آخر المساهمات
2024-05-04, 8:54 am
2024-05-04, 8:53 am
2024-05-04, 8:49 am
2024-04-28, 10:02 pm
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-02, 5:16 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

شعر وقصائد سيلفيا بلاث,ديوان سيلفيا بلاث ترجمة جمانة حداد pdf ,جميع كتب Sylvia Plath

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : شعر وقصائد سيلفيا بلاث,ديوان سيلفيا بلاث ترجمة جمانة حداد pdf ,جميع كتب Sylvia Plath 15781612
شعر وقصائد سيلفيا بلاث,ديوان سيلفيا بلاث ترجمة جمانة حداد pdf ,جميع كتب Sylvia Plath Icon_minitime 2014-04-21, 9:22 am
شعر سيلفيا بلاث ترجمة جمانة حداد
شعر وقصائد سيلفيا بلاث,ديوان سيلفيا بلاث ترجمة جمانة حداد pdf ,جميع كتب Sylvia Plath The_Bell_Jar_Faber_6619

قصائد سيلفيا بلاث

الحافة

ترجمة
جمانة حداد


Sylvia Plath & Ted Hughesأدركت المرأة كمالها أخيرا.
جسدها الميت
يحمل ابتسامة التحقّق.
وهم قدر إغريقي
ينساب بين طيّات ثوبها.
قدماها العاريتان كأنهما تقولان:
كثيرا مشينا. كفى.
على صدرها طفلان ميتان
مقمّطان
حيّةُ بيضاء ملتفّة عند كل إبريق حليب
أصبح الآن فارغا.
طوتْهما من جديد داخل جسمها
مثلما تضمّ وردة بتلاتها
عندما يغزو الخدر الحديقة
وتنزف العطور من حَلْق زهرة الليل العذبة العميقة.
أدركت المرأة كمالها أخيرا
وليس للقمر أي مبرّر للحزن
فهي معتادة هذه الأمور.
فسحاتها السوداء تطقطق وتسحبها.

مختارات من السيدة لعازر

ها قد فعلتُها مجددا.
كلّ سنة من اصل عشر
أفلح.

لكأنني معجزة نقّالة
بشرتي برّاقة
كظلال مصباح نازي

قدمي اليمنى مثِقلة للأوراق
وجهي كتّان يهودي ناعم
بلا قسمات.

انزع القشرة عنه
يا عدوّي!
أتراني أخيفك؟

امرأةٌ مبتسمة أنا
لم أزل في الثلاثين
ولديّ مثل القطة تسع مرّات لأموت.

الموت فنّ
على غرار كل ما عداه
وإني أمارسه بإتقان

أمارسه حتى يبدو جهنّما
أمارسه حتى يبدو حقيقة
في وسعكم القول إنه دعوتي.

لكن هناك ثمن لكي أتجسس على ندوبي
لكي أصغي إلى نبضات قلبي -
آه، إنه يدقّ حقا!

وهناك ثمن،
ثمن باهظ جدا
لكل كلمة، لكل لمسة

لبضع نقاط من دمي
لخصلة من شعري
أو قطعة من ثيابي.

هكذا إذا سيدي الطبيب
هكذا إذن
يا أيها الأعداء

أنا تحفتكم
طفلتكم الذهبية الثمينة الطاهرة
التي تذوب في صرخة.

أتقلّب واحترق
لكن لا تظنوا
إني أدري قلقكم عليّ.

رمادّ، رماد أنا
وأنتم تلكزون وتهزّون.
لحم، عظم، ما من شيء هنا.

لوح صابون
خاتم زواج
سنّ من ذهب.
يا سيدي الله، يا سيدي إبليس
إحذرا
إحذرا

من بين الرماد
سأنهض بشعري الأحمر
وألتهم الرجال كالهواء.

عموديةٌ آنا
عمودية أنا
لكن في ودّي لو كنتُ أفقية.
لستُ شجرة جذورها في الأرض،
امتصّ الأملاح المعدنية والحبّ الأمومي
لكي تلمع أوراقي كلما حلّ آذار.
ولا أنا جمال حوض من الزهر
بألواني الرائعة التي تستدرّ الآهات
جاهلة أنّي سأفقد بتلاتي قريبا.
مقارنة بي، الشجرة خالدة
وإكليل الزهرة، وإن لم يكن أعلى، لكنه أكثر فتنة،
وإني أريد حياة الأولى الطويلة وجرأة الثاني.

هذه الليلة، في ضوء النجوم الشديد الخفوت.
ضوّعت الأشجار والزهور عطورها الباردة.
أمرّ بينها، لكنها لا تلتفت.
أحيانا أظن أني أثناء نومي
لا بدّ أشبهها تماما -
أفكار يلتهمها الظلام.
من الطبيعي أكثر أن أكون ممدّدة
هكذا ندخل السماء وأنا في حوار مباشر.
وكم مفيدة سأكون يوم أتمدّد إلى الأبد:
آنذاك قد تلمسني الأشجار أخيرا
وستمنحني الزهور بعضاً من وقتها.

شعر وقصائد سيلفيا بلاث,ديوان سيلفيا بلاث ترجمة جمانة حداد pdf ,جميع كتب Sylvia Plath Sylvia-plath-grid-pictorial-image-vintage-twitter

“I had a dim idea that if I walked the streets of New York all night something of the city’s mystery and magnificence might rub off on to me.”

It doesn’t always, but it can. The first warm sunset, the first quiet snowfall. Try it. (Image via)

“I shut my eyes and all the world drops dead; I lift my lids and all is born again.”

Am I the only person who openly goes through the mirror stage each and every morning?

“We dreamed how we were perfect, and we were.”

Because we are.



أغنية الصباح - سيلفيا بلاث (قصيدة)

سيلفيا بلاث
وضعكَ الحبُّ مثل ساعة مكتنزة بالذهب
صفعتِ القابلة قدمَيك، وكذلك فعلت عندما بكيتَ
بكاؤك أخذ مكانه بين الأشياء.
أصداء أصواتنا تحتفي بوصولك!
وصول النُّصب الجديد
إلى متحف تذروه الريح العاتية
ظلال عريك أماننا
نقف حولك خاويين كالجدران.

لم أعد بعد الآن أمُّك
لستُ سوى غيمة تقطر على مرآة
ينعكس فيها تلاشيها البطيء على كفِّ الريح

كل ليلة تتنفَّسك أمُّك
تشعر بضربات قدمَيك داخلها
كأنها زهور وردية، أستيقظ حينها لأستمع؛
صوت البحر البعيد في أُذُني.

صرخة واحدة، أتعثّر في السرير
بثقل بقرة
وأزهار الريف ترفل في ليل قميصي الفيكتوريّة
تفتح فمك الطاهر مثل قطّة...*

نافذة بيضاء مربَّعة تبتلع نجماتها الباهتات
والآن ها أنت تحاول إبداء القليل من ملاحظاتك
حروف العلَّة واضحة لديك ترتفع مثل بالونات.


الليل ليس سوى نوع من ورق الكربون،
أزرق أسود، مع فترات شدة نكز النجوم
الضوء يمر بخلسة من ثقوب بعد ثقوب ---
ضوء بياض العظام، مثل الموت، وراء كل شيء.
تحت أعين النجوم وشق القمر
يعاني من توسد الصحراء، والأرق
يمتد لطفه ويستثير الرمال في كل اتجاه.

مرارا وتكرارا، الفيلم الحُبيبي القديم
يكشف الحرج – الأيام الزاخة
من الطفولة والمراهقة، متلصقة بالأحلام
ووجوه الآباء على سيقان طويلة، تناوب الصرامة والإدماع،
حديقة من ورد العربات يجعله يبكي
جبهته وعرة ككيس من الصخور
الذكريات تتدافع في الغرفة المواجهة مثل نجوم سينما باليين.

إنه آمن بأقراص الدواء: أحمر وقرنفلي وأزرق ---
كيف أضائت ضجر المساء الطويل!
هذه الكواكب السكرية التي بسطت نفوذها له
والحياة التي عمدت في اللاحياة لفترة
والحلوى، تمشي مخدرة من طفل ينسى
الآن حبوب الدواء مهترئة وسخيفة، مثل الآلهة الكلاسيكية.
ألوانه الخشخاشية الناعسة لا تفعل به خيراً

رأسه قليل من المرايا الداخلية الرمادية.
كل لفتة تفر مسرعة في زقاق
من تضائل وجهات النظر والأهمية
تتسرب مثل ماء من ثقب في مكان ناء.
إنه يحيا دون خصوصية في غرفة دون جفون،
الفتحات الصلعاء لعينيه تتصلب مفتوحة على اتساعها
ببتواصل لحرارة ضوء يومض من الحالات.

طوال الليل، في ساحة الجرانيت والقطط غير مرئية
كانت تعوي مثل النساء، أو الآلات التالفة.
فعلا يمكنه أن يسشعر ضوء النهار، ومرضه الأبيض،
يصعد زحفاً مع كراهيتها للتكرارات التافهة.
المدينة عبارة عن مغردات مبتهجات الآن،
وفي كل مكان بشر، وعيون فضة المايكا والفراغ،
ويركبون للعمل في صفوف، كما لو كانوا مغسولي الدماغ حديثاً.

__________________________________


موسيقى هادئة مائية


في عمق السائل
شظايا الفيروز
من ضوء مخفف

علبة رماح من شرائط رفيعة
من ورق قصدير مشرق
على نفاثة تتحرك :

السمك المفلطح شاحب
يتزعزع من
الفضة المائلة:

في المياه الضحلة
مرونة البساريا*
تومض لامعة:

الرخويات العنبية
تتسع نحافة و
ليونة صمامات:

كرات أقمار المملة
من قنديل البحر المنتفخ
بتوهج أخضر عشبي:

ثعابين الماء تدور
بحركة لولبية ماكرة
بذيول مراوغة:

الكركند البارع
زيتوني غامق يمشي الهوينى
بمخالب داهية:

ينخفض حيث الصوت
يأتي حاداً وخانعاً
مثل نغمة برونز
من جونج** غارق.


,البساريا: الأسماك البحرية أو النهرية الصغيرة*
.الجونج: نوع من أدوات القرع النحاسية**
__________________________________


كاتبة أنثى


طوال اليوم تلعب الشطرنج بعظام العالم:
تفضله (حين أن تبدأ الأمطار فجأة
من خلف النافذة) وترقدت على وسادة معقوفة
تقضم أحيانا حلوى الخطيئة

تزمت، نهد وردي، أنوثة، تتطبب
الشوكولاته في الخيال بورق حائط وردي
حيث الكاتبة اللامعة تهمس صريرا الشتائم
وصوبات الورود تلقي الإزهار الخالد

العقيق في أصابعها يومض بسرعة
والدم ينعكس عبر مخطوطة؛
تأملت الرائحة والحلوى والمرض
من تقيح الغردينيا في القبو،

ودهاء الاستعارات والتراجعات التي فقدت
من وجوه الأطفال الرمادية الباكية في الشوارع.


(1) آخر الكلمات

لا أريدُ صندوقاً عاديّاً
أريدُ تابوتاً من حجرٍ
بِخطوطٍ كجلدِ النمور
ووجهٍ مستديرٍ كالقمرِ لأحدِّقَ فيه
أريدُ أن أراهُم حين يجيئونَ ..
ينقّبون عن الجذور
بين المعادن البكماء.
بل أكادُ الساعةَ أراهم :
بوجوهِهِم الشاحبةِ البعيدةِ كالنجوم.
هم الآنَ لا شيءَ ، ولا حتى أطفال
أخالُهم دونَ آباء أو أمهات
مثل الآلهة الأولى.
سيتساءلونَ عن أهميتي
علي أن أُحَلِّيَ أيامي وأحفظَها كالفاكهة !
مرآتي تغيبُ في الضباب
بضعةُ أنفاسٍ وتنطفي تماما.
الزهورُ والوجوهُ تستحيلُ ملاءةً بيضاء.
أنا لا أثقُ بالروحِ
إنها تفرُّ كالبخارِ في الأحلام
من ثقبٍ في الفمِ أو ثقوبٍ في العيون.
ليس في وسعي إيقافُها
ويوما ما لن تعودَ.
لكنَّ الأشياءَ ليست هكذا
إنها تبقى ببريقها الخصوصيِّ الصغير
الذي يُلهِبُهُ كُثرُ الاستعمال
وتكادُ تُخَرخِرُ كالقِطط
وحين تبردُ أخامِصي
ستمُدُّني أعينُ فيروزاتي بالعزاء.
دعوني أستصحبَ أواني مطبخي النحاسية
لسوف تُزهِرُ قدوريَ الحمراءُ كأزهارٍ ليليَّةٍ عَبِقة
ستلُفُّني بضماداتٍ ، ستحفَظُ قلبي
في رُزمةٍ أنيقةٍ تحتَ أقدامي.
سيصعُبُ عَلَيَّ أن أعرفَ نفسي
في الظلامِ الدامسِ
وبريقُ هذه الأشياءِ الصغيرة
أحلى من مُحَيّا عشتار


(2) أغنية الصباح

الحُبُّ أطلقَ حراكَكَ
فمضيتَ كساعةٍ ذهبيةٍ بضَّةٍ.
القابلةُ ربتَتْ باطنَ قدميكَ
فأخذَتْ صرختُكَ العاريةُ
مكانَها بين العناصر

وترددتْ أصداءُ أصواتِنا
تُمَجِّدُ وصولَك وتُعَظِّمُهُ :
تمثالٌ جديدٌ
في المتحفِ الباردِ.
عُريُكَ يظلِّلُ إحساسَنا بالأمان
نقفُ حولك مندهشين مثل جدران.

الغيمةُ صارت أمَّك أكثرَ مني
الغيمةُ التي تقطرُ من جسدها مرايا
تعكس اندثارها البطيء
على يدِ الرياح.

مثل أنفاسِ الفراشات
تترد أنفاسُك طوال الليل
بين الزهور القرنفلية المنبسطة
فانهضُ لأنصتَ لها:
فيموجُ في أسماعي بحرٌ بعيد.

صرخةٌ واحدةٌ
فإذا بي أزِلُّ من سريري
برداءِ نوميَ الفكتوري
وتفتحُ فمَكَ النظيفِ كأفواه القطط.

النافذةُ المربَّعةُ
يغمرها الضوءُ وتبتلعُ نجومها الكسلى
فتروحُ تجرِّبُ حفنةَ الأنغامِ التي تعرفُها
وترتفعُ الأصواتُ مثلَ بالوناتٍ.


(3) أغنية حب الصبية المجنونة

أغمض عيني فيخرُّ الكون ميتا
أفتح أجفاني فتولد الأشياء من جديد
(أظن أني صنعتك في رأسي)

تخرج النجوم لترقص الفالتز
بثياب حمر وزرق
ويعدو الظلام مقتحما كيفما شاء
أغمض عيني فيخر الكون ميتا

حلمت أنك أغويتني للسرير
وغنيت لي ذاهلا
قبلتني في جنون
(أظن أني صنعتك في رأسي)

تهوي الآلهة من السماء
تنطفي نيران الجحيم
وتخرج الملائكة وحاشية الشيطان
أغمض عيني فيخر الكون ميتا

خلت أنك عدت كما وعدت
لكنني شخت ونسيت اسمك
(أظن أني صنعتك في رأسي)

كان الأجدر بي
أن أعشق طائر الرعود
فهو على الأقل
يهدر عائدا في الربيع
أغمض عيني فيخر الكون ميتا
(أظن أني صنعتك في رأسي)

(4) حياة

تلمسها : لا تخش منها أن تجفل كمقلة العين :
أرض النفوذ هذي
المستديرة مثل بيضة ، الصافية كدمعة.
هنا يمكث الأمس ، والعام الذي مضى …
سعف النخيل الفتي ، والزنابق
واضحات مثل زهور
فوق النسيج الشاسع الساكن الريح
لستائر طرزتها التصاوير.
بأظفارك اقرع الزجاج
لسوف يرن كأجراس صينية تثيرها أرق النسمات
ولكن ما من أحد يرفع ناظريه اليها
أو يتكلف الرد
فالقاطنون خفاف كالفلين
وكلهم منشغل الى الأبد
عند أقدامهم ينحني موج البحر في خط وحيد
لا يدفعهم غضب الى انتهاك الحدود
هم معلقون في الهواء
تشدهم أعنة قصيرات
يضربون الأرض كجياد المواكب
وفوق الرؤوس ثمة غيوم
زاهيات ، ذوات خصلات
كوسائد فكتورية
هذه العشيرة من وجوه عيد فالنتين
قد تسر أحد الجامعين
إنها لتبدو حقيقية
مثل خزف صيني.
وفي مكان آخر
سيكون المنظر أكثر وضوحا
إذ ينهمر الضوء دون انقطاع
فيغشي الأبصار
وتسحب امرأة ظلها في دائرة
حول صحن صغير
عادي من صحون المستشفيات
يشبه القمر ، أو قصاصة من ورق فارغ
وكأنه خارج من حرب
خاطفة تخصه هو وحده
إنها تحيا في هدوء
دونما ارتباط
كجنين في حافظة زجاجية
كالمنزل المتداعي
كالبحر إذ استوى وافترش لوحة ما.
أبعادها الكثيرة
تمنعها من الدخول
والحزن والغضب المطرودان
يغادرانها الآن
والمستقبل مثل نورسة رمادية
تثرثر في صوت الرحيل الذي كصوت القطط
والهرم والخوف
يرعيانها مثل ممرضتين
بينا ثمة رجل غريق
يشكو من برد فظيع
يزحف
خارجا من البحر


(5) المرآة

فضية أنا وصارمة
ومبرأة من الانحياز والهوى
أبتلع أنا كل ما أرى
دون إبطاء ، وكما هو
دونما غشاوة من حب أو بغضاء.
أنا لست صادقة وحسب
-كعين اله صغير بأربعة زوايا-
لكني أمضي جل وقتي متأملة جانبي الآخر
الجانب الوردي المبقع
الذي أطلت فيه النظر
حتى حسبته شطرا من قلبي
لكنه يضطرب ويترجرج
وتفرقنا الوجوه والعتمة
المرة تلو الأخرى

أنا الساعةَ بحيرةٌ
تنحني على صفحتي إمرأةٌ
تفتش في امتدادي عن حقيقتها ،
ثم تستدير الى أولئك المنافقين : القمر و الشموع
ها أنا أبصر ظهرها وأعكسه في أمانة
فتكافئني بدموعٍ ، واهتزاز في اليدين.
مهمةٌ أنا عندها.
إنها تجيء وتذهب ،
ويحل وجهها مكان العتمة كل صباح.
في داخلي أغرقت ذات يوم صبيةٌ صغيرةً ،
وفي داخلي تقفز نحوها يوما بعد يوم
إمراةٌ عجوز
مثل سمكة مريعة.


(6) سونيتة الى حواء

حسنا ، لنقل أن في وسعك
أن تأخذ جمجمة وتحطمها
كما تحطم ساعة فوق الجدار
ستسحق العظام بين راحتي الرغبة الحديديتين
تأخذها ، تتفحص حطام المعادن والأحجار الثمينة
هذه كانت امرأة : بكل أحابيلها وقصص الحب
التي تفشيها الهندسة الصامتة
للعجلات المسننة والأسطوانات المحطمة
والنزوات الميكانيكية
واللوالب العاطلة للرطانات التي لم تُقَل بعد
ما من امرئ أو نصف إله
يقدر أن يلم أنقاض الأحلام التي صدئت
والعجلات المعدنية المثلمة
لأحاديث تافهة
عن الطقس ، والعطور ، والسياسة ، والمثل الثابتة.
أما الطائر الأخرق فيقفز عاليا
ثم ينحني ثملا ليغني
للساعة الثالثة عشرة التي طاشت.


(7) شكوى الملكة

وسطَ صخَبِ رجالِ البِلاطِ وعِراكِهم
يبدو هذا العملاقُ الذي تضَخَّمَ ،صدِّقني، على مشهدٍ منها
بيديهِ اللتينِ كالرافعات ..
يبدو مفترسا وحالكاً كالغُداف
عجباً .. كلُّ النوافذِ تكسَّرَتْ
حين دخلَ في خُيَلاء.
قد صالَ هائجاً في أطيانها الخلاّبة
وعذَّبَ في قسوةٍ حماماتِها الوديعة.
لا أعرفُ أيَّةَ نوبةِ غضبٍ مسعورةٍ
دفعَتْهُ لذبحِ ظبيِها الذي لم يؤذِهِ بشيء.

كانت تملأُ أذنيهِ بالمَلامِ
حتى تأخذُهُ ببكائِها بعضُ رحمةٍ
فيروحُ يُعَرّي أكتافَها
من ثيابِها النفيسةِ
ويغويها.. لكنه يهجرها
مع صياحِ الديك.

قد أرسلَْت ألفَ رسولٍ
ليستدعوا الى حضرةِ ازدرائها
كلَّ قويٍّ شجاعٍ
يُمكِن لقوَّتِهِ أن تُلائِمَ
شكلَ نومِها .. شكلَ تفكيرها
لكنَّ أحداً من أولئكَ الأغرارِ الكُثر
لم يضارعْ تاجها المشرق
فانتهت الى هذا المأزقِ الغريبِ
الذي تخوضُ فيه في الدماء
تحتَ الشمسِ وعواصفِ المطر
وتغني لكم هكذا:
كمْ مُؤسِفٌ أن أرى شعبيَ
ينكمشُ الى كلِّ هذا القَدْرِ
كلِّ هذا القدْرِ ... مِن الضآلة !


(Cool طلوع القمر

ثمارُ التوتِ البيضاء كاليرقات
تحمَرُّ بين أوراق الأشجار
ونسَغُ تموز يكوِّرُ حلماتها.
سأخرجُ وأجلسُ مثلهم دون عملٍ .. بثيابٍٍ بيضاء.
هذا المتنزهُ سمينٌ يعجُّ بالتويجات الغبية.
أزهار الكاتالبا البيضاء تعلو ، تسقط
وتلقي في موتها ظلاً مستديراً أبيض.
ثمة حمامةٌ تدير الدفة الى الأسفل
بَراعةُ بياض ذيلِها المروحي تبدو كافية :
فتحٌ وإغلاقٌ للتويجات البيضاء ،
والذيول المروحية البيضاء .. عشرة أصابع بيضاء.
كفى الأظفار صنعاً لأهلَّةٍ
تحمر في راحات أكفٍّ البيضاء لا تحمرُّ من عمل.
الأبيض يتخدش ويتلون كي لا ينهار.
حبات التوت تحمرُّ. وكتلة من البياض تتعفن
وتفوح عفونتها من تحت شاهد قبرها
رغم أن جسدها ينسحبُ احتجاجاً
ملتفاً في ملاءاته البيضاء.
أشم ذلك البياض هنا .. تحت الشواهد
حيث تدحرج النمال الصغيرة بيوضها
وحيث تسمن الديدان.
قد يبيَضُّ الموت في الشمس أو بعيدا عنها.
قد يبيَضُّ الموت .. في البيضة أوخارجها.
لا أستطيع أن أرى لوناً لهذا البياض.
البياض: أنه سحنة للعقل.
أنني اتعب من تخيُّلِ نياغارات بيضاء
مبنيةٍ من جذور صخرة
كما تنبني الينابيع قبالة الصورة الثقيلة لسقوطها.
لوسينا أيتها الأم التي بان منها العظم
يا من يأتيها المخاض وسط النجوم البيضاء
المزودة بمقابس كهربائية ،
وجهك المجبول من صدقٍ ونقاء
يكشط اللحم الأبيض حتى بياض العظم.
أيتها التي جرجرت آباءنا الأولين من أعقاب أقدامهم
متعَبين .. بيض اللحى.
التوت يصير أرجوانيا وينزف
والبطن البيضاء قد تنضج فوق ذاك.


(9) سونيتة الى الشيطان

في غرفةِ التحميضِ المُظلِمةِ داخلَ عينيك
يتَشَقْلبُ العقلُ القَمَريُّ ليَصنعَ نسخةً مزوَّرةً للكسوف؛
والملائكةُ المضيئةُ يُغمى عليها فوقَ أرضِ المَنطِقِ
تحتَ مصاريعِ كاميراتِ عجزِها وعَوَقِها.
تأمرُ المذنباتِ الشبيهةَ بنازعاتِ السَدّاداتِ اللولَبيّة
بأن تَنفُثَ الحبرَ
لتُسَخِّمَ العالَمَ الأبيضَ في الأسفلِ في طوفانٍ مُدَوِّم ،
تُعَتِّمُ جُندَ السماءِ النهارِييّن بكلِّ مراتبهم
وتُحيلُ صورةَ الربِّ المشرقةِ الى ظِلال.
والحيّةُ المتسلِّقةُ في ذلك الضياءِ المُعاكِسِ
تغزو العدسةَ المتوسِّعةَ للخَليقةِ
لتَطبَعَ صورتَك الملتهبةَ في موضعِ الوِلادةِ
بحروفٍ لا يقدرُ فجرٌ على طمسها.
آهٍ يا صانعَ الصور السالبة للكوكبِ السَيّار
احجبٍ الشمسَ الحرّاقةَ
حتى تكفَّ الساعاتُ كلّها عن الحَراك.


(10) آثارُ الحريق

يتسكّعونَ ويحدِّقون
وقد جذبهم مغناطيسُ الكارثةِ
كما لو أن البيتَ الذي احترقَ كان بيتَهم
أو أن فضيحةً ما سَتنضَحُ في أيّةِ لحظةٍ
من الخزانةِ المختنقةِ بالدخانِ .. خارجةًً نحو الضوء.
لا وفياتٍ .. لا جروحَ خطيرة
تُشبِعُ هؤلاء الصائدين الساعين الى لحمٍٍ بائتٍ
أو آثارِ دمٍ لهذي المآسي المريعة.

أُمُّنا ميديا .. وسطَ هالةٍ من دخان أخضر
تتنقَّلُ بانكسارٍ كما تفعلُ أيّةُ رَبَّةِ بيتٍ
في أرجاءِ شقَّتِها المدمَّرة
وتقدِّرُ خسائرَها
من الأحذيةِ المتفحمةِ .. والستائرِ ..
والأثاثِ المنَجَّد المُشبَع بالماء.
أما الحشدُ الذي خُدِع عن الخرابِ والحريقِ
فيمتصُّ آخرَ دموعِها .. ويغادرُ المكان.
______________________________
الغُداف : الغراب الأسود الكبير
الكاتالبا : شجرة ذات أوراق كبيرة على شكل قلب
lucina إلهة القبالة والتوليد في الميثولوجيا الرومانية
ميديا : في الميثولوجيا الاغريقية، أميرة ساحرة ساعدت "جاسون" في مغامرته لسرقة الجزة الذهبية من والدها ملك "كولخيس" مضحية بأخيها لانقاذ حبيبها وزوجها الذي يهجرها (في مسرحية يوربيديس) من أجل ابنة كريون ملك كورنثه فتنتقم ميديا بقتل كريون وابنته وولديها هي من جاسون



طفلتكم الذهبية الطاهرة،
تموت في صرخة

الشاعرة الاميركية سيلفيا بلاث
[1932 - 1963]

في الذكرى الأربعين لغيابها

جمانة حداد
(لبنان)

سيلفيا بلاث"الحاضر بالنسبة إليّ يعني الأبد، والأبد يجري ويذوي بلا انقطاع. كل لحظة هي حياة، وكل لحظة تمضي هي موت. أشعر بأنّي مسحوقة تحت ثقل الأزمنة، فأنا الحاضر، وأعرف أني زائلة بدوري. هكذا يرحل الإنسان. أما الكتابة، اللحظة الأسمى، فتبقى وتمضي وحيدة على دروب هذا العالم".

سيلفيا بلاث

استيقظتْ سيلفيا باكرا جدا في ذاك الصباح البارد من عام.1963 نظرتْ إلى ساعتها التي كانت تشير إلى الرابعة والنصف فجراً. نهضتْ من الفراش الذي لم يعد يحتمل ثقل جسدها الخفيف. جرجرتْ قدميها في أرجاء المنزل، لامست في حنان صورة والدها المعلّقة على جدار الرواق، ثم ألقت نظرة على الطفلين النائمَين في سكون في الغرفة الأخرى. حنتْ رأسها المتعب ولجأت إلى صدر طاولتها الرحب، تلك الطاولة التي صنعها لها زوجها تد بيديه. جلستْ أمام الورقة البيضاء بوقار الملائكة. أخذت قلما وراحت تكتب. كتبتْ كمن يعرف. كمن يَقتل كمن يُقتل وكمن يكتب ليقامر بمصيره. عنونت قصيدتها الأخيرة "الحافة". تطلّعت من حافّتها الشاهقة إلى هاوية العالم: ظلمة وصقيع ويأس وفراغ. "ليس للقمر أي مبرّر للحزن" ردّدت في سرّها. دخلتْ المطبخ. حضّرت الفطور لصغيريها فريدا ونيكولاس: قطع خبز طريّة مطلية بالزبدة وبعض الحليب. أودعت طعامها وحُبّها رقعة الأرض الضيّقة الممتدّة بين سريريهما وخرجت على رؤوس أصابعها. عادت إلى المطبخ في بطء وهدوء. في هدوء خاصة. أحكمت إغلاق الباب والنوافذ بالشرائط اللاصقة كي لا تتسرّب سموم غيابها إلى الخارج. قالت لقلبها: "كثيرا مشينا. كفى". فتحت قارورة الغاز، استلقت على البلاط البارد، أغمضت عينيها وعادت إلى بيتها الأوّل.
عاشت الشاعرة الأميركية سيلفيا بلاث (*) حياتها مثل ومضة في العتمة، وعبرت كل لحظاتها وكلماتها وجنونها وسوداويتها وهلوساتها باحثة عن هويتها ونافية ذاتها في آن واحد، مجسِّدة بذلك على أكمل وجه مفارقة الكتابة الكبرى: أي الخلق في سبيل القتل، و"وضع" الكلمات بغية التخلص من "جنين" الألم. في حركة متدفّقة تشبه النزيف وتدرك مصبّها وذروتها باضمحلال الكاتب وتلاشيه. والواقع انها منذ انتحارها، تحوّلت بلاث إلى أيقونة وشبه أسطورة حتى بات صعباً النظر إلى قصائدها بعينٍ نقدية موضوعية، فتزاوجت شعرية مصيرها وشخصها مع شعرية كتابتها إلى حدّ الانصهار وامحاء الحدود بينهما. وصحيح أن بعض النقاد تحدّثوا عن تفاوت في قيمة أعمالها، قائلين إن قدرها المأسوي صعّد من دون شك مكانتها الشعرية وأحاط كتاباتها بهالة من التأثير والفتنة، ومنحها بعدا وجوديا تراجيديا لم تكن ربما لتتمتّع به لو لم تختر الشاعرة الموت طوعا، لكن ذلك لا ينفي أن قصائدها، وخاصة تلك التي كتبتها في المرحلة الأخيرة من حياتها، مسكونة بشيطان الشعر وذات شعرية صاعقة ورائية لا تحتمل أي لبس. وإذ يتذكّرها العالم الأنغلوفوني هذه السنة في الذكرى الأربعين لانتحارها، صدرت دراسات كثيرة عنها للمناسبة، آخرها رواية للكاتبة الأميركية كيت موزيس تحت عنوان "اشتاء".

سيلفيا بلاث ولدت سيلفيا بلاث في بوسطن في السابع والعشرين من تشرين الأول.1932 وكانت والدتها من أصول نمسوية، أما والدها فعالم في الحشرات متحدّر من عائلة ألمانية هاجرت إلى الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين. عانى والد سيلفيا مشكلات صحية خطيرة وتوفي ولم تكن بلغت بعد الثامنة من العمر، وطبعتها هذه الحادثة إلى حد بعيد حتى انها قالت يومذاك: "لن أخاطب الله بعد الآن". وسوف يكون لصراخ الوالد المريض وأنينه ونواحه حضور مكثف في قصائدها، علما انها عانت بدورها منذ نشأتها أزمات نفسية ونوبات عصبية، وحاولت الانتحار للمرة الأولى عندما كانت في العشرين. بدأت سيلفيا تنشر القصص والقصائد منذ المراهقة، ونالت في 1955 منحة دراسية في كامبردج. وحيث التقت الشاعر البريطاني تد هيوز، فكانت بينهما قصة حب جارف سرعان ما تكللت بالزواج. وجسّد هذا الزواج حلم سيلفيا بتحقيق شراكة أدبية وعاطفية وشعرية حقيقية مع الرجل الذي تعشق. وبعد سلسلة من التنقلات والصعوبات المادية، استقر الزوجان أخيرا في الولايات المتحدة، حيث تعرّفت سيلفيا عام 1958 إلى الشاعرة آن سكستون فجمعتهما صداقة متينة ونقاط تشابه غريبة ومربكة في المصير، إلى حد انتحار الأخيرة بدورها عام.1974 وكانت الصديقتان تهويان اللقاء والحديث عن سيناريوات انتحارهما المتخيّلة.

سيلفا بلاث، وابنتها فريدا و ابنها نيكولاس
ولدت ابنة سيلفيا بلاث، فريدا، عام 1960، وفي العام نفسه نشرت مجموعتها الشعرية الأولى تحت عنوان "التمثال". أما الابن نيكولاس، فرأى النور عام 1962 بعد تجربة إجهاض مؤلمة، وترافق مجيئه مع صدور روايتها الوحيدة "الجرس الزجاجي" المستوحاة إلى حد بعيد من رواية سالينجر المشهورة The Catcher in the Rye وتروي فيها حياة امرأة بتفاصيل مستلة من سيرتها الذاتية، وتصف في بساطة وبلاغة كليشيهات أميركا الخمسينات السخيفة، وتعبّر عن رفضها المطلق قواعد السلوك الخبيثة ومؤسسات الطبقة الوسطى التي كانت تنتمي إليها، وتتحدّث بخاصة عن هاجس الموت كتعبير أقصى عن التحرر من الذات. خلال العام نفسه، ازداد التوتر بين تد وسيلفيا وبلغ أوجه عندما عمد هذا إلى خيانتها، مما أدى إلى انفصالهما في شكل نهائي. انهارت دفاعات الشاعرة أمام هول الصدمة وقررت مغادرة الولايات المتحدة والعودة مع ولديها إلى شتاء لندن القاسي. شتاءٌ انتهى عندما استيقظت سيلفيا فجر الحادي عشر من شباط ووضعت حدا لحياتها. وكان أن سجّلت تلك الخطوة الحاسمة بداية شهرتها العالمية، مع نشر زوجها تد هيوز أعمالها ومخطوطاتها بعد موتها: من مجموعاتها الشعرية "ارييل" و"عبور المياه" و"أشجار الشتاء"، مرورا برسائلها ومقالاتها، وصولا أخيرا إلى يومياتها التي تظهر كم كانت حياتها وشعرها يمشيان في خطّين متوازيين ومتناغمين حتى أدركا لحظة تحققهما القصوى في الموت.

سيلفيا بلاث بعد انتحار سيلفيا بلاث، كالت الحركات النسوية اتهامات لا تُحصى إلى الشاعر تد هيوز الذي رأت فيه "الذكر العدو"، أي "قاتل المرأة"، مختزلة بذلك جوهر أعمال بلاث في صورة العبقرية النسائية المسحوقة تحت قدمي المجتمع الذكوري. لكن هذه الصورة لم تكن دقيقة في الواقع، فالمعضلة التي نرصدها في قصائدها ومناجاتها لنفسها والعالم وجودية وفلسفية أكثر منها نسوية. فبين متاهتَي الحياة والشعر، كانت سيلفيا تبحث في المقام الأول عن حقيقتها، وكانت رحلتها هذه منذ اللحظة الأولى تجذيفا ضد التيار، نحو ذاتها. وفي آخر الرحلة لم يتوحّد الوجه والقناع بل انتصرت الضحية المتعَبة على المغامِرة الشجاعة. طوال تلك المعركة الوجودية، كان صوت الموت حاضرا في قوة وعنف ووضوح، ويتضح لنا ذلك من خلال قراءة قصائدها ويومياتها وروايتها على حد سواء، إذ تعبّر كلها عن حياة لصيقة بالقلق والهجس، وعن تساؤلات تنهش وتفترس ولا تكلّ، وعن انتقالات مفاجئة من قمّة الفرح إلى أخمص الحزن والإحباط، وعن صراع دائم بين الامتثالية والتقليدية وحاجةٍ عضوية إلى الحرية. هكذا تكشف لنا لغة بلاث القلقة روحا معذبة ومحكوما عليها بالهلاك، لكنها ليست "شهيدة" زوجية حقّا مثلما يحلو للحركة النسوية تصويرها وتأطيرها. والواقع أن سيل الاتهامات الشرسة ضد تد هيوز لم يشحّ إلا عندما قام هذا عام، 1998 بعد خمسة وثلاثين عاما من الصمت وقبل أشهر معدودة فقط من وفاته، بنشر مجموعة من الرسائل وقصائد الحب الرائعة الموجّهة منه إلى سيلفيا والمهداة إلى ولديهما، تحت عنوان "رسائل في عيد ميلادها"، وينقل المقطع الآتي بعضا من أجوائها:

"أردتُ أن أصنع لكِ طاولة كتابة متينة/
تدوم الحياة كلّها./
لم أعرف/
أني صنعتُ بدلا منها/
بوابةً تطلّ على قبر والدك./
كنت تنحنين عليها كل صباح/
من فوق فنجان قهوتك/
مثل حيوان يرهف السمع لوجعه/
ويروح يشتمّ النهاية التي تلزمه".

سيلفيا بلاث هائل حضور سيلفيا بلاث في العالم الانغلوفوني إلى حد أنه بيع من هذا الكتاب - الكفّارة، فور صدوره، ما يزيد على نصف مليون نسخة، فضلا عن ترجمته إلى لغات كثيرة. كثيرة أيضا الكتب والبحوث والتحليلات والترجمات التي تناولت الشاعرة في كل أنحاء العالم، علما بأن غالبيتها تمحورت حول أجواء الأشهر الأخيرة من حياتها، أي بعد انفصالها عن تد وكتابتها أهم قصائدها، وهي نفسها الأجواء التي اختارتها الاميركية كيت موزيس لروايتها "
بين المعارك الكثيرة التي خاضتها سيلفيا بلاث خلال حياتها القصيرة، لا شك في أن المعركة الأقسى والأدمى والأعنف كانت تلك التي دارت "بينها وبينها" داخل قصائدها. كانت سيلفيا تكتب كما لو انها تخضع لديكتاتورية طاغية تسكنها. وتعبّر قصائدها عن مأساة ذات حجم كوني لكنها مكبوتة بعناية في الأعماق. ولا مبالغة في القول إن الشاعرة كانت "تمارس الحبّ" مع الموت على الورق، باحثة عن زمنها الأول الضائع، ومحاوِلةً منح شكل ومضمون محدّدين لما ليس سوى فراغ. فراغٌ انبجست منه كلماتها وتعابير خلقها. أما التوق المدمّر إلى الموت ففيه كانت بذور فنّها: فن إلغاء الذات من خلال جعل الشعر كرسي اعتراف ومنصة اتهام في آن واحد. شعرٌ ذو صوت ولغة ونبرة مزدوجة، مستسلم تارة لغنائية الصور والمشاعر، وطورا مضبوط في صرامة التقشف واللغة الذهنية.

Sylvia Plath & Ted Hughes مزدوجة كانت أيضا هوية سيلفيا، منقسمة بين الأم الرقيقة والمرأة الطموحة، بين الكاتبة الجدّية والأنثى الشهوانية، بين الزوجة المثالية والروح المتحررة. فكانت تعتني يوما بشكلها، وتهمله يوما آخر. يوما تكتب، وتنظف في يوم آخر البيت. يوما تلزم الفراش مستسلمة لكسل التأمل، وتطهو في يوم آخر وتحضر المربيّات. كل ذلك في تأرجح مستمر بين الاكتئاب المحطِّم والإرادة الحديدية. كانت سيلفيا في اختصار ممزقة بين رغبتها في حياة "لا تختصرها يدا زوج"، وتوقها إلى حبّ مثالي يتجسد في زواج أدبي وذهني بقدر ما هو عاطفي وحسّي، لتشبع شغفها بالحب والكتابة على حد سواء.
من وجهة النظر هذه، ولو أخذنا في الاعتبار نموذج النسوية الكلاسيكي، لن تبدو سيلفيا بلاث نسوية حقا كما يصوّرونها، بل مناهضة للنسوية بامتياز، إذ كانت مأخوذة بكيانها الامومي والزوجي بقدر ما كانت مأخوذة بكتابتها وبكتابة زوجها. وفي الجهة النقيض، كانت تلك المرأة أيضا ثوروية ومتحررة في تعبيرها وأفكارها، ترى أحيانا في الأمومة تهديدا لدعوتها الشعرية، وفي تجاورها مع تد خطر أن تصبح "محض اكسسوار". كان زوجها الخصم والمثال الأعلى في رجل واحد، و"المتمّم الذكوري" لكيانها، مما ساهم في جعل صدمتها قاتلة، إذ عنت خيانته لها سقوط الحبيب والمثال الأعلى على حد سواء، وتسببت بجرح عميق لنرسيسيتها، تلك النرسيسية التي كانت تقول إنها تحملها داخلها مثل "قريب عزيز مريض بالسرطان لا أتخلّص منه إلا عندما ينتصر اليأس عليّ".
تحت وطأة الغياب المزدوج، غياب الآخر عنها، وغيابها عن نفسها، اختارت سيلفيا أن تلتحق بالموت علّها تردم فيه نقصانها وتقبض على تلك اللحظة الخالدة والحقيقة المطلقة اللتين لطالما تاقت اليهما في حياتها. كتبت: "نحن دائما نشتهي الأمور الأخرى، اليوم المقبل، الفصل الجديد: وما هذه كلّها إلا شهوة الموت". في ذلك الصباح البارد من عام ،1963 استسلمت سيلفيا لشهوتها القصوى. وضعت حدا لوحدة الشاعر الملعون والإنسان المعذّب. كفّت عن الكتابة، أي عن الحياة.

(*) مؤلفات سيلفيا بلاث: التمثال (1960)، الجرس الزجاجي (1963)، أرييل (1965)، أشجار الشتاء (1971)، عبور المياه (1971).

sylvia plath - the collected poems - Download
http://www.4shared.com/document/V84OFq3_/Sylvia_Plath_-_The_Collected_P.htm
sylvia plath - the unabridged journals of sylvia plath
a redoma de vidro - sylvia plath - Download
letters home sylvia plath - Download
http://search.4shared.com/q/recent/1/Sylvia+Plath

_________________
شعر وقصائد سيلفيا بلاث,ديوان سيلفيا بلاث ترجمة جمانة حداد pdf ,جميع كتب Sylvia Plath Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : شعر وقصائد سيلفيا بلاث,ديوان سيلفيا بلاث ترجمة جمانة حداد pdf ,جميع كتب Sylvia Plath 15781612
شعر وقصائد سيلفيا بلاث,ديوان سيلفيا بلاث ترجمة جمانة حداد pdf ,جميع كتب Sylvia Plath Icon_minitime 2014-04-21, 9:42 am
Mad Girl's Love Song

"I shut my eyes and all the world drops dead;
I lift my lids and all is born again.
(I think I made you up inside my head.)

The stars go waltzing out in blue and red,
And arbitrary blackness gallops in:
I shut my eyes and all the world drops dead.

I dreamed that you bewitched me into bed
And sung me moon-struck, kissed me quite insane.
(I think I made you up inside my head.)

God topples from the sky, hell's fires fade:
Exit seraphim and Satan's men:
I shut my eyes and all the world drops dead.

I fancied you'd return the way you said,
But I grow old and I forget your name.
(I think I made you up inside my head.)

I should have loved a thunderbird instead;
At least when spring comes they roar back again.
I shut my eyes and all the world drops dead.
(I think I made you up inside my head.)"


Love Is A Parallax

'Perspective betrays with its dichotomy:
train tracks always meet, not here, but only
in the impossible mind's eye;
horizons beat a retreat as we embark
on sophist seas to overtake that mark
where wave pretends to drench real sky.'

'Well then, if we agree, it is not odd
that one man's devil is another's god
or that the solar spectrum is
a multitude of shaded grays; suspense
on the quicksands of ambivalence
is our life's whole nemesis.

So we could rave on, darling, you and I,
until the stars tick out a lullaby
about each cosmic pro and con;
nothing changes, for all the blazing of
our drastic jargon, but clock hands that move
implacably from twelve to one.

We raise our arguments like sitting ducks
to knock them down with logic or with luck
and contradict ourselves for fun;
the waitress holds our coats and we put on
the raw wind like a scarf; love is a faun
who insists his playmates run.

Now you, my intellectual leprechaun,
would have me swallow the entire sun
like an enormous oyster, down
the ocean in one gulp: you say a mark
of comet hara-kiri through the dark
should inflame the sleeping town.

So kiss: the drunks upon the curb and dames
in dubious doorways forget their monday names,
caper with candles in their heads;
the leaves applaud, and santa claus flies in
scattering candy from a zeppelin,
playing his prodigal charades.

The moon leans down to took; the tilting fish
in the rare river wink and laugh; we lavish
blessings right and left and cry
hello, and then hello again in deaf
churchyard ears until the starlit stiff
graves all carol in reply.

Now kiss again: till our strict father leans
to call for curtain on our thousand scenes;
brazen actors mock at him,
multiply pink harlequins and sing
in gay ventriloquy from wing to wing
while footlights flare and houselights dim.

Tell now, we taunq where black or white begins
and separate the flutes from violins:
the algebra of absolutes
explodes in a kaleidoscope of shapes
that jar, while each polemic jackanapes
joins his enemies' recruits.

The paradox is that 'the play's the thing':
though prima donna pouts and critic stings,
there burns throughout the line of words,
the cultivated act, a fierce brief fusion
which dreamers call real, and realists, illusion:
an insight like the flight of birds:

Arrows that lacerate the sky, while knowing
the secret of their ecstasy's in going;
some day, moving, one will drop,
and, dropping, die, to trace a wound that heals
only to reopen as flesh congeals:
cycling phoenix never stops.

So we shall walk barefoot on walnut shells
of withered worlds, and stamp out puny hells
and heavens till the spirits squeak
surrender: to build our bed as high as jack's
bold beanstalk; lie and love till sharp scythe hacks
away our rationed days and weeks.

Then jet the blue tent topple, stars rain down,
and god or void appall us till we drown
in our own tears: today we start
to pay the piper with each breath, yet love
knows not of death nor calculus above
the simple sum of heart plus heart.




_________________
شعر وقصائد سيلفيا بلاث,ديوان سيلفيا بلاث ترجمة جمانة حداد pdf ,جميع كتب Sylvia Plath Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

شعر وقصائد سيلفيا بلاث,ديوان سيلفيا بلاث ترجمة جمانة حداد pdf ,جميع كتب Sylvia Plath

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» عادات سيّئة,قصائد جمانة حداد
» من يدي يأكل الحمام شعر آنا أخماتوفا ترجمة جمانة حداد
» قصائد حب عالمية ترجمة جمانة حداد وأدونيس
» كأنك تحبني,جميع أسبابنا ,شعر وقصائد عناية جابر,ديوان عناية جابر pdf
» شعر وقصائد مالك حداد ,ديوان مالك حداد مترجم pdf

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا