آخر المساهمات
2024-05-04, 8:54 am
2024-05-04, 8:53 am
2024-05-04, 8:49 am
2024-04-28, 10:02 pm
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-02, 5:16 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

 

 مقالات أمجد ناصر pdf

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
® مدير المنتدى ®
hassanbalam


رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!

ذكر

عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : مقالات أمجد ناصر pdf 15781612


مقالات أمجد ناصر pdf Empty
13062014
مُساهمةمقالات أمجد ناصر pdf



المصريون لم يقولوا "لا" للمشير عبد الفتاح السيسي، في الانتخابات الرئاسية، ولكنّهم لم يقولوا له "نعم" مريحة. ليست تلك "النعم" التي كان يتوقعها، أو يرغب فيها. مَن قالوا إن المصريين أبطلوا، في هذه الانتخابات الباهتة، "التفويض" الذي "منحوه" للسيسي غداة هبَّة 30 يونيو/ حزيران، لا يزالون يصدرون من أوهامهم التي أدت، بالضبط، إلى 30 يونيو، أما الذين يقولون: إن المصريين جدَّدوا "تفويضهم" للمشير، الذي لم يطوِ بزَّته العسكرية في الخزانة بعد، فهم لا يقلّون خطأ عن أولئك.

يصعب، اليوم، معرفة شعبية المشير بين المصريين.


فبين رفضٍ لنظام مرسي، الفاشل، وتطلّعٍ الى "قائدٍ منقذٍ"، رأينا تلك الأعداد المليونية التي لا يصنعها برنامج فوتو شوب. لم تكن تلك الحشود، على اختلاف أسباب نزولها إلى الشوارع والميادين، مقياساً لشعبية السيسي، ولا، قطعاً، دعوة مفتوحة لحكم العسكر.

الأرقام التي يتقاذفها معسكرا الانقسام المصري (وليس الشعب المصري، الفرق لا يخفى على أحد) ليست مهمَّة في حد ذاتها، سواء كان مَن خرجوا إلى انتخاب السيسي، خمسة وعشرين مليوناً أم أقل من ذلك، وسواء تفوَّقت الأصوات الباطلة على الناصري حمدين صباحي، منافس السيسي الوحيد، أم لا، فقد أصبحنا في يومٍ آخرَ، وأمام استحقاق جديد، لا يفيد معهما البكاء على الحليب المراق. مصر والعالم العربي، اليوم، أمام واقع مصري مختلف عمّا كان عليه قبل عام، بل مختلف، حسب ظني، عمَّا كانت عليه مصر قبل الانتخابات الرئاسية. كان السيسي، قبل انتخابه رئيساً، موجوداً وغير موجود، عضواً في الحكومة، وربما رئيسها في آن، غير أنه لم يكن، رسمياً، رئيساً للدولة، ولا رئيساً لمجلس الوزراء. اليوم سيقف السيسي وجهاً لوجه أمام الشعب المصري، وجهاً لوجه أمام قضايا مصر المصيرية المزمنة، وجهاً لوجه أمام القضية الفلسطينية وانتكاساتها، وجهاً لوجه أمام اليد العليا السافرة لمجلس التعاون الخليجي في الحياة السياسية العربية، وجهاً لوجه أمام أوروبا وأميركا ومطالبهما من مصر "الجديدة".. باختصار: سيكون العسكريّ المترجِّل من دبابته للتوّ، وجهاً لوجه أمام متاهة، لا يحسد عليها، من شؤون مصر العاجلة، وهي بالأطنان، وشؤون المنطقة التي تشهد انقضاضاً شرساً، مكشوفاً، على الأفق الذي فتحه "الربيع العربي" أمام شعوبنا التي كسر الاستبداد ظهرها وأقعدها على الأرض.

سيسي اليوم، لن يتمكن من الاختباء أمام رئيسٍ مؤقتٍ، وحكومة تسيير أعمال، وبرلمان معطَّل وصحافة تطبِّل وتزمِّر، ونسوة يزغردن، ورجال دين يفتون، من دون أن تطاله مسؤولية أخطاء "غيره". لن يكون هناك "غيره" في الساحة. فهو الرئيس الذي كانت "ترنو" إليه العيون، و"تهفو" إليه القلوب.. وعليه أن يرتقي إلى جلجلة الأماني التي رفعها إلى رأس الجبل. وسواء قال للمصريين، وهو يهيئ نفسه لكرسي الرئاسة، إن الرحلة ستكون شاقة، وإنه لا يملك عصا موسى، أم لم يقل، فلن يسمعه أحد ممّن يرون فيه المنقذ من الهلاك. فهو، لا أحد غيره، مَن أطاح بالشيخ مرسي، وأرسله إلى السجن، لأنه لم يستطع أن يكون على قدر مصر الكبيرة. طيّب. هذه هي مصر الكبيرة تنتدبك الى تكاليفها.

وهي تكاليف باهظة.

فمن أين تبدأ؟

وكيف؟
وبأيّ نوع من الناس؟

***

لم أقل إنَّ انتخاب السيسي يَجبُّ ما قبله من أحداث، فهناك جرائم لا تسقط بالتقادم، وهناك دماء تصرخ، مطالبة بمعرفة سافكيها ومعاقبتهم، وهناك سجون أُترعت، "عن بكرة أبيها"، بالمعتقلين.. وهناك وهناك. هذه قضايا لا يُسقطها جلوس المشير على كرسي الرئاسة، وهي لها سكّتها التي لا ينبغي أن تصل إلى حائط سدٍّ. ما وددتُ قوله إن هذه الرحلة الشاقة، لمَن سيتولّى مسؤولية مصر الأولى في هذه اللحظة الراعفة، قد تهون مشاقها قليلاً، وقد تتمكن من الوصول إلى هدفها بأقل قدر من الخسائر، وممكن، بتفاؤل طوباوي، أن تشكل نقطةً فاصلةً في تاريخ مصر الحديث، إن تمَّ فتح صفحة جديدة في الحياة السياسية والاجتماعية المصرية من دون رمي الصفحة السابقة في سلة المهملات.
ولكن إيقاف الزمن والتاريخ وعجلة المجتمع عند "حق" و"شرعية" سابقين لا يفيد الحق، ولا يفيد مصر، التي تتطلع الشعوب العربية الى نهوضها، بكل زخمها وعنفوانها، في شيء..

هذا ما يجب أن يعرفه المشير وخصوم المشير.
والأفعال، لا الأقوال، هي المحكّ.

