® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11555 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر :   2013-01-13, 8:43 am | | الحب كلب في الجحيم
قصائد من تشارلز بوكوفسكي
تشارلز بوكوفسكي، روائي وشاعر أمريكي، ولد في 16 أغسطس 1920 في آندرناخ (ألمانيا) . توفي في 9 مارس/آذار 1994 عن عمر يناهز الثالثة والسبعين في سان بدرو (كاليفورنيا) .
حينما بلغ الثانية من عمره، قرر والداه الهجرة إلى لوس أنجلوس لتحقيق ثروة كبيرة، غير أن الأزمة الاقتصادية التي حلت على الولايات الأمريكية وقتذالك أدت بالعائلة إلى حالة من الفقر المدقع .
في عام ،1929 اكتشف بوكوفسكي الكحول من أحد رفاق مدرسته، بالدي، اذ كان والده الجراح السابق، المدمن، يمتلك مخزناً منه . وفي السادسة عشرة من عمره، غطت البثور جانباً من جسده، ما أدى به إلى الانقطاع عن الدراسة خلال أشهر للذهاب إلى المشفى للعلاج: يرى إلى نفسه كمسخ .
بدأ يشرب بلا انقطاع منذ السابعة عشرة من عمره .
غادر منزل العائلة، وأقام في غرف النزل والشقق البائسة، موزعاً وقته بين الكتابة والشراب .
بين الحادية والعشرين والسادسة والعشرين من عمره، راح يرتحل بين المدن: لا نوفيل-أورليانز، ال باسو، سان فرانسسكو، سان لويس، نيويورك، أطلانطا وفيلادلفيا حيث اعتقله ال”إف . بي . آي” . بعد إطلاق سراحه، رجع إلى لوس أنجلوس، واستقر فيها نهائياً .
ولم يكتب حرفاً واحداً طوال عشر سنوات .
لكي يحيا، عمل في بعض المهن البسيطة، كبائع وحارس ليلي وكاتب محكمة، التي سرعان ما كان يطرد منها .
حينما كان يجلس إلى آلته الكاتبة، كان معه ما يكفيه من شراب ومذياع يبث موسيقا كلاسيكية .
في الأربعين من عمره، أصدر أول دواوينه الشعرية “زهرة، قبضة ونواح” .
ظل يعمل موظف بريد لأحد عشر عاماً، حتى استقال من هذه الوظيفة في 2 يناير/كانون الثاني ،1970 وهو في سن التاسعة والأربعين، لكي يكرس وقته للكتابة، التي رأى أنه لا يمكن أن يحيا من دونها .
عاش بوكوفسكي طوال حياته هامشياً . وحتى بعد أن ذاعت شهرته، رفض الاندماج في العالم الأدبي، الذي وجده مثيراً للملل ومدعياً .
تم النظر اليه بوصفه كاتباً من “جيل البيت” َُىُّفْمَما ُّفم، بيد أنه لم ينتم أبداً إلى هذه الحركة، ولا إلى أي حركة أخرى .
تم تحقيق كتابه، “حكايات الجنون المألوف”، في السينما على يدي ماركو فيريري، بالعنوان نفسه . لم يحب بوكوفسكي الفيلم، وانتقده نقداً لاذعاً، على اعتبار أن فكره لم ينقل بصورة طيبة وأمينة إلى هذا الفيلم، وفي عام ،1987 كتب السيناريو لفيلم “زائر الحانات” الذي يحكي جانباً مهماً من حياته، ويعد هذا الفيلم أفضل من سابقه . كان معجباً به للغاية . سرد حكاية هذا الفيلم في كتابه “هوليوود” .
على وجه العموم، كتاباته أوتوبيوغرافية . يتكلم عن إدمانه، عن هواجسه، عن شروده، عن كراهيته للمجتمع، عن سباقات الخيول، عن النساء، عن اليأس، وكذا عبثية الجنون التي لاحظها في حياته اليومية .
رؤيته للحياة غير ملتزمة، بلا أوهام، بلا سذاجة، بلا ادعاء .
وحيداً في العالم
اللحم يكسو العظام
وبداخله مخ
وأحياناً روح،
والنساء يقذفن
المزهريات قبالة الحوائط
والرجال يشربون كثيراً
كثيراً للغاية
ولا يجد أحد
مثيله
غير أن الجميع يحمل
أملاً
يزحف من فراش
الى آخر .
اللحم يكسو
العظام
واللحم يبحث عن
شيء أغلى
من اللحم .
*
لا توجد
أي تحية:
نحن جميعاً
خاضعون
إلى مصير فريد .
*
لا يجد أحد
مثيله .
*
المدينة تمتلئ بالوسخ
المزابل تمتلئ
الملاجئ تمتلئ
المشافي تمتلئ
المقابر تمتلئ
إنها الأماكن الوحيدة
التي تمتلئ .
(الحب كلب في الجحيم، 1977)
هذا المساء
“قصائدك عن الفتيات سوف تقرأ
بعد خمسين عاماً من الآن
حينما تموت الفتيات”،
قال لي ناشري عبر الهاتف .
*
عزيزي الناشر
يقال إن الفتيات
مُتن منذ فترة .
*
أعرف ما تريد أن تقوله .
*
ولكن أعطني امرأة حقيقية من لحم
ودم هذا المساء
تنزلق نحوي على الأرضية .
*
ويمكن لك أن تحتفظ بكل قصائدي .
*
الجيدة
السيئة
*
أو كل ما سوف أكتبه
من الآن فصاعداً .
*
أعرف ما تريد أن تقوله
هل تعرف ما أريد أن أقوله؟
(الحب كلب في الجحيم، 1977)
بوب ديلان
هذان الشابان
في “الردب” قبالة مسكني
يديران بوب ديلان
ليلاً ونهاراً
من مسجلتهم
*
يرفعان صوت مسجلتهم
الى أعلى درجة،
والمسجلة
من طراز رفيع .
*
الجيران جميعهم
يسمعون بوب ديلان
مجاناً
*
وكنت أسمعه أكثر من غيري
مجاناً عن الجميع
لأنني أسكن في “الردب”
بالضبط قبالتهم .
*
أحياناً أراهم
في الخارج على الطوار
شابين يانعين ونظيفين للغاية
وقتما يخرجان كي يشتريا
الطعام
والورق صحي .
*
يكونان الزوجين
الأكثر لطفاً
بين الجيران .
العصفور الأزرق
في قلبي عصفور أزرق
يريد الخروج
غير أنني قاس عليه،
قلت له، لا أريد
أن
يراك أحد .
*
في قلبي عصفور أزرق
يريد الخروج
غير أنني أسكب الكحول عليه وأشد
نفحة من سيجارتي
وقارعو الطبل والندل
وعمال محل البقالة
لا يعرفون
أنه
هنا .
*
في قلبي عصفور أزرق
يريد الخروج
غير أنني قاس عليه،
قلت له،
كن هادئاً، هل تريد أن توقعني
في ورطة؟
هل تريد أن تفقدني
عملي؟
هل تريد أن تهبط مبيعات كتبي
في أوروبا؟
*
في قلبي عصفور أزرق
يريد الخروج
غير أنني خبيث للغاية، لا أدعه يخرج
الا من وقت إلى آخر خلال الليل
حينما ينام الجميع
قلت له، أعرف أنك هنا،
اذاً لا تكن
حزيناً .
*
ثم أعيده إلى مكانه،
غير أنه يغني قليلاً
في الداخل، لا أتركه على أي حال
يموت
ننام معاً
هكذا
مرتبطين
بميثاقنا السري
وكم هو جميل
لكي
يثير بكاء رجل، ولكنني
لا أبكي،
وأنتم؟
(قصائد ليلة الأرض الأخيرة، 1992)
القلب الضاحك
حياتك هي حياتك
لا تترك نفسك
ترقب الفرصة
هناك مخارج
هناك نور في مكان ما
ربما يكون هناك شيء من النور
بيد أنه يغلب العتمة
ترقب الفرصة
ستمنحك الآلهة فرصاً
اعرفها
امسكها
لا يمكنك أن تغلب الموت
وإنما من الممكن معاركته في الحياة
ودوماً ستعرف أن تحققه
في الغالب هناك نور .
حياتك هي حياتك .
أعرفها مبكراً .
أنت رائع .
الآلهة تنتظر هذا النور بداخلك .
(الرهان على آلهة الشعر، شعر وقصص، 1996)
نصيحة ودية لثلة من الشباب
اذهبوا إلى التيبت .
امتطوا الجمال .
اقرأوا الكتاب المقدس .
ادهنوا أحذيتكم بالأزرق .
دعوا ذقونكم تطول .
لفوا حول العالم على متن زورق .
اشتركوا في ستاردي افيننغ بوست .
لا تمضغوا إلا على الجانب الأيسر من الفم .
تزوجوا من ذات ساق واحدة واحلقوا بشفرة فأس .
واحفروا اسمكم على ذراعكم .
نظفوا أسنانكم بالوقود .
ناموا طوال النهار وتسلقوا الأشجار أناء الليل .
اجعلوا من أنفسكم رهباناً واحتسوا الخردق والكحول .
ضعوا رؤوسكم تحت الماء واعزفوا على الكمان .
هزوا وسطكم أمام شموع وردية .
اقتلوا كلبكم .
قدموا أنفسكم على كونكم العمدة .
عيشوا في برميل .
شقوا رؤوسكم بالفأس .
افلحوا التيوليب تحت المطر .
ولكن لا تنظموا القصائد .
(مع المعذبين، 2000)
الموت فخور نحيف
أرى إلى عجائز متقاعدين
في المتاجر الكبرى، نحيفين
وفخورين وعلى وشك الموت
يموتون جوعاً وهم وقوفاً ولا ينبسون
ببنت شفة .
قبل فترة طويلة، من بين أكاذيب أخرى،
علموهم أن الصمت علامة
الشجاعة . الآن، بعد حياة عملية،
التضخم أوقعهم في الشرك . يتطلعون حولهم
يسرقون حبة عنب
يمضغونها . أخيراً، يشترون شيئاً
بسيطاً، يماثل ما يقبضونه كل يوم .
أكذوبة أخرى علموها لهم:
لا تسرق .
يفضلون الموت جوعاً على السرقة
(حبة عنب لن تنقذهم)
وفي غرفهم الصغيرة
أمام اعلانات الطعام
سيموتون جوعاً
ينفجرون بلا ضجة
يخرجون من شققهم المفروشة
بواسطة شبان بيض ذوي شعور طويلة
سيلقون بهم إلى الشاحنات،
سينطلقون،
هؤلاء
الشباب
ذوو الأعين الجميلة
يفكرون في لاس فيغاس والنساء
والنصر .
في نظام الأشياء: لكل واحد
مذاق الجنة
قبل الجحيم .
(مع المعذبين، 2000)
اعتراف
منتظراً الموت
كقط
سيقفز على
الفراش .
أنا حزين للغاية
لأجل زوجي .
سترى إلى هذا
الجسد
المتيبس
الأبيض .
ستهزه مرة واحدة،
ربما مرتين:
“هانك!”
لن يجيب هانك
أبداً!
ليس موتي
ما يضجرني، وإنما زوجي
وحيدة
مع هذا العمود،
عمود
النيون .
أريد
أن تعرف
مع ذلك
أن جميع الليالي
التي أمضيتها نائماً
الى جانبها .
وحتى المشاجرات
التافهة
كانت
دائماً
لا معة
والكلمات
الصعبة
التي خفت دوماً من
نطقها
أستطيع حالياً قولها:
أحبك .
(مع المعذبين، 2000)
عبقرية الجموع
هناك كثير من الحزن، الحقد، العنف،
والعبث في النفس البشرية البسيطة
كي تزود في أي لحظة أي جيش .
*
والموهوبون للغاية في القتل هم الذين ينصحون بضده .
والموهوبون للغاية في الحقد هم من يوصون بالحب .
والموهوبون للغاية في الحرب هم أخيراً من ينادون
بالسلام .
*
من يبشرون بالرب، هم في حاجة إلى الرب .
من ينادون بالسلام لا يتوصلون إلى السلام .
من ينادون بالسلام لا يحصلون على الحب .
*
احذروا الواعظين،
احذروا العلماء .
*
احذروا من يمضون
وقتهم في قراءة الكتب .
*
احذروا الذين يحتقرون الفقر
الذين يفتخرون به .
*
احذروا الذين يمدحون بسهولة،
لأنهم في حاجة إلى رد المديح .
احذروا من الذين يراقبون بسهولة:
يخشون من الذين لا يعرفون .
*
احذروا من الذين يبحثون دوماً عن الجموع،
لأنهم لا يساوون شيئاً بمفردهم .
احذروا الرجل البسيط،
المرأة البسيطة .
احذروا حبهما .
*
حبهما بسيط، يبحث عن الكفاف .
غير أن عبقرية في حقدهما .
هناك كثير من العبقرية في
حقدهما لقتلكم .
لقتل أي إنسان .
*
لا يبتغيان العزلة،
لا يفهمان العزلة،
يحاولان تدمير
كل من يختلف عنهما .
*
عاجزين عن ابداع الفن،
لا يفهمان الفن .
*
لا يريان في فشلهما
كمبدعين
الا فشل العالم .
*
عاجزين عن الحب بلا تحفظ،
يعتقدان بحبكم الناقص،
لذلك يكرهانكم .
*
وحقدهما كامل،
كماسة براقة،
كسكين،
كجبل،
كنمر،
كعشبة شوكران .
*
فنهما الأكثر جمالاً .
باريس
لم أحلم
حتى في الأوقات الأكثر هدوءاً
التي لم تحدث
بأن أقود دراجة عبر
هذه المدينة
معتمراً قبعة
*
وكامو
دوماً
يضجرني .
_________________  حسن بلم | |
| |
