، «أزهار» البانسيه
التي كانت تحدق في زمن الأرض البلا أوراق
وترى بنظرة محددة ما هو أساسي
عارية، صغيرة، بلا شي، بلا شيء سوى العين.
ميرانس
في النافذة ذات السقيفة المنحنية
في نافذة الطفولة
كان للحب شجرة خضراء
للقلب شجرته الحمراء
والأمطار تسيل على منحدرات الاردواز
تحملها أغصان السماء
تفتتحها أغنية عصفور
كانت النافذة تخبئ صورتك السموح
ميرانس
التي تزداد جمالاً عند هبوط النهار
كم أبدعتكِ يا ميرانس حكمتك إبداعاً جيداً
في الخوف والحب ورعب الحب
عندما كنت تأتيني مساء حاملة الشمعة البيضاء
مع مشكاة القلب
مسترخياً كنت أرى ملكة النحل
جمالَها الساهر
الظل والذهب الهادئين على بطنها الغالية
وإذا انحنيت على جسمي النائم
ففيك أستيقظ مجرحاً بشعاع غاية الرقة.
[ الهارمونيكا
على عبثة الأهرار
يفتح البائع الجوّال في الطفولة
كيسَه
المدهش
[ الأسماء
على نافذة الصور
يسمي الله الأشياء باسم طبيعي جداً
يجعل الألوان وهي تتحرك
تبقى في حالة ولادتها
كلها ظل وكلها ضوء.
[ أميركا
ولد الجاز في اميركا
وزجاجي يهتز
عند نافذة تموز
بين الأخضر والذهب ينبوع الموسيقى
[ في الليل
من أجل ظلّك الصامت
كنت ترقصين أيتها الفتاة الصغيرة
قمراً أبيض
على نافذة النجوم
[ الزمن المولدي
عبر متابعة عروقك الزرقاء
نائمة في أعشاش عصافيرك
استعدت عقد المادة القديمة
ونقاطها الخفيفة جداً
على الجدران
الجدران البيضاء
جدران العين الداخلية
[ طوال الليل
طوال الليل ادور نحو الصباح
ومنذ النهار اسمع الزمن يصفر كلابه
التي تجرني قفزاً، عندما تكسر
الجبال اغلالها في السماء وان مُنحَنى
المرأة يعيد حركة العالم
[ زمن فتيّ
الزمن يصل اسرع من الضوء
عاشقاً كل ليلة، يحلم، يسأل
ويدفعني ككلٍ ضخم يريد ان يخرج
فهو فجأة كصبي. سيلعب
يصبر، يلمع، يكبر كشجرة
يؤكد، اعنف من البلوطة
استقبلك في نهار جميل في طقس جميل
في وقت حيوي
احببتك حباً من اعضاء أجمل
ذكر بحبي أخذ العروس الجميلة للسنوات
[ عندما سيكون الحب
عندما سيكون الحب تحت قماشة
الموتى، وعندما يكون الحب المحدد
في البحر سيسقط
مع صَرْح الاشرعة
ايكون ما زال الريح الجميلة
الدم الجميل، المودة العديدية
ودائماً الجمال القوي
لينكسر بلا نهاية
[ لسنا منفصلين
لسنا منفصلين عن الموت ببناء
قبر
ولا بأغنية حجارة الكنيسة، وليس
عن طريق التأمل
ولكننا مفقودون، مفقودون تماماً في الطبيعة الكبيرة
بأشجارها، وحقولها وذلك الضوء غير المفهوم،
على حافة الطريق حيث يندر الظل والحب
غير اكيد
نحن لسنا منفصلين عن الموت وسط الغابات
والأشياء المشركة
ياما
اثنتا عشرة نظرة على الطفولة (الى اريان)
في بستان الثمر تفاحة
تفاحة بسكين
لأن ملكة هذا البلاد قطة سوداء
اليد التي تصنع سورَ القلب
تفتح خط الحياة
اللغة الاسيرة
خادمة صارمة
في صباحات الكستناء
طيران الأوز البرية
جحش ينسحب بسرعة
أحياناً كقصيدة افلتت من النفيليات
في الصوت الذي كنت أحبه
نغمة فضائية وعالية من الغضب
غابة حية
تحت مدنهم من الأوراق الميتة
تحت الطرقات، في الحدائق
الموت تحت القُبّة
من اجل عرض عصفور
وبعدها من انت؟
دائما الطفل الذي يركل
الحب المستحيل في النفايات؟
الأبيض ليس
استراحة الاسود
الذي يصير قاضياً ومحكمة
والماء يغرق
ايضا
عندما سمع الملك الأعمى
تاجه يغني
نائماً فَقَد النوم
عازفاً عن حفيف المياه
وكلمة العصفور الخفيفة
عن متابعة
دروبي من الغير
اشكال الهواء
ولا حركة الشمس الفتيّة
نائماً فَقَد النوم
في ضفة الأنهار
حالماً مدهوشاً
بالحياة الممزقة
بعقبيها الابرتين _________________  حسن بلم | |
| |