_________________
مقالات أمجد ناصر pdf Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

مقالات أمجد ناصر pdf :: تعاليق

hassanbalam
رد: مقالات أمجد ناصر pdf
مُساهمة 2014-06-13, 12:00 pm من طرف hassanbalam
أسطورة الصينية، إن رجلاً عجوزاً كان يعيش في ولاية "تشو" الإقطاعية، استطاع البقاء على قيد الحياة، على الرغم من أنه لم يقم بأي عملٍ، يقوت به نفسه. ليس هو، شخصياً، على الأقل. فقد اقتنى هذا العجوز الماكر بضعة قرود، وجعلها تقوم، بطاعة تامة، على خدمته، والكدح في سبيل عيشه، وكان أهالي ولاية "تشو" يسمونه "جو غونغ"، أي "سيد القرَدة". كان رجلنا هذا يفتح أقفاص القرَدة كل صباح، ويجمعها في ساحة بيته، ويأمر أكبرها أن يقودها، كطابور عسكري، إلى الجبال لجمع الفاكهة من الأجمة والأشجار. لم يكن سيد القرَدة يستولي على كدح القردة، بالكامل، لكنه كان يفرض على كل قردٍ أن يقدِّم له عُشر ما يجمع، ويعاقب كلَّ من لم يفعل بجلده، أمام رفاقه القرَدة الآخرين، من دون رحمة. كانت معاناة القرود عظيمة، بيد أنها لم تجرؤ على الشكوى. وفي يوم من الأيام، سأل قرد صغير القرود الأخرى: هل زرع الرجل الهرم جميع أشجار الفاكهة؟ فأجابوه: كلاّ، إنها تنمو وحدها. ثم تساءل القرد الصغير: ألا نستطيع أن نأخذ الفاكهة، من دون إذن الرجل العجوز؟ فأجابوه: نعم نستطيع. فقال القرد الصغير مستنبطاً حكمة من واقع الحال، لم تخطر على بال القردة الكبار: لماذا يتوجب علينا، إذاً، خدمة الرجل العجوز؟
فهمت القرَدة ما كان يرمي إليه القرد الصغير، حتى قبل أن ينهي جملته. وفي الليلة نفسها، عندما غطَّ الرجل العجوز في سبات عميق، مزقت القردة قضبان أقفاصها، واستولت على الفاكهة التي كان "سيدها" قد خزَّنها، وأخذتها إلى الغابة. لم تعد القرَدة إلى الرجل العجوز بعد ذلك أبداً، وفي النهاية مات جوعاً!
يقول يو لي زي، ناقل الحكاية الأصلي، التي سردها جين شارب لاحقاً، في تفسيره لها: يحكم بعض الرجال شعوبهم باتباع الخدع، لا المبادئ الأخلاقية. هؤلاء الحكام يشبهون "سيد القردة"، فهم لا يعون أنه في اللحظة التي يدرك فيها الناس أمرهم، ينتهي مفعول خدعهم".
***
كنت أظن أني لن أعود الى أسطورة سيد القردة، التي كتبت عنها مع اندلاع الربيع العربي، لولا أن سيد القردة، الذي رأيناه يهلك أمام أعيننا، عاد إلى الحياة مرة أخرى. انبعث من رماده، وصرير جنازير دبابته، وتهليل إذاعته، ودماء ضحاياه، وطفق يسعى وراء "القرَدة"، التي مزَّقت أقفاصها، واستعادت خيرات أيديها، وتنفَّست هواء الحرية، كي يعيدها إلى الحظائر والأقفاص. فلا حياة لهذا السيد الماكر، المخاتل، من دون كدح "القرَدة".
لا يكون "سيد القرَدة" سيداً، لو وعى حقائق التاريخ وأدركها.
لو استوعب درس الماضي القريب.
لكن، كلاّ.
هذا لم يحصل مع أي سيد قرَدة من قبل.
لا في الشرق، ولا في الغرب.
هناك شيء في تكوينه يمنعه من إدراك ذلك حتى لو رآه رأي العين.
عليه أن يعيد الخطأ نفسه مرة أخرى، غير خائف، هذه المرة، من العواقب، لأنَّ ثمة من أقنعه أنَّ "القرَدة" لا تستطيع العيش طويلاً من دون قفص، ولا تستطيع أن تنتظم في صفوف من دون كرباج، وستحوّل الحرية، بمجرد حصولها عليها، إلى فوضى عارمة. سينعدم الأمن، ويختل الاستقرار، وتقتتل في ما بينها، وسينتهي بها الأمر إلى البحث عنك، فإن لم تجدك اخترعتك!
أليس هذا ما نراه من عودة "مظفرة" للاستبداد إلى بلاد الثورات والانتفاضات العربية، بذريعة الأمن والأمان والاستقرار، والأدهى، تلبُّس هذا الاستبداد لبوس الثورة واستيلاؤه على لغتها وشعارها، بحيث يلتبس الأمر علينا، فلا نعرف إن كنا أمام ثورة، أو ثورة مضادة؟ يظن الاستبداد العائد أن الثورة مسألة لغوية، حيث يمكن للواقع أن يجري في واد، واللغة في وادٍ آخر، لكنه لا يعرف أن الثورة قضية لغةٍ وواقعٍ تصفه هذه اللغة. ولا انفصام، هنا، بين اللغة والواقع. فلا ثورة من دون لغة (بل ثورة في اللغة)، وفي الآن نفسه حدوث تغيير جذريٍّ في الواقع، بحيث لا يعود يشبه نفسه، فإن تعرَّف الواقعُ إلى نفسه في المرآة لا يكون قد تغيَّر.. ولا نكون حيال ثورة.
يارا لايف
رد: مقالات أمجد ناصر pdf
مُساهمة 2014-06-28, 9:59 am من طرف يارا لايف
العلاقة بين الشعر وكرة القدم أوثق مما تظنون، مع أنَّ لا علاقة فعلية بينهما! فكـُرَةُ القدم نشاط رياضي صرف، بدني صرف، على الرغم من اعتماده على شغف (=عاطفة) وتكتيكات ومهارات (= عمليات ذهنية)، ولكن، من دون أداته الرئيسية (الجسد) لا وجود لهذا النشاط. لا يلعب لاعب كرة القدم بعاطفته وذهنه، بل بجسده الذي ينبغي أن يتوفر على مستوى لياقة معين، حتى يمكنه الانخراط في "المستطيل الأخضر"، نحو ساعة ونصف الساعة من الحركة البدنية المتواصلة. لذلك، هناك عمر معين للاعب كرة القدم. ليس ذهنه الذي يشيخ، ولا عاطفته التي تتراجع، بل جسده الذي لا يعود قادراً على الخدمة.
ولكن، ما علاقة هذا كله بالشعر؟
هناك علاقة.
واسمحوا لي بالبرهنة عليها.

***
كرة القدم والشعر نشاطان متلازمان في عمر البشر المعاصرين (دعوني أقول الذكور). ولكن، في سنٍّ معينة بعد ذلك، يفترقان، ربما، إلى الأبد. كلّ مراهق لَعِبَ كرة قدم. ليست هناك مدرسة، على الأغلب، ليس فيها فريق كرة قدم. وليست هناك حارة لا تتحول شوارعها، ساحاتها، مناطقها الخلاء، إلى ملاعب كرة قدم. قد لا تكون كرةً بالمعنى الدقيق للكلمة، بل لفافات قماش يسميها المصريون "كرة شراب" (قماش محشوّ بجرابات/ شراب)، وقدَّم عادل إمام أفضل أدواره السينمائية في فيلم يتناول هذه اللعبة "الحرّيف".
الآن، وفَّر البلاستيك أشكالاً عديدة من الكـُرات، وبأسعار مقدور عليها.
كنا أبناء حارات شعبية، والتحقنا بالمدارس الحكومية. لا أذكر أحداً من أبناء الحارة لم يلعب "كرة" قدم. لا أتحدث عن المهووسين بهذه اللعبة (وهم كثر)، ولكن، حتى عمّن لم يهتموا بالرياضة والأنشطة البدنية، فإن لم تلعب كرة قدم في حي شعبي، ماذا عساك تفعل بفوران جسدك؟ ففي تلك الحارات التي لم تكن فيها شوارع معبَّدة، لا وجود لـ "مرفق" لتصريف النشاط البدني، هناك "الزعرنة" والعصابات وسكاكين الكبّاس. وهناك كرة القدم، أقصد الكرات القماشية التي كانت مناسبة جداً لأقدامنا الحافية.
كانت هناك نوادٍ رياضية في مركز المدينة، لها فرق "محترفة"، ولكن هذا الطور من العلاقة بكرة القدم يحدث بعد افتراق الكرة عن الشعر، ولنخبة محدودة جداً من الشبان، أولئك الذين كنا نحسدهم على انتمائهم إلى نادٍ له شعاره وقميصه الخاصّان، أولئك الذين سيرتدون شورتات وأحذية رياضية حقيقية، و"يشوطون" كرة قدم حقيقية أيضاً.

***
وبما أن "كرة" قدم الأحياء الشعبية ليست حقيقية، وقلة هم الذين توصلهم أقدامهم الحافية إلى النوادي الرياضية، فإن "الشعر" الملازم لها ليس حقيقيا كذلك، أعني ذلك التعبير المنثال، الذي يجهد لتقليد شعر المنهاج المدرسي، أو تلك "العبرات" المتفجّعة التي تضمها رسالة تحمل قلباً مطعوناً بسهم. فمَنْ، في فترة المراهقة، ذات الانقلابات الجسدية والنفسية، لم "يحب"؟ لا أظن أن هناك مَنْ لم يخفق قلبه، تضطرب نفسه، تتسارع دورته الدموية، تتعرّق يداه، عندما يطلُّ طيف "الحبيبة" المعبود. وبما أن هذه الحالة تحتاج إلى تعبير غير جسدي (على الأقل في بلادنا، على الأقل في زمني)، فإن التعبير المتاح عن فوران الروح والجسد هو الكلمات، سواء انتظمت في شكل "قصيدة"، تقلّد ما تعرفه من شعر، أو رسالة تنهل من مجازات الشعر ووطأة عاطفة المراهقة ومبالغاتها.
فمثلما كلُّ مراهق "لاعب كرة قدم" (على النحو الذي بسطناه)، فإن كل مراهق "شاعر" وليس رساماً، شاعر وليس قصّاصاً، شاعر وليس موسيقياً، لأنَّ "الشعر" هو، على ما يبدو، الشكل الأقدر على التعبير عن "الحب". هناك خانة شعرية خاصة، تسمى "قصائد حب". فهل هناك لوحة اسمها "لوحة حب"؟ من يعرف لوحة (حتى لأعظم الرسامين) يمكن وصفها كذلك؟ هناك رسامون عديدون رسموا حبيباتهم (بيكاسو أشهرهم)، غير أنَّ تلك الأعمال التي عبَّرت عن تصورات نفسية واجتماعية وجسدية وفنية لا تستطيع، حسب ظني، أن تحدث عند المتلقي الهزَّة الجمالية التي بمقدور قصيدة الحب (الناجحة فنياً وشعورياً) أن تحدثها.
ليست كلّ الأقدام الغضَّة قادرةً على الوصول إلى فرق النوادي، قلة تتمكن من ذلك. وهذا حال الشعر، فـ "الشعر صعبٌ وطويلٌ سلَّمه"، على حد تعبير الحطيئة، ومن بين كلِّ "شعراء" المراهقة لا يواصل درب الشعر، إلى أن تنضب مياهه، إلاَّ الراسخون في أحلام اليقظة.
hassanbalam
رد: مقالات أمجد ناصر pdf
مُساهمة 2014-07-01, 9:36 am من طرف hassanbalam
لآونة الأخيرة (وهي آونةٌ ممتدّةٌ يصعب حصرها بين تاريخين) بحثُ الناسِ عن رجاء، أو معجزة. وللرجاء أسباب عديدة: المريض يرجو الشفاء. الجائع يرجو الشبع. الفقير يرجو الغنى. الغني يرجو أن يكون أكثر غنى. الصغير يرجو أن يكبر. الكبير يرجو (بلا أمل يذكر) أن يصغر. ليس للرجاء مرجع أو قاعدة ثابتتان. ولكن، كلٌّ يرجو، على الأغلب، إلهه، مطلقه، شفيعه. لأنَّ هذا في أصل الرجاء نفسه، وإن انصرف، في أزمنة البشر الصعبة، إلى ذوي الجاه والسلطان. لكنَّ هذا لا يحسب رجاء. يمكن أن نسميه تزلّفاً، تذلّلاً. تمشيةً للحال. لأنَّ الأول يصدر من القلب والأحشاء والثاني من الحنجرة واللسان.

لهذا صرنا نرى أنواعاً شتى من الدُرْجَات (= تقليعات) "الروحية". تصوّف، زنّ. بوذية. طاقة كونية. هذا عدا، طبعاً، العودة الكاسحة إلى الدين بوصفه المرجع الأقدم للرجاء "المضمون". حتى على صعيد الأدب، رأينا الدُرْجَة السحرية، الفنتاستيكية إلخ.. تسود، بقوة، في فترة ماضية، ولا أظن أنها ستزول تماماً. فعندما تكفُّ الحياة عن أن تكون لغزاً، سرَّاً، حيرةَ، يختفي هذا الأدب من الوجود... وهذا لن يحدث.

**

متى بدأت دُرْجَة البحث عن الذات، وتحقيق الرضا الذاتي، داخل الذات وليس خارجها؟ أي الانخلاع من السيرورات الاجتماعية التي تصنع، عادة، الذات المتعينة في التاريخ، أو الذات التاريخية، ومسعاها للتحقق على الصعد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية؟

سأقول من دون بيّنة إنها بدأت مع رواية "الخيميائي" لباولو كويللو، حيث صار الأدب يقرأ لغرض غير أدبيّ، وأبعد من مجرد التسلية وقتل الوقت. لكن الأصل، والجذر الأبعد، لهذا الفنتاستيكي والواقعي السحري هو كنز الكنوز: ألف ليلة وليلة، من دون أن يصل الفرع، هنا، إلى جزء بسيط مما هو عليه الأصل من تركيبٍ وبناءٍ وحيل سردية.

لا سبب عندي لانتشار "الخيميائي"، الساذجة على مستوى الفن الروائي، واكتساحها حواجزَ اللغات والجغرافيا والثقافات إلا حاجة الناس، في أزمنة الواقع اللاهث، القاتم، الآليّ، إلى رجاء. إلى معجزات. وها هي كتابة بسيطة، مباشرة، تنهل من فنتازيات ألف ليلة وليلة، تحقق المعجزات بين دفتيّ كتاب!

***

تذكرون حكاية الراعي الأندلسي (!) سنتياغو الذي حلم ذات مرة، وهو نائم تحت شجرة في بيته، بكنز مدفون بالقرب من الأهرامات المصرية، فقرر البحث عنه. تواجهه، في مسعاه هذا، صعاب واستحالات، غير أن الراعي الأندلسي يواصل طريقه، إلى أن يصل إلى المكان الذي يفترض أن يكون الكنز مدفوناً فيه. يصادف عصابة هناك، فتأمره بالحفر فلا يجد شيئاً. يبقي زعيم العصابة على حياة الراعي الأندلسي، ويقول له ساخراً: لقد حلمت بكنز في المكان الفلاني، ولكني لست ساذجاً كي أقطع البحر بحثاً عنه كنزٍ في حلم. المكان الذي وصفه زعيم عصابة اللصوص كان، بالضبط، مكان سنتياغو نفسه!

سيتذكَّرُ من قرأ قصصاً للكاتب الأرجنتيني العظيم، بورخيس، قصته القصيرة جداً "حكاية الحالمين" التي تتحدث عن تاجر مصريّ رأى في الحلم رجلاً يُخْرجُ من فمه قطعة نقد ذهبي، ويقول له: كنزك موجود في أصفهان، بفارس، فاذهبْ للبحث عنه. فيذهب. تحدث سرقة وجلبة في أقرب مكان من كنزه الموعود في أصفهان، فتأتي الشرطة وتعتقله مع آخرين. ولكن، سرعان ما يكتشف المحقق الفارسي أن الرجل لا علاقة له بما حدث، بل إنه ليس من فارس أصلاً. فيسأله: ما الذي جاء بك الى أصفهان؟ يقرر التاجر المصري أن يقول الحقيقة. وما أن يفرغ من سرد حكايته على المحقق، حتى يشرع الأخير بالضحك إلى أن "تبرز أضراس عقله"... ثم يقول له ما معناه: يا مغفل، لقد حلمت أنا بكنز مدفون في بيت بالقاهرة، له حديقة فيها ساعة شمسية، وراء الساعة الشمسية شجرة تين، وراء شجرة التين عين ماء.. وتحت عين الماء الكنز!

عاد التاجر المصري إلى بلاده، على جناح الطير، ليذهب، مباشرة، إلى عين الماء في بيته ويحفر، فيجد الكنز الدفين!

رواية باولو كويللو مختطفة، بالكامل، من قصة بورخيس القصيرة مع الكثير من البهارات والتطويلات التي حولتها إلى رواية "بست سيلر".

نذكِّر، هنا، أن بورخيس ينهي قصته كالتالي: "عاد الرجل (التاجر المصري) إلى وطنه. ومن تحت عين الماء في حديقته (التي حلم بها المحقق) ويخرج الكنز. هكذا باركه الله وأجزاه وأثنى عليه، إنَّ الله كريم، لا تدركه الأبصار".

(من كتاب "ألف ليلة وليلة"، الليلة 351)!!
hassanbalam
رد: مقالات أمجد ناصر pdf
مُساهمة 2014-07-07, 10:43 am من طرف hassanbalam
الليلُ والبيداءُ تعرفُني
والسيفُ والرّمحُ والقرطاسُ والقلمُ.
هذا هو المتنبي يصف، بكامل نرجسيته، تضخم ذاته.
فماذا يقول لنا واقعه؟
مؤكد أننا لا نجادل البتة، في صدق الكلمتين الأخيرتين من بيت المتنبي الشهير. فلم يعرف القرطاس والقلم، في زمن أبي الطيب، شاعراً دانت له الكلمات، مثلما دانت له، إنه معجزة العربية وقد تجلت في شخص شاعر اعتلى، من دون منازع، عرش الكلمات، إلى حد بدا له أن تأليف "كتاب" وادعاء النبوة ليسا عسيريْن عليه.
الإعجاز اللغوي، كما نعرف، مقصور على القرآن. ولكن، ها هو المعرّي، الذي لا يقل رسوخاً عن المتنبي في المدونة الشعرية العربية، يؤلف في أبي الطيب كتاباً يسميه، من دون وجل، "معجز أحمد"! ليس صعباً علينا تلمس المقاربة الخطرة التي يعقدها المعري بين اسمين وإعجازين. ولكنَّ هذا عن القرطاس والقلم، فماذا عن الخيل والليل والبيداء والسيف والرمح؟
هنا يظهر التفارق.
لنبدأ من الخيل والليل والبيداء.
لا شك أن المتنبي الذي ارتحل في المكان العربي والأعجمي، كما لم يرتحل شاعر في عصره، قد عرف الخيل والليل والبيداء. تذكّروا أنه، أصلاً، تربى (كما تقول أكثر من رواية) في صحراء السماوة، على الرغم من أنه يصعب تصور رجل "سقّاء" (بائع ماء)، مثل والد المتنبي (أي شبه معدم) يرسل ابنه، على عادة الأرستقراطية العربية القديمة، لينهل اللغة من "سادتها" في الصحراء.
حتى وإن لم تكن هذه الروايات صحيحة، يكفي أن نتذكر أن المتنبي قطع، في رحلة هروبه من مصر إلى الكوفة، أكثر من ألفي كيلومتر، معظمها في الصحراء، على ظهر جواد.
هذا عدا رحلاته بين الكوفة وحلب، والأخيرة وفلسطين، مروراً بمعظم أرجاء سورية ولبنان والأردن. لا شك، والحال، في معرفة المتنبي بالليل والبيداء والترحال. ولكن الشك يظل يحوم حول معرفته بالسيف والرمح.
لا يشك المستشرق الفرنسي بلاشير (وضع كتاباً رائداً عن أبي الطيب) في أن المتنبي تنبأ، وجمع حوله، في مطلع حياته، أنصاراً وخاض قتالاً، بينما ينكر محمود شاكر ذلك، فيما يترك طه حسين الباب موارباً على هذه النقطة.
ليس حديثنا هنا عن "تنبي" المتنبي، بل عن علاقته بالسيف والرمح، المرادفة لعلاقة القول بالفعل، وقدرة الشاعر (المثقف عموماً) على أن يكون خطابه في واد وفعله في واد آخر.
قصائد المتنبي "القرمطية" تنضح بصور العنف. هذا ما يقرره مصطفى الشكعة، مستشهداً بهذه الأبيات ذات الرنين الحربي المهتاج:
ولا تحسبنَّ المجدَ زقّاً وقَنْيَةً
فما المجدُ إلاّ السيفُ والفَتكَةُ البكرُ
وتضريبُ أعناقِ الملوك وأن ترى
لك الهبواتُ السودُ والعسكر المجرُ
وتركُكَ في الدنيا دوياً كأنما
تداَوَلَ سمعُ المرءِ أُنْمُلُهُ العَشر.
فهل جرّب المتنبي "تضريب السيوف"، في هذه الفترة من حياته الفائرة بالحماسة والعصب المشدود، المنسوجة بلغة وذائقة شبه بدويتين؟
ليس هناك رأي قاطع.
قد يكون الشاعر، هنا، مجرد لسان حال جماعة، ليس إلاّ. ألم يوصف الشاعر العربي القديم بأنه "الناطق" باسم قومه، أو وزير إعلامهم، وما يقوله قد ينطبق على الجماعة أكثر، ربما، من انطباقه على الشاعر الفرد؟
أما في الفترة الحمدانية الأكثر انسجاماً واشراقاً في حياة المتنبي وشعره، فقد يكون جرَّب "تضريب السيوف". هناك، في الواقع، أكثر من قول عن خوضه الحرب إلى جانب سيف الدولة، بل ثمة من تحدث عن شجاعته وإقدامه في القتال، لكن، ليس هذا رأي البغدادي الذي يقول إن سيف الدولة سلمه إلى النخاسين والروَّاض (مروضي الخيول) ليعلموه الفروسية والطراد والمثاقفة.
بلاشير الذي يقتبس البغدادي يراه، أيضاً، متبجحاً، يثير السخرية في علاقته بالسيف والرمح. التبجح ليس خصلة بعيدة عن أبي الطيب. قد نجد لها وصفاً ألطف في معجم الأنا المتضخمة، ولكنه يظل يحمل ظلالها.
أما الرواية الأكثر تداولاً عن مقتله على يد فاتك الأسدي الذي كان المتنبي قد عرَّض بأخته بأشنع العبارات وأشدها ابتذالاً، فتقول إنه فرَّ أمام فاتك، لكنَّ غلامه "مفلح" ذكَّره ببيته الشهير عن الخيل والليل والبيداء والسيف والرمح، فتوقف أبو الطيب عن الهرب مردداً، لنفسه، ربما، قبل أي شخص آخر: لقد قتلتني! لعله تذكَّر أيضاً قوله:
وليس بخائفٍ من حتفه من خاف مما قيلا! -
 

مقالات أمجد ناصر pdf

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نوسا البحر :: منتديات عامة :: || فرشه جرايد ~-
انتقل الى:  

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا