آخر المساهمات
2024-05-04, 8:54 am
2024-05-04, 8:53 am
2024-05-04, 8:49 am
2024-04-28, 10:02 pm
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-02, 5:16 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

ديوان أنا خائف,جمال كافر,قبور واسعة pdf لعماد أبو صالح,شعر عماد أبو صالح

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان - ديوان أنا خائف,جمال كافر,قبور واسعة pdf لعماد أبو صالح,شعر عماد أبو صالح 15781612
ديوان - ديوان أنا خائف,جمال كافر,قبور واسعة pdf لعماد أبو صالح,شعر عماد أبو صالح Icon_minitime 2013-01-01, 4:05 pm
قبور واسعة

عماد أبو صالح
(مصر)
ديوان - ديوان أنا خائف,جمال كافر,قبور واسعة pdf لعماد أبو صالح,شعر عماد أبو صالح Emad_abu_salah

الشِّعر

عماد أبو صالحهناك حكاية عن ملك، ظل على كرسي عرشه منذ عرف الناس الكلام. كان شابًا جميلاً لا يشيب أبدًا. رعاياه كانوا يحبونه. يحفّظون ما يقوله لأبنائهم، و ينقشونه على حيطان منازلهم.
حدث أن الملك اغتر بقوته، و جلس وسط حراسه، يكرر في هذيانات من دون أي روح. لم يكن يسمع لأحد، سوى الأكَلة مجانًا، أفراد حاشيته. واحد من الرعية قال له يومًا وهو يطل من أعالي برجه:"أفِق يا مولاي" فقص لسانه و رماه في سرداب عميق.
الملوك الآخرون الذين كانوا يوسعون حدود ممالكهم هجموا عليه، ذات ليلة، و هو نصف مخمور في سريره الملكي. فرّقوا بينهم دمه و مملكته و تركوه كومة جلد و عظام.
لكَم هو مرعب شأن الزمن!
إذ يبدو أنه بعد كل هذا المجد، لن يكون له أي ذكر في المستقبل.
من وقت لآخر يصرخ شبحه: "مملكتي.. مملكتي"، غير أن صوته يضيع في ضجيج العالم.

أول خطوة

ما الذي في يدك يا أمي؟
اسمها السكين يا بنتي.
ماذا نفعل بها يا أمي؟
نقطع اللحم يا بنتي.
ما هو اللحم يا أمي؟
بقرة مذبوحة يا بنتي.
لماذا يذبحونها يا أمي؟
لكي يأكلوها يا بنتي.
و لماذا نأكل يا أمي؟
لنستمر في الحياة يا بنتي.
و ما هي الحياة يا أمي؟
شيء عكس الموت يا بنتي.
و ما هو الموت يا أمي؟
شخص ذبح شخصًا يا بنتي.
و لماذا ذبحه يا أمي؟
ليأكل نصيبه يا بنتي.
لمَ لا يأكل معه يا أمي؟
خذي قطتك و العبي يا بنتي.

* * *

ثورة

، يومًا،
أن ثار الناس
، على الملك،
في مدينة قديمة.
كان ملكًا ظالمًا.
"ديكتاتور"
كما نقول نحن
، في لغتنا،
في هذه الأيام.
هجمت جموع الشعب
في لحظة واحدة:
فلاحون بظهور محنية
)نفعت في حمل الأشخاص
الذين تسلقوا الأسوار(
و عمال مناجم
(كانوا الأقدر

على تحمل غبار الزحف(
و متشردون
)حين قُتلوا، لم يكن لهم أهل
يعكرون فرحة النصر
ببكائهم(
و عاطلون عن العمل
(كأنهم كانوا يدخرون قوّتهم
طول السنين الماضية (
اللصوص
ثاروا بشرف
رغم أن أيديهم
كان يمكن أن تمتد بسهولة
لجيوب الثوار
في الزحام.
و المجانين
كسروا أبواب البيمارستانات
و تعالت حناجرهم
بهتافات هيستيرية
إذ أصبح جنونهم
، لأول مرة،
محل احترام حقيقي.
فقط
مرضى الجذام
انتهزوا الفرصة
و قبّلوا الناس
بشفاه متآكلة
لكن
لا أحد دفعهم بعيدًا
و لا بصق قبلاتهم.
متسولة
، برجل مقطوعة،
مكومة جنب حائط
صرخت فيهم و هي تغالب الدموع:
"إيه يا أولادي!
ألست ابنة هذا البلد؟
تخافون أن أوسخكم؟".
فتسابق ثلاثة شبان
(أي روح)!
لحملها فوق الأكتاف.
ربطتْ خرقة
، لئلا تكون عالة،
في عكازها
شاء الله أن تكون الراية الوحيدة
التي فشل في إسقاطها
رماة السهام!
مرت الثورة على حديقة
فجرفت معها الأشجار.
غير أن الأشجار
، و هي تسير معهم،
كانت تغني
، بعصافيرها،
أغنيات لأجل الحرية.
كانت ثورة مثل وحش
عانى سنوات طويلة
من الجوع.
أكلت
، في طريقها،
كلابًا و قططًا.
أكلت أطفالاً
حاولوا تقليد آبائهم
بسيوف خشبية.
أكلت ناسًا منها
حين اختل توازنهم
و سقطوا تحت الأقدام.
العجائز الطاعنون في السن
هم الذين امتنعوا عن المشاركة
في ذلك اليوم.
كانوا يبتسمون و يقولون:
"الملك!
نحن أيضًا كنا شنقناه
على شجرة ضخمة
في حديقة قصره".
كان المشهد هو نفسه.
كأن الزمن لم يمر.
حتى أن عجائز منهم
اختلط عليهم الأمر:
هل هم الذين يتفرجون في الشبابيك
بأيدٍ مرتعشة
أم الذين يصرعون الحراس
، هناك،
في مقدمة الصفوف؟

* * *

حرية

كل ليلة
، منذ سنين لا يعرف عددها،
يتكوم في ركن
، على البلاط،
و يحلم.
زملاؤه
، في الزنزانة،
يعاملونه بعنف
لأن ابتساماته المتقطعة
تبرق في الظلمة
و تقلق نومهم.
يركلونه بأرجلهم و يقولون:
"وراءنا تكسير أحجار في الصباح
كُف عن هذه السخافات
التي لا تتحقق أبدًا".
إنه لا يحلم أحلامًا كبيرة
كأن يدق باب البيت
و يقبّل أطفاله
فقط، يريد أن يشم دفقة هواء
لم تُدمِها أسلاك السور
لحظة عبورها إليه.
أن يلمس هذه الشجرة
التي يتعلق في حديد النافذة
، بيديه النحيلتين،
ليراها.
أن يكلم الله
، وجهًا لوجه،
في فضاء واسع.
"سأخنقها و أريح نفسي
أنا أتعب في تربيتها
ثم تطير
، وحدها،
و تنساني".
يقول هذه الكلمات
من يأسه
لكن ما أن يجيء الليل
حتى يحلم مرة ثانية.
في يوم رأى الباب مفتوحًا.
لا بنادق
و لا كلاب
و لا حراس.
هو نفسه لم يكن يعرف
أكان ذلك حقيقة
أم في حلم!
فرد ذراعيه و جرى
جرى بأقصى ما لديه من سرعة
بما سمحت له مفاصله
التي أكلها الروماتيزم
لكنه
توقف فجأة.
كانت الشمس ساطعة
و السماء كبيرة
و الحقول خضراء
أحس نفسه وحيدًا
و ضائعًا
و مفضوحًا في النور.
ضرب قبضته في الهواء
و عاد
محني الرأس
و بخطوات بطيئة.
هناك
، عند الباب،
زملاؤه كانوا ينتظرونه
لم يسخروا منه
واحد أشعل له نصف سيجارة
و واحد ضربه بحنان على كتفه
و واحد أعطاه فأسًا و مقطفًا.
حتى سجناء الزنازن الأخرى
تظاهروا بأنهم لا يرونه
لئلا يشعر بالحرج.
على الجبل
، فوق،
لم يكن يراهم في الغبار
لكنه اكتشف
، لأول مرة،
أنهم يحضنونه بقوة
بالسلسلة التي في أرجلهم.
اكتشف أنه
، بدقات فأسه،
عازف إيقاع
يجعل غناءهم أكثر عذوبة.
في المساء
حملوا الفؤوس على الأكتاف
و مشوا كأي عمال
عائدين للبيت
من العمل.
كل عدة خطوات
يحكي أحدهم نكتة
و ينفجرون ضاحكين.
الحراس
، بمرور الوقت،
تركوا الباب مفتوحًا
واثقين انهم لم يعودوا
يفكرون في الهرب.

* * *

حب

أميرة
، من زمان قديم،
قالت لأبيها الملك:
"سمعت ان هناك شيئًا
اسمه الحب
اشترِ لي منه".
هرش الملك ذقنه
ثم قال للحكيم:
"علِّم مولاتك الحب
أنا آمرك".
هذه رسالة يا مولاتي
(كان الحكيم يقول)
كتبها عاشق
، بدمه،
لحبيبته.
هذه قطة تنظف
، بلسانها،
فروة ابنتها.
هذه فراشة تحمل قبلة
من وردة لوردة.
أشار، يومًا، فجأة
و هو يمشي معها
، متنكرة،
في طرقات المدينة:
"انظري هذا الصياد
الصياد الفقير هناك
انظري.. انظري
يحضن امرأته
، في القارب،
تحت المطر".
صرخت فيه الأميرة:
"أنا تعبت، لا أريد أن أتعلمه
أريده جاهزًا، قل لي أين هو".
ابتسم الحكيم و قال:
"في القلب، يا مولاتي، في القلب".
الذي حدث
، هذه الليلة،
أنهم أقاموا في القصر
حفلة كبيرة.
كانت هناك قلوب مشقوقة
و رؤوس قطط
و ورود تعوم في الدم.
وحدها
، الفراشة،
حاولت أن تفر.
أفلتت
، بجناحين مرتعشين،
و طارت لأعلى
لكن السياف أقفل الابواب
و فتّشها بظفره.
جسمها الرقيق
لم يكن يستحق
عناء ضربة سيف.
الأميرة
كانت جالسة على كرسيها الذهبي.
حولها الجواري يرقصن
و عبيد يصبون الخمرة.
تضحك و تقول للحكيم:
"انظر.. انظر
إنه وهْم.
سآمر بضرب عنقك
أنت أضعت وقتي
أنت كذبت عليَّ".

* * *

قتْل

قاتل
يدي حمراء.
إنه دم.
لم أكن أذبح دجاجة
و لا أفرط رمانة.
دم حقيقي.
دم شخص.
أنا قاتل.
لم أكن أعرفه.
كان نائمًا تحت شجرة
في حديقة.
يفرد ذراعيه على اتساعهما
ليحضن حبيبته في حلم.
تدخلتُ في اللحظة المناسبة
و غرزت فيه سكيني.
هو لم يصرخ
لكنني سمعت صرختها.
لم أتلفت و لم أفر.
مشيت بخطى واثقة
أتنفس بعمق
و أُصفِّر.
كأني قطعت قالب حلوى.
كأني قطفت وردة.

* * *

قتيل

مشى تجاهي و الشمس ساطعة
و دلق دمي على النجيل.
يده لم تهتز.
لم ترتفع دقات قلبه.
كان رائعًا، أنا معجب به.
إلى أمي:
"كفى ولولة
جاراتك سيشمتن فيكِ".
إلى أخواتي:
"داروا أثداءكن
عيون المعزّين تتلصص عليها
من الأثواب المشقوقة".
أنا لم يكن لي
، في أي يوم،
حبيبة.
كنت أفرد ذراعيَّ لاستقبله.
لو كنت أستطيع أن أحرك يدي من الموت
لسلمت عليه بحرارة
مثل لاعبَين
في حلبة
بعد انتهاء السباق.
لو كنت أستطيع أن أحرك شفتيّ
لقلت له:
"هنيئة لك الحياة
أين كنت مختفيًا كل هذه السنين؟
أنا تعبت في البحث عنك لأقتلك".

* * *

حياة

تقول لي بنت أختي:
"ماذا كنت تحب أن تكون يا خالي
لو لم تكن جئت إلى الحياة إنسانًا؟".
نقطة ماء
يشربها العمال
، في الحر،
يا بنتي.
شمعة، أو بنبونة، أو وردة.
قطعة موسيقى
أيّ قطعة موسيقى
لكنْ لو شهرزاد لكارساكوف
كنت أفرح أكثر.
أغزغزها في بطنها
و أقول:
"نهدك أنتِ حين تكبرين قليلاً".
لا أخجل من أن أكون كلبًا
بشرط ألا أعقر اللص
أنبح عليه فقط
لأجل أن أخيفه.
نسيت أن أقول:
"أو الشوكة التي تحرس الوردة".
الصباح.
و الظلامَ أيضًا.
لئلا اجرح الأعمى.
حشرة
لأنني سأمر بطور الفراشة.
دمعة
لأنني كما سأسيل في الحزن
سأسيل في الفرحة.
رائحة امرأة
لا زجاجة كولونيا.
آه
لماذا، يا ربي، لم تخلقني قُبلة؟!
لن أكذب عليكِ و أقول:
"أحب أن أكون نسمة
تتسلل من أسلاك الأسوار
للنائمين
، على البلاط،
في الزنازن".
هل ترضين أن أختنق أنا ايضًا؟
أن أمر في رئات فتتها السل؟
أن أرتكب جريمةَ
أن يتنفسوا و يعيشوا؟
لو أن هناك امرأة
غاب عنها حبيبها عمرها كله
لو تراكم التراب على شعرها
و هي جالسة
في انتظاره
لو غفت
، في يوم،
من التعب
لو دخل، فجأة، من الباب
لو أن على كتفه عصافير خضراء
لو كانت تغرد لتوقظها
لو أنها صحت
فلم تجده
كنت أحب أن أكون هذا الحلم.
ضحكةً
يضحكها قاتل
يداه ملطختان بالدم.
أريد أن أكون الصرخة
في فم من قتله أيضًا.
لأنه
بدون القتيل و القاتل
، يا بنتي،
لا تستمر الحياة.

* * *

تراب

ما عاد ترابَ الله
الذي خطى عليه آدم لأول مرة.
صار تراب الناس
الذين ذبحوا بعضهم لأجله.
هو مسحوق جماجم.
كيف لم ينتبهوا
و هم يدوسونه بجزمهم
أنه ليس أغلى من دمهم؟
ماذا كان سيحدث
لو سلّموا على بعضهم
على الحدود
و زرعوا القمح بدل الألغام
في المساحات الواسعة
التي يتقاتلون عليها
ثم ناموا قليلاً
و صحوا ليأكلوا سويًا؟
يقولون: "نحن نحرره"
ليبرروا حبهم لشرب الدم.
إنه يتنقل
، مثل طائر،
بين بلد و آخر
، مع الريح،
و هم لا يجرؤون
أن يتخطوا الأسوار التي بنوها
و سجنوا فيها أنفسهم.
"ترابهم"؟!
لا بد أنه يقهقه
(في شكل عاصفة)
حين يتوهمون أنهم يملكونه.
إن الأرض تدور
فيكون
، في ساعة الحرب،
في الجبهة الأخرى
بينما هم يدافعون باستماتة
، في جبهتهم،
عن تراب أعدائهم.
القتيل و القاتل
نائمان
، جنبًا إلى جنب،
في أعماقه.
بمرور الزمن
، حين يتحللان فيه،
ينتقل قلب أحدهما
مكان قلب الآخر
أو ربما يختلطان
و ينبتان وردة واحدة.

* * *

ما يبقى

يقول علماء الآثار:
"نظر المصريون القدماء للرومان، كما نظروا للبطالمة من قبل. و هي نفس النظرة للملوك الفرس أيضًا. لم يكونوا، كلهم، سوى أُسَر جديدة من الفراعنة الغرباء".
يقولون أيضًا:
"إن الإمبراطور تيبيريوس نفسه، وبّخ حاكم مصر حين حصّل لروما، ضرائب تزيد عن الحصة المحددة. أرسل له رسالة يقول فيها: أريد أن يُجزّ صوف شياهي لا أن تُسلخ جلودها أحياء".
و لقد عُثر على بقايا بردية من عام 163 ميلادية، كتب فيها رجل يدعى نيْجر:
"...........................................و هكذا حيث إن الأضرار التي أصابتني عظيمة و نظرًا لأنني روماني عانى عدم الاحترام على يد مصري فإنني أرجو..................................................................."
أكرر قراءة هذه الشكوى
و أتأمل ما يحفظه الزمن.
كأنه يريد أن يقول:
"التفاصيل زائلة
ما يبقى هو أن شخصًا ما
سيُعاقب بطريقة ما
لأنه اتُّهِم بفعل شيء ما".

* * *

آه
في فم خادمة
شكّتها الإبرة
و هي ترفو قميص سيدها.
في فم السيد نفسه
، ربما في نفس اللحظة،
نعِس
دون أن يطفئ سيجارته.
لو لم ندقق، ستختلط علينا:
هل هي من شاب في غرفة التعذيب
أم المغني في صالة الديسكو؟
من سرير المرض
أم سرير اللذة؟
هي في فم طفل أضاع ثمن الحلوى
كما في فم تاجر
خسر ملايينه في صفقة.
من سلك عارٍ في جهاز كومبيوتر
في أوروبا
كما من لدغة ثعبان
في أدغال أفريقيا.
إن خرجت ضعيفة و متقطعة
من رجل
ينصر، بموته، الموت
فهي عالية و مرعبة
من امرأة
تلد لترمم الحياة.

* * *

آخر خطوة

طردوه
، بعد كل هذه السنين،
من العمل معهم.
لم يتوسل لهم.
ألقى نظرة أخيرة
على القارب
، في الفجر،
و رحل.
صاحب الكافتيريا كان يقول لنفسه:
"عامل جيد رغم كبر سنه"
و هو يتأمل براعته
في غسيل البلاط.
ماء كثير
رغوة صابون وفيرة
(كالزَّبد تمامًا)
ثم يطوِّح
، في الهواء،
قطعة من شِوال قديم

و يسحبها بخفة.
لا أسماك
لكن مناديل ورقية و أعقاب سجائر
و ربما
، قبل أن ينتهي العمر،
تخرج الشبكة بخاتم صغير.

* * *

فمي

الذي لكمه أبي و أمي و المدرسون و الأطفال. الذي أخجل، حين أفتحه، من تشوّه أسناني. الذي مل من الأكل و البصق و الضحكات. الذي، كإناء، يتلقى دموعي. الذي لم يقبّل امرأة، في تاريخه، أبدًا. الذي حين ينطق كلمة، تجيء في غير موضعها.

_________________
ديوان - ديوان أنا خائف,جمال كافر,قبور واسعة pdf لعماد أبو صالح,شعر عماد أبو صالح Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان - ديوان أنا خائف,جمال كافر,قبور واسعة pdf لعماد أبو صالح,شعر عماد أبو صالح 15781612
ديوان - ديوان أنا خائف,جمال كافر,قبور واسعة pdf لعماد أبو صالح,شعر عماد أبو صالح Icon_minitime 2013-01-01, 4:10 pm
جمال كافر

عماد أبو صالح
(مصر)

طلعتُ شاعراً

عماد أبو صالحعلبة سلمون.. كوبي
ولحافي شِوال قديم.

دوبارة رباط جزمتي
وحبيبتي كلبة الجيران.

الناموس فراشات دارنا
نجفة السقف عنكبوتة
حفلة السواريه صوت صرصار.
شجرة الصفصاف شمسية
شاطئ الترعة البلاج
وسحابة آيس كريم.

عمي بنْته البلهارسيا
أمي ملكة شعب الدجاج
أبي
، آه من أبي،
ربّاني
بكل خبرته
في تربية البهائم.

صباح الخير

صباح الخير
على ذبول عينيكِ
صباح الخير
على عريشة شعرك.
على نقطة العسل
السائلة فوق المخدة
من فمك.
على الدبدوب الكسلان في حضنك.
على الحمامتين المحبوستين
اللتين تنقران شبابيك الدانتيلا
في حمالة صدرك.
على الملك المستبد
الذي فشلت طعنات ليلة أمس
في زحزحته
عن عرش جسدك.

صباح الخير
على الملابس المتسخة
في سلة غسيلك.
على بقايا طعام العشاء
في صحون مطبخك.
على الفنجان
الذي يحبس أنفاس القهوة
لتبقى ساخنة
في انتظار قبلتك.
على التراب العالق بنعل جزمتك.

صباح الخير
، كرامة لخاطرك،
على كحة أبيكِ
وروماتيزم ركبتي أمك.

صباح الخير
على العصافير المختبئة
من أصوات الرصاص
في شرفتك.
على ذبابة وجه
ابن بواب عمارتك.
على كلب جيرانك
وزبّال شارعك.

أحبك

ضد الصفيح.
ضد البلاستيك.
ضد السندويتشات.
ضد الدمعة، والكمبيوتر, وضد نقطة الدم.

ضد الأنفلونزا.
ضد حصص الكيميا.
ضد الإسفلت.
ضد شكمانات العربات.

ضد رغبة أمك.
ضد العالم والزمن.
ضدك أنتِ نفسك.
أنا خجلان من أن أقول:
"ضد إرادة الله
الذي شاء أن تكوني
لواحد غيري".

أول قبلة

وقفت ويداي جانبي
مثل تلميذ مذنب
جندي أمام قائده
شيخ في صلاة.
أنت التي وضعت شفتيك
فوق شفتيّ
أنت التي انتزعتيهما
قبل أن تتشبث بهما شفتاي
وأنت التي أضاء وجهك
بالنور كله.

لم أرتعش
ولم أبتسم
كميت.

مع أنه حتى الموتى
تضئ وجوههم
بابتسامات خفيفة.

عيد ميلادك

في يوم مثل هذا
جلست الحياة وحيدة.
وضعت يدها علي خدها
وبكت بحرقة:
"آه يا ربي
الناس كلهم يكرهونني
آه يا ربي
لماذا تركتني مظلمة بهذا الشكل
آه يا ربي
أنا نفسي لم أعد أرى الفرق
بين الخير والشر
آه يار..."

ربّنا لما سمعها من سمائه
قال لها:
"إخرسي
كفى ولولة
أنت التي خرّبت نفسك بيدك
ورغم أنني لم أعد أثق فيكِ
سأرسل لك اليوم
بنتاً جميلة
تنير الطريق أمامك
لكن إياكِ إياكِ
أن تنام ليلة واحدة
وعلى مخدتها دمعة".
"هاتها يا رب هاتها
، قالت له الحياة،
سأضعها في عينيّ
توصيني على بنتي؟!".

الحياة
الفاجرة
كانت تكذب على الله
وهو الذي يعرف
متى شرب العصفور
وماذا أكلت النملة
كان يعلم ذلك
لكنه
أراد أن يرسل لها رسولة أخيرة
لئلا يكون لها أي حجة
حين يقذفها
،يوم القيامة،
في الجحيم.

عيد ميلاد أمي

هل قال أبي لأمي
، ولو مرة واحدة،
"كل سنة وأنت طيبة؟".
إطلاقاً.
ولا هي نفسها
كانت تعرف يوم مولدها.
كأنها لم تكن
، في أي يوم،
طفلة.
كأنها مخلوقة هكذا:
حافية
بملابس سوداء
وبين وقت وآخر
تهرش شعرها الأبيض
بيديها الملطختين بالطين
كأنها تصبغه.
الشيء الذي ظل يذكره
هو يوم موتها.
كأن الموت
هو الدليل الوحيد
على أنها كانت حية
، في يوم ما،
في الحياة.

لن أنسى منظره
وهو يمد أصابعه المشققة
ويغلق عينيها
بغلظة
كأنه يفقأهما.
عيد ميلاد
و Happy birth day to you
ووردة؟

إنه حتى لم يفكر
أن يهديها حزمة عشب
من التي يحملها
، كل صباح،
لبقرته.

مع أنه كان يقيم حفلة
، كل ربيع،
للطيور.
يحرث الأرض
يغطيها بالماء
ويبذر البذور
، من حِجر جلبابه،
مثل شِيف محترف
يرش المكسرات
على تورتة كبيرة.

يدكِ

أحب يدك.
صديقة الأواني والأكواب والملاعق
الناعمة
من دهان السمن في الطاسات
الدافئة
من لسعات الطواجن
الراقصة البارعة مع السكين.
ملكة المطبخ.

أحب يدك.
يدك التي لا تكتب
ولا تعزف
ولا ترسم
يدك التي بلا قبلة ولا وردة
بلا مانيكير
ولا خواتم.
أحبها تحديداً
لهذا الوسخ الخفيف
تحت الأظافر.

شِرش الجزر
مغرفة الأرز
صحن القطة
منفضة المخدات
فرشاة البلاط
لوفة ظهري
بطة طشت الغسيل.

وأنا أمشي معك
أمسك بها بقوة
أعرف أنك ستطعمينها
، دون تردد،
لطفل جائع.

شَعرك

لماذا تحبسين شعرك
في هذا القيد
أيتها السجانة الجميلة؟
من أين شربت يداكِ
كل هذا الحنان القاسي؟

أمك؟
سامح الله أمك.

أنا حزين لهذه الأرملة الصغيرة
التي كانت تربط كل شيء بإحكام
حتى لايخطفه الموت منها
مرة ثانية.
كانت فاهمة خطأ
أمك هذه.

على العكس.

بأي شيء يمكن أن نقتل الموت
سوى بطلقة من رشّاش ضحكاتك
بأي شيء سنهزمه
سوى أن نترك شعرك
، هذه الخيول السوداء،
تفر منه على راحتها؟

في يوم
وأمك نائمة تخنق الأحلام
سأصعد شجرة إلى شرفة بيتك
وأفكّه لكِ
بأصابعي النحيلة.

سنبتسم
،أنا وأنتِ،
لوردة
تلفظ أنفاسها في المزهرية
سنرد إليها الحياة
ونزرعها فيه.

لنجمة
ستصنع منه ليلاً صغيراً
بعد أن طردتها أخواتها من السماء
لأنها تضيء بطريقة مختلفة.
لمشط
يكز على أسنانه
، على الكوميدينو،
لئلا يصرخ من الفرح
ويفضحنا.

للهواء
الذي دفع الباب
ودخل دون استئذان
ليرقص معه
، على مسرح كتفيك،
رقصة
الحرية.

عيناكِ

كلام مضحك جداً
هذا الذي يقوله الشعراء
في العيون.

لو كانتا طبقي عسل
سيعيش الذباب فيهما.
لو نافذتان من الليل
سترشحان دموع الأطفال
المرعوبين من الأشباح
في الظلام.
لو بحيرتان زرقاوان
ستعوم فيهما جثث الغرقى
ويفقؤهما الصيادون بصنانيرهم.
لو شجيرتان خضراوان
سيتعشى بهما خروف صغير.

هكذا يمكن لأي شاعر مبتدئ
، اليوم،
مسخرة هذه الرومانسية الزاعقة.

أنتِ عيناك قاذفتا قنابل
ورموشهما متاريس.

حاربي لأجلنا
اصطادي بهما اللصوص والقتلة
وأقيمي العدل في العالم.

ما عاد يجب أن نخجل
، نحن الرجال،
من أن نختبئ خلف امرأة.

حفلة

سنمد أيدينا
، أنا وأنتِ،
ونقطف تورتة القمر
وبنبون النجوم
ونصنع للفقراء حفلة صغيرة.

خائفة من الله؟
أنا سأكلمه:
"يا رب
نسرق من سمائك
لنطعم خلقك الجوعى
ليشبعوا ويشكروا اسمك
لئلا يكسب الشيطان
ما تبقى هنا
، من مشروعك،
على الأرض".
لقمة وراء لقمة
يتحول الصراخ إلى ضحكات
الشتائم إلى أغاني
وكل بصقة لقُبلة.

بلعوا النجوم سليمة
من شدة الجوع
أضاءت في أمعائهم
وأصبحوا كائنات من نور.

نقول لهم:
"لا تتزاحموا
الليل طويل أمامنا
والسماء مرصعة بالنجوم
كُلوا مع بعضكم".

القطط المشردة
نامت
في حضن الكلاب الضالة
بطونها الممتلئة
مخدات طرية
أراح عليها العجائز
رؤوسهم
بعد الليالي الطويلة
على بلاط الأرصفة.

نضحك من طفل يقول لنا:
"ملابسي ممزقة
اغزلا لي قميصاً
من خيوط الشمس".
هذا العسكري هناك
هل أتى ليصرفهم
هل سيطلق الرصاص؟

لا.
لا.
ما عادوا يخافونه
صفّقوا فأجبروا جسده
، رغماً عنه،
على الرقص معهم.

كلما يرفع سلاحه
، وهو يكاد يبكي،
ليسترد هيبته
يتحرك في يده
، كعصا مايسترو،
ويضبط الإيقاع.

معركة

لم أيأس
إنها مسألة وقت.

أدرس نقط الضعف
في حصونك
وأعد خطتي.
في يوم قريب
سأفتحك
مثل فارس قديم
يفتح مدينة مهزومة.
سأرشق فيك رايتي
وسط هتاف الجماهير
في صالة ديسكو
من كاسيت
جنب سريري.

آن لها أن تفرح
كل الشعوب المقهورة
التي اشتاقت طويلاً
إلى النصر.

جزمتي

ها أنا أتحرك
، بكل حريتي،
في قلبك
وأنا لابس جزمتي.
أشرب فيه القهوة
وأدخن سجائري

لا
حرام
لن أطفئها في جدرانه.

أف ف ف ف
ما كل هذا البرد
هذه العتمة
هذا الخلاء الواسع
كل هذه الكراكيب؟

جزمتك

آه
لو انك قلت لي
أنك تتحركين في قلبي
تفركين لحمه
بكعبي جزمتك
وتغرزين دبابيس شعرك
في جدرانه

كنت أولّع في ملابسي
من الفرح.
كنت أجري حافياً في الشوراع
وآخذ العربات بالحضن.
كنت أقطع شرياني
وأكتب اسمك
، بدمي،
على الحيطان.
كنت أقتحم قسم شرطة
وأصفع العساكر على قفاهم
وأطيّر كل فلوسي
في الهواء.

يوم الغسيل

ستكونين لابسةً
قميصاً فوق ركبتيكِ
حمّالته واقعة، طبعا،
على كتفك الأيسر
ومنحنية تغسلين البلاط.
أما أنا فستنزلق قدمي
على عتبة الشقة
وينفرط كيس الرمان
من يديّ.

لابد أن مسماراً في الباب
سيخلع قميصي
ولابد أنك ستسقطين فوقي
وأنت تمدين يدك لترفعيني.

وحين أقوم بعد فترة
دائخاً قليلاً
ووجهي موسخ بالماء والصابون
ستكونين نائمة فوق ظهرك
شعرك عائم في الماء
وعيناك مغمضتان
وقميصك
، وردة برائحتك،
مكوّر جوارك.

سأحذر أن أفقأ القبلات الطافية
بقدميّ
وسأبتسم لكِ
وأنت ترمين نهديكِ
في صفيحة الماء
وتضعين مكانهما رمانتين
للمرة القادمة.

عارية

أريدك عارية.
عارية
تماماً.
لا كما ولدتكِ أمك
أنا أكره منظر الدم.
أريدك مثل حواء
وهي تتنزه
على نهر العسل
في الجنة
والورود الحمراء تلون بشرتها.
عارية
أمام آدم
والملائكة
والشيطان.

لا أحب الملابس
التي تحرم مسام جلدك
من أن ترضع النور.
التي تشرب
، وحدها،
عَرقك.
سجون القماش
التي تذل الأصابع
حين نفك الأزرار.

تحركي في الليل
بين الصالة والمطبخ
وفزّعي العتمة.
اصنعي لنا صباحاً خاصاً
واجلسي أمامي
إلى المائدة
لنتناول الفطور.
لا تنهري نهديك
حين يفطران معكِ
من طبق المربّي
أنا سألحسهما لكِ
مثل كلب صغير.

سأشربك قبل النوم
يا رطل حليب حي.
سأمص دمك
يا رمانة دون بذرة واحدة.
سآكل منك بالملعقة
يا تورتة بزبيبتين اثنتين.
سأقطّع لحمك بأسناني
أخرط عليك البصل
أتبّلك بالفلفل
وأطبخك في لعابي
وألتهمك على العشاء.
سأحبسك في دولاب الملابس.
سأعلقك
، من شعرك،
مكان النجفة.
سأكسّر ضلوعك بحضني.
سأكتم أنفاسك بقبلاتي.
سأخنق رقبتك بيديّ
لئلا تضيعي مني
ثم أنهنه جوارك
كدراكولا مسكين.

أنا كلبك

أنا كلبك.
أهز ذيلي لو تدللينني
أدلّي أذنيّ
حين تغضبين مني
آكل البقايا
من طبقك
وألحس جزمتك بلساني.
أنا كلبك.
حين أدخلك
لا يمكن لأحد أن يفصلنا
سوى بضربات العصيّ
والأحجار.

كلبك.
أرقد على البلاط
وأحرس سريرك
لئلا يقلق نومك
حلم
أو قطة
ملاك
أو شيطان.

كلبك
لأمزق لصوص حبنا بأنيابي.

أنت مجرمة حرب

دم
دم
دم دم دم.

أخاف الأحمر
الشمس في المغيب
الصلصة في طبقي
روج شفتيكِ
وحمرة خدود الأطفال.
أنا مجرم حرب
، يا حبيبتي،
وأنت مجرمة حرب.
لأننا فشلنا أن نعلم القتلة
الفرق بين القبلة
والقنبلة
بين جناح الطائر
وجناح الطائرة
بين كمنجة على كتف عازف
ومدفع على كتف جندي
نجمة تضيء السماء
ونجمة على صدر جنرال.

لأننا خفنا
أن نضع كفوفنا
فوق فم دبابة
لنصد الطلقات.

حب جبان

حبنا ضعيف يا حبيبتي.
جبان
ومهزوز
وهش.

يمكن ليد طفل أن تكسره.

أنا فشلت أن ألضم لكِ النجوم
في خيط الفجر
وأعلّقها حول رقبتك
وأنت لم تقدمي لي القمر
فطيرة
على العشاء.

كنت أريد أن أقبّلك
فتتوقف الطلقات
في حلوق البنادق.
أن تحضنيني
فيتعرقل جنزير دبابة
في وردة.

حب عظيم

نسخر من مشاكل العشاق.

خلافاتهم تافهة
ينفصلون بعدها إلى الأبد
أو يتصالحون
بوردة
أو تورتة.

لسنا كأي عاشقين
، يا كلبة روحي،
وحبنا لا يشبه أي حب.

نكون
، أنا وأنتِ،
عاريين تحت الماء
في الحمام.
فجأة
، دون أي مقدمات،
تشرّحين وجهي بموس الحلاقة
وأنا
، دون غضب أو ألم،
ألوي شعرك على يدي
وأخبط أسنانك
في حافة الحوض.

بعدها
نحضن بعضنا بحنان
ونمص دم شفاهنا
في قبلة طويلة.

مجرم، ومدمر، وعنيد
هكذا نربي حبنا
، كل صباح،
يا صرصار وحدتي.
وحش بمخالب وأنياب
يأكل كوارث العالم
ويُحلّي بمرارة الزمن.

شكراً للحرب

حين تخاصمينني
تخرج الحرب من الشاشة
وتصلح بيننا.
تملأ صحوننا الفارغة
بطعام العشاء:
كوارع ساخنة بجِزمها
سُجق أصابع طازجة
شفاه عشاق مقصوصة بالقبلات
للتحلية.

تزحف قذيفة سليمة
تعرف شوقك للأمومة
وتنام
، كطفل وديع،
في سريرنا.

النار تمد ألسنتها
تأكل ملابسك
وترميك عارية في حضني.

شكراً للحرب.
للعبوات الناسفة لخلافاتنا.
لكونشرتو الانفجارات.
لورد الدم.
لفازات الجماجم.
لبارفان لحم البشر المشويّ.

أكثر
أكثر
التصقي بحضني أكثر.

أنا عشت عمري كله
في انتظار هذا الحضن.

دم الحرب عسل

تقول خوذة:
"أنا إصيص زهور".

تقول دبابة:
"أنا إوزة
لي عنق طويل
وعجلاتي بيضي".

تقول رصاصة:
"لي سن مدببة
لو غمسني الجندي
في بقعة دم
سيرسم لوحة
ويصبح فناناً".

تقول طائرة:
"آه
حين أمر فوق شجرة
أريد أن أكسّر الأوامر
وأنام في عش
مع العصافير".

تقول بندقية:
"لو تقلبونني علي فمي
أصلح عكازاً للعجائز".

يقول خندق:
"أمطري يا سماء
لأتحول نهراً".

تقول أكياس الرمل:
"أنا مشروع بيت صغير".

نقول لجثة:
"لاتحزني يا أختي
لن نتركك للدود
طلبة الطب سيشرّحونك
ويعالجون آلام المرضى
أنت أيضاً لك دور
في رد الروح
للحياة".

تقول عربة مصفّحة:
"لا تكونوا عنصريين
ألأن لونها أبيض
تفضّلون عربات الإسعاف
في نقل الجرحى؟".

تخجل الحرب من نفسها وتقول:
أنا
، أصلاً،
كنت الحب
دققوا جيداً في حروفي.
الكراهية
قطعت
جسمي.

اكتبوني بدون راء".

أنا بلطجي جمالك

كيف تجرأ العالم وأفزعكِ
مع أنك كنت جالسة
لابكِ ولا عليكِ
تفكرين في طريقة تحول الجبال
إلى آيس كريم للأطفال.

السكّير.
القواد.
الجثة.
أنا أكتم أنفي وأنا أتكلم عليه
الذي يتجشأ لصوصاً وقتلة
وهو يفطر كُفْتة
من قلوب أبنائه
ويبلّع ببراميل الدم.

سأنتف له شاربه.
سأعلّقه من مؤخرته.
سأخرق جلده بشنيور كهربائي
وأعطيه لأمي
لتغربل فيه.
سألعب معك بنج بونج
بإحدى عينيه.

ناوليني
، بسرعة،
سكّينة المطبخ
وأنا أقلّم لك أظافره
ثم أجرّه ليقبل قدميكِ.

اركليه
، بكل قوتك،
في فمه
إنه يوسخ جزمتكِ بلعابه.

تُفزع حبيبتي يابن العاهرة؟
رُحْ فزّعْ مومساتك اللاتي تسرّحهن.

لو سمحت يا حبيبتي
لا تترجيني لأجله
إنه يمثل عليك بدموعه.
أنا أعرف كيف أتصرف مع أمثاله
اتركي يدي
وخبئي أنت عينيكِ
لابد أن أمرر رصاصة
بين أذنيه.

آه لو كان

تعالي معي.
سنودع هذا الماخور الكبير
الذي اسمه العالم
ونعيش وسط الغيطان
في دارنا.

يشرب الحمام من فمك
وينعس كلب صغير
في حجرك
ولاتفرق معزة رضيعة
بين صدر أمها وصدرك.

أعنف ضجيج هناك
صوت قبقاب أبي
وهو يتوضأ في الفجر.
أكبر فشل
أن تحرقي رغيفاً في فرن أمي.
أخطر جريمة
أن يسرق طفل
بيض الدجاج
من سطوح الجيران.

آه.
لكن لا الضحكة ضحكة، ولا البرتقالة برتقالة،
ولا العصافير العصافير.
النجوم وسخة، والشجرة ليست شجرة, والسماء غير السماء.
الزمن لم يعد الزمن
وأنا نفسي لم أعد أنا.

أنتِ بنتي

أنا واثق أنني سأقابلكِ
في آخر عمري.
سيكون ذلك صدفة
في أحد الشوارع.
سأكون أنا بلحية طويلة بيضاء
وعكّازي يرتعش في يدي.
أما أنتِ فستكونين
كما أنتِ الآن:
فمك صغير
لدرجة أن ملعقتك
تدخل فيه بصعوبة.
عيناكِ طبقا عسل
يفطر الأطفال الفقراء نظراتهما.
شعرك ليل من فحم
لا تضيئه نجمة
ولا شعرة شائبة
ولا شمعة.

لابد أنك ستقتربين مني
تسندينني من ذراعي وتقولين:
"إلى أين أنت ذاهب يا جدي؟"
ثم تساعدينني على المرور
بين العربات.

وقتها
سأضغط
، بخفة،
على يدك.
أنظر لك بعينيّ المضعضعتين
وأقول:
"آه يا بنتي
أنت تشبهين
، بالضبط،
بنتاً
كنت أحبها بجنون
في الماضي".

آدم وحواء

ستكونين معي وسط العشاق في حديقة.
يدك في يدي، ورأسك على كتفي.
ننعس قليلاً ونصحو، فلا نجد أحداً حولنا.
أين العصافير والورد، العربات، اللصوص والجوعي؟
أين الكلاب والقطط، البيوت والشوراع، القتلة؟
أين راحت الحياة؟

لا شيء سوى الفراغ، وصدى صوتنا.
نتعب من المشي.فجأة تنبت شجرة نستريح تحتها.
تتفجر عين ماء،أسقيكِ بكفي منها.

شيئاً فشيئاً نفهم أن الناس صعدوا، ليحاسبهم الله في السماء.
أنا وأنت، يا حبيبتي, وحيدان هنا علي الأرض.

لابد أن الملائكة ستبتسم لنا من الأعالي وتقول:
"والنبي يا رب
امنح البشرية
فرصة ثانية".

***


_________________
ديوان - ديوان أنا خائف,جمال كافر,قبور واسعة pdf لعماد أبو صالح,شعر عماد أبو صالح Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أنا خائف,جمال كافر,قبور واسعة pdf لعماد أبو صالح,شعر عماد أبو صالح

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» عماد أبو صالح,كلب ينبح ليقتل الوقت,مهندس العالم,قصائد وشعر عماد أبو صالح,ديوان عماد ابو صالح pdf
» ديوان كان نائما حين قامت الثورة pdf ,شعر عماد أبو صالح
» تقاعد زير نساء عجوز,شعر وقصائد عماد فؤاد,ديوان عماد فؤاد pdf
» صيد الفراشات,قصائد وشعر محمد صالح,الوطن الجمر,ديوان محمّد صالح pdf
» صالح جودت.. بين غواية الحِسّ وعروبية النَّفَس,شعر صالح جودت,ديوان صالح جودت pdf

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا