آخر المساهمات
2024-05-04, 8:54 am
2024-05-04, 8:53 am
2024-05-04, 8:49 am
2024-04-28, 10:02 pm
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-02, 5:16 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

قصائد جديدة لرعاة العزلة

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : قصائد جديدة لرعاة العزلة 15781612
قصائد جديدة لرعاة العزلة Icon_minitime 2014-12-21, 7:22 pm
قصائد جديدة لرعاة العزلة 1

قلت لك من البداية | جيهان عمر


قلت لك من البداية
لا تضعني على هذا الرف المترب في قلبك
قلت لك ..
عن حساسيتي الشديدة من الغبار
عن شغفي بتنظيف الأماكن الجديدة
و أنني لا أزيل الرفوف وحدها
بل أزيح الأثاث القديم كله
في كومة واحدة
قبل أن أنادي على بائع الروبابيكيا
بصوت طازج ..
قلت لك من البداية
أنني أحب أن أغمر الأرضية بالمياه
وأتلمس برودتها بقدمي الحافية
قلت لك
أنني أحب أن أفتح النوافذ
قبل أن أحتار أيهما القمر
أيهما الشمس
ولماذا يظهران معا في نفس الوقت
قلت لك انني قد أعيد طلاء الجدران
قلت لك من البداية
لن ينجح الأمر



أمزِّق نسختي من موبي ديك | لويس أرمنتا مالبيكا | الترجمة عن الإسبانية والتقديم: غدير أبو سنينة

لقصائد الشَّاعر لويس أرمنتا مالبيكا هذه خصوصيَّة؛ فهي، في الأصل، تحاكي رواية "موبي ديك"، للكاتب الأميركي هيرمان ملفيل التي صدرت عام 1852، وتدور حول صراعٍ يدور بين الحوت والإنسان.
أما إسماعيل فهو الشخصية التي تروي الأحداث في الرواية وهو يصارع الموت للنجاة من الحوت باستخدام تابوت كان على متن السفينة.
في القصيدة عدَّة أصوات لأكثر من شخص اسمه إسماعيل، منهم الشخصية التي يُهديها الشاعر قصيدته وهو يصارع الموت في المستشفى. أما الحوت الأبيض وغرفة بابييون فهما لا يعودان فقط للحوت الأبيض في رواية "موبي ديك"، بل للمستشفى الغارق في البياض بسبب ملابس الأطباء والممرِّضين وللغرفة التي كان يُعالج فيها إسماعيل.
تبرز الانزياحات اللغويَّة والرموز في قصائد مالبيكا بشكل واضح؛ ففي قوله "عمود من النمل المتراص" يشبّه النمل بالكبسولات الطبيَّة في إشارة إلى بدء الشخصيَّة تناول كميات هائلة من العقاقير والكبسولات، كما يشبِّه المستشفى بالحوت وقاعة بابييون روسيتو المغلقة في المستشفى بالقارب الصَّغير.
ثم يُعيدنا مالبيكا لعصر يوليوس قيصر في الجزء (1) من القصيدة في حديثه عن نهر روبيكون الذي يرمز إلى الثّبات وعدم التراجع عن القرارات، حيث أحرق يوليوس قيصر سفنه عند ذلك النهر كي لا يتراجع جيشه في المعركة.
في القسم (2) من القصائد يستعير القربان ليشير للحبوب المهدِّئة والمخدّرات. فالشخصية التي يتحدَّث عنها الشاعر قد عانت من الإدمان، لكنها تتَّخذ من المخدرات وسيلة للشعور بالأمان وتناسي الخوف؛ وفي النهاية تقول "إلهي في البحر" أي الحوت الذي يرمز للمستشفى والأمراض وفي الأصل يتكئُ الشاعر على البعد الميثولوجي والديني في ذكر "الحوت" طوال القصيدة.
ربما تلتبس على القارئ العربي معرفة بعض أسماء الموسيقيين الذين يذكرهم الشاعر، كبرايتن وهو موسيقي بريطاني، وجيسي نورمان، المغنية الأفرو-أميركية، ومادو روبن المطربة الفرنسية.
في القسم (60) من القصائد يستكمل الشاعر رحلته في البحر ورحلة العلاج الذي لم يُسفر عن شيء، لكن الشاعر لن يكف عن الاستعارات والمحاكاة؛ فهو يأخذنا إلى عاصفة نانتوكيت المظلمة، ونانتوكيت ليست فقط المدينة التي وُلد فيها مؤلِّف الرِّواية بل أيضا أعماق إسماعيل المُظلِمة. كما يستعير "شابَّيْن شديديْ البياض" ليشير للمرِّضيْن، أما "النافورة" فهي البخارالذي يخرج من الحوت ويبدو كنافورة من الأعلى. "مُراقبان صبوران يرصدان عَرَقي/ المتدفق كنافورة والمختلط بدم فائض"
وفي قصيدة "الأنفاس الأخيرة" نفهم أن إسماعيل وصل لنهاية المطاف؛ فهو الآن في غرفة المستشفى "رغم الغرفة الفارغة المجاورة للحديقة الأخرى" أما الأعشاب التي تُصنع منها المخدرات فقد وصفها بـ"الزهور السامَّة التي تشبه الشباب الثائر".
كما نرى إسماعيل في القصيدة يهذي حين يُصاب بالهلوسة فيرى نسوراً وخنافس "نسورٌ أو خنافس شوهدت عائدة صباحاً خلف الإفطار".
تفترق نهاية إسماعيل (الذي أدمن المخدرات) عن نهاية إسماعيل (بطل رواية موبي ديك)؛ ففي حين ينجو بطل الرواية في صراعه مع الحوت، يسقط إسماعيل (القصيدة) في براثن الموت، حين عجزت المخدرات والحبوب المهدِّئة عن إزالة مخاوفه وتحريره والوصول به إلى شاطئ الأمان النفسي. لقد بقيت "ذراعاه متدلّيتيْن" إذ لم يَعُد هناك من يُعانقه، ورحل تاركاً صورة شخصية تكسوها خربشات باللونيْن الأحمر والأزرق "تبديد صورة ذاتيَّة تصوِّب/ سهمَها وتوقيعَها/ بالأحمر والأزرق"]

انقِضاض
لا أسأل نفسي إن عشنا معاً
كلَّ هذه السنوات
في صفحات
مُتفرِّقة
عينٌ بجانب أخرى
دميةٌ بجانب أخرى
وبيننا مِطواة
تخدش النّظرة
في فيلم سوريالي.

ثم يأتي ابتهال سحيق
فخلق الله الحيتان العظام
أتناول القُربان هنا
وفي الأثناء
أسحقُ بأصابعي نملةً
تمضي بخوفي الذي حلّ فجأةً
أمام حديقة زهور طبيّة فيها:
كبسولةٌ لعلاج التَّوحد
كبسولةٌ لعلاج الفصام
كبسولةٌ للاضطرابات العقليَّة
تدور وتتشظَّى عشوائيّاً
بينما عمودٌ من النّمل المتراص
يفتح ممرّاً
دون أدنى شفقة.

أمزِّق بعض أوراق
نسختي الذّاوية من
رواية موبي ديك
ما يكفي لخلق محيطٍ من الورق
تغوصُ به يداي
الفارغتان النازفتان
وتكتبُ قصّة مشتركة
لا تتَّسعُ لنا معاً
قصَّة حوت أبيض
ستُكتب بعد سنوات طوال
من تفرقنا
كنّا نعرف كيف يتآمر القلم والسِّكين
أمّا هنا فالقلم يلتقي مع الحربة

وأتساءل
عمّا يتبقّى من الله فينا
حين ينام
الإنسان والحوت معاً.

قلتُ له ذات مرَّة: ما يحدثُ على حاجز الأمواج
يمكثُ في المياه.

بلغة الإشارة، بمفاتيح مورس
بلغة بريل
أو بالكلمات المفكّكة
في كلِّ مجدافٍ وكلِّ رشفةٍ
في كلِّ ضربةٍ وكلِّ نفَسٍ
أقول مراراً:
السَّراب
في صواري بابييون روسّيتو
ذكّرنا بالسّاحات
بالسَّدِّ البحري في مخدع هيلينا.
بنجوم أبناء زيوس،
وبالعيون اللامعة في ضوء الدم.

بثلاث لغات ملتهبة وفي الوقت عينه
يسمّون جميع الحوتيّات المعروفة:
الحيتان البيضاء،
كركدن البحر والحوت الأحدب
خنازير البحر، الحيتان الرَّمادية
الدلافين والحوت الطَّيّار.
وبتلك اللغات يسمّون
القائد البحري ستاربك
الذي رأى ضوءاً على الصّاري.

لكنَّ هذا لم يعد بحراً
إنه نهر النّسيان،
نهر روبيكون
حيثُ تُحرَقُ السُّفن.

هذا هو الخوف..

2
المخاوفُ مكَثَت في الأرض
وفي صدر الإنسان حين يدفِن وجهه
بين يديه
متبدِّدة وسط ضباب المرآة
بدونك
تُباري بعضها البعض
تتفرّعُ لكلِّ العائلة
الخوفُ يزداد،
تآكلت وصدِئت من البكاء
جذور العين الغائرة
وكذا الأسنان القاسية في فم الإنسان
حين ينكرُ إن كان تناولَ القُربان بنشوة.
وينكر التهام إلهه.
وإن وجب علينا الكلام..
لا جدوى للمخدرات مع الخوف
فإلهي في البحر

9
رأيته تاركاً ملابسه العاديَّة وبراءته
في غرفة بابييون روسيتو البيضاء
رأيته يطوي اسمَهُ بين الشِّفاه.
رأيته يطوي يديْه
ويسقط
يسقط
في بحر الحياة المصاب بالأرق
ولا شيء يتعلَّق به
سوى قلقه.
رأيته بعينين مغلقتين
وفم مغلق
وجدْته يُقيِّدُ الوقتَ
وأنا مكمّم الفم
بنفس الحبل الذي فرضه علينا الحُب
حين انتهى.

وهكذا سمعنا نشيد
الحوت الأبيض.

10
رغم أنَّه يُفضِّلُ الأصوات الذُّكوريَّة القوية
كصوت برايتن
قال: جيسي نورمان
قلت: مادو روبن
وانتشينا.
ثم أطل الثَّلاثة
وبقي على المائدة
زجاجة تيكيلا وحيدة.

تصافحنا للمرَّة الأخيرة
وترك هاتفه مفتوحاً
وكان الخطُّ المشغول الأفقَ الأخير.

لم يكن هناك أثرٌ لله
ولا لمن
كان يكبِّل الأسئلة.

سقط الليل بهدوء
كشريط بلون القرفة معلَّق في الهواء
ومراسيه من بكاء.

قال: سمِّني إسماعيل
وبصمتٍ
فقدتُ صوابي.

60
"بتدفق شديد البياض مدفونٍ في الوريد"
هكذا أبدأ كلَّ شيء من جديد،
تُجاه جسدي الذي أزوره نادراً
ولا أعرفه
تُجاه الكلمة التي تسبق اسمك ونشيده.
هذا أنا
حيوان تحميه الأشواك
حلقي يحتضر
لساني ممزّقٌ وعيوني تتلجلج
في عظمي شظايا
وعليَّ قميص المرضى.
أسبح للخارج
بأجنحة مغطّاة بالنطرون
أرى كل شيء من لحظة مختارة وأشوّهه.
أنا مؤقتٌ.
أسبح للدّاخل
في عمق عاصفة بابييون نانتوكيت المظلمة
في سفينة روسيتو
مع شابّين شديديْ البياض
مُراقبان صبوران يرصدان عَرَقي
المتدفق كنافورة والمختلط بدم فائض
يُخرجني من العالم ويُعيدني للبحر،
للطّفولة، للبيت الذي يسكن رأسي المضغوط
حيث يُدخل الرب
مَشرَطاً
إبرةً
شوكةً من يده التي هي يدي
وتتمدّد بطريقة عنكبوتية، كمدّ أحمر، كدمّل، كورمٍ دماغي
مفرق طرق بين الذّكرى وما لم أعد أعيشه.
يدي التي باركتها نارٌ أشعلها الإيمان
تحفر خندقاً في الحوت الذي أتبعُه منذ سنوات
تغرق في أضلاعه الحيّة، في كنيسة فمي،
في رمال الألم المُتقلِّبة وشواطئه المتعدّدة
دونما صيّاد.
هذا الأزرق
الذي أتنفّس
نشوةُ فمي
أتناول القُربان
فأصبح
مؤمناً
بهذا البحر
فأنا البحرُ
دون قائمة الوصايا العشر
التي تصدمُني وتضربُني
أثناء عَومها
كراك، كراك، كراك
فأهذي:
لا أعلمُ ما جرى
لا
لا أعلمُ..
ولا أعلم
من أي شيء خلقت الحيتان.

الأنفاسُ الأخيرة
لا تسألوني إن كانت هذه الرواية حقيقيَّة
لا تسألوني من عاشها:
نحن الموجودون هنا
وَسِعتنا عينٌ واحدة
رغم الغرفة الفارغة المجاورة للحديقة الأخرى.
جَمَعْنا وارتشفنا
زهوراً سامّة تشبه شباباً ثائراً
فخلّفت الزّهور قطرات بول نظيفة أسفل الشراشف
زنابقَ ذات بتلات قاسية وتجويف دُهني
لآلئَ لجذر مُعدٍ ينقل الأرق
دونما أضرار في الكُلى
ليس للأمر علاقة بكتاب مملكة الفطريات
ولا بتنين كومودو ذي اللُعاب السّام
لذا كنت أرغب
أن يكشفَ حلْقيَ الجافَّ
قصةٌ
ولو لمرّة واحدة.
حتى لو كان كذباً
لم نأت من الماء
فالأمواجُ تجمَعُ أطرافَها
نحن قطرات ندى من غيمٍ ومِلحٍ
نحن فكرة عالقة بين الزَّهرة والثَّمرة
لا شيء يُعيدنا للزّهرة
حين لا يُجدي الخداع.
لأننا من الطين
غرقنا
ولا كأس تُنقذُنا
من الموت.
قبل الانتحار
نزفَتْ كلمةٌ واحدةٌ
حين سحقَتْها يدي الحنون
كانت رائحة القهوة
ترفرف بأجنحة عنيفة مُعيقة كشاهد زور.
نسورٌ أو خنافس شوهدت عائدةً صباحاً خلف الإفطار
هناك صمتٌ مخدوشٌ يحاور
الحبَّ في الأحشاء الدفينة المُكابرة
كإيقاع نوتة بيانو
مرآة في المرآة
شجرة
اثنتان.
بضع دقائق تبقَّت في المنبّه
أيقظت صوت الضَّمير
كنتَ تريدُ قتلي في هذه الثَّواني كما يُقتل الوقت
أكتب بياض القدر القصير بالخطوات
وليس بالأصابع الصَّالحة
للموسيقى
ولا بالصّمت
كان يان تييرسن ومايكل نايمان
قد سقطا أيضاً (برفق)
بعدك بقليل
وبما أنَّني لم أكن
فمن الممكن أن نقول أشياء كثيرة
كي نلتقي.
مِن الشَّعر الأزرق أطلَّت من عينيكَ
-بنزيفٍ وكَدمتين زرقاوين-
أبوّةٌ فارغة
تركتْ أوجاعُها ندوباً
في الخنافس والنُّسور
لكن أبداً ليس فينا
ولا فيك.
لا تسألوني
إن كنت أعرف النهاية:
فرواية "من لا اسم له"
هي نفس ديوان
"تفسيرات غير مطلوبة"
حين لا نحاول ولو بلطفٍ
تبديد صورة ذاتيَّة تصوِّب
سهمَها وتوقيعَها
بالأحمر والأزرق
الكامنيْن في أكثر الأشياء
بياضاً وسواداً
في هذه القصَّة.
لن يكون ندى
لن تكون رحمة
في أغاني مساء صيف آخر.
لن يحل المساء
على اليوميات
بل على الصّدمة القاسية.
كم هو الموتُ جائرٌ
حين يجلبُ معه
عينيك الزرقاوين في السّماء التي تُعمينا
وتجعلَنا نخفي نظَّاراتنا
لنرى من الدّاخل
في الخفقان الأحمر
ما يُنضِجُنا هو كلمة واحدة
لا تناسب قافيتُها الأمومةَ
بل الطفولةُ
وقافيتي.
ضربةٌ قاضية
هذا البيانو
واليد حانيةٌ على خد الشارع الخامل.
نايمان وتييرسان
الموسيقيّان الأصمان
شاردا الذّهن
راجلان
ألا يشاهدانك تسقط
كالنسور والخنافسِ التي تُخفي
شعرَك الأزرق وعينيك الشديدتي الاحمرار
وهذا العطش الذي نعني به
الأذرعَ المتدلّية،
والغياباتِ الكاملة
التي روَت
قصة
فجأةً.
سقط
العقل الحر
كسهمٍ
هجَر اليد
وقوة الدّفع
والصُّدغ.
سقط بعين الاعتبار
متأخراً جداً
إذ لم يعد هناك حُجراتٌ
ولا طوابقُ
ولا حدائقُ أو زهورٌ سامّة
توقِفُ العقل
(للأسف)
إن
سقط.

*Luis Armenta Malpica شاعر وكاتب مقالات. حصل على عدّة جوائز وطنيَّة وعالميَّة في الشِّعر والرّواية أهمُّها جائزة خاليسكو في الأدب 2008. له خمسة عشر ديواناً، آخرها "استرداد الماء"، و"أنطولوجيا شعريَّة- باسو روتو" 2011، "ظهر الماء"، 2012، "وثيقة درفيني"، 2014.


لا إخوة في الأعياد | هنادي الزرقا

هيستيريا
كلُّ شيء بات عاجزاً
الحبُّ
الشهوة
وحتى الإشارات الضوئية،
لم تعدْ تتغيّر كل عشرين ثانية!
ساد اللون الأحمر
وانكفأت الألوان الأخرى في علب ألوان الأطفال.
***
ما لون البحر يا صغيرتي؟
تصرخ ابنة أخي ذات السنتين: أحمر.
ما لون السماء؟
أحمر!
***
لا تنظر إليَّ
لا تستعجلني.
أدمنتُ البلادة وإحصاء القتلى
ومع كرهي لحصة الرياضيات
بتُّ أجيد العدَّ حتى الثلاثين كل يوم
أحصيهم فيسقطون!
***
الخوف ستارة
تخفي عجزنا وراءها.
نحن القَتَلَة
الضحايا
المتفرجون....
متى يتوقف هذا الوقت النازف؟
***
لم يكن لديَّ ما أخسره
لكنني خسرت الكثير.
***
الشرفات المنهكة
الأيادي المتعرّقة
الملطخة بالدماء وغير الملطّخة
الأرامل والمطلقات
وذوات الحظّ التعس،
كل أولئك كانوا يبكون الخوف
والغد الموءود،
وإسوة بالنساء الصالحات
بتُّ أبكي
أخاف
وأندلق في بئر لا قرار له.



سأبلغ الأربعين

سأبلغ الأربعين
كثير منكم وصلها قبلي
كان أربعينكم هادئاً نسبياً،
لم تتعثّروا بالموت قبل كل صباح،
لم تقلقكم أخبار الانفجارات وصور المعتقلين
واللحى الطويلة.
كان أربعينكم يضجّ بنقاشات عقيمة عن الوحشة والمنفى
عن الاغتراب والسأم.
أما أربعيني فيضجّ بالدم العالق على أحذية أطفال
على الحيطان المهدّمة.
هو أربعيني
أربعون جثة يومياً
أربعون امرأة ثكلى
أربعمائة يتيم.
يحدث أنني أدخل الأربعين
بأربعين شرياناً مقطّعاً
وأربعين حلماً مثقوباً بالرصاص.



ازدحام

وكنّا نمشي ببطء
ونموت ببطء
والخوف يترصّد بنا
ولا يفلح في التقاطنا
"كالموت مستعجلاً يأتي على مهل"
لكنه الموت
غادرتنا الحدائق العامة
كما غادرتنا آلاف الطيور المهاجرة.
ولم يعد يهبط المساء على الشباك
كطائر جميل.
يزدحم الخوف
العجز
الموت
فينا.
ونتكسّر ولا نقع في الماء.
ثمّة أصوات وعويل ودماء
تعوي في شرايينا
ورغم هذا نمعن النظر وراءنا،
نقذف الماضي
نركله بقوة
لكنه يفاجئنا
عند كلّ فاصلة!



دم الانتظار

الهواء ثقيل
والسماء واطئة
ما من صوت كلب شارد
يؤنس ليلي
أفتقد نقيق الضفادع وهي تنبئ عن قدوم المطر.
ما من إخوة يأتون في الأعياد
ما من فرح صغير يعلق على ياقة قميصي،
هو الخوف سرطان يتكاثر بسرعة الضوء،
أراقبه وأعض على شفتي السفلى ليسيل دم الانتظار.



تحية العلم

كنا نقف في الصفِّ أرتالاً
نحيّي العلم،
نرتّل النشيد
وعيوننا معلقة على طائر يفرد جناحيه
وسط السماء ولا يلتفت

سلة مهملات ، ورنين جرس ، وصباح بطىء | أمجد ريان

سلة مهملات ، ورنين جرس ، وصباح بطىء

..
صباح الخير أيتها التجارب البشرية ، صباح الخير أيها الإنسان ، وأنت تعانى فى كل يوم ، من كل أشكال الاغتصاب ، تعانى من السلاح ، وهزيمة النفس . صوت جرس الباب مستمر بلا توقف ، فأترك ما بيدى وأجرى ، فيتدفق التصفيق بامتداد الصالة ، والجمهور يضحك ويصفر ، بينما يعيد الممثل حذاءه الذى طار على الرغم منه حتى آخر الخشبة : الأوضاع كلها هزلية ، والحياة هزلية، لأن ثمة غباء يتسرب إلى حدود الوطن ، ويتشعب جهة الحياة . وأنا لا أعرف الصباح إلا من خلال طوابير الفقراء ، ألقى نظرة على العالم من نافذتى : فأرى مربعات البيوت تتعتق تحت الشمس ، أنا حجرة مغلقة ، أنا شجرة ، أنا تشابه يتقلص نحو خصوصية ، والصبح الشاسع سوف يلم الأقدام ، وسوف يلم الأبواب ، ومهما فعلوا فلن يجدوا مسارب ، حتى لو قاموا بتفكيك الإنسان ، فسوف نظل نمشى ، نمسح عرق الجبين بظهر الكف ، ونمشى ، حتى يبلل الطفل طرف أصبعه بلسانه ، ليفتح الصفحة الأولى


ارسمْ دائرةً ونَمْ فيهَا | أحمد الشهاوي

ارسمْ دائرةً ونَمْ فيهَا

لا مِزاجَ لتكتبَ
ولا لتنامَ في اللحنِ
ولا لتسرِقَ الحرْفَ من أبجديةٍ تائهَة
ولا لتضرِبَ الليلَ بأحذيةِ النهار
ولا لتسألَ الشَّمسَ أن تأتي قبلَ موعدها
ولا لتحادثَ الظلَّ في الحوائط
ولا لتطلبَ من بائعِ الورْدِ قرنفلًا أحمرَ ؛
لتمنحَ اللِّسانَ وظيفةً أخرى
ولا لتسألَ الصائغَ أن يقيسَ حرارَةَ الياقُوت ،
ليحيا في أصابعَها

ما عليكَ الآنَ سوى أن تحسِدَ الحبرَ ؛ لأنَّهُ يكتبُ وحدهُ دُونَ رغبةٍ منكَ ، بعدما غامتْ عينُكَ اليمينُ باسمِها ، ورأتْ في الصَّفْحَةِ فتحةَ القبرِ أضيقَ مما تصورتَ
ماتَ الهواءُ بسكتةٍ
فمن تُحبُّ تخافُ ظُلمةَ الدُّنيا
فاسقِها طمأنينةَ الآلهةِ بقبلةٍ
لا مانعَ من أن تهجُرَ الظِلال
تتخيلَ أنَّكَ تُكملُ الحياةَ وحدَكَ
ولا تلتفتْ إلى فُرشَاةٍ صافحتْ وجهَكَ
وارسمْ دائرةً ونمْ فيهَا
فرُّبَّما تلمَسُ العَتَمَةَ دُون ذِرَاعٍ تسندُ اليأسَ
ولا تخفْ إذا سألك شعْبُ الدَّائرةِ عن الشَّرْحِ ،
اصمُتْ وقُلْ جُملةً واحدةً :
المرْآةُ تكسَّرتْ
ساعتها سيخرُجُ من كفيْكَ نَهْرٌ
وينمُو على إصبعٍ لكَ جبَلانِ من رِيحٍ وفِضَّة
فإمَّا تُغنِّي نشيدَها
وإمَّا ستحذفُ النَّارُ ما كُنتَ راكَمْتَ من عُمرٍ ليسَ لكْ .
هل أنتَ أعمَى
لتفشلَ في تقفِّي الأثر
لا ليلَ يطردُ نجمةً إلَّا إذا احترقتْ
أو ذوَتْ في الظَّلام
فلا تُنْهِكِ الحِبْرَ في البحثِ
ولا تسْألِ النَّهرَ عن مائهِ
إنْ سالَ نحْو الشَّواطِىءِ
ولا تكتبْ للخريفِ بأنك ابنٌ لرَعْ
أو بأنَّكَ كُنتَ آدم ذاتَ يوم
لأنَّ الشتاءَ عدُوكَ في الغَرَام
ولا تنسَ يومًا بأنَّكَ ابنٌ لهُ
وأنك دُسْتَ على ذيلهِ في الظَّلام
ومن يومِها راكَم الثأرَ لك
وهيَّأ للقلبِ قبرًا ذا فتْحةٍ ضيِّقة
لسْتَ تكتبُ الآنَ شِعرًا
ورأسُكَ في سلَّة المُهمَلات
وحبرُكَ لا شغلَ له
فاعتبر ما سيأتي تمارين في رثاءِ الأمْل
أو في رثاءِ أخيك
أو من ماتَ في العائلةِ
وقارنْ بين هِجْرَانٍ وهِجْرة
ولا تقفلِ البابَ
ولا تقِسْ وعدًا بإصبعٍ غادَرَ الكفَّ
نَمْ في المسافةِ شاعرًا
واحشدْ لريحٍ من الشَّجرِ الكثِيفِ
إذْ ما يزالُ هُناكَ عِرْقٌ فالتٌ
بين زرْقاءِ اليمامةِ حينَ توقظُ فيلَها لتسألَهُ :
هل ماتزالُ الأرضُ تبحثُ عن لا شَيءَ فيَّ
وهل ما زال أحمدُ يعرفُ الفرْقَ بين القوْسِ والنَّاقُوس
وهل السَّماءُ تكسَّرَتْ فعلا
أم أنَّه الليلُ سكرَان وخائفْ ؟


أجلس على السلم ، وأظل أحدث نفسى | أمجد ريان


أجلس على السلم ، وأظل أحدث نفسى

.
التمنى هو ما أملكه .. أنا الكائن المتمنى ، أنا بارع فى التمنى ، من يمكنه أن يبارينى فى التمنى ، أقضى نصف حياتى فى التمنى ، أخرج الكشكول الذى اشتريته من المكتبة بالأمس : أكتب الشعر وأتمنى ، وأهيم بالواقع غير المرئى ، أدخل من الثقب الذى أحدثته بأصبعى إلى حيث المساحات البعيدة التى قد تصل إلى الأفق ، هل تصل إلى الأفق ، هل قلت الأفق ، نعم الأفق ، ولأمتلئ بالهاجس الرومانسى ولأقولها بكل شجاعة : الأفق ، مرة بضم الفاء ، ومرة بتسكينها ، ماذا حدث وما هذا الحزن الذى يغطى المكان مثل الستارة ، يهبط الحزن فجأة ليعلن انتهاء الأحلام البنيوية داخل عظام جمجمتى ، يهبط الحزن ليقدم الليل الواسع ، حتى أختبر مصباحى ، أدير مصباحى بأصبعى لكى يدور البريق بسرعة البرق فوق قبعات القش المزدحمة فى حجرة الموسيقى ، وعندما أنتبه لحالى ، ولدهشتى المكتومة ، أعود للتمنى من جديد ، وأظل أقول ياليت ولعل وربما ، والناس يبتعدون إلى حال سبيلهم ، يبتعدون ، ويولون بعيونهم للناحية الأخرى .. يظل الناس يبتعدون ، والسيارات تفلت تحت الضوء


اقدمُ حصاتاً الى برتقالة | صلاح فائق

اقدمُ حصاتاً الى برتقالة
*
ما في رأسي لاتجدُ الكلماتُ سبيلها اليه :
تتدافعُ لتتكوّمَ في كفيَ المفتوحة .
من اجلهِ , وما فيهِ
تواطأتُ مع الجهاتِ
لأخفي حيرته عن هذا النهر
*
لذا آلامي ليستْ قليلة
رغمها يحتشدُ الهواءُ على ركبتيَ
يتبعني اينما انتقلُ , يجلسُ امامي
كأنهُ صورةٌ لهضبة
او مركباً يتأرجحُ على رصيف
*
اقفُ كل يومٍ بين ظلّي وفنائه الوشيك
حولي مياهُ شبابي
وذكرياتٌ عن رغباتهِ التي تدمرتْ
*
ما قلتهُ كانَ عن الشفق
لستُ موعوداً الا بشعلةِ المساء
ودون اي نشيد
*
وما اقوله عن أمي , الآن ودائماً
لأنها صارت الحاناً مبعثرةٌ في قامتي
من نظراتها ولا زالتْ تومضُ
اخطو في الغسقِ لأقدّم حصاناً الى برتقالة
*
اين تلك الطفولة التي كنتها ايها الشاعر ,
أينها؟

أيها الثبات | محمد رياض


أيها الثبات
أيتها الثقافة
أيها الضجرُ اللعينُ كالنبوءة
أيها الجرحُ المطعونُ مرتين
أيتها الفلسفةُ الراسبةُ فى روحى
أيها الدمُ الذى صنعته الخرافة
حبيبتى غير مسموحٍ لها أن تحضنَ الأشجار
أن تجلسَ برفقةِ الورد
أن تتلقى رسائلَ الريحِ إلى شعرِها
عيناها ضالعتانِ فى العنف
وضحكتُها مؤامرةٌ على الحاكم
خذوا صوتى وهويتى، وأطلقوا شَعْرَها مرةً أخرى
لكى تبدأَ القصائد
لكى تهدأَ الانفجارات
حبيبتى تشعلُ مدىً بابتسامة
بإيماءةٍ تطلقُ الربيع
كيف تهزمنى الكتابةُ
وأنتِ تحركينَ مدَّ الأساطيرِ فى جسدى؟
كيف أفقِدُك
وأنا أجمعُ الأحجارَ فى الشوارع
وأصوّبُ باتجاهِ عينيكِ؟
أيها الهلعُ الذى يناصبنى القراءة
أيها الدمُ الصارم
أنا كلُ الشعراءِ المقتولين
فقدتُ أسلحتى فى المعارك
البراءةَ والعنادَ والنزقَ والتأمل
الانحيازَ العميقَ للرؤى
الاندفاعَ والرهافة
ولم تعد سوى أظافرى
أُخربِشُ بها يأسى على الجدران


ها أنت | عيد صالح

ها أنت
في انتظار مالا يجيء
تضرب في متاهة اللاشيء
لا شيء في تشيؤ الأشياء
شئت أم أبيت
واقفا علي قدميك
أو معلقا من خافقيك
في لجة الفراغ والهلام
أنت لا أنت
هذا الذراع ليس لك
وكفك التي كم صافحت
ودونت وأمسكت بالمنجل والفأس
لا تحرك السبابة والإبهام
ورأسك التي تحملها الآن
كبئر معطلة
كبالون خرافي
وبؤبؤ العينين
في محجري زجاج
لا يريان غير سحابة بملئ الكون
وقلبك الذي كم كان مثل ناقوس يدق
حين تعبر الحسناء
أو يخطب الزعيم
وأنت في شرخ الشباب
الآن لا يضخ الدم في الوريد والشريان
وأنت كالحائط و الكرسي
والمنفضة المتربة
في غيبوبة الزمان والمكان



أحبُّكِ حُبَّيْنِ | أحمد الشهاوي

أحبُّكِ حُبَّيْنِ
" أحبُّكِ حُبَّيْنِ حُبَّ الهَوَى "
وَحبًّا لكَيْ لا تمُوتَ المَجرَّاتُ بينَ يديْ
وَكيْ لا أعُودَ إلى الشَّارِع مرَّةً أخرَى وحيدًا
وَكيْ لا ينفد البحرُ حُزْنًا
عَلى قمَرٍ ميِّتٍ في الطَّرِيق
وَكيْ لا يكتُبَ الفيلُ الصَّغِيرُ رسَالةً أخْرَى إلى السَّنَةِ الجديدة
وَكيْ لا يظَلَّ الخِصْرُ حادًّا كالإشارَاتِ البعِيدَة
وَكيْ لا يجِفَّ الحِبْرُ
وَيسقطَ الشُّعَرَاءُ من أقلامِهم .
أحبُّك
كَيْ لا يفِيضَ الوَقْتُ فِي خِزَاناتِ المَلَابِس
وَكيْ لا أغسِلَ العُمْرَ فِي تُرَعٍ
مِنَ الشَّكِّ الذي يشْطُبُ الوَجْهَ منْ مَرَاياهُ .
أحبُّكِ
كَيْ لا أحْرُثَ الأرْضَ بمِحرَاثِ النِّهَايَة
وَكَيْ لا يَذُوبَ العَنْبَرُ البرِّيُّ عند سَمَاعِ اسْمِكِ فِي الصَّبَاح
وَكيْ لا أدُورَ معَ الأرْض
حِينَ يحُطُّ غُرَابٌ علَى لُغةٍ أرسَلتْهَا يدَاك
وَكيْ لا يُقَشِّرَ اللَّيْلُ جسَدَ البيْت
حِينَ تَغِيبينَ على شَاطِىءِ الشَّهْر
ويلْعَبُ العنْكَبُوتُ لُعْبتَهُ علَى أسْطُحِ الآلِهَة
ناسِيًا أنَّ في البيْتِ كهْلا
مازَالَ فِي أوَّلِ العِشْق
وأنَّ ظُهُورَ الشُّمُوسِ فِي اللَّيلِ علامَةُ نحْسٍ
وأنَّ المرايا مُحدَّبةٌ وتُضْمرُ فِي السِرِّ شَرًّا
لمنْ يمشِي إليْها .
أحبُّكِ حُبَّيْنِ
كَيْ لا يدْخُلَ الظِلُّ فِي نوْبةٍ مِنْ بُكَاء
وَكَيْ لا ينسجَ الشَّوْقُ جَلابيبَ سَوْدَاءَ للميِّتين
وَكَيْ لا ينَامَ حرِيرُ الإلهِ علَى مصَاطِبَ منْ عدَم
وتسخرَ الحيطانُ من أملٍ ينامُ
على خُيُوطٍ مِنْ كمَانْ .
أحبُّكِ
كَيْ لا أثِقَ فِي أسَفٍ
وَكيْ لا أمنَحَ اليَدَ ثِقةً فِي النشِيد
وَكيْ لا ينْمُو فِي يدِي قَمَرٌ
تكسَّرَتْ قدَمَاهُ لمَّا كَانْ يبحثُ عن نخيلِكِ فِي الطفُولَة .
وأنْ لا أُحِبَّكِ
يعْنِي أنْ تنَامَ أصَابعِي دَهْرًا
تحْتِ أكتَافِ التُّرابْ .
القاهرة



دجَاجَةٌ زنجيَّةٌ | أحمد الشهاوي

دجَاجَةٌ زنجيَّةٌ
أمسُ كنتُ في المطْعمِ
آكلُ دجاجَةً مخْطُوفَةً
وفي المِقْعدِ المُوَاجهِ
كان أمريكيٌّ في السبعين يأكلُ زنجيةً مخْطُوفةً في الثلاثين
أدفعُ للدجَاجَةِ المسْرُوقةِ
ويدفعُ للزنجيَّةِ التي خطفَهَا منَ الفقْرِ ليْلةً
بعدها ستعُودُ إلى الفقرِ
أو إلى أمريكيٍّ آخرَ احترَفَ الخطْفَ
وأعُودُ – أنا - إلى قريتِي لأسرقَ كُلَّ الدَّجَاجِ
أضعُ بيضَهُ – كما كان يفعلُ ابنُ عمٍ لي في طُفُولتِهِ حين سرقَ بيضَ دجاجاتِ أمِّهِ ليُرْقِدَ عليها كلبَهُ الصَّغيرَ ؛ كي يُفَرِّخَ دجاجاتٍ زنجيةً لا تذهبُ إلى الفقرِ
أو إلى أمريكيٍّ خاطفٍ .
سان خوسيه – كوستاريكا

أنتظر هطول العصافير | منى العاصي

1
لم أعرف لمَ يهرول سكان لوزان
دائماً
باتجاه واحد.
مغادرون
قلوبهم تعوي خلفهم
وتتسوّل الورد البلاستيكي
الأحمر
من غجر رومانيا

2
الطفلة التي لا تعرف النوم
إلاّ في أحضان القصة
المسيّجة
بالشوك
تركض في قصري
كخوف اليتيم من عضّة العيد
فهل يحتمل هذا العالم
ثقل حمامة فرّت
من عين صيّاد
وحطت على كتفه
كهدنة؟

3
بعد قليل
سنتبادل أنا وهذا العالم الأدوار
أنا سأقتلكم واحداً
واحداً
وهو سيكتب نصّاً رديئاً
عن الثمل

4
[أرمسترونغ]
وأنتً ترقص
مع كل هذه الأغصان المنزوعة
من غابات أفريقيا
ستتعثّر بأغنية جاز
فرّت من نيو أورلينز
وحطّت على كتفي كلثغة النهر
بأول حصاة

5
يا لها من رحلة
أن تقضي الأبدية كلها
بقلب يهرول
أمامك

6
هكذا من بين أشجار اليأس
لمع اسمك
كفأس وحيد
منادياً
كالأمهات قلبي
بكل الأسماء

7
إلهي
اجمعني
فأنا منذ غيابه
أتقطّرُ
كدم الحبق المنسيّ
على شرفة أمي
في مخيم اليرموك
وتسيل حجارتي
من خيط المسبحة
فيطير قلبي

8
[طفلة اسمها نايا]
الضحكة التي تصطادها نايا
من بين أسناني
أعرف أنها تمرّ بجواز سفر مزوّر
كلاجئ يهرب من الموت
إلى الموت
أقود إلى طفلتي نايا
قطعان الحيلة والغبار المتآمر
على عينيّ
حين تسألني كيف ينمو الزعفران
في حديقتهما العاقر
كيف أقنعها أنني
مجرد أمّ غبية
وكاذبة؟

9
القلب الأزرق
الذي تعلِّقُه بين حجلين
يتدلّى كطعنة هادئة
لكل أيامي
المكشوفة الظهر
كمَأْدُبَة

10
العزلة معتادة على الوقوف
كتمثال رخامي
لا يعرف
كيف يطرد من ذاكرته
كل هذه النار

11
كيف أشم رائحة الغرق
بقلب مزكوم
أنا الطفلة التي أوصت الأشجار
بما تساقط من ظلال
وريش
لأعبر إليك
بلا شريك
ولا سماء
فالمواسم لم تعد تؤلمني

12
في فمي
كلمة لا تعرف سوى
الغرق
وسماء تدلق الندم
أصابع كاملة
على ظلي الذي محوت
نصفه
ليبدو المشهد أكثر
ضوءاً

13
يوماً ما
سيمضي الغياب بدوني
سيقولون
غياب فاتته امرأة

14
مذ رأيت قلبك الخشبي
وأنا أنتظر هطول
العصافير

15
كان أطفال الروضة الصغار
يتبادلون الحسرات
التي تسقط
من قلوبهم
ككرات صغيرة
وملونة
ترتطم بأشجار فقدهم
فتلتقطها أصابع الماء المنسلّ
من نظراتهم
حتى غصّت حديقتهم بأمهات
من رخام

16
كنت أرسم لألعاب نايا
أحذية كثيرة
ملوّنة
لا نعرف من أين هبط
أطفال كثيرون
ارتدوها
وحلّقوا

17
المدن المقسومة على اثنين
لا تكفي واحداً
فكيف
تفقد البيوت طوابقها العليا
وتفقد الأشجار أغصانها
والنصوص تفقد أصحابها
والمارّة يفقدون رؤوسهم
من الرقبة إلى أعلى
كل شيء يختفي
كل ما تستطيع أن تراه في المدينة
هو مجموعة من الأجسام الناقصة
تحيّي بعضها البعض
وتسأل: هل الكل بخير في البيت؟


_________________
قصائد جديدة لرعاة العزلة Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصائد جديدة لرعاة العزلة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» أثر العابر,قصائد وشعر أمجد ناصر,ديوان أمجد ناصر pdf ,رعاة العزلة,مديح لمقهى آخر
» قصائد جديدة لنجاة على, شعر وقصائد نجاة على
» قصائد جديدة للشاعر فريد أبو سعدة
» قصائد جديدة مترجمة لأشهر شعراء الغرب
» تحليق منخفض قصائد جديدة لأمجد ناصر

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا