آخر المساهمات
2024-05-04, 8:54 am
2024-05-04, 8:53 am
2024-05-04, 8:49 am
2024-04-28, 10:02 pm
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-02, 5:16 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

نصف وعى,قصائد وشعر زهرة يسرى,ديوان زهرة يسرى pdf

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان - نصف وعى,قصائد وشعر زهرة يسرى,ديوان زهرة يسرى pdf 15781612
ديوان - نصف وعى,قصائد وشعر زهرة يسرى,ديوان زهرة يسرى pdf Icon_minitime 2012-11-18, 12:59 pm
نصف وعى

زهرة يسرى
(مصر)
ديوان - نصف وعى,قصائد وشعر زهرة يسرى,ديوان زهرة يسرى pdf 10-5-1

نصف وعي



بنصف وعى
تريدين أن تواجهي العالم
أن يمر على رأسك قطار
تعدين عجلاته وهو يطبع مساراته على جسدك

بنصف وعى
تخرجين إلى الزحام
تدخلين في عيون الناس بعينيك الزائغتين
كأنهم هواء
يصبح التنفس خفيفا
يصبحون غير مرئيين
والأحداث عناوين جرائد

بنصف وعى
تصلين بين النجوم لتصنعي حظك
تُسقطين قمر الطفولة في حوض استحمامك
تصبحين أفضل
بلا سماء
تصبحين أكثر واقعية بلا قمر

بنصف وعى تصبحين أكثر هدوءا
وأقل انتظارا

النصف وعى
هو الضفة الأخرى
حيث الخلاص يأتي بمفرده.

****

الخيال الفارغ

يسحبك إلى الداخل كحمار يجر عربة ثقيلة
العربة ثقيلة
والحمار يجر كأفضل حمار يجر عربة ثقيلة
منطقياً إما أن تكوني الحمار أو العربة
لكنك حسب امتياز ما فوق المنطق
لاتستطيعين وضع العربة جانبا
كما لا تستطيع العربة التخلي عن حمارها.

قرص الشمس يدخل عينيك
يحول خلاياك إلى غبش أبيض
يصعقك البياض المتحد بالفراغ
تقربين يدك
تفردين أصابعك الخمس:
هل هذه يدي ؟!

يدي هي الحقيقة
والحقيقة كبياض الثلج الذي يتلاشى.
مجرد شخص مر من هنا.. ليصل إلى هناك

أنتِ مجرد شخص
تحركين الهواء بكتفيك
عندما تتحركين حركة هينة -كأن تهمّي بالوقوف
يفسح لك مكانا ليحتل جسمك جزءًا منه
-هذا كل ما تستطيعين وما لاتستطيعين
فأنتِ لا تُحركين الهواء، لكنه يتحرك عندما تتحركين
وأنتِ لا تُدخلينه إلى أنفك
عندما تغطسين في حوض الماء حتى تكاد رئتاك تختنقان -فيشُدك إلى السطح
إنه الهواء تُدخلينه إليها
تغطسين مرة أخرى مستمتعة بالاختناق الإرادي
بصوت الضغط والفقاعات التي تتلاشى.
صوتك مثل الفقاعات
يعلو ويهبط كيفما كان
فعندما ترغبين في الصراخ يضيع
وعندما تهمسين يخرج حروفا متداخلة مشبعة برذاذ ونظرة غائمة.

أنت مجرد شخص
هذا هو كل شئ
لم يخلص قدميه من مصيدة الحجر
لم يخلص يديه من أصابعها
لم يخلص فمه من لسانه
يقف على كتفه ملاك قائلا:
تألم .. مجرد ألم..
فالألم يصنع مجد الإنسان.

شخص داس على تراب الطريق
ينحني أحيانا ليملأ منه قبضته
يعجنه بلعابه شاكراً الرب على معجزاته
وحين يستيقظ ينظر إلى الشمس صائحاً
يا هناك..
أنا هنا
أنا مازلت هنا.

***

محنة المنحنى

بعد الثلاثين
تؤمن بالقضاء والقدر
تربى كلباً يعرف ما تريده من عينيك
يجرى أمامك فاتحاً ساقيه
بينما تتشاغل عنه بتأمل الناس
يتشمم مؤخرة كلبة قائلا لها: انتظريني عند المنحنى
قافزا بين ساقي امرأة
تاركا لعابه بين وركيها

لن تفعل ما كنت تفعله،
لتصبح محترما تكوي شعرك أو تلصقه بالجيل
تقتنى زوجة فاضلة
وأطفالا تثبت حزام أمانهم في مقعد سيارتك الخلفي
لن تتلفظ بكلمات من نوع السياسة، الحب، الفضيلة
تذكرك الأولى بقتل الأحصنة في سن التقاعد
تنام مع امرأتك وفوطة معلقة في عنقك
كأنك مدعو لتناول الغداء على مائدة رهبان
أما الفضيلة.. فلا داع لتذكير نفسك بعته الطفولة.

بعد الثلاثين
تصبح صندوق نفايات متحرك
تفرغه كل ليلة بحمام دافئ
وابتلاع المهدئات والملينات ومسكنات الألم
تنظر إلى زوجتك قائلا لنفسك عشر مرات: أحبك إلى درجة العبادة
لن تعرف أنك صندوق نفايات
لن تعرف من أين تأتي تلك الريح القذرة
ستصبح أنفا
مجرد أنف كبير.

بعد الثلاثين
تصبحين امرأة أخرى
لديك حوض زهور على نافذتك
تقضين عطلة نهاية الأسبوع في مكان آخر
تقولين لنفسك في المرآة: صباح الخير
تنظرين في عينيك قائلة: أعرف ماذا أريد
تتخلين عن فراغ حميم
لواحد يدفئ ظهرك
ويملأ الغرفة المجاورة بأطفال تعضين مؤخراتهم
هكذا تصبحين امرأة كاملة الحنان
تنظفين البيت بلسانك
تلحسين وجههم الملطخ ببقايا الطعام وابتسامة تسيل من عينيك.

في لحظة ترتفع فيها يدك لالتقاط شعرة زائدة
تلتقين بهما
تحسين بنظرة غير مرحبة: صدفة غير سعيدة
تلتفتين وراءك
تقيسين مساحة الفراغ التي استوطنها غريب
بينما تفرغ المغسلة ماءها
يصفّر إناء الطبخ في أذنك:
هل تسمعين يا أختي؟!
هل تسمعين جيدا ؟!


***


لكل منا جحيمه

معنى أن تنجو
أن تفيق في أي وقت فيقتحمك سطوع الضوء
يرغمك الليل أن تصير جزءًا منه
التماهي مع السواد يجعل عينيك وأسنانك كألق النجوم
يصير قلبك جزءًا من الخشب الذي تجلس عليه
تتوحد عيناك بعيني خروف قبل ذبحه
وصوتك بنباح كلب ضال .

معنى أن تنجو
أن تتلوى مثل قطط الربيع
على الرصيف المدبب بالليل والصمت.

لكن لماذا يجب أن تنجو
ويدك المرفوعة في الفراغ
ما هي إلا يد في وضع التشبث المخيف.

***


شقوق رجليك تشد وبر سجادتي

وجدها عجوزٌ
في مقلب لنفايات القرية،
وسط الروث وقش الأرز
لحمها أزرق
وخلاصها لم يجف بعد
فرح كثيرا -هذا العجوز - !
علّمها كيف تنفخ في المنقد
وكيف تفتح ساقيها.

تجمع الكيزان لصاحب الحقل.
تأخذ أجرها جوالا
وتلم خشبها من كناسة ورشة.

اعتادت أن تتغذى من البقايا
أن تشرب من بيوت الناس.
تستحم تحت عربة الرش
ليلا يأتيها سائقها
بفطيرتين وكحول رخيص.
يتشرب جسدُها المطر
النازلَ من فتحات الصفيح
لايتمرض ولا تشتكي.
تسكن الحشرات شقوق رجليها،
باب عشتها مفتوح دائما كساقيها
لكل من يدفعه.

جوال مثقوب
تحمله صباحا
وفى الليل تستند عليه.
تسد فتحة الباب برأسها
تحس أنها لن تستيقظ
وأن السوق ستخلو من رائحة الذرة.
هل حلمتْ أن روحها تصعد
أم أن شخصا آخر حلم بحياتها
دون فواصل زمنية .
من منتصف ليلة تسللت فيها نقطة ماء إلى بطن امرأة
هكذا تسللت روحها
دون أن تلقى عليها نظرة.

أكان يجب أن يتأخر
يغيب عاماً عن موعده
يوقف شاحنته بعيدا
يدفع باب العشة
فتسقط الفطيرة
ويندلق الكحول على هيكل عظمى
مغروسة فيه عيدان ناشفة.


***

إنه جسدك

كنت أنتِ
تقفين على نفس الصخرة
أو خشبة لتنظيف السمك
في حلبة مصارعة أو ساحة سوق.
نعم كنت أنتِ
بعظام كتفك البارزة
يعاينون بضاعتك
بأيد خبيرة
يلقونك في قعر مركب
كنت ستباعين لثرى عجوز
لكن هواء القبو أفسد بضاعتك.
تشبهين الآخرين
تأكلين الأرز معجونا ببولهم.
تصلين لميناء بارد
السماء ليست صافية
أم عيونك المتقيحة؟
اسمك الجديد مختوم على يديك
ورقم لن تحفظيه مهما حاولوا.

تنتظرك على أسرة لايتخصك ألحفة كهربائية
حي قديم للعجائز
الذين كانوا قبل الحرب يأتون لمحظياتهم بصور مبقعة بالدم
أقدامهم الخشبية تدق على السلالم،
على أرصفة الحي الرخيص
في رأسك كطبول الحرب.
لاييفعلون شيئا
جبناء ينظرون إلى صورهم
ويغرقونك بالدموع

نقودهم ترسلينها لعائلتك
عند خط الحدود الذي تزحزح قليلا
بعد الحرب أو قبلها
لايتتذكرين
لايتعرفين شيئا
الحرب بدأت وانتهت
تغيرت بلادك إلى اسم صعب النطق
اسمك الجديد أيضا صعب النطق
ينطقونه هكذا:
زوزتا أو سوستا، لايتعرفين.
(أعداؤك) يبكون بدموع مدفوعة الأجر
تنتقمين بطريقتك من قتلة ذويك
من الذين لاييعرفون أن أهلك هم قتلة ذويهم

لا تنتظريهم
-متخذي قرارات الحروب-
فأقدامهم ليست خشبية.


***

هنا كانت تعيش

ماذا لو صعد بائع الجرائد
ولمسها دون قصد ؟
ستسحبه إلى الكنبة الأنيقة
لكنه قال لنفسه
هذه الغانية ماذا تريد؟
أو لو كان حامل الأنابيب
جارح البيت بنظرة فاحصة
جسوراً بعض الشئ
فإنها لابد ستحتك به في مستطيل المطبخ .
هذه الأربعينية
ستموت دون أن يلمسها أحد.

تقول لنفسها:
اقطعي سلك التليفون
سيأتيك العامل
يحدق في صدرك الهائل
اتركيه يمسكه
أو ادلقي الشاي على بنطاله
سيعرف على طريقة الأفلام القديمة.

يراقبون تليفوناتك الليلية.
إذا أردت قطع ألسنة الجيران
اقطعي سلك تليفوناتهم.

ليس القبح ذنبك
يوجد شئ جميل
على الأقل-نصفك الأسفل

بيعي أثاث البيت
لتصلحي أنفك
وتصغري صدرك
يكفيك شفط 100ك من الدهون
هكذا تتخلصين من نظراتهم.
إذا مت من الجوع بعدها
أو نمت مع أزواج جاراتك
لا تندمي
الفئران تعيش أفضل منكِ.

***

أكان مؤثرا يا هالة ؟

الخطوة الواسعة بين الغرف إلى حد الإنهاك
الرغبة في اختراق الحيطان
كسر مرآة الحمام بضربة بالرأس
غرفة واحدة كانت تكفى
لخطوات أقل
واحتياجات أقل
ومخلفات أقل

لن تتخلى عن الشماعة
الشماعة التي أحضرتها هالة
هالة التي انفجر بطنها في شهرها التاسع.

صورة لعين تخرج منها طيور
يتغير لونها مع الإضاءة
رمادية في الشمس
زرقاء في الظل
صورة هالة أفضل
تضع المصاصة في فمها،
ويدين رفيعتين حول خصرها.

في المطبخ تفاحة مقضومة
تشبه قلباً مفتوحاً
فيما كان يفكر حين رسمك؟
هل كان يأكل تفاحة؟
أم تذكر بطنك المفتوح وهو خارج منها كناجِِ من مجزرة؟

كنت يا هالة..
الفعل الماضي قاتل حين يقترن بالأشخاص
أصبحت اسماً
مجرد لحظة انعكس فيها الضوء على جسمك
هل هذا مؤثر بما يكفى؟!
ُحليّك المقصوصة صهرها الصائغ
الصائغ الذي باعها لك
هل أنت سعيدة
ألن تخبريني بالسر
إذا كنت سعيدة حركي الشماعة
الشماعة البلاستيكية خلف الباب
أنتِ دققت مسماريها
أتذكرينها؟
أكان مؤثراً يا هالة أن يدفن زوجك وجهه في بطنك المفتوح
لتنهى اللعبة
أتذكرينها؟ لعبة التحديق
هل نظرت في عينيه؟
أهي آسرة لهذا الحد ؟
أم مرعبة ؟
أم هو الصمت الذي يهبط فجأة ؟
فتكف العين عن الحركة
والعروق عن النبض.

أيامٌ وتتحولين إلى تراب
ترابِِ أبيض
أيعجبك هذا اللون يا هالة ؟!

***

هو فعلا قدر محتوم

يتساهلون في موتهم
كأنه قدر محتوم
أن تنفجر رؤوسهم في صحون الأرز
أو أن تشوى زخات الصواريخ خياماً في العراء
أطفال بلا بيت
يفتحون أفواههم
لأجولة دقيق معجون بدمائهم
سيخبزونه رغم ذلك
رغبةً في النجاة
النجاة؟
من أي شئ ؟!
الخوف ؟
الجوع ؟
الموت؟
إنه الرعب
الرعب أيها المجانين.

***

لأنهم هكذا

يجب أن يكونوا هكذا
يقطعون الأشجار في الغابات
لأثاث لا يحلمون بلمسه.
يجرّونها بعضلات غير مرفهة
أشجار البلوط والسنديان
مرصوصة في أكواخهم بحجمها الطبيعي.

يجب أن يحفروها
بجلابيب مقطعة وعمائم ملفوفة
لا تسقط
إلا عندما يسقطون
تحت السياط
أو جرعة شمسِِ زائدة.

يجب أن يسقطوا
واحداً واحداً
لإعطاء التاريخ
فصلا مأساوياً
أو مبرراً لليّ الشفاه

يجب أن يفعلوها
لأنهم يجب أن يفعلوها
تلك الأعمال القذرة
تنظيف المجارير مثلا
هم كذلك،باعتياد مقرف، يسدون أنوفهم
بمناديل معطرة
يلقونها من عرباتهم
لمقشات يمسكونها بأيد معروقة
وحلوق يسدها التراب.

يجب أن يحكوها جيدا
بألسنتهم -إذا لزم الأمر-
الأرضية اللامعة
تليق بأحذية من نوع خاص.

***

لست أنا

(1)

هذا الصباح
لم أحشُ فمي بالخبز،
بكلمات مناسبة
تراني على (حقيقتي)
رائحة فمي
وملامحي
المنضدة تبدو في هرجها (حقيقية)
بقايا الطعام
الأكواب المقلوبة
الشموع بحالها
لوحة تشكيلية
خاصة مع نكشة الشعر
هذه أنا
أسنانى صفراء
أظافرى غير نظيفة
لأمررها على وجهك.

***

لست أنا

(2)

امرأة كانت تنام هنا
بنفس القميص
كريماتها المنعمة وضعتها على ساقي
وبارفاناتها دلقتها على أرضية الغرفة
تقاصيف شعرها تحت الوسادة.
اهتياجها يبدو من ثنيات الملاءة
أنا اثنان
صباحا أتجمل للآخرين.

نفعل كل شئ معاً
نخطو الخطوات نفسها
نلقى جملا اعتيادية
على الماشين خلف ظهورنا
نرتدي نفس الملابس
نفركها بالصابون.
تفعلينها معي دائماً
أم أتفرج عليك
تغسلين جسدنا
تحكينه جيدا
تزيلين أوساخ اليوم
وجرائمك الصغيرة.

حسنا
هذه أنا إذن.

***

حكمة !!

ما هو كائن
كائن بالفعل
لا بفعل الكلمات
هذه شجرة
هذا بيت
وهذه أنا.

***

ألم اليقين

أحبك الآن
بعد نصف دقيقة
لن أكون بمثل هذا اليقين

أحتاجك الآن
بعد نصف دقيقة
تتجدد احتياجات أخرى

إنها آلام النضج المبكر
تجعلني أرحل على أطراف أصابعي
تاركة أعضائي تذبل دون أن يلمسها الحب

***

ليس "كـ.."

هنا
لا أحد غيري
حيزٌ يصلح للكتابة
أو للجنون كبدائل مؤقتة
بيتٌ مهجور كصاحبته
عليه لافتة كبيرة:
البيت للبيع
الوقت للبيع
والجسد إذا لزم الأمر.

هنا
تتوقف الكرة عن الدوران
يتوقفون عن تحريك أفواههم
يتوقفون عن الحياة
عن الموت..
ساكنو الكتب
أليست الحياة دونهم أفضل؟!

هنا- في غرفتي
لا تحدث المعجزات
كل الأشياء كما هي
دولاب الملابس.. دولاب ملابس
الشمعة تنطفئ عندما ينغمس الفتيل في ذوبانها

هنا
أنام مع نفسي
أطعمها كببغاء أعلمه الكلام
أشرب في صحتها
أوزع خصلات شعرها على مروحة السقف
تلف وتدور
تسقط منتوفة
كديك خاسر.

هنا
لا شئ يهم ..أبداً

***

كأن شيئا لم يحدث

-1-

القميص أبيض
عرفت لماذا يجب أن يكون أبيض.
تنطلق الرصاصة
تتداعى قلوب الجماهير
يتأرجح على النجفة
يتساقط كريستالها على رؤوسهم
يشهقون
يقطعون ملابسه الغارقة في رائحة البارفان
والسجائر الغالية.
لو مر بالقرب منهم
سيعمر ذاكرتهم بحكايات عن وسامته
أصابعه خلف ظهورهن
أما عندما يظهر بباروكته الصفراء
تصرخ البنات في التياع
على استعداد أن يلقين بأنفسهن
تحت قدميه
أو- في أسوأ الأحوال-
أمام عربته
نظير ابتسامة أو قبلة في أحلامهن.

-2-

تصحو من كابوسها على سارينة قطار
يتوقف في اللحظة الأخيرة
قبل أن يدهس الرأس.
أحيانا تقف في الشرفة
تشير له
يأتي زاحفا على قدميه
في يديه وردة
يثبتها على سرتها
عادة ما يقبلها
أو يأخذها باستعجال خلف الباب.
ليست امرأة عادية
فصدرها عاجي
ومؤخرتها من البللور
لديها عدسات بجميع الألوان
وشفتان ممتلئتان
يهمس الأزواج- سرا- باسمها
رغم أنها- كل ليلة-
تنزع شرائح السيليكون
والشفتين
لتقبل تمثالها الشمعي قبلة حقيقية
بعد أن ترتب خصلات شعرها المستعار.

-3-

يؤدون أدوارهم صامتين
يطفئون شمعة عيد الميلاد بابتسامة نسبية
أو يحملون أطباق الفاكهة البلاستيكية
خلف فستانها المفتوح.
دموعهم المثبتة بالصمغ
لا تبلل -أبدا -ريقهم.
موزعون دائماً في الخلفية
كرتوشِِ سقطت- سهوا- من فرشاة
لكن هذا لا يمنع أن حياتهم حقيقية
أكثر مما يبدو.

***

كان لابد أن تمر

مررت بين أصابعي
كتيار دفع شباكي فجأة
لتحرقني شحنات برق زائدة
بعد هدوء العاصفة
عاد كل شئ إلى مكانه
نظفت القلب من تفاصيل كثيرة
كل ما تبقى جراح هينة
سأضحك عليها
بعد عامين
بينما أطعم أطفالي أو حيواناتي الأليفة.

سقطت كدفعات ماء من قمة جبل
تركت في يدي
حصىً كثيراً
وأوراقاً أزالَ الماء كلماتها.

مررت كغريق لا تلتفت إليك القرى
لا ملامح لك
ولا علامات تدل عليك
وحدها- تحتضن أضلاعك السدود
وسط الأفرع والزجاجات الفارغة.

***

لم أكن أحبك

المسافات جعلت الرؤية أوضح
للذين يخبئون وجوههم تحت قناع الفضيلة
جلدهم سميك
غير قابل للخدش
ابتساماتهم يزيلونها- كل ليلة- بمنديل.

لم تحرْقكَ نارُ التجربة
تمط شفتيك
بضحكة تنفخ خديك على آخرهما
تبدو كبالونة قابلة للانفجار.

أراقبكِ من مكان لن تريه
تفردين أصابعك
تسردين التشبيهات
لتقتربي من يقين.

في كل مرة
تتركين جسدك على أسرة مستعارة
تسلحتِ بكلمة- لم تكن تكفى
الحب:
جدار اختبأت وراءه منى
من كوابيسي
مع أنني لم أكن أزعجكِ
كنت أتسلل حتى أصل إليكِ
أنكمش بين ذراعيكِ الهزيلتين
تنغرسان في لحمى كالمسامير.

***

الأكاذيب تفسد الروح

مات
جلستْ أمامه طويلا
تغزّه بطرف ظفرها الملون
تفتح عينيه لتريا صورتها
لم تنعكس على بياضهما
واثقة أنه مات- فعلا هذه المرة
لن يعود،
ينبش الذاكرة بوعود قديمة.

لم تستطع كتم ضحكتها
حين صافحها المعزون
كانوا مطرقين
يسبحون- بفارغ صبر- على روحه
واحد منهم فكر في قميص زوجته الساتان
وآخر انشغل بقرقرة معدته.

يواسونني
بفساتين سوداء يفوح منها النفتالين
لا بد أنهن يحسدنني
يقلن في سرهن:
سترتدي السواد حتى الأربعين
ستلبس المايوه على البحر
لن تعبأ بترهل كرشها
وستعود برجل جديد
تنام معه على نفس الملاءات
على مرأى من صورته.

***

الأشياء عندما تكتمل

غالبا ما يتبقى من الحشد واحد
يقف مذهولا
غير فاهم ما حدث
سحبوا جريدة من تحت إبطه
ليغطوا أعضاءً متناثرة.

هو نفسه لم يستوعب
كيف يُباع
كل يوم
من التاسعة حتى الخامسة.
كما لم يستطع تعريف الحب
بكلمة واحدة
حين سحب لسانه من فمها
لأن عينا ترقبه من ثقب الباب.
ولأنه يقبل الأخريات بنفس الطريقة
وبالتأوهات ذاتها
فلن تفلح صديقته- عالمة الأبراج
في إيجاد علاقة بين انتحاره
واكتمال القمر.

***

كن يصعدن كثيرا

تجلس في الشرفة
تتوسل أن يأخذها برفق
وهى ناعسة
قبل أن تتسخ الحفاضات.

سقطتْ
مثلما يسقط كثيرون
قبل ارتطامها،
سمعت إحدى الجارات بكاءها
ولمحت أخرى نظرتها الملتاعة
قبل ارتطامها
كانت بالفعل ميتة.
لم يكن أحد يعرفها
كل شئ مرتب ونظيف.
وجدوا أسماء كثيرة
وباروكات وأقنعة
كانوا يعتقدون أنها لصديقاتها.

***

رغم أن كل شئ مهيأ

كل شئ محدد
محفوظة تفاصيله
تردد السبابة قبل الضغط على الجرس
ترقبك من عينك السحرية
التظاهر بالسؤال عن صحتك
كحة عارضة
عينان محمرتان لا تعنيان شيئا
التشاغل بترتيب الأوراق
المقدمات تصبح منسية
يحدث ما لابد أن يحدث
تنفك الأزرار
ُتلقى الملابس بإهمال
لونها المثير غير مهم
رائحة البارفان عامل مساعد
أصابعك أيضا
تمشط مسام الجلد
توقظ رغبات مُعلمٌ عليها في كتاب التشريح
كل شئ في غرفتك القذرة
غير مرئي
مرآتك تعكس الدمامل على ظهرك
ذراعاك السمينتان
كانتا من المفروض أن تكونا لي
النور الباهت
يجعل الرغبات تظل رغبات
الكلمات التي لابد منها
لا تكمل المعادلة.


***


منشغلون بعد الدرجات

النزول أسهل
الانشغال بعد الدرجات
بدلا من التفكير في أشياء لا فائدة منها
نشرة الأخبار عنيفة
والشوارع بباعتها وجائليها
أين أذهب؟
النيل في حقيقته مكتظ بالمنتحرين
أجسادهم المتخمرة ووجوهم المنتفخة
تطفو على سطح أكوابنا.
نشرب رغبة في النسيان
خلاصة أجسادنا
مصفاة من أكاذيب الروح.


***


اختصار

يحتضر منذ ثلاثة أيام.
ماتت زوجته.
كذلك ولده الوحيد.
في دار للمسنين
كانت صديقته الوحيدة
تحلق ذقنا
لا تكف عن النمو منذ سبعين سنة.


***


لبابهم صوت غير مرحب

البيت نظيف جدا
الأب يقرأ جريدة
الأم تقلب مجلة
الابن يأكل تفاحة
الابن قارب الأربعين
يجلس على الكرسي نفسه
يشرب اللبن الدافئ في الكوب نفسه

جاء صديق قديم
علق بحذائه غبار
ظلوا طوال الوقت ينظرون لحذائه
وظل هو ينظر في عيونهم.


***

مجاز تقريري

ُمرّي كما تمرين
انزلقي على أجسادنا.
اتركي علاماتك
أو لا تتركي
سواء
أسماؤنا ليس لها معنى
أرواح كثيرة تبصقينها
تجددين دمك بلحمها
أمجادك حافلة
وذكرياتك سعيدة

لا مبرر لك
لا مبرر لنا
سواء راقبناك من شبابيكنا الضيقة
أو مشيناك
محشورين بالكلمات
وأرغفة الخبز.

أسقطي حمالات القمصان
ثبتيها على صدور ضامرة
أشعلي قلوباً صغيرة
أطفئيها وقتما تشائين
اسحبيهم من سيقانهم، عيونهم، ألسنتهم.
تحت أمرك
أي وقت تشائين.


***


هذا الملقى على ظهره

طفل
في قلبه رصاصة
مصي دمه
واتركيها
الرصاص في قلوب الموتى يصلح لحروب قادمة.

ماذا لو استيقظت دونها؟!
اختفى
اختفى أيتها الرغاوي
أذيبي فقاعاتك في جوفي
لن أمررك على جوانب فمي
ستنزلين دفعة واحدة.
اغسلي الذاكرة
هيا
أريدها بيضاء دون أسى.

بدائل الاحتمالات

سبعة أرقام وتكونين في حجرته
تلبسين بيجامته
وتحضنين ظلا ملقى على الحائط.
أم تنامين مكانك
أصابعك في صحن الجبن
وقطعة فلين في حلقك.

أيهما أفضل:
الوحدة
أم الوحدة.

وردة مخنوقة

أنت
هل تنتظر حبيبتك
أعطها ربع ساعة
وقبّلها في الشارع
هل تقدر؟
استعد لتنفيذ وعودك
هل ستلقى نفسك في النهر
أم تضع خرطوم الغاز في فمك؟
لا تخنق الوردة بين يديك
اتركها تتنفس
دعهم يرونها
ربما يحسون.
فكرْ أن تأخذها من البيت
اقنع أهلها
ربما يكونون طيبين
وربما يكسرون رجليك.

أنتِ
اذهبي في الموعد
لا تقولي إن صديقتك مريضة
افرحي بالوردة
لا تقبليه في الظلام
شارع المعادى،
لا تمشيا فيه
دوريةٌ هناك ستضبطكما.



موت

هل تولولين ؟
مات ابنك
ماذا حدث؟
لديك تسعة آخرون.
مات زوجك
ماذا حدث؟
الرجال كثيرون.
مات أبوك
ماتت أمك
ماتت صاحبتك
ماذا حدث؟
لا تولوي
جربي أن تضعيه في القلب
لن يقترب مرة أخرى.


هل كنت موجودة أصلا ؟!


كل هؤلاء النسوة ينتظرونك
السلم ضيق
وخشب التابوت يحك جدرانه
كدت أن تسقطي
وكاد أولادك يغمى عليهم
ريانة وبضة
في الثلاثين
لن أراك تسقين الزرع
ذراعاك تلمعان في الشمس
شتلاتك الصغيرة
ما تزال في أُصصها
ناشفة وعريانة
على حواف نوافذك المغلقة.



ليس لهم ماض



الذين يعيشون في الماضي
لا حاضر لهم
خائفون ونادمون
يتقنون التذكر
المهنة الأكثر قدماً
على مصاطب حجرية
أو مقاعد هزازة
حول نار النرجيلة
أو مدفأة القرميد
القصص نفسها
مقدمات تؤدى إلى نفس النتيجة.
مساكين !!
يعتقدون أن ماضيهم أفضل.

كوني نفسك

ما حدث قد حدث
قوليها عشر مرات في اليوم
رددي ورائي
كوني نفسك.. كوني نفسك.

لا تؤجلي شيئا.
الأشياء المؤجلة لا يحين موعدها
الموتى وحدهم أجلوا مواعيد كثيرة
كذبوا أحلاماً
كانت ستحدث لو أنهم صدقوها
انتظروا موعدا واحدا
حدث لأنه لابد أن يحدث
لم يكن على غفلة منهم
حقيقةً، كان يقينهم الوحيد.


كيف حالكِ كل يوم

أنتِ
كيف حالك اليوم
الساعة الثانية عشرة ظهرا
استيقظي
اصنعي القهوة
اقلبي مقالا عن أطفال الشوارع
أو تقريراً مؤثراً عن أوضاع الفقراء
هل ستأكلين اليوم الطماطم المحشوة باللحم
ليس من السهل أن تكون نباتياً
أو أن تكون حيوانياً
هل تعلم أنك عندما تقتل ذبابة تقتل روحاً
لكن يجب أن تقتل الذبابة
وتدهس النملة
وتذبح البقرة
وتقطف الطماطم
وتكتب عن المجتمع المدني.


صباح الخير يا صقور

صقر ينهش أرنباً من سطح البيت،
أو عصفورا خارجا لتوه من بيضته.
صياد يصطاد الصقر
يضعه في قفص
يسقيه صفار البيض
الصقر حزين
يريد أن يشرب دم الأرانب
الصقر يكره الصياد
والأرانب تكره الصقر
والصياد سيعلق الصقر من رجليه في سقف الغرفة.

عندما أستيقظ.. سأفعل أشياء كثيرة

كما يحدث في كل البلاد وكل الحجرات.. أفتح الشباك
تستقبل عيناي مشهد الصباح من الذاكرة قبل أن يغمر الضوء الغرفة
أشرب القهوة ثم أعود للنوم
أنهض لآكل شيئا
أفكر قليلا.. أشرد.. في لا شئ
أعود لأنام مرة أخرى
أنام كثيرا
وأنا نائمة تكون لدى رغبة قوية في النوم
الاستغراق فيه لدرجة عدم الاستيقاظ مرة أخرى.

ظلام دامس تعتاده عيناي.

تخترق رأسي نقطة ضوء تنبعث من ثقب صغير
أتذكر أن هناك ورقة أعلى السرير لا أدرى لماذا أتذكرها الآن في الوقت الذي أفكر في نقطة الضوء.
أتحسس الحائط حتى ألمس ذيلها.. أنتزع جزءً أضعه على لساني ثم أفركه بين السبابة والإبهام...وأسد الثقب
هذا هو الظلام الحقيقي .. الظلام المريح..
شئ ما يجعلني أضغط مفتاح النور.. ربما طعم الورقة على لساني.
أنظر إلى الصورة المعلقة فوق سريري،
يدان تتلامسان في لحظة الخلق مذيلة بأسماء شهور العام.
خمسة عشر عاماً وأنتِ هنا.. فوق سريري
علامة على تاريخ، بالتأكيد أنا التي وضعتها،
ربما كان موعدا أو يوم ميلاد صديق.
أردد التاريخ بصوت مرتفع لكنني لا أتذكر شيئا
عن العلامة أو الصورة التي أصبحت جزءا من الحائط.
يجب أن أنزعها عندما أستيقظ
أُطفئ النور وأعود للنوم.
أفتح عيني مع صوت احتكاك الجريدة والبائع يلقيها أسفل عتبة الباب
منذ أسبوع والجرائد تتكوم خلفه
أفكر في عدد الأخبار والجرائم والجثث،
ليلا سألصق ورقة على الباب: لا أحد هنا.

أحلم أنني في صندوق خشبي ملقى في بحر مع صحن فاكهة،
كلما أقضم واحدة تتحول إلى
قطعة مطاط ملتهبة
أشعر أنى جائعة
أنظر إلى الصورة أعلى السرير قائلة:
ما أسوأ رائحة المطاط المحترق.
حمام دافئ ربما يجعلني أنام نوماً هادئاً
بالأمس حلمت أن وجهي أصبح عجينة متخمرة
صرخت.. مددت يدي.
سمعت صرختي..
وشعرت بيدي وهى ترتفع بتثاقل شديد لتدفع شيئا
لكنني في الحقيقة كنت كمن يشاهد أحدا آخر.
ألف خصلات شعري المتساقط حول أصبعي وألقيه في الحوض
أنظر إلى وجهي على سطح المرآة الضبابي: هزيلة وباهتة كصبي
لست امرأة.. ولست فتاه.. شعرت أنها توافقني، اليوم أشياء كثيرة تشاركني الرأي.
بل وتبعث إلي برسائل ينبغي أن أصدقها
غدا سأرد عليها: الورقة أعلى السرير وبائع الجرائد وحلم المطاط والمرآة
خف الضباب قليلا.. أرسم خطوطا مستقيمة ودائرة كبيرة ثم خطين مائلين أعلى الرأس:

لو كانت لنا أجنحة

تسقطين بفعل الجاذبية
وتصعدين بالدفع الذاتي
الأوامر الكهربائية الخاطئة
لو لم تكن الجاذبية
لكان الطيران أسهل
وما كانت الروح تفكر في السقوط.

رقعة الشطرنج تحت جلد رأسي
لا تخضع للاحتمالات
الذبذبات تحمل الأوامر للأطراف
الأقدام تتناول الطعام وتتبادل التحية
الأيدي تمشى في خط مستقيم
العين تسمع والأذن ترى
في وقت الفراغ تبحث الخلايا عن ملك تقتله
هكذا في النهاية
لن يبقى إلا الجسد:
ملك بلا مملكة.


_________________
ديوان - نصف وعى,قصائد وشعر زهرة يسرى,ديوان زهرة يسرى pdf Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نصف وعى,قصائد وشعر زهرة يسرى,ديوان زهرة يسرى pdf

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا