آخر المساهمات
2024-05-16, 2:37 am
2024-05-04, 8:54 am
2024-05-04, 8:53 am
2024-04-28, 10:02 pm
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-02, 5:16 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

وعل فى الغابة مختارات من شعر رياض الصالح الحسين

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11556
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : وعل فى الغابة مختارات من شعر رياض الصالح الحسين 15781612
وعل فى الغابة مختارات من شعر رياض الصالح الحسين Icon_minitime 2014-02-05, 6:46 pm
وعل فى الغابة مختارات من شعر رياض الصالح الحسين

وعل فى الغابة مختارات من شعر رياض الصالح الحسين Waal-fe

بلادنا الجميلة *
ثمرة ثمرة
تقطفين أيامي
يا بلادي الجميلة
فأستمع:
لا أحد يغني
سوى الساطور .
***
غرفة المحارب *
يتوسد خندقه الرمليّ وحيدًا
و يداه تحيطان برشاشٍ مملوء بالموت
سيأتي الزوّار مساءً
زائرة تحمل للأرض قنابل ضوئية
أُخرى ستمشط بالنار سهولاً تمتدُّ
سيأتي الأعداء مساءً
كقطيعِ ذئابٍ كاسرةٍ
يلتهمون بيوت الطين
و أشجار التفاح
و كرّاسات الأطفال
و رأسَ الجنديّ
الجندي يرتب غرفته الرملية
الماء هنا
و الطلقات هناك
و ها هي صورة نرجسة تبتسم لجندي
يحملُ رشاشًا و خضارًا
الزوار يجيئون
فأهلاً
يطلق طلقته الأولى
سيظل يقاتل حتى آخر حبّة رمل من هذا الخندق .
***
الولد النائم *
قبل أن يذهبَ للحرب مضى نحو السرير
أغلق عينيه و نام..
رأى فيما يرى الأولاد
سهلاً فسيحًا تركض الغزلان فيه
سربًا من عصافير
و أشجارًا من الدراق
أزهارًا لها هيئة أقمارٍ
رأى نهارًا واسعًا جدًا
و من أقصى النهار جاء رجل يسعى
ألقى على الطفل قميصًا من دمٍ
فاختفى السهل و ماتت الغزلان
و الأشجار
اختفى النهار..
قال الولد الجميل: لا بأس
أغمض عينيه بعينيه
و نام
رأى عشرين ملاكًا يهبطون قربه
سألهم: هل تأكلون البرتقال
هل نستطيع أن نلعب لعبة الهرّة و الفأر
أختبئ الآن فوق سريري
جديني أيتها الهرّة / الملاك..
....
و من أقصى السماء
جاءت القنبلة فوق سرير الولد الجميل
طار الملاك
و ماءت الهرة حينما رأت إصبع طفل في التراب
قال الولد الجميل:
لا بأس، لا بأس
عاد إلى السرير متعبًا
أغمض عينيه بعينيه
و نام ..
رأى فيما يرى الحالم
أسماكًا على الجدران
ذئبًا يسبح في البركة
تمساحًا يعود للملهى
و امرأة تنتظر الربّ أمام قصر العدل
صاح الولد الجميل:
لا أريد أن أرى شيئًا
أريد أمي و زجاجة الحليب و القماط
قال الولد الجميل شيئًا
ليس حسنًا جدًا
و ليس سيئًا جداً :
"عاش البط
عاش النهر
عاشت الهرّة
عاشت الأشجار
عاشت أختي و أخي
و لتسقط الدبابة.."
...
...
أغلق عينيه بعينيه
و نام أبداً .
***
العاشق *
أعط ِ القناص رصاصًا
و انتظر بضع دقائق
فسيملأ الشوارع بالجثث
أعط ِ النجار خشبًا
و انتظر بضعة أيام
فسيملأ البئر بالنوافذ
...
أعط ِ الحداد حديدًا
و انتظر بضعة أشهر
فسيملأ البراري برجال يشهرون السيوف
....
أعط ِ البستاني بذارًا
و انتظر بضع سنوات
فسيملأ الصحارى بالأشجار
...
أما العاشق
أما العاشق
فلا تعطه شيئًا
ففي قلبه ما يكفي الدنيا
من السيوف و النوافذ
من الأشجار و الجثث .
...
رياض الصالح الحسين

( أيَّام )
ماما
/
أما زلت تحتفظين ببارودة جدِّي القديمة
بين بيت المؤونة وزريبة الحيوانات؟
أما زلت تسرِّحين شعرك بأصابعك النحيلة
و تخبزين لإخوتي فطائر الحكمة؟
أنا هنا يا أمِّي
/
أحتسي فلسطين صباحًا مع فنجان القهوة
و أطرد عن جسدها البعوض والأكاذيب
أذهب معها إلى المدرسة
و نقرأ معًا الصحف في المقهى
و حينما أكون حزينًا
تجلس بجانبي وتعدني بأشجار البرتقال؛
/
ماما...
امسحي دموعك بمنديل الجبل
و نظِّفي بارودة جدِّي بخرقة الأيَّام
فبعد فترة سأعود إليك
و في حقيبتي:
زجاجة عطر
و قليل من الرصاص.
***
( 2 )
/
سألعب مع الأطفال بالحصى والأوراق الملوَّنة
سأقيم البيوت من رمال الصحارى والشواطئ المبلَّلة
سأقول للصخرة: لنبتسم
للأغصان : لنضحك
للتراب : لنرقص
للوسادة : لنتنفَّس
/
للجبال: لنغنِّ
للموتى: لنبدأ
للأحياء: لنستمرّ
للأرقام: لنكبر
للحروف: لنتَّسع
للفصول: لنتبدَّل
للغيوم: لنمطر
و لك أيَّتها المرأة
سأقول: أحبك
أحبك كُلَّما قطفت وردة
و كُلَّما قطفتني السكاكين.
***
( 3 )
السبت، الأحد، الاثنين، الثلاثاء، الأربعاء، الخميس، الجمعة...
أنا أحبك
الشتاء، الربيع، الصيف، الخريف...
أنا أحبك
السابعة صباحًا، السابعة مساءً،
الثانية بعد منتصف الليل...
أنا أحبك
أحبك هنا وأحبك هناك
في الضباب والأودية والمنازل والحقول
على الأرصفة وحبال المشانق
بين المصانع والجرَّارات وتحت قنابل الإمبرياليَّة...
أنا أحبك.
***
( حيث في كلّ خطوة قمر مكسور )
/
لقد بدأنا نعرف ما معنى الزمن
عندما نعود إلى البيت وحيدين
متشابكي القلوب والأصابع
بدأنا نعرف ما تعني الصخور النائمة في البحر
الشمس النائمة في السماء
و الأغاني النائمة في المقبرة
بدأنا نعرف لماذا ننام ونأكل
و نسير في الشوارع بلا هدف
حيث في كلّ خطوة قمر مكسور
حيث في كلّ كلمة قبلة مذبوحة
حيث في كلّ (صباح الخير) طلقة مخبأة
لم نستطع أن نمزِّق بها دماغ صيَّاد
لقد بدأنا نعرف ونفكِّر ونتألَّم بشكل حسن
محاولين أن نقول للفتاة الجميلة:
(هذه المظلَّة لا تصلح للوقاية من النار
هذا الثوب لا يصلح للقيام بنزهة إلى الغابة
هذه الأصابع لا تصلح لمداعبة قطَّة
و هاتان العينان المليئتان بالسنابل
لا تصلحان لرؤية الجوع
و هو يتقلَّب بعنف فوق فراش شائك)
ههنا كل شيء مريض:
البشر والحيوانات والأزهار
القوانين والدول
الآلهة الطيِّبة والشياطين الشرِّيرة
الذين رحلوا عنَّا
و الذين ما زالوا يتشبَّثون بنا
مثلما تشبَّث السندباد بجسم حوت بليد
معتقدًا أنَّه صخرة
و ها نحن نغوص
مرضى ومعذَّبين ومُتعبين وجوعى
في هذه الهاوية الرحبة
التي اسمها (حياتنا)
نعرف و نفكِّر ونتألَّم بشكل حسن
نعرف لون الأفق في السادسة صباحًا
لون الطفل و هو يغادر صباحه إلى الأبد
و لون الصباح الذي لا يزورنا
إلاَّ عندما نشعر بحاجة إلى النوم.
/
أنت،
اخلع عنك الحياة و أذهب بصراحة إلى الموت
الموت يا عزيزي سمكة لن تقبض عليها
إلاَّ إذا كانت يداك جافَّتين
و مشاعرك حافية
/
أنتِ،
اخلعي حياتك وأوقدي شمعة
و لا تفكِّري كثيرًا بشهداء الأقاليم
لا تفكِّري بالبحَّارة التعساء
و لا بالقرصان الجميل
و لا تفكِّري بإفريقيا الخضراء
و لا بآسيا الرماديَّة
/
لا تفكِّري بالبجع ولا بالتماسيح
لا بالنهر ولا بالزورق
فقط اتركي نفسك بهدوء قرب شمعة
بذاكرة بيضاء و قلب صافٍ
و لنحاول معًا أن نعرف ما معنى الزمن
عندما، كجنديٍّ مسكين
يمدُّ ذراعه السليمة
طالبًا منَّا صدقة
جنديّ مسكين أو امرأة نحيلة
على السرير العاري كانا يموتان
(بهدوء... بهدوء... بهدوء)
تفتح المرأة عينيها وتنظر إلى الجندي بدهشة
يفتح الجندي ساعديه و يضمُّ المرأة بخوف
بدهشة و خوف كانا يموتان
و العالم حولهما يتداعى ويختفي
و الناس
الناس الوادعون
الطيِّبون
الأبرياء حتَّى رؤوس أصابعهم
كانوا ينظرون إليهما بلامبالاة
و حينما انتفض الجندي وطلب سيجارة
و حينما انتفضت المرأة وأعطته السيجارة
فتح الهواء الباب وأطفأ عيدان الثقاب...
أنا رجل مسكين
و أنتِ امرأة نحيلة
أنا بعيد
و أنتِ مثلي مثلي مثلي بعيدة
يداك الملوَّثتان بالحبّ
لا تغسليهما
الوحش المقتول في قلبك
اتركيهِ هناك يتفصَّد موتًا
دثّريه بالأغاني و ضعي يديه فوق صدره
و غدًا، أو اليوم،
عندما تصبح الحريَّة كالهواء مباحة
عندما يتداعى الأباطرة كالجدران القديمة
عندما يمتلك الجميع قليلاً من الرصاص
و كثيرًا من القلب
و غدًا، أو اليوم،
عندما نعرف و نفكِّر و نتألَّم بشكل حسن
و غدًا، أو اليوم،
سنحاول أن نسير في الشارع
نتكلَّم بغبطة و بلا خجل
و وحيدين نعود إلى البيت
/
متشابكي القلوب و الأصابع
و للشجر أن يكون أشد اخضرارًا
و للبحر أن يكون أشد اتِّساعًا
و مثلما يحقُّ للسكِّين أن يكون حادًّا ومؤلمًا
فللخطيئة الجميلة حقّها في أن تتكاثر كالأرانب
حيث في كلّ خطوة قمر مكسور
حيث
في
كلّ
كلمة
قبلة
مذبوحة.
***
"بسيطٌ كالماء .. واضحٌ كطلقةِ مسدس"
رياض الصالح الحسين
دار الجرمق - دمشق 1982


*غرفة الشاعر
يفتح بابَ الكلماتِ و يدخلُ بخطىً خائفةٍ
في أنحاءِ الغرفةِ
بعض قصائد ذابلة
كلمات تتمدد فوق الكرسيّ
و أخرى تتعلّق بالمشجب
سنبلة تهرب من بين أصابعه
و طيور تقتحم الشفتين
يرى عشبًا ينبت في المكتبةِ المهملةِ
و نبعًا ينبثق من الحائط
بعد قليل سوف يداهمه الليل بأقمار و كوابيس
تداهمه أشجار الغابة
و رمال الشاطئ
و حصى الأنهار
و آبار فارغة
يملؤها بحروف سوداء
ماذا يأخذ من جثث الأيام
و ماذا يترك
غير قصائد ذابلة
و غبار الكلمات؟
و بعد قليل
سوف يداهمه الشرطيّ
ليسأله عن جمل غامضةٍ
و يحذره من استعمال "القُبلة" و "القنبلة"
و يمضي..
هو ذا الشاعر
يفتح نافذة القلبْ
يغلق عينيه
و يحلم بقصيدة حبْ
***
*غرفة المحارب
يتوسد خندقه الرمليّ وحيدًا
و يداه تحيطان برشاشٍ مملوء بالموت
سيأتي الزوّار مساءً
زائرة تحمل للأرض قنابل ضوئية
أُخرى ستمشط بالنار سهولاً تمتدُّ
سيأتي الأعداء مساءً
كقطيعِ ذئابٍ كاسرةٍ
يلتهمون بيوت الطين
و أشجار التفاح
و كرّاسات الأطفال
و رأسَ الجنديّ
الجندي يرتب غرفته الرملية
الماء هنا
و الطلقات هناك
و ها هي صورة نرجسة تبتسم لجندي
يحملُ رشاشًا وخضارًا
الزوار يجيئون
فأهلاً
يطلق طلقته الأولى
سيظل يقاتل حتى آخر حبّة رمل من هذا الخندق
***
*غرفة السائح
العالم غرفة هذا السائح
إذ يمضي في ردهاتِ العالمِ
يجمع أحجارًا من مدنٍ بائدة
و نقودًا لشعوب أهلكها الزلزالُ
و يجمع صورًا لجوامع
و متاحف
و تماثيل مرعبة
يمشي في أرصفة الدنيا
فيرى سفاحًا فيصوّره
و بائعَ ليمونٍ فيصوّره
و راقصة يسألها:
ماذا تعني
“Merci”
بالعربية
و لماذا لا يزرع هذا الشعب "الأناناس"؟
السائحُ يفهمُ أو لا يفهمُ
يعلمُ أو لا يعلمُ
سيظل يسير وينظر و يصوّر
فالعالم غرفة هذا السائح
و النافذة كاميرا
***
*غرفة مهدي محمد علي
هي ذي غرفته تنهض من بين الأنقاض
مسيّجةً بدمٍ و عبيرٍ
ندخلها في الليل كقديسين جميلين
و يدخلها الشيوعيون، و عباد الشمس،
و أخبار المدن المشتعلة
هي ذي غرفته
أبعد من وطنٍ
أقرب من رمشِ العين إلى العين
و يا مهدي
أرنا كفيك
ألم تنمُ الأعشاب عليك
ألم تورق أغصان القلب
و ماذا يحدث لنبات البصرة
و تراب البصرة
....
....
....
هي ذي غرفته
أجمل من قبر
و أعلى من شجرة نخل
و صاحبها
طير في قفصٍ
يفرك عينيه، يبعثر أوراقًا ورسائل،
يكتشف امرأة في فنجان القهوة
ذات مساء
سوف تدق الباب نباتات الزينةِ
تأتي الأزهار، و أشجار الصفصاف،
و أعشاب الغابة، و ثمار اليقطين
و تحتل الغرفة
***
*الولد النائم
قبل أن يذهبَ للحرب مضى نحو السرير
أغلق عينيه ونام..
رأى فيما يرى الأولاد
سهلاً فسيحًا تركض الغزلان فيه
سربًا من عصافير
و أشجارًا من الدراق
أزهارًا لها هيئة أقمارٍ
رأى نهارًا واسعًا جدًا
و من أقصى النهار جاء رجل يسعى
ألقى على الطفل قميصًا من دمٍ
فاختفى السهل وماتت الغزلان
و الأشجار
اختفى النهار..
قال الولد الجميل: لا بأس
أغمض عينيه بعينيه
و نام
رأى عشرين ملاكًا يهبطون قربه
سألهم: هل تأكلون البرتقال
هل نستطيع أن نلعب لعبة الهرّة والفأر
أختبئ الآن فوق سريري
جديني أيتها الهرّة / الملاك..
....
و من أقصى السماء
جاءت القنبلة فوق سرير الولد الجميل
طار الملاك
و ماءت الهرة حينما رأت إصبع طفل في التراب
قال الولد الجميل:
لا بأس، لا بأس
عاد إلى السرير متعبًا
أغمض عينيه بعينيه
و نام..
رأى فيما يرى الحالم
أسماكًا على الجدران
ذئبًا يسبح في البركة
تمساحًا يعود للملهى
و امرأة تنتظر الربّ أمام قصر العدل
صاح الولد الجميل:
لا أريد أن أرى شيئًا
أريد أمي و زجاجة الحليب والقماط
قال الولد الجميل شيئًا
ليس حسنًا جدًا
و ليس سيئًا جدًا
"عاش البط
عاش النهر
عاشت الهرّة
عاشت الأشجار
عاشت أختي وأخي
و لتسقط الدبابة.."
...
...
أغلق عينيه بعينيه
و نام أبدًا.
من ديوان ( وعل في الغابة )
منشورات وزارة الثقافة
والإرشاد القومي - دمشق


للمرَّة الألف أرجوكِ لا تذهبي
للمرَّة الألف آخذكِ بيديَّ
و أركض في حقول الألغام
في حقول الدم
في حقول الحنطة
و أرجوكِ لا تذهبي
لا تذهبي و في عينيكِ غزالة مذبوحة
لا تذهبي و تحت جلدك يصفّر الموتى بشفاههم المعطَّلة
لا تذهبي يا عزيزتي لا تذهبي
تعالي و قبِّليني قبل أن تذبح شفتيكِ المرتعشتين
سكاكينهم الطويلة
تعالي لنثرثر بسهولة و ألم
تعالي لنتحدَّث مثلاً:
عن الديدان التي تغزو السنابل
عن المعادن التي تقزقز أصابع العمَّال بطريقة عجيبة
حدِّثيني عن السهول ذات الخضرة الضارية
عن الوعول التي تقفز بسعادة بالغة
و هي تقضم عشب الفرح بحريَّة لا تشبه إلاَّ قلبي
حين يخفق بأعلامه السوداء
فوق ثكنات المحاربين الذين يحلمون فقط
- بثلاثة أمتار من الراحة
- بدوش ماء بارد
- بامرأة تغنِّي بصوت حزين
و طفلة تقول لكل رجل تصادفه: أريد بابا
حدِّثيني عن الدنيا و قارَّاتها الخمس
و حدِّثيني فيما بعد عن الزمن
و حدِّثيني عن العصور جميعًا
إبتداءً من العصر الحجري القاتل
و انتهاءً بعصرنا السفَّاح
حدِّثيني عن السفَّاحين المنتشرين في:
السفارات، الأزقَّة، دور السينما، المطابخ، علب الكبريت، زجاجات مياه بقين، أحذية باتا، ولاَّعات رونسون، شركة ميكروفيلم، جوارب أوغاريت...
حدِّثيني لأحبَّكِ
حدِّثيني لأحبَّكِ
"أحبُّكِ"
هذا ما يقوله السنديان للمطرقة.
"أحبُّكِ"
لي نهار في المعصية
و لي أزهار في الطرقات
"أحبُّكِ"
هذا ما أقوله أنا
هذا ما يقوله الرجل الذي من خلفه النوافذ تهوي
و من تحته الأرض تئنُّ
"أحبُّكِ"
لي ثلوج في جميع المدافئ
و لي وحل في جميع الشتاءات
لي الحائط الكتيم
الأصفاد الثقيلة
الزمن البطيء
و لي الزهر الذي يتدفَّق من رئتيكِ
تنفَّسي يا حبيبتي تنفَّسي
فهوذا الهواء ينبح في الأزقَّة بصوته البليد
هوذا الدم يسيل فوق لحم الشرفات
و أنا ملتفٌّ بقلبي
و قلبي يقرع أجراس الأجساد الرثَّة
أيَّتُها الأجساد الرثَّة المغسولة بالحبّ و عصير البرتقال
أيَّتُها الأشجار الصاخبة
المغلَّفة بالأيقونات و صور القدِّيسين
أيَّتُها الأحجار، المقابض، الأسطحة، الأحذية، الأعلام، القواميس، الرجال، النساء، القطط، الفؤوس، الهراوات، الشياطين...
تعالوا و استمعوا إلى خرير الإرهاب في الشوارع
تعالوا إليَّ جميعًا
تعالوا إليَّ بدون استثناء
- أيَّتُها المرأة تعالي لأضمَّكِ
- أيُّها الطفل تعال لأقصَّ عليك حكاية الذئب و الأرنب
- أيُّها العاري تعال لأكسوك بالقبلات
- أيَّتُها الحقول الجافَّة تعالي لأهبكِ خضرة دمي
- أيَّتُها الشمس لماذا ترتعشين من البرد
و حطب قلبي مهيّأ للاشتعال؟
و يا أيَّتُها الأسئلة
يا أيَّتُها الأسئلة
تعالي لنكسر معًا زجاج النوافذ
التي تحجب عنَّا نضارة الصراخ
سأسأل الصبايا:
لماذا أنتنَّ مكتئبات
و موسيقى ديميس روسوس معبَّأة في زجاجات الكازوز
سأسأل الجائعين:
لماذا لا تأكلون أطنان التفَّاح
التي يهدرها الإمبرياليّون في البحر يوميًّا؟
سأسأل أشجار الزيتون في ضواحي دمشق:
من اختلس أوراقك في الليل
و جعل منها وسادةً للسفَّاحين؟
سأسأل السفَّاحين عن الأشجار
الأشجار عن الشوارع
الشوارع عن الاضطهاد
الاضطهاد عن حبيبتي
و أقول لحبيبتي
أقول لحبيبتي التي تبيع الجنارك و المانجة في باب توما:
إنَّني مرهق كثعبان ابتلع بيضة
و أقول لحبيبتي
و أنا أصغي إلى زقزقة الموتى في التوابيت
إلى هديل الحرب في البلاد:
تعالي لنمشي و نتذكَّر كيف كان الملوك ينتحرون
لأنَّ عينين حافيتين انطفأتا
لأنَّ قلبًا وسيمًا أضاء
تعالي لنتفاءل بذات يوم فوق سرير شاسع
ذات يوم فوق سرير شاسع، حيث:
- العصافير تقصف الطائرات
- الشهداء يضعون القتلة على الكراسي الكهربائيَّة
- الزهور تسنُّ للرصاص شفرات المقاصل
و الحريَّة
تغتصب
السجون
ذات يوم فوق سرير شاسع
...
أفتح ثغرة في لحمك الذي يحترق أيَّتُها الأرض
و أقذف إليك بدماري.

من ديوان أساطير يوميّة *
مطابع وزارة الثقافة - دمشق 1980

سورية *
يا سورية الجميلة السعيدة
كمدفأة في كانون
يا سورية التعيسة
كعظمة بين أسنان كلب
يا سورية القاسية
كمشرط في يد جرَّاح
نحن أبناؤك الطيِّبون
الذين أكلنا خبزك وزيتونك وسياطك
أبداً سنقودك إلى الينابيع
أبداً سنجفِّف دمك بأصابعنا الخضراء
ودموعك بشفاهنا اليابسة
أبداً سنشقّ أمامك الدروب
ولن نتركك تضيعين يا سورية
كأغنية في صحراء.
***
الصمت *
....
مساءً جاء الرجال متعبين من المرعى
مساءً جاء النساء متعبات من الحقول
للرجال قلوب موشكة على السقوط
وللنساء عيون موشكة على البكاء
في المساء جاؤوا ورقصوا حتى الصباح
الجرح صار أغنية
والتعب مزمارًا
غير أن رجلا ما
ظلَّ جالسًا في الزاوية البعيدة
البندقيَّة بين يديه كأفعى
والحياة في عينيه زمن من فخَّار ...
الرجل الذي ينظر بصمت
لا يبدو أنَّهُ يشاهد التلفزيون
ولا يبدو أنَّهُ يحلم
ولا يبدو نائمًا
اللئيم ...
ما الذي يفكِّر فيه؟.
***
كهنة بشوارب طويلة *
...
قالت المرأة:
أريد أن أعيش في القمر
مع حقل قمح وشجرة وعنزة و رجل أحبُّهُ.
...
قال الطفل:
أريد عصفوراً لأطعمه
قطَّة لألعب معها
دفتر رسم وأقلامًا ملوَّنة
لأرسم القطَّة قرب العصفور.
...
قال الرجل:
أريد أن أعمل وأتزوَّج وأسكر وأذهب إلى السينما.
...
قالت الشجرة:
أريد أن أظلّ خضراء.
...
قال النهر:
أريد ألاّ أتوقَّف عن الجريان.
وفيما بعد... فيما بعد
جاء بشر صامتون
كهنة بملابس سوداء وشوارب طويلة
غسلوا جسد العدالة بأحجار القوانين
وأخذوا الجميع إلى السجن!.
***

(( ديوان بسيطٌ كالماء .. واضحٌ كطلقةِ مسدس ))

رياض الصالح الحسين
دار الجرمق - دمشق 1982

إنَّها تقترب
...
هي ذي تقترب كسفينة محمَّلة بالجثث
الساعة ذات الرقَّاص الرتيب تؤكِّد على ذلك
النهار ذو الشمس المنهكة يوكِّد على ذلك
و البيوت المتراصَّة كعيدان كبريت في علبة صغيرة
تؤكِّد على ذلك
و أنا أؤكِّدُ لكم
أنَّها تقترب كسمكة قرش مريعة
إنَّها تقترب كقنبلة معطوبة
و معها يقترب كل شيء من كل شيء
اللحم من السكِّين
المدافن من الجثث
و النار من زجاجة بنزين سريعة الاشتعال
إنَّها تقترب
إنَّها تقترب
ساعة الذهاب إلى الموت باطمئنان
و حزن شديد
حيث يبحث الجائع في القمامة عن الأغاني
و العصفور عن السماء الزرقاء في الغرف المقفلة
و الثائر عن الحصان تحت الوسادة
إنَّها تقترب و أنا لست وحيدًا
إنَّها تقترب و أنا أحاول أن أبدو أقلّ حزنًا
إنَّها تقترب و أنا أقذف قطعة السكَّر في فمي
و أذهب إلى المدرسة في القرى الموحلة
أطارد الدجاج في الطريق
و أتعلَّم كيف أقبِّل الفتيات الصغيرات
و أسرق لهنَّ التوت من الأشجار الواطئة.
***
ثورة صغيرة
....
بعد قليل
سأقوم بثورة صغيرة
في هذه الغرفة السوداء
أمزِّق الكتب و الأحزان و الصور القديمة
و أضع الكرسي مكان المدفأة
بعد قليل... بعد قليل
سأفكِّر بالزهور و يعاسيب الغابات
و الخيول المرتعشة خلف القضبان
بعد قليل
سأقوم بثورة صغيرة
أضع رأسي فوق الوسادة
أغمض عينيَّ على حلم متوحِّش
أمدّ يدي إلى قلبي
و أغنِّي لروزا لوكسمبورغ
***
اطمئنان
...
جثَّة بعد جثَّة حجر بعد حجر
لن أسقط
كمدينة محاصرة
...
ورقة بعد ورقة
لن أسقط
كشجرة في الخريف
لن أسقط
في مذبحة علنيَّة
تحت ظلِّ القانون
....
أمام دبَّابات الامبرياليَّة
سأسرِّح شعر قلبي
و أنظر إلى الموت باطمئنان.
***
جندي
...
في الأزمنة البعيدة
في الأزمنة القريبة
كان يرعى برسيم الحروب كخروف صغير
حاصر المدن كما يحاصرون زوجاتهم في الفراش
اعتدى على الأفئدة و الأشجار و الحيوانات الأليفة
و بمساعدة رشَّاش صغير يزن 5 كغ
اغتصب امرأة و قرية و مساحات شاسعة من الموسيقا
و بمساعدة بذلة عسكريَّة
و عينين قاسيتين
و أظافر طويلة
منع الشمس من أن تزور ثلاثين رجلاً
و قطَّة
و أربع دجاجات
و عندما مات كما يموت الجميع
كان يعضّ شفته السفلى بضراوة
و يبصق على نفسه بدون استئذان أحد
و لم يترك –كما تعلمون-
بوليصة تأمين لأولاده .
***
بندر شاه

لستُ سيئاً بما فيه الكفاية
لأضع السيف على عنق الحصان
و أبصق على الأرض بحقد قائلاً:
(- انزل عن الحصان يا ترانتيان الجبان
انزل و بارزني.)
ذلك أنَّ السيوف وضعت في المتاحف
و الأحصنة أصبحت للسباق
و البصاق تجمَّد في الفم
أمَّا الفرسان الثلاثة فماتوا
و تركوا حصان الشعب في الحلبة
يصهل و يعضّ الأحجار
طالباً الطغاة للمبارزة .
....
رياض الصالح الحسين
( ديون أساطير يومية )






_________________
وعل فى الغابة مختارات من شعر رياض الصالح الحسين Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وعل فى الغابة مختارات من شعر رياض الصالح الحسين

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» وعل فى الغابة شعر رياض صالح الحسين
» قصائد رياض صالح الحسين,ديوان رياض صالح الحسين pdf
» الحمار ملك الغابة
» قصائد برائحة الغابة لعبير سليمان,ديوان عبير سليمان pdf
» مختارات من قصص يوسف إدريس

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا