آخر المساهمات
2024-05-04, 8:54 am
2024-05-04, 8:53 am
2024-05-04, 8:49 am
2024-04-28, 10:02 pm
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-02, 5:16 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى 15781612
ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى Icon_minitime 2020-09-08, 3:35 pm
@hassanbalam
#ديوان_شراب_الوصل

ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى P_1712i32nk1

ديوان شراب الوصل
للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى

القصيدة الأولى :
1 انا فى أنا إنى وإنى أنا رحيقى مختوم بمسك الحقيقة
رحيقى :الرحيق من أسماء الخمر،وهو من أعتقهاوأفضلها. وقيل:هو صفوة الخمر.يريد خمر الجنة.والياء للإضافة.ويقول الحقSadيسقون من رحيق مختوم)قال الزجاج:شراب لا غش فيه.وهو صفوت الخمر وأجودها.قال مقاتل:هى الخمرة المعتقة البيضاء الصافية المنيرة.
مختوم:المصون الذى لم يبتذللأجل ختامه.وختام كل مشروب آخره.أى:آخر ما يجدونه رائحةالمسك.والختام مصدرالختم .وقيل:ختمت ومنعت عن أن يمسها ماس ألى أن يفك ختامها الأبرار.
بمسك :المسك ضرب من الطيب .وقال عبد الله بن مسعود:شراب أبيض مثل الفضة يختمون به آخر أشربتهم..ولو أن رجلا أدخل فيه يده ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلا وجد ريح طيبها.
الحقيقة : ما أقر فى استعماله على حقيقة وضعه . والمجاز ما كان يفيد ذلك. وإنما يقع المجاز ويعدل إليه عن الحقيقة لمعان ثلاثةوهى الاتساع والتوكيد والتشبيه.
وبلغ حقيقة الأمر:أى:يقين شأنه وما لا مراء فيه. والحقيقة ما يحق على المرء أن يحميه.
وقيل :الحق نقيض الباطل، ولكل حق حقيقة هى أصله .

2 صبرت لحكم الله بل أنا شاكر فما الصبر إلا عن عظيم المصيبة

صبرت :الصبر نقيض الجزع، وهو صبر النفس عند الجزع وقيل:هو الثبات على ما أنتم عليه من الإيمان.
وشهر الصبر : شهر الصوم، وسمى الصوم صبرا لما فيه من حبس النفس عن الطعام والشراب .
لحكم الله :الحكم : العلم والفقه والقضاء بالعدل ، ومنه الحديث : (الحكم فى الأنصار ) خصهم بالحكم لأن أكثرهم فقهاء الصحابة . والحكم : القضاء ، والجمع أحكام .
بل :حرف عطف يثبت الحكم لما بعدها .
شاكر : اسم فاعل من الشكر، وهو عرفان الإحسان ونشره والشكر من الله :المجازاة والثناء الجميل. والشكر لا يكون ألا عن يد ونعمة ، ورجل شكور: دائم الشكر.
(1/1)

وفى التنزيل : (شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم )
عظيم :العظيم الذى جاوز قدره حدود العقل حتىلا تتصور الإحاطة بكنهه ويقال : عظم الأمر واستعظمه: رآه عظيما.
المصيبة : ما أصاب الناس وما ينالون ما نالوا،وفى الحديثSadيصيبون ما أصاب الناس) والمصاب:الإصابة . وأصاب الشىء : وجده وأراده لقول الحق : ( تجرى بأمره رخاء حيث أصاب ) من صاب السهم نحو الرمية ، ويقال : فلان مستقيم الصوب إذ لم يزغ عن قصده ومسيره ويقول الحق : (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنالله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )
3 سعيت إلى مولاى مرفوع هامة وما زلت للدنيا شعاع الهداية
سعيت: السعى : العدو دون الشد . وسعى ، إذا مشى ، وقيل : السعى القصد،
وقال الزجاج : السعى والذهاب واحد، والسعى يكون فى الصلاح .
مولاى :فى أسماء الله تعالى الولى ، وهو الناصر والمتولى لأمور العالم والمولى : مولى: النعمة والمعتق أنعم على عبده بعتقه . والمولى هو الناصر وقيل : هو الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والجار ، قال سيدنا عمر بن الخطاب للإمام على : أصبحت مولى كل مؤمن .
مرفوع هامة :الهامة : رأس كل شىء من الروحانيين ، والهامة الرأس ، وقيل : ما بين حرفى الرأس ، وقيل : هى وسط الرأس ومعظمه ، وقيل : أعلى الرأس وما أقبل على الجبهة من شعر الرأس
للدنيا :الدنيا سميت بذلك لدنوها وتأخرها عن الآخرة .
شعاع :الشعاع ضوء الشمس الذى تراه عند ذرورها كأنه الجبال أو القضبان مقبلة عليك إذا نظرت إليها ، وقيل : هو الذى تراه ممتدا كالرماح بعد الطلوع ، وقيل انتشار نورها ،وجمعه أشعة .
الهداية :من أسماء الله تعالى الهادى ، وهو الذى بصر عباده وعرفهم طريق معرفته حتى أقروا بربوبيته. والهدى ضد الضلال وهو الرشاد . والهداية : الإرشادإلى الصراط المستقيم .

(1/2)

4 وآتيت إبراهيم من قبل رشده فما هو إلا فلذتى وعطيتى
وآتيت :الإتيان هو المجىء .. والمواتاه : حسن الطاعةوالموافقة .ويقال : آتى إليه الشىء : ساقه..
وآتاه : أتى به. وآتاه على الأمر : طاوعه، والمواتاه : حسن المطاوعة . والأتو : الاستقامة فى السير والسرعة .
إبراهيم :هو الإمام الشيخ إبراهيم محمد عثمان عبده البرهانى شيخ الطريقة ووارث أبيه القطب الفرد الجامع الكبيرالإمام فخر الدين.المالكى المذهب البرهانى الطريقة .
من قبل :لا تجر لإطلاقها . فإذا قيدت بزمن جرت بحرف الجر لقول الحق : (لله الأمر من قبل ومن بعد ) وتجر إذا قيدت بزمن كقول الحق : ( من قبل صلاة العشاء )
رشده :الرشد نقيض الغى والضلال.
ورشد إذاأصاب وجه الأمر والطريق .ويقال : أرشده أى هداه إلى سبيل القصد .
فلذتى :أى عطيتى ، وفلذ له : أعطاه بلا تأخير ، وقيل : أن يكثر له العطاء . والفلذة :القطعة من الكبد والمال والذهب ، وأفلاذ الأرض : جوهرها .
وعطيتى : العطية اسم لما يعطى ، فإما هوعطاء الله لى أو عطائى لكم أو كلاهما معا .
5 تواكبت الأقطاب يوم إجابتى تزاحمت الأملاك تخدم روضتى
تواكبت: الموكب : الركب ، وقيل : القوم الركوب على الإبل . وفى الحديث ) أنه كان يسيرفى الإفاضةسير الركب) والموكب : جماعة من الركبان يسيرون برفق، وأوكب: لزم الركب لقصد واحد .
الأقطاب: جمع قطب، وهو القائم الذى تدور عليه الرحى ، وقطب الفلك : مداره ، وقطب كل شىء : ملاكه.
وقطب القوم : سيدهم ومن يدور عليه أمرهم .
يوم إجابتى : يوم الرجوع إلى الداعى ملبيا ، وقيل : إجابة الدعاء .لقول الحق Sad يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )
والإجابة : رجع الكلام ، وتجاوب القوم : جاوب بعضهم بعضا والإجابة: التلبية.
تزاحمت : الزحم : كثرة الزحام وتلاطم الأجسام ، وقيل : المتزاحمون .
الأملاك : جمع ملك ،ورجل ملك وثلاثة أملاك إلى العشرة والكثير ملوك والملك لله ، والملك لغير الله . وجمع الملك : ملوك وأملاك .

(1/3)

تخدم : من الخدم الذين يتخذون للخدمة فى حلقة القوم .
روضتى : الروضة : الموضع يجتمع فيه الماءوالكلأ ، وقيل : الأرض ذات الخضرة ، والروضة : البستان الحسن. وفى الحديث : ( ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة ) وفى الحديث أيضا : ( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قيل : وما رياض الجنة قال : مجلس العلم )
6 وأعرف أقدار الرجال جميعهم ولكنهم ضلوا ابتداء مكانتى
أعرف : المعرفة : العلم بالشىء والفقه له
أقدار :. جمع قدر ،، وقدر كل شىء ومقداره : مقياسه ومبلغه .
الرجال : جمع راجل وهو السائر على قدميه ،أى المترجل والماشى .والراجل : السائر على رجليه
وفى الحديث : ( صلوا رجالا أو ركبانا ) وفى قول الحق : ( وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا..)
ضلوا : الضلال : ضد الهدى والرشاد , وقال عز وجل : ( قل إن ضللت فإنما أضل على نفسى )
والأصل فى كلام العرب :أضللت الشىء إذا غيبته . وكل شىءمقيم ثابت لا يهتدى إليه يقال: ضللت عنه .إذا لم أهتد إليه،ويقال:ضللت الشىء وضللته:إذا جعلته فى مكان ولم تدر أين هو.
ابتداء : فى أسماء الله تعالى المبدىء وهوالذى أنشأ الأشياء ابتداء .وبدأت، الشىء : فعلته ابتداء ويقول الحق : (إنه هو يبدىء ويعيد )والبدء الأول ، وبادىء ذى بدء : أى أول شىء.
مكانتى : المكانة : المنزلة عند الملك ، وفلان مكين عند فلن : أى بين المكانة..
7 شرابى عذب سلسبيل مذاقه وعلمى كنز فى قلوب أحبتى
شرابى : الشرب :مصدر شربت أشرب شربا ، ويقال للماء واللبن والخمر والعسل، والشرب: الحظ منه، والجمع أشراب، وقيل : الشرب المورد، والشراب هو ما شرب من أى نوع كان وعلى أى حال .
يقول الحق : ( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه)ويقول عز وجل : ( هو الذى أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ) وكذلك منه قول الحق : ( وسقاهم ربهم شرابا طهورا )

(1/4)

عذب : العذب من الشراب ما كان مستساغا، والعذب : الماء الطيب ، وفى التنزيل : ( هذا عذب فرات سائغ شرابه )وفى الحديث : (أنه كان يستعذب الماء) أى يحضر له الماء العذب، وهو الطيب الذى لا ملوحة فيه ،لا شائبة تشوبه .
سلسبيل : السلسبيل: الماء العذب السلس السهل فى الحلق ، وقيل هو البارد ، وماء سلسبيل:سهل الدخول فى الحلق لعذوبته وصفائه . قال الليث :هو الماء العذب الصافىإذا شرب فى الحلق ، وتسلسل الماء فى الحلق أى :جرى
قال الزجاج : السلسبيل : عين فى الجنة يشرب بها المقربون ( عينا فيها تسمى سلسبيلا)
مذاقه : المذاق :طعم الشىء. والذوق مصدر ذاق الشىءيذوقه مذاقا، والذوق والمذاق يكونان مصدرين ويكونان طعما. كما نقول : ذواقه ومذاقه طيب .وفى الحديث : ( كانوا إذا خرجوا من عنده لا يتفرقون إلا عن ذواق)ضرب الذواق مثلا لما ينالون عنده من الخير أى لا يتفرقون إلا عن علم وأدب يتعلمونه، يقوم لأرواحهم مقام الطعام والشراب لأجسامهم.
وعلمى: العلم من صفات الله عز وجل العليم . والعالم:لا يخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماء، أحاط علمه جميع الأشياء باطنها وظاهرها ، دقيقها وجليلها . ويقول الحق : (إنه لذو علم لما علمناه) فكان عليما لما علمه الله.وعلمت الشىء: عرفته وفقهت حقيقته. والعلم نقيض الجهل .
كنز : الكنز : اسم للشىء إذا أحرز فى وعاء، وقيل : الكنز : المال المدفون ، وتسمى العرب كل كثير مجموع يتنافس فيه: كنزا ، وفى سورة الكهف : ( وكان تحته كنز لهما )قال ابن عباس : ما كان ذهبا ولا فضة ولكن كان علما .والكنز فى الأصل : المال المدفون .

(1/5)

قلوب : القلوب : الأفئدة،يقول ابن سيدة :القلب: الفؤاد، وقوله تعالى : ( نزل به الروح الأمين على قلبك ) قال الزجاج: وعاه قلبك كالوعاء له ، وسمى القلب قلبا لانقلابه إلى الحق: ( لمن كان له قلب ) والانقلاب إلى الله عز وجل:المصير إليه والتحول، وقد قلبه الله إليه.وقال أبو ثروان : أقلبكم الله مقلب أوليائه( إنا إلى ربنا لمنقلبون )
أحبتى :واحدتها حب، والحب المحب المحبوب، وكان زيد بن حارثة رضى الله عنه يدعى حب رسول الله،أى محبوبه والجمع أحبة .
8 سقيت مريدى من شراب معتق وكفى كأس والخفاء مزيتى
سقيت : يقال سقاه : ساق له الماء وأسقاه : دله على موضع الماء .وسقاه وأسقاه:جعل له ماء وسقيا فسقاه، وفى التنزيل ( وسقاهم ربهم شرابا طهورا )والسقيا : ما أسقاه إياه، والسقى:الحظ من الشرب ، والسقاية : الإناء يسقى به وهو الصواع بعينه ، والسقاية فى القرآن الصواع الذى كان يشرب فيه الملك. وسقاية الحاج: سقياهم الشراب .وأسقاه وسقاه: وهبه له فهو الساقى له .
مريدى : الرود مصدر فعل الرائد,والجمع رواد ، وفى صفة الصحابة من حديث الإمام على كرم الله وجهه ( يدخلون روادا يخرجون أدلة )أى يدخلون طالبين العلم ملتمسين للحكمة من عنده ويخرجون أدلة هداة للناس ، وأصل الرائد: الذى يتقدم القوم يبصر لهم الكلأ ومصادر الغيث ، وأراد الشىء : شاءه وطلبه والإرادة تكون من المحبة وقوله عز وجل ؛ ( فوجد جدارا يريد أن ينقض فأقامه)أى أقامه الخضر،وقال:يريد إنما الإرادة تكون من كائن حى ، والجدار لا يريد إرادة حقيقية لأن تهيؤه للسقوط قد ظهر كما تظهر أفعال المريدين ، فوصف الجدار بالإرادة إذ كانت الصورتان واحدة ، ومثل هذا كثير فى اللغة.

(1/6)

معتق : العتيق : الكريم الرائع من كل شىء ، والخيار من كل شىء ، والعتق : الكرم والجمال وامرأة عتيقة:جميلة خدرت فى بيت أهلها،والعتيق:القديم من كل شىء،وفى الحديثSadعليكم بالأمر العتيق) أى القديم الأول الذى يعتق من النار .وخمر عتيقة : حبست زمانا فى ظرفها.والمعتقة من أسماء الطلاء، والعاتق كالعتيقة:وهى التىلم يفض ختامها كالجارية العاتق، والعتيق: الماء وقيل الخمر وقيل اللبن .وفى معجم الفروق اللغوية0(الفرق بين القديم والعتيق) أن العتيق هو الذى يدرك حديث جنسه فيكون بالنسبة لهاعتيقا أو يكون شيئا يطول مكثه أكثر مما بيقى أمثاله مع تأثير الزمان فيه فيسمى عتيقا ولهذا لا يقال للسماء عتيقة وإن طال مكثها لأن الزمان لا يؤثر فيها ، ولا يوجد من جنسها ما تكون بالنسبة إليه عتيقة .
وكفى : وأصل الكف :المنع ، ومن هذا قيل لطرف اليد كف لأنها يكف بها الضر عن سائر البدن والمكفوف من كف بصره من أن ينظر إلى غير.
كأس : إناء الخمر مادام فيه شراب، قال الأصمعى : الكأس هو الشراب بعينه والجمع كئوس.ويستعار الكأس فى غيره كقولهم: كأس الحب .
والخفاء : الستر والكتم ،وأخفيته:أظهرته وهو من الأضداد،ويجمع على خفايا، والخفاء ما يخفى أمره على الغير ، وخفى الشىء فهو خاف : لم يظهر ،وخفاه : ستره وكتمه .وفى التنزيل فى أمر الساعة ( أكاد أخفيها ) أى استرها وأوريها . والخفاء ممدود : ما خفى عليك فلم يظهر وإن من شدة الظهور الخفاء..
مزيتى : الزى : الهيئة من اللباس والجمع أزياء.،والمزيه :ما يميزه عن غيره من نعوت وخصال.
9 وبعض شرابى أغرق الكل فى الهوى ومنهجى القرآن والله وجهتى
وبعض : بعض الشىء: طائفة منه،والجمع أبعاض، وأجمع النحويون على أن البعض شىء من أبعاض. قال ابن المقفع فى كتابه : العلم كثير ولكن أخذ البعض خير من ترك الكل .

(1/7)

أغرق : الغرق : الرسوب فى الماء ، ويقال أغرق النيل : أى بلغ به غاية المد ، وأغرق النازح فى القوس أى استوفى مدها، وأغرق فى الشىء:جاوز الحد، واغتراق النفس :استيعابه فى الزفير، ويقال للجارية الجمبلة :تسغترق نظر الناس: أى تشغلهم بها عن سواها لرقة محاسنها ،واغرورقت عيناه:أى امتلأتا فأفاضتا
الكل : اسم يجمع الأجزاء، قال أبو بكر بن السيارفى : إنما الكل عبارة عن أجزاء الشىء، فكما جاز أن يضاف الجزء إلى الجملة جاز أن تضاف الأجزاء كلها إليها،ويقول الحق : ( وكل له قانتون ).
الهوى : الهوى مقصورهو الحب والعشق، وهوى النفس إرادتها، قال اللغويون:الهوى محبة الإنسان الشىء وغلبته على قلبه، ويقال: فلان يهوى نحوك : أى يريدك ويميل إليك.وفى الحديث(حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)
ومنهجى الطريق النهج:البين الواضح،وأنهج الطريق:وضح واستبان وصار نهجا واضحا بينا والمنهاج :الطريق الواضح، وفى حديث العباس) لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ترككم على طريق ناهجة) أى واضحة بينة.،والنهج : الطريق المستقيم، ونهجت الطريق: سلكتنه،وفلان يستنهج نهج فلان: أى يسلك مسلكه.
القرآن: القرآن اسم للحمع ، وقال أبو إسحق الفراء: الذى عندى فى حقيقة هذا أن القرء فى اللغة الجمع ،والقرآن: الأصل فى هذه اللفظة :الجمع، وكل شىء جمعته فقد قرأته،وسمى القرآن لأنه يجمع الآيات والسور,وقرأت الشىء قرآنا: جمعته،ومعنى القرآن معنى الجمع.
والله : الاسم الجامع لجميع الأسماء الإلهية،وهو علم على الذات وهو المعبود بحق،وأصل الاسم0 (ولاه)ومعناه أن الخلق يولون إليه فى حوائجهم ويفزعون إليه فى كل ما ينوبهم.
وجهتى: الوجهة: المقصد.ووجهة البيت : الحد الذى يكون فيه بابه ،والجهة : القبلة إذا استقبلتها واتجهت إليه،وتوجه إليه:ذهب.والجهة:الوجه الذى تقصده،ويقول الحق Sadلكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات)

(1/Cool

10 فما فاز فى الأكوان إلا مسالمى وما خاب إلا من أراد عداوتى
فاز : الفوز: النجاء والظفر بالأمنية والخير، ويقال : فاز إذا لقى ما يغتبط وتأويله: التباعدمن المكروه.وفى التنزيل(ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)
الأكوان: جمع كون، والكون: الحدث، وكون الشىء:أحدثه ،والله مكون الأكوان ومخرجها من العدم إلى الوجود.وكان: أى وجد واستقر، وهو الوجود والثبات.
مسالمى المسالم :أى باع بالسلم ، والسلم من البيوع يقول الحق(ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا )والسلم فى البيع: هو بيع بضاعة حاضرة بثمن آجل، وشرطه الوفاء والسداد،والسلم من التسليم،وهو الإسلام والإنقيادوإظهار الخضوع والقبول لماجاء به الحق.وفى حديث خزيمة(من تسلم فى شىء فلا يصرفه إلى غيره) ويقال: أسلم إذا أسلف وهو أن تعطى ذهبا وفضة فى ساعة معلومة إلى أجل معلوم، فكأنك قد أسلمت الثمن إلىصاحب السلعة(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة)
وخاب: حرم وخسر ولم ينل مأربه، والخيبة الحرمان ةوالخسران، وخيبه الله :حرمه الخيروقال الحقSadوقد خاب من حمل ظلما)
عداوتى:: العدو ضد الصديق، والعدو ضد الولى،والجمع أعداء، والعداوة اسم عام من العدو ،يقال : عدو بين العداوة ، قال الحق فى وصف المنافقينSadهم العدو فاحذرهم)لأنهم العدو الأشد، يظهرون أنهم معه وهم عليه، وقيل:كف عنا عداوتك أى ظلمك وشرك.
11 فها أنا ذا أرعى الضعيف وأستقى من المصطفى جدى ينابيع حكمتى

أرعى : الراعى مصدر رعى الكلأ ، ويرعاه يحوطه ويحفظه والماشية ترعى :ترتع وتأكل ، وراعيها حافظها والجمع رعاة يرعون فى خصب من الماء والكلأ0
الضعيف : الضعف خلاف القوة ، وفى حديث الجنة ( مالى لايدخلنى إلا الضعفاء ) قيل : هم الذين يبرأون أنفسهم من الحول والقوة، وفى الحديث (أهل الجنة كل ضعيف متضعف )

(1/9)

المصطفى : المختار من صفوةالخلق واستصفى الشىء واصطفاه : اختاره 0 الاصطفاء :افتعال من الصفوة ومنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوة الله من خلقه ومصطفاه ، والأنبياء والأولياء مصطفون، واصطفيته أخلصته لى
جدى : الجد : البخت والحظ والرزق ، يقال فلان ذو جد أى ذو حظ والجمع أجداد ( ولاينفع ذا الجد منك الجد ) أى لاينفع ذا الغنى والحظ والرزق فى المال غناه يوم القيامة وإنما ينفعه العمل والطاعة ، قال أبو عبيد: الجد هو الغنى والحظ والرزق كقول الحقSad يوم لاينفع مال ولابنون ) ، والجد : الحظ ، وجدى : حظى وجددت الأمر جدا : حظيت به ، عن ابن السكيت ،والجد ابو الأب وأبو الأم والجمع أجدادوجدود.
ينابيع: جمع ينبوع وهو مجرى الماء ، ونبع الماء تفجر وقيل : خرج من العين ، ولذلك سميت العين
ينبوعا والينبوع : الجدول الكثير الماء ، وفى التنزيل ( حتى تفجر لنا من الأ ينبوعا ) والجمع الينابيع
حكمتى: الحكمة عبارة عن : معرفة أفضل ألأشياء بأفضل ألعلوم. ويقال لمن عرف دقائق العلوم حكيم والحكم والحكمة من العلم والحكيم العالم الفقيه يقول الحق : ( ويعلمهم الكتاب والحكمة ) وقول الحق Sad يؤتى الحكمة من يشاء ومن يوءت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا )
12 -وها أناذا أشفى السقيم من الضنى وأجبر مكسور القلوب بنظرتى

ها : حرف تنبيه 0
أشفى :الشفاء دواء يبرى من السقم , وشفيت فلان: إذا وهبت له الشفاء من الدواء 0 وأشفى : إذا أعطى شيئا ما ، وشفاه أبرأه 0
السقيم : المريض والجمع سقام وقول الخليل ( إنى سقيم ) أى بما أرى من عبادتكم لغير الله 0
الضنى : السقيم الذى قد طال مرضه وثبت فيه ، وأضناه المرض أى أثقله ، والضنى : المرض وقيل : شدة المرض 0

(1/10)

وأجبر : من الأسماء الإلهية : الجبار ، قال ابن جنى : هو الذى يجبر بجوده ، والجبر خلاف الكسر 0 ولله جبر الكسير والفقير ، ويقال :جبرت الكسير أى سددت مفاقره ومن جبره الله : رد عليه ماذهب منه أو عوضه عنه ,وأصله من جبر الكسر،0 وفى حديث الإمام على كرم الله وجهه ( وجبار القلوب على فطراتها هو من جبر العظم كأنه أقام القلوب وأثبتها على ما فطرها عليه من معرفته والإقرار به ، والجبر : أن تغنى الرجل من الفقر ، وجبر الرجل : أحسن إليه 0
مكسور القلوب : المكسورة: التى لاتقوى على السير 0 وقيل المكسور : الضعيف 0 وكل شىء فتر فقد انكسر، وكل من عجز عن شىء فقد انكسر عنه ، والكسر فى الحساب مالايبلغ سهما تاما كاملا 0 والجمع كسور وجبر.الكسر : إكماله 0 وفى الحديث القدسى : ( أنا عند المنكسرة قلوبهم )
القلوب : الأفئدة واحدتها : الفؤاد 0 قال بعضهم : سمى القلب قلبا لتقلبه ،وقالوا :لانقلابه الى الحق إذا صلح، وقلب الشيء :لبه ، وقلب النخلة : خوص النخلة وأشده بياضا وفى الحديث ( كان على قرشيا قلبا ) أى خالصا وقيل أراد فهما فطنا ، ومنه القالب : وهو الشىء الذى تفرغ فيه الجواهر وتحفظ ، ومنه القليب : البئر القديمة ذات ماء أو غير ذات ماء 0 والقليب اسم من أسماء البئر 0
بنظرتى : فى الحديث : ( القلب محل نظر الحق ) أى رحمته 0 قال الليث ، العرب تقول : نظر ينظر نظرا 0 وتقول نظرت الى كذا من نظر العين ونظر القلب ، والنظر : تأمل الشىء بالعين ، وقيل الناظر فى العين كالمرأه إذا استقبلتها أبصرت فيها شخصك والنظرة:الرحمة0 وقول الحقSad ولاينظر اليهم يوم القيامة ) أى لايرحمهم وفى الحديث ( إن الله لاينظر الى صوركم ولكن إلى قلوبكم وأعمالكم ) قال ابن الأثير:النظر هنا : الإحسان والرحمة والعطف لأن النظر فى الشاهد دليل المحبة وترك النظر دليل البغض والكراهة 0 فجعل الحق نظره إلى ماهو للسر واللب وهو القلب 0

(1/11)

13 - وأفطم منكم من أتم رضاعة وأورث سرى للذى فيه صبغتى

وأفطم : يقال : فطم الصبى يفطمه فطما : فصله من الرضاع 0 والجمع فطم 0 وسميت سيدة النساء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فاطمة ) لأنها تفطم أحبابها من النار 0
أتم : أتم الشىء : جعله تاما من النقص 0 حيث يستحق صفه الكمال والتمام 0 وتتمة كل شىء : مايكون تمام غايته 0 وفى التنزيل ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة )
رضاعة : يقال : يرضع رضعا ورضاعة فهو راضع والجمع رضع والرضيع:هو المتغذى بلبن أمه 0 والرضاعة : الاسم من الإرضاع عند جوع الطفل فيشبعه ويغذوه ويسكن جوعه 0 ومن الرضاعة يرث الطفل صفات أمه حسنها أو لؤمها
وأورث : ويقال : ورثه ماله ومجده 0 وأورث الرجل ولده مالاإيراثا حسنا وفى الحديث : ( إنا معشر الأنبياء لانورث مالا إنما نورث العلم ) والورث والميراث فى المال والإرث فى الحسب وأورثه الشىء : أعقبه إياه 0
سرى : السر من الأسرار التى تكتم، والسر ماأخفيت والجمع أسرار وأسر الشىء : كتمه ، وأسر اليه حديثا : أفضىإليه به ،0 والسر من كل شىء : الخالص بين السرارة ، وفلان سر هذا الأمر إذا كان عالما به ، وفى الحديث " الولد سر أبيه " وسر النسب : محضه وخالصه
صبغتى : الصبغ : الزيت فى قول الحق : ( وصبغ للآكلين ) وقال الزجاج : أراد بالصبغ زيت الزيتونة 0 وصبغة الله ، دين الله وفطرته ، وقال أبو عمرو كل ماتقرب به الى الله فهو الصبغة ، والصبغ : بياض الناحية 0 وصبغة الله فى قول الحق ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ) هو الإيمان بما جاءت به الرسل 0

(1/12)

14- لقيت من الولى رضاه وقربه نشرت عليكم بردتى وعباءتى
لقيت : اللقاء:نقيض الحجاب،وتلقاه:أى استقبله وكل شيء استقبل شيئا أو صادفه فقد لقيه ، ، ولقيت منه : نلت منه ونلت عطاءه ،ولقاه الشيء : أى يلقى إليه ومنه قول الحق ؛(وإنك لتلقى القران ) أى يلقى إليك وحيا من عند الله ،ويلقى الشىء : يوفق له ،ولقيت منه : أخذت ما أعطانيه ، ويقال :ألقيت إليه المودة ، ويقول الحق (ولقاهم نضرة وسرورا ) ، ولقى الشيء : وجده ، وقول الحق (ولايلقاها إلاذو حظ عظيم ) ويقول الحقSad أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن منعناه) ولاقيه أى ما فاز به وأعطيه.
المولى : المولى :هو الرب والمالك والسيد والمنعم والناصر .ومن أسماء الحق : (الولى ) وهو الناصر والمتولى لأمور الخلائق والقائم بها .
والولى :هو مالك ألاشياء جميعها المتصرف فيها ، والولى : ولى النعمة وفى الحديث : (اللهم وال من والاه ) أى أحب من أحبه وانصر من نصره ،وكل من ولى أمرا فهو وليه ..
رضاه : مقصورة ضد السخظ ، وفىالدعاء : اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك ، وقوله عز وجل (رضى الله عنهم )أعطاهم ما يرضيهم فهم فى عيشة راضية ، ورضوان الله :رحمته وقربه ، وقبول عمله .
وقربه : القرب نقيض البعد ،فهو مقرب من المقربين وقيل :قربه وأدناه منه ، وفى الحديث (من تقرب إلى شبرا تقربت إليه باعا) والمراد العمل الصالح،والمراد بقرب الله تعالى :قرب رحمته ونعمه والطافه وإحسانه وترادف منته عنده و فيض مواهبه عليه)
نشرت : النشر نقيض الطى ومنه نشر رحمته ، ونشر الثوب: بسطه من السخاء والكرم.
بردتى:البردة : كساء يلتحف به، وقيل: إذا جعل الصوف شقة ، وله هدب هى بردة، وهى كساء الرسول صلى الله عليه وسلم ، وفى حديث ابن عمر:أنه كان عليه يوم الفتح بردة فلوت قصيرة وجمعها برد، وهى الشملة المخططة ، وقال الليثى : البردة كساء مربع أسود فيه صفره تلبسه الأعراب.
وعباءتى : العباءة والعباء : ضرب من الأكسية ، وهو كساء الرسول صلى الله عليه وسلم يوم المباهلة.

(1/13)

وعبا وجهه يعبو إذا أضاء وجهه وأشرق ، قال: العبوة ضوء الشمس وجمعها عبا ، وعبء الشمس: ضوؤها.
15 وإنى وأيم الله ما غبت عنكم وعاريتى ردت لرب البرية

وأيم الله: وأيم الله : قسم ، ويقال :وأيمن الله اسم وضع للقسم وهو الأصل، وربما حذفوا منه النون فقالوا:وأيم الله ، وأيمن جمع ليمين القسم.
ماغبت :الغيب : هو كل ما غاب عنك، والغيب أيضا: كل ما غاب عن العيون وإن كان محصلا فى القلوب ، وتغيب : بطن.
وعاريتى : العارية :المنيحة ،والعارية : الاستعارة ، ويعيره الشىء : يعطيه إياه ثم يسترده.
ردت: الرد : صرف الشىء ورجعه، والرد: مصدر رددت الشىء ، وردت : رجعت ، واسترده : طلب رده عليه ويقول الحق : ( ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ).
لرب : الرب هو الله عز وجل، وهو رب كل شىء ومالكه وله الربوبية على جميع الخلق .ورب كل شىء :مالكه ومستحقه، وكل من ملك شيئا فهو ربه.ولا يطلق غير مضاف إلا على الله عز وجل ،ويكون الرب:هو المصلح وهوالمربى وهووالحافظ.
البرية : البارىء من أسماء الله تعالى ،وفى التنزيل ( فتوبوا إلى بارئكم ) قيل : البارىء هوالذى خلق الخلق لا عن مثال، وبرأ الله الخلق يبرؤهم : خلقهم، وهم البرية.
16 وإنى فيكم فاشهدونى وعاينوا جمالى موصول وسرى بصحبتى

فيكم : بينكم دائم يشهد أعمالكم لقول الحق (واعلموا أن فيكم رسول الله )
فاشهدونى :الشاهد : العالم الذى يبين ماعلمه .ورجل شاهد ، وأصل الشهادة

: ألإخبار بما شاهده ، والمشاهدة : المعاينة بالنظربعين الرأس وعين القلب .
وعاينوا : عاين الشيء : رآه بعينه والعين والمعاينة : النظر،ورآه عيانا:لم يشك فى رؤيته إياه ، ولقيته عيانا أىمعاينة، وتعينت الشىء :أبصرته . .

(1/14)

جمالى :الجمال :الشىء المجمل والجمع جمالات ،وروى عن ابن عباس أنه قال الجمالات : حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض،قال الأزهرى :كأن الحبل الغليظ سمى جمالة لأنها قوى كثيرة جمعت فأجملت جملة، ولعل الجملة اشتقت من جملة الحبل ،فهو الحبل الموصول بالأصل وجمالى:حبلى،ومن أمثال العرب:اتخذ الليل جملا:أىسرى الليل كله.
موصول :الوصل ضد القطع ،ووصلت الشىء وصلا ، والوصل ضد الهجران ، ووصل الشىء بالشىء يصله وصلا ،ووصل الشىء إلى الشىء : إ نتهى إليه وبلغه، واتصل الرجل : انتسب ، والوصل :فى عفاف الحب ،كذلك وصل حبله وصلا فهو حبل موصول،والوصل والتواصل:ضد التصارم والهجران،والصلة: الجائزة والعطية
بصحبتى :الصحبة :اسم للجمع ،والمصحب : المستقيم الذاهب لا يتلبث ، والمصاحب :المنقاد من الأصحاب وهم الصحابة جمع صاحب وصحبه ساروا معه فىطريقه
17-رويت عن المحبوب ما قد رأيته وسر أبى العينين متن روايتى
رويت :روى الحديث :يرويه رواية ، ويقال :روى فلان فلانا نظما إذا رواه حتى حفظه للرواية عنه فإنه راو فى الماء والشعر والحديث.،ورويته الحديث :حملته على روايته .
عن المحبوب :أخذنا عنه الروا ية ،والمحبوب : الحبيب ، والحب :نقيض البغض، والحب:الوداد ،وأحبه فهو محب وكذلك الحب ، وأحبه فهو محب ، وتحبب إليه : تودد ،والحب :الحبيب المحبوب وكان سيد نا زيد بن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وجمع الحب : أحباب وأحبة ، والحبيب هو رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وفى الحديث (وأحبونى لحب الله وأحبوا آل بيتى لحبى )
قد :للتحقيق .
رأ يته:الرؤية بالعين نتعدى الى مفعول واحد،وبمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين،قال ابن سيدة: الرؤية النظر بالعين والقلب،ورأ يته رؤية :شاهدته ،ويقال : رأ يته بعينى رؤية،ورأ يته رأىالعين أى حيث وقع البصر عليه ،ويقال رأى القلب :إرتأيت ،والمرأى : المنظر .

(1/15)

أ بو العينين :كنية السيد إبراهيم القرشى الدسوقى شيخ الطريقة وبرهان الملة والدين..
متن: المتن من كل شىء: ماظهر منه ومتن الحديث :نصه .
روايتى : ما أرويه روا ية
18-ألافخذوا عنى الآحاد معنعنا أصح روا يات الحديث روا يتى

خذوا عنى :تعلموا العلم لقانية عنى.
الأحا د :حديث الأحاد : هو ماليس بمتواتر،وليس ا لمراد به ما رواه واحد فقط بل يطلق حديث الآحادعلى مارواه واحد ولو فى طبقة واحدة فى الإسناد ويسمى غريبا، وعلى مارواه راويان ولو فى طبقة واحدة فى الإسناد ويسمى عزيزا لعزته .ويطلق على مارواه ثلاثة فأكثر بحيث لا يصل عددهم إلى حد التواتر ويسمى الحديث المشهور .
والحديث الغريب : هو ما تفرد به راو واحد ولو فى طبقة من طبقات الإسناد ،فإذا توافرت فيه شروط الصحة فهو صحيح وإذا اجتمعت فيه هذه الشروط مع صحة الضبط كان مسندا .
الحديث المعنعن :أى الذىرواه فلان عن فلان وهو حديث متصل ويمكن لقاء من روى بمن روى عنه ، واشترط البخارى وحدة ثبوت اللقاء ولو مرة .
وأما المتأخرون بعد الخمسمائة (فعن ) عندهم أى ولو بالإجازة فقط وذلك لايخرجه عن الاتصال .
أصح :فى أقسام الحديث :1-الحديث الصحيح : هو ما ا تصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله وسلم من شذوذ وعلة .وأصح الصحيح :-
1-ماإ تفق عليه الشيخان البخارى ومسلم .
2-ما إ نفرد به البخارى .
3- ماإ نفرد به مسلم .
4-الصحيح الذى جاء على شرطهما.
5-الصحيح الذى جاء على شرط البخارى .
6-الصحيح الذى جاء على شرط مسلم .
7- الصحيح عن غيرهما من الأئمة المعتبرين وليس على شرطهما ولا على شرط أحدهما .
وأصح إ سناد فى الصحيح هو ما رواه الأمام أحمد عن الأمام الشافعى عن الأمام مالك عن نافع عن ا بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعرف بسلسلة االذهب .
.

(1/16)

19-حرام على قوم أكون إمامهم ولاية قوم جاحدين لنعمتى

حرام :ما حرمه الله ولايحل لك انتهاكه ،وقيل: مالايحل استحلاله
قوم :الجماعة من الرجال خاصة ، وقوم كل رجل :شيعته وأتباعه
إمامهم :الإمام:كل من ا ئتم به قوم كانوا على الصراط المستقيم وإ مام كل شىء:قيمه والمصلح له والإمام :الذى يقتدى به والجمع أئمة
وفلان إمام القوم :أى هو المتقدم عليهم ، ومنه إمام المسلمين ، والإمام :الطريق الأمم،و فى التنزيل: (إنى جاعلك للناس إماما)
ولاية :الولى:المتولىلأمور العالم والقائم عليهم ومن أسماء الحق (الولى ) ، والولى :مولى النعم وهو المعتق : أنعم الله على عبده بعتقه، والمولى : هو الناصر والحليف (هو من ضمك إليه فعزك بعزه ومنعك بمنعته وحماك بحماه ) وفى التنزيلSad.لا تتولوا قوما غضب الله عليهم)أى لا توالوهم ولاتناصحوهم ولا تجالسوهم ولا توادوهم،وقال الحقSadلا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق)
جاحدين ::الجحود نقيض الإقرار ، والجحود :الإنكار مع العلم .،والجحد :قال الفراء : الضيق فى المعيشة ،وقيل: القلة من كل شىء .
لنعمتى :النعمة :ضد البؤس والشقاء ،والنعمة :اليد البيضاء والصالح والصنيعة والمنة وما أ نعم به عليك ، وما أعطاه الله لعبده بما لايمكن غيره أن يعطيه إ ياه ، والنعمة : العلم الذى يحب الله أن يرى أثره على عبده (ونعمة النعم): الاهتداء الى الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم بقربه ومودته .
20- ويعرف عنى من هدى الله قلبه ويعزف عن حبى طريد الهداية
يعرف عنى: يتلقى المعرفة عنى،والعرفان والمعرفة:العلم وهو نقيض الإنكارلقول الحقSadأو لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون)والتعريف: الإعلام، وقبل :إنشاد الضالة.وفى الحديثSadأهل القرآن عرفاء أهل الجنة.)
ويعزف : عزف يعزف :لها يلهو،والعزف: اللعب،وعزفت عن الشىء :تركته بعد 'إعجاب وزهدت فيه وانصرفت عنه،وعزفت نفسى عن الدنيا :أى عافيتها وكرهتها .

(1/17)

طريد: يقال أطرده السلطان:إذا أمر بإخراجه عن بلده.وصيرته طريدا.وقيل:نفيته، وطرد الرجل:إذا نحاه عن الطريق.وفى التنزيلSadوما أنا بطارد المؤمنين)
الهداية: من أسماء الله تعالى: (الهادى)وهو الذى بصر عباده وعرفهم طريق معرفته حتى أقروا بربوبيته.والهدى:ضد الضلال،وهو الرشاد.وفى التنزيلSadقل إن هدى الله هو الهدى)أى الصراط الذى دعا إليه هو طريق الحق.وقد هداه هداه هداية:أى هداه للدين.وفى الحديث أنه قال لعلى كرم الله وجههSadقل اللهم اهدنى وسددنى،واذكر بالهدى هدايتك الطريق،وبالسداد تسديدك السهم)والمعنى : إ ذا سألت الله الهدى فأخطر بقلبك هداية الطريق،وسل الله الاستقامة فيه كما تتحراه فى سلوك الطريق،لأن سالك الفلاة يلزم الجادة ولا يفارقها خوفا من الضلال.
وهداه إلى الطريق هداية:دله عليه وأرشده.وقال الحقSadوهدوا إلى الطيب من القول)

21- سلام على قوم بنا قد تواصلوا فحبلى موصول وجدى قدوتى

سلام: السلام من أسماء الله تعالى :اى يخلص من المكروه،والسلام :البراءة من النقص والعيب فى دينه ونفسه،ويقول الحقSadسلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين)
قوم: القوم:جماعة من الرجال خاصة،وقوم كل إمام :شيعته وعشيرته وأتباعه.والجمع:أقوام،وقول الحقSadفقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين)قال الزجاج:عنى بالقوم:الذين آمنوا بالنبى صلى الله عليه وسلم وأحسنوا اتباعه.
قد: لتحقق وقوع الفعل.
تواصلوا : الوصل :ضد الهجران.ووصله وصلا،ويكون الوصل فى عفاف الحب.والتواصل : ضد التصارم أى تحابوا،وقيل:وصله:إذا أعطاه عطية.وقال الحقSadوالذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم)

(1/18)

فحبلى: الحبل:العهد والذمة،والأمان.والحبل:التواصل.وقال الحقSadواعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) قال عبد الله بن مسعودSadعليكم بحبل الله فإنه كتاب الله )وأصل الحبل فى كلام العرب:العهد والأمان والميثاق.وفى الحديثSadهو كتاب الله ،حبل ممدود من السماء إلى الأرض)أ ى نور ممدود.ومعنى الحبل الممدود : نور هداه.
وجدى: (انظر البيت 11/1)
قدوتى: القدو: أصل البناء الذى يتشعب منه الاقتداء.ويقال:قدوة:لمن يقتدى به.وتسننت به والجمع قدى.والقدوة :الأسوة وقيل:التقدم على القوم للاقتداء به والتأسى بفعله.وفى التنزيلSadلقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة )وقول الحقSadقد كانت لكم أسوة حسنة فى إبراهيم والذين معه)
22- هنيئالمن أم الحمى وبى احتمى هنيئا لمن يسقى براح طريقتى

هنيئا: الهنىء: ما أتاك بلا مشقة. وهنأنى شراب فلان:كان هنيئا بغير تعب ولا مشقة.وقوله عز وجلSadفكلوه هنيئا)وكل ما يأتيك من غير تعب فهو هنىء لا تتأذى به,ويقال فى الدعاء :هنئت أى أصبت خيرا وظفرت بكل خير.وتهنأ فلان: إذا كثر عطاؤه وكثر خيره.والهناء: السعادة وهو ضد الشقاء.
أم : الأم :القصد وأم الشىء: قصده.ووجه وجهته إليه.وأم القوم:تقدمهم وكان إمامهم.وإ مام كل شىء من ائتم به قوم كابوا على الصراط المستقيم.
الحمى: المانع وماحمى من شىء .واحتمى بالحمى:امتنع وتحصن .والحمى :ما لم تنله أخفاف الإبل ولا تصل إليه بمشيها على أخفافها.فيحمى ما فوق ذلك.وفى الحديثSadلا حمى إلا لله ورسوله)
وبى احتمى: امتنع. من الحماية والمنعة.
راح: الراح :من أسماء الخمر
طريقتى: الطريقة :المذهب وقول الحقSad وألو استقاموا على الطريقة..) أراد استقاموا على طريقة الهدى،والطريقة:أشراف الرجال معناه :جماعة الرجال الأشراف.وتقول للرجل الفاضل:هذا طريقة قومه أى قدوة لمن سلك طريقته وجمعها طرائق.وفى الحديثSadمن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)

(1/19)

23- هنيئا لمن أضحى صريعا بحينا فدائى طب بل وقتلى إغاثتى

أضحى: فعل الشىء فى الضحى وهو وقت ارتفاع النهار
والضحى: من طلوع الشمس إلى أن يرتفع النهار وتبيض الشمس.قال تعالىSadوالشمس وضحاها) وقيل:الضحى :حين شروق الشمس.
صريعا: الصريع: من صرعه فهو صريع .والجمع:صرعى.ورجل صريع: إذا كان ذلك حالته التى يعرف بها ، والصريع: العليل. ويستعمل كناية عن شدة المحبة.فيقال: صريع هواه.
بحينا: الحى: الواحد من أحياء العرب،والحى : يقع على بنى أب كثروا أو قلوا.وأهل الح:أهل الله..
فدائى: الداء اسم جامع لكل علة.
طب: الطب:علاج الجسم والنفس،ورجل طب وطبيب:عالم بالطب.والجمع:أطبة.والطب:البرء من السقم.
وقتلى: القتل: إهلاك النفس.ويقال:قتل الرجل:أى قتله العشق. ومنه الحديث القدسىSad"من طلبنى وجدنى ومن وجدنى أحبنى، ومن أحبنى قتلته، ومن قتلته كان علىّ ديته ،ومن كان علىّ ديته كنت أنا د يته )
إغاثتى:.:من أسماء الحق (المغيث)الذى منه الإغاثة والعون0والغواث بالضم:الإغاثة. وفى الحديث:اللهم أغثنا. وفىالدعاء(ياغياث المستغيثين أغثنى) "
24- فذاتى شمس لو تجلت لأحرقت ولكن بفضل الله أضحت مضيئتى

فذاتى: ذو :اسم وتفسيره: صاحب . وقال أبوإسحقSadذات بينكم)أى حقيقة و صلكم،.أى كونوا مجتمعين على أمر الله ورسوله 0وذات الشئ: حقيقه خاصته. قال ابن الأنبارىSad"انه عليم بذات الصدور") معناه بحقيقة القلوب.
شمس: أى كالشمس من حيث المثال.كالشمس فى نورها و أشعتها ويقول الحق : (والشمس وضحاها)0
لو: حرف امتناع لامتناع لقول الحق ( لو كان فيهما آلهةإلا الله لفسدتا..)
وفى الحديث القدسى: "(إن لله سبعين ألف حجاب من نور وظلمة لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصر الواصل إليه من خلقه"
تجلت: يقال : جلا الأمر: كشفه وأظهره، وقد انجلى: وضح ومنه قول الحق:"( فلما تجلى ربه للجبل") قال الزجاج: ظهر وبان، وجلاها واجتلاها: نظر اليها0


ــــــ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى 15781612
ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى Icon_minitime 2020-09-08, 3:36 pm

(1/20)

لأحرقت: الحرق:تأثير النار واللهب . وفى الحديث: الحرق شهادة "وفى حديث المظاهر: " احترقت أى هلكت "والحرقة : حراة النار0
بفضل الله: الفضل والفضيلة ضد النقص وقول الحقSad ولولا فضل الله ورحمته ما زكى منكم أحد أبدآ ) ففضل الله ورحمته فى الأية هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ..وفضل الله رحمته وعطاؤه0
مضيئتى : أى المضيئة لى. كما قال : (هو الذى جعل الشمس ضياءا والقمر نورا) والضياء نور الشمس. التى تلقى نورها إلى القمر فيضئ. والضوء والضياء: ما أضاء لك السبيل.وضاءت وأضاءت: استنارت وصارت مضيئة0
25-وأرضعت أبنائى هوى آل أحمد فأورثهم طه الصفاء ورحمتى
وأرضعت: الرضيع:المرضع،وامرأة مرضع:ذات رضيع0قال أبوزيد:المرضعة :التى ترضع ولدها اللبن .، وعليه قول الحق: (" تذهل كل مرضعة)" أى كل أم دنا لها أن ترضع، والمرضع: التى لها الصبى ترضعه. وقول الحق : "( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة)"
أبنائى:الابن: الولد. والجمع أبناء وفى آية المباهلة ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناء كم )
هوى: (انظر البيت 9/1)
آل: آل الرجل :أ هله ،وآل الله وآل رسوله:أولياؤه ومنه"اللهم صل على سيدنا محمد وعلىآل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم .."
أحمد : من أسماء الرسول(ص) حين بشر به رسول الله عيسى بن مريم.وهو اسم من أفعل أى احمد الحامدين .للمبالغة فى الحمد ومنه الحمد: وهوشكرالنعمة التى شملت الكل0
أورثهم: يقال:ورث مجده و علمه وخلقه وورثه عنه ورثا وإرثا(انظر البيت : 13/1)
طه: قال: ابن عباس:هواسم للنبى صلى الله عليه وسلم سماه به الله تعالىكما سماه محمدا وفيما رواه السيوطى عن ابن مردويه" لى عند ربى عشرة أسماء" فذكر فيها طه و يسّ

(1/21)

الصفاء: الصفاء: نقيض الكدر، وصفوة كل شئ خالصه و نقيه والصفو: صفاء الشئ وخلاصته. والصفاء: مصدرالشئ الصافى النقى ، والصفاء:مصافاة المودة و الإخاء وصفاء القلب: نقاؤه0
ورحمتى : الرحمة: الرقة و التعطف :و الرحمة من صفات القرآن لقول الحق ("هدى و رحمة لقوم يؤمنون") وقوله تعالى "Sad ورحمة للذين آمنوا") أى سبب إيمانكم ، ورحمة الله: هو رسول الله (ص) لقول الحق ( وما أرسلناك الارحمة للعالمين) وفى الحديث: " انماأنا رحمة مهداة.
26- حفظت علومى فيكم و مهابتى وجهرى فيكم بل و فيكم سريرتى

حفظت : حفظت الشئ حفظا: أى حرسته، وحفظته أيضا:استظهرته وتحفظت العلم:استظهرته شيئا بعد شئ والمحافظة: الوفاء بالعهد . والتمسك بالود . وفى التنزيل : ( بما استحفظوا من كتاب الله ) أىاستودعوه و ائتمنوا عليه
علومى : ( انظر البيت 7/1)
ومهابتى : المهابة : الإجلال و المخافة , قال ابن سيدة : المهابة : الهيبة والتقية من كل شئ .
وجهرى : الجهر : الإظهار :ورآه جهرة :أى لم يكن بينهما ستر و فى التنزيلSadأرنا الله جهرة ") أى غير مستترعنا بشئ . وقيل: غير محتجب ، وجهرت الشئ : كشفته ، و أجهرته: رأيته بلا حجاب بينى و بينه.والجهر : العلا نية0
سريرتى : السريرة : عمل السر من خير خاصة. ، وسررت الشئ :كتمته . وسررته : أعلنته وهو من الأضداد . ويقال : سر بين السرارة :هو الخا لص من كل شئ ، وفلان سر هذ الأمر : أى عالم به0
27-أجود على أم لترحم طفلها فرحمة من فى الكون من بعض رحمتى

أجود : رجل جواد : سخى والجمع أجواد ، وجاد الرجل بماله فهو جواد والجود من المطر :الكثير
خيره . وهو الواسع الغزير
أم : الأم : يقال : أم الشئ : أصله . والأم : الوالدة وأصل الأم أمهة ولذلك تجمع على أمهات وفى التنزيل . Sad"النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم") وفى قول الحق : (ان أمهاتهم إلااللائى ولدنهم)
لترحم (انظر البيت25/)1

(1/22)

طفلها : الطفل : الصغير من كل شئ ولا فعل له . ،والصبى : يدعى طفلا حين يولد الى أن يحتلم قال الحق : "( ثم يخرجكم طفلا) "والطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء 0
من : الموصولة بمعنى الذى 0
فى الكون : الخلائق 0
من بعض : البعض الطائفة من الشئ 0
رحمتى : فى الحديث(" جعل الله الرحمة مائة جزءا فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل فى الأرض جزءا واحدآ فمن ذلك الجزء تتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن يصيبه )" للبخارى ومسلم عن أبى هريرة 0

28- عصارة ما فى الكون لكن لحكمة خفيت عن الأبصار بل والبصيرة

العصارة: عصارة الثمر: أفضل ما فيه،وعصره:استخرج ما فيه ،وعصارة الشىء:ما تحلب منه إذا عصرته، وقيل: العصارة :ما سال عن العصر،وكل شىء عصر ماؤه فهو عصير. والمعصرات: السحائب تعتصر بالمطر،وفى التنزيلSad وأنزلنا من المعصرات ماءا ثجاجا).وعصر العنب ومما له دهن كالزيتونة:استخلص شرابه وزيته.
ما فى الكون : ما الموصولة بمعنى الذى.
الكون: الوجود والحدث.وكون الشىء:أحدثه،والله مكون الأشياء ومخرجها من العدم..وكان يكون كونا:أى وجد واستقر وثبت. (انظر البيت10/1)
لكن: من حروف العطف..
لحكمة: الحكمة:معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم . يقول الحق )ويعلمهم الكتاب والحكمة)والحكمة: باطن العلم. (انظر البيت11/1)
خفيت : يقال: خفيت الشىء:كتمته وسترته ،وشىء خفى:لم يظهر، قال الحق )ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار)قال الفراء:المستخفى:المتوارى المستتر. (انظر البيت8/1)
الأبصار : جمع بصر:وهىآلة الإبصار،وحاسة الرؤية،وأبصرت الشىء:رأيته بالبصر.
البصيرة: عقيدة القلب.قال الليث:البصيرة اسم لما اعتقد فى القلب من الدين وتحقيق الأمر. والبصيرة:النظر بعين القلب،ويقول الحقSadفإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التىفىالصدور)

(1/23)

29- نصحت لوجه الله أبغى رضاءه وحب ذوى القربى وبرأت ذمتى
نصحت: النصح:نقيض الغش،ومنه قول الحقSadوأنصح لكم)أى أخلصت وصدقت،والاسم:النصيحة.
ونصح:خلص،والنصح والنصيح:الناصح.وانتصالقوم:قبلواالنصيحة،وفىالحديثSadالدين.النصيحة).
والنصيحة:كلمة يعبر بها عن إرادة الخير للمنصوح له،وأصل النصيحة:صحة الاعتقاد وإخلاص النية والإرشاد إلى الطاعة والانقياد للحق.
لوجه الله: الوجه:من الوجهة والقصدالصحيح،ومنه قول الحقSadوما تنفقون إلاابتغاء وجه الله)أى وجه التقرب إلى الله.وفى الحديثSadالدين النصيحة لله ولرسوله..)ومعنى النصيحة لله:صحة الاعتقاد فى وحدانيته،وإخلاص النية فى عبادته،والنصيحة لكتاب الله:هو التصديق به،والعمل بما فيه.
ووجه الله:الوجهة الحقة والصراط المستقيم (إن ربى على صراط مستقيم).
أبغى : فى قول الحقSadوما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله)ويبغى الشىء:يطلبه ويسعى إليه.وفىحديث أبى بكرفى الهجرة:لقيهما رجل بكراع الغميم فقال:من أنت؟.قال:باغ،قال:ومن معك؟قال:هاد)أىباغى الهدايةإلى صراط مستقيم،والابتغاء:الحاجة والمطلب
رضاءه: الرضا ضد السخط،ورضى رضوانا:نظره بشكران ورجحان فهو راض. أرضاه:أعطاه ما يرضيه.ويقول الحقSadومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله كمثل جنة بربوة)ويقول الحقSadأو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما).
وحب: الحب:نقيض البغض،وهو الوداد،ويستعمل فى عفاف الحب كحب الصالحين.وفى الحديثSadأنت مع من أحببت)ومراتب الحب تسع:أولها(الميل)وهو انجذاب القلب إلى مطلوبه،فإذا زادسمى(رغبة) فإذا زاد سمى(طلبا) فإذا زاد سمى(ولها) فإذا اشتد سمى(صبابة)فإذا قوى فى القلب سمى(هوى)فإذا استولى حكمه سمى (شغفا) فإذا المحبفنى عن نفسه فى محبوبه سمىذلك(عشقا)فيصير المحب فى هذا المقام حبيبا والحبيب محبا فبتلون كل منهتا بصورة الآخر.

(1/24)

ذوى القربى: ذوى القربى هم أصحاب القربى وذلك من القرب والتقريب وإيصال القرابة،ويقول الحقSadوآتى المال على حبه ذوى القربى)أى ىتى المال لحب ذوى القربى.وهو من البر الذى هو اسم جامع للخير. ويقول الحقSadعينا يشرب بها المقربون) قيل:هم الأفاضل من أهل الجنة العالية)..
وبرأت: بقال برىء إذا خلص وتنزه عن النقائص والأذى.،وبرىء إذا أعذر وأنذر،ومنه قول الحقSadبراءة من الله ورسوله)أى إعذار وإنذارللذين عاهدت من المشركين.
قال تعالى فى بعض كتب الأولينSadإن أحب عبادى إلى من يحبب عبادى إلى،ويحببنى لعبادى،أولئك هم الأبطال حقا،إذا أردت أن أنزل بخلقى بلاء دفعت عنهم بهم)
ذمتى: الذمة:العهد والأمان والضمان والحرمة والحق،وفى الحديث):فقد برئت منه الذمة)أى أن لكل أحد من الله عهدا بالحفظ والكلاءة فإذا ألقى بيده إلى التهلكة أو خالف ما أمر به خذلته ذمة الله.تعالى.
30- وإ ن علومى باسقات وطلعها نضيد ورزق للعباد ورحمتى

علومى: جمع علم. (انظر البيت7/1)
باسقات: الباسق:المستقيم المرتفع.قال قتادة: بسق إذا علا على أقرانه،وبسقت الناقة:وقع اللبن فى ضرعها. وفى قول الحقSad..والنخل باسقات لها طلع نضيد *رزقا للعباد)
وطلعها: الطلع هو أول ما يخرج من ثمر النخل.وفى الحديثSadما نزل من القرآن آبة إلا ولها ظهر وبطن ،ولكل حرف حد ولكل حد مطلع) فالظهر هو التفسير،والبطن هو التأويل،والحد ما يتناهى إليه فهوم العارفين من معنى الكلام،والمطلع ما يصعد إليه منه فيطلع على شهود الملك العلام.،قال الإمام جعفر الصادق:لقد تجلى الله لعباده فى كلامه ولكن لا تبصرون.
نضيد: بعضه فوق بعض ،والنضد :السرير ينضد عليه المتاع ،والنضد:السحاب المتراكم،ونضد الشىء:جعله متسقا بعضه فوق بعض.قال الفراءSadوطلع نضيد)ما دام فى أكمامه فهو نضيد.فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد.والأكمام :الأستار.

(1/25)

رزق: من أسماء الله :الرزاق الذى أعطى الخلائق رزقها وأوصلها إليهم.والرزق:ما ينتفع به والجمع أرزاق،وقيل:هو العطاء من الله.وقد يسمى المطر رزقا.لقول الحقSadوما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها)..
للعباد: أى رزقناهم رزقا .
والعباد:جمع عابد وهو الموحد ومنه تعبد الله العبد بالطاعة،والعبد:المربوب لباريه عز وجل وأصل العبدية:الخضوع والتذلل.والعابد هو الخاضع المستسلم المنقاد لأمر الله.والمعبد:المكرم المعظم كأنه يعبد.وقال الحقSadوالنخل باسقات لها طلع نضيد*رزقا للعباد)وقول الحقSadإلا عباد الله المخلصين*أولئك لهم رزق معلوم.
ورحمتى: يقول الحقSadورحمتى وسعت كل شىء فسأكتبها للذين يتقون)
والرحمة: الرزق.قالهاعكرمة فى قول الحق):ابتغاء رحمة من ربك ترجوها) والرحمة: الحياة والخصب لقول الحقSadوإذا أذقنا الإنسان رحمة من بعد ضراء)والله يختص برحمته من يشاء،.ورحمة الله:عطفه وإحسانه ورزقه.ومن الرزق المطرالذى هو الرحمة لقول الحق Sad انظر إلىآثار رحمة الله كيف يحيى الأرض بعد موتها)والرحمة:ما أرسلت به الرسل من هدى لقول نوح عليه السلامSadإن كنت على بينة من ربى وآتانى رحمة من عنده انلزمكموها وأنتم لها كارهون) أنظر البيت 27/1

31-ولو شربو راحى أراحوا قلوبهم من العنت الأدنى ومن كل شقوة
شربوا:سقوا ( انظر البيت7/1)
راحى :خمرى وقال الحق : (وأنهار من خمر لذة للشاربين ) ( انظر البيت 22/1)
أراحوا : يقال:راح ويراح:برد وطاب وطابت ريحه،وقول الجق (فروح وريحان) قال الزجاج:استراحة وبرد ورحمة ورزق،وارتحت الى الشىء:ملت إليه وأحببته،وهو ضد العنت والمشقة

(1/26)

العنت : دخول المشقة على الإنسان ولقاء الشدة والفساد والهلاك والإثم والغلط والخطأ ،وفى الحديث ( فيعنتوا عليكم دينكم ) أى يدخلوا عليكم الضرر فى دينكم ،والعنت الهلاك واعنته :أ وقعه فى الهلاك والمضرة ومنه قول الحق: (لو يطيعكم فى كثير من الأمر لعنتم ) أى لهلكتم ، وأصل التعنت التشديد والوقوع فى أمر شاق .
الأدنى: الأقريب،ومنه قول الحق )ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون))قال الحسن وأبو العالية :العذاب الأدنى :مصائب الدنيا وأسقامها ومايبتلى به العبيد حتى يتوبوا
ومنك كل شقوة :أى عذاب الآخرة:لقول الحق )فأماالذين شقوا ففى النار لهم فيها زفير وشهيق ) والشقى : الذى كتبت عليه الشقاوة وهو فى بطن أمه .
32-وما زاغت الأبصار يوم رأيته جميل المحيا فائقا كل طلعة

وما زاغت : ما لنفى حدوث الفعل زاغت:الزيغ:الميل عن الهدى والقصد،ومنه قول الحقSadوإذا زاغت الأبصار ) أى مالت عن المشاهدة وزيغ البصر يؤدى إلى زيغ القلب لقول الحق (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لايهدى القوم الكافربن )
يوم : بمعنى الحال والوقت .
رأيته : ا لرؤية المشاهدة ،وقال بن سيدة : الرؤية :النظر بالعين والقلب .
جميل : نصبت على الحال وهو البهاء فى الطلعة .
فائقا : يقال: فاقة :أى علاه وغلبه وفى الحديثSmileحبب إلى الجمال حتى ما أحب أن يفوقنى أحد بشراك نعل ) ،فقت فلانا :أىصرت خيرا منه وأعلى وأشرف والمرادالمرتبة والمنزلة ، ومنه الشىء الفائق :أى الجيد الخالص فى نوعه
طلعة : الطلعة : الرؤية .وطلعة الرجل :شخصه وما ظهر منه.وتطلعه :نظر إلى طلعته0نظر حب وكل باد من علو طالع .وطلوع الشمس: ظهورها من مشرقها .فهى طالعة ،ويقال.وأطلعت الشمس:نظرتها حال طلوعها ، والطلعة :اسم مرة من الطلوع

(1/27)

33-وإنى إذ أروى رأيت وعاينت معى سائر الأقطاب أصل الرواية
إذ : إذ وإذا حرفا توقيت.،فلإذا جاء(إذا)مع مضارع كان معناه ماضيا (وإذ تقول للذى أنعم الله عليه)
معناه:وإذ قلت.
أروى : من الرى بالماء .وقيل:من رواية العلم. والروى:الساقى ،وروى الحديث:يرويه رواية.
رأيت : ( انظر البيت17/1)
وعاينت : العين والمعاينة:النظر.وقد عاينته عيانا:لم أشك فى رؤيته.ويقال:رأيته عيانا:أى مواجهة ومعاينة،.وتعينت الشىء:أبصرته. (انظر البيت16/1)
سائر : سائر الأقطاب:أى جميعهم.
الأقطاب : (أنظر البيت 5/1)
أصل : أصل الشىء:ماتفرع منه فروعه.وهو الثابت.وأصل الشىء:مبتدؤه وما كان عليه معتمده.
الرواية: رواية الحديث والعلم.وأصل الرواية:من كانت هى منه وكان لها أصلا ورويتها عنه.

(1/28)



            ـــ

                                 

:القصيدة الثانية

بيت رقم - 1:
هَذَا عَطَاءُ اللَّهِ مِنْ عَلْيَائَهِ *** هَذَا إِصْطِفَاءُ السَّيِّدِ الْبُرْهَانِي

المعني:
ملاحظة:
الحروف التي في أول الأبيات من رقم 2 حتى رقم 22 على الترتيب هي حروف اسم مولانا الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني و أضاف رضي الله عنه البيت الأول " هذا عطاء الله " بعد إملائه للقصيدة كلها
هَذَا: إسم إشارة للقريب, مولانا الإمام الشيخ إبراهيم خليفته, رضي الله عنه. قال تعالي: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ) 3 قريش, و قال تعالي: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) 96 آل عمران, و هو قلب النبي صلّي الله عليه و سلّم. فتكون (هذا) إشارة للخليفة القائم بالأمر.
عَطَاءُ اللَّهِ: أَعْطاهُ ناوله و العَطاء نَوْلٌ للرجُلِ السَّمْحِ. الآية: (هَٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) 39 ص, عَطَاءُ اللَّهِ: الله رئيس الأسماء الإلهية, أي المتحمّل لكل الأسماء الإلهية
مِنْ عَلْيَائَهِ: من موطن الهيمنة علي بقية الأسماء
هَذَا: كرر للتأكيد
إِصْطِفَاءُ: صَفْوَةُ كُلِّ شيءٍ: خالِصُهُ
السَّيِّدِ الْبُرْهَانِي: السَّيِّدِ: سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه, الْبُرْهَانِي: نسبة للبرهان (سيدي إبراهيم), خاصة بسيدي فخر الدين. الاصطفاء من سيدي إبراهيم عبّر عنه سيدي فخر الدين.





بيت رقم - 2:
مَا كُلُّ مَنْ كَتَمَ الشَّهَادَة آثِمٌ *** أَوْ كُلُّ مَنْ وَأَدَ الْبَرِيئَةَ جَانِي

المعني:
مَا كُلُّ مَنْ: ما النافية, مَا كُلُّ مَنْ تنفي عموم الحُكم و تفيد البعضية
كَتَمَ الشَّهَادَة آثِمٌ: الآية: (وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) 283 البقرة, قال في التائية (281 ق 1):
وَأُخْبِرُ عَمَّا لَمْ يَرَ النَّاسُ مِنَّةً *** وَإِنّيَ فِيهِ كَاتِمٌ للِشَّهَادَةِ
الشهادة: رأي العين, غيب الذّات, و هو العلم الخاص بحضرة النبي صلّي الله عليه و سلّم, فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم إنه قال: ( أوتيت ليلة أسرى بى ثلاثة علوم ، فعلم أمرت بتبليغه ، وعلم خُيرت فيه وعلم أمرت بكتمانه ) - الحديث أورده سيدى عبد الكريم الجيلى فى كتاب الإنسان الكامل .وسنده في التفسير الكبير للثعلبي
أَوْ كُلُّ مَنْ: عطف, علي ما سبق, ينفي عموم الحُكم
وَأَدَ الْبَرِيئَةَ جَانِي: الآيات: وَأَدَ الْبَرِيئَةَ قتل النفوس. الآية: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ) 8-9 التكوير, الْبَرِيئَةَ: يقصد النفس الكاملة (السابعة) من الأنفس السبع:
ثُمَّ الَّتِي قُبِلَتْ عَلَى عِلاَّتِهَا *** فِي نَحْرِهَا يَبْدُو أَجَلُّ فِدَاءِ (19 ق 6)



الشهادة هي كشف الغيب و أنواع الغيوب كثيرة بعضها يمكن كشفها مثل غيب الشهادة في عالم الشريعة (شفت حاجة بتقول شفتها و دي كتمها إثم) في الغيوب الإلهية لا يجوز الكشف إلا بما يؤذن به أو بما يتحمله المتلقي

الوأد هو دفن الحى والوأد ليس هو القتل بل قد يؤدى إليه غالبا ... ونرى أن مولانا رضى الله عنه قال...وأقتل باسم الله فى الصب نفسه... وقال ... لا يستطيع الشيخ يقتل جمعها أو بعضها لو كان ذا إغفاء.....وقال .....فالنفس سبع قتلهن مباح ..............والقتل لا يستوجب الوأد قبله....ومن ثم أرى أن البريئة هى حقيقته الخفية قال رضى الله عنه"خفيت عن الأبصار بل والبصيرة" وقال"خفى مقام والخفاء وقايتى"وأيضا "لكنها مبطونة فى ذاتها"وكما جاء فى الحديث أمرت بكتمه فكان العلم مخفيا مع بقائه حيا....والله ورسوله والمشايخ أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى 15781612
ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى Icon_minitime 2020-09-08, 3:40 pm

بيت رقم - 3:
حَارَتْ جَمِيعُ الإِنْسِ فِي كُنْهِي كَذَا *** فِي مَشْربِي حَارَتْ مُلُوكُ الْجَانِ

المعني:
حَارَتْ: ضلّت و لم تهتدي
جَمِيعُ الإِنْسِ: أبناء سيدنا آدم من ابتداء الدنيا إلي انتهائها
فِي كُنْهِي: الذّات الظاهر
كَذَا: بنفس القدر
فِي مَشْربِي: باطني الخفيّ
حَارَتْ مُلُوكُ الْجَانِ: سبعة أشهرهم شمهورش, حار الملك لا يجد في علمه و لا علم من معه ما يعرفه بي .







يقال رجل جميع أى رجل مجتمع الخلق قوى قد بلغ أشده ....ومن ثم أرى أن جميع الانس ليس المقصود كلهم وانما المقصود الرجال "وأعرف أقدار الرجال جميعهم ...ولكنهم ضلوا ابتداء مكانتى " وكنه الشىء جوهره وحقيقته وغايته ونِهايته ولذا خاطبهم مولانا "فان استطعتم فانفذوا لحقيقتى" لأن من الخلائق من لم يقدر له الله معرفة ظاهر الشيخ فضلا عن باطنه.......كما أرى أن المشرب هنا هو مجموعة الاوراد وفعلها فى المريد لأن موطن عالم الجن كما علمنا هو دون السماء الأولى....فى حين أنه يحار في باطنه العلماء فقد قال رضى الله عنه "وكم من عالم قد حار فينا"....والله ورسوله والمشايخ أعلم



بيت رقم - 4:
مِنْ آهَةِ الأوَّاهِ آهاً قُلْتُهَا *** مِنْ أوًبَةِ الأوَّابِ فِي الْوِجْدَانِ

المعني:
مِنْ آهَةِ الأوَّاهِ: سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام, الآية: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ) 75 هود
آهاً قُلْتُهَا: ذكر بالإسم الذي ذكر به سيدنا إبراهيم, الهاء المجرّد (أه), الهاء هي سرّ الإسم الله. قال رضي الله عنه:
وَوَفَّيْتُ مَا مِنْهُ الْخَليلُ قَدْ ابْتُلِي *** فَصِرْتُ إِمَاماً ذَا مقَامٍ عَلِيَّةِ (279 ق 1)
مِنْ أوًبَةِ الأوَّابِ: الآية: (اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) 30 ص, (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) 10 سبأ, الأَوْبُ: الرُّجُوعُ. آبَ إِلى الشيءِ: رَجَعَ، في السير غدو و رواح أو تدلّي و ترقيّ. في القصيدة (80) الأبيات 22-26:
وَكَانَ ذِهَابِي فِي الْمَذَاهِبِ آمِناً *** وَظَلَّ كِتِابِي فِي ظِلاَلِ شِعَابِهَا
وَكَانَ إِيَابِي فِي مَظَاهِرِهَا الَّتِي *** يَضِلُّ بِهَا رُهْبَانُ أُمِّ كِتَابِهَا
وَكَانَ وُلُوجِي عَالَمَ الأَمْرِ خَاتِماً *** لِبَدْءِ شُهُودِي مُثْبِتاً عِلْمَهَا لَهَا
وَغَيْرِي لَمْ يُعْطَ الْوُلُوجَ كَرَامَةً *** وَأَمْلِكُ حَالِي مِنْ مَفَاتِيحِ غَيْبِهَا
وَغَيْرِي إِنْ حَازَ الْعِنَايَةَ إِنَّمَا *** يَزُورُ وَلاَ تُعْطِيهِ حُسْنَ مَآبِهَا
فِي الْوِجْدَانِ: مصدر من وَجَدَ, وَجَدْت الضَّالَّة وِجْداناً. (و ما ضلّت بذا سفينتي).





ذكر عند سيدنا النبى رجل يكثر ذكر الله ويسبح فقال: (إنه لأواه).

وقال أبو ذر رضي الله عنه: كان رجل يكثر الطواف بالبيت ويقول فى دعائه: أوه أوه؛ فشكاه أبو ذر إلى النبى صلی الله عليه وسلّم فقال: (دعه فإنه أواه) فخرجت ذات ليلة فإذا النبى يدفن ذلك الرجل ليلا ومعه المصباح



وكذلك الاواه بين جموعنا سر يناجى للسميع الواهب --- وكذلك الاواب ممن خلفوا داود يرضى بالحكيم الصائب





بيت رقم - 5:
دَانَتْ مَرَاقِي الصَّالِحِينَ لِسَرْوَتِي *** وَازْدَانَتِ الْعَلْيَاءُ بِالإِحْسَانِ

المعني:
دَانَتْ: أطاعت و خضعت فكانت دون مكان صعودي.
مَرَاقِي الصَّالِحِينَ: مراقي جمع مرقي و هو غاية الصعود, الآية: (أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ) 93 الإسراء
لِسَرْوَتِي: الإسراء و المعراج خاصه رضي الله عنه, لأهل مراتب الإحسان من تحقّق بالعبودية, الآية: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) 1 الإسراء
وَازْدَانَتِ الْعَلْيَاءُ: ازْدَانَتِ: من زان علي وزن افتعلت فصارت ليلة إسرائه رضي الله عنه قد أخذت زينتها لاستقبال الزائر الكبير, من اصطفاف الملائكة و ترحيبهم به و انتباه عوالم الأكوان ساعة سروه.
بِالإِحْسَانِ: كل ثمار الحقيقة



بيت رقم - 6:
عَصَفَتْ رِيَاحُ الْقُرْبِ لَمَّا قَارَبَ *** الْمِيقَاتُ عَانَقَ لُؤْلُؤى مَرْجَانِي

المعني:
عَصَفَتْ: عصفت الرياح اشتدّت
رِيَاحُ الْقُرْبِ: الرياح التي تهبّ فتنبئك عن قرب المكان, كما في قول سيدنا يعقوب, الآية: (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَن تُفَنِّدُونِ) 94 يوسف, بشريات الوصول.
لَمَّا قَارَبَ الْمِيقَاتُ: الْمِيقَاتُ وقت حمل الأمانة.
عَانَقَ لُؤْلُؤى مَرْجَانِي: (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) 22, اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ كلاهما من جوهر البحر, الرّحمن, عَانَقَ لُؤْلُؤى مَرْجَانِي: صار بعضي كلّي, ظهرت هويّته في أنا الظاهر (أنا في أنا إنّي).



بيت رقم - 7:
ثَوْباً مِنَ النُّورِ الْعَلِيِّ لَبِسْتُهُ *** نِعْمَ اللِّبَاسُ وَجَلَّ مَنْ أعْطَانِي

المعني:
ثَوْباً: الثوب اللباس, خلعة
مِنَ النُّورِ الْعَلِيِّ: نور حضرة النبي صلّي الله عليه و سلّم المتنزّل من قبضة النور في غيب الأحديّة علي روح الخليفة, قال رضي الله عنه:
فَأَوَّلُ قِبْلَةِ السُّجَّادِ طِينٌ *** عَلَيْهِ أَشِعّةُ النُّورِ الْعَلِيّ (3 ق 30)
لَبِسْتُهُ: حملتُ الأمانة
نِعْمَ اللِّبَاسُ: نِعم للمدح, لأنها رئاسة زمن سيدي إبراهيم الدسوقي
وَجَلَّ مَنْ أعْطَانِي: جَلَّ عظُم (العظم معناها الرئاسة), صاحب الرئاسة علي جميع الخلائق, صلّي الله عليه و سلّم.





بيت رقم - 8:
مَنْ شَاهَدَ الْوَجْهَ الْكَرِيَم فَهَلْ لَهُ *** أَنْ يَسْتَسِيغَ الرَّاحَ بِالْقِيعَانِ ؟

المعني:
مَنْ شَاهَدَ: مَنْ إسم موصول, شَاهَدَ رأي بعينه
الْوَجْهَ الْكَرِيَم: التجلّي الذتي, الآية: (وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) 27 الرّحمن
فَهَلْ لَهُ: بعد أن ذاق أعلي الشراب
أَنْ يَسْتَسِيغَ: يستطيب طعماً
الرَّاحَ بِالْقِيعَانِ: القيعان الأرض التي لا تمسك الماء, في حديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مثل ما بعثني اله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً ، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت الكلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به) . ( رواه البخاري. يعني من البيت: أنه رضي الله عنه في دوام الشهود الذّاتي لا يلتفت عنه لغيره.



بيت رقم - 9:
أَوْ هَلْ تُرَاهُ لَوْ إِسْتَقَامَ مُشَاهِداً *** أَلاَّ يَهِيمَ بِنَشْوَةِ النَّشْوَانِ ؟

المعني:
أَوْ: عطفاً علي البيت السابق:
مَنْ شَاهَدَ الْوَجْهَ الْكَرِيَم فَهَلْ لَهُ *** أَنْ يَسْتَسِيغَ الرَّاحَ بِالْقِيعَانِ ؟
هَلْ تُرَاهُ: هل يمكن أن يُري لك
لَوْ إِسْتَقَامَ مُشَاهِداً: لو حرف امتناع لوجود, دام علي حال المشاهدة
أَلاَّ: أصلها أن لا
يَهِيمَ: حالة من العشق كالجنون, هامَت الناقةُ تَهِيم: ذهَبَت على وجِهها لرَعْيٍ.
بِنَشْوَةِ النَّشْوَانِ: السُكر من الشراب. قيل من سلطان العاشقين؟ فأجاب رضي الله عنه: سيدي إبراهيم الدسوقي. و هو القائل: "أنا الذي سكران صاحي من غير مُدام". سكر و صحو.



بيت رقم - 10:
نَفْسٌ لِعَبْدِ الرَّانِ أَعْمَتْ قَلْبَهُ *** نَفْسُ الْعُبَيْدِ بَصِيرَةُ الإِنْسَانِ

المعني:
نَفْسٌ لِعَبْدِ الرَّانِ: الآية: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) 14 المطفّفين, لم يتخلص من الأنفس السبع.
أَعْمَتْ قَلْبَهُ: حجبت بصيرته لأن الران غشاء بين البصيرة و القلب طمس بالذنوب, فأضحي يجهل القدر, فأين هو ممن شري نفسه لله. و أين هو من حسن الاعتقاد قي الشيخ؟؟
نَفْسُ الْعُبَيْدِ: الآية: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) 207 البقرة, الْعُبَيْد يعني نفسه سيدي فخر الدين رضي الله عنه, تحقق بالعبودية لله.
بَصِيرَةُ الإِنْسَانِ: الآية: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) 21 الذّاريات, تحقق بصفات الإنسان الكامل





بيت رقم - 11:
عَنِّي عَنِ الْمَعْصُومِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ *** مَنْ ظَنَّ بِي خَيْراً لَهُ خَيْرَانِ

المعني:
عَنِّي عَنِ الْمَعْصُومِ: حديث يرويه (عنه رضي الله عنه) عن (حضرة النبي صلّي الله عليه و سلّم (مباشرة)
جَلَّ ثَنَاؤُهُ: عظُم ثناؤه’ فلا يقدر عليه (يأبي ثناءً و الثناء يأباه)
مَنْ ظَنَّ بِي خَيْراً لَهُ خَيْرَانِ: الحديث: "مَنْ ظَنَّ بِي خَيْراً لَهُ خَيْرَانِ". الأصل في المعتاد أن من نوي نية حسنة فله أجرها, أمّا هذا الحديث "مَنْ ظَنَّ بِي خَيْراً لَهُ خَيْرَانِ", فقد ضمن مضاعفة الثواب, كرماً لأهل زمان سيدي فخر الدين لأهل العقيدة. جاء في الحديث: عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: (إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة) رواه البخاري ومسلم.



بيت رقم - 12:
بَابُ الدُّخُولِ إِلَى الْحَبِيبِ مُؤَكَّدٌ *** بَابُ الإِمَامِ وَنِعْمَ بَابُ الدَّانِيِ

المعني:
بَابُ الدُّخُولِ: الآية: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) 189 البقرة
إِلَى الْحَبِيبِ: سيدنا رسول الله صلّي الله عليه و سلّم
مُؤَكَّدٌ: شريعةً و حقيقةً
بَابُ الإِمَامِ: سيدنا الإمام الحسين, ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً، الحسين سبط من الأسباط). رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم، وصححه الحاكم، و معني شطر الحديث الشريف (و أنا من حسين) أنّه لا يمكن الدخول لمعيّة سيدنا رسول الله صلّي الله عليه و سلّم إلا عن طريق مولانا الإمام الحسين رضي الله عنه
وَنِعْمَ بَابُ الدَّانِيِ: الدَّانِيِ سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه, بَابُ الدَّانِيِ سيدي فخر الدين رضي الله عنه. البيت التالي يوضح:
دَارٌ بِهَا الْمَكلْومُ يُجْمَعُ أَمْرُهُ *** دَارُ النَّسِيبِ وَسَاطِعُ الْبُرهَانِ



بيت رقم - 13:
دَارٌ بِهَا الْمَكلْومُ يُجْمَعُ أَمْرُهُ *** دَارُ النَّسِيبِ وَسَاطِعُ الْبُرهَانِ

المعني:
دَارٌ: أي الدّاني المشار إليه في البيت السابق:
بَابُ الدُّخُولِ إِلَى الْحَبِيبِ مُؤَكَّدٌ *** بَابُ الإِمَامِ وَنِعْمَ بَابُ الدَّانِيِ
و هو سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه, قال عنه:
إِنَّه دَارٌ وَدَيَّارُ الِرّضَا *** إِنَّهُ وَاللَّهِ حَلاَّلُ الْعُقَدْ (10 ق Cool
بِهَا الْمَكلْومُ: الْكلْمُ الجُرح, مَكلْومٌ جَريحٌ. أي من قتل الأنفس و دخل في معيّة سيدي إبراهيم ليبيعه لسيدنا الحسين رضي الله عنه, قال رضي الله عنه:
وَعِنْدَ زَوَالِ الْحِسِّ فَالْجُرْحُ فَرْحَةٌ *** فَذِي رُتَبٌ فِيهَا اتِّسَاعُ الْمَدَارِكِ (7 ق 10)
يُجْمَعُ أَمْرُهُ: بعد التفرّق, بدخول المعيّة
دَارُ النَّسِيبِ وَسَاطِعُ الْبُرهَانِ: سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه





بيت رقم - 14:
هُمْ مِنَّةُ اللَّهِ الْعَلِيِّ لِخَلْقِه *** هُمْ عَاقِلِي هُمْ نَاظِرِي وَلِسَانِي

المعني:
هُمْ: آل البيت
مِنَّةُ اللَّهِ الْعَلِيِّ لِخَلْقِه: مَنّ يمنّ منَّاً، إذا صنع صُنعاً جميلاً, مِنَّةُ اللَّهِ: جميلةٌ أسداها الله لخلقه, الْعَلِيِّ: أعطاهم شئون رئاسة الكون, الآية: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) 5 القصص
هُمْ عَاقِلِي هُمْ نَاظِرِي وَلِسَانِي: كلّ ما عندي منهم



بيت رقم - 15:
أَطْفِي بِهِمْ حَرَّ اللَّظَى وَسَعِيرَهَا *** لَوْلاَ مَحَبَّتُهُمْ يُقَالُ بِثَانِ

المعني:
أَطْفِي بِهِمْ حَرَّ اللَّظَى وَسَعِيرَهَا: جاء في آية المباهلة ، و هي : (فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْفَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) 61 آل عمران, و في صحيح الترمذي : عن سعد بن أبي وقَّاص قال : لما أنزل الله هذه الآية : ( ... نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ... ), دعا رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا ، فقال : " اللهم هؤلاء أهلي " و مثله في مسند أحمد بن حنبل, و قد ورد في أفضل الدعاء لإذهاب الحُمّي و الأذي: (لي خمسةٌ أُطفئ بهم حرّ الوباء الحاطِمة ** المُصطفي و المُرتضي و ابنيهما و فاطِمة).
لَوْلاَ مَحَبَّتُهُمْ يُقَالُ بِثَانِ: يُقَال بقول ِثَانٍ غير إطفاء حرّ اللّظى (أي ما نجي من النّار أحد) لولا محبّتهم. في الحديث الشريف روى محب الدين الطبري بإسناده عن الإمام علي كرّم الله وجهه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تعلَّق بها فاز، ومن تخلّف عنها زجّ في النار)



بيت رقم - 16:
لَوْلاَ هَوَاهُمْ فِي الْقُلُوبِ وَفِي الْحَشَا *** مَا ذَاقَ قَلْبٌ لذَّةَ الإِيمَانِ

المعني:
لَوْلاَ هَوَاهُمْ: (في البيت السابق: لَوْلاَ مَحَبَّتُهُمْ يُقَالُ بِثَانِ – يخصّ مرتبة الإسلام), لَوْلاَ هَوَاهُمْ: لأهل مرتبة الإيمان, الحديث: عَنْ عَبْدِ اللهِ بِنِ عمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَيُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَواهُ تَبَعَاً لِمَا جِئْتُ بِهِ"
فِي الْقُلُوبِ: ملأ القلوب
وَفِي الْحَشَا: الاصطلام بالمحبّة
مَا ذَاقَ قَلْبٌ لذَّةَ الإِيمَانِ: عن أنس رضي الله عنه أن النبي قال: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه ممن سواهما،وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار), و محبّة آل البيت من محبة النبي صلي الله عليه سلم, في الحديث: عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبّوني لحبّ الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي).







بيت رقم - 17:
بِهِمُ اسْتَبَانَ الْحَقُّ حَقّاً وَانْجَلَتْ *** عَنْ كُلِّ مَكْرُوبٍ هُمُومُ الْعَانِي

المعني:
بِهِمُ: بواسطتهم
اسْتَبَانَ الْحَقُّ حَقّاً: ورد أن النبي صلَّى الله عليه و آله, قال يوم غدير خم : (من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه و عادِ من عاداه ، و احب من احبه ، و ابغض من ابغضه ، و انصر من نصره ، و اخذل من خذله ، و أدر الحق معه حيث دار). قال سيدي فخر الدين من حيث الوراثة الكليّة:
وَاعْلَمْ بُنَيَّ بِأَنَّ قَوْلِيَ صَادِقٌ *** فَأَنَا وَآلِي بِالْحَقَائِقِ نَاطِقِينْ (17 ق 7)
وَانْجَلَتْ عَنْ كُلِّ مَكْرُوبٍ: وَانْجَلَتْ: أي انكشفت بآل البيت, الكَرْبُ: الـحُزْنُ والغَمُّ الذي يأْخذُ بالنَّفْس، وكَرَبه الأَمْرُ والغَمُّ يَكْرُبهُ كَرْباً: اشْتَدَّ عليه، فهو مَكْرُوبٌ. و مثال ذلك في السيرة ما ورد في توسّل سيدنا عمر بسيدنا العباس رضي الله عنهم أجمعين, عن ابن عمر ، أنه قال : استسقى عمر بن الخطاب عام الرمادة بالعباس بن عبد المطلب ، فقال : " اللهم هذا عم نبيك العباس نتوجه إليك به فاسقنا " . فما برحوا حتى سقاهم الله
هُمُومُ الْعَانِي: الْعَانِي الخاضع و الأسير و المقهور, عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فكوا العاني، وأطعموا الجائع، وعُودوا المريض)، العاني: أي الأسير؛ رواه البخاري.





بيت رقم - 18:
رَوَتِ الْحَظَائِرُ فِي الْبَصَائِرِ نُورَهَا *** بَدَتِ الْغُيُوبُ بِحُبّهِمْ تِبْيَانِي

المعني:
رَوَتِ الْحَظَائِرُ فِي الْبَصَائِرِ نُورَهَا: رَوَتِ أسقت, الحظائر, الحظائر حضرات الأسماء الإلهية, تمدّ البصائر بنورها. البصائر: عين القلوب للمشاهدة.
بَدَتِ الْغُيُوبُ بِحُبّهِمْ: بدت تجلّت و انكشفت, الغيوب (غيب الشهادة-غيب الإرادة-غيب المشئية-غيب الذّات), قال رضي الله عنه (في غيب الذّات) عن السيدة زينب رضي الله عنها:-
وَنَقْرأُ فِي طُورِ الِسّنِينَ عَجَائِباً *** وَنُرْزَقُ مِنْ رَقْمِ السُّطُورِ الْخَفِيَّةِ (350 ق 1)
تِبْيَانِي: التبيان الإيضاح أو التوضيح, أي كما بيّنتُ



بيت رقم - 19:
هَلْ مِنْ مُحِبٍ للِدّيَارِ يَؤُمُّهَا ؟ *** أَوْ مَنْ يَبِيُع الرُّوحَ بِالرَّيْحَان ؟

المعني:
هَلْ مِنْ: هَلْ مِنْ: نداء لمن يرغب. في الحديث القدسي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كُلِّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ : (هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ)
مُحِبٍ للِدّيَارِ يَؤُمُّهَا: الِدّيَارِ كناية عن الذّات, ديار ذوات أهل البيت, المدينة المنوّرة دار النبي صلي الله عليه و سلم, عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها), و الديّار دون القصّاد آل بيت سيدي فخر الدين رضي الله عنهم.
أَوْ مَنْ يَبِيُع الرُّوحَ: يتخلّي عن ذاته و يفني في حُبّ آل البيت
بِالرَّيْحَان: الرَّيْحَان نبت طيب الريح, وقوله تعالى: (فَرَوْحٌ ورَيْحان) أَي رحمة ورزق





بيت رقم - 20:
أَسْعيَ إِلَى اللَّهِ الكَرِيمِ بِنُورِهِمْ *** وَلَمَا أَخَافَ الْكُلَّ فَهْوَ أَمَانِي

المعني:
أَسْعيَ إِلَى اللَّهِ: الترّقي في السير
الكَرِيمِ: لأنهم في موطن الكرم الإلهي
بِنُورِهِمْ: الآية: (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) 122 الأنعام
وَلَمَا أَخَافَ الْكُلَّ فَهْوَ أَمَانِي: التجلّي الذّاتي الصرف





بيت رقم - 21:
نَعْتُ الأَمَاجِدِ كَالنُّجُومِ وَنُورِهَا *** بِهِمُ اهْتَدَى مَن ضَلَّ فِي الوِدْيَانِ

المعني:
نَعْتُ الأَمَاجِدِ: آل البيت
كَالنُّجُومِ وَنُورِهَا: الكاف للتشبيه و تقريب المعني, هم النجّوم و هم النّور نفسه
بِهِمُ اهْتَدَى مَن ضَلَّ: في الحديث: (أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، فويل لمن خذلهم وعاندهم)
فِي الوِدْيَانِ: الوِدْيَانِ مواطن الحيرة.





بيت رقم - 22:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ الرَّسُولُ أَمَدَّهُم *** هُمْ مُنْيَتِي وَالدّينُ للِدَّيَّانِ

المعني:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ الرَّسُولُ أَمَدَّهُم: يَا أَيُّهَا: بيان, الآية: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَّكُمْ) 170 النساء, أي يَا أَيُّهَا النَّاسُ الذين أمدّهم الرسول (بحبّ آل البيت). الناسُ موصوف مرفوع و جملة (الرَّسُولُ أَمَدَّهُم) في محل رفعٍ صفة. و ليس المعني أمدّ آل البيت هنا و إلا لكانت الرسولَ بالفتحة لاستقامة اللفظ فقط بتقدير إنّ الناصبة. قيل:
ما النّاسُ سِوي قومٌ عَرفوكَ *** و غيرُهم هَمَجٌ هَمَجٌ
هُمْ مُنْيَتِي: مُنْيَة: من الأُمْنِيّة علي وزن أُفْعولةٌ وجمعها الأَماني، و طرحت الأَلف فقيل مُنْيَة على وزن فعلة, اعلموا: أن آل البيت هم أمنيتي و غايتي.
وَالدّينُ للِدَّيَّانِ: و هم كذلك (الدّينُ) للِدَّيَّانِ الذي يريد الدين, حديث زَيد بن أرقمَ رضي الله عنه: الحديث: (إنِّي تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكتُم به لن تضلُّوا بعدي كتاب الله، حبْلٌ ممدودٌ من السَّماء إلى الأرض، وعِترتي أهل بيتي، ولن يتفرَّقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوضَ، فانظروا كيف تَخلُفوني فيهما).





بيت رقم - 23:
مَثَلِي وَأَرْبَابُ الْفُهُومِ مَعَ الْهَوَى *** أَنَا جَوْهَرٌ وَهُمُ هَبَاءٌ فَانِ

المعني:
مَثَلِي: تشبيه لتقريب المعني, الياء ياء المتكلم (سيدي فخر الدين) و في الحقيقة تشير إلي تنزّل الأمر للخليفة الوارث
وَأَرْبَابُ الْفُهُومِ: قيّدوا الدين بالعقل
مَعَ الْهَوَى: بمقياس الهوي و المحبّة
أَنَا جَوْهَرٌ: الجَوْهَر عزيزٍ و يبقي علي الدوام (دوام العزّ).
وَهُمُ هَبَاءٌ فَانِ: لا يبقون (في مقابل مذهبي). جاء في حق أهل الضلال, قال تعالي: (مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ) 18 إبراهيم





بيت رقم - 24:
قَلَّ الْعَلِيُم بِمَوْرِدِي وَمَعِينِهِ *** ضَلَّ الْخَبِيُر بِسَاحَتِي وَدِنَانِي

المعني:
قَلَّ الْعَلِيُم: (قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ) 22 الكهف
بِمَوْرِدِي: سيدي إبراهيم الدسوقي, قال رضي الله عنه:
أَبَا الْعَيْنَيْنِ يَا نَظْماً فَرِيداً *** لأَهْلِ اللَّهِ جَمْعاً كَانَ وِرْدَا (12 ق 58)
وَمَعِينِهِ: سيدنا الإمام الحسين, قال رضي الله عنه:
أَنْتُمْ مَعِينُ الشَّارِبِينَ جَمِيعِهِمْ *** وَعُيُونُ رِيٍّ مِسْكهُنَّ خِتَامُ (11 ق 24)
ضَلَّ الْخَبِيُر: الوليّ المكمّل لمراتب السير, وصل لمرتبة الإسم الرّحمن (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) 59 الفرقان
بِسَاحَتِي وَدِنَانِي: ساحتي الطريقة. دناني شراب الوصل





الأبيات رقم 25 - 31:
(حديث الوثيقة)
-------------
الْقَصِيدَة الثّانِيَة : النُّونِيَّة, بيت رقم - 25:
قُلْتُ اشْرَبُوا صِرْفاً حَلاَ لِيَ مَشْرَباً *** فَتَأَهَّبُوا بِالْجَهْلِ وَالْعِصْيَانِ

المعني:
قُلْتُ: سألوا, فردّ عليهم, الآية: (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ) 68 البقرة
اشْرَبُوا صِرْفاً: شراب الوصل
حَلاَ لِيَ مَشْرَباً: حلا مشرباً لي
فَتَأَهَّبُوا: الفاء حرف عطف تفيد الترتيب مع التعقيب – بدون تراخي، الأُهْبَةُ: العُدَّةُ. تَأَهَّبَ: اسْتَعَدَّ وأَخَذ لذلك الأَمْرِ أُهْبَتَه أَي هُبَتَه وعُدَّتَه، وقد أَهَّبَ له وتَأَهَّبَ, يبين سوء القصد بدايةً منهم, تأهبّ فعل و الفاعل ضمير مستتر تقديره (هُم), أهل الزيف.
بِالْجَهْلِ وَالْعِصْيَانِ: جهل عظمة القصائد, عصيان الخليفة الوارث

=================================

الْقَصِيدَة الثّانِيَة : النُّونِيَّة, بيت رقم - 26:
قُلْتُ اشْرَبُوهُ بِصَحْوِكُمْ فَتَهْيَّبُوا *** ظَنُّوا الظُّنُونَ وَمَا أَتَوْا بِمَعَانِي

المعني:
قُلْتُ: كرر القول
اشْرَبُوهُ بِصَحْوِكُمْ: اشْرَبُوهُ (للقصائد), بِصَحْوِكُمْ: الصحو ضد الغفلة, لا يريد منهم الغفلة
فَتَهْيَّبُوا: تَهَيَّبْتُ الشيءَ: خِفْتُه, تَهْيَّبُوا: لمعرفتهم بما تخفي صدورهم من الإفك, الآية: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ) 4 المنافقون
ظَنُّوا الظُّنُونَ: الآية: (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) 36 يونس
وَمَا أَتَوْا بِمَعَانِي: لم يفهموا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى 15781612
ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى Icon_minitime 2020-09-08, 3:41 pm
الْقَصِيدَة الثّانِيَة : النُّونِيَّة, بيت رقم - 27:
قُلْنَا لَقَدْ أَمَرَ الكَرِيمُ بِذَبْحِهَا *** فَتَهَامَسُوا َوَ وَشَوْا بِكُلِّ لِسَانِ

المعني:
قُلْنَا: القول من الجمع, سيدي فخر الدين و وارثه
لَقَدْ أَمَرَ الكَرِيمُ بِذَبْحِهَا: الكَرِيمُ: الإسم الكريم موطن عطاء القصائد و القرآن. الهاء في آخر الكلمة ضمير راجع للوثيقة المزيّفة, الآية: (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) 67 البقرة
فَتَهَامَسُوا: تسارُّوا و جعلوا كلاماً بينهم يخفونه عن الآخرين
وَ وَشَوْا بِكُلِّ لِسَانِ: الوَشْيُ في الثياب وهو يكون من كل لون, تلوّن ألسنتهم الكلام. قال رضي الله عنه:
بَدَتْ شِقْوَةُ الْوَاشِي وَجَفَّ مَعِينُهُ *** وَأَصْبَحَ مَاءُ الْغِرِّ غَوْراً بِغَارَتِي (147 ق 1)

=================================

الْقَصِيدَة الثّانِيَة : النُّونِيَّة, بيت رقم - 28:
فَادَّارَؤُا فِيهَا فَخَابَ رَجَاؤُهُمْ *** أَنَا مُظْهِرٌ مَا كَانَ فِي الْكِتْمَانِ

المعني:
فَادَّارَؤُا فِيهَا: تَدارأْتم، أَي اخْتَلَفْتُم وتَدَافَعْتُم. وكذلك ادّارَأْتُمْ، وأَصله تَدارَأْتُمْ، فأُدْغِمت التاءُ في الدال واجتُلِبت الأَلف ليصح الابتداءُ بها؛ وفي الحديث: (إِذا تَدارَأْتُمْ في الطَّرِيق أَي تَدافَعْتم واخْتَلَفْتُمْ). والـمُدارَأَةُ الـمُخالفةُ والـمُدافَعَةُ الآية: (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) 72 البقرة, اختلفوا في الوثيقة
فَخَابَ رَجَاؤُهُمْ: فشل ما هدفوا إليه من التصديق بالوثيقة
أَنَا مُظْهِرٌ مَا كَانَ فِي الْكِتْمَانِ: مُظْهِرٌ: سوف أُظهر, و قد فعل. قال رضي الله عنه (7-9 ق 77)
نَسَبُوا إِلَيَّ ( وَثِيقَةً ) مِنْ جَمْعِهِمْ *** فَرَفَضْتُهَا مَذْمُومَةً لاَ تُلْثَمُ
الْبَعْضُ مِنْهُمْ قَدْ تَوَلَّي كِبْرَهَا *** وَالْبَعْضُ مِنْهُمْ حَاسِدٌ يَتَكتَّمُ
وَالْبَعْضُ مِنْهُمْ خَائِفٌ مِنْ غَيْرِنَا *** وَالْبَعْضُ مِنْهُمْ مُجْبَرٌ أَوْ مُرْغَمُ

=================================

الْقَصِيدَة الثّانِيَة : النُّونِيَّة, بيت رقم - 29:
قُلْتُ اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا فَتَعَجَّبُوا *** أَكَذَا يَكُونُ الْمَيْتُ كَالْيَقْظَانِ ؟ !

المعني:
قُلْتُ اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا: قُلْتُ: الفاعل ضمير مستتر تقديره (أنا), الآية: (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) 73 البقرة, اضْرِبُوهُ: القلب, بِبَعْضِهَا: بعض كلام الوثيقة الميّته, الآية: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) 74 البقرة
فَتَعَجَّبُوا أَكَذَا يَكُونُ الْمَيْتُ كَالْيَقْظَانِ: الْمَيْتُ: كلامهم المنسوب زعماً للشيخ, كَالْيَقْظَانِ: كلام الشيخ, قال رضي الله عنه في (18-19 ق 7):-
شَتَّانَ بَيْنَ ضَلاَلَةٍ مِنْ شِقْوَةٍ *** وَضَلاَلِ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينْ
صِنْوَانِ وَالشِّرْبُ الْمُعَتَّقُ وَاحِدٌ *** مَا كَانَ أَهْلُ الْفَضْلِ كَالْمُتَفَضّلِينْ

=================================

الْقَصِيدَة الثّانِيَة : النُّونِيَّة, بيت رقم - 30:
قَالُوا هَزَوْتَ بِنَا فَقُلْتُ مُشَاهِداً *** يُنْبِي عَنِ الْحَقِّ الْيَقِينِ لِسَانِي

المعني:
قَالُوا هَزَوْتَ بِنَا: الآية: (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) 67 البقرة, يكشف عنادهم.
فَقُلْتُ مُشَاهِداً: مُشَاهِداً إعرابها حال, أي قُلتُ حالَ كوني مُشاهدٌ.
يُنْبِي عَنِ الْحَقِّ الْيَقِينِ لِسَانِي: لِسَانِي الرّاوي, ما ينقله الرّاوي عني من موطن الحقّ اليقين

=================================

الْقَصِيدَة الثّانِيَة : النُّونِيَّة, بيت رقم - 31:
قَالُوا سَخِرْتَ فَقُلْتُ حَاشَا فَاعْلَمُوا *** أَنِّي أَتَيْتُ بِنَاصِعِ الْبُرْهَان

المعني:
قَالُوا سَخِرْتَ: لما انكشف زيفهم
فَقُلْتُ حَاشَا: حَاشَا أداة استثناء, حَاشَا أن أكون من السّاخرين, الآية: (أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) 56 الزمر
فَاعْلَمُوا: فاء الاستئناف, اعْلَمُوا: ترد في القرآن حيث يُراد محو الجهل, مثل قوله تعالي: (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) 17 الحديد
أَنِّي أَتَيْتُ بِنَاصِعِ الْبُرْهَان: نَاصِعِ الْبُرْهَان (المحجّة البيضاء), شريعة بشهادة الرّاوي. في الحديث: (قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك)





بيت رقم - 32:
بَقْرُ الْغُيُوبِ وَكَشْفُ مَكْنُونَاتِهَا *** شَأْنِي وَحَاشَا الوَصْفُ بِالنّسْيَانِ

المعني:
بَقْرُ الْغُيُوبِ: البَقْرُ أي الفَتق, الْغُيُوبِ: (غيب الشهادة-غيب الإرادة-غيب المشيئة-غيب الذّات)
وَكَشْفُ مَكْنُونَاتِهَا: الكشْفُ: رفعُك الشيء عما يُواريه ويغطّيه، قال تعالي: (فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) 22 ق, مَكْنُونَات الغيوب: تفصيل كل مراتب الغيب
شَأْنِي: الشَأْن الأمر. التصّرف من موطن الأمر, للقطب الفرد الجامع الكبير, صاحب التيجان الأربعة, الياء المضافة إشارة لتنزّل الأمر للخليفة الوارث
وَحَاشَا: أداة استثناء
الوَصْفُ بِالنّسْيَانِ: النّسْيَان لأهل المراتب دون الشهود الذّاتي, قال تعالي: (وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) 24 الكهف, في موطن الشهود ليس هناك نسْيَان (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ) 38 الأنعام.





بيت رقم - 33:
فَالسَّائِرونَ الْهَائِمونَ بِشَرْبَتِي *** يَسْتَنِفرُونَ عَزَائِمَ الرُّكْبَانِ

المعني:
فَالسَّائِرونَ: الفاء للاستئناف, السَّائِرونَ: أهل السير, المرشدين في أهل الطريقة, في الحديث: (نضّر الله وجه الرّاحل المترحِّل)
الْهَائِمونَ بِشَرْبَتِي: هامَت الناقةُ تَهِيم: ذهَبَت على وجِهها لرَعْيٍ, و هام من الوجد حتي سكر, بِشَرْبَتِي: الشراب للأرواح, القصائد.
يَسْتَنِفرُونَ عَزَائِمَ الرُّكْبَانِ: واسْتَنْفَرَ القومَ فَنَفَرُوا معه وأَنْفَرُوه أَي نصروه ومَدُّوه و أصلها نفور الدّابة, و في القرآن: (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ) 50 المدّثر, وفي حديث حمزة الأَسلمي: نُفِّرَ بنا في سَفَرٍ مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ يقال: أَنْفَرْنا أَي تَفَرَّقَتْ إِبلنا، وأُنْفِرَ بنا أَي جُعِلنا مُنْفِرِين ذَوِي إِبلٍ نافِرَةٍ, يَسْتَنِفرُونَ عَزَائِمَ الرُّكْبَانِ: أي يشحذون الهمم

-------------------------------
الْقَصِيدَة الثّانِيَة : النُّونِيَّة, بيت رقم - 34:
وَالْحَامِدين الشَّاكِرينَ أَمَمْتُهُمْ *** وَأَغَثْتُهُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ

المعني:
وَالْحَامِدين الشَّاكِرينَ: معطوف علي المفعول به في الجملة السابقة: (يَسْتَنِفرُونَ عَزَائِمَ الرُّكْبَانِ): الفاعل ضمير مستتر تقديرهم (هم) راجعة ل(السائرون) – لو كان مبتدأ كان لازم يكون مرفوع - أي أن السائرون الهائمون يستنفرون عزائم الركبان و الْحَامِدين الشَّاكِرينَ أهل مرتبتي الحمد و الشكر
أَمَمْتُهُمْ: في مراتب السير
وَأَغَثْتُهُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ: الآية: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) 61 الشّعراء, جمع العناد و العصيان مع جمع أهل المحبّة و الطاعة لسيدي فخر الدين.

--------------------------

الْقَصِيدَة الثّانِيَة : النُّونِيَّة, بيت رقم - 35:
نَكَصُوا عَلَى أَعْقَابِهِمْ مِنْ هَيْبَتِي *** وَتَوَجَّسُوا مِنْ خِيفَةِ الرَّحْمَنِ

المعني:
نَكَصُوا عَلَى أَعْقَابِهِمْ: الفاعل ضمير مستتر تقديره هم أي أهل الإدّعاء. نَكَصَ على عقبيه: رجع عما كان عليه من الخير، ولا يقال ذلك إلا في الرجوع عن الخير خاصة.
مِنْ هَيْبَتِي: تجّلي الجلال
وَتَوَجَّسُوا: الوَجْس: الفَزَع يقع في القلب أَو في السمع من صوت أَو غير ذلك, الآية: (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً) 28 الذّاريات
مِنْ خِيفَةِ الرَّحْمَنِ: الخِيفَةِ من الخوف. التجلّي بالاسم الرّحمن, بدلاً عن الرحمة الرّحيمية الصرفة, الرَّحْمَنِ يجمع بين القسوة و اللّين: (قسوتُ لما تدعو إليه ضرورتي)





بيت رقم - 36:
لَوْ أَنَّ مَنْ خَطَبَ الْحِقيقَةَ جَاءَنِي *** فَبِلاَ عَنَاءٍ عِنْدَهَا يلْقَانِي

المعني:
لَوْ أَنَّ: لَوْ: أداة شرط بمعني (إذا) أَنَّ: للتحقيق
مَنْ خَطَبَ الْحِقيقَةَ: خَطَبَ قصد و طلب, أصلها في خِطبة الرّجل المرأة إذا طلبها. الْحِقيقَةَ: علم مرتبة الإحسان
جَاءَنِي: لم يقل جاءها لأن لا فرق بينه و بينها, كما في قوله تعالي في طلب الاستغفار من حضرة النبي صلي الله عليه و سلم: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا) 64 النساء, و هو رضي الله عنه الطريق الأقرب للوصول.
فَبِلاَ عَنَاءٍ: فاء الاستئناف, الباء للوسيلة و لا النافية, أي: من غير عَنَاءٍ: عَنَاءٍ: طول الطريق
عِنْدَهَا يلْقَانِي: الوسطيّة, بين الحقّ و الخلق

بيت رقم - 37:
يَرْضَى الْمُحِبُّ بِمَا قَضَيْتُ وَلَوْ أَتَى *** عَدْلِي بِمَا مِنْهُ اشْتَكَى وَيُعَانِي

المعني:
يَرْضَى الْمُحِبُّ: الْمُحِبُّ يقابله المحبوب, لا حيلة له غير الرضاء, يُسّلم
بِمَا قَضَيْتُ: حكمت, الخليفة المتصرّف
وَلَوْ أَتَى عَدْلِي بِمَا مِنْهُ اشْتَكَى وَيُعَانِي: وَلَوْ: للتقليل (اتقوا النّار و لو بشِقّ تمرة) الحديث. اشْتَكَى: مما سبق (الماضي), وَيُعَانِي: من الحاضر, مما يعني أن الْمُحِبُّ يلاقي من العناء أكثر من ذلك, قيل:
و أيسر مافي الحُبِّ للمَرءِ قَتلُه *** و أصعَبُ من قَتلِ الفَتي يومُ هَجرِنا
و قيل:
رَضينا بما يَرضي الأحبّةُ في الهوى *** فلو حَكموا بالقتلِ يوماً لَسَلّمنا
و قال سيدي فخر الدين:
الْخَوْفُ مِنْ عَتْبِ الْحَبِيبِ *** وَلاَتَ خَوْفاً مِنْ رَدَى (4 ق 10)









بيت رقم 38-41:
(سَعداً لعَبدٍ)
ملاحظة: ذكر الشيخ في هذه المجموعة من الأبيات العبد في خمس مراحل, تبعاً للترقي في الأكوان الخمس: الملك (موطن أفعال) - الملكوت (موطن أفعال) – الجبروت (موطن أفعال) – اللاهوت (موطن الأسماء و الصفات)-الهاهوت(موطن شهود الذّات). و لذلك جمعنا شرحها في مكانٍ واحد.
سَعداً: قال في القاموس السَّعدُ اليُمْن، وهو نقيض النَّحْس. و يتسق أن يقصد بها "هنيئاً".
==============
الْقَصِيدَة الثّانِيَة : النُّونِيَّة, بيت رقم - 38:
سَعْداً لِعَبْدٍ بِيعَ وَالْحَقُّ اشْتَريَ *** وَالْمُصْطَفَى يَشْرِيهِ للِدَّيَّانِ

المعني:
سَعْداً: هنيئاً
لِعَبْدٍ بِيعَ وَالْحَقُّ اشْتَريَ: بعد التخلّص من الأنفس, و هذا يمثل السير في عالم المُلك
وَالْمُصْطَفَى يَشْرِيهِ للِدَّيَّانِ: الدلاّل حضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم, البائع الشيخ صاحب الطريقة و المشتري الله سبحانه و تعالي, الآية: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) 111 التّوبة

-----------------------

الْقَصِيدَة الثّانِيَة : النُّونِيَّة, بيت رقم - 39:
سَعْداً لِعَبْدٍ قَدْ تَجَمَّعَ بِالْفَنَا *** أَفْنَى ظَوَاهِرَهُ الَّذِي أَفْنَانِي

المعني:
سَعْداً: هنيئاً
لِعَبْدٍ قَدْ تَجَمَّعَ بِالْفَنَا: أكملَ السير في مراتب الأسماء الإلهية (السير في الله), الحديث: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدة ، من أحصاها دخل الجنة". السير في عالم الملكوت
أَفْنَى ظَوَاهِرَهُ الَّذِي أَفْنَانِي: انصبغ بنور الأسماء بعد أن أفني عن ذاته (ظَوَاهِرَهُ), الآيتين: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) 26,27 الرّحمن

-----------------------

الْقَصِيدَة الثّانِيَة : النُّونِيَّة, بيت رقم - 40:
سَعْداً لِعَبْدٍ بِالتَّذَللِ قَدْ سَمَا *** أَضْحَى غَنِيّاً بِالَّذِي أَغْنَانِي

المعني:
سَعْداً: هنيئاً
لِعَبْدٍ بِالتَّذَللِ قَدْ سَمَا: التدلي في حجب الجلال العشر, حيث الحقيقة المحمديّة
أَضْحَى غَنِيّاً بِالَّذِي أَغْنَانِي: بحضرة المصطفي صلي الله عليه و سلّم

------------------
الْقَصِيدَة الثّانِيَة : النُّونِيَّة, بيت رقم - 41:
سَعْداً لِعَبْدِ الذَّاتِ مَعَ أَسْمَائِهِ *** سَعْداً لِعَبْدِ الْوَصْفِ بِالرِّضْوَانِ

المعني:
سَعْداً: هنيئاً
لِعَبْدِ الذَّاتِ مَعَ أَسْمَائِهِ: في عالم الهاهوت, مقام الشهود الذّاتي, موطن القاب و القوس
سَعْداً لِعَبْدِ الْوَصْفِ: في عالم اللاهوت, عالم الأرواح المجرّدة
بِالرِّضْوَانِ: الفوز بغاية السير, لآية: (قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) 119 المائدة





بيت رقم 42 - 44:
(تَعْساً لِعبْدِ) (بِئْسَ)
التَّعْسُ: أَن لا يَنْتَعِشُ العاثِرُ من عَثْرَتِه و أن يهلك.
بِئْسَ: ضد نِعمَ للذَّم
================
الْقَصِيدَة الثّانِيَة : النُّونِيَّة, بيت رقم - 42:
تَعْساً لِعبْدِ الْفَهْمِ بِئْسَ إِنَاؤُهُ *** مِنْ نَاضِحٍ بِالرِّيِّ للظَّمْآنِ

المعني:
تَعْساً: عَثُرَ
لِعبْدِ الْفَهْمِ: مقيّد علم الدّين بالعقل
بِئْسَ: ضد نِعمَ, للذَّم
إِنَاؤُهُ: كلامه لأن الكلام إناء للمعاني, قال رضي الله عنه:
وَالْمَعَانِي فِي أَكِنَّتِهَا رُمُوزٌ *** فَالْمبَانِي فِيهِ صَارَتْ كَالأَوَانِي (2 ق 65)
مِنْ نَاضِحٍ بِالرِّيِّ للظَّمْآنِ: علم لا يروي, الآية: (كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا) 39 النّور

----------------------------------

الْقَصِيدَة الثّانِيَة : النُّونِيَّة, بيت رقم - 43:
تَعْساً لِعبْدِ الْوَهْمِ ضَلَّ وَمَا اهْتَدَى *** ضَلَّ الطَّرِيقَ وَبَاءَ بِالْخُسْرَانِ

المعني:
تَعْساً: عَثُرَ
لِعبْدِ الْوَهْمِ: الفلاسفة
ضَلَّ وَمَا اهْتَدَى: (لم يلِد و لم يُولد), لا تتولد معرفته تعالي بالتفكير, فالتفكير يبعد الفلاسفة عن الحقيقة
ضَلَّ الطَّرِيقَ وَبَاءَ بِالْخُسْرَانِ: الطَّرِيقَ مرتبة الإيمان. الآية: (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَن بَاءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللَّهِ) 162 آل عمران

----------------------------------

الْقَصِيدَة الثّانِيَة : النُّونِيَّة, بيت رقم - 44:
يَا بِئْسَ عَبْدُ الْمَالِ مَالَتْ رَحْلُهُ *** وَبَنَتْ غِشَاوَتُهُ بِنَاءً فَانِي

المعني:
يَا بِئْسَ: عَثُرَ
عَبْدُ الْمَالِ: المال ما ملكته من شئ. الآية: (الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ) 2 الهُمَزة, في الحديث: (تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم ... الخ). شغل موطن نظر الله بحب المال.
مَالَتْ رَحْلُهُ: الرَحل ما يوضع علي ظهر البعير بكفتين يُحمل فيهما المتاع. مالت زاغت بما كسبه من ذنوب
وَبَنَتْ غِشَاوَتُهُ بِنَاءً فَانِي: الغشاوة ما يحجب البصيرة, عمي القلب. الآية: (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ) 128 الشّعراء. فانٍ لأنه بناء لغير الله. يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
لَوْ نَزَلْتُم فِي خَرَابٍ *** مِنْهُ أَنَّ الْقَلْبُ فَابْنُوا (10 ق 18)
و يقول:
يَا مَنِ اسْتَغَنَى بِدُنْيَا *** إِنَّ مَيْتَ الشَّاةِ شَحْمُ (21 ق 18)

وايضا في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ ، تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ ، تَعِسَ عَبْدُ الْقَطِيفَةِ ، تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَفِ " و آخر قاله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة ))
(( الدينار: هو النقد من الذهب ، والدرهم : هو النقد من الفضة ، والخميصة : هي الثياب الجميلة ، والخميلة : هي الفرش الجميلة .





بيت رقم - 45:
فَلْتَسمَعُوا قَوْلِي صَحِيحاً مُسْنَداً *** إِنَّ الْبَيَانَ بِسُورَةِ الرَّحمَنِ

المعني:
فَلْتَسمَعُوا قَوْلِي: فَلْتَسمَعُوا: فاء الاستئناف, لام التوكيد, فَلْتَسمَعُوا قَوْلِي: تسمعوا حديث مباشر. القول جزء من الحديث
صَحِيحاً مُسْنَداً: حديث صحيح, مُسنداً: الحديث المسند هو الذي اتصل إسناده من راويه إلى رسول الله صلي الله عليه و سلم. أروي مباشرة عن الرسول الله صلي الله عليه و سلم
إِنَّ: للتوكيد
الْبَيَانَ: التوضيح, الحديث يبيّن القرآن, الآيات: (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) 18-19 القيامة. قال رضي الله عنه:
وَأَنَّ كِتَابَ اللَّهِ لَفْظاً وَغَايَةً *** بِصَدْرِيَ مَكْنُونٌ وَتِبْيَانُ سُنَّةِ (71 ق 1)
بِسُورَةِ الرَّحمَنِ: الْبَيَانَ لمكانة النبي صلي الله عليه و سلم و آل بيته

بيت رقم - 46:
سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ الْحَقِيقَةَ أَوَّلاً *** نُورَ النَّبِيِّ مُعَلِّمِ الْقُرْآنِ

المعني:
سُبْحَانَ: تنزيه عن المثال
مَنْ خَلَقَ الْحَقِيقَةَ أَوَّلاً: الله الكريم, الحقيقة المحمّدية المتنزلة من غيب الأحديّة من قبضة النّور, أو ما يسمي الخلق الأول. قال تعالي في الحديث القدسي: (كنت كنزاً مخفيّاً فأردت أن أُعرف فخلقتُ الخلق و تعرفت إليه و بي عرفوني).
نُورَ النَّبِيِّ: في الحديث: (أول ما خلق الله نورُ نبيّك يا جابر), و قد ذكر ذلك القسطلاني في المواهب اللدنية (1/73-74)(1) و ورد في كتاب "تبرئة الذمّة" (ص/9) في باب أسبقية نور النبي صلي الله عليه و سلم: (يا جابر إن الله تعالى قد خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره، فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله تعالى ، ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جني ولا إنسي ، فلما أراد الله تعالى أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء فخلق من الجزء الأول القلم ، ومن الثاني اللوح ، ومن الثالث العرش ، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء فخلق من الجزء الأول حملة العرش ومن الثاني الكرسي ومن الثالث باقي الملائكة ، ثم قسم الجزء الرابع إلى أربعة أجزاء فخلق من الأول نور أبصار المؤمنين ومن الثاني نور قلوبهم وهي المعرفة بالله ومن الثالث نور أنسهم وهو التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم نظر إليه فترشح النور عرقاً!! فتقطرت منه مائة ألف قطرة .... الخ الحديث)
مُعَلِّمِ الْقُرْآنِ: الآية: (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) 2 الرّحمن. تنزّل القرآن منه في الأصل من غيب الأحديّة.





بيت رقم - 47:
فَالشَّمْسُ ذَاتٌ وَالْمُنِيرُ مُحَمَّدٌ *** وَالنَّجْمُ آلُ الْبَيْتِ فِي الْفُرْقَانِ

المعني:
فَالشَّمْسُ ذَاتٌ وَالْمُنِيرُ مُحَمَّدٌ: الآية: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) 5 الرّحمن, شرح باطن إشارات سورة الرّحمن. الشمس الذات الإلهية يقابلها في التجلّي حضرة النبي صلي الله عليه و سلم. و يقابل ذلك تجلّيه صلي الله عليه سلم علي الخلق. (مشرق من الذات و مغرب في حضرة النبي) لذا قال سيدي فخر الدين:
وَلَوْ قَالَ السَّفِيهُ لِمَ التَّوَلِّي *** فَمَغْرِبُ طَلْعَةِ الإِشْرَاقِ طَهَ (36 ق 29)
وَالنَّجْمُ آلُ الْبَيْتِ فِي الْفُرْقَانِ: الآية: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) 6 الرّحمن, في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (النجوم أمان لأهل السماء فإن طمست النجوم أتى السماء ما يوعدون وأنا أمان لأصحابي فإذا قبضت أتى أصحابي ما يوعدون وأهل بيتي أمان لأمتي فإذا ذهب أهل بيتي أتى أمتي ما يوعدون). المستدرك5/386





بيت رقم - 48:
وَسَمَتْ سَمَاءُ مُحَمَّدٍ فَوْقَ السَّمَا *** هُوَ فِي الْعُلَى وَالْوُضْعُ للْمِيزَانِ

المعني:
وَسَمَتْ سَمَاءُ مُحَمَّدٍ: الآية: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) 7 الرّحمن, اجتاز كل السموات
فَوْقَ السَّمَا: فوق (السماء السابعة) موطن سدرة المنتهى
هُوَ فِي الْعُلَى: في القاب و القوس من التداني, أعلي موطن
وَالْوُضْعُ للْمِيزَانِ: الميزان في موطن الجنان السبع





بيت رقم - 49:
رَفَعَ السَّمَاءَ لأَحْمَدٍ لِيَجُوزَهَا *** فَاجْتَازَهَا طَيّاً بِغَيْرِ تَوَانِي

المعني:
رَفَعَ السَّمَاءَ لأَحْمَدٍ لِيَجُوزَهَا: الآية: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) 7 الرّحمن, سدرة المنتهي
فَاجْتَازَهَا طَيّاً بِغَيْرِ تَوَانِي: أنه لما وقف جبريل (أي عند سدرة المنتهي) ، قال له صلى الله عليه وسلم: في مثل هذا المقام يترك الخليل خليله؟ قال: إن تجاوزت احترقت بالنار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل هل لك من حاجة إلى ربك؟ قال: يا محمد سل الله عز وجل لي أن أبسط جناحي على الصراط لأمتك حتى يجوزوا عليه، قال: ثم زج بي في النور فخرق بي إلى سبعين ألف حجاب ليس فيها حجاب يشبه حجابا، غلظ كل حجاب خمسمائة عام، وانقطع عني حس كل ملك، فلحقني عند ذلك استيحاش، فعند ذلك نادى مناد بلغة أبي بكر رضي الله تعالى عنه: قف إن ربك يصلي، فبينا أنا أتفكر في ذلك» أي في وجود أبي بكر في هذا المحل وفي صلاة ربي، فأقول: هل سبقني أبو بكر وكيف يصلي ربي وهو غني عن أن يصلي كما يدل على ذلك ما يأتي «فإذا النداء من العلي الأعلى: ادن يا خير البرية، ادن يا أحمد، ادن يا محمد، فأدناني ربي حتى كنت كما قال عز وجل ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (Cool فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى (9) [النجم: الآية 8] . المرجع: تاريخ الشيخ العيني شارح البخاري







بيت رقم - 50:
وَالأَرْضُ فِي ضِعَةِ الْخَلاَئِقِ دُونَهُ *** مِنْ أَجْلِهِ جَادَتْ بِلاَ نُقْصَانِ

المعني:
وَالأَرْضُ فِي ضِعَةِ الْخَلاَئِقِ: الضَّعةُ والضِّعةُ: خِلاف الرِّفْعةِ في القَدْرِ، خضعت و تذللت له, الآية: (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ) 10 الرّحمن
دُونَهُ: أمامه
مِنْ أَجْلِهِ: لأنه موجود عليها, جاء في بردة البوصيري رضي الله عنه:
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة *** تمشى إليه على ساقٍ بلا قدم
كأنَّما سطرت سطرا لما كتبت *** فروعها من بديع الخطِّ في اللقم
مثل الغمامة أنَّى سار سائرة *** تقيه حر وطيسٍ للهجير حَم
جَادَتْ بِلاَ نُقْصَانِ: جادت بكل خيراتها, الآيات: (فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ) 11-12 الرّحمن





بيت رقم - 51:
رَبُّ الْمَشَارِقِ شَاءَ فِي إِشْرَاقِهِ *** وَلَهُ مَغَارِبُهَا بِسَبْعِ مَثَانِي

المعني:
رَبُّ الْمَشَارِقِ: الآية: (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) 17 الرّحمن, الآية: (فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ) 40 المعارج
شَاءَ فِي إِشْرَاقِهِ: الآية: (رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا) 9 المزمّل, إِشْرَاقِهِ علي حضرة النبي صلي الله عليه و سلم
وَلَهُ مَغَارِبُهَا بِسَبْعِ مَثَانِي: تشرق من حضرة النبي صلي الله عليه و سلم و تغرب في السبع المثاني. التجلّي من ربنا لحضرة النبي صلي الله عليه و سلم و من حضرة النبي صلي الله عليه و سلم للخلق عبر المثاني السبع.



بيت رقم - 52:
بَحْرَانِ قَدْ مُزِجَا بِكَفِّ الْمُصْطَفَى *** عِنْدَ الْبَتُولِ عَقِيلَةِ الْعَدْنَانِ

المعني:
بَحْرَانِ: الآية: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) 19 الرّحمن, نور النبي صلي الله عليه و سلم و نور سيدنا الإمام علي رضي الله عنه, قال صلي الله عليه و سلم: (أنا وعلي كنَّا نورين بين يدي القديم الأزلي ننتقل من صلب طاهرٍ إلى رحم طيِّب حتى ظهرتُ فـي عبد الله وظهر فـي أبي طالب)
قَدْ مُزِجَا بِكَفِّ الْمُصْطَفَى: نور سيدنا الإمام علي و نور سيدنا رسول الله المتمثل في سيدتنا السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها, صلي الله عليه و سلم: (كل الانبياء أولادهم من أصلابهم إلا أنا فأولادى من صلب علىّ).
عِنْدَ الْبَتُولِ: الْبَتُولِ أي المنقطعة النظير.
عَقِيلَةِ الْعَدْنَانِ: العَقيلة الكَريمة, عدنان أصلاً هو جدّ العرب و هو من سلالة سيدنا إسماعيل بن سيدنا إبراهيم الخليل عليهما السلام، و كنّي به عن سيدنا الإمام علي لأنه سيد العرب, قال صلي الله عليه و سلم: (أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب)



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى 15781612
ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى Icon_minitime 2020-09-08, 3:41 pm
بيت رقم - 53:
وَاللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ وَالْمَرْجَانُ مِنْ *** بِنْتِ الرُّسُولِ كِلاَهُمَا الْحَسَنَانِ

المعني:
وَاللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ وَالْمَرْجَانُ: الآية: (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) 22 الرّحمن
مِنْ بِنْتِ الرُّسُولِ: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني)، وعن أم سلمة (رض) قالت: (( كانت فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه و سلم) أشبه الناس وجهاً وشبهاً برسول الله (صلي الله عليه و سلم) وعن عائشة انها قالت : ما رأيت احداً كان أصدق لهجة من فاطمة إلاّ أن يكون الذي أولدها، وكانت إذا دخلت على الرسول (صلي الله عليه و سلم) قام فقبلها ورحّبها بها وأخذ بيدها وأجلسها مجلسه وكان النبي (صلي الله عليه و سلم) إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأخذت بيده وأجلسته مجلسها وكان الرسول (صلي الله عليه و سلم) دائماً يختصّها بسره ويرجع إليها في أمره)). و قال رسول اللّه صلي الله عليه و سلم: (حَسْبُك مِنْ نساءِ العالَميَن أَرْبَع: مَرْيمَ وَآسيَة وَخَديجَة وَفاطِمَة).
كِلاَهُمَا الْحَسَنَانِ: سيدنا الحسن و سيدنا الحسين رضي الله عنهما, وفي حديث أبي هريرة قال: (كنا عنده صلى اللّه عليه وسلم في ليلة ظَلْمَاء حِنْدِس وعنده الحسَن والحسين فسَمِع تَوَلْوُلَ فاطمة رضي اللّه عنها وهي تنادِيهما : يا حَسَنان يا حُسَيْنَان فقال : الْحِقا بأمِّكما), و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه في القصيدة 16 أبيات (58-61):
أُمُّنَا الزَّهْرَاءُ ذَاتُ الْ *** إِجْتِبَا نُوراً ثَنِيَّا
بِنْتُ مَنْ خُصَّتْ بِخَيُرِ الْـ *** ـخَلْقِ بَدْءاً أَوَّلِيَّا
يَا رَسُولَ اللَّهِ يَا مَنْ *** خَصَّ بِالزَّهْرَا عَلِيَّا
أَعْطَتِ الزَّهْرَا عَظِيمَيْن *** وَمَا انتَبَذتْ قَصِيَّا







بيت رقم - 54:
فَهُمَا عَطَاءُ الْمُصْطَفَى وَغِرَاسُهُ *** فَلْتَعْقِلُوا يَا أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ

المعني:
فَهُمَا: سيدنا الحسن و سيدنا الحسين رضي الله عنهما
عَطَاءُ الْمُصْطَفَى: لسيدي فخر الدين
وَغِرَاسُهُ: وضع فيهما سرّه, يُري فيهما
فَلْتَعْقِلُوا يَا أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ: الثَّقَلاَن: الإنس و الجِّن, فَلْتَعْقِلُوا من كانت العناية به من سبطي رسول الله و غراسه رضي الله عنهما, و لا تجهلوا مكانته, يَا أَيُّهَا: الخطاب للحاضر و المستقبل ممن يتلقي الخطاب. الآية: (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ) 31 الرّحمن





بيت رقم - 55:
فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ فَانْفُذُوا لِحَقِيقَتِي *** وَلإِنْ عَجَزْتُم سَبِحّوُا سُبْحَانِي

المعني:
فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ فَانْفُذُوا: الفاء للاستئناف علي البيت السابق, ((فَلْتَعْقِلُوا يَا أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ)) أي أنّه تربي بين يدي سبطي رسول الله سيدنا الحسن و سيدنا الحسين مكمن سرّه صلي الله عليه و سلم, الآية: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ) 33 الرّحمن, و الاستطاعة هنا بقوة الرّوح.
لِحَقِيقَتِي: في باطن النبي صلّي الله عليه و سلم (أنا في أنا إنّي)
وَلإِنْ عَجَزْتُم: قال وَلإِنْ و لم يقل وَإِنْ, أضاف اللام لتأكيد عجزنا
سَبِحّوُا سُبْحَانِي: نزهوني عن كل ما يخطر ببالكم من وصف.





بيت رقم - 56:
لِي جَنَّتَانِ فَقَد حَفِظْتُ مَقَامَهُ *** كِلْتَاهُمَا بِنَعِيَمِة الأَفْنَانِ

المعني:
لِي جَنَّتَانِ: جنّة المعرفة و جنّة القُرب, الآية: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) 46 الرّحمن
فَقَد حَفِظْتُ مَقَامَهُ: حَفِظْتُ: حرستُ أي صرت دالاً عليه, من و أذّن في النّاس, قال رضي الله عنه:
وَاتَّخَذْنَا الْمَقَامَ فِيهِ مُصَلَّى *** كَاتّخَاذِ الْمُفِيضِ جَدِّي خَلِيلاَ (3 ق 20)
كِلْتَاهُمَا بِنَعِيَمِة الأَفْنَانِ: نَعِيَمِة: من النعمة و التنعيم أي الرغد و الدعة, الأَفْنَانِ: جمع فنن و هو الغصن, غاية الترقّي, الآية: (ذَوَاتَا أَفْنَانٍ) 48 الرّحمن



بيت رقم - 57:
عَيْنَانِ قَدْ جَرَتا وَرَاقَا مَشْرَباً *** مِنْ كُلِّ فَضْلٍ فِيهِمَا زَوْجَانِ

المعني:
عَيْنَانِ قَدْ جَرَتا وَرَاقَا مَشْرَباً: عَيْنَان: المعرفة و القُرب, الآية: (فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ) 50 الرّحمن
مِنْ كُلِّ فَضْلٍ فِيهِمَا زَوْجَانِ: فَضْل: من علوم و تجليات مراتب الإحسان, زَوْجَان: إشارة لتكاثرهما و عدم نفاد علوم المرتبتين, الآية: (فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ) 52 الرّحمن



بيت رقم - 58:
فِي الرَّفْرَفِ الأَعْلَى اتَّكَأْتُ مُؤَيَّداً *** وَكِسَائِيَ الْخَضْرَاءُ بِالإِحسَانِ

المعني:
فِي الرَّفْرَفِ الأَعْلَى اتَّكَأْتُ مُؤَيَّداً: الرَّفْرَفِ الأَعْلَى: نهاية السير في الله, و موطن الشهود الذّاتي. الآية: (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ) 76, اتَّكَأْتُ: حيث نهاية السير, قيل:
من أتانا أقي عصا السير عنه ** قُلتُ من لي بها و كيف السبيلُ
مُؤَيَّداً: رئيساً لزمان طريقة سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه
وَكِسَائِيَ الْخَضْرَاءُ: نلت شرف الإضافة (إضافة الطريقة) لسيدنا الحسين رضي الله عنه
بِالإِحسَانِ: منّة و كرماّ و اصطفاءً





بيت رقم - 59:
كُلُّ الشَّوَاهِدِ فِي الْمَشَاهِدِ أَخْبَرتْ *** أَنِّي بِحَقٍّ صَاحِبُ الدِّيوَانِ

المعني:
كُلُّ: الأجزاء مجتمعة, لا استثناء منها
الشَّوَاهِدِ: المرئية بالعين ظاهراً
فِي الْمَشَاهِدِ: مواطن التجليات لأهل البصائر
أَخْبَرتْ: أعلمت بالخبر
أَنِّي: تأكيد, المتكلم (أنا) الظاهر, في باطن حضرة النبي صلي الله عليه و سلم
بِحَقٍّ: ليس ظناّ, (و لا يُغني عن التحقيق ظنٌّ)
صَاحِبُ الدِّيوَانِ: الرئيس, (صاحب البلد رئيسها), الدِّيوَانِ: الحضرة النبويّة (جمع الجمع), يقضي فيه كل أمر, الآية: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) 78, ختام سورة الرّحمن, و البيت ختام القصيدة النونية, أي: أنه رئيس من موطن الربوبية المهيمن علي جميع الأسماء الإلهية, المتولي لشأن الزمان و أهله.



    ــ


             

القصيدة الثالثة :

الْقَصِيدَة الثّالِثَة: الْمَهْدِيَّة, الأبيات رقم 1-4:
سبب النزول: أصلاً مناسبة هذه القصيدة, أنّ أحد المريدين, جلس بعد أن صلّي العصر و قرأ الأساس, ثم وقف هنيهة يسأل نفسه: ماذا أقول؟؟ فأجابه الشيخ بالقصيدة: (قُلْ تَحَصَّنْتُ بِالَّذِي أَسَّسَ اللَّهُ) إشارة للتحصين الشريف لسيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه. تكررت كلمتان (قُلْ) و (الُمهَيْمِنُ):-
قُلْ: إشارة لأن الكلام القادم أمرٌ هام جداً, و لذا وردت في المواطن العالية جداً في القرآن الكريم, مثل: (قل هو الله أحد) لتبين خطورة الأمر و هو الكلام في التوحيد, (يسألونك عن .... قل). و الأمر الخطير هنا, هو الكلام في باطن الأوراد. و هي ركن هام و الأهم للمريد بعد العقيدة و هي بمثابة الصلاة من الدين (الأوراد عماد الطريقة).
الأبيات: 1-4 بدأت بكلمة (قُلْ), و العبارة الجامعة هي أن تقول: رضيتُ, كما ورد في الحديث: مَنْ قَالَ : (رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي ثَلاثًا ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ), و هو الوقت الذي جُعل لك للأوراد المربوطة بأدعيتها, و تفصّل كالآتي:
(1) بالله ربّاً ..................................... البيت الأول
(2) و بالإسلام ديناً ............................. البيت الثاني
(3) و بمحمدٍ رسولاً ............................. البيت الثالث
(4) و بالقرآن هادياً و دليلاً ..................... البيت الرابع
لخّص الأربعة هذه في بيت واحد حيث قال رضي الله عنه:
عَلَى اللَّهِ الْكَرِيمِ يَكُونُ قَصْدِي *** رَضِيتُ اللَّهَ وَالإِسْلاَمَ دِينَا (1 ق 57)
الُمهَيْمِنُ: تعني هيمنة الألوهية, الأسماء الإلهية مجتمعة (خزائن الله, كما أشار إليها في البيت رقم-5)
=================
الْقَصِيدَة الثّالِثَة: الْمَهْدِيَّة, بيت رقم - 1:
قُلْ تَحَصَّنْتُ بِالَّذِي أَسَّسَ اللَّهُ *** فَالَّذِي أَسَّسَ الُمهَيْمِنُ مَهْدِي

المعني:
(رضيتُ بالله ربّاً)
قُلْ تَحَصَّنْتُ بِالَّذِي أَسَّسَ اللَّهُ: قُلْ (يا مريدي) إنك إذا تحصّنت بي قل: تحصّنت بالحصن الذي أسسّه الله سوره لا إله إلا الله بابه محمدٌ رسول الله مفتاحه لا حول و لا قوة إلا بالله .... ثم قل من أراد بك سوءاً خذله الله ..... (التحصين الشريف و دائرة الإحاطة)
فَالَّذِي أَسَّسَ الُمهَيْمِنُ: الحفظ الإلهي (الحصن)
مَهْدِي: المهد الذي رُبيّت فيه منذ نشأتي محفوظاً

-------------

الْقَصِيدَة الثّالِثَة: الْمَهْدِيَّة, بيت رقم - 2:
قُلْ تَوَسَّلْتُ بِالأُلَى كَرَّمَ اللَّهُ *** فَالأُلَى كَرَّمَ الْمُهَيْمِنُ وِرْدِي

المعني:
(و بالإسلام ديناً)
قُلْ تَوَسَّلْتُ بِالأُلَى كَرَّمَ اللَّهُ: قُلْ (يا مريدي) إنّك إذا توسّلت بي فإنّك توسّلت بالذين كّرم الله, الأُلَى:
فَالأُلَى كَرَّمَ الْمُهَيْمِنُ وِرْدِي: آل البيت لأن آل البيت هم الدين, وِرْدِي: الذي أورد عليه و أشرب منه

------------

الْقَصِيدَة الثّالِثَة: الْمَهْدِيَّة, بيت رقم - 3:
قُلْ تَشَفَّعْتُ بِالَّذِي أَفْرَدَ اللَّهُ *** فَالَّذِي أَفْرَدَ الْمُهَيْمِنُ جَدِّي

المعني:
(و بمحمدٍ رسولاً)
قُلْ تَشَفَّعْتُ بِالَّذِي أَفْرَدَ اللَّهُ: قُلْ (يا مريدي) إنّك إذا تشفّعت بي فإنّك تشفّعتَ بالمصطفي الذي أفرده الله بالشفاعة
فَالَّذِي أَفْرَدَ الْمُهَيْمِنُ جَدِّي: المصطفي صلي الله عليه و سلم, جَدِّي أي ورثته الوراثة الكاملة

--------------
الْقَصِيدَة الثّالِثَة: الْمَهْدِيَّة, بيت رقم - 4:
قُلْ تَمَسَّكْتُ بِالَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ *** فَالَّذِي أَنزَلَ الْمُهَيْمِنُ قَصْدِي

المعني:
(و بالقرآن هادياً و دليلاً)
قُلْ تَمَسَّكْتُ بِالَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ: قُلْ (يا مريدي) إنّك إذا تمسّكت بي فإنّك تمسّكت بالذي أنزل الله و هو القرآن.
فَالَّذِي أَنزَلَ الْمُهَيْمِنُ قَصْدِي: القرآن, غاية ما أبغي (القرآن في كل مراتبه), قال رضي الله عنه:
فلاَ جَدَلٌ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَضِدِّهِ *** فإِنِّيَ صَرْحٌ وَالْقُرْآنُ يُشيدُنِي (12 ق 36)





بيت رقم - 5:
يَا مُرِيدِي رِضَايَ فِي ذِكْرِكَ اللَّهَ *** يَا مُرِيدِي خَزَائِنُ اللَّهِ عِنْدِي

المعني:
يَا مُرِيدِي رِضَايَ فِي ذِكْرِكَ اللَّهَ: بعد (قُلْ) في الأبيات أعلاه, قُلْ بُغيتك عند الشيخ و الطريق إلي ذلك هو (يا مريدي) رِضَايَ فِي ذِكْرِكَ اللَّهَ, تعريف لمقتضيات التسمّي بكلمة (مُرِيد): الذكر بما أعطاك من أوراد
يَا مُرِيدِي خَزَائِنُ اللَّهِ عِنْدِي: خَزَائِنُ اللَّهِ: الأسماء الحسني





بيت رقم - 6:
أَيَّ وَصْفٍ لَهَا وَأَيُّ نُعُوتٍ *** لاَ وَرَبِّ الْهِبَاتِ مَا الْوَصْفُ يُجْدِي

المعني:
أَيَّ وَصْفٍ لَهَا: الضمير (ها) راجع ل(خَزَائِنُ اللَّهِ) أي الأسماء الحُسني
وَأَيُّ نُعُوتٍ: تفصيل الوصف
لاَ وَرَبِّ الْهِبَاتِ: لاَ: النافية, وَرَبِّ: واو القسم, رَبِّ الْهِبَاتِ: الـهِبةُ: العَطِـيَّة الخاليةُ عن الأَعْواضِ والأَغْراضِ، فإِذا كَثُرَتْ سُمِّي صاحِـبُها وَهَّاباً، و اسمه تعالي الوَهَّابُ. و كلّ الأمر هبات من الله تعالي لعباده المصطفين, و من ذلك قوله تعالي في ذكر سيدنا إبراهيم عليه السّلام: (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) 83 الشعراء
مَا الْوَصْفُ يُجْدِي: لا يبلغ المعني المراد





بيت رقم - 7:
أَيُّ طَعْمٍ لَهَا وَأَيُّ مَذَاقٍ *** لاَ وَرَبِّ الْبُيُوتِ فالسِّرُّ عِنْدِي

المعني:
أَيُّ طَعْمٍ لَهَا وَأَيُّ مَذَاقٍ: الطعم و المذاق لمن ذاق, لأنه لا يستطيع أن يصل إلي الحقيقة بالوصف:
من ذاق طعم شراب القوم يدريه ** و من دراه غدا بالرّوح يشريه
لاَ وَرَبِّ الْبُيُوتِ: البيوت الإلهية خمسة:
(1) قلب حضرة النبي صلي الله عليه و سلم (ما وسعتني أرضي و لا سمائي و لكن وسعني قلب عبدي المؤمن), يطوف حوله 7000 علم إلهي كل لحظة: و قل ربّي زدني علماً
(2) قلب الخليفة الوارث فيه تجليات الإسم الله, الاية: (و الله من ورائهم محيط)
(3) بيت العرش فيه تجليات 98 إسم (تحت هيمنة الإسم الرحمن) (الرحمن علي العرش استوي) يطوف به ملائكة عالين 70000 مرة كل يوم
(4) البيت المعمور تحت العرش به تجليات 97 إسم و يطوف به الملائكة الفلكيين 70000 مرة كل يوم
(5) بيت الله الحرام فوقه روح قطب الزمان التي فيها تجليات الأسماء كلّها و يطوف به 70000 من المسلمين (إنس) كل يوم و إذا نقصوا يكمّل من الجِنّ المسلم
فالسِّرُّ عِنْدِي: سرّ حقيقة الأسماء, عِنْدِي لمن أرادها





بيت رقم - 8:
أَيُّ عَيْشٍ بِهَا وَأَيُّ نَعِيمٍ *** إِيْ وَرَبِّ الْجَمَالِ مَا الْفَرْدُ نِدِّي

المعني:
أَيُّ عَيْشٍ بِهَا وَأَيُّ نَعِيمٍ: العيش التحقق أن تكون من ساكني المكان و تنعم بالعيش فيه, أي حضرات الأسماء الإلهية
إِيْ وَرَبِّ الْجَمَالِ: واو القسم, رَبِّ الْجَمَالِ حضرة النبي صلي الله عليه و سلم, من أبيات منقوشة في الحجرة الشريفة:
ربُّ الجمال تعالي الله خالقُه *** فمثله في جميع الخلق لا أجدُ
مَا الْفَرْدُ نِدِّي: ما النافية, الْفَرْد صاحب مرتبة الفردية في أي زمن أدني منه رضي الله عنه, فهو فرد جامع كبير أي صاحب التيجان الأربعة و الوراثة المحمّدية الكاملة





بيت رقم - 9:
أَيُّ خَمْرِ وَأَيُّ شِرْبٍ مُصَفَّى *** دَنُّ دِيَوانِهِ أُدِيرُهُ وَحْدِي

المعني:
أَيُّ خَمْرِ وَأَيُّ شِرْبٍ مُصَفَّى: الخمر الشراب شِرْبٍ مُصَفَّى لأهل الاصطفاء, علوم مراتب الأسماء
دَنُّ دِيَوانِهِ: دَنُّ: الجرّة الكبيرة لصنع الخمر, كناية عن مشرب الأرواح, دِيَوانِهِ حضرة (الألوهية) حضرة الإسم الجامع الله المهيمن علي بقية الأسماء
أُدِيرُهُ وَحْدِي: من موطن واحديته, احتواء السائرين إلي الله, قال رضي الله عنه:
يَقُولُ أَنَا وَحْدِي وَإِنْ شَاءَ بعْدَهَا *** يَقُولُ أَنَا إِنِّي أَنَا جَلَّ شَانِيَ (13 ق 86)





بيت رقم - 10:
أَيُّمَا خَرْدَلٍ يَكُونُ بِغَيْبٍ *** مِنْ جَمِيعِ الْغُيوبِ فِي طَيِّ عِقْدِي

المعني:
أَيُّمَا خَرْدَلٍ يَكُونُ بِغَيْبٍ: أَيُّمَا: أصلها أَيُّ أداة شرطية و مَا للتأكيد, خَرْدَلٍ: ما صُغر, الآية: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ) 16 لقمان, بِغَيْبٍ: غير موطن الشهادة
مِنْ جَمِيعِ الْغُيوبِ: غيب الشهادة-غيب الإرادة-غيب المشيئة-غيب الذّات
فِي طَيِّ عِقْدِي: فِي طَيِّ: في باطن, عِقْدِي: العِقْدِ القِلادَةُ, كناية عن الشرف بالإضافة لسيدنا الحسين رضي الله عنه قال رضي الله عنه:
فَهُوَ الَّذِي أَعْطَى الْعُبَيْدَ زِمَامَهَا *** كَرَماً وَيَعْلَمُ مَبْدَئِي وَنِهَايَتِي (334 ق 1)





بيت رقم - 11:
أَيُّ قَوْلٍ وَأَيُّ فَصْلٍ وَهَزْلٍ *** كُلُّ يَاقُوتَةِ عَلَى جِيدِ هِنْدِي

المعني:
أَيُّ قَوْلٍ: أَيُّ قَوْلٍ (يُمكن أن يُقال)؟
وَأَيُّ فَصْلٍ وَهَزْلٍ: الفَصْل: الفرق بين الحقّ و الباطل,الَهَزْل: ضد الجِدّ, حديث روي عن الإمام علي(رضي الله عنه) أن رسول الله(صلي الله عليه و سلم) قال: (ستكون فِتن. قلت: وما المَخرجُ منها يا رسولَ الله؟ قال: كتابُ الله، فيه خبرُ ما قبلِكم وما بعدِكم، وحُكمُ ما بينِكم، هُو الفَصْلُ لَيسَ بالهَزْل، هو الذي لا تَزِيغُ بِهِ الأهْواء), يعزّ الوصف. القصائد فيها الفصل كذلك. قال رضي الله عنه:
كَلِمَاتُ مَا يُتْلَى كَحَدِّ الْفَيْصَلِ *** هِيَ مِنْ عَطَاءِ الْمُنْعِمِ الْمُتَفَضّلِ (1 ق 38)
كُلُّ يَاقُوتَةِ عَلَى جِيدِ هِنْدِي: هِنْدِي نوع من الياقوت أيضاً, يَاقُوتَة يقصد المعاني في عظيم المباني (الكلمات).





بيت رقم - 12:
مَا خَلاَ خِلَّتِي خَلَتْ كُلُّ أَرْضٍ *** مِنْ سِوَى جَاهِلٍ يُجِيدُ التَّعَدِّي

المعني:
(مَا خَلاَ خِلَّتِي خَلَتْ: جناس لفظي لأهل اللغة)
مَا خَلاَ: أداة استثناء, مثل ماعدا
خِلَّتِي: صُحبتي, المنقذ الوحيد من الجهل هو صحبتي
خَلَتْ كُلُّ أَرْضٍ: موطن تصرف القدرة
مِنْ سِوَى جَاهِلٍ: لا يكون فيها إلا جاهل
يُجِيدُ التَّعَدِّي: يتعدّي علي أعراض الآخرين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى 15781612
ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى Icon_minitime 2020-09-08, 3:43 pm



بيت رقم - 13:
أَيُّ حَالٍ وَأَيُّ حَوْلٍ وَطَوْلٍ *** كُلُّ مَيْلٍ عَنِ الْمَلِيحَةِ يُرْدِي

المعني:
أَيُّ حَالٍ وَأَيُّ حَوْلٍ وَطَوْلٍ: الحَوْل: الحِيلة, الطَوْل: القدرة و السَّعَة والعُلُوُّ, الآية: (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ) 25 النساء, يقدر علي المهر, أي: لا يستطاع الوصول لها بالحال و لا بالحيلة و لا بالقوة
كُلُّ مَيْلٍ عَنِ الْمَلِيحَةِ: الالتفات عند شهود الجمال
يُرْدِي: الرَّدَى: الموت, ورد عن سيدي أبي العباس المرسي رضي الله عنه: (والله لو غاب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين).







بيت رقم - 14:
أَيُّ كَرْمٍ وَأَيُّ خَمْرٍ وَأَمْرٍ *** أَيُّ صَاحٍ مِنَ التَّهَتُّكِ يُبْدِي

المعني:
أَيُّ كَرْمٍ وَأَيُّ خَمْرٍ وَأَمْرٍ: الكَرْم: العنب,( أَيُّ كَرْمٍ وَأَيُّ خَمْرٍ) حال السّكر, (وَأَمْرٍ) حال الصحو, جاء في قولة مشهورة لامرئ القيس يتوعد الثأر من قتلة أبيه و قد جاءه خبر قتلهم له حال سكره: (اليوم خمر وغدا أمر), يقصد حين يصحو من سكره
أَيُّ صَاحٍ مِنَ التَّهَتُّكِ يُبْدِي: بإعادة ترتيب الكلمات (أَيُّ صَاحٍ يُبْدِي مِنَ التَّهَتُّكِ), أي يُظهر من التهتّك ما يظهر حتى في حال صحوه. و ما زال يتحدث رضي الله عنه عن خصائص حضرات الأسماء الإلهية (خزائن الله).





بيت رقم - 15:
مِنْ عَجِيبِ الْعُجَابِ فِي أَهْلِ عَصْرِي *** أَنَّ مَنْ يَجْهَلِ النَّصِيحَةَ يُسْدِي

المعني:
مِنْ عَجِيبِ الْعُجَابِ: العَجَبُ النَّظَرُ إِلى شيءٍ غير مأْلوف ولا مُعتادٍ. الآية: (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ) 12 الصافّات, و الآية: (إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) 5 ص, مبالغة في مخالفة المعتاد.
فِي أَهْلِ عَصْرِي: الزمان, كان رضي الله عنه يقول لأبناء الطريقة (يا مسلمين آخر الزمن), هزار و لكنه جد و مدح. ((ما الناس سوي قوم عرفوك ** و غيرهم همجٌ همج)
أَنَّ مَنْ يَجْهَلِ النَّصِيحَةَ يُسْدِي: الفتوى من أهل الجهل, قال رضي الله عنه:
وَمِنْ عَجِيبٍ يَكُونُ الْجَهَلُ مُحْتَكَماً *** إِلَيْهِ وَالْحَقُّ ذَا يَحْظَى بِإِنْكَارِ (20 ق 33)





بيت رقم - 16:
إِنَّمَا تَعْمُرُ الْعَنَاكِبُ دَاراً *** بَاتَ أَصْحَابُهَا عَلَى غَيْرِ عَهْدِي

المعني:
إِنَّمَا: إنّ للتوكيد, ما اسم موصول, تفيد الحصر,
تَعْمُرُ الْعَنَاكِبُ دَاراً: تَعْمُرُ الْعَنَاكِبُ (رمز للخراب) أي خراب القلوب
بَاتَ أَصْحَابُهَا: بَاتَ للدلالة علي بواطنهم, قلوبهم
عَلَى غَيْرِ عَهْدِي: نقضوا عهدهم معي, الطريقة تقوم علي عهد بين المريد و الشيخ حال أخذه الطريقة, الآية: (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) 27 البقرة. يقول رضي الله عنه:
وَإِنَّ طَرِيقِي فِي هُدَى اللَّهِ عُرْوَةٌ *** وَمَا بَدَأَتْ يَوْماً بِفَضِّ التَّعَاقُدِ (23 ق 14)





بيت رقم - 17:
مِثْلَمَا حَفَّتِ الْمَلاَئِكُ قَوْماً *** مِلْءُ أَجْفَانِهِمْ مِنَ الشَّوْقِ سُهْدِي

المعني:
مِثْلَمَا: بنفس القدر في مقابل قوم خربت قلوبهم و نقضوا العهد, تجد هنالك شيئاً آخرا
حَفَّتِ الْمَلاَئِكُ قَوْماً: بالذكر, في الحديث عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا حَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ , وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ ، وَتَغَشَّتْهُمُ الرَّحْمَةُ , وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ
مِلْءُ أَجْفَانِهِمْ مِنَ الشَّوْقِ سُهْدِي: سُهْدِي: سهدوا من أجل محبتي



بيت رقم - 18:
قَبَّحَ اللَّهُ مَنْ رَمَانِي بِسُوءٍ *** ذَلِكَ الأَمْرُ مَا لَهُ مِنْ مَرَدّ

المعني:
قَبَّحَ اللَّهُ: قبَحه اللهُ : أبعده عن كلّ خيرٍ وجعله قبيحًا (وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ) 42 القصص: المبعدين عن الفوز بالجنّة, اللَّهُ: الإسم المهيمن علي جميع الأسماء, قَبَّحَ اللَّهُ: سُلب نور الإيمان
مَنْ رَمَانِي بِسُوءٍ: الرمي: القذف و الغيبة
ذَلِكَ الأَمْرُ مَا لَهُ مِنْ مَرَدّ: قضاء مبرم (من موطن الأمر) في قوله تعالي: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)





بيت رقم - 19:
كَفّيَ الْجُودُ وَالسَّخَاءُ عَطَائِي *** لَسْتُ مَنْ خَافَ شُحَّ نَفْسٍ فَيُكْدِي

المعني:
كَفّيَ الْجُودُ: كَفّيَ: الخليفة الوارث, الْجُودُ: العطاء من غير طلب, و قيل في حقّه تعالي: (أبرز الوجود من حضرة الجود)
وَالسَّخَاءُ عَطَائِي: الكرم قسمتي, وراثة نبويّة محمّدية, في الحديث: (وإنما أنا قاسم والله يعطي)
لَسْتُ مَنْ خَافَ شُحَّ نَفْسٍ فَيُكْدِي: كَدَت الأَرض إذا أَبطأَ نباتها وسأَله فأَكْدَى أَي وجده كالكُدْيةِ, في الحزب السيفي: (لا تخاف ضيم إملاق فَتُكْدِي ولا يلحقك خوف عُدْمٍ فيُنقِصُ من جُودك فيض فضلك)





بيت رقم - 20:
تَضْبَحُ الْعَادِيَاتُ بِالرَّكْبِ جَدّاً *** تَقْدَحُ الْمُورِيَاتُ تَطْلُبُ مَدِّي

المعني:
تَضْبَحُ الْعَادِيَاتُ: العاديات الأفراس, من العدو و هو الجري, تَضْبَحُ: الصهيل صوت الفرس, تعني الهمم
بِالرَّكْبِ جَدّاً: الرَّكْبِ: الأولياء
تَقْدَحُ الْمُورِيَاتُ: الخيل حين تجري و تحتك حوافرها بالحجارة تقدحها (توقد شرر), من السرعة, همم الأولياء تجري سريعاً
تَطْلُبُ مَدِّي: مددي





بيت رقم - 21:
وَالْمُغِيَراتُ فِي الْغَدَاةِ بَدَتْ لِي *** قَدْرَ مَا لاَ يُعَدُّ فِي غَيْرٍ عَدِّي

المعني:
وَالْمُغِيَراتُ: الخيل تغير علي العدوّ عند الصبح, أيضاً نوع من الملائكة, الآية: (فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا) 3 الْعَادِيَاتِ
فِي الْغَدَاةِ بَدَتْ لِي: الْغَدَاةِ النهار, وقت التجلّي
قَدْرَ مَا لاَ يُعَدُّ فِي غَيْرٍ عَدِّي: أعلي مراتب الذكر, تعجز الملائكة عن عدّ حسنات الذاكر, الآية: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) 35 الأحزاب





بيت رقم - 22:
قَدْ أَثَارَتْ مَلاَئِكُ اللَّهِ نَقْعاً *** حَيَّرَ اللُّبَ بَيْنَ أَخْذً وَرَدّ

المعني:
قَدْ أَثَارَتْ مَلاَئِكُ اللَّهِ نَقْعاً: الآية: (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا) 4 الْعَادِيَاتِ, الستر الذي يجعله الملائكة خفاءً للمريدين
حَيَّرَ اللُّبَ بَيْنَ أَخْذً وَرَدّ: حَيَّرَ اللُّبَ: مواطن السير بين الأسماء, بَيْنَ أَخْذً وَرَدّ: أَخْذً في بحر الهو موطن الحيرة, رَدّ: في حضرة الإسم الإلهي المعيّن





بيت رقم - 23:
ذَلِكَ السَّتْرُ مِنْ عَظَائِمِ فَضْلٍ *** فِي أَمِينِ الأَمَانِ بِاطِنُ جَدِّي

المعني:
ذَلِكَ السَّتْرُ: الذي تعمله الملائكة, البيت السابق: (قَدْ أَثَارَتْ مَلاَئِكُ اللَّهِ نَقْعاً), لوقاية المريدين
مِنْ عَظَائِمِ فَضْلٍ: من منن المصطفي صلي الله عليه و سلم, الآية: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) 58 يونس
فِي أَمِينِ الأَمَانِ: حضرة المصطفي صلي الله عليه
بِاطِنُ جَدِّي: السَّتْرُ هو باطن حضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم, السَّتْرُ بِاطِنُ جَدِّي (مبتدأ و خبر)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى 15781612
ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى Icon_minitime 2020-09-08, 3:47 pm
تأويل التائية

القصيدة الأولي (التائية):
==================
1 ق 1:
أَنَا فِي أَنَا إِنِّــي وَإِنِّــيَ فِي أَنَا *** رَحِيقِيَ مَخْتــُومٌ بِمِسْكِ الْحَقِيقَةِ

المعني:
أنا: ال "أنا": مظهر الهُويّة, حيث ظهرت الأنا بوجود الأنت و هو حضرة النبي صلي الله عليه و سلم بعد تعيينه في حضرة التعيين الأول (غيب الأحديّة) من حضرة العماء, المشار إليها بال(هُو), أو بالذات الساذج, قبل مرحلة الأحدية التي هي مرحلة ال"أنا", يقول رب العزة في الحديث القدسي: "كنت كنزاً مخفيّاً فأردت أن أعرف فخلقتُ الخلق و تعرفت إليهم فبي عرفوني", و بدؤه القصيدة الأولي من الديوان بحرف ال(أنا) إشارة إلي ذاته الظاهر, أي: ذات الشيخ, لأن الأنا هي مظهر الذّات, و يتدرج هذا من ربّ العزة جلّ و علا, فحضرة النبي, فأكابر الأولياء, يقول تعالي, مخاطبا سيدنا موسي عليه السلام: (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى) 10 طه, و في الحديث عَنْ سَيّدِنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ وَلا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَأْخُذُ بِحَلَقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ وَلا فَخْرَ، وَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِي وَلا فَخْرَ", فالخطاب الذّاتي هُنا مهمّته التعريف بذات المتكلم, و قال سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
إِذَا شِئتَنِي فَاطْلُبْنِي و اسْألْنِي فِي أَنَا *** أَنَا فَي أَنَا إِنِّي أنَا فِي أنَا نَفْسِي
فِي أنا إنّي: فِي: ظرفية لتعيين المكان, أنا: الأنا الإلهية الظاهرة في إنّي: الأنا النبوية, هذه, هي الخاصة بحضرة النبي صلي الله عليه و سلم - مظهر الهوية و باطنها الله, إنّي: إشارة لغيب الأحدية, إذا إنّي هي الأنا مع ظهور الياء للاشباع إشارة لحضرة الأحديّة
و إنّي: الأنا الخاصة بحضرة النبي صلي الله عليه و سلم
فِي أنَا: ظاهرة في (أنا) الإلهية المعبّر عنها بقوله تعالي: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) 14 سورة طه
رَحِيقِيَ مَختُومٌ بِمِسكِ الحَقِيقَةِ: الآية: (يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ) 25 ( خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) 26 سورة المطففين. و المعنيون بالشراب في الاية هم الأبرار و المقربين.
الرحيق: الخالص الصافى و يُقصد به الخمر, الشراب, كناية عن العلوم و التجلّيات الإلهية, فهم هناك يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك، ورحيق الازهار: ما تفرزه لاجتذاب الحشرات، ومسك رحيق: لا غش فيه وحب رحيق: خالص لا تشوبه شائبة. و الرّحيق هو العصارة, و كونه مختومٌ أي ظل مدخّراً لأبنائه لم يفضّ لغيرهم. و هذا هو شراب الوصل, قال رضي الله عنه::
شَرَابُ الْوَصْلِ مَخْتُومٌ وَسِرِّي *** شِفَاءٌ لاَ شَرِبْتُمْ غَيْرَ مِنَّا (1 ق 56)
المِسك ما هو؟ يعتبر المسك ملك الأطياب والمسك كلمة عربية هي اسم لطيب من الأطياب القليلة التي مصادرها حيوانية, وقد ورد ذكر المسك في القرآن الكريم (كما ورد في الآية أعلاه) .و ثبت في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "أطيب الطيب المسك" وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها : "كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يحرم ويوم النحر, وقبل ان يطوف بالبيت بطيب فيه مسك. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَSadمَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ وَكِيرِ الْحَدَّادِ لا يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ وَكِيرُ الْحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أَوْ ثَوْبَكَ أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً ).
و كون ختامه مسك فإن ذلك في أرقي مراقي الإحسان, من غيب الأحدية, صُفت لها الأملاك عند نزولها, تنشق من ذلك الرحيق المختوم, قال رضي الله عنه:
شَرَابِيَ عَذْبٌ سَلْسَبِيلٌ مَذَاقُهُ *** وَعِلْمِيَ كَنْزٌ فِي قُلُوبِ أَحبَّتِي (7 ق 1)
تنبيه:
كان لا بد من الوقوف عند البيت الأول بتمهّلٍ, فالتائية هي المحكم و "أم الكتاب" من ديوان شراب الوصل - كما الفاتحة و القرآن الكريم (جدّها من أبٍ لها). البيت الأول بمقام البسملة للقرآن و البسملة هي سر الفاتحة, إذن كل الديوان أجمل في هذا البيت, و عندما تقرأ أي بيت تجده راجعاً لهذا البيت





القصيدة الأولي (التائية):
=================
2 ق 1:
صَبَرْتُ لِحُكْمِ اللَّه بَلْ أَنَا شَاكِرٌ *** فَمـَا الصَّبْرُ إِلاَّ عَنْ عَظِيمِ الْمُصِيبَةِ

المعني:
صَبَرْتُ: (أي: أنا صَبَرْتُ) الصَّبْرُ نقِيض الجَزَع، بالماضي أي: حين حكم الله
لِحُكْمِ اللَّه: اللام: تفيد الإذعان للحُكم, غير أن يقول (علي حكم), حُكْمِ اللَّه: الحُكْمُ القَضاء، قال تعالي في الآية: (ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الممتحنة 10
بَلْ: تسمي في النحو أداة إضراب, أي أنك أضربت عن ما سبق من كلام و تحولت إلي الكلام التالي لأنه أكثر دقّة أو أهميّة, مبيّناً أن، التالي أوفي و أجلي في المعني
أَنَا شَاكِرٌ: أنا: أي ذاتي الظاهر, شَاكِرٌ: الشُّكْرُ: الشُّكْرُ: الثناءُ على المُحْسِنِ بما أَوْلاكَهُ من المعروف، يلاحظ أن الحكم جاء في صيغة الفعل في الماضي بينما الشكر في المضارع أي مستمر, أي: البقاء في موطن الشكر, و هو الشكر في درجة الإحسان, قال تعالي: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) 13 سبأ
فَمـَا الصَّبْرُ: (ف) ما: الفاء هنا تسمي في اللغة الفاء الفصيحة و هي الفاء التي تبين وتفصح عن محذوف وتدل علي ما نشأ عنه, مثل قوله تعالي (وإذ استسقي موسي لقومه ، فقلنا : اضرب بعصاك الحجر ، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا)
إِلاَّ: استثنائية, تالية لأداة النفي (مَا) تفيد الحصر
عَنْ: تبين نوع الصبر, فالصبر علي شئ (معناه صبر حال وجود ما يكره) و (الصبر عن) معناه صبر حال عدم ما هو مرغوب و محبب إلي النفس, كالصبر عن رؤية من تحب أو نيل ما تهوي, قال رضي الله عنه, لتوضيح المعني:
فَأَصْبِرُ عَنْهَا لاَ عَلَيْهَا وَإِنَّنِي *** بِصَبْرِيَ شَكَّارٌ وَفِي الُقَابِ صَبْرَتِي (106 ق 1)
عَظِيمِ الْمُصِيبَةِ: عَظِيمِ: العظيم هو الكبير من كل شئ, الْمُصِيبَةِ: صفة لجمع و منه أن تقول سهمٌ مصيب و أسهم مُصيبة, أي: عظيم الأسهُم التي أصابت, و المُصيبة المفرد المؤنت هي كل ما يُصيب من خير أو شر, قال تعالي: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) 48 الروم, و هي هنا من استهام (رمي السهم للظفر بالحظ) الحضرتين عليه, لاختياره, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه في تبيين ذلك:
وَإِنَّ سِهَامَ الْحَضْرَتَيْنِ إِسْتَهَامُهَا *** عَلَيَّ فَكِلْتَاهَا سِهَامٌ أَصَابَتِ (240 ق 2)





القصيدة الأولي (التائية):
==================
3 ق 1:
سَعَيْتُ إِلَى مَوْلاَيَ مَرْفُــوعَ هَامَةٍ *** وَمَا زِلْتُ لِلدُّنْيَا شُــعَاعَ الْهِدَايَة

المعني:
سَعَيْتُ إِلَى: السعي الاسراع في المشي دون العدو, و السّعي إلي الشئ: طلبه بهمة
مَوْلاَيَ: ربّي, من يتولي أمري, الذّات في مجلي أسمائه, و السعي هنا طلب الانتقال, بقرينة عجز البيت: (وَمَا زِلْتُ لِلدُّنْيَا شُــعَاعَ الْهِدَايَة)
مَرْفُــوعَ هَامَةٍ: الهامة: مقدمة الرأس, مَرْفُــوعَ هَامَةٍ: أي: عزيزاً و في شأن عظيم, و في موطن الكرم الإلهي, و هو شأن الوراثة المحمديّة الكاملة, كما جاء جاء في السيرة عنه صلي الله عليه و سلم أنه حينما وصل إلى سدرة المنتهى وأوحى إليه ربه: يامحمد أرفع رأسك ، وسل تٌعط قال: يارب إنك عذبت قوما بالخسف وقوما بالمسخ.. فماذا أنت فاعل بأمتي. قال الله: (أُنزل عليهم رحمتي .. وأُبدل سيئاتهم حسنات .. ومن دعاني أجبته .. ومن سألني أعطيته .. ومن توكّل عليّ كفيته .. وأستر على العصاة منهم في الدنيا .. وأُشفعك فيهم في الآخرة.. ولولا أنّ الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبتهم .. يا محمد، إذا كنتُ أنا الرحيم وأنت الشفيع .. فكيف تضيع أمتك بين الرحيم والشفيع), قال سيدي فخر الدين في تبيين ذلك:
فَأَرْكَعُ تَعْظِيماً وَأَرْفَعُ شَاكِرا *** أُشَاهِدُ مَا أَبْغِيِه فِي رَفْعِ هَامَتِي (251 ق 1)
وَمَا زِلْتُ: الواو للعطف, زِلْتُ: من زَال و هي تفيد النفي و تقترن بأدة النفي (مَا) فينقلب معناها من النفي إلي الإيجاب, فتنقلب إلي فعل مضارع يفيد الاستمرارية و تفيد إثبات الوجود
لِلدُّنْيَا: اللام لاصقة كقولك أمسكتُ بالحبل, الدُّنْيَا: الحياة الأولي تليها الحياة البرزخية ثم الآخرة, و هي موطن الأعمال و العبادات و خدمة دين سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم, قال تعالي: (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ) 17 الرعد
شُــعَاعَ الْهِدَايَة: الشُّعاع هو ما يضئ و هو العضو الواحد من مائة أربعة و عشرين عضواً من أعضاء الحضرة الصمدانية الوترية, الْهِدَايَة: بواسطة ضوء الشّعاع, إنارة الطريق للسير إلي الله, و هذا البيت من أعظم البشارات لأبناء الطريقة, فهو يطمئن الأخوان و يدلهم علي مكانة شيخهم رضي الله عنه





القصيدة الأولي (التائية):
==================
4 ق 1:
وَآتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ مِنْ قَبْلُ رُشْدَهُ *** فَمَا هُوَ إِلاَّ فَلْذَتِي وَعَطِيَّتِي

المعني:
وَآتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ: وَآتَيْتُ: و أعطيتُ, إِبْرَاهِيمَ: الخليفة الوارث رضي الله عنه
مِنْ قَبْلُ: في القديم من الزمان, قبل الإيجاد
رُشْدَهُ: الرُّشْد والرَّشَد والرَّشاد: نقيض الغيّ, أي: الهِداية, قال تعالي: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ) 51 الأنبياء, جاء في تفسير أبن كثير: يخبر تعالى عن خليله إبراهيم، عليه السلام، أنه آتاه رشده من قبل، أي: من صغره ألهمه الحق والحجة على قومه, و في تفسير سيدي محي الدين بن عربي: ولقد آتينا إبراهيم ( الروح ) رشده (المخصوص به الذي يليق بمثله وهو الاهتداء إلى التوحيد الذاتي ومقام المشاهدة والخلة). (من قبل) أي: قبل مرتبة القلب والعقل متقدما عليهما في الشرف والعز) وكنا به عالمين (أي: لا يعلم بكماله وفضيلته غيرنا لعلو شأنه, أيّ أن سيدي فخر الدين رضي الله عنه كمّل خليفته و أعدّه للإمامية منذ نشأته
فَمَا هُوَ إِلاَّ: نفي و استثناء يفيد حصر الوصف في المشار إليه لا غيره
فلذتي: الفِلّذَةُ القطعة من الكبد واللحم والمال والذهب والفضة، و يوصف الإبن من الظهر بفلذة الكبد, و قد قيل: أبناؤنا فلذات أكبادنا تمشي علي الأرض), يعني إِبْرَاهِيمَ الذي هو (ولدي من صلبي)... أوضحها درءاً لأي تأويل في غير محله, حتي لا يدّعي الخلافة غيره, و إِبْرَاهِيم تنطبق علي كل الخلفاء ورثة سيدي فخر الدين من صُلبه, قال رضي الله عنه:
فَإِبْرَاهِيمُ عِنْدِي مَنْ يَرِثْنِي *** عَلَى الأَيَّامِ مِمَّنْ قَدْ وَصَلْتُ 13 ق 41)
وَعَطِيَّتِي: الواو للعطف, عَطِيَّتِي: الذي أعطاني الله, قال رضي الله عنه:
هَذَا عَطَاءُ اللَّهِ مِنْ عَلْيَائَهِ *** هَذَا إِصْطِفَاءُ السَّيِّدِ الْبُرْهَانِي (1 ق 2)
و قال رضي الله عنه:
مِنْ كَمَالِ الْعَطَاءِ مِنْ فَيْضِ وَهْبٍ *** أَيُّهَا النَّاسُ جَاءَكُمْ إِبْرَاهِيمُ (1 ق 12)





القصيدة الأولي (التائية):
==================
5 ق 1:
تَوَاكَبَتِ الأَقْطَابُ يَوْمَ إِجَابَتِي *** تَزَاحَمَتِ الأَمْلاَكُ تَخْدُمُ رَوْضَتِي

المعني:
تَوَاكَبَتِ: الوكوب هو السير في درجان و يقال تواكبت الغزلان, و تواكبت من تفاعلت ما يفيد الكثرة و التتابع, و منها الـمَوْكِبُ: و هو الجماعةُ من الناس رُكْباناً ومُشاةً, وفي الحديث: أَنه كان يسير في الإِفاضةِ سَيْرَ الـمَوْكِب, الـمَوْكِبُ: جماعةٌ رُكْبانٌ يسيرون بِرِفْقٍ، مثل ما يفعل في المارشات العسكرية, وهم أَيضاً القومُ الرُّكُوبُ للزينة والتَّنَزُّهِ، أَراد أَنه لم يكن يُسْرعُ السَّيْرَ فيها
الأَقْطَابُ: الرؤساء منذ سيدنا آدم عليه السلام إلي انتهاء الدنيا
يَوْمَ إِجَابَتِي: يَوْمَ: اليوم زمان, و تأتي كلمة يَوم للدلالة علي الحدث الهام العظيم, فكانت العرب تمسي العيد يَوم كذا, و منه يُقال: يَوم الجمعة, و يوم البعث .. الخ, إِجَابَتِي: الإجابة للطلب تلبيته, يعني بذلك إجابة الله تعالي لطلبه هو ما تمني و هو الإنتقال, قال رضي الله عنه:
أَقُولُ أُجِبْتُ وَمَا أَجَبْتُ لِطَالِبٍ *** أَقُولُ مُنَايَ وَلاَ أَقُولُ مِنِيَّتِي (112 ق 1)
تَزَاحَمَتِ: التزاحم هو التضايق بسبب الكثرة
الأَمْلاَكُ: أو الملائكة أو الملائك جمع ملَك
تَخْدُمُ رَوْضَتِي: تَخْدُمُ: تقوم بالخدمة و هي إكرام الزائرين, رَوْضَتِي: ساحة مقامي, و الرّوضة من الجنّة, حيث العطاء و الثِمار, و في الحديث, قال صلي الله عليه و سلم: "مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّة", و بيّن المعني رضي الله عنه بقول:
وَمَا خِدْمَةُ الأَمْلاَكِ لِلْرَّوْضِ دُونَكُمْ *** فَكُلُّ مَقَامٍ فِيهِ أُذْكَرُ رَوْضَتِي (113 ق 1)





القصيدة الأولي (التائية):
==================
6 ق 1:
وَأَعْرِفُ أَقْدَارَ الرِّجَالِ جَمِيعِهِمْ *** وَلَكِنَّهُمْ ضَلُّوا ابْتِدَاءَ مَكَانَتِي

المعني:
وَأَعْرِفُ: أُدرك الحقيقة
أَقْدَارَ الرِّجَالِ: أَقْدَارَ: جمع قَدر, و في اللغة: معني قَدْرُ قال: قَدْرُ كل شيء ومِقْداره: مَبْلَغُه. و قوله تعالى: و ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِه, أَي ما عظموا الله حق تعظيمه، وقال الليث: ما وَصَفوه حق صِفَتِه، والقَدَرُ والقَدْرُ ههنا بمعنى واحد، وقَدَرُ الله وقَدْرُه بمعنًى، وهو في الأَصل مصدر. أي أن القدر هو المكانة و المنزلة, و قَدر, تعني: مكانة و منزلة و مرتبة, أقدار: مَنازِل, قال تعالي: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) 39 سورة يس, و قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "نحن معاشر الأنبياء أُمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم و أن ننزلهم منازلهم", إذن القدر و المنزلة هي غاية بلوغ الشئ من المكانة
الرّجال: الأولياء, و هم من بعد درجة الإيمان (أي: أهل درجة الإحسان و ما فوق), قال تعالي: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا) 23 الأحزاب, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه (11,12 ق 35):
أَمَّا الرِّجَالُ الذَّينَ عَنَيْتُ مَنْ ذَكَرُوا *** وَذِكْرُهُمْ غَايَةٌ فَاللَّهُ غَايَتُنَا
مَنَازِلٌ قُدِّرَتْ لِلذِّكْرِ أَجْمَعِهِ *** وَبَعْدَهَا نُصْطَفَى هَذِي بِدَايَتُنَا
جَمِيعِهِمْ: من لدن آدم إلي آخر الدنيا, أهل الجمع
وَلَكِنَّهُمْ: الواو للعطف, لَكِنَّ: للاستدراك و التأكيد, الضمير (هُمْ) يعود علي الرجال, أي: الأولياء
ضلّوا ابتداء مكانتي: ضلّو:ا الضَّلالُ والضَّلالةُ ضدُّ الهُدَى والرَّشاد، أي: تاهوا عنها و لم يعرفوها, ابتداء مكانتي: ابتداء منزِلَتي: الابتداء موطن بداية اصطفائه رضي الله عنه, و هذه خصاصية, قال رضي الله عنه في تبيين ذلك:
أَلاَ إِنَّ أَقْدَارَ الِرّجَالِ مَنَازِلٌ *** بِهَا نَزْلُوا خَتْماً وَتِلْكَ بِدَايَتِي (114 ق 1)




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى 15781612
ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى Icon_minitime 2020-09-08, 3:48 pm



القصيدة الأولي (التائية):
==================
7 ق 1:
شَرَابِيَ عَذْبٌ سَلْسَبِيلٌ مَذَاقُهُ *** وَعِلْمِيَ كَنْزٌ فِي قُلُوبِ أَحبَّتِي

المعني:
شَرَابِيَ: الشَّرَاب: ما يُشرب, و هو إشارة لعلوم الحقائق, قال تعالي: (وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا) 21 الإنسان, و نسبة الشراب للمتكلم, يعني بذلك, شرابه رضي الله عنه, و هو شَرَابُ الوَصلِ, و هو مصطلح كثير الاستخدام عند السادة الصوفية, يرمز به للحقائق الإلهية, و قد جاء في الأثر: (إنّ لِله شَرَاباً ادّخَرَهُ لِعِبادهِ المُقَرَّبِين, حَتَى إذَا شَرِبُوا طَارُوا و إذَا طَارُوا وَصَلُوا, و إذَا وَصَلُوا اتّصَلُوا, و إذَا اتّصَلُوا صَارَ لاَ فَرْقَ بَيْني و بَيْنَهم", و في قصيدة ابن الفارض الشهيرة بالخمرية:
شَرِبْنَا عَلَى ذِكْرِ الحَبِيبِ مَدَامَةً *** سَكِرْنَا بِهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُخلَقِ الكَرْمُ
عَذْبٌ: طيب مُستساغ الطعم, طيب مُستساغ في كلماته و معانيه, قال تعالي: (وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ) 12 فاطر
سَلْسَبِيلٌ مَذَاقُهُ: السَّلْسَبيل الرَّحِيق: الخَمْر، والسَّلْسَبيل: السَّهْل المَدْخَل في الحَلْق, التذوق بالقلب و عبره تُسقي الروح
وَعِلْمِيَ كَنْزٌ: وَعِلْمِيَ: العلم الذي أعطيه في دروسي و قصائدي, كَنْزٌ: الكَنْزُ المال المدفون، أي: مخبأ, و في الحديث عَنْ سَيّدِنَا أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (إِنَّ مِنَ الْعِلْمِ كَهَيْئَةِ الْمَكْنُونِ، لا يَعْرِفُهُ إِلا الْعُلَمَاءُ بِاللَّهِ، فَإِذَا نَطَقُوا بِهِ لَمْ يُنْكِرْهُ إِلا أَهْلُ الْغِرَّةِ بِاللَّهِ), و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:-
وَأَكْشِفُ لِلأَحْبَابِ عَنْ عِلْمِيَ الَّذِي *** جَوَاهِرُهُ فِي كُلِّ صَدْرٍ كَمِينَةِ (146 ق 1)
فِي قُلُوبِ أَحبَّتِي: أي أن أسرار علمه محفوظة في فِي قُلُوبِ أَحبَّتِه, و أَحبَّة جمع حِبّ و الحِبُّ هو الذي يُحِب و يًحَب, محب و محبوب, أي: أبناء الطريقة, قال تعالي: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ) 49 العنكبوت





القصيدة الأولي (التائية):
==================
8 ق 1:
سَقَيْتُ مُرِيدِي مِنْ شَرَابٍ مُعَتَّقٍ *** وَكَفِّيَ كَأْسٌ وَالْخَفَاءُ مَزِيَّتِي

المعني:
سَقَيْتُ مُرِيدِي: سَقَيْتُ: سَقَيْتُه إذا ناولته الشراب فشرِب, أنا السّاقي, مُرِيدِي: المُريد الطالب و القاصد و التابع, و منه مريد و مراد, و مريد الشيخ تابعه و السائر علي إرادته, الآية: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) 31 آل عمران
مِنْ شَرَابٍ مُعَتَّقٍ: مِنْ: حرف ابتداء لغاية مكانية, شَرَابٍ مُعَتَّقٍ: مُعَتَّقٍ من عَتُقَ عِتْقاً وعَتاقَةً أَي قَدُم وصار عَتيقاً، و العَتيقُ: القديم من كل شيء, وفي التنزيل: (ولْيَطَّوَّفوا بالبيت العَتيقِ), و الشراب المعتق القديم أفضل الشراب, و هو يشير إلي قِدَم القصائد, فهي موجودة من قبل الزمن, قال رضي الله عنه:
هَذَا كَلاَمِي قَدِيٌم يَسْبِقُ الزَّمَنَ *** فَلاَ تَخُوضُوا بِحَاراً أَهْلَكَتْ سُفُنَا (1 ق 35)
وَكَفِّيَ كَأْسٌ: وَكَفِّيَ: اليد, تستعمل للعطاء و الكرَم, كَأْسٌ: الكأس, الإناء الذي يُشرب به, و أصلها في الاصطلاح الصوفي الرّوح, وَكَفِّيَ كَأْسٌ: ما يضعه الشيخ من كرمه في روح المريد, وقاية له من شدّة التجلّي, بيّن ذلك بقوله رضي الله عنه:
وَكَفِّيَ كَفُّ الْبَأْسِ عَنْ كُلِّ شَارِبٍ *** لأَنَّ مُرِيدِي تَحْتَ سَيْفِ حِمَايَتِي (116 ق 1)
و قال رضي الله عنه:
مِنْهَا سَقَيْتُكَ وَالسّقَايَةُ كَفُّنَا *** عِنْدَ الْمَقَامِ وَسِرُّهَا يَسْرِي بِي (8 ق 38)
وَالْخَفَاءُ مَزِيَّتِي: الخَفَاءُ: عدم الظهور, أي: لا يُدرك, مَزِيَّتِي: خاصيةٌ خُصّ بها رضي الله عنه, قال رضي الله عنه في (13-15 ق 35):
شَرَابُ قَوْمِي عَظِيمٌ جَلَّ صَانِعُهُ *** وَفِي كُؤُوسِ الْخَفَا نَسْقِي أَحِبَّتَنَا
مُعَتَّقٌ مِنْ قَدِيمِ الْوَصْلِ مُتَّصِلٌ *** أَكُفُّهُ فِي سَخَاءٍ مِنْ حِمَايَتِنَا
فَلِلْتَجَلى شَرَابٌ غَيْرُ مُحْتَمَلٍ *** وَكَفُّ بَأْسِ التَّجَلِي تِلْكَ صَنْعَتُنَا





القصيدة الأولي (التائية):
==================
9 ق 1:
وَبَعْضُ شَرَابِي أَغْرَقَ الكُلَّ فِي الْهَوَى *** وَمَنْهَجِيَ الْقُرْآنُ وَاللَّهُ وَجْهَتِي

المعني:
وَبَعْضُ شَرَابِي: الواو استئنافية, بَعْضُ: جزء من الكُلّ, شَرَابِي: الشَّرَاب: ما يُشرب, و هو إشارة لعلوم الحقائق, يعني شراب الوصل
أَغْرَقَ: غرق في الأمر: أحاط به الأمر أو الشيء وغمره وغلبه, و عند السادة الصوفية: الغرق، مقام استغراق من تحقق بالحب، فغرق في لجة بحر القرب، فغاب عن إحساسه بالروح والنفس واللب, و أَغْرَقَ جعله يغرق
الكُلَّ: كُلّ حرف لاستيعاب أفراد العدد, أي: كلّ أهل الله السالكين و الواصلين
فِي الْهَوَى: الهوي: هو الحبّ مع فراغ القلب من الغير, لأن الهوي يشتق من مادة الهواء و هو الفراغ, شراب الوصل يملأ القلب بالمحبّة حتي تفيض
تلاحظ: قوة المعني و البلاغة اللغويّة في عبارة: (بعض) شرابي أغرق (الكٌلّ).
وَمَنْهَجِيَ الْقُرْآنُ: منهجي: طريقٌ نَهْجٌ: بَيِّنٌ واضِحٌ، وهو النَّهْجُ؛ ومَنْهَجُ الطريقِ: وضَحُه, والمِنهاجُ كالمَنْهَجِ. وفي التنزيل: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً (48 المائدة. وَمَنْهَجِيَ الْقُرْآنُ: أي: القرآن طريقتي, قال رضي الله عنه:
فلاَ جَدَلٌ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَضِدِّهِ *** فإِنِّيَ صَرْحٌ وَالْقُرْآنُ يُشيدُنِي (12 ق 36)
والله وجهتي: الوِجهة: القصد و القبلة, قال تعالي: (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) 148 البقرة, كناية عن المشاهدة الإلهية





القصيدة الأولي (التائية):
==================
10 ق 1:
فَمَا فَازَ فِي الأَكوَانِ إِلاَّ مُسَالِمِي *** وَمَا خَابَ إِلاَّ مَنْ أَرَادَ عَدَاوَتِي

المعني:
فَمَا فَازَ: فَمَا: الفاء استئنافية, مَا: نافية, فَازَ: الفوز هو النجاة, قال تعالي: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) 52 النور
فِي الأَكوَانِ: الأكوان الخمس (الملك-الملكوت-الجبروت-اللاهوت-الهاهوت)
إِلاَّ مُسَالِمِي: إِلاَّ للاستثناء, مُسَالِمِي: المُسَالِمُ من يكُفّ أذاه عن الآخرين, و في الحديث: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده"
وَمَا خَابَ: خابَ يَخِيبُ خَيْبَةً: حُرِم، ولم يَنَلْ ما طَلَب, والخَيْبَة الحِرْمانُ والخُسْران
إِلاَّ مَنْ أَرَادَ عَدَاوَتِي: إلاّ الاستثناء لحصر الخيبة علي صنف معين, مَنْ أَرَادَ: مَنْ اختار, عَدَاوَتِي: العَداوة الكُره و الخصام, الآية: (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ) 98 البقرة, و قد قيل في الأدب مع الشيخ المربّي:
وكن محب محبيه وناصره *** والزم عداوة من أضحى يعاديه





القصيدة الأولي (التائية):
==================
11 ق 1:
فَهَا أَنَا ذَا أَرْعَى الضَّعِيفَ وَأَسْتَقِي *** مِنَ الْمُصْطَفَى جَدِّي يَنَابِيعَ حِكْمَتِي

المعني:
فَهَا: الفاء للاستئناف, ها: إسم إشارة للقريب و ألفها عند أهل الحقائق يعني السمو و العلو, و لذا قيل في انتقال العارف:
رجع التُرب إلي التُرب فها *** و سري النورُ إلي النّور فهي
أَنَا ذَا: أَنَا الظاهر بذاتي, ذا إشارة إلي الأقرب
أَرْعَى الضَّعِيفَ: أَرْعَى: الراعِي يَرْعى الماشيةَ أَي يَحوطُها ويحفظُها, الضَّعِيفَ الذي في بداية السير
وَأَسْتَقِي مِنَ الْمُصْطَفَى جَدِّي: وَأَسْتَقِي و أَسْتَسْقي: أطلبُ السِقاية, أي: الشُرب, الآية: (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ) 60 البقرة, مِنَ: حرف ابتداء لغاية مكانية, الْمُصْطَفَى: صلي الله عليه و سلم, اصطفاه علي جميع خلقه, أي: ألآخذه صفيّاً, أودعه سرّه و اأتمنه, جَدِّي: إشارة إلي الوراثة المحمدية, إذا الجَدّ يورث
يَنَابِيعَ حِكْمَتِي: يَنَابِيعَ: النبعُ هو مصدر الماء أو العين التي ينبع منها الماء, يَنَابِيعَ مصادر, حِكْمَتِي: الحَكمة هي ما أوتي المرء من زيادة العلم, و هي: شراب الوصل





القصيدة الأولي (التائية):
==================
12 ق 1:
وَهَا أَنَا ذَا أَشْفِي السَّقِيمَ مِنَ الضَّنَى *** وَأَجْبُرُ مَكْسُورَ الْقُلُوبِ بِنَظْرَتِي

المعني:
وَهَا أَنَا ذَا: وَهَا: الواو واو العطف, ها: إسم إشارة للقريب و ألفها عند أهل الحقائق يعني السمو و العلو, أَنَا ذَا: أَنَا الظاهر بذاتي, وَهَا أَنَا ذَا: أي: أنني موجود
أَشْفِي السَّقِيمَ: أَشْفِي: أزيل المرض, السَّقِيمَ: المرض, أي: مرض النفوس
مِنَ الضَّنَى: الضَّنَى: التّعب, ما تلقيه الأنفس علي صاحبها من فقد و عناء, قال سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه, في وصف أهل الجِد في الله:
أبْدَانُهُم أَتْعَبَتْ فِي اللهِ أَنْفُسَهُمْ *** وَأَنْفُسٌ أَتْعَبَتْ فِي اللهِ أَبْدَانَا
وَأَجْبُرُ: الجبر بمعني ردّ ما فقد و تعويضه, و منه جبر الكسر
مَكْسُورَ الْقُلُوبِ: الْقُلُوبِ الضعيفة التي كُسرت عن بلوغ غايتها, من الأنس بذكر الله
بِنَظْرَتِي: الباء للوسيلة أو الواسطة, أي: بواسطة نَظْرَتِي: النّظرة هي عناية الشيخ بعين الأبّ الرحيم المربي, وكان سيدى أبو الحسن الشاذلى رضي الله عنه يقول: "إن السلحفاة تربى أولادها بالنظر وكل من توارى عليها من أولادها هلك، ونحن أولى بذلك من السلحفاة", و النظرة من الشيخ تكمّل المريد, و تصل به إلي ما لا يصل إليه إلا بالجهد الكبير





القصيدة الأولي (التائية):
==================
13 ق 1:
وَأَفْطُمُ مِنْكُمْ مَنْ أَتَمَّ رِضَاعَةً *** وَأُورِثُ سِرِّيَ لِلَّذِي فِيهِ صِبْغَتِي

المعني:
وَأَفْطُمُ مِنْكُمْ: الفطم القطع و الفصل, وفَطَمَ الصبيِّ يَفْطِمه فَطْماً: فصَلَه من الرّضاع, و الرّضاع هو ذكر اللسان, و الفطم: الانتقال من ذكر اللسان لذكر القلب, قال سيدي فخر الدين في وصف من خدع نفسه و هو يدعي المشيخة:
وَلإِنْ رَأَيْتُمْ فِتْنَةً فَلْتُطْفِئُوا *** فَالْغِرُّ كَهْلٌ مَاتَ دُونَ فِطَامِ (56 ق 15)
مَنْ أَتَمَّ رِضَاعَةً: مَنْ أَتَمَّ: الذي أكمل,أي: من أبناء الطريقة, الرضاعة: ذكر اللسان, لأنه حينما يتوقف عن الذكر تأتي الغفلة, فلا غذاء للروح بالغفلة, الآية: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) 233 البقرة
وَأُورِثُ سِرِّيَ:أي وَأُورِثُ باطني الخفّي, قال تعالي: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) 16 النمل
لِلَّذِي فِيهِ صِبْغَتِي: لِلَّذِي فِيهِ صِبْغَتِي: الصِّبْغةُ: ما يُصْبَغُ به وتُلَوَّنُ به الثياب، و الصِّبْغةُ هي الدّين شرعة و منهاجاً, و الخُلُق, قال تعالي: (صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ) 138 البقرة, اِلَّذِي: من أبناء الطريقة, فِيهِ صِبْغَتِي: المتلبس بالشيخ, متخلّق بأخلاقه, و فيه صفاته, قيل:
لَبِسُونَا أَو لَبِسْنَاهُم فَمَنْ *** هُوَ مِنّا اللَابِسُ المُشْتَمِلً





القصيدة الأولي (التائية):
==================
14 ق 1:
لَقِيتُ مِنَ الْمَوْلَى رِضَاهُ وَقُرْبَهُ *** نَشَرْتُ عَلَيْكُمْ بُرْدَتِي وَعَبَاءَتِي

المعني:
لَقِيتُ مِنَ الْمَوْلَى: لَقِيتُ مِنَ: حصلت علي الشئ منه, الْمَوْلَى: الربّ جلّ وعلا رِضَاهُ: حضرة الرضوان أعلي مراتب الوصول (الشهود)
وَقُرْبَهُ: حضرة التقريب (المشاهدة)
نَشَرْتُ عَلَيْكُمْ: بسطتُ عليكم, أظللتكم
بُرْدَتِي: البُرْدَة كساء يلتحف به، الخِلعة, الوقاية, و من ذلك قصة البُردة التي أعطاها رسول الله صلي الله عليه و سلم للشاعر كعب بن زهير إيذانا بالأمان له
وَعَبَاءَتِي: العَباءُ أو العَبايةُ ضَرْبٌ من الأَكْسِيَة واسِعٌ فيه خُطوطٌ سُودٌ كِبارٌ، كناية عن الشرف, النسبة له, كما جاء في قصة الكساء, عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرأ), قال رضي الله عنه:
لِيَنْسِبْ كُلُّ مَنْ يَبْلُغْهُ قَوْلِي *** إِلَى إِخْوَانِهِ شَرَفَ انْتِسَابِي 17 ق 74)





القصيدة الأولي (التائية):
==================
15 ق 1:
وَإِنِّي وَأَيْمُ اللَّهِ مَا غِبْتُ عَنْكُمُ *** وَعَارِيَتِي رُدَّتْ لِرَبِّ الْبَرِيَّةِ

المعني:
وَإِنِّي: إنّي الباطن الظاهر في الأنا
وَأَيْمُ اللَّهِ: أَيْمُ اللهِ : هَمْزَتُهُ هَمْزَةُ وَصْلٍ يُسْتَعْمَلُ لِلْقَسَمِ ، وَأصْلُهُ أيْمُنُ اللهِ من الأَيمان و هو القسم, الفرق بينها و بين تَاللّهِ أن القسم ب"تالله" يكون للعظيم (و تالله ما رمتً المديح, يخاطب حضرة النبي صلي الله عليه و سلم).
مَا غِبْتُ عَنْكُمُ: كان من أسباب نزول القصائد تثبيت الإخوان و تعرفيهم بمكانة الشيخ و خليفته, يؤكد بالقسم أنه ما غاب. مَا غِبْتُ عَنْكُمُ, أي: حاضرٌ بينكم
وَعَارِيَتِي: من أعار و استعار طلب الشئ يرده لصاحبه في أجل, يُشار بها للرّوح
رُدَّتْ لِرَبِّ الْبَرِيَّةِ: الإسم الرّب القائم علي أحوال العباد في الحياة الدنيا (بالتربية), الْبَرِيَّةِ: الخلق, كما برأها (كوّن صورتها) تُرد إليه مع انقضاء الأجل, قال رضي الله عنه:
إِذَا نَحَرُوا الأَنْعَام أَدْفَعُ بِالَّتِي *** تُرَدُّ إِلَى اللَّهِ الَّذِي فِيهِ كَانَتِ (370 ق 1)





القصيدة الأولي (التائية):
==================
16 ق 1:
وَإِنِّي فِيكُمْ فَاشْهَدُونِي وَعَاينُوا *** جَمَالِيَ مَوْصُولٌ وَسِرِّي بِصُحْبَتِي

المعني:
وَإِنِّي: إنّي الباطن الظاهر في الأنا
فِيكُمْ: الآية: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) 21 الذاريات,
فَاشْهَدُونِي: الفاء استئنافيّة, أشهدونى من الشهادة بالعين
وَعَاينُوا: شهادة, ابصروا
جَمَالِيَ مَوْصُولٌ: جَمَالِيَ الطريقة جمال (و ما يوسفيّ غيرها لجمالها) و الطريقة و سيدي فخر الدين شئ واحد (فصرنا مزاجاً واحداً في الحقيقة). موصول: لا ينقطع (عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ)
وَسِرِّي بِصُحْبَتِي: وَسِرِّي: باطن أمري, و نيلُ سرّي يكون بصبحتي برفقتي, و الياء تفيد تنزّل الأمر للخليفة الوارث, أي بصحبة خليفتي





القصيدة الأولي (التائية):
==================
17 ق 1:
رَوَيْتُ عَنِ الْمَحْبُوبِ مَا قَدْ رَأَيْتُه *** وَسِرُّ أَبِي الْعَيْنَيْنِ مَتْنُ رِوَايَتِي

المعني:
رَوَيْتُ: من الريّ و هو السقاية. و منه رواية علم الحقائق الذي تسقي منه الأرواح أي نقلته عن المحبوب, أي: قصصت و حكيت
عَنِ الْمَحْبُوبِ: المصطفي صلي الله عليه و سلم المعرف بالألف و اللام أحبه الله و أحبه المؤمنون و كل من في الكون
مَا قَدْ رَأَيْتُه: ما) لشمول ما يعني, (قد) للتأكيد لدخولها علي فعل ماض), رَأَيْتُه: شاهدته, رأي عين و ليس سماعاً, فبذلك نال رضي الله عنه فضل صحبته صلي الله عليه و سلم, رَوَيْتُ: شراب الوصل, منحة من المصطفي صلي الله عليه و سلم
وَسِرُّ أَبِي الْعَيْنَيْنِ: الواو واو عطف, سِرُّ: السِرُّ: باطن الأمر, أَبِي الْعَيْنَيْنِ: سيدي ابراهيم الدسوقي, يكره بكُنيته, تعظيماً
مَتْنُ رِوَايَتِي: المتن الظهر و ما يقوم عليه الشئ فكان كل ما أرويه يقوم علي سر أبي العينين رضي الله عنه





القصيدة الأولي (التائية):
==================
18 ق 1:
أَلاَ فَخُذُوا عَنِّي الآحَادَ مُعَنْعَناً *** أَصَحُّ رِوَايَاتِ الْحَدِيثِ رِوَايَتِي

المعني:
أَلاَ: حرف استفتاح وتنبيه! لشدّ الانتباه لكلام مهم
فَخُذُوا عَنِّي: فاء الاستئناف, خُذُوا عَنِّي: تلقي مباشر, قال صلي الله عليه و سلم لسيدنا عبد الله بن عمر: (انظر ممن تأخذ).
عَنِّي: أروي عن النبي صلي الله عليه و سلم
الآحَادَ: الأحاديث التي لا يوجد فيها شروط التواتر, جاءت عن طريق واحد من الصحابة, والتواتر عند الفقهاء والمحدثين والأصولين هو : رواية جمع عن جمع يستحيل تواطؤهم, ويكون مستندهم الحس من مشاهدة أو سماع, والمقصود أن يكون رواة الحديث، فى كل طبقة قد بلغوا عدداً لا يعقل معه إتفاقهم على الكذب
أحاديث الآحــــــاد: هى الأحاديث التى رواها واحــد عن واحـــد, وهى – عندهم - تفيد الظن ولا تفيد اليقين
مُعَنْعَناً: اعتماد رواية حديث الآحاد عنّي و قد نبّه رضي الله عنه في درسوه لاعتماد الأحاديث التي يرويها الأولياء, لاتصالهم المباشر مع حضرة النبي صلي الله عليه و سلم
أَصَحُّ رِوَايَاتِ الْحَدِيثِ رِوَايَتِي: أَصَحُّ رِوَايَاتِ: مع اختلاف الروايات و الرواة, تجد أصح, رِوَايَاتِ الْحَدِيثِ, المنقول عن النبي صلي الله عليه و سلم, رِوَايَتِي: ما أرويه, و مثال ذلك: اعتماده و عدد من الأولياء, أحاديث سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه, في أسبقية نور النبي صلي الله عليه و سلم, و رؤية المولي عزّ و جل, و مثال ذلك: حديث: "كُنت نبيّاً و آدمٌ بين الماء و الطين" و"كُنت نبيّاً و آدمٌ لا ماء و لا طين"





القصيدة الأولي (التائية:
=================
19 ق 1:
حَرَامٌ عَلَى قَوْمٍ أَكُونُ إِمَامَهُمْ *** وِلاَيَةُ قَوْمٍ جَاحِدينَ لِنِعْمَتِي

المعني:
حَرَامٌ عَلَى: حَرَامٌ عَلَى: ضد حلال, و عمل فيه معصية, الآية: (وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ) 95 الأنبياء, فالمعنى حَرامٌ على قرية أَهلكناها أَن يُتَقَبَّل منهم عَمَلٌ، أي أن القوم الذين أكون إمامهم حرامٌ عليهم (عمل غير مقبول منهم), و فيه تعدي علي الحُرمات. و من حديث مسلم: إن الحلال بين وإن الحرام بين (ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه)
قَوْمٍ أَكُونُ إِمَامَهُمْ: قَوْمٍ: القوم من يجمعهم شأن واحد كثروا أو قلّوا, أهل الطريقة قوم الشيخ, أَكُونُ إِمَامَهُمْ: أَكُونُ قدوتهم و من يؤمهم و يتبعون
وِلاَيَةُ قَوْمٍ جَاحِدينَ لِنِعْمَتِي: وِلاَيَةُ: الوِلاَيةُ: إتخاذهم قَرابة و موالاتهم, قَوْمٍ: القَوْمُ (كما جاء), الجماعةُ من النَّاس تجمعهم جامعة يقومون لها (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ) (لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ), جَاحِدينَ لِنِعْمَتِي: الجُحودُ الإِنكار مع العلم, منكري نعمتي: أعطيتهم الإرشاد و الإرفاد, ثم أنكروا ذلك, أي: يحرم علي أبناء الطريقة الموصولين بالشيخ أن يوالوا المنكرين نعمة هدايته و المنكرين القصائد, قال رضي الله عنه:
فَكَيْفَ يُوَالِي الْخِلُّ خَالٍ مِنَ الْهَوَى *** وَكَيْفَ يُوَاسِي الآيِسِينَ بِغضْبتِي (131 ق 1)







القصيدة الأولي (التائية:
=================
20 ق 1:
وَيَعْرِفُ عَنِّي مَنْ هَدَى اللَّهُ قَلْبَهُ *** وَيَعْزُفُ عَنْ حُبِّي طَرِيدُ الْهِدَايَةِ

المعني:
وَيَعْرِفُ عَنِّي: يتلقي المعرفة بسندي, يدخل جنّة المعرفة, قال تعالي: (سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) 5,6 محمد
مَنْ هَدَى اللَّهُ قَلْبَهُ: مَنْ: الذي, هَدَى اللَّهُ قَلْبَهُ: مكّن قلبه من الهُدى: الرشادُ والدلالةُ إلي الله
وَيَعْزُفُ عَنْ حُبِّي: وَيَعْزُفُ عَنْ: عزِف عن الشئ تركه و انصرف عنه, حُبِّي: أن يحبّني و يحب من أحبّ, في الحديث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللَّهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي", حَبّ الشيخ هو حُبُّ آل بيته و حُبُّ النبي صلي الله عليه و سلّم و آل البيت أجمعين و هو حُبّ الله, لا تفرّق بينهم
طَرِيدُ الْهِدَايَةِ: الطَّرْدُ: الإِبْعَادُ، أي: المطرود من الهداية, الضّال, الآية: (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا) 17 الكهف, بعُد عن ولاية الشيخ و إرشاده
بلاغة:
أولاً أريد أن ألفت إلي الجناس البديع في البيت بين كلمتي الاستهلال في كل شطر: (يَعْرِفُ) و (يَعْزُفُ) و يسمي هذا النوع من الجناس بالجناس التصحيفي حيث تتشابه الكلمتان مع التغيير في أحد الحروف بنقطة (ر) و (ز).





القصيدة الأولي (التائية:
=================
21 ق 1:
سَلاَمٌ عَلَى قَوْمٍ بِنَا قَدْ تَوَاصَلوُا *** فَحَبْلِيَ مَوْصُولٌ وَجَدِّيَ قُدْوَتِي

المعني:
سَلاَمٌ: السّلام هو النجاة من الشر و الأذي, الآية: (سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) 59 يس, (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) 5 القدر و آيات السلام عديدة في القرآن الكريم, سلامٌ من اسمه تعالي: السّلام, و قال رضي الله عنه:
وَإِنْ شِئْتُمْ فَحُكْمٌ غَيْرُ حُكْمِي *** وَإِنْ شِئْتُمْ دَخَلْتُم فِي سَلاَمِي (9 ق 49)
عَلَى قَوْمٍ بِنَا قَدْ تَوَاصَلوُا: عَلَى قَوْمٍ: القوم من جمعهم شأن واحدٌ, بِنَا قَدْ تَوَاصَلوُا: و هنا هو التواصل بمشائخ الطريقة مع الخليفة الوارث رضي الله عنه, و التواصل يفيد الاستمرارية و المحبّة و الإفادة من بعضهم البعض في تربية الشيخ و علومه.
فَحَبْلِيَ مَوْصُولٌ: الوراثة في خلفائه و أهل بيته, الحبل كناية عن الصلة لقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي تَارِكٌ فِيْكُمُ الثَّقَلَيْنِ، كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ, وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ", مَوْصُولٌ: به صلي الله عليه و سلم
وَجَدِّيَ قُدْوَتِي: وَجَدِّيَ: يكني بها عن الوراثة المحمدية, لأن شأن الجّد أن يورث, قُدْوَتِي: مثالي الذي أتبعه, الآية: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) 21 الأحزاب. قال صلي الله عليه و سلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) إقتداء من رأي بعينه أفعال الحبيب صلي الله عليه و سلم شريعةً و حقيقةً





القصيدة الأولي (التائية:
=================
22 ق 1:
هَنِيئاً لِمَنْ أَمَّ الْحِمَى وَبِيَ احْتَمَى *** هَنِيئاً لَمَنْ يُسْقَى بِرَاحِ طَرِيقَتِي

المعني:
هَنِيئاً: الهَنِيءُ والـمَهْنَأُ: ما أَتاكَ بلا مَشَقَّةٍ، اسم كالـمَشْتَى.وقد هَنِئَ الطَّعامُ وهَنُؤَ يَهْنَأُ هَنَاءة: صار هَنِيئاً، مثل فَقِهَ وفَقُهَ. وهَنِئْتُ الطَّعامَ أَي تَهَنَّأْتُ به. وطَعامٌ هَنِيءٌ: سائغ، وما كان هَنِيئاً. قال تعالي: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) 19 الطّور, و منه التهنيئة و هذي التهنئة الأولي في هذا البيت
لِمَنْ أَمَّ: قصدَ
الْحِمَى: حَمَى أَهلَه في القِتال حِماية, حامي الحِمى يَحْمِي أهله, أَحْمَيْت المكان فهو مُحْمىً إذا جعلته حِمىً، و الحمى للراعي حيث يرعي غنمه طالما هي في الحمى و هو حيث يكون الأخوان و لذا وصّي علي عدم الابتعاد عن الأخوان و ردّ ذلك للكسل في الأوراد فالنشاط في الأوراد يربط المريد بروحانية الشيخ و الأخوان فلا يطيق البعد عنهم, و في الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"
وَبِيَ: الواو حرف عطف (مكان العطف من الشيخ) الباء: حرف جرّ و تفيد الاستعانة (أي استعان بي), الياء تفيد تنزّل الأمر في الخليفة الوارث
احْتَمَى: طلب الحماية
هَنِيئاً: المرة الثانية في البيت و السبب الهناء الأول هناء شهادة و الثاني هناء مشاهدة (بصر: بالجمع مع الأخوان و بصيرة: بالسير بالروح)
لَمَنْ يُسْقَى بِرَاحِ طَرِيقَتِي: لَمَنْ: للذي, يُسْقَى: يعطي الشراب فيشرب, الشراب بالروح, بِرَاحِ طَرِيقَتِي: الرّاح الخمر, كناية عن شراب المعاني, و يعني بِرَاحِ طَرِيقَتِي: شراب الوصل





القصيدة الأولي (التائية:
=================
23 ق 1:
هَنِيئاً لِمَنْ أَضْحَى صَرِيعاً بِحَيِّنَا *** فَدَائِيَ طِبٌّ بَلْ وَقَتْلِي إِغَاثَتِي

المعني:
هَنِيئاً: هَنِيئاً: الهَنِيءُ والـمَهْنَأ: ما أَتاكَ بلا مَشَقَّةٍ، اسم كالـمَشْتَى, وقد هَنِئَ الطَّعامُ وهَنُؤَ يَهْنَأُ هَنَاءة: صار هَنِيئاً، مثل فَقِهَ وفَقُهَ, وهَنِئْتُ الطَّعامَ أَي تَهَنَّأْتُ به, وطَعامٌ هَنِيءٌ: سائغ، وما كان هَنِيئاً. قال تعالي: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) 19 الطّور
لِمَنْ أَضْحَى: لِمَنْ: للذي, أَضْحَى: (جلوة) الضُحى حينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ فَيَصْفو ضَوْءُها
صَرِيعاً: (خلوة) الصَرْعُ: الطَّرْحُ بالأَرض، قال تعالي: (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) 7 الحاقّة, وفي الحديث: "مثَلُ المؤمِن كالخامةِ من الزَّرْعِ تَصْرَعُها الريحُ مرة وتَعْدِلُها أُخْرى", أَي تُمِيلُها وتَرْمِيها من جانب إِلى جانب, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَإِنْ لَقِيَتْ ظَمْأَى سَقَتْهُمْ بِرِيَّها *** عَطِيَّتَهَا مِنْ رَشْفَةٍ يَرْشِفُونَهَا (26 ق 32)
يعني من تخلي عن ذاته صار قابلاً للتجلي ( الشيخ يجلو بخلوته), يتخلي عن ذاته و ينصبغ بصبغة الشيخ
بِحَيِّنَا: الحيّ هو مكان الوصل, سار حتي وصل
فَدَائِيَ طِبٌّ: فَدَائِيَ: الفاء سببية, دَائِيَ: الدّاء المرض, داء الحّب, قال رضي الله عنه:
أَلاَ إِنَّ دَاءَ الْحُبِّ للِصَبِّ عِلَّةٌ *** وَلَكِنَّهَا تَشْفِي عُضَالَ الأَعِلَّةِ (136 ق 1)
بَلْ: أداة إضراب, أي: الانتقال لمعني أدقّ و أخطر
وَقَتْلِي إِغَاثَتِي: الواو للعطف, قَتْلِي: قتلي لأنفس المريد, إِغَاثَتِي: إِغَاثَتِي له – عون له – ليترقي في مراتب السير, قال رضي الله عنه:
وَأَقْتُلُ بِاسْمِ اللَّهِ فِي الصَّبِّ نَفْسَهُ *** فَيَحْيَا حَيَاةَ الصَّالِحينَ بِقَتْلَتِي (137 ق 1)






القصيدة الأولي (التائية):
==================
24 ق 1:
فَذَاتِيَ شَمْسٌ لَوْ تَجَلَّتْ لأَحْرَقَتْ *** وَلكِنْ بِفَضْلِ اللَّهِ أضْحَتْ مُضِيئَتِي

المعني:
فَذَاتِيَ: فاء الاستئناف – ذَاتِيَ الذّات هي صرافة الشئ و محضيّته من غير إضافة متعلق به من صفاتٍ و أسماء و يسمي الكُنه أو الجوهر أو الحقيقة. و لكل كائن ذات. و الذّات العليّة للمولي سبحانه و تعالي لا تُدرك. ذاتي ال (أنا) الخاصة بالشيخ
شَمْسٌ: الشمسُ هي الحقيقة الكونية الساري نورها في سائر الأكوان. أي أن ذاتي ممدة للحقائق
لَوْ تَجَلَّتْ: لو حرف امتناع لوجوب (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ ... ) 109 الكهف, تَجَلَّتْ: ظهرت علي حقيقتها
لأَحْرَقَتْ: اللام للتأكيد, أَحْرَقَتْ: الحرق شأنه أن يفني, أي لا يتحمل تجلّيها أحد, يفني
وَلكِنْ: للاستدراك
بِفَضْلِ اللَّهِ: بواسطة فضل الله و فضل الله هو سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلّم, قال تعالي: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) 58 يونس
أضْحَتْ: الضُحى أول النهار و شروق الشمس من غير وهجها الحارق.
مُضِيئَتِي: مضيئة تهب الضياء (الهداية) الإضافة بالياء إشارة لتنزّل الأمر للخليفة الوارث, مُضِيئَتِي: أي: تهب ضوئي, هُداي





القصيدة الأولي (التائية):
==================
25 ق 1:
وَأَرْضَعْتُ أبْنَائِي هَوَى آلِ أَحْمَدٍ *** فَأَوْرَثَهُمْ طَهَ الصَّفَاءَ وَرَحْمَتِي

المعني:
وَأَرْضَعْتُ أبْنَائِي: رِضاعة الأمّ لطفلها أن تعطيه خلاصة ما لديها من الغذاء النافع, و ما يصحب ذلك من الحنوّ و الرحمة, أبنائي: آل عهدي, أبناء طريقتي. و خلاصة الغذاء النافع هنا هي هوي آل أحمدٍ, أي: محبّتهم, و يعني أن هوي آل أحمدٍ هو خلاصة الدين
هَوَى آلِ أَحْمَدٍ: الهوى ميول القلب و وقوعه في الحب, الآية: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ....) 37 إبراهيم, آلِ أَحْمَدٍ: الآل هم العصبة الأقربون (أهل العباء و من تناسل منهم) و قال آل أحمد يشير إلي حال تنزّلهم معه في الحقائق من حضرة غيب الأحديّة إلي الحضرة الأحمدية المشار إليها بالدّرة البيضاء
فَأَوْرَثَهُمْ طَهَ: فَأَوْرَثَهُمْ فاء الاستئناف أَوْرَثَهُمْ: تقول: أورثه الشيءَ أبوه، طَهَ اسم النبي صلي الله عليه و سلّم الجامع للحقائق, و يعني: طلسم السرّ المُتدلّي, قال تعالي: (طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) 1-2 طه, وحسابه (ط 9 + ه 5 = 14) و هو عدد الحروف النوارانية الأربعة عشر المكون منها طلاسم (أوائل السور) من القرآن, جمعها سيدنا الإمام علي رضي الله عنه في عبارة (من قطعك صله سحيرا). فيكون الميراث من جميع الحقائق المحمديّة.
الصَّفَاءَ: صفاء الباطن فلا يعتريه ما يشوّش شهود الحقّ, والصَّفاءُ مَصْدَرُ الشيءِ الصافي, صَفَا الجَوُّ: لم تكن فيه لُطْخَةُ غَيْمٍ, و الصَّفَاءُ مُصافاة المَوَدَّةِ والإخاءِ, و الصفاء أصله المصطفي صلي الله عليه و سلّم. قال الشيخ:-
هُوَ مِنْ صَفَاءِ الْكُنْهِ أَعْظَمُ آيَةٍ *** هُوَ صَفْوَةٌ وَالْكَوْنُ بَعْضُ صَفَاهُ (16 ق 19)
وَرَحْمَتِي: الواو واو العطف, رَحْمَتِي: أي رحمتي التي أورثنيها حضرة النبي صلي الله عليه و سلّم, من الرحمة الرحيمية الامتنانية الصرفة الواردة في قوله تعالي: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) 128 التّوبة, و الياء إشارة لتنزل الأمر للخليفة الوارث, تواتر عن سيدي فخر الدين و سيدي الشيخ إبراهيم و سيدي الشيخ محمد رضي الله عنهم قولهم علي قدم الحبيب صلي الله عليه و سلّم (إنّي لأتألمُ لأحدِكمُ الشَوكةَ يُشاكُها). و الإجمال في الرحمة هنا هو ما يتجلي من تلك الوراثة المحمدية الصرفة من تراحمٍ بين الإخوان في الطريقة. قال رضي الله عنه:-
فَالرَّحْمَةُ الرَّحْمَاءُ يَا مَنْ يَعْلَمُوا *** أَنَّ الْخَبَايَا هُنَّ لِي أَوْ هِنَّ لِي (13 ق 38)
أَيْنَ التَّراحُمُ يَا بَنِيَّ فَإِنَّهُ *** عَذْبٌ صَفِيٌّ مِنْ شَرَابِ الْكُمَّلِ (14 ق 38)
و قال رضي الله عنه:
كَنْزِيَّةٌ أَسْرَارُهُ بِقُلُوبِنَا *** فَالْحُبُّ كَنْزٌ وَالصَّفَا مِفْتَاحُ (10 ق 25)





القصيدة الأولي (التائية):
==================
26 ق 1:
حَفظْتُ عُلُومِي فِيكُمُ وَمَهَابَتِي *** وَجَهْرِيَ فِيكُمْ بَلْ وَفيكُمْ سَرِيرَتِي

المعني:
حَفظْتُ: حفظتُ بصيغة الماضي بتاء المتكلم تعبّر دائماً عن أفعال أمضاها هو بنفسه رضي الله عنه و نفذَت, مثل: قضيتُ, تركتُ, أجبتُ, رأيتُ, قتلتُ .... الخ. و منها أنّه أودَعَ علومه في قلوب أحبّته, و حفظ الشئ إذا حرسه, حَفظْتُ فِيكُمُ, عُلُومِي, و من المعلوم عن سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه, حين سئل لِمَ لَم يؤلف كتباً, أنه قال: "بل قال كتبي أصحابي"
عُلُومِي: عُلُومِ جمع عِلم و هو إدراك حقائق وجه معيّنٍ من المعرفة, و مما ورد في القرآن الكريم: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) و (وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا) و (عَلَّمَ الْقُرْآَنَ) ,,,, وصف سيدي فخر الدين علومه في كل درجات المعرفة الإلهية في مواطن شتّي منها علي سبيل المثال:
وَإِنَّ عُلُومَ اللَّهِ فِي اللَّوْحِ كُلَّهَا *** أُطَالِعُهَا مِنْ قَابِ قَوْسِ الْحَظِيَرةِ (167 ق 1)
عَلِمْتُ وَلِي عِلْمٌ بِعِلْمِ مُعَلَّمِي *** أُمِدُّ وَتَلْقِينِي بِغَيْرِ إِمَاطَةِ (379 ق 1)
وَسِيقَ إِلَيْهِ الْعِلْمُ مِنْ كُلِّ طَارِقٍ *** وَجِيءَ بِهِ شَاهِدِي الأَوَّلِيَّةِ (416 ق 1)
إِنَي بِقُرْآنِ الْعُلُومِ لَعَالِمٌ *** أُنْبِيتُ عَن مَعْنَاهُ مِنْ كَلِمَاتِهِ (18 ق 9)
وَمِزَاجُ الْعُلُومِ مِنْ فَضْلِ رَبّى *** كَرَماً خَصَّنِيهِ وَهُوَ عَمِيمُ (26 ق 12)
جَلَّ مَنْ يُحْيِي عُلُوماً *** بَعْدَمَا بَلَغَتْ عِتِيَّا (1 ق 17)
عِلْمِيَ الْمَوْهُوبُ لَكِنْ *** لاَ أُلَقّيهِ شَقِيَّا (31 ق 17)
وَأَخَذْتُ مِنْ كُلِّ الرَّوَافِدِ عِلْمِهَا *** وَخِصَالَ أَبْنَاهَا وَتَمَّ الصَّاعُ (14 ق 23)
وَلَكِنْ هُنَّ مَخْصُوصَاتُ عِلْمِي *** وَذُو الإِحْسَانِ يَرْجُوهُنَّ جَاهَا (6 ق 29)
فَجَدِّيَ مَنْ وَرِثَ الْعُلُوَمَ جَمِيعَهَا *** وَلَمْ يَكُ مَقْطوعُ الْوَتِينِ يُرِيبُنِي (13 ق 36)
فِيكُمُ: بالتلّقي و الإلهام, يقول تعالي: (بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) 48 العنكبوت. و يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
حُسْنُ التَّلَقِّي مِنْ سِمَاتِ أَحِبَّتِي *** وَالْجَوْهَرُ الْمَكْنُونُ فِي إِلْهَامِي (23 ق 15)
و يقول رضي الله عنه:
وَأُودِعَتْ فِي صُدُورٍ لِى خَزَائِنُهَا *** مَكَامِنُ أَهْلُهَا سَارُوا عَلى قَدَمِي (8 ق 40)
وَمَهَابَتِي: جلالي و قوتي
وَجَهْرِيَ فِيكُمْ: الواو للعطف, جَهْرِيَ: تجلّي ظاهر (جلوة), بَلْ: للإضراب, وَفيكُمْ سَرِيرَتِي: باطني (خلوة), الآية: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) 21 الأحزاب, التلبس بحال الشيخ ظاهراً و باطناً. و في ذلك قيل:
لَبِسُونا أو لَبِسنَاهُم فَمن *** هُوَ منّا اللابسُ المُشتمِلُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى 15781612
ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى Icon_minitime 2020-09-08, 3:49 pm
القصيدة الأولي (التائية):
==================
14 ق 1:
لَقِيتُ مِنَ الْمَوْلَى رِضَاهُ وَقُرْبَهُ *** نَشَرْتُ عَلَيْكُمْ بُرْدَتِي وَعَبَاءَتِي

المعني:
لَقِيتُ مِنَ الْمَوْلَى: لَقِيتُ مِنَ: حصلت علي الشئ منه, الْمَوْلَى: الربّ جلّ وعلا رِضَاهُ: حضرة الرضوان أعلي مراتب الوصول (الشهود)
وَقُرْبَهُ: حضرة التقريب (المشاهدة)
نَشَرْتُ عَلَيْكُمْ: بسطتُ عليكم, أظللتكم
بُرْدَتِي: البُرْدَة كساء يلتحف به، الخِلعة, الوقاية, و من ذلك قصة البُردة التي أعطاها رسول الله صلي الله عليه و سلم للشاعر كعب بن زهير إيذانا بالأمان له
وَعَبَاءَتِي: العَباءُ أو العَبايةُ ضَرْبٌ من الأَكْسِيَة واسِعٌ فيه خُطوطٌ سُودٌ كِبارٌ، كناية عن الشرف, النسبة له, كما جاء في قصة الكساء, عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرأ), قال رضي الله عنه:
لِيَنْسِبْ كُلُّ مَنْ يَبْلُغْهُ قَوْلِي *** إِلَى إِخْوَانِهِ شَرَفَ انْتِسَابِي 17 ق 74)





القصيدة الأولي (التائية):
==================
15 ق 1:
وَإِنِّي وَأَيْمُ اللَّهِ مَا غِبْتُ عَنْكُمُ *** وَعَارِيَتِي رُدَّتْ لِرَبِّ الْبَرِيَّةِ

المعني:
وَإِنِّي: إنّي الباطن الظاهر في الأنا
وَأَيْمُ اللَّهِ: أَيْمُ اللهِ : هَمْزَتُهُ هَمْزَةُ وَصْلٍ يُسْتَعْمَلُ لِلْقَسَمِ ، وَأصْلُهُ أيْمُنُ اللهِ من الأَيمان و هو القسم, الفرق بينها و بين تَاللّهِ أن القسم ب"تالله" يكون للعظيم (و تالله ما رمتً المديح, يخاطب حضرة النبي صلي الله عليه و سلم).
مَا غِبْتُ عَنْكُمُ: كان من أسباب نزول القصائد تثبيت الإخوان و تعرفيهم بمكانة الشيخ و خليفته, يؤكد بالقسم أنه ما غاب. مَا غِبْتُ عَنْكُمُ, أي: حاضرٌ بينكم
وَعَارِيَتِي: من أعار و استعار طلب الشئ يرده لصاحبه في أجل, يُشار بها للرّوح
رُدَّتْ لِرَبِّ الْبَرِيَّةِ: الإسم الرّب القائم علي أحوال العباد في الحياة الدنيا (بالتربية), الْبَرِيَّةِ: الخلق, كما برأها (كوّن صورتها) تُرد إليه مع انقضاء الأجل, قال رضي الله عنه:
إِذَا نَحَرُوا الأَنْعَام أَدْفَعُ بِالَّتِي *** تُرَدُّ إِلَى اللَّهِ الَّذِي فِيهِ كَانَتِ (370 ق 1)





القصيدة الأولي (التائية):
==================
16 ق 1:
وَإِنِّي فِيكُمْ فَاشْهَدُونِي وَعَاينُوا *** جَمَالِيَ مَوْصُولٌ وَسِرِّي بِصُحْبَتِي

المعني:
وَإِنِّي: إنّي الباطن الظاهر في الأنا
فِيكُمْ: الآية: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) 21 الذاريات,
فَاشْهَدُونِي: الفاء استئنافيّة, أشهدونى من الشهادة بالعين
وَعَاينُوا: شهادة, ابصروا
جَمَالِيَ مَوْصُولٌ: جَمَالِيَ الطريقة جمال (و ما يوسفيّ غيرها لجمالها) و الطريقة و سيدي فخر الدين شئ واحد (فصرنا مزاجاً واحداً في الحقيقة). موصول: لا ينقطع (عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ)
وَسِرِّي بِصُحْبَتِي: وَسِرِّي: باطن أمري, و نيلُ سرّي يكون بصبحتي برفقتي, و الياء تفيد تنزّل الأمر للخليفة الوارث, أي بصحبة خليفتي





القصيدة الأولي (التائية):
==================
17 ق 1:
رَوَيْتُ عَنِ الْمَحْبُوبِ مَا قَدْ رَأَيْتُه *** وَسِرُّ أَبِي الْعَيْنَيْنِ مَتْنُ رِوَايَتِي

المعني:
رَوَيْتُ: من الريّ و هو السقاية. و منه رواية علم الحقائق الذي تسقي منه الأرواح أي نقلته عن المحبوب, أي: قصصت و حكيت
عَنِ الْمَحْبُوبِ: المصطفي صلي الله عليه و سلم المعرف بالألف و اللام أحبه الله و أحبه المؤمنون و كل من في الكون
مَا قَدْ رَأَيْتُه: ما) لشمول ما يعني, (قد) للتأكيد لدخولها علي فعل ماض), رَأَيْتُه: شاهدته, رأي عين و ليس سماعاً, فبذلك نال رضي الله عنه فضل صحبته صلي الله عليه و سلم, رَوَيْتُ: شراب الوصل, منحة من المصطفي صلي الله عليه و سلم
وَسِرُّ أَبِي الْعَيْنَيْنِ: الواو واو عطف, سِرُّ: السِرُّ: باطن الأمر, أَبِي الْعَيْنَيْنِ: سيدي ابراهيم الدسوقي, يكره بكُنيته, تعظيماً
مَتْنُ رِوَايَتِي: المتن الظهر و ما يقوم عليه الشئ فكان كل ما أرويه يقوم علي سر أبي العينين رضي الله عنه





القصيدة الأولي (التائية):
==================
18 ق 1:
أَلاَ فَخُذُوا عَنِّي الآحَادَ مُعَنْعَناً *** أَصَحُّ رِوَايَاتِ الْحَدِيثِ رِوَايَتِي

المعني:
أَلاَ: حرف استفتاح وتنبيه! لشدّ الانتباه لكلام مهم
فَخُذُوا عَنِّي: فاء الاستئناف, خُذُوا عَنِّي: تلقي مباشر, قال صلي الله عليه و سلم لسيدنا عبد الله بن عمر: (انظر ممن تأخذ).
عَنِّي: أروي عن النبي صلي الله عليه و سلم
الآحَادَ: الأحاديث التي لا يوجد فيها شروط التواتر, جاءت عن طريق واحد من الصحابة, والتواتر عند الفقهاء والمحدثين والأصولين هو : رواية جمع عن جمع يستحيل تواطؤهم, ويكون مستندهم الحس من مشاهدة أو سماع, والمقصود أن يكون رواة الحديث، فى كل طبقة قد بلغوا عدداً لا يعقل معه إتفاقهم على الكذب
أحاديث الآحــــــاد: هى الأحاديث التى رواها واحــد عن واحـــد, وهى – عندهم - تفيد الظن ولا تفيد اليقين
مُعَنْعَناً: اعتماد رواية حديث الآحاد عنّي و قد نبّه رضي الله عنه في درسوه لاعتماد الأحاديث التي يرويها الأولياء, لاتصالهم المباشر مع حضرة النبي صلي الله عليه و سلم
أَصَحُّ رِوَايَاتِ الْحَدِيثِ رِوَايَتِي: أَصَحُّ رِوَايَاتِ: مع اختلاف الروايات و الرواة, تجد أصح, رِوَايَاتِ الْحَدِيثِ, المنقول عن النبي صلي الله عليه و سلم, رِوَايَتِي: ما أرويه, و مثال ذلك: اعتماده و عدد من الأولياء, أحاديث سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه, في أسبقية نور النبي صلي الله عليه و سلم, و رؤية المولي عزّ و جل, و مثال ذلك: حديث: "كُنت نبيّاً و آدمٌ بين الماء و الطين" و"كُنت نبيّاً و آدمٌ لا ماء و لا طين"





القصيدة الأولي (التائية:
=================
19 ق 1:
حَرَامٌ عَلَى قَوْمٍ أَكُونُ إِمَامَهُمْ *** وِلاَيَةُ قَوْمٍ جَاحِدينَ لِنِعْمَتِي

المعني:
حَرَامٌ عَلَى: حَرَامٌ عَلَى: ضد حلال, و عمل فيه معصية, الآية: (وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ) 95 الأنبياء, فالمعنى حَرامٌ على قرية أَهلكناها أَن يُتَقَبَّل منهم عَمَلٌ، أي أن القوم الذين أكون إمامهم حرامٌ عليهم (عمل غير مقبول منهم), و فيه تعدي علي الحُرمات. و من حديث مسلم: إن الحلال بين وإن الحرام بين (ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه)
قَوْمٍ أَكُونُ إِمَامَهُمْ: قَوْمٍ: القوم من يجمعهم شأن واحد كثروا أو قلّوا, أهل الطريقة قوم الشيخ, أَكُونُ إِمَامَهُمْ: أَكُونُ قدوتهم و من يؤمهم و يتبعون
وِلاَيَةُ قَوْمٍ جَاحِدينَ لِنِعْمَتِي: وِلاَيَةُ: الوِلاَيةُ: إتخاذهم قَرابة و موالاتهم, قَوْمٍ: القَوْمُ (كما جاء), الجماعةُ من النَّاس تجمعهم جامعة يقومون لها (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ) (لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ), جَاحِدينَ لِنِعْمَتِي: الجُحودُ الإِنكار مع العلم, منكري نعمتي: أعطيتهم الإرشاد و الإرفاد, ثم أنكروا ذلك, أي: يحرم علي أبناء الطريقة الموصولين بالشيخ أن يوالوا المنكرين نعمة هدايته و المنكرين القصائد, قال رضي الله عنه:
فَكَيْفَ يُوَالِي الْخِلُّ خَالٍ مِنَ الْهَوَى *** وَكَيْفَ يُوَاسِي الآيِسِينَ بِغضْبتِي (131 ق 1)







القصيدة الأولي (التائية:
=================
20 ق 1:
وَيَعْرِفُ عَنِّي مَنْ هَدَى اللَّهُ قَلْبَهُ *** وَيَعْزُفُ عَنْ حُبِّي طَرِيدُ الْهِدَايَةِ

المعني:
وَيَعْرِفُ عَنِّي: يتلقي المعرفة بسندي, يدخل جنّة المعرفة, قال تعالي: (سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) 5,6 محمد
مَنْ هَدَى اللَّهُ قَلْبَهُ: مَنْ: الذي, هَدَى اللَّهُ قَلْبَهُ: مكّن قلبه من الهُدى: الرشادُ والدلالةُ إلي الله
وَيَعْزُفُ عَنْ حُبِّي: وَيَعْزُفُ عَنْ: عزِف عن الشئ تركه و انصرف عنه, حُبِّي: أن يحبّني و يحب من أحبّ, في الحديث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللَّهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي", حَبّ الشيخ هو حُبُّ آل بيته و حُبُّ النبي صلي الله عليه و سلّم و آل البيت أجمعين و هو حُبّ الله, لا تفرّق بينهم
طَرِيدُ الْهِدَايَةِ: الطَّرْدُ: الإِبْعَادُ، أي: المطرود من الهداية, الضّال, الآية: (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا) 17 الكهف, بعُد عن ولاية الشيخ و إرشاده
بلاغة:
أولاً أريد أن ألفت إلي الجناس البديع في البيت بين كلمتي الاستهلال في كل شطر: (يَعْرِفُ) و (يَعْزُفُ) و يسمي هذا النوع من الجناس بالجناس التصحيفي حيث تتشابه الكلمتان مع التغيير في أحد الحروف بنقطة (ر) و (ز).





القصيدة الأولي (التائية:
=================
21 ق 1:
سَلاَمٌ عَلَى قَوْمٍ بِنَا قَدْ تَوَاصَلوُا *** فَحَبْلِيَ مَوْصُولٌ وَجَدِّيَ قُدْوَتِي

المعني:
سَلاَمٌ: السّلام هو النجاة من الشر و الأذي, الآية: (سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) 59 يس, (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) 5 القدر و آيات السلام عديدة في القرآن الكريم, سلامٌ من اسمه تعالي: السّلام, و قال رضي الله عنه:
وَإِنْ شِئْتُمْ فَحُكْمٌ غَيْرُ حُكْمِي *** وَإِنْ شِئْتُمْ دَخَلْتُم فِي سَلاَمِي (9 ق 49)
عَلَى قَوْمٍ بِنَا قَدْ تَوَاصَلوُا: عَلَى قَوْمٍ: القوم من جمعهم شأن واحدٌ, بِنَا قَدْ تَوَاصَلوُا: و هنا هو التواصل بمشائخ الطريقة مع الخليفة الوارث رضي الله عنه, و التواصل يفيد الاستمرارية و المحبّة و الإفادة من بعضهم البعض في تربية الشيخ و علومه.
فَحَبْلِيَ مَوْصُولٌ: الوراثة في خلفائه و أهل بيته, الحبل كناية عن الصلة لقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي تَارِكٌ فِيْكُمُ الثَّقَلَيْنِ، كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ, وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ", مَوْصُولٌ: به صلي الله عليه و سلم
وَجَدِّيَ قُدْوَتِي: وَجَدِّيَ: يكني بها عن الوراثة المحمدية, لأن شأن الجّد أن يورث, قُدْوَتِي: مثالي الذي أتبعه, الآية: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) 21 الأحزاب. قال صلي الله عليه و سلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) إقتداء من رأي بعينه أفعال الحبيب صلي الله عليه و سلم شريعةً و حقيقةً





القصيدة الأولي (التائية:
=================
22 ق 1:
هَنِيئاً لِمَنْ أَمَّ الْحِمَى وَبِيَ احْتَمَى *** هَنِيئاً لَمَنْ يُسْقَى بِرَاحِ طَرِيقَتِي

المعني:
هَنِيئاً: الهَنِيءُ والـمَهْنَأُ: ما أَتاكَ بلا مَشَقَّةٍ، اسم كالـمَشْتَى.وقد هَنِئَ الطَّعامُ وهَنُؤَ يَهْنَأُ هَنَاءة: صار هَنِيئاً، مثل فَقِهَ وفَقُهَ. وهَنِئْتُ الطَّعامَ أَي تَهَنَّأْتُ به. وطَعامٌ هَنِيءٌ: سائغ، وما كان هَنِيئاً. قال تعالي: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) 19 الطّور, و منه التهنيئة و هذي التهنئة الأولي في هذا البيت
لِمَنْ أَمَّ: قصدَ
الْحِمَى: حَمَى أَهلَه في القِتال حِماية, حامي الحِمى يَحْمِي أهله, أَحْمَيْت المكان فهو مُحْمىً إذا جعلته حِمىً، و الحمى للراعي حيث يرعي غنمه طالما هي في الحمى و هو حيث يكون الأخوان و لذا وصّي علي عدم الابتعاد عن الأخوان و ردّ ذلك للكسل في الأوراد فالنشاط في الأوراد يربط المريد بروحانية الشيخ و الأخوان فلا يطيق البعد عنهم, و في الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"
وَبِيَ: الواو حرف عطف (مكان العطف من الشيخ) الباء: حرف جرّ و تفيد الاستعانة (أي استعان بي), الياء تفيد تنزّل الأمر في الخليفة الوارث
احْتَمَى: طلب الحماية
هَنِيئاً: المرة الثانية في البيت و السبب الهناء الأول هناء شهادة و الثاني هناء مشاهدة (بصر: بالجمع مع الأخوان و بصيرة: بالسير بالروح)
لَمَنْ يُسْقَى بِرَاحِ طَرِيقَتِي: لَمَنْ: للذي, يُسْقَى: يعطي الشراب فيشرب, الشراب بالروح, بِرَاحِ طَرِيقَتِي: الرّاح الخمر, كناية عن شراب المعاني, و يعني بِرَاحِ طَرِيقَتِي: شراب الوصل





القصيدة الأولي (التائية:
=================
23 ق 1:
هَنِيئاً لِمَنْ أَضْحَى صَرِيعاً بِحَيِّنَا *** فَدَائِيَ طِبٌّ بَلْ وَقَتْلِي إِغَاثَتِي

المعني:
هَنِيئاً: هَنِيئاً: الهَنِيءُ والـمَهْنَأ: ما أَتاكَ بلا مَشَقَّةٍ، اسم كالـمَشْتَى, وقد هَنِئَ الطَّعامُ وهَنُؤَ يَهْنَأُ هَنَاءة: صار هَنِيئاً، مثل فَقِهَ وفَقُهَ, وهَنِئْتُ الطَّعامَ أَي تَهَنَّأْتُ به, وطَعامٌ هَنِيءٌ: سائغ، وما كان هَنِيئاً. قال تعالي: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) 19 الطّور
لِمَنْ أَضْحَى: لِمَنْ: للذي, أَضْحَى: (جلوة) الضُحى حينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ فَيَصْفو ضَوْءُها
صَرِيعاً: (خلوة) الصَرْعُ: الطَّرْحُ بالأَرض، قال تعالي: (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) 7 الحاقّة, وفي الحديث: "مثَلُ المؤمِن كالخامةِ من الزَّرْعِ تَصْرَعُها الريحُ مرة وتَعْدِلُها أُخْرى", أَي تُمِيلُها وتَرْمِيها من جانب إِلى جانب, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَإِنْ لَقِيَتْ ظَمْأَى سَقَتْهُمْ بِرِيَّها *** عَطِيَّتَهَا مِنْ رَشْفَةٍ يَرْشِفُونَهَا (26 ق 32)
يعني من تخلي عن ذاته صار قابلاً للتجلي ( الشيخ يجلو بخلوته), يتخلي عن ذاته و ينصبغ بصبغة الشيخ
بِحَيِّنَا: الحيّ هو مكان الوصل, سار حتي وصل
فَدَائِيَ طِبٌّ: فَدَائِيَ: الفاء سببية, دَائِيَ: الدّاء المرض, داء الحّب, قال رضي الله عنه:
أَلاَ إِنَّ دَاءَ الْحُبِّ للِصَبِّ عِلَّةٌ *** وَلَكِنَّهَا تَشْفِي عُضَالَ الأَعِلَّةِ (136 ق 1)
بَلْ: أداة إضراب, أي: الانتقال لمعني أدقّ و أخطر
وَقَتْلِي إِغَاثَتِي: الواو للعطف, قَتْلِي: قتلي لأنفس المريد, إِغَاثَتِي: إِغَاثَتِي له – عون له – ليترقي في مراتب السير, قال رضي الله عنه:
وَأَقْتُلُ بِاسْمِ اللَّهِ فِي الصَّبِّ نَفْسَهُ *** فَيَحْيَا حَيَاةَ الصَّالِحينَ بِقَتْلَتِي (137 ق 1)






القصيدة الأولي (التائية):
==================
24 ق 1:
فَذَاتِيَ شَمْسٌ لَوْ تَجَلَّتْ لأَحْرَقَتْ *** وَلكِنْ بِفَضْلِ اللَّهِ أضْحَتْ مُضِيئَتِي

المعني:
فَذَاتِيَ: فاء الاستئناف – ذَاتِيَ الذّات هي صرافة الشئ و محضيّته من غير إضافة متعلق به من صفاتٍ و أسماء و يسمي الكُنه أو الجوهر أو الحقيقة. و لكل كائن ذات. و الذّات العليّة للمولي سبحانه و تعالي لا تُدرك. ذاتي ال (أنا) الخاصة بالشيخ
شَمْسٌ: الشمسُ هي الحقيقة الكونية الساري نورها في سائر الأكوان. أي أن ذاتي ممدة للحقائق
لَوْ تَجَلَّتْ: لو حرف امتناع لوجوب (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ ... ) 109 الكهف, تَجَلَّتْ: ظهرت علي حقيقتها
لأَحْرَقَتْ: اللام للتأكيد, أَحْرَقَتْ: الحرق شأنه أن يفني, أي لا يتحمل تجلّيها أحد, يفني
وَلكِنْ: للاستدراك
بِفَضْلِ اللَّهِ: بواسطة فضل الله و فضل الله هو سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلّم, قال تعالي: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) 58 يونس
أضْحَتْ: الضُحى أول النهار و شروق الشمس من غير وهجها الحارق.
مُضِيئَتِي: مضيئة تهب الضياء (الهداية) الإضافة بالياء إشارة لتنزّل الأمر للخليفة الوارث, مُضِيئَتِي: أي: تهب ضوئي, هُداي





القصيدة الأولي (التائية):
==================
25 ق 1:
وَأَرْضَعْتُ أبْنَائِي هَوَى آلِ أَحْمَدٍ *** فَأَوْرَثَهُمْ طَهَ الصَّفَاءَ وَرَحْمَتِي

المعني:
وَأَرْضَعْتُ أبْنَائِي: رِضاعة الأمّ لطفلها أن تعطيه خلاصة ما لديها من الغذاء النافع, و ما يصحب ذلك من الحنوّ و الرحمة, أبنائي: آل عهدي, أبناء طريقتي. و خلاصة الغذاء النافع هنا هي هوي آل أحمدٍ, أي: محبّتهم, و يعني أن هوي آل أحمدٍ هو خلاصة الدين
هَوَى آلِ أَحْمَدٍ: الهوى ميول القلب و وقوعه في الحب, الآية: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ....) 37 إبراهيم, آلِ أَحْمَدٍ: الآل هم العصبة الأقربون (أهل العباء و من تناسل منهم) و قال آل أحمد يشير إلي حال تنزّلهم معه في الحقائق من حضرة غيب الأحديّة إلي الحضرة الأحمدية المشار إليها بالدّرة البيضاء
فَأَوْرَثَهُمْ طَهَ: فَأَوْرَثَهُمْ فاء الاستئناف أَوْرَثَهُمْ: تقول: أورثه الشيءَ أبوه، طَهَ اسم النبي صلي الله عليه و سلّم الجامع للحقائق, و يعني: طلسم السرّ المُتدلّي, قال تعالي: (طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) 1-2 طه, وحسابه (ط 9 + ه 5 = 14) و هو عدد الحروف النوارانية الأربعة عشر المكون منها طلاسم (أوائل السور) من القرآن, جمعها سيدنا الإمام علي رضي الله عنه في عبارة (من قطعك صله سحيرا). فيكون الميراث من جميع الحقائق المحمديّة.
الصَّفَاءَ: صفاء الباطن فلا يعتريه ما يشوّش شهود الحقّ, والصَّفاءُ مَصْدَرُ الشيءِ الصافي, صَفَا الجَوُّ: لم تكن فيه لُطْخَةُ غَيْمٍ, و الصَّفَاءُ مُصافاة المَوَدَّةِ والإخاءِ, و الصفاء أصله المصطفي صلي الله عليه و سلّم. قال الشيخ:-
هُوَ مِنْ صَفَاءِ الْكُنْهِ أَعْظَمُ آيَةٍ *** هُوَ صَفْوَةٌ وَالْكَوْنُ بَعْضُ صَفَاهُ (16 ق 19)
وَرَحْمَتِي: الواو واو العطف, رَحْمَتِي: أي رحمتي التي أورثنيها حضرة النبي صلي الله عليه و سلّم, من الرحمة الرحيمية الامتنانية الصرفة الواردة في قوله تعالي: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) 128 التّوبة, و الياء إشارة لتنزل الأمر للخليفة الوارث, تواتر عن سيدي فخر الدين و سيدي الشيخ إبراهيم و سيدي الشيخ محمد رضي الله عنهم قولهم علي قدم الحبيب صلي الله عليه و سلّم (إنّي لأتألمُ لأحدِكمُ الشَوكةَ يُشاكُها). و الإجمال في الرحمة هنا هو ما يتجلي من تلك الوراثة المحمدية الصرفة من تراحمٍ بين الإخوان في الطريقة. قال رضي الله عنه:-
فَالرَّحْمَةُ الرَّحْمَاءُ يَا مَنْ يَعْلَمُوا *** أَنَّ الْخَبَايَا هُنَّ لِي أَوْ هِنَّ لِي (13 ق 38)
أَيْنَ التَّراحُمُ يَا بَنِيَّ فَإِنَّهُ *** عَذْبٌ صَفِيٌّ مِنْ شَرَابِ الْكُمَّلِ (14 ق 38)
و قال رضي الله عنه:
كَنْزِيَّةٌ أَسْرَارُهُ بِقُلُوبِنَا *** فَالْحُبُّ كَنْزٌ وَالصَّفَا مِفْتَاحُ (10 ق 25)





القصيدة الأولي (التائية):
==================
26 ق 1:
حَفظْتُ عُلُومِي فِيكُمُ وَمَهَابَتِي *** وَجَهْرِيَ فِيكُمْ بَلْ وَفيكُمْ سَرِيرَتِي

المعني:
حَفظْتُ: حفظتُ بصيغة الماضي بتاء المتكلم تعبّر دائماً عن أفعال أمضاها هو بنفسه رضي الله عنه و نفذَت, مثل: قضيتُ, تركتُ, أجبتُ, رأيتُ, قتلتُ .... الخ. و منها أنّه أودَعَ علومه في قلوب أحبّته, و حفظ الشئ إذا حرسه, حَفظْتُ فِيكُمُ, عُلُومِي, و من المعلوم عن سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه, حين سئل لِمَ لَم يؤلف كتباً, أنه قال: "بل قال كتبي أصحابي"
عُلُومِي: عُلُومِ جمع عِلم و هو إدراك حقائق وجه معيّنٍ من المعرفة, و مما ورد في القرآن الكريم: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) و (وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا) و (عَلَّمَ الْقُرْآَنَ) ,,,, وصف سيدي فخر الدين علومه في كل درجات المعرفة الإلهية في مواطن شتّي منها علي سبيل المثال:
وَإِنَّ عُلُومَ اللَّهِ فِي اللَّوْحِ كُلَّهَا *** أُطَالِعُهَا مِنْ قَابِ قَوْسِ الْحَظِيَرةِ (167 ق 1)
عَلِمْتُ وَلِي عِلْمٌ بِعِلْمِ مُعَلَّمِي *** أُمِدُّ وَتَلْقِينِي بِغَيْرِ إِمَاطَةِ (379 ق 1)
وَسِيقَ إِلَيْهِ الْعِلْمُ مِنْ كُلِّ طَارِقٍ *** وَجِيءَ بِهِ شَاهِدِي الأَوَّلِيَّةِ (416 ق 1)
إِنَي بِقُرْآنِ الْعُلُومِ لَعَالِمٌ *** أُنْبِيتُ عَن مَعْنَاهُ مِنْ كَلِمَاتِهِ (18 ق 9)
وَمِزَاجُ الْعُلُومِ مِنْ فَضْلِ رَبّى *** كَرَماً خَصَّنِيهِ وَهُوَ عَمِيمُ (26 ق 12)
جَلَّ مَنْ يُحْيِي عُلُوماً *** بَعْدَمَا بَلَغَتْ عِتِيَّا (1 ق 17)
عِلْمِيَ الْمَوْهُوبُ لَكِنْ *** لاَ أُلَقّيهِ شَقِيَّا (31 ق 17)
وَأَخَذْتُ مِنْ كُلِّ الرَّوَافِدِ عِلْمِهَا *** وَخِصَالَ أَبْنَاهَا وَتَمَّ الصَّاعُ (14 ق 23)
وَلَكِنْ هُنَّ مَخْصُوصَاتُ عِلْمِي *** وَذُو الإِحْسَانِ يَرْجُوهُنَّ جَاهَا (6 ق 29)
فَجَدِّيَ مَنْ وَرِثَ الْعُلُوَمَ جَمِيعَهَا *** وَلَمْ يَكُ مَقْطوعُ الْوَتِينِ يُرِيبُنِي (13 ق 36)
فِيكُمُ: بالتلّقي و الإلهام, يقول تعالي: (بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) 48 العنكبوت. و يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
حُسْنُ التَّلَقِّي مِنْ سِمَاتِ أَحِبَّتِي *** وَالْجَوْهَرُ الْمَكْنُونُ فِي إِلْهَامِي (23 ق 15)
و يقول رضي الله عنه:
وَأُودِعَتْ فِي صُدُورٍ لِى خَزَائِنُهَا *** مَكَامِنُ أَهْلُهَا سَارُوا عَلى قَدَمِي (8 ق 40)
وَمَهَابَتِي: جلالي و قوتي
وَجَهْرِيَ فِيكُمْ: الواو للعطف, جَهْرِيَ: تجلّي ظاهر (جلوة), بَلْ: للإضراب, وَفيكُمْ سَرِيرَتِي: باطني (خلوة), الآية: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) 21 الأحزاب, التلبس بحال الشيخ ظاهراً و باطناً. و في ذلك قيل:
لَبِسُونا أو لَبِسنَاهُم فَمن *** هُوَ منّا اللابسُ المُشتمِلُ



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى 15781612
ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى Icon_minitime 2020-09-08, 3:50 pm
القصيدة الأولي (التائية):
==================
27 ق 1:
أَجُودُ عَلَى أُمٍّ لِتَرْحَمَ طِفْلَهَا *** فَرَحْمَةُ مَنْ فِي الْكَوْنِ مِنْ بَعْضِ رَحْمَتِي

المعني:
أَجُودُ: الجُود التسمُّح بالشيء، وكثْرةُ العَطاء, عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة", رواه البخاري, و الفعل في صيغة المضارع يفيد الاستمرارية
عَلَى أُمٍّ: (عَلَى) تفيد الفوقية, عَلَى أُمٍّ: تنزّل الرحمة (أُمٍّ) نكرة إسم جنس فإنّها تفيد العموم, إنسان و حيوان و غيره من الأمّهات في الكون, و يجود علي طرق القوم لأن الطريقة أم للمريد
لِتَرْحَمَ طِفْلَهَا: اللام لا التعليل, تنصب المضارع (تَرْحَمَ), قال سيدي فخر الدين في مدح سيد العالمين صلي الله عليه و سلّم:
وَإِنَّ الْمُصْطَفَى جَدِّي وَحَدِّي *** رَحِيمٌ فَوْقَ كُلِّ الأُمَّهَاتِ (39 ق 39)
فَرَحْمَةُ مَنْ فِي الْكَوْنِ: الكون إجمالاً هو الأكوان الخمسة: المُلك, الملكوتُ, الجبروتُ, اللاهوتُ, الهاهوتُ. و الرَّحْمة: الرِّقَّةُ والتَّعَطُّفُ، والمرْحَمَةُ مثله، وقد رَحِمْتُهُ وتَرَحَّمْتُ عليه. وتَراحَمَ القومُ: رَحِمَ بعضهم بعضاً. وقال الله عز وجل: وتَواصَوْا بالصَّبْر وتواصَوْا بالمَرحَمَةِ؛ أَي أَوصى بعضُهم بعضاً بِرَحْمَة الضعيف والتَّعَطُّف عليه.
مِنْ بَعْضِ رَحْمَتِي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)", و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
نَطُوفُ بِالرَّحْمَةِ الأَكْوَانَ أَجْمَعَهَا *** نُلَقّنُ الْوَالِدَاتِ بَعْضَ رَحْمَتِنَا (41 ق 35).





القصيدة الأولي (التائية):
==================
28 ق 1:
عُصَارَةُ مَا فِي الكَوْنِ لِكَنْ لِحِكْمَةٍ *** خَفِيتُ عَنِ الأَبْصَار بَلْ وَالْبَصيَرةِ

المعني:
عُصَارَةُ: عُصارةُ الشيء ما تحلَّب منه إِذا عَصَرْته, أي خُلاصته, خبر لمبتدأ محذوف تقديره (أَنَا), أي: أَنَا عُصَارَةُ (مَا فِي الكَوْنِ)
مَا فِي الكَوْنِ: "ما" اسم موصول, عُصَارَةُ مضاف و جملة اسم الموصول مضاف إليه, في: الظرفية تفيد وقوع الشيء في الداخل, و ما تفيد العموم و من ثم فالعبارة معناها: كلّ الموجودات في الكون, و الكون يعبر عن الأكوان الخمسة: الملك-الملكوت-الجبروت-اللاهوت-الهاهوت. و عُصارةُ مَا فِي الكَوْنِ: أي أنّه رضي الله عنه خُلاصة كلّ ما في الكون, لا مثال له, (عصير العنب أو البرتقال هو خلاصته و محتوي الفائدة منه), و في بيت آخر يقول رضي الله عنه (3,4 ق 69):-
أَنَا الْعُصَارَةُ لَكِنَّ الْوَفَا سِمَتِي *** لِتَنْهَلُوا مِنْ مَعِينِي حَيْثُ وَفَّيْتُ
وَمَا تَخَلَّيْتُ مُعْتَصَراً فَذَا عَبَثٌ *** وَمَا عَنِ الْحِبِّ يَوْماً قَدْ تَخَلَّيْتُ
لِكَنْ: حرف استدراك
لِحِكْمَةٍ: اللام سببية.الحِكْمَةُ: معرفةُ أفضل الأشياء بأَفضل العلوم و جمع الفقه الكثير في محتويً بسيط و سائغ, الآية: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ, وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا, وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) 269 البقرة, و الحِكمة وضع الشئ في موطنه, فالإخفاء, جاء رحمةً بالناس
خَفِيتُ: حُجبتُ, خفاء من الأزل, في كلام سيدي إبراهيم رضي الله عنه:
فَوَائدُكُم أَضْحَتْ قُيُودَ رَهِينِنَا *** وَعَنْكُمْ لَقَدْ أُخْفِي مَقَامُ أَمِينِنَا
عَنِ الأَبْصَار: عالم الشهادة (الظاهر)
بَلْ: للإضراب أي: الانتقال إلي معني أدقّ و أهمّ
وَالْبَصيَرةِ: عالم المشاهدة (الباطن), أي لم أُدرك لأهل الظاهر و لا لأهل الباطن.





القصيدة الأولي (التائية):
==================
29 ق 1:
نصَحْتُ لِوَجْهِ اللَّهِ أَبْغِي رِضَاءَهُ *** وَحُبَّ ذَوِي الْقُرْبَى وَبَرَّأْتُ ذِمَّتِي

المعني:
نصَحْتُ: النُّصح هو صِدقُ القول و إِرادة الخير للمنصوح له، النُّصح هو (الموعظة الحسنة) يقابلها (الحكمة) الإرشاد: (يا سعدُ لقّنهم حلاوة طاعة ** كم كلّ فيها النُّصح و الإرشادُ). الحديث: (الدّينُ النّصيحة ...)
لِوَجْهِ اللَّهِ: اللام سببية, وَجْهِ: مستقبلاً. أي متجرّداً عن الغرض, الآية: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) 9 الإنسان
أَبْغِي رِضَاءَهُ: أطلبُ رِضَاءَهُ, الآية: (يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ,,, ) 29 الفتح, الرّضا: القبول
وَحُبَّ ذَوِي الْقُرْبَى: الواو حرف عطف, َحُبَّ: ميل القلب لهم و التعلّق بهم, ذَوِي الْقُرْبَى: قرابة النبي صلي الله عليه و سلم و أخصّهم آل بيته الكِرام, و في الترتيب من الأشمل فالأخص: العترة, ذوو القربي, أهل البيت, آل البيت
وَبَرَّأْتُ ذِمَّتِي: برأ بمعني سلم من العقاب و إلصاق الذنب به. (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) 1 التوبة, الذّمة: العهد والكَفالةُ، وفي حديث الإمام عليّ، كرم الله وجهه: ذِمَّتي رَهِينُه وأَنا به زعيم أَي ضماني وعهدي رَهْنٌ في الوفاء به. أي أوفيتُ بعهدي و نصحتُ, و هنا يشير رضي الله عنه كتابه: "تبرئة الذّمة في نصحِ الأُمّة" حيث بين خصائص النبي صلي الله عليه و سلم و مكانة أهل البيت الكرام, قال رضي الله عنه:
وَلإِنْ سُئِلْتُم مَا الْكِتَابُ فَإِنَّهُ *** مِمَّا رَوَاهُ أَمَاجِدُ الأَعْلاَمِ (47 ق 16)





القصيدة الأولي (التائية):
==================
30 ق 1:
وَإِنَّ عُلُومِي بَاسِقَاتٌ وَطَلْعُهَا *** نَضِيدٌ وَرِزْقٌ للِعِبَادِ وَرَحْمَتِي

المعني:
وَإِنَّ: الواو حرف عطف (استرسال في السرد), إنّ حرف توكيد
عُلُومِي: جمع علم (كل أصناف العلوم التي حباها)
بَاسِقَاتٌ: بسَقَ الشيء يَبْسُق بُسوقاً: تمّ طوله, الآية: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ) 5 ق, أي علومه رضي الله عنه عالية, قال رضي الله عنه:
وَعِلْمِيَ فِي الْعَلْيَاءِ صَعْبٌ مَنَالُهُ *** وَإِنَّ ظِلاَلِي غَافِلاً مَا أَظَلَّتِ (138 ق 1)
وَطَلْعُهَا نَضِيدٌ: والطَّلْعُ نَوْرُ النخلة ما دامِ في الكافُور، الواحدة طَلْعةٌ, نَضَدْتُ المَتاعَ أَنْضِدُه، بالكسر، نَضْداً ونَضَّدْتُه: جَعَلْتُ بعضَه على بعض, أي غزارة ثمرتها. و عني غزارة علومه رضي الله عنه و ما بها من ثمرات
وَرِزْقٌ للِعِبَادِ: الآية: (رِزْقًا لِلْعِبَادِ, وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا) 11 ق, أي ينهل من علومه العباد بمراتبهم الثلاث (عبادة, عبودية, عبودة), قال رضي الله عنه:
وَقُمْتُ عَلَى أَهْلِ الْمَرَاتِبِ كُلهِمْ *** أُلَقّنُهُمْ فِقْهَ الْعُلُومِ الِثَّمينَةِ (376 ق 1).
وَرَحْمَتِي: واو العطف, رَحْمَتِي معطوف علي (رزقٌ), رَحْمَتِي: الرّحمة العطف,و رَحْمَتِي: ما خصّه رضي الله عنه من الرّحمة بالوراثة النبوية الكاملة, رحمة رحيمية امتنانية صِرفة, قال رضي الله عنه:
أَجُودُ عَلَى أُمٍّ لِتَرْحَمَ طِفْلَهَا *** فَرَحْمَةُ مَنْ فِي الْكَوْنِ مِنْ بَعْضِ رَحْمَتِي 27 ق 1)








القصيدة الأولي (التائية):
==================
31 ق 1:
وَلَوْ شَرِبُوا رَاحِي أَرَاحُوا قُلُوبَهُمْ *** مِنَ الْعَنَتِ الأَدْنَى وَمِنْ كُلِّ شِقْوَةِ

المعني:
وَلَوْ: شرطية بمعني إذا
شَرِبُوا رَاحِي: شَرِبُوا: أي: أهل الطريقة, الشراب بالأرواح, رَاحِي: الرّاح الخمر, كناية عن علوم الحقائق العالية, و يعني بها: قصائد شراب الوصل
أَرَاحُوا قُلُوبَهُمْ: أَرَاحُوا: من الرّاحة, من العناء و التعب, قُلُوبَهُمْ: القلوب موطن الأحاسيس, و من ذلك أنها تتعب و ترتاح بمقتضي ما تلاقيه
مِنَ العَنَتُ الأَدْنَى: مِنَ: حرف جر, العَنَتُ: دُخُولُ المَشَقَّةِ على الإِنسان، ولقاءُ الشدَّةِ, و ذلك من اتباع التفس الأمّارة التي هي "العنت الأدني", التي يقتلها الشيخ في المريد من بدايتة أخذه الطريقة
وَمِنْ كُلِّ شِقْوَةِ: من كل شقوة تعترضه في سيره إلي الله. قال رضي الله عنه:
فَإِنِّي مِعْوَانٌ لِكُلِّ سَدِيدَةٍ *** وَكُلُّ فَتىً يَشْقَى بِسَدِّ الْمَسَالِكِ (5 ق 10)







القصيدة الأولي (التائية):
==================
32 ق 1:
وَمَا زَاغَتِ الأَبْصَارُ يَوْمَ رَأَيْتُهُ *** جَمِيلَ الْمُحَيَّا فَائِقاً كُلَّ طَلْعَةِ

المعني:
وَمَا زَاغَتِ الأَبْصَارُ: وَمَا: الواو للاستئناف, مَا: النافية, زَاغَتِ: زاغَ أي مال, قال تعالي: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) 17 النجم, الأَبْصَارُ: جمع بَصر, تتعدد بتعدد مرات التجلّي
يَوْمَ: اليَوْمُ: لغة معروفٌ مِقدارُه من طلوع الشمس إِلى غروبها، و اليَوم يسمّي به الحدث الهام, مثل يوم العيد, يوم الجمعة, يوم البعث ... الخ
رَأَيْتُهُ: رأي العين كمال الشهود (الرأي أو الشهود بالعين – المشاهدة بالبصيرة), و هو كناية عن سفور التجلّي و وضوحه
جَمِيلَ الْمُحَيَّا: المُحَيّا جماعة الوَجْهِ أي ناحية وجهه، بمعني تجلّي جمال - و في الحديث عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( رأيت ربي في صورة شاب أمرد عليه حلة حمرا(, و في همزيّة البوصيري:
و مُحيّا كالشمس منك مُضيء *** أسفرت عنه ليلةٌ غراءُ
فَائِقاً كُلَّ طَلْعَةِ: فَائِقاً: فاق غيره علاهم, كُلَّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, طَلْعَةِ: الطلعة ما طلع و ما بدا من الشخص (المرئي), طَلَعَتِ الشمس والقمر والفجر والنجوم تَطْلُعُ طُلُوعاً، فهي طالِعةٌ، بمعني: تجلّي جمال الجمال





القصيدة الأولي (التائية):
==================
33 ق 1:
وَإِنِّي إِذْ أَرْوِي رَأَيْتُ وَعَايَنَتْ *** مَعِي سَائرُ الأَقْطَابِ أَصْلَ الِرّوَايَةِ

المعني:
وَإِنِّي: الواو الاستئنافية, إنّي: إنّ للتأكيد, مع يا المتكلم, و تعرف بياء الإشباع, إشارة لباطنه رضي الله عنه هويّة المصطفي لي الله عليه و سلّم
إِذْ: ظرف زمان, بمعني حين كمثال قوله تعالي: (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ)
أَرْوِي: أَرْوِي القومَ أَرْويهم إِذا أسقيت لهم الماء حتي ذهب عشطهم, وهو راوٍ من قومٍ رُواةٍ، وهم الذين يأتونهم بالماء.فالأصل هذا، ثمّ شبِّه به الذي يأتي القومَ بِعْلمٍ أو خَبَرٍ فيرويه، كأنَّه أتاهم برِيِّهم من ذلك, و الفعل مضارع لتنزل القصائد تباعاً في ظرف زمانٍ حاضرٍ حال نزولها
رَأَيْتُ: شهدت شهود عيانٍ, قال رضي الله عنه:
إِنِّي رَأَيْتُ وَقُلْتُ يَا قَوْمِي أَرَى *** وَلِيَ الْفَخَارُ وَمَكَّتِي أُمُّ الْقُرَى وَعَايَنَتْ (1 ق 34)
وَعَايَنَتْ مَعِي: شاهدت معي – رأوا الذي رأيت
سَائرُ الأَقْطَابِ: سَائرُ من السُّؤْرُ و هو بَقِيَّة الشيء، و سَائرُ الأَقْطَابِ باقي الأَقْطَابِ ، هو و باقي الأقطاب, الأقطاب الرؤساء الكبار
أَصْلَ الِرّوَايَةِ: أَصْلَ: أَصْلُ الشئ أسفلُه أي: أساسه الذي يبدأ منه, الِرّوَايَةِ: ما أرويه, تروي الكلام تحكيه, و الرّواية يعني بها تنزيله للقصائد, من موطن المانحات حيث تنزّلها من حضرة غيب الأحديّة





القصيدة الأولي (التائية):
==================
34 ق 1:
وَرَثْتُ عَنِ الْمحَبُوبِ بَعْضاً وَجُمْلَةً *** وَأَسْتَعْذِبُ الْبَلْوَى وَصَبْرِي مَطِيَّتِي

المعني:
وَرَثْتُ عَنِ: ملكتُ وراثةً, آلت لي منه
الْمحَبُوبِ: عَنِ: حضرة النبي صلي الله عليه و سلّم, فهو صاحب المحبوبية الأول, الرابط بين الوجود الحقّي و الخلقي
بَعْضاً: بعض لغة لا تصير إلا مع الإضافة (بعض كذا و بعض كذا) و تعني جمع الجمع – الحضرة النبويّة
وَجُمْلَةً: وجَمَل الشيءَ: جَمَعَه, و تعني الجمع - الحضرة الإلهية
وَأَسْتَعْذِبُ الْبَلْوَى: الواو استئنافية, أَسْتَعْذِبُ: العَذْبُ من الشَّرابِ والطَّعَامِ: كُلُّ مُسْتَسَاغٍ, واستَعْذَبَ استَقَي وشَرِبَ ماءً عَذْباً, أي: تذوق حلاوة الْبَلْوَى, الْبَلْوَى: من الابتلاء, الاختبار, الآية: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) 124 البقرة, الابتلاء, بالانشغال بالمحبوب, و قد قيل:
أَصْلُ بَلْوَائِي *** نُقْطَةُ البَاءِ
وَصَبْرِي مَطِيَّتِي: وَصَبْرِي: الصبر في المصطلح الصّوفي هو هو سكون النفس وارتياحها، واطمئنان القلب وسروره بالله ، الذى اختبره وابتلاه، لكمال يقينه أن الله لم يرد به إلا الخير العاجل والآجل، مَطِيَّتِي: المطيّة ما يُركب و يُتوصل به في السير, صَبْرِي مَطِيَّتِي: الصّبور آخر الأسماء الحسني و ختام الصفات للوصول لمشاهدة حضرة الذّات, إذ الصّبر المطيّة للخواتيم





القصيدة الأولي (التائية):
==================
35 ق 1:
وَأَعْزِفُ أَلْحَانِي فَيَطْرَبُ عَاشِقِي *** وَأُوقِدُ مِشْكَاةَ الْمُرِيدِ بِلَمْعَتِي

المعني:
وَأَعْزِفُ: العزف ما يكون علي الآلة الموسيقية
أَلْحَانِي: اللَّحْن: وجمعه أَلْحانٌ, و هو الغِناء وتَرْجيعُ الصوت والتَّطْريبُ و في وصف يزيد ابن النعمان:
لقد تَرَكَتْ فُؤادَكَ مُسْتَجَنَّا ** مُطَوَّقَةٌ على فَنَنٍ تَغَنَّى
يَمِيلُ بها، وتَرْكَبُه بلَحْنٍ ** إِذا ما عَنَّ للمَحْزُون أَنَّا
و اللحن كذلك الكلام
و ألحان سيدي فخر الدين ما أودعه من معانٍ في قالبٍ طروبٍ من النظم في شراب الوصل, ذلك أنّه أتي بصيغة المضارع (و أعزِفُ).
فَيَطْرَبُ عَاشِقِي: الطَّرَبُ خفة تَعْتَري عند شدَّة الفَرَح و الشوق, العِشْقُ: فرط الحب، و عاشقي هو عاشق قصائدي
وَأُوقِدُ: الواو للعطف, أُوقِدُ: الوَقُودُ: ما يبقي الجذوة من النار مشتعلة, و أوقد استمد الوقود, من زيت الحبيب, قال تعالي في الآية: (يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ) 35 النور
مِشْكَاةَ الْمُرِيدِ: المشكاة: كَوَّةٍ تُوقد فيها النار, و يعني بها: القلب, الآية: قال تعالي: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ) 35 النّور
بِلَمْعَتِي: الباء للوسيلة و الواسطة, أي: بواسطة بِلَمْعَتِي, لَمْعَتِي: الواحدة من ومضات الشعاع, من أشعة الحضرة الصمدانية الوترية, الشعاع له 124 ألف لمعة أو ومضة, قال رضي الله عنه:
مَعَارجُ الْقُرْبِ فِي الْعَلْيَاءِ تَعْدِلُهَا *** لَمُيْعَةٌ مِنْ سَمَاءِ النُّورِ لَمْعَتُنَا (72 ق 35)





القصيدة الأولي (التائية):
==================
36 ق 1:
وَأَنْفُخُ فِي رُوعِ الْمُرِيدِ فَيَنْتَقِي *** جَوَاهِرَ عِلْمِ الأَوَّلِينَ بِنَفْخَتِي

المعني:
وَأَنْفُخُ: نَفَخ بفمه يَنْفُخ نَفْخاً إِذا أَخرج منه هواءً بقصد المعالجة ونحوها؛ في قصة سيدنا عيسي عليه السلام يقول تعالي: (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ) 49 آل عمران, قال رضي الله عنه:
لَنَفْخَةٌ فِي فُؤَادِ الْحِبِّ تَجْعَلُهُ *** أَمِينَ عِلْمٍ لَدُنّىِّ بِنَفْخَتِنَا (68 ق 35)
فِي رُوعِ الْمُرِيدِ: الرُّوعُ، بالضم: القَلبُ والعَقْل، (أي موضع التلّقي من المريد) ووقع ذلك في رُوعِي أَي نَفْسي وخَلَدِي وبالي، وفي الحديث: (إِنَّ رُوح القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي), و قال سيدي فخر الدين:
رِيحُ الصَّبَا نَفَثَتْ بِرُوْعِ مُتَيَّمٍ *** عَجَباً لِرَاحٍ رِيحُهَا لَفَّاحُ (25 ق 25)
فَيَنْتَقِي: الفاء السببية, يَنْتَقِي: نَقَّيْتُ الشّيءَ: خلّصتُه ممّا يشوبُه تنقيةً’ وكذلك يقال: انتقَيت الشّيءَ كأنَّك أخَذتَ أفضلَه وأخلَصَه. والنُّقَاوة: أفضَلُ ما انتقَيْت من شيء, ينتقي: يختار الأفضل
جَوَاهِرَ عِلْمِ الأَوَّلِينَ: جَوَاهِرَ: الجَوَاهِر: الحُلي النفيسة, يعني الثمين من علم أهل الحقيقة, عِلْمِ الأَوَّلِينَ: ما تركه الأولون من العارفين بالله من المعرفة, يأخذها المريد انتقاءً, و لذلك تجد ابن الطريقة يدرك علوم السابقين, و من بعد ما بينه سيدي فخر الدين من هذه العلوم, قال رضي الله عنه:
حُسْنُ التَّلَقِّي مِنْ سِمَاتِ أَحِبَّتِي *** وَالْجَوْهَرُ الْمَكْنُونُ فِي إِلْهَامِي (23 ق 15)
بِنَفْخَتِي: الباء: حرف جرّ يفيد الاستعانة, أي: بواسطة بِنَفْخَتِي, نفخة من الشيخ: العطاء دفعةً واحدة, تجمع في المريد جواهر علم الأولين



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى 15781612
ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى Icon_minitime 2020-09-08, 3:51 pm
القصيدة الأولي (التائية):
==================
37 ق 1:
وَأَشْفَعُ فِي أَهْلِ الزَّمَانِ وَإِنْ بَدَتْ *** شَقَاوِتُهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الطَّرِيقَةِ

المعني:
وَأَشْفَعُ: الشَّفاعةُ: كلام الشَّفِيعِ للأكبر في حاجة يسأَلُها لغيره, وَأَشْفَعُ بضيغة المضارع تفيد استمرارية الفعل (في الدنيا و الآخرة). و جاء في قوله تعالى: (مَنْ ذا الذي يَشْفَعُ عنده إِلاّ بإِذنه)، قال رضي الله عنه في (13-15 ق 57):
وَفِي ظِلِّ الشَّفَاعَةِ كُلُّ عَبْدٍ *** وَبَيْنَ الْخَلْقِ نَحْنُ الشَّافِعِينَ
وَأَوَّلُ رَشْفَةٍ مِنهَا هَنِيئاً *** لَدَى الضَّعَفَاءِ وَالْمُسْتَضعَفِينَ
وَيَوْمَئِذٍ يَقُولُ الرُّسْلُ جَهْرا *** رَضِينَا يَا أَبَا الزَّهْرَا رَضِينَا
فِي أَهْلِ الزَّمَانِ: الزَّمَان زمان الطريقة – آخر الأزمان بالنسبة لترتيب الأقطاب الأربعة. سيدي إبراهيم اختار آخر فترة زمنيّة لأنها الأصعب, و طريقته هي التي ينصلح بها الزمان
وَإِنْ بَدَتْ شَقَاوِتُهُمْ: وَإِنْ: الواو واو الحال, إِنْ: شرطية, بَدَتْ: ظهرت, شَقَاوِتُهُمْ: الشقاوة هي العمل الذي يبعد عن رضا الله و يدخل النار, و يعني: و إن ظهرت شقاوتهم, قال تعالي: (فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى) 14 -15 الليل
إِلاَّ بِحَقِّ الطَّرِيقَةِ: إِلاَّ: استثناء, بِحَقِّ الطَّرِيقَةِ: إلا أن تكون معصيتهم هي الوقوع في الطريقة بسوء فيحرموا من شفاعته رضي الله عنه, و قد قيل: "وَيْلٌ لِمَنْ شُفَعَاؤُهُ خُصَمَاؤُهُ"





القصيدة الأولي (التائية):
==================
38 ق 1:
وَأُسْمِعُ صَوْتِي لِلْمُرِيدِ فَيَهْتَدِي *** إِلَى بَابِ عِزِّ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ شِقْوَةِ

المعني:
وَأُسْمِعُ صَوْتِي لِلْمُرِيدِ: وَأُسْمِعُ صَوْتِي: أبلغه مسامعه فيسمعه, لِلْمُرِيدِ: المريد الطالب و القاصد للمطلوب و المُراد, و مريد الشيخ قاصده للهداية, الآية: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) 27 الحج, و الشيخ أبلغ المريد من الأزل, فاستجاب للنداء, فصار مكتوباً عند الشيخ أنه مريده, و لذلك قال سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه: "أعرف تلاميذي و هم في بطون أمهاتهم"
فَيَهْتَدِي: الفاء السببية, يهتدي علي وزن يفتعل, يسلك طريق الهدي
إِلَى بَابِ عِزِّ اللَّهِ: إِلَى بَابِ عِزِّ اللَّهِ: الإيمان, أي: الطريقة, قال تعالي في الآية: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) 8 المنافقون, قال رضي الله عنه:
عَلَى بَابِ عِزِّ اللَّهِ كُنْتُ مُنَادِياً *** فَمَنْ جَاءَنِي فَهْوَ الْعَزِيزُ بِعزَّتِي (148 ق 1)
مِنْ بَعْدِ شِقْوَةِ: مِنْ بَعْدِ: الحرفان يفيدان الظرفية, بمعني: بالرغم مما كان عليه الحال من قبل, و منها قوله تعالي: (ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) 52 البقرة, (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ) 49 يوسف, شِقْوَةِ: الشِقْوَةِ: الشَّقاء, يبدّل شقاؤه بسعادةٍ, قال رضي الله عنه:
تَخُطُّ يَمِينِي مَحْوَ شِقْوَةِ تَابِعِي *** وَمَرْتَعِيَ الْكُرْسِيُّ وَاللَّوْحُ خَلْوَتِي (50 ق 1)





القصيدة الأولي (التائية):
==================
39 ق 1:
وَأَنْظُرُ فِي قَلْبِ الْمُرِيدِ فَيَرْتَقِي *** مَعَارِجَ أَهْلِ اللَّهِ وَالِسّرُّ نَظْرَتِي

المعني:
وَأَنْظُرُ فِي قَلْبِ الْمُرِيدِ: وَأَنْظُرُ فِي قَلْبِ الْمُرِيدِ: النظر من الشيخ في قلب المُريد, أن يعطيه العطاء دفعةً واحدةً فيكملّه بمراتب الكمال, و ذلك تأسياً بقوله تعالي: (وَلِتـُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) 39 طه, و قد كان سيدى أبو الحسن الشاذلى رضي الله عنه يقول: (نحن كالسلحفاة تربي أطفالها بالنظر), و هذا شأن الكُمل من الأولياء, (الإلهيين), أصحاب حضرة الشهود الذّاتي, و في ذلك يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَكُلُّ إِلَهِيٍّ إِذَا شَاءَ نَظْرَةً *** يُكَمِّلُ ذَا نَقْصٍ بِمَكْنُونِ فَضْلِهِ (12 ق 66)
و قال رضي الله عنه:
وَلِي نَظْرَةُ الرَّاعِي إِلَى الْقَلْبِ يَرْتَقِي *** وَيَصْعَدُ مَحْمُولاً بِنُورِ مَحَفَّتِي (149 ق 1)
فَيَرْتَقِي: فاء السببية, يَرْتَقِي: يصعد, أي: يسير في مراتب السير إلي الله و السير في الله
مَعَارِجَ أَهْلِ اللَّهِ: مَعَارِجَ: المَصاعِد والدَّرَج, تقول عَرَجَ إذا ارتفع وعَلا, مراتب السير, الآية: (مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ) 3 الْمَعَارِج, أَهْلِ اللَّهِ: الأولياء
وَالِسّرُّ نَظْرَتِي: وَالِسّرُّ: كُنه ما يقوم به الأمرُ, نَظْرَتِي: نَظْرَتِي في قلب المُريد, قال رضي الله عنه في قوله في (70-72 ق 35):
بِنَظْرَةٍ فِي فُؤَادِ الْحِبِّ تَحْمِلُهُ *** يَدُ الْعِنَايَةِ مِعْرَاجاً لِسَاحَتِنَا
فَيَرْتَقِي بَلْ يٌرْقَّى بَلْ تُحيطُ بِهِ *** مَلاَئِكُ الْحِفْظِ مَأْمُوناً لِوَاحَتِنَا
مَعَارجُ الْقُرْبِ فِي الْعَلْيَاءِ تَعْدِلُهَا *** لَمُيْعَةٌ مِنْ سَمَاءِ النُّورِ لَمْعَتُنَا





القصيدة الأولي (التائية):
==================
40 ق 1:
يُعَاهِدُنِي الْمَثْبوُتُ فِي اللَّوْحِ مُسْعَداً *** يُعَانِدُنِي الأَشْقَى وَلَوْ بِالإِشَارَةِ

المعني:
يُعَاهِدُنِي: العهد, عهد الطريقة, الموثق و البيعة (كنتراتو) بين الشيخ و المريد, الياء إشارة لتنزل الأمر للخليفة الوارث, يعاهد الشيخ أو ورثته, الآية: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) 10 الفتح
الْمَثْبوُتُ فِي اللَّوْحِ: الْمَثْبوُتُ: المُبرم, ما يكتب في اللّوح المحفوظ أمر مُبرم, و يُكتب و المرء في بطن أمّه, كما جاء حديث سيدنا عبد الله بن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يروى عن النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ قَالَ: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثُمَّ يكون علقة مثل ذلك، ثُمَّ يكون مضغة مثل ذلك، ثُمَّ يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات، بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد .... الخ), (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) 39 الرعد, يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ: ألواح الحو و الإثبات, أُمُّ الْكِتَابِ: اللّوح المحفوظ
مُسْعَداً: أعطي السعادة, أن يكون في طاعة الله
يُعَانِدُنِي الأَشْقَى: عانَدَ مُعانَدَةً أَي خالف وردَّ الحقَّ و مال عنه و أباه وهو يعرفه، الأَشْقَى, المصّر علي المعصية, (غير الشقيّ), الشقاء معصية الله, الآية: (وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى) 11 الأعلي, قال:
بأخذ عزيز قادر سوف أحمها *** إذا همّ أشقاهم ليعقُر ناقتي
وَلَوْ بِالإِشَارَةِ: وَلَوْ: للتقليل, كما في حديث "اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة", بِالإِشَارَةِ: أَشار أَومَأَ بيده أو حاجبيه أو هزّ رأسه ,,, ناهيك عن القول و الفعل





القصيدة الأولي (التائية):
==================
41 ق 1:
يُبَايِعُ إِبْرَاهِيمَ مَنْ كَانَ وَاثِقاً *** بِأَنَّ أَبَا الْعَيْنَيْنِ يَجْلُو بِخَلْوَتِي

المعني:
يُبَايِعُ إِبْرَاهِيمَ: يُبَايِعُ: البيعة العهد, إِبْرَاهِيمَ: الخليفة الوارث شيخ الطريقة, في صيغة المضارع, للاستمرارية
مَنْ كَانَ وَاثِقاً: وثقَ أحكم الرباط و يعني صاحب العقيدة التي لا تتزعزع, وثِق بالشئ صدّقه و اطمأن له
بِأَنَّ أَبَا الْعَيْنَيْنِ يَجْلُو بِخَلْوَتِي: بِأَنَّ: الباء حرف إلصاق, أَنَّ: للتأكيد, أَبَا الْعَيْنَيْنِ: يُكني سيدي إبراهيم الدسوقي بكنيته تعظيماً, يَجْلُو: ظاهر, بِخَلْوَتِي: خلوة باطن, أي: واثقاً بأنّ لا فرق بيني و بينه, ذكر سيدي فخر الدين قصة حدثت في الحضرة الإلهية أن سئل سيدي ابراهيم عن بعض المريدين المنتمين إليه و كان رده رضي الله عنه في ذلك: "من لا يعرفه محمد عثمان فانا لا أعرفه", و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
إِلَى حَيْثُمَا وَلَّى الدُّسُوقِي وِجْهَةً *** أَرَانِي أُوَلِي فَهْوَ بِاللَّهِ قِبْلَتِي (215 ق 1)
يعني العقيدة في الإمام الخليفه هي عقيدة في سيدي فخر الدين و هي العقيدة في سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنهم, قال رضي الله عنه:
وَمَنْ شَرِبَ التَّفْرِيقَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ *** هُنَالِكَ لاَ تُجْدِي الرُّقَى وَالْمَسابِحُ (12 ق 82)





القصيدة الأولي (التائية):
==================
42 ق1:
وَأَغْرِسُ فِي الْجَنَّاتِ حَمْداً لِرَبِّنَا *** وَفَكُّ رُمُوزِ الْكَائِنَاتِ خَصَاصَتِي

المعني:
وَأَغْرِسُ فِي الْجَنَّاتِ: أَغْرِسُ: غَرَس الشجر والشجرة يغرِسها غَرْساً, أثبتها في الأرض وزرعها, و في الحديث روى ابن ماجه عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه وهو يغرس غرسا، فقال: " ألا أدلك على غراس خير من هذا ؟ سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إله الله، والله أكبر، يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة", فِي الْجَنَّاتِ: أي: في العوالم العلوية: ملكوت-جبروت-لاهوت-هاهوت, قال رضي الله عنه:
فَذِي سَبْعُ جَنَّاتٍ وَثِنْتَانِ بَعْدَهَا *** فَجَنَّةُ أَعْيَانٍ وَجَنَّةُ قُرْبَةِ (123 ق 1)
حَمْداً لِرَبِّنَا: حمد الربوبية, القائمة بالتربية في الدنيا, المهيمنة علي الأسماء, و التربية سير المريدين
وَفَكُّ رُمُوزِ: فَكُّ: فَكُّ الرّمز, معرفة تفاصيل التكوين, رُمُوزِ: جمع رَمْزُ, الرَّمْزُ: الإيماءُ والإشارة, لغةً,و الرّمز: الشّفرة أيضاً, والإشارة تكتنف علي معني باطني و تشير إلي الشئ لكن لا تفسره, و لذا يحتاج الرمز لمن يفمه و يفك إشارته. قال تعالي لسيدنا زكريا: (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً, قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا, وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) آل عمران41, و في قصة ما حكم به النبي - صلى الله عليه وسلم - من أمر السوداء حين قال لها : ( أين الله ؟ ) فأشارت برأسها إلى السماء فقال : (أعتقها فإنها مؤمنة).
الْكَائِنَاتِ: من كَوَّنَ الشيءَ أي أَحدثه, الْكَائِنَاتِ: كل ما هو موجود في الكون
رُمُوزِ الْكَائِنَاتِ: أسرارُ تكوينها و مفاتيحها
خَصَاصَتِي: من خَصَّ, خصّه بالشيء يخُصّه خَصّاً واخْتصّه: أَفْرَدَه به دون غيره, أي: ميزتي و اختصاصي





القصيدة الأولي (التائية):
==================
43 ق 1:
وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ رَبِّي وَإِنَّنِي *** لأَحْتَرِفُ التَّوْحِيدَ فِي حَالِ نَشْوَتِي

المعني:
وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ رَبِّي: وَأَشْهَدُ: شهود عيان, تحقيقاً, أَنَّ اللَّهَ رَبِّي: توحيد الربوبيّة, الآية: (إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) 51 آل عمران
وَإِنَّنِي: إن للتوكيد و أضيف إليها نون الوقاية, اشارة إلي الهوية المتدلية من غيب الأحديّة
لأَحْتَرِفُ التَّوْحِيدَ: لأَحْتَرِفُ: حرْفُ كلِّ شيء حدُّه و الاحْتِرافُ الصنعة و الاكْتِسابُ، التَّوْحِيدَ: التوحيد الذّاتي الصِرف, فهو ختم المراتب بعد مراتب الدين الثلاث: الإسلام, الإيمان, الإحسان. قال رضي الله عنه:
أَمَّا عَنِ التَّوْحِيدِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ *** خَتْمُ الْمَرَاتِبِ خَصَّةُ الإِنْسَانِ (15 ق 60)
فِي حَالِ نَشْوَتِي: نشِيَ الرجل من الشراب نَشْواً ونُشْوةً ونَشوةً ونِشْوةً فهو نَشْوان, أي: في حال محوي, الفناء في موطن القُرب





القصيدة الأولي (التائية):
==================
44 ق 1:
فَمَحْوِيَ صَحْوٌ وَالْمَلاَئكُ تَابعِي *** وَفَرْدِيَ جِمْعٌ وَالنَّبِيُّونَ صُحْبَتِي

المعني:
فَمَحْوِيَ صَحْوٌ: المَحو: الفناء, الصَحو: البقاء, بمعني: إن غبت بدا و إن بدا غيبني
و الملائك تابعي: واو العطف, الملائك: جمع مَلَك, تابعي: يأتمرون بأمري, لأنه يتصرف من موطن الأمر و الملائك تتصرف من موطن القدرة, فهي تنفذ ما يريد فردي جمع: فردي: جمع الجمع و بالنسبة له هو موجود في الاثنين الجمع (الحضرة الإلهية (و جمع الجمع (الحضرة النبوية)
والنبيّيون صحبتي: والنبيّيون: جمع نبيّ, صحبتي: معي, في حضرة جمع الجمع, قال رضي الله عنه في (1-2 ق 54):
إِنَّا بِجَمْعِ الْجَمْعِ كُنَّا عُصْبَةً *** وَإِمَامُ هَذَا الْجَمْعِ أَوَّلُ كَاتِبِ
السَّادَةُ الأَقْطَابُ فِينَا أَنْجُمٌ *** وَبِنَا أَبُو الدُّنْيَا وَأَوَّلُ تَائِبِ







القصيدة الأولي (التائية):
==================
45 ق 1:
وَتَحْتَ لِوَاءِ الْحَمْدِ يُجْمَعُ شَمْلُنَا *** وَيَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ يَوْمُ كَرَامَتِي

المعني:
وَتَحْتَ لِوَاءِ الْحَمْدِ يُجْمَعُ شَمْلُنَا:الواو استئنافية, تَحْتَ: ظرف مكان, لِوَاءِ الْحَمْدِ: اللواء العَلم و الرّاية ولا يمسكها إِلا الأمير, وفي الحديث, قال صلي الله عليه و سلم: "لِواءُ الحَمْدِ بيدي يومَ القيامةِ", و لواء الحمد كائن بالفغل يوم العرض, أمام المولي سبحانه و تعالي, و هو خاص به صلي الله عليه و سلم, و هو يرمز لحمد الحمد ، وهو أتم المحامد وأسناها و علامة على مرتبة الملك ووجود الملك ، كذلك حمد المحامد تجتمع إليه المحامد كلها ، وجميع الخلائق خلفه من أمته صلي الله عليه و سلم وفيها الأولياء بعدد الأنبياء، ولهم ألوية مثل ما للأنبياء، ولهم من الاتباع مثل ما للأنبياء، ويستمدون من النبي صلي الله عليه و سلم, و قد جعل سادتنا الصوفية في احتفالاتهم بالمولد النبوي الشريف الساري الذي يُنصب في وسط ميدان الاحتفال بمثابة الرمز للواء الحمد, قال رضي الله عنه:
لِوَاءُ حَبِيبِي وَارِفُ الظّلِ وَالنَّدَى *** وَإِنَّ لِوَائِي تَحْتَهُ فِيهِ دَوْحَتِي (155 ق 1)
يُجْمَعُ شَمْلُنَا: يُجْمَعُ: يؤتي بالجميع فيجتمعون في مكان واحد, شَمْلُنَا: جمعنا, الشَّمْلُ الاجتماع، يقال: جَمعَ اللهُ شَمْلَك, أي: نحن و أنتم المريدون أهل تلقي الخطاب, قال رضي الله عنه:
تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَلَيْهَا *** لِوَاءُ الْحَمْدِ مَوْرِدُنَا يَقِينَا (12 ق 57)
وَيَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ: الواو للعطف, يَوْم: اليوم وقت من الزمان, و يعرّف به الحدث الهام من أحداثه, و من ذلك قول العرب للعيد يومُ كذا, و قولك: يَوْمَ الجُمعة, يَوْمَ القيامة, يَوْمَ العروبة ... الخ, يَقُومُ النَّاسُ: يقومون من الأجداث, يَوْم البعث, قال تعالي: (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) 9 المطففين
يَوْمُ كَرَامَتِي: و يَوْمُ هنا كنا ذكرنا ترمز لأهمية الحدث, و هو كرامة سيدي فخر الدين, و في القول ضمنيّاً, أن كلّ ما شهدتموه لا يعدل تلك الكرامة التي خُصصت بها يوم البعث, و الكرامة هي الأمر الخارق للعادة و هو بمثابة التأييد للوليّ كما المعجزة بالنسبة للنبي, و أن الكرامة الحقيقة و الأعظم له, رضي الله عنه, ستكون يوم القيامة, كرامة انفرد بها هو رضي الله عنه دون غيره و خصّه بها جده رسول الله صلي الله عليه و سلم, و هي الإذن بالشفاعة, الشفاعة التي يطلبها و يرضي بها الرُسل عليهم صلوات الله و سلامه, قال رضي الله عنه في (13-15 ق 57):
وَفِي ظِلِّ الشَّفَاعَةِ كُلُّ عَبْدٍ *** وَبَيْنَ الْخَلْقِ نَحْنُ الشَّافِعِينَ
وَأَوَّلُ رَشْفَةٍ مِنهَا هَنِيئاً *** لَدَى الضَّعَفَاءِ وَالْمُسْتَضعَفِينَ
وَيَوْمَئِذٍ يَقُولُ الرُّسْلُ جَهْرا *** رَضِينَا يَا أَبَا الزَّهْرَا رَضِينَا





القصيدة الأولي (التائية):
==================
46 ق 1:
لِوَائِيَ مَعْقُودٌ وَعَهْدِيَ مَوْثِقٌ *** وَيَسْتَلِمُ الأَرْكَانَ مَنْ زَارَ كَعْبَتِي

المعني:
لِوَائِيَ مَعْقُودٌ: لِوَائِيَ: اللواء الرّاية و العلم و تكون بيد الأمير, مَعْقُودٌ: عقد اللواء: إبرام أمر الرئاسة له, أي: مَعْقُودٌ في هذا الزمان, زمن سيدي إبراهيم الدسوقي من أزمان الدنيا, تنتشر فيه طريقته و يصلح الله به الأرض, و يعود الخلق لطاعة الله, و قد قيل في الرئاسة العامة لسيد الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم:
عُقِدَ الِلواء لِمُحمّدٍ وَ ثَنائِهِ *** فَالدَّهْرُ دَهْرُهُ و الأَوَانُ أَوَانُهُ
وعهدي مَوْثِقٌ: وعهدي: العهد هو البيعة من المريد للشيخ, موثق:مُلزم عهد يجب أن يلتزم به, و العهد أن علي الشيخ التربية و الحماية و علي المريد السمع و الطاعة
و يستلم الأركان: استلام الأركان للكعبة المشرفة ولها أربعة أركان: ركن الحجر الأسود، والركن الشمالي، والركن الغربي، والركن اليماني, و هو أمرُ يقوم به الطواف بالكَعبة المشرّفة, و رمزية الاستلام هي العهد بالالتزام بالأركان في الدين, و إشارة الشيخ هنا بالكَعبة للطريقة و من ثمّ فلها, أي: للطريقة, أربعة أركان: , يلتزمها المُريد و هي: العقيدة, الأوراد, القصائد, الخدمة
مَنْ زَارَ كَعْبَتِي: مَنْ: الذي, زَارَ: أتي المكان, كَعْبَتِي: و الكَعبة موطن التجلّيات الأسمائية, إشارة للشيخ و إشارة للطريقة (لا فرق بين الطريقة و الشيخ), و في الـتأويل الطريقة من زارها أخذها فلا يكتمل أمره إلا بالالتزام بالأركان الأربعة





القصيدة الأولي (التائية):
==================
47 ق 1:
وَلِي كُتُبُ الأَبْرَارِ أَشْهَدُ مَا بِهَا *** وَإِنِّي عَبْدٌ وَالْعبَادُ رَعِيَّتِي

المعني:

وَلِي: الواو استئنافية, اللام للتخصيص
كُتُبُ الأَبْرَارِ: كُتُبُ: جمع كتاب, الكتاب هو الجامع لحقائق لكل ذات من ذوات أهل المرتبة, بعدد أهل المرتية, الأَبْرَارِ: هم أهل حضرة الجمع (الحضرة الإلهية), و هي جنة الأعيان و الأعيان الرؤساء و العظماء الذين خافوا مقام ربهم (و لمن خاف مقام ربّه جنّتان), الآيات: (كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ) * كِتَابٌ مَّرْقُومٌ) 18-20 المطففين
أَشْهَدُ مَا بِهَا: أَشْهَدُ: رأي العين, شهادة, مَا بِهَا: ما هو مكتوبق فيها, و الشهود يكون من جنّة القرب أي: حضرة جمع الجمع (الحضرة النبوية), الآية: (يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) 21 المطففين, كما قال رضي الله عنه:
فَذِي سَبْعُ جَنَّاتٍ وَثِنْتَانِ بَعْدَهَا *** فَجَنَّةُ أَعْيَانٍ وَجَنَّةُ قُرْبَةِ (123 ق 1)
وَإِنِّي عَبْدٌ: الواو للعطف, إنّ للتأكيد مع يا المتكلم, تعبّر عن باطن الأنا, عَبْدٌ: متحقق بالعبادة, في مرتبة الإحسان, و تسمي العبادة في هذه المرتبة بالعُبودة, قال رضي الله عنه:
وَمِنْ عَبثٍ بَخْسُ الْحَقِيقَةِ أَهْلَهَا *** لأَنِّيَ عَبْدٌ فِي مَقَامِ الْعُبُودَةِ (72 ق 1)
وَالْعبَادُ رَعِيَّتِي: وَالْعبَادُ: الخلق, رَعِيَّتِي: أرعاهم, و شأن الرّاعي التربية و الحفظ





القصيدة الأولي (التائية):
==================
48 ق 1:
أَنَا بِيَمِيِن اللَّهِ أَطْوَارُ خِلْقَتِي *** مِنَ الْحَمِأَ الَمْسنُونِ حَتَّى النِّهَايَةِ

المعني:
أَنَا: الذّات الظاهر, ذات المتكلم
بِيَمِيِن اللَّهِ: بِيَمِيِن: الباء للوسيلة أو الواسطة, أي: بواسطة يمين الله, يَمِيِن اللَّهِ: يد القُدرة الإلهية
أَطْوَارُ خِلْقَتِي: أَطْوَارُ: مراحل, خِلْقَتِي: الخِلْقةُ: الفِطْرة, أي: فطرةٌ لم تتبدّل, قال تعالي: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) 30 الروم, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَإِنَّا قَدْ فُطِرْنَا مَاءَ غَيْبٍ *** كَمَا أَنَّ السَّمَاءَ لَهَا انْفِطَارُ (30 ق 31)
مِنَ الْحَمِأَ الَمْسنُونِ: مِنَ: حرف ابتداء لغاية مكانية, الْحَمِأَ: الطين الأَسود, الَمْسنُونِ: المُنتن, قال تعالي: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ) 26 الحجر, أي: منذ أن كنت في ظهر سيدنا آدم عليه السلام, المخلوق من الحمأ المسنون متنزلاً في النور النبوي, لأن البشر الوحيد الذي خلق من حمأ مسنون هو سيدنا آدم عليه السلام
حَتَّى النِّهَايَةِ: حتى نهاية مراحل تكويني, قال رضي الله عنه:
أَلُوذُ بالسَّيِّدِ الْمَأْمُولِ مَنْ بُسِطَتْ *** بِهِ الْعِنَايَةُ بَدْءاً قَبْلَ تَكْوِينِي (5 ق 90)





القصيدة الأولي (التائية):
==================
49 ق 1:
يَرَانِي بِعَيْنِي مَنْ رَآنِي فِي الرُّؤَى *** وَيَسْمَعُنِي سَمْعِي وَتِلْكَ إِرَادَتِي

المعني:
يَرَانِي بِعَيْنِي: يَرَانِي: رأي العين شهادة, بِعَيْنِي: أي: الباء للوسيلة, أي: بواسطة عيني, فيكون ذلك تحقيقاً و ليس خيالاً, لأن الرؤيا خيال, و لكن المعني هنا أنها تكون صادقة في حالة رؤيا المريد للشيخ في منامه, فهو صاحب الوراثة المحمدية, و ذلك لما ورد عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي", و صدق الرؤيا أيضاً من مقام الخُلّة, قال تعالي: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) الصافات 102, و قد قيل في المعني:
فَشَهِدْتُهُم بِعُيُونِهِم وَ بِسَمْعِهِم *** وَ شَرَابُهم لَمْ يُبْقِ مِنِّي بَاقَيَا
مَنْ رَآنِي فِي الرُّؤَى: مَنْ: الذي, رَآنِي فِي الرُّؤَى: الرُّؤَى جمع الرُؤية و هي ما يُري في المنام, و لصيغة الماضي, أي: من سبق أن رَآنِي فِي الرُّؤَى, يتحقق بالمشاهدة
وَيَسْمَعُنِي سَمْعِي: استبدال الصفات, الوارد في الحديث القدسي: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحبته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) رواه البخاري, فالاستنتاج أنك إذا سمعت بسمع أحد الإلهيين, فإنه قد صبغ بصبغة الله و أنت نلت صبغته, فالأمر واحد (و أثنان بعد الالتفات).
وَتِلْكَ إِرَادَتِي: لأنها لا تأتي إلا بكثرة الذكر و الأوراد, قال رضي الله عنه:
يَا مُرِيدِي رِضَايَ فِي ذِكْرِكَ اللَّهَ *** يَا مُرِيدِي خَزَائِنُ اللَّهِ عِنْدِي (5 ق 3)
و قال رضي الله عنه:
وَلَسْتُ بِنَاءٍ عَنْ مُرِيدِيَ لَحْظَةً *** وَإِنَّ مُريدِي مَنْ أَرَادَ إِرَادَتِي (266 ق 1)





القصيدة الأولي (النائية
=================
50 ق 1:
تَخُطُّ يَمِينِي مَحْوَ شِقْوَةِ تَابِعِي *** وَمَرْتَعِيَ الْكُرْسِيُّ وَاللَّوْحُ خَلْوَتِي

المعني:
تَخُطُّ يَمِينِي: تَخُطُّ: تكتب, يَمِينِي: يد القدرة, بالتفويض الإلهي, الآية: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) 48 العنكبوت,
مَحْوَ شِقْوَةِ تَابِعِي: مَحْوَ: إزالة, شِقْوَةِ: الشقاء, أي: من كُتب شقياً في اللوح. تَابِعِي: مريدي, التابع مقابل الإمام, تابع و متبوع, مأموم و إمام, ابن طريقتي, و هذا لصاحب التيجان الأربعة (القطب الفرد الجامع الكبير) لأنه يتصرف من موطن الأمر
وَمَرْتَعِيَ الْكُرْسِيُّ: وَمَرْتَعِيَ: الرَّتْعُ: لغةً: الأَكل والشرب رَغَداً في الرِّيف، رَتَعَ يَرْتَعُ رَتْعاً ورُتوعاً ورِتاعاً، والاسم الرَّتْعةُ والرَّتَعةُ, يقال: خرجنا نَرْتَعُ ونَلْعب أَي نَنْعَم ونَلْهُو, وقال الله تعالى مخبراً عن إِخوة يوسف: (أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) 12 يوسف, وفي الحديث: "إِذا مَرَرْتُم بِرياضِ الجنة فارْتَعُوا", الْكُرْسِيُّ: هو مجلي الصفات الإلهية, و مظهر الموجودات المتعينة, إبراز القدرة الإلهية, و فوق العرش, و مرتعي الكرسي: أتنعم بالتجلّي الإلهي, قال رضي الله عنه:
لَمَّا دَنَا الْعَرْشُ وَالْكُرْسِيُّ جِئَ بِهِ *** فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ وَازْدَانَتْ مَرَاقيِنَا (3 ق 28)
وَاللَّوْحُ خَلْوَتِي: الواو للعطف, اللَّوْحُ: اللوح المحفوظ هو تعين روحاني في القلم الأعلى ، فهو صورة أخرى للنور المحمدي, و له تفصيل ما أجمل في القلم, قال تعالي: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ) 21-22 البروج, خَلْوَتِي: تجرّدي للشهود





القصيدة الأولي (النائية)
=================
51 ق 1:
وَأَفْتَرِشُ التَّأْيِيدَ حَقّاً وَإِنَّنِي *** لأَلْتَحِفُ الرِّضْوَانَ وَالنُّورُ حُلَّتِي

المعني:
وَأَفْتَرِشُ التَّأْيِيدَ حَقّاً: الواو للعطف, أَفْتَرِشُ: فَرَشَ الشيء وافْتَرَشَه: بسَطَه, قال تعالي: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء) البقرة 22, و في تفسير ذلك أنه تعالي جعل الأرض فراشا أنها كالفراش في التمكن من الاستقرار, أي: أن أساسه الذي يقوم عليه رضي الله عنه هو التَّأْيِيدَ, التَّأْيِيدَ: الإذن و التمكين, قال تعالي: (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) الأحزاب 46, حَقّاً: لا ظناً و لا أمراً يقبل الجدال
وَإِنَّنِي: الواو للاستئناف, إنّ للتأكيد, مع نون الوقاية و يا المتكلم, إشارة إلي باطن الحقيقة المستمد من غيب الأحديّة, الوراثة
لأَلْتَحِفُ: اللام للتأكيد – ألتحف: اللِّحاف كلُّ ما تغطَّيت به
الرِّضْوَانَ: أعلي مراتب العطاء الإلهي, قال تعالي: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ) التوبة 100, قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: الصلاة في أول الوقت في رضوان الله و في وسطه في رحمة الله و في آخره في مغفرة الله, و لأن أكون في رضوانه خيرٌ لي من أن أكون في رحمته و مغفرته
وَالنُّورُ حُلَّتِي: الحًلة ما يُتحلّي به من الثياب, النور التجّلي النبوي, أي أني ألبس خلعة التجلي النبوي (رئاسة الزمان, المعني العام: هذا البيت جمع مراتب الدين:-
أفترش التاييد : التأييد الظاهري - مرتبة الشريعة
ألتحف الرضوان: أعمال الطريقة - مرتبة الإيمان
النور حلتي: تجليات الحقائق - مرتبة الإحسان







القصيدة الأولي (التائية):
==================
52 ق 1:
هَذَا بَيَانٌ للْخَلاَئِقِ كُلِّهَا *** سِهَامُ أَبِي الْعَيْنَيْنِ مِلْءُ كَنِانَتِي

المعني:
هَذَا بَيَانٌ: هَذَا: اسم اشارة للقريب, أي: القول الآتي, بَيَانٌ: والبَيانُ ما بُيِّنَ به الشيءُ و اتّضَح, واستَبانَ الشيءُ: ظهَر, و هَذَا بَيَانٌ فيها رفع لدرجة الانتباه لجلال الأمر, قال تعالي: (هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ) 138 آل عمران
للْخَلاَئِقِ كُلِّهَا: للْخَلاَئِقِ: الْخَلاَئِقِ جمع خَلِيقة, و خَلِيقةُ الله و خَلْق الله، و تشمل الإنس و غيرهم من ذوي الرّوح, و أكدّها ب"كُلِّهَا", و كُلّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد
و ذلك من ضروب الوراثة النبويّة المحمّدية الكاملة, فقد تُخوطِبت كل الخلائق له, قال رضي الله عنه:
حَتَّى خَفِيَّاتِ الْجَمَادِ تُخوُطِبَتْ *** هَلاَّ وَعَيْتُمْ مَا حَوَتْ كَافِيَّتِي
سِهَامُ أَبِي الْعَيْنَيْنِ: سِهَامُ: جمع سَهم, و هو النَّبْلِ، مَرْكَبُ النَّصْلِ، يُرمي به الهدف, أَبِي الْعَيْنَيْنِ: حيثما يذكر سيدي إبراهيم بكنيته "أبو العينين" فذلك للإجلال و التوقير, و مثال ذلك, يقول رضي الله عنه:
حَتَّى أَبُو الْعَيْنَيْنِ جَلَّ مَقَامُهُ *** حَدَّثْتُ عَنْهُ فِي حَشَا أَحَدِيَّتِي (316 ق 1)
وفي التحصين الشريف, يقول سيدي أبو العينين رضي الله عنه: (أنا الأسَدُ سَهْمِي ....) أي أن سهمي سديد الرمية و لا يخطئ, و في قصة القاضي الشهيرة من كرامات سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه, رسالته التي قال فيها:
سِهَامُ اللّيْل صَائبةُ المُرامِ *** إِذَا وُتِرَتْ بَأوْتَارِ الخُشُوعِ
يُصَوّبُها اِلَى المَرْمَى رِجَالٌ *** يُطِيلُونَ السُّجُودَ مَعَ الرُّكُوعِ
بِألْسِنَةٍ تُهَمْهِمُ فِي دُعَاءٍ *** وَأجْفَانٍ تَفِيصُ مِنَ الدُّمُوعِ
إِذَا أَوْتَرنَ ثُمّ رَمَيْنَ سَهْمَاً *** فَلاَ يُغْنِي التَّحَصُّنُ بِالدُّرُوعِ
مِلْءُ كَنِانَتِي: الكنانة هي الجراب الذي تُحمل فيه السّهام, مِلْءُ كَنِانَتِي: ما يكفيني لأسدد حيث شئت, أتصرّف بقوة سيدي أبي العينين







قصيدة الأولي (التائية):
==================
53 ق 1:
وَجَدِّيَ مَحْمُودُ الْمَقَامِ وَشَافِعي *** وَإِنَّ بَنِي الزَّهْرَاءِ أَهْلِي وَعُصْبَتِي

المعني:
وَجَدِّيَ مَحْمُودُ الْمَقَامِ: الواو للعطف, جَدِّيَ: الجَدّ حضرة النبي صلي الله عليه و سلم, يكنيه بالجّد لإظهار أمر الوراثة المحمدية, لأن الجّد يورث, مَحْمُودُ الْمَقَامِ: مَحْمُودُ المنزلة, منزلة خاصة به صلّي الله عليه و سلّم, و هي منزلة الشفاعة الكُبري, الآية: قال تعالي (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) 70 الإسراء, و عن سيدنا عبد الله ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قالَ: "إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ جُثًا- جلوسا على الركب -، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يَقُولُونَ: يَا فُلاَنُ اشْفَعْ، يَا فُلاَنُ اشْفَعْ، حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ المَقَامَ المَحْمُودَ "
وَشَافِعي: الشافع من يؤدي الشفاعة و هي من التوسل لصاحب حاجة عند المَلِك, أي: شافعي واسطتي لدي الله تعالي
وَإِنَّ بَنِي الزَّهْرَاءِ: وَإِنَّ: إِنَّ: للتأكيد, بَنِي الزَّهْرَاءِ: آل البيت, و الزهراء أصلها نجمة بارزة في السماء تهدي السائرين, و بنو الزهراء نجومٌ – كني عنهم القرآن الكريم في قوله تعالي: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) 4 الرحمن وفي حديث سيدنا الإمام علي، عليه السلام، في صفة سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم: كان أَزْهَرَ اللَّوْنِ ليس بالأَبيضِ الأَمْهَقِ, والمرأَة زَهْرَاءُ, وكل لون أَبيض كالدُّرَّةِ, و حين سئل سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه,لم سميت فاطمة الزهراء زهراء؟ قال: " لأنها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما تزهر نور الكواكب لأهل الأرض", و أخرجه أحمد بإسناده عن زيد بن ثابت قال : ( قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم: "إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السّماء والأرض، أو ما بين السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض", و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
نَعْتُ الأَمَاجِدِ كَالنُّجُومِ وَنُورِهَا *** بِهِمُ اهْتَدَى مَن ضَلَّ فِي الوِدْيَانِ (21 ق 2)
أَهْلِي: أخصّ الأقربين, أنتمي إليهم
وَعُصْبَتِي: جماعتي, و العُصْبة من الرِّجال أقلّها عَشرة، ولا يقال لما دونَ ذلك عُصْبة, وإنَّما سمِّيت عُصْبةً لأنَّها قد عُصِبت، أي كأنَّها رُبِط بعضُها ببعض









القصيدة الأولي (التائية):
==================
54 ق 1:
وَإِنَّ مَقَامِي لاَ يُمَاطُ لِثَامُهُ *** وَجَلَّ كَلاَمِي عَنْ عُقُولٍ ذَكيَّةِ

المعني:
وَإِنَّ مَقَامِي: إِنَّ للتوكيد, المقام الدَّرَجة والمنزلة, الآية: (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ) 164 الصافّات, مَقَامِي: منزلتي و قدري, ياء المتكلم, سيدي فخر الدين رضي الله عنه
لاَ يُمَاطُ لِثَامُهُ: لاَ: نافية, يُمَاطُ: أماطَ أزال و أبعد, لِثَامُهُ: اللّثام ردّ الغطاء علي الفم فيصعب التعرّف علي المرء. و لاَ يُمَاطُ لِثَامُهُ يعني لا يُكشف. و الفعل بعد لا النفي بصيغة المبني للمجهول لتبيين استحالة إتيانه من أي طرفٍ كانَ, أي: لا يُكشف عنه, قال رضي الله عنه:
وَأَعْرِفُ أَقْدَارَ الرِّجَالِ جَمِيعِهِمْ *** وَلَكِنَّهُمْ ضَلُّوا ابْتِدَاءَ مَكَانَتِي (6 ق 1)
وَجَلَّ كَلاَمِي: جَلَّ عَظُمَ, كَلاَمِي: الكَلاَم هو جملة ما يقوله فيه القائل ما يريد توصيله للآخرين, و في المعني نقول "القرآن كلام الله", أي: الذي يحكي قصته, و كلام سيدي فخر الدين هو "شراب الوصل", قال رضي الله عنه:
كَلاَمِي مَشْربُ الأَرْواحِ وَصُلاٍ *** إِذَا لَمْ تَشْربُوا مِنْهُ فَأَي (17 ق 30)
عَنْ عُقُولٍ ذَكيَّةِ: عَنْ: حرف جر, عُقُولٍ: مدارك الفهم, ذَكيَّةِ: الذَّكاءُ سُرْعة الفِطْنَة. الليث: الذَّكاءُ من قولك قلبٌ ذَكِيٌّ وصَبِيٌّ ذكِيٌّ إذا كان سريعَ الفِطْنَةِ، كلام لا يتوصل لمعناه بالعقول حتي لو بلغت من الذكاء و الفطنة ما بلغت, قال رضي الله عنه:
وَإِنْ أَرَدْتُمْ نَوَالَ الْقَصْدِ مِنْ مِنَحِي *** فَأَعْقِلُوا الْعَقْلَ إِنَّ الرُّوحَ تَأْتِينِي (22 ق 37)
و في قصيدة سيدي الشيخ قريب الله, سبشر سيدي فخر الدين و قد أتاه صبيّا حينها, قال رضي الله عنه عن الشيخ:
وَ حُسْنٌ لاَ تُحِيطُ بِهِ عُقُولٌ *** وَ ذَوْقٌ لَيْسَ يُدْرَكُ بِالذّكَاءِ





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى 15781612
ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى Icon_minitime 2020-09-08, 3:52 pm
القصيدة الأولي (التائية):
==================
55 ق 1:
وَشَارِبُ خَمْرِيَ يَنْتَشِي لَوْ بِقَطْرَةٍ *** وَبَاطِنُ أَمْرِي فِي غُيُوبٍ خَفيَّةِ

المعني:
وَشَارِبُ خَمْرِيَ: الواو استئنافية, شَارِبُ: الذي يمارس الشُرب, و الشُرب هو ما تناله الأرواح من المعاني و التجلّيات في الحضرات, خَمْرِيَ: مِن خامَرَ الشيءَ إذا قاربه وخالطه, والخَمْرُ ما أَسْكَرَ من عصير العنب لأَنها خامرت العقل, خَمْرِيَ: شراب الوصل, وَشَارِبُ خَمْرِيَ من يتلقي بروحه معانيه, قال تعالي: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ) 15 محمد, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
شَتَّانَ بَيْنَ ضَلاَلَةٍ مِنْ شِقْوَةٍ *** وَضَلاَلِ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينْ (18 ق 7)
و قيل في المعني:
فِإنَّا إذَا طِبْنَا و طَابَت نُفُوسُنَا *** و خَمَرَنَا خَمْرُ الغَرَامِ تِهَتَّكْنَا
يَنْتَشِي: النَّشا، مقصور: نَسِيم الرِّيح الطيبة، وقد نَشِيَ منه ريحاً طيبة نِشْوةً ونَشْوة, وانْتَشَى: سَكِرَ, من المعاني العالية
لَوْ بِقَطْرَةٍ: لَوْ: للتقليل, كما في قوله صلي الله عليه و سلم: "اتّقوا النَّارَ وَ لَو بِشِقِّ تَمرة", بِقَطْرَةٍ: الباء للوسيلة أو الواسطة, أي: و لو بواسطة قَطْرَة, القَطْرَة: قَطَرَ الماءُ والدَّمْعُ وغيرهما من السَّيَّالِ, وتَقْطِيرُ الشيء: إِسالته قَطْرَةً قَطْرَةً, والقَطْرُ ما قَطَرَ من الماء وغيره، واحدته قَطْرة، وقد قيل:
لو قطرةٌ مما شَربتُ تَدفَقَت *** فَوقَ الجّبالِ الشُّم ذَابَت خافِيَا
وَبَاطِنُ أَمْرِي: حقيقة ذاتي, الأمر هو ما يختص بالذّات, قال رضي الله عنه:
فَذَاتِيَ شَمْسٌ لَوْ تَجَلَّتْ لأَحْرَقَتْ *** وَلكِنْ بِفَضْلِ اللَّهِ أضْحَتْ مُضِيئَتِي (24 ق 1)
فِي غُيُوبٍ خَفيَّةِ: غيوب الذّات, قال رضي الله عنه:
سَقَيْتُ مُرِيدِي مِنْ شَرَابٍ مُعَتَّقٍ *** وَكَفِّيَ كَأْسٌ وَالْخَفَاءُ مَزِيَّتِي (8 ق 1)







القصيدة الأولي (التائية):
==================
56 ق 1:
وَإِنِّي حَقٌّ وَالْحَقِيقَةُ أُودِعَتْ *** غَيَابَةَ جُبٍّ يُوسُفِيٍّ بِفِطْنَةِ

المعني:
وَإِنِّي: الواو استئنافية, إنَّ للتأكيد مع يا المتكلم, إشارة لباطن الأنا, الهويّة
حَقٌّ: الحقّ ضدّ الباطل, و الحَقّ من أسمائه تعالي يتخلّق به أولياؤه, و الحَقّ القائم بالحقّ و مظهر تجلّي إسمه تعالي الحقّ, قال تعالي: (فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) 32 يونس, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَإِنِّي حَقٌّ شَأْنُ مُؤَيَّدٍ *** وَإِنِّي رَبُّ الْبَيْتِ وَهْيَ بِعِصْمَتِي (158 ق 1)
وَالْحَقِيقَةُ: الطريقة أي: يقول رضي الله عنه:
كَمْ لِي عَلَى أَهْلِ الْحَقِيقَةِ مِنْ يَدٍ *** غَرِقُوا إِلَى الأَذْقَانِ فِي آلآئِي (1 ق 6)
أُودِعَتْ: أودع الشئ حفظه و صانه
غَيَابَةَ جُبٍّ يُوسُفِيٍّ: غَيابَةُ كلِّ شيءٍ: ما سَتَرَكَ منهُ, جُبٍّ: الجُبُّ البئر, يُوسُفِيٍّ: نسبة لسيدنا يوسف عليه السلام, قال تعالي: (قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) 10 يوسف, الجُبّ إشرة للزمان, أخفيت الطريقة في الزمان حتي يأتي وقت انتشارها علي يد سيدي فخر الدين, و سيدي إبراهيم الدسوقي لم يعط الطريقة في زمانه إلا لسيدي موسي و عدد من العلماء, و عمل ذلك لأنه لو جلس لإعطاء الطريقة لما انتشرت طرق (إخوته) من الطرق الأخرى, كما ذكر عنه رضي الله عنه, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
غَيَابَةَ جُبٍّ كَيْ تُصَانَ لِوَقْتِهَا *** وَمَا قُلْتُ أَلْقَوْهَا وَلَكِنْ وَدِيعَتى (159 ق 1)
و قال رضي الله عنه:
وَمَا الْجُبُّ إِلاَّ جَبُّ مَا كَانَ قَبْلَهَا *** وَمَا الْمَاءُ إِلاَّ مَا بِهِ الأَرْضُ مُدَّتِ (185 ق 1)
و في عبارة: "يُوسُفِيٍّ" تشبيه للطريقة بسيدنا يوسف عليه السلام, لما تميزت به من الجمال, قال رضي الله عنه:-
وَمَا يُوسُفِيٌ غَيْرُهَا لِجَمَالِهَا *** وَمَا هِيَ فِي التَّحْقِيقِ إِلاَّ طَرِيقَتِي (186 ق 1)
بِفِطْنَةِ: الفِطنة, الذكاء, أي: كان يُدرك الحِكمة من إخفائها في الزمان, كما كان سيدنا يوسف يدرك ما وراء رميه في غيابت الجُبّ, قال تعالي: (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) 15 يوسف









القصيدة الأولي (التائية):
==================
57 ق 1:
وَكَانَ أَبُو الْعَيْنَيْنِ وَارِدَ مَائِهَا *** فَأَدْلَى بِدَلْوٍ قَالَ تِلْكَ بِشَارَتِي

المعني:
وَكَانَ أَبُو الْعَيْنَيْنِ: وَكَانَ: و حصل في الزمان القديم, أَبُو الْعَيْنَيْنِ: يذكر سيدي إبراهيم الدسوقي بكنيته تعظيماً و توقيراً
وَارِدَ مَائِهَا: وَارِدَ مَائِهَا: وارد الماء هو من يطلبه للسقيا, مَائِهَا: ماء الجُبّ, كناية عن باطن الزمان, وَكَانَ أَبُو الْعَيْنَيْنِ وَارِدَ مَائِهَا, من بين أخوانه الأقطاب (السَيَّارَة), أي: القافلة السائرة, الآية: (وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) 19 يوسف
فَأَدْلَى بِدَلْوٍ: فَأَدْلَى: الفاء سببية, أَدْلَى بِدَلْوٍ: (فَأَدْلَى دَلْوَهُ) الآية, أَدْلى دَلْوَه في البئر دَلاها فأَخرجها مَلأَى, أخرج من البئر (الزمان) سيدي فخر الدين, الطريقة
قَالَ تِلْكَ بِشَارَتِي: (قَالَ يَا بُشْرَى) الآية, أي: البشارة من البِشر الفرح و هي الخبر الذي يُفرح, بِشَارَتِي: ما بُشّرتُ به, و ذلك هو: سيدي فخر الدين, لأنه هو من سينشر طريقة سيدي أبي العينين









القصيدة الأولي (التائية):
==================
58 ق 1:
وَجِيءَ بِهَا مِصْراً وَبِيعَتْ رَخِيصَةً *** وَذَا عَجَبٌ أَنْ يَزْهَدُوا فِي الْبِشَارَةِ

المعني:
وَجِيءَ بِهَا مِصْراً: وَجِيءَ بِهَا: أُتي بها مِصْراً:, مِصْراً: مصر يقصد سيدنا الحسين رضي الله عنه, كان سيدي فخر الدين من ضمن مداعباته مع الأخوان يقول للواحد: يا اللي مرحتش مصر يقصد ما دخلتش معية سيدنا الحسين – رضي الله عنه, و قال رضي الله عنه:
بِمِصْرَ يُبَاعُ الْحُرُ عَبْداً لِسَيّدٍ *** لُيصْبِحَ رِقَّا فِي عِبَادٍ أَثِيَرةِ (187 ق 1)
وَبِيعَتْ رَخِيصَةً: أي: أمانة الطريقة لسيدي فخر الدين, بيعت بثمن زهيد, الآية: (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ), و كان البائع سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه و المشتري سيدنا الحسين رضي الله عنه, و لم تُبع رخيصة إلا لأن المشتري عالي القدر, عزيز مصر, و هو سيدنا الحسين رضي الله عنه, يقول المثل: (غالي و الطلب رخيص), و معني اشتري أن الطريقة أصبحت مُضافة إلي سيدنا الحسين, أي: طريقة آل البيت, قال رضي الله عنه في (187-179 ق 1):
بِمِصْرَ يُبَاعُ الْحُرُ عَبْداً لِسَيّدٍ *** لُيصْبِحَ رِقَّا فِي عِبَادٍ أَثِيَرةِ
فَيَا نِعْمَ مُبْتَاعٍ وَيَا نِعْمَ مُشْتَريً *** وَيَا عِزَّ مَأْثُورٍ لَدَيْهِ وَجِيَرةِ
وَذَا عَجَبٌ: ذا أي فعلهم هذا, عَجَب: مدهش و غير معتاد
أَنْ يَزْهَدُوا فِي الْبِشَارَةِ: أَنْ: مصدرية, يَزْهَدُوا: لا يطلبوا فيها عالي الثمن, فِي الْبِشَارَةِ: بشارة نشر الطريقة صاحبة الزمن, البشار هي الإخبار بما يُفرح







القصيدة الأولي (التائية):
==================
59 ق 1:
وَأُكْرِمَ مَثْوَاهَا بِدَارٍ رَحِيبَةٍ *** وَمَرْتَعِ خَيْرٍ جَدِّ أَهْلِ الْعِنَايَةِ

المعني:
وَأُكْرِمَ مَثْوَاهَا: مَثْوَاهَا منزلها أو إقامتها, وَأُكْرِمَ مَثْوَاهَا: أكُرمت منزلتها و إقامتها, عطاء سيدنا الحسين للطريقة, الضمير (ها) تعود علي البِشارة, أي: الطريقة أو سيدي فخر الدين, الآية: (وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) 21 يوسف, يعني الكرم جاءها من صاحب الدار (سيدنا الحسين) – الإضافة الخاصة للطريقة لسيدنا الحسين – و في سيرته عندما زار سيدي فخر الدين رضي الله عنه مصر لأول مرة في حياته و هو عند سيدنا الحسين رضي الله عنه و أراد السفر لدسوق أرسل له سيدي إبراهيم رضي الله عنه بألا يحضر بل ينتظر عند سيدنا الحسين و قدم له عند سيدنا الحسين, و هذا هو الوقت الذي تمت فيه الإضافة, يقول سيدي فخر الدين و بعد أن عدتُ إلي السودان و وددت زيارة بعض أخواني من مشائخ الطرق الأخري, قالوا لي: بعد هذا نحن نجيئك و لا تجئينا لأنك أعطيت الإضافة لسيدنا الحسين
بِدَارٍ رَحِيبَةٍ: الدّار الرحيبة: الواسعة بالكرم, كرم أهل البيت
وَمَرْتَعِ خَيْرٍ: الرَّتْعُ: الأَكل والشرب رَغَداً وقوم مُرْتِعُون: راتِعُون إِذا كانوا مَخاصِيبَ، والموضع مَرْتَعٌ، وكلُّ مُخْصِب مُرْتِع وفي الحديث: إِذا مَرَرْتُم بِرياضِ الجنة فارْتَعُوا؛ أَراد بِرياض الجنة ذِكر الله، وشبَّه الخَوْضَ فيه بالرَّتْع في الخِصْب. كل مدد الطريقة و علومها من سيدنا الحسين رضي الله عنه. قال تعالي: (أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) 12 يوسف, مرتع خيرٍ: الخير هو حضرة النبي صلي الله عليه و سلم, كل عطاؤه عند سيدنا الحسين (حسين منّي و أنا من حُسين).
جَدِّ أَهْلِ الْعِنَايَةِ: حضرة النبي صلي الله عليه و سلم. أهل العناية أكابر ساداتنا أهل البيت (السيدة فاطمة سيدنا الحسين سيدنا الحسين السيدة زينب ,,,, رضي الله عنهم), الْعِنَايَةِ: الرعاية و الاهتمام, رعاية السالكين, قال رضي الله عنه:
أَهْلُ الْعِنَايَةِ إِنْ تَوَلَّوْا سَيِّداً *** لَغَدَا مَتَاعاً يُشْتَرى وَيُبَاعُ (1 ق 23)







القصيدة الأولي (التائية):
==================
60 ق 1:
وَلَمَّا رَآهَا ذُو الْجَهَالَةِ أَيْنَعَتْ *** رَمَاهَا بِبُهْتَانٍ وَإِنْكَارِ نِعْمَةِ

المعني:
وَلَمَّا: الواو للعطف, لَمَّا: ظرفية بمعنى ( الحين ) متضمنة للشرط
رَآهَا ذُو الْجَهَالَةِ: رَآهَا: أحسّها و علِمها, ذُو الْجَهَالَةِ: صَاحِبُ الْجَهَالَةِ, الجَّاهلُ, الضمير (هَا) يعود علي الطريقة, قال رضي الله عنه:
وَهَمَّ أَخُو جَهْلٍ يَنَالُ مُرَادَهُ *** وَهَمَّتْ بِعَفْوٍ فَهْيَ غَيْرُ ضَعِيفَةِ (162 ق 1)
و قال رضي الله عنه:
تَهُبُّ عَلَى أَهْلِ الْغَرَامِ لَوَاقِحِي *** وَعَاتِيَتِي تَأْتِي عَلَى ذِي الْجَهَالِة (78 ق 1)
أَيْنَعَتْ: يَنَعَ الثَّمَرُ وأَيْنَعَ: أَدْرَكَ ونَضِجَ، قال تعالي: (انظُرُواْ إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) 99 الأنعام, أي: الطريقة, ثبتت قواعدها و بلغت أشدّها و انتشرت و ظهرت, قال تعالي: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) 22 يوسف, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَمَا أَيْنَعَتْ إِلاَّ لأَنَّيَ تُرْبَةٌ *** أَنَا السَّاقِي لَهَا وَهْيَ زَهْرَتِي 189 ق 1)
رَمَاهَا بِبُهْتَانٍ: رَمَاهَا: رَمي الشخص اتهمه بالباطل, بِبُهْتَانٍ: البُهتان الإفك و الزّور, إشارة إلي الفتنة, و البُهتان كان في قصة سيدنا يوسف عليه السلام حين اتهمته امرأة العزيز بالباطل, جاء في الآية: (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) 25 يوسف
وَإِنْكَارِ نِعْمَةِ: إنكار النّعمة جحودها و كُفرانها, و النعمة هداية الطريقة و تربيتها له, أي: تربية الشيخ له, و السبب أنّه أراد أن ينال من الطريقة ما يوافق هواه







القصيدة الأولي (النائية):
==================
61 ق 1:
وَمَا عَرِفَ الإِنْكَارُ غَيْرَ مَنْ ادَّعِي *** بِأَنَّ لَهَا فِي الْجَهْلِ مِثْقَالَ ذَرَّةِ

المعني:
وَمَا عَرِفَ الإِنْكَارُ: وَمَا: الواو اسنئنافية, مَا النافية, تليها غير الاستثنائية تفيد الحصر, عَرِفَ الإِنْكَارُ فاعل, أي: المستثني الوحيد الذي يشار إليه بالإنكار, و كانّما الإنكار يُسئل: من تعرف؟ فيقول: أعرف واحداً فقط و هو (مَنْ ادَّعِي بِأَنَّ لَهَا فِي الْجَهْلِ مِثْقَالَ ذَرَّةِ), و هذا البيت تعقيباَ علي البيت السابق:
وَلَمَّا رَآهَا ذُو الْجَهَالَةِ أَيْنَعَتْ *** رَمَاهَا بِبُهْتَانٍ وَإِنْكَارِ نِعْمَةِ
غَيْرَ مَنْ ادَّعِي: غَيْرَ: استثنائية, مَنْ: الذي, ادَّعِي: الاّدعاء هو نسبة الشئ إلي غير أصله, و القول بالزّور
بِأَنَّ: ادّعي بأنّ, أنّ للتوكيد
لَهَا: اللام للتخصيص, الضمير (هَا) يعود علي الطريقة
فِي الْجَهْلِ مِثْقَالَ ذَرَّةِ: فِي الْجَهْلِ: عدم العِلم, مِثْقَالَ: وزن, ذَرَّةِ: الشئ المتناهي الصغر, قال تعالي: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) 7-8 الزلزلة, و قد قيل: "إن ذرة من أعمال القلوب تعدّل مثاقيل الجبال من أعمال الأبدان", و المعني: أن نسبة الجهل للطريقة و لو بالقليل جداً يعتبر إنكار







القصيدة الأولي (التائية):
==================
62 ق 1:
جِنَايَتُهَا تَعْظِيُم آلِ مُحَمَّدٍ *** وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ذُو أَحَدِيَّةِ

المعني:
جِنَايَتُهَا: الجِناية الذَّنب, الضمير (هَا) يعود علي الطريقة, أي: نبها الذي بسببه يتهمهما المُنكر زوراً و يدّعي (بِأَنَّ لَهَا فِي الْجَهْلِ مِثْقَالَ ذَرَّةِ), كما جاء في البيت السابق
تَعْظِيُم آلِ مُحَمَّدٍ: تَعْظِيُم: التعظيم هو إقرارك بعظمة و كُبر مكانة المُعظّم, آلِ مُحَمَّدٍ: ذريته صلي الله عليه و سلم بدءاً من السيدة فاطمة و أبنائها و سيدنا الإمام علي, الذين حواهم الكساء, و من تناسل منهم
وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ذُو أَحَدِيَّةِ: وَأَنَّ: أي ما أكّدته الطريقة, أي: سيدي فخر الدين, رسول الله صلي الله عليه و سلم, ذُو أَحَدِيَّةِ: أحد في مرتبته لا يشاركه فيها مخلوق, و ذلك من واقع أسبقية نوره صلي الله عليه و سلم, في حضرة غيب الأحديّة, و هي أول حضرة بعد العماء, و يشير بذلك لكتابه رضي الله عنه "تبرئة الذمة في نصح الأمّة و تذكرة أولي الألباب للسير إلي الصواب", ما اعتبره المنكرون جناية, ذنب, و أثاروا به الفتنة ضد الطريقة, و لذلك يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه في (196-197 ق 1):
جَنَيْتُ بِتَعْظِيِم الْحَبِيبِ وَآلِهِ *** جَنَيْتُ ثِمَارَ الْجَنَّتَيْنِ بِجُنَّتِي
وَجَنَّ عَلَى مَنْ يُنْكُرِ الْحُبَّ جَهْلُهُ *** فَأَصْبَحَ مَقْطُوعَ الْوَتِينِ بِفِتْنَةِ







القصيدة الأولي (التائية):
==================
63 ق 1:
وَهَمَّ أَخُو جَهْلٍ وَهَمَّتْ عَفِيفَةً *** وَيَحْفَظُهَا الْبُرْهَانُ منْ كُلِّ زَلَّةِ

المعني:
وَهَمَّ أَخُو جَهْلٍ: الواو للعطف, هَمَّ: هَمَّ: حدّث نفسه و مال إلي, أي: حدث نفسه بأن ينال ما يهواه من الطريقة, أَخُو جَهْلٍ: أَخُو (من الأسماء الخمسة), أَخُو جَهْلٍ: أي: هو و الجهل أخوان صنوان, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَهَمَّ أَخُو جَهْلٍ يَنَالُ مُرَادَهُ *** وَهَمَّتْ بِعَفْوٍ فَهْيَ غَيْرُ ضَعِيفَةِ (162 ق 1)
وَهَمَّتْ عَفِيفَةً: وَهَمَّتْ: مالت إليه, بحسن الظنّ, عَفِيفَةً: عَفَّ فهو عَفٌّ وعَفيفٌ: كَفَّ عَمَّا لا يَحِلُّ ولا يَجْمُلُ
وَيَحْفَظُهَا الْبُرْهَانُ: وَيَحْفَظُهَا: أي: يحفظ الطريقة, الْبُرْهَانُ: سيدي إبراهيم الدسوقي, للقبه ببرهان المِلّة و الدين, و في قصة سيدنا يوسف كان من أنقذه من أن تنال منه امرأة العزيز ما همّت به, ظهور سيدنا يعقوب له, فجري منها إلي أن ألفيا العزيز لدي الباب ... الخ القصة, قال تعالي: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) 24 يوسف
منْ كُلِّ زَلَّةِ: كُلِّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, زَلَّةِ: المرة الواحدة من الزلل, الانزلاق, من زَلَّ السَّهْمُ عن الدِّرْع، والإِنسانُ عن الصَّخْرة يَزِلُّ ويَزَلُّ زَلاًّ: زَلِقَ, في ومنه قوله تعالي: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ) 36 البقرة







القصيدة الأولي (التائية):
==================
64 ق 1:
وَيَشْهَدُ رَبُّ الْبَيْتِ طُهْراً وَعِفَّةً *** وَنَاطِقُ مَهْدٍ قَالَ بُرْءاً لِسَاحَتِي

المعني:
وَيَشْهَدُ: شهود عيان لأن الشهادة رأي العين
رَبُّ الْبَيْتِ: سيّد الْبَيْتِ, عزيز مصر, و هو إشارة لسيدنا الإمام الحسين, قال تعالي: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) 23 يوسف, يشهد حيث أمّن علي قول الصبي, و كان الصبي ابن أخت زليخة معهما في الغرفة و عمره 7 أو 8 شهور, و لما فوجئ سيدنا يوسف بالعزيز و اتهام زليخة له, قال له أيأل هذا الغلام, فنطق الغلام بالشهادة, قال العزيز: قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ, و في الآيات: (قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) 26 -28 يوسف, سيدنا الحسين
طُهْراً وَعِفَّةً: طُهْراً: خلوّاً من الدنَس و الأباطل, وَعِفَّةً: العِفّة: الكَفُّ عما لا يَحِلّ ويَجْمُلُ. عَفَّ عن المَحارِم والأُطْماع الدَّنِية يَعِفُّ عِفَّةً وعَفّاً وعَفافاً وعَفافة، فهو عَفِيفٌ وعَفٌّ، أَي كَفَّ وتعفَّفَ واسْتَعْفَفَ وأَعفَّه اللّه, لما قال العزيز (قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ), شهد له بالطُهر و العِفّة, أي: أن سيدنا الحسين رضي الله عنه يشهد بأن الطريقة لا يصلها الباطل و الدنس و لا تقرب الشهوات الدنيوية من حبّ الرئاسة و غيرها
وَنَاطِقُ مَهْدٍ: الواو للعطف, أي: الشهادة من ربّ البيت و ناطق المهد, نَاطِقُ: متكلم بالكلام, مجاب الصمت, مَهْدٍ: مَهْدُ الصبي: موضعه الذي يُهَيّأُ له ويُوَطَّأُ لينام فيه, في القصة ابن 7 أو 8 شهور, و هي إشارة لسيدي إبراهيم الدسوقي, وكرامته يوم ولادته بإثبات أول أيام شهر رمضان, و لذا يُقال: "الناطقُ في مهده, الوفيّ بعهده", يبقي شهادة براءة الطريقة جاءت من سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه و من سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه, و أرضينا به
قَالَ بُرْءاً لِسَاحَتِي: قَالَ: نطق, بُرْءاً: البرءاة الخلو من الذنب و العيبِ, سَاحَتِي: ناحيتي, قَالَ بُرْءاً لِسَاحَتِي: سيدي إبراهيم نطق ببراءة الطريقة







القصيدة الأولي (النائية):
==================
65 ق 1:
وَقَطَّعَ مَفْتُونُ الْجَمَالِ أَصَابِعاً *** وَيَشْهَدُ حَالَ السُّكْرِ بِالْمَلَكِيَّةِ

المعني:
وَقَطَّعَ مَفْتُونُ الْجَمَالِ أَصَابِعاً: في قصة سيدنا يوسف عليه السلام, قال تعالي: (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ) 31 يوسف, فكان تقطيع الأصابع معبّراً عن الافتتان بالجمال, مَفْتُونُ الْجَمَالِ: الْجَمَالِ: جَمَالِ الطريقة, الطريقة مظهر جمال دين النبي صلي الله عليه و سلم في هذا الزمان, مَفْتُونُ الْجَمَالِ: الذي وقع في الحسد للطريقة لما رآه من جمالها
وَيَشْهَدُ: الواو للعطف, يَشْهَدُ: من شَهِدَ له بكذا شَهادةً أَي أَدّى ما عنده من الشَّهادة، ما رأي بعينه, أقرّ و أثبت, و الفاعل هو (مفتون الجمال)
حَالَ السُّكْرِ: السُّكْرِ: خلاف الصحو
بِالْمَلَكِيَّةِ: الْمَلَكِيَّةِ: نسبةً لِمَلَك, و الْمَلَكُ جسم نوراني روحاني لطيف غاية في الجمال, يشهد بالجمال الفائق, غير المألوف, و الإشارة بسيدنا يوسف عليه السلام لما له من جمال, فتن صويحبات امرأة العزيز فشهدن بأنه مَلَكٌ كَريم, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَمَا يُوسُفِيٌ غَيْرُهَا لِجَمَالِهَا *** وَمَا هِيَ فِي التَّحْقِيقِ إِلاَّ طَرِيقَتِي (186 ق 1)







القصيدة الأولي (التائية):
==================
66 ق 1:
خَزَائِنُ أَرْضِ اللَّهِ مِلْكُ يَمِينِهَا *** تُقَرِّبُ مَنْ شَاءَتْ وَبُعْداً لِشَامِتِ

المعني:
خَزَائِنُ أَرْضِ اللَّهِ: أَرْضِ اللَّهِ عالم الملك, موطن الخِلافة, خَزَائِنُ أَرْضِ اللَّهِ: مكامن الأسرار و العلوم و الأرزاق, الآيات: (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ * قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ * وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) 54, 55 يوسف, قال رضي الله عنه في (5-6 ق 49):
فَلَيْسَ الأَرْضُ فِي يُمْنَايَ شَىْءٌ *** وَلاَ مَرْمَى يَعِزُّ مِنَ الْمَرَامِي
وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ حَيْثُ كُنْتُمْ *** فَأَرْضُ اللَّهِ خَرْدَلَةٌ أَمَامِي
مِلْكُ يَمِينِهَا: مِلْكُ أعطيت التصريف الكامل, يَمِينِهَا: الضمير راجع للطريقة, يمينها سيدي فخر الدين, يعني التمكين للطريقة, الآية: (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) 56 يوسف
تُقَرِّبُ مَنْ شَاءَتْ: تُقَرِّبُ مَنْ اختارت, القُرب من الشيخ, الآية: (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي) 50 يوسف, اصطفاء سيدي فخر الدين
وَبُعْداً لِشَامِتِ: الواو للعطف, بُعْداً: أَي أَبعده الله, قال تعالي: (كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ) 95 هود, لِشَامِتِ: من الشَّماتة: فَرَحُ العدوّ؛ وقيل: الفَرَحُ بِبلِيَّة العَدُوِّ, وقيل: الفَرَحُ ببليَّة تنزل بمن تعاديه، و يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَيُحْرَمُ مِنْ إِيثَارِهَا مَنْ يَشِي بِهَا *** خُرُوجاً عَلَيْهَا ذَاكَ بُعْداً الِشَامِت (164 ق 1)
و يقول رضي الله عنه:
وَيُحْرمُ مِنْهَا مَنْ عَلَى اللَّهِ يَفْتَرِي *** وَلَوْ بِحَدِيثِ النَّفْسِ أَوْ كُلُّ شَامِتِ (173 ق 1)
و يبين أن من يشمت فيه فقد شمت في رسول الله صلي الله عليه و سلم, فيقول رضي الله عنه:
وَكُلُّ شُعَاعٍ مِنْ بَنِي النُّورِ وَاصِلٌ *** وَشَامِتُ جَدِّي فِي الْحَقِيقَةِ شَامِتِي (174 ق 1)







القصيدة الأولي (التائية):
==================
67 ق 1:
وَتَقْبلُ مُزْجَاةَ الْبَضَائِعِ مِنَّةً *** تَكِيلُ بِإِمْدَادٍ تُكَالُ بِجَفْوَةِ

المعني:
وَتَقْبلُ: ترضي, الفاعل ضمير مستتر تقديره (هِي), أي: مصر إشارة لسيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه
مُزْجَاةَ الْبَضَائِعِ: والزَّجاءُ: النَّفاذُ في الأَمر, والمُزْجَى: القَلِيل, وبضاعةٌ مُزْجاةٌ: قليلة, لا قيمة لها, الأرواح تطلب التزكية حتي تُباع و تُشتري, الآية: (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) 88 يوسف, و قد قيل:
أَتَيْنَا تِجَارَ الذُّلِّ نَحْوَ عَزِيزِكُمْ *** وَأَرْوَاحُنَا المُزْجَاةُ تِلْكَ البَضَائِعُ
مِنَّةً: كرماً و ليس استحقاقاً
تَكِيلُ بِإِمْدَادٍ: تَكِيلُ: تعطي القوت بمعاييره, بِإِمْدَادٍ: جمع مَدَد, و المَدَد الزيادة, زيادة العطاء من سيدنا الحسين, الآية: (فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) 88 يوسف
تُكَالُ بِجَفْوَةِ: تُكَالُ: تُعطي هي - من المتلقين لعطائها, في مقابل ذلك, بِجَفْوَةِ: الجفوة الابتعادُ و قطعُ الصلة, أي: أن القُرب من الشيخ هو القُرب من سيدنا الإمام الحسين و مجافاتُه مجافاتُه, و في الحديث: "من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه"







القصيدة الأولي (التائية):
==================
68 ق 1:
وَتَرْفَعُ مَنْ جَادَتْ عَلَيْهِ بَعِطْفِهَا *** وَيَسْجُدُ كُلٌّ سَجْدَةَ الأَبَدِيَّةِ

المعني:
وَتَرْفَعُ: ترفع تعلي مكانة, و الفاعل ضمير مستتر تقديره (هِي) يعود علي (مِصر), إشارة لسيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه, الآية: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) 100 يوسف, أي: أن سيدنا الحسين بعد أن أعطي التمكين لسيدي فخر الدين, يرفع مكانةً آخرين من أجله
مَنْ جَادَتْ عَلَيْهِ بَعِطْفِهَا: مَنْ: الذي, جَادَتْ عَلَيْهِ: الجُود هو العطاء مبادءة من غير سؤال, بَعِطْفِهَا: العطف الرحمة و الشفقة, مَنْ جَادَتْ عَلَيْهِ أي: من أهل الطريقة
وَيَسْجُدُ كُلٌّ: وَيَسْجُدُ: السجود هو التسليم لله, (وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا), السجود القلبي, كُلٌّ: حرف لاستيعاب الأجزاء, أي: كلّ من يرفع مكانته سيدنا الإمام الحسين من صحبة سيدي فخر الدين
سَجْدَةَ الأَبَدِيَّةِ: السجود القلبي, الأَبَديّة أَي هي لآخر الدهر, آخر مواطن العبادة, و هي توحيد الذّات الصِرف, يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَسَجَدْتُ لَمّا لَمْ أَجِدْ غَيْراً لَهُ *** يَا نِعْمَ وَجْهٌ بِالْمَحَاسِنِ أَسْفَرَ (13 ق 34)







القصيدة الأولي (التائية):
==================
69 ق 1:
وَآيَةُ مُلْكى أَنَّنِي مَا خَطَبْتُهَا *** وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ شَاهِدُ عُقْدَتِي

المعني:
وَآيَةُ مُلْكى: الآية المعجزة التي تثبت مكانة النبي أو الولي, آية مُلْكى أي الدالة علي رئاستي: قال تعالي (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) 248 البقرة
أَنَّنِي مَا خَطَبْتُهَا: أَنَّنِي: أَنَّ: للتوكيد, معها نون الوقاية, و يا المتكلم, خطاب ذاتي صرف, مَا: خَطَبْتُهَا: ما طلبتها, أي: ما طلبت الرئاسة, أي: هي التي اختارتني (اصطفاء)
وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ شَاهِدُ عُقْدَتِي: وَأَنَّ: واو العطف, أنًّ للتأكيد, رَسُولَ اللَّهِ شَاهِدُ عُقْدَتِي: من عقدت الحبل، فهو معقود، وكذلك العهد, فهي عُقْدَةُ العفد, أي: إبرامه, و هي عُقدة البيع للطريقة و سيدي فخر الدين الذي تم بين سيدي إبراهيم (البائع) و سيدنا الحسين (المشتري), و كان الشاهد علي العقد رسول الله صلي الله عليه و سلم, قال سيدي فخر الدين مخاطباً مولانا الإمام الحسين رضي الله عنه:
وَقَدِ اصْطُفِيتُ وَأَنْتَ أَنْتَ مُؤَيِّدِي *** وَلِبَاسِيَ التَّقْرِيُب وَالإِحْرَامُ (14 ق 24)









القصيدة الأولي (التائية):
==================
70 ق 1:
مُرَادِيَ عِنْدَ اللَّهِ يَلْقَى إِجَابَةً *** لأَنَّ مُرَادَ اللَّهِ عِنْدِيَ سَلْوَتِي

المعني:
مُرَادِيَ: أَراد الشيء: أَحبه وعُنِيَ به، والاسم الرِّيدُ, ما أطلب
عِنْدَ اللَّهِ يَلْقَى إِجَابَةً: أي: يَلْقَى إِجَابَةً عِنْدَ اللَّهِ, عِنْدَ اللَّهِ: الاسم الله, رئيس الأسماء الإلهية كلها, وفي أَسماءِ اللّه الـمُجِيبُ، وهو الذي يُقابِلُ الدُّعاءَ والسُّؤَال بالعَطاءِ والقَبُول، سبحانه وتعالى، وهو اسم فاعل مِن أَجاب يُجِيبُ, والجَوابُ، معروفٌ: رَدِيدُ الكلام، والفِعْل: أَجابَ يُجِيبُ, قال اللّه تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) 186 البقرة, لأنه رضي الله عنه يدخل تحت قوله تعالي (عِبَادِي), و هُم المتحققون بالعبادة في درجة الإحسان, أي: العُبودة, قال رضي الله عنه:
وَمِنْ عَبثٍ بَخْسُ الْحَقِيقَةِ أَهْلَهَا *** لأَنِّيَ عَبْدٌ فِي مَقَامِ الْعُبُودَةِ (72 ق 1)
لأَنَّ مُرَادَ اللَّهِ عِنْدِيَ سَلْوَتِي: لأَنَّ: اللام للتعليل, أنَّ: للتوكيد, مُرَادَ اللَّهِ: مقصوده تعالي, قال تعالي: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) 82 يس, عِنْدِيَ: لدي, سَلْوَتِي: سلوتي من سلا السَّلوى هي ما سَلاّكَ، فأنساك الهمّ, متعتي هي مُرَادَ اللَّهِ, و تعلم منذ لك أن إرادة الله هي إرادته و إرادته هي إرادة الله







القصيدة الأولي (التائية):
==================
71 ق 1:
وَأَنَّ كِتَابَ اللَّهِ لَفْظاً وَغَايَةً *** بِصَدْرِيَ مَكْنُونٌ وَتِبْيَانُ سُنَّةِ

المعني:
وَأَنَّ: أَنَّ تنصب الاسم وترفع الخبر، وتفيد التوكيد, كِتَابَ إسمها منصوب
كِتَابَ اللَّهِ: القرآن الكريم
لَفْظاً: ظاهر المعني, التفسير
وَغَايَةً: الغاية أقصي الشئ, أي: حدّ المعني, و كما هو معلوم فإنّ للقرآن ظاهر و باطن و مطلع و حدّ, كما ورد في الحديث عن عبد الله ابن مسعود قال قال رسول الله: "أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حد مطلع الغاية هي الحد و هي أعلي فهم في القرآن
بِصَدْرِيَ مَكْنُونٌ: بِصَدْرِيَ: بقلبي, مَكْنُونٌ: مخزون أو مخبأ, في الآية: (بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ) 49 العنكبوت, و في الحديث: روي عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا أهل المعرفة بالله، فإذا نطقوا به لم ينكره إلا أهل الغر", و قد قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه, في ذلك, في (16-20 ق 10):
إِنِّي لِقُرْآنِ الِلسَانِ مُرَتّلٌ *** مُتَرَنِّماً وَمُفَصِّلاً آيَاتِهِ
وَكَذَا لِقُرْآنِ الْبَيَانِ مُبِينُهُ *** وَبِهِ أُقِيلُ الْخِلَّ مِنْ عَثَرَاتِهِ
إِنَي بِقُرْآنِ الْعُلُومِ لَعَالِمٌ *** أُنْبِيتُ عَن مَعْنَاهُ مِنْ كَلِمَاتِهِ
إِنِّي لِقُرْآنِ الْعَيَانِ مُعَايِنٌ *** فِي كُلِّ مَرْقىً أَلْتَقِي بِذَوَاتِهِ
إِنِّي لِقُرْآنِ الْمَشَاهِدِ شَاهِدٌ *** وَبِهِ رَعَيْتُ الْحَبَّ فِي إِنْبَاتِهِ
وَتِبْيَانُ سُنَّةِ: تِبْيَانُ مرفوعة بالعطف علي جملة (بصدري مكنون) الواقعة في محل رفعٍ خبر أنَّ, يعني كما أن القرآن مكنون بصدري فإن السُنَّة - سُنَّة النبي صلي الله عليه و سلم - وهي التي تبيّن القرآن مكنونة بصدري كذلك, قال تعالي: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) 187 آل عمران







القصيدة الأولي (التائية):
==================
72 ق 1:
وَمِنْ عَبثٍ بَخْسُ الْحَقِيقَةِ أَهْلَهَا *** لأَنِّيَ عَبْدٌ فِي مَقَامِ الْعُبُودَةِ

المعني:
وَمِنْ عَبثٍ: وَمِنْ: الواو استئنافية, مِنْ: حرف لتبيين النوع. عَبثٍ: العَبَثُ اللَّعِبُ, نوعٌ من العبث
بَخْسُ الْحَقِيقَةِ أَهْلَهَا: بَخْسُ: البَخْسُ: النَّقْصُ. بَخَسَه حَقَّه يَبْخَسُه بَخْساً إِذا نقصه, والبَخْسُ من الظلم أَنْ تَبْخَسَ أَخاك حَقَّه فتنقصه كا يَبْخَسُ الكيالُ مكياله فينقصه, و في الآية: (وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) 103 الشعراء, الْحَقِيقَةِ: ما هو متحقق بالفعل, أَهْلَهَا: أهل البيت هم ساكنوه و المقيمون فيه, أي: المقيمون في الْحَقِيقَة, الْحَقِيقَة هي مرتبة الإحسان من الدين, أهل مرتبة الإحسان في أعلي مراتب الدين
لأَنِّيَ: اللام للتعليل, لماذا صار من عبث بخس الحقيقة أهلها, للآتي, أَنِّيَ: أَنَّ: للتأكيد, مع ياء المتكلم, إشارة لحقيقة الذّات, أي: ذات المتكلم, الشيخ رضي الله عنه
عَبْدٌ فِي مَقَامِ الْعُبُودَةِ: العبادة تُسمي عَبادة في مرتبة الإسلام, عبودية في مرتبة الإيمان, عُبُودَة في مرتبة الإحسان, فِي مَقَامِ الْعُبُودَةِ: أي: أعبد في مرتبة الإحسان







القصيدة الأولي (التائية):
==================
73 ق 1:
يُشَارُ إِلَيَّ بِالْبَنَانِ مُتَوَّجاً *** وَإِنِّي فَخْرُ الدِّينِ فِي كُلِّ حَضْرَةِ

المعني:
يُشَارُ إِلَيَّ: يُشَارُ إِلَيَّ: أَشار إِليه وشَوَّر: أَومَأَ، يكون ذلك بالكفِّ والعين والحاجب, و قد قيل:
نُسِرُّ الهَوَى إِلاَّ إِشارَة حاجِبٍ *** هُناك وإِلاَّ أَن تُشِير الأَصابِعُ
بِالْبَنَانِ: الباء للوسيلة أو الواسطة, أي: بواسطة البنان, الْبَنَانِ: الأصبع, الإشارة بالبنان تكون لذي المكانة الرفيعة, عبارة " يُشَارُ إِلَيَّه بِالْبَنَانِ" تُقال للمشهور بين الناس أو بين القوم
مُتَوَّجاً: المُتَوَّجُ: المُسَوَّدُ، لأن التاج وهو ما يصاغ للملوك من الذهب والجوهر, أي: أعطيتُ رئاساة الزمان, قال رضي الله عنه:
مَلِكٌ تُتَوّجُهُ الْعِنَايَةُ بِالْبَهَا *** وَالْكُلُّ مَأْمُورٌ وَثَمَّ مُطَاعُ (7 ق 23)
وَإِنِّي: وَإِنِّي: الواو للتأكيد, إِنِّي: إِنَّ: للتأكيد مع ياء المتكلم, أي: سيدي فَخْرُ الدِّينِ, تشير إلي حقيقة ذاته
فَخْرُ الدِّينِ: الفَخْرُ: التمدُّح بالخصال والافتِخارُ وعَدُّ القديم و الجاه و المكانة, فَخْرُ الدِّينِ: أي: الذي يفخرُ بي الدِّينُ, الدِّينُ الدِّينُ و أهلهُ, و هذه الكُنية جاءت من سيدتنا السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنه, قال رضي الله عنه:
فَخْراً تُنَادِينِي فَأَفْخَرُ شَاكِراً *** فِي الْحَضْرَتَيْنِ وَمَا الْفَخَارُ مَشَاعُ (17 ق 27)
و قال رضي الله عنه:
أَخُوضُ بِحَاراً تَحْذَرُ السُّفْنُ مَا بِهَا *** يَجِلُّ عَنِ الْحُذَّاقِ مَكْنُونُ كُنْيَتِي (83 ق 1)
فِي كُلِّ حَضْرَةِ: فِي: ظرفية, كُلِّ: حرف لاستعاب الأجزاء, حَضْرَةِ: حالة الحضور لأولياء الله في موطن من مواطن التجلّيات الإلهية, أي: فخر لكل الحضرات, عبّر عنها بسَمَاوَاتِ الْغُيوُبِ في قوله رضي الله عنه:
أُكَنَّى بِفَخْرِ الدِّينِ بَيْنَ أَحِبَّتِي *** وَلِي فِي سَمَاوَاتِ الْغُيوُبِ مَنَاقِبُ (1 ق 27)







القصيدة الأولي (التائية):
==================
74 ق 1:
فَحْوَضِيَ مَوْرُودٌ وَنَحْرِيَ فِدْيَةٌ *** وَشَانئِيَ الْمَبْتُوُر يَوْمَ الْقِيَامَةِ

المعني:
فَحْوَضِيَ مَوْرُودٌ: فَحْوَضِيَ: الفاء استئنافية, حْوَضِيَ: حاضَ الماءَ وغيرَه حَوْضاً وحَوَّضَه: حاطَه وجَمَعَه, وحُضْتُ أَحُوضُ: اتخذْتُ حَوْضاً, واسْتَحْوَض الماءُ: اجتمع, والحَوْضُ مُجْتَمَعُ الماء معروف، وحَوْضُ الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم: حَوْضُ الْكَوْثَر الذي يَسْقِي منه أُمَّته يوم القيامة, مَوْرُودٌ: الوِرْدُ: الماء الذي يُورَدُ, فهو مَوْرُودٌ, القصائد يتلقاها أبناء الطريقة (بأرض الله) و تتلقاها عوالم السماء, و الشراب فيها هو العلوم العالية, و البيت يستقي بنيانه و معناه من ســـورة الْكَوْثَرَ, و حْوَضِيَ هنا إشارة إلي قصائد شراب الوصل, قال قال رضي الله عنه:
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكِوْثَرْ *** فَاعْلَمْ أَنَّ الوَاحِدَ أكْبَرْ (1 ق 51)
وَنَحْرِيَ فِدْيَةٌ: وَنَحْرِيَ, الآية: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) 2 الكوثر, وَنَحْرِيَ: النّحر: قتل النفوس, فِدْيَةٌ: إشارة إلي الِعتق, فَداه يَفْدِيه فِداءً إِذا أَعطى فِداءه وأَنقذه والفِدْيةُ الفِداء, قال تعالي: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ... ) 196 البقرة, بعد قتل النفوس العتق حيث يبيع الشيخ المريد لربنا و الوسيط حضرة النبي صلي الله عليه و سلّم (إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم), قال رضي الله عنه:
إِذَا نَحَرُوا الأَنْعَام أَدْفَعُ بِالَّتِي *** تُرَدُّ إِلَى اللَّهِ الَّذِي فِيهِ كَانَتِ (370 ق 1)
وَشَانئِيَ الْمَبْتُوُر يَوْمَ الْقِيَامَةِ: وَشَانئِيَ: الشَّناءة مثل الشَّناعةِ: البُغْضُ, من يبغضني, الآية: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ), الْمَبْتُوُر: البَتْرُ: اسْتِئْصالُ الشيء قطعاً, أي: مقطوع من أن ينال شربة من حوض الشفاعة الكٌبري, يَوْمَ الْقِيَامَةِ, و مناسبة هذا: ردّ علي الذين ظنوا أن القصائد توقفت







القصيدة الأولي (التائية):
==================
75 ق 1:
أُعَانِقُ أَجْدَادِي وَأَعْتَنِقُ الْهُدَى *** وَأَجْنِحَةُ الْعَنْقَاءِ تُورِفُ وَاحَتِي

المعني:
أُعَانِقُ أَجْدَادِي: أُعَانِقُ: عانَقهُ مُعَانقةً وعِناقاً: التزمه فأدنى عُنُقَه من عُنُقِه، و المُعَانقة لصيقةٌ بالمودة, أَجْدَادِي: جمع جَدّ و يعني بكلمة جَدّ الإشارة للوراثة لأن الجّدّ يورّث, و أَجْدَادِي هنا هم الخلفاء أصحاب الرئاسات السابقة من سيدنا آدم عليه السلام و حتي زمنه رضي الله عنه و عنهم أجمعين, أُعَانِقُ: كناية عن وحدة الكون المُمد بواسطة الخلفاء, قال رضي الله عنه:
فَكُلُّنَا وَاحِدٌ فِي وَاحِدِيَّتِهِ *** وَإِنَّمَا فَرَّقَ التَّوْحِيدُ رُتْبَتَنَا (49 ق 35)
وَأَعْتَنِقُ الْهُدَى: الواو للعطف, أَعْتَنِقُ: الاعتناق أصله الاشتباك, الْهُدَى: جميع ما جاء به سيدنا رسول الله من الدلالة علي الله تعالي و الإرشاد إليه, وَأَعْتَنِقُ الْهُدَى: أقبل عليه بكُلّي فلا فرق بيننا و الهُدَي حضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم و أعتنق: كون حضرة الرسول صلي الله عليه و سلم أضافني إليه و صار هو باطني كما تعانق الألف اللام في الحرف (لا) فالألف لا يقوم إلا باللام معه
وَأَجْنِحَةُ الْعَنْقَاءِ: الواو للعطف, أَجْنِحَةُ: جمع جناح و لأن طاشر العنقاء مفهومٌ عنه كثرة الأجنحة لم يقل جناحا بل قال أَجْنِحَة, و الأجنحة كناية عن الرحمة, الْعَنْقَاءِ: في الأصل طائر ضخم و سمِّيت عَنْقاء لأنه كان في عُنُقها بياض كالطوق، و هي تعبيرٌ عن النادر الوجود, يُكنّي بها عن الحضرة الإلهية, و في المعني أشار إليها سيدي فخر الدين رضي الله عنه بقوله:
وَحِيناً أَرَى الَعْنَقاءَ بِالسَّهْمِ قَدْ رَمَتْ *** أَصَابتْ عُبَيْداً صَار نِعْمَ الَّرِمِيَّةِ (242 ق 1)
تُورِفُ وَاحَتِي: تُورِفُ: ورَفَّ النباتُ يَرِفُّ رَفيفاً إذا اهتز وتَنَعَّمَ, و أَن يَتَلأْلأَ ويُشْرِقَ ماؤه, وَاحَتِي: الواحة مكان الظلّ و الفيئ و النعيم, أي: طريقتي, تُورِفُ تنتشر و تزدهر و يطيب زمانها, تُورِفُها َأَجْنِحَةُ الْعَنْقَاءِ, أي: رحمة الله, قال رضي الله عنه:
طَرِيقِيَ فِي كُلِّ الطَّرَائِقِ رَحْمَة *** شَهَادَةَ حَقٍّ مِنْ عُبَيْدٍ مُشَاهِدِ (29 ق 14)







القصيدة الأولي (التائية):
==================
76 ق 1:
أَرُوحُ وَأَغدُو فِي الْغُيُوبِ مُسَافِراً *** مَحَطُّ رِحَالِ السَّالِكيِنَ بِرَاحَتِي

المعني:
أَرُوحُ وَأَغدُو: (الفاعل ضمير مستتر تقديره "أنَا", أَرُوحُ: من الرّواح بالعشيّ أي السير إلي حيث الكسب, و الغُدُو: السير بالنهار أي: الرجوع بالرزق, في الحديث (لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا), حال المربّي, و هو يعتني بالسالكين’ يأخذهم من أول الطريق إلي آخره, قيل:
وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ خَلْفُ الحَبِيرِ مَسِيرُهُ *** كَثُرَتْ عَلَيْهِ طَرَائقُ الأوْهَامِ
فِي الْغُيُوبِ مُسَافِراً: الغيوب: غيب الشهادة- غيب الذّات-غيب المشيئة-غيب الإرادة, غيب الأفعال, مُسَافِراً: من السّفر (نضّر الله وجه الرّاحل المترّحل) في ترقي دائم
مَحَطُّ رِحَالِ السَّالِكيِنَ: مَحَطُّ: من الحَطُّ: الوَضْعُ، حطَّه يَحُطُّه حَطّاً فانْحَطَّ, والحَطُّ: وضْع الأَحْمالِ عن الدَّوابِّ، و مَحَطُّ: مصدر كونه حطّ الأحمال عن الدّابة, رِحَالِ: الأحمال, وفي حديث سيدنا عمر رضي الله عنه: إِذا حَطَطْتُمُ الرِّحالَ فشُدُّوا السُّروجَ أَي إِذا قضيتم الحَجَّ وحَطَطْتُم رِحالَكم عن الإِبل، وهي الأَكْوارُ والمَتاع، فشُدُّوا السُّروج على الخيل للغَزْو, السَّالِكيِنَ: السائرين إلي الله
بِرَاحَتِي: الباء ظرفية أي: في رَاحَتِي, الرّاحة راحة اليد معروفة, و راحة اليد تعني العناية و الكرم و العطاء, أي: عنده رضي الله عنه محطّ الرِحال, يعتني بالسائرين, و هو أقصي مواطن السير



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى 15781612
ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى Icon_minitime 2020-09-08, 3:53 pm
القصيدة الأولي (التائية):
==================
77 ق 1:
وَإِنِّيَ فِي أَهْلِ الرَّقيِمِ لَمُفْتِكُمْ *** فَثَامِنُهُمْ كَلْبٌ وَعَيْنِي حُجَّتِي

المعني:
وَإِنِّيَ فِي أَهْلِ الرَّقيِمِ: وَإِنِّيَ: الواو استئنافية, إنَّ: للتأكيد, مع ياء المتكلم, إشارة لحقيقة ذات المتكلم, أي: سيدي فخر الدين, فِي: حرف جر متعلق بجملة (لَمُفْتِكُمْ), أَهْلِ الرَّقيِمِ: هم أهل الكهف, وهم فتية كانوا في الفترة بين سيدنا عيسى عليه السلام وسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم, قال تعالي: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا) 9 الكهف, و الرَّقيِمِ كتاب كتب فيه اسماء أهل الكهف, رُقمت أي كتبت بارزة, قال الطبري في تفسيره: "وأما الرقيم فإن أهل التأويل اختلفوا في المعني به فقال بعضهم: هو اسم قرية أو واد، وقيل: كتاب، وقيل: لوح من حجارة كتبوا فيه قصص أصحاب الكهف ثم وضعوه على باب الكهف, وقيل غير ذلك, ثم قال: وأولى هذه الأقوال بالصواب في الرقيم أن يكون معنيا به لوح أوحجر أو شيء كتب فيه كتاب" أهـ.
لَمُفْتِكُمْ: اللام للتأكيد, مُفْتِكُمْ: من أَفْتاه في المسأَلة يُفْتِيه إِذا أَجابه، والاسم الفَتْوى, و أفتي أصدر حُكماً, و الفتوي في الدّين لا تقوم إلا علي الدّليل و الحُجّة, وفي الآية: (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا) 22 الكهف, (قال قتادة: قال ابن عباس: أنا من القليل الذي استثنى الله - عز وجل - كانوا سبعة, وكذا روى ابن جريج، عن عطاء الخراساني عنه أنه كان يقول : أنا ممن استثنى الله، ويقول : عدتهم سبعة, و هم نائمون أقعدهم سيدنا الإمام علي كرّم الله وجهه و تحدث إليهم و سألهم عن أسمائهم, و مقامهم بالأردن, و سيدي فخر الدين رضي الله عنه كذلك, أفتي بأن عددهم سبعة, من قوله رضي الله عنه
فَثَامِنُهُمْ كَلْبٌ: فاء تفسيرية, ثَامِنُهُمْ: أي عددهم سَبْعَةٌ و ثَامِنُهُمْ كَلْبٌ: أي: كلب أهل الكهف, و اسمه قطمير, و المعروف أنّه يدخل الجنّة بسبب حبّه لهم
وَعَيْنِي حُجَّتِي: وَعَيْنِي: أي شهادة عين, رأيتُهم بعيني, ياء المتكلم, سيدي فخر الدين رضي الله عنه, حُجَّتِي: دليلي و إثباتي, و رأي العين لا تعدله حجةٌ







القصيدة الأولي (التائية):
==================
78 ق 1:
تَهُبُّ عَلَى أَهْلِ الْغَرَامِ لَوَاقِحِي *** وَعَاتِيَتِي تَأْتِي عَلَى ذِي الْجَهَالِة

المعني:
تَهُبُّ: هَبَّتِ الريحُ تَهُبُّ هُبُوباً وهَبِـيباً: ثارَتْ وهاجَتْ, و منها الهبّ بمعني النشاط, أي نشطت و أهاجتهم, و الهبوب دائما ما تهبّ بالخير, و في ذلك قيل:
هبّت نَسَمَات *** أحيت الأرواح
عَلَى أَهْلِ الْغَرَامِ: عَلَى: حرف جر, أَهْلِ: أهل البيت هم ساكنوه و المقيمون فيه, أي: من لازمهم الغرام, الْغَرَامِ: الغرام الحبّ و العشق لدرجة العذاب, قال في لسان العرب: "والغَرامُ: اللازم من العذاب والشرُّ الدائم والبَلاءُ والحُبُّ والعشق وما لا يستطاع أَن يُتَفَصَّى منه, وقال الزجاج: هو أَشدُّ العذاب في اللغة"، و قال تعالي في صفة العذاب: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا) 65 الفرقان, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
تَوَاعَدَ أَرْبَابُ الْغَرَامِ عَلَى الْجَويَ *** فَمَنْ يُلْقَ فِي نَارِي فَلَيْسَ بِهَالِكِ (26 ق 10)
و قال رضي الله عنه:
إِنَّ الْغَرَامَ إِذَا أَلَمَّ بِعَاشِقٍ *** أَحمَى حَمِيثاً للِحَشَا يَجْتَاحُ (9 ق 25)
لَوَاقِحِي: اللَّواقِحُ من الرياح: التي تَحْمِلُ النَّدَى ثم تَمُجُّه في السحاب، فإِذا اجتمع في السحاب صار مطراً, و منها اجتماعها علي النبات و إتمام إلقاحه, أي أن يصير حاملاً للجنين و الثمر, لَوَاقِحِي: الفيوضات الإلهية
وَعَاتِيَتِي: صفة للريّاح, أي: كما أن رياحي اللواقح تهبّ, فإن رياحي العاتية أي: الجبّارة فوق المعتاد من الضخامة و الأثر, قال تعالي: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ) 6 الحاقة, الغضب الذي يصيب بالتدمير, قال في ذلك رضي الله عنه:
صَرْصَرُ التَّوحِيدِ أَرْدَتْ جَهْلَهُمْ *** فَبَدَوْا أَعْجَازَ نَخْلٍ مُنْقَعِرْ (35 ق 13)
تَأْتِي عَلَى: تمرّ علي و يكون نتيجة مرورها هلاكاً, قال تعالي: (مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ) 42 الذاريات
ذِي الْجَهَالِة: صاحب الْجَهَالِة: و الْجَهَالِة الجهل الملازم
و من هذا البيت نستبط المقارنة التالية:
1. الرياج نوعين واحدة تحمل الخير و تلقح و تنتج الثمار و أخري و هي التي لا تحمل ذلك و تسمي الريح العقيم و لا ينتج منها إلا العذاب و منها الصرصر العاتية التي تبلغ قمة الإحراق و الخراب
2. العوالم في تلقي كلتا النوعين من الرياح كذلك نوعان:
نوع لديه استعداد لتلقي رياح اللقاح, و منه المحب الذي فار الغرام بداخله فغدا مستعداً لتلقي الخير الذي تحمله رياح اللقاح أو الرياح اللواقح و فيما يخص المعني هنا هو أنواع التجليات و الفتح بفقه العلوم الثمينة
نوع جاحد و منكر و غير مهيأ لتلقي الخير بل يقف في تحدٍ كما حدث لقوم عاد و قوم لوط و مثلهم من ينكر علوم أهل الله فلا تأتيه إلا رياح الخراب التي هي في الأصل أداة لإزالة الجهل و الإنكار







القصيدة الأولي (التائية):
==================
79 ق 1:
وَرِيحُ رُخَائِي تَحْمِلُ الْخَيْرَ لِلْدُّنَا *** أُصِيبُ بِهَا مَنْ تَرْتَضِيِه إِصَابَتِي

المعني:
وَرِيحُ رُخَائِي: وَرِيحُ رُخَائِي: الرّيح لغة: الرِّيحُ: الرِّيحُ واحدة الرِّياح، و هي نَسِيم الهواء، وكذلك نَسيم كل شيء، و ريح الرّخاء هي أحد الأرياح السبعة المكونة لجزء من عالم المُلك, موطن الخلافة, قال تعالي في قصة سيدنا سليمان عليه السلام: (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ) 36 ص, الرَّخاء: سَعَة العَيْشِ، الرّيح تكون رخاء بما تقل من السحاب المطير و ما تحمل من حبوب اللّقاح فتنبت الأرض حيث أصابت و يزدهي العيش. رِيحُ رُخَائِي: إمداده رضي الله عنه للكون, قال رضي الله عنه في (4-5 ق 87):
يَشْتَهِيهَا كُلُّ عَبْدٍ مَالِكٍ *** قَائِمٍ بِالْحَقِّ دَوْماً لاَ يَهِي
قَائِمٍ بِالأَمْرِ قَوَّامٍ بِهَا *** مُلْكُ رَبِّ النَاسِ مَمْدودٌ بِهِ
تَحْمِلُ الْخَيْرَ لِلْدُّنَا: تَحْمِلُ: الرّيح تحمل السحّاب و هو الخير, الْخَيْرَ: ما فيه النفع للناس, لِلْدُّنَا: اللام حرف لانتهاء غاية مكانية, الدُّنا: هي الدُّنيا باعتبار الحياة الجارية, أي: القريبة, الآية: (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ) 30 النحل
أُصِيبُ بِهَا مَنْ تَرْتَضِيِه إِصَابَتِي: أُصِيبُ بِهَا: أُبلغها, مَنْ تَرْتَضِيِه: من تقبله, إِصَابَتِي: صابَ الغيثُ بمكان كذا وكذا، وصابَتِ السَّماءُ الأَرضَ: جادَتْها, وكُلُّ نازِلٍ من عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ، فقد صابَ يَصُوبُ, (تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ) الآية, أي: أختار أين تنزل







القصيدة الأولي (التائية):
==================
80 ق 1:
وَإِنَّ صَبَا نَجْدٍ تَفُوحُ بِعِطْرِهَا *** يَشُمُّ شَذَاهَا مَنْ يَذُوقُ صَبَابَتِي

المعني:
وَإِنَّ صَبَا نَجْدٍ: الواو استئنافية, إِنَّ: للتأكيد, صَبَا: الصَّبا ريحٌ ومَهَبُّها المُسْتَوِي أَن تَهُبَّ من موضع مطلع الشمس إِذا اسْتَوى الليلُ والنهارُ و هي تَسْتَقبلُ البيتَ (الكعبة)، و هي أحد الأرياح السبعة في عالم المُلك, موطن الخلافة, قيل: لأَنَّها تحِنُّ إِلى البيت, صَبَا نَجْدٍ: أي: أنّها تهبّ إليه من ناحية نجد, و هي ريح طيبة يشجي نسيمها العاشقين. قال سيدي النابلسي:
يا صبا نجدٍ ** زدت في وجدي ** ليت لو تجدي ** عن شذا الأحباب
و من شعر العاشقين:
ألا يـا صبا نجد متى هجت من نجد *** لـقد زادني مَسـراكِ وجدا على وجد
و صبا نجدٍ هنا هي الريح الباعثة علي إمداد المحبّة، قال رضي الله عنه:-
رِيحُ الصَّبَا نَفَثَتْ بِرُوْعِ مُتَيَّمٍ *** عَجَباً لِرَاحٍ رِيحُهَا لَفَّاحُ (25 ق 25)
تَفُوحُ بِعِطْرِهَا: تَفُوحُ: تقول فاحَ المِسْكُ فَوْحاً وفُؤوحاً وفَوَحاناً وفَيْحاً وفَيَحاناً: انْتَشَرَتْ رائِحَتُه، ولا يقالُ إلا في الريح الطيّبة, بِعِطْرِهَا: العِطْرُ: اسم جامع للطِّيب، تنتشر لتبعث الحُبّ في قلوب المحبّين, بإمدادي
يَشُمُّ شَذَاهَا: يَشُمُّ: يأخذ من مددها, شَذَاهَا: الشذي قوة الرائحة, قوة أثرها في المدد بالمحبة, قال سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
لقد نظرت قوم بطرف لهم قذى *** فلم يشهدوا الأحجاب جمال ذي
وقوم لقد شموا شذا روضها الشذى *** يقولون لي ما العلم ما السرّ ما الذي
هو الجوهر الغالي عن البحر خبرنا
مَنْ يَذُوقُ صَبَابَتِي: مَنْ: الذي, يَذُوقُ: الذوق هو أول استطعام الشراب, أول الشرب, و في صيغة المضارع للاستمرارية, صَبَابَتِي: الصَّبابة الشَّوْقُ؛ وقيل: رقته وحرارته, من شرب من المحبّة فذاق بقلبه, صَبَابَتِي كناية عن المحبّة الناتجة عن حسن العقيدة, و الصبابة هي ما سبق العبادات من المحبّة, قال رضي الله عنه:
دِينُ الصَّبَابَةِ لِلأَحِبَّةِ عُرْوَةٌ *** لَوْلاَ الشَّهَادَةُ ما اسْتَقَامَ الدّينُ (1 ق 67)
و قيل:
روح المحب على الأحكام صـابرة *** لعلّ مسقمها يوما يداويها
لا يعرف الشوق إلا من يكابده *** ولا الصّبابة إلا من يعانيها





القصيدة الأولي (التائية):
==================
81 ق 1:
وَإِنِّيَ غَوَّاصُ الْبِحَارِ وَأَنْتَقِي *** جَوَاهِرَ مَكْنُونِ الْعُلُوِم بِهِمَّتِي

المعني:
وَإِنِّيَ: الواو للعطف, إنّ للتأكيد, مع يا المتكلم, إشارة لحقيقة ذات المتكلم
غَوَّاصُ الْبِحَارِ: الغَوْصُ النُّزولُ تحتَ الماءِ. الغَوّاصُ الذي يَغُوصُ في البحر على اللؤلؤ، الْبِحَارِ: البحر يُسمي به كلما و كلّ من يحتوي محتوي بالع الأهمية, غَوَّاصُ: الماهر بالغَوْص, الْبِحَارِ: بحار العلوم مع كثرتها, قال رضي الله عنه:
بحر علمي من يرده ** لاي جد فيه طريّا (30 ق 27)
وَأَنْتَقِي: النقاوة الصفوة و أجود ااشئ, أختار من العلوم أعلاها و أجودُها
جَوَاهِرَ مَكْنُونِ الْعُلُوِم: جَوَاهِرَ: الحُلي النفيسة الغالية, مَكْنُونِ: مخبأ, الْعُلُوِم: علوم الحقائق الإلهية, جاء في الحديث: (إِنَّ مِنَ الْعِلْمِ كَهَيْئَةِ الْمَكْنُونِ), علوم الحقائق
بِهِمَّتِي: الهمة هي العزم الباعث علي الفعل, و لك بهمة سيدي فخر الدين رضي الله عنه, قال رضي الله عنه:
فَارْكَبْ مَعِي إِنَّ الْعَزِيمَةَ مَرْكِبِي *** تَسْتَوقِفُ الْغُرَّ الْكِرَامَ الْكَاتِبِين (2 ق 7)
و قال رضي الله عنه:
لّمّا استَبَقنا و المَطَايا جُهِّزَت *** مَا غَيرَ مَحبُوبي أرَاهُ أمَامِي (55 ق 15)







القصيدة الأولي (التائية):
==================
82 ق 1:
وَإِنِّي فِي أُمِّ الْكِتَابِ مُهَذِّبٌ *** وَإِنِّيَ فَرْعٌ فِي أَصِيلِ الْمَنَابِتِ

المعني:
وَإِنِّيَ: الواو للعطف, إنّ للتأكيد, مع يا المتكلم, إشارة لحقيقة ذات المتكلم
فِي أُمِّ الْكِتَابِ: الكتاب: القرآن الكريم, أم الكتاب: سورة الفاتحة, و قد بين مولانا معانيها و اقسامها في كلامه عن السبع المثاني, و في عالم المعاني, ما قبل عالم الأرواح هي (الحقيقة المحمدية), الآية: (ألم. ذلك الكتاب لا ريب فيه) 1-2 البقرة, بيَّن رضي الله عنه أن(ذلك) تفيد الإشارة للأبعد و بذلك تكون راجعة للألف الذي هو الأبعد, و بذا يكون ذلك الكتاب هو كتاب الألف, بداية رتق المرتقات و فتقها, صلي الله عليه و سلم
مُهَذِّبٌ: التهذيب في أصناف العلم: هو تقريب معاني و إزالة غوامضه حتي يبين معناه, و أصل الكلمة إزالة ما يعلق من الحنظل من حبوب و غشاء مُرّ حتي يسهل اكله
وَإِنِّيَ فَرْعٌ فِي أَصِيلِ الْمَنَابِتِ: وَإِنِّي: الواو للعطف, إنّ: للتأكيد, مع يا المتكلم, إشارة لحقيقة ذات المتكلم, رضي الله عنه, فَرْعٌ: فَرْعُ كلّ شيء: أَعْلاه، أي: ما قام علي الأصل, فِي أَصِيل: الأَصْلُ: أَسفل كل شيء, أي: ما يقوم عليه غيره, أَصِيل: ثابت, الْمَنَابِتِ: جمع مَنبَت, والمَنْبِتُ موضعُ النبات، والمَنْبِتُ الأَصْلُ, الآية: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء) 24 إبراهيم, و (إنّي) هنا يفهم منها حقيقة احتوائه للهويّة النبوية, و أصيل المنابت و هو حضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه في (30-31 ق 41):
فَإِنَّ الأَصْلَ مَا أَدْلَى بِدَلْوٍ *** لأَنَّ الْقَوْلَ قَيْدٌ قَدْ أَشَرْتُ
وَإِنِّي ظِلُّ نُورٍ مِنْ عَلِيٍّ *** وَعَنْ قَوْلٍ سَدِيدٍ مَا انْحَسَرْتُ







القصيدة الأولي (التائية):
==================
83 ق 1:
أَخُوضُ بِحَاراً تَحْذَرُ السُّفْنُ مَا بِهَا *** يَجِلُّ عَنِ الْحُذَّاقِ مَكْنُونُ كُنْيَتِي

المعني:
أَخُوضُ: أَصْل الخَوْض المشيُ في الماء
بِحَاراً: جمع بَحر, و البَحْرُ: لُغةً: الماءُ الكثيرُ، مِلْحاً كان أَو عَذْباً، وهو خلاف البئَرِّ، سمي بذلك لعُمقِهِ واتساعه، وجمعه أَبْحُرٌ وبُحُورٌ وبِحارٌ, و البحار هي بحار الحقائق الإلهية و هي كثيرة العدد, كُلّ يردها بحسب مقامه, و في مقالة سيدي أبي يزيد البسطامي: "خُضتُ بحراً وقفَ الأنبياءُ بساحلِه", قال ذلك لكونه وارثٌ محمديّ
تَحْذَرُ السُّفْنُ مَا بِهَا: تَحْذَرُ: تخاف, السُّفْن: جمع السَّفِينة: الفُلْك لأَنها تَسْفِن وجه الماء أَي تقشره، إشارة إلي الأكابر من الأولياء, مَا بِهَا: الباء ظرفية بمعني في, أي ما فيها, قال رضي الله عنه:
هَذَا كَلاَمِي قَدِيٌم يَسْبِقُ الزَّمَنَ *** فَلاَ تَخُوضُوا بِحَاراً أَهْلَكَتْ سُفُنَا (1 ق 35)
يَجِلُّ عَنِ الْحُذَّاقِ: يَجِلُّ عَنِ: جَلَّ: عَظُمَ, و جَلَّ عنه: تَنَزَّهَ, أي: يبعُد عن, الْحُذَّاقِ: أصلها الحِذْقُ والحَذاقةُ: المَهارة في كل عمل، حذَق الشيءَ يَحْذِقُه حَذْقاً وحِذْقاً وحَذاقة وحِذاقة، فهو حاذق من قوم حُذَّاق, أي: المهرة في علوم الحقائق
مَكْنُونُ كُنْيَتِي: مَكْنُونُ: المكنون هو المُخبأ, السّر, كُنْيَتِي: أصلها إخفاء ما تريد قوله بعبارة تشير إليه, و منه الكُنية, يُكْنى الرجل باسم توقيراً وتعظيماً, و المُراد كنيته رضي الله عنه بفخرِ الدّين, و الفخر في اللغة: عدّ القديم و الامتداح بالعظمة و الجاه, قال رضي الله عنه:
أُكَنَّى بِفَخْرِ الدِّينِ بَيْنَ أَحِبَّتِي *** وَلِي فِي سَمَاوَاتِ الْغُيوُبِ مَنَاقِبُ (1 ق 27)
و قال رضي الله عنه:
يُشَارُ إِلَيَّ بِالْبَنَانِ مُتَوَّجاً *** وَإِنِّي فَخْرُ الدِّينِ فِي كُلِّ حَضْرَةِ (73 ق 1)
و قال رضي الله عنه:
وَأَعْتَصِرُ الْقُرْآنَ حَدّاً وَمَطْلَعاً *** وَكُنْيَةُ فَخْرٍ مَا لَهَا مِنْ سَمِيَّةِ (299 ق 1)






أَخُوضُ: أَصْل الخَوْض المشيُ في الماء
بِحَاراً: مواطن الحيرة بين مراتب الأسماء
يخوضها: إذ أمرها عليه أسهل من أن يتطلب منه عناء
الْحُذَّاقِ: المَهرة من الأذكياء من دق فهمهم
مَكْنُونُ كُنْيَتِي: كنية فخر الدين, لا يدرك ما تكنّه في باطنها من أسرار و معان





القصيدة الأولي (التائية):
==================
84 ق 1:
سَرَيْتُ كَإِسْرَاءِ الْمُقَدَّمِ جَلْوَةً *** رَأَيْتُ بِمِعْرَاجِي عَجَائِبَ صَنْعَةِ

المعني:
سَرَيْتُ كَإِسْرَاءِ الْمُقَدَّمِ: سَرَيْتُ: لغةً: بمعني سِرْت ليلاً، و يعني في الحقائق, السير إلي موطن شهود الذّات, (الفاعل ضمير مستتر تقديره "أنا") أي: بذاتي, كَإِسْرَاءِ: الكاف للتشبيه, أي: صورة من الأصل, إِسْرَاءِ: الاسم من الفعل سري, الْمُقَدَّمِ: حضرة النبي صلي الله عليه و سلم, و التقديم له في كل شئ و ورد في حالة الإسراء في صلاته بالأنبياء ببيت المقدس و عندما تقدم جبريل عند سدرة المنتهي, حيث قال له: إذا أنت تقدّمت اخترقت وإذا أنا تقدّمت احترقت, كَإِسْرَاءِ: يعني أنني سريت كإسراء حضرته صلي الله عليه و سلم و لم يقل "إسراء" بل قال "كإسراء "و ذلك يعني قلدته, و هذا شأن اقتداء العارفين به في كل العبادات تبعاً لقوله صلي الله عليه و سلم "صلّوا كما رأيتموني أصلّي" أي قلدوا صلاتي
جلوة: ظاهراً عياناً, في حال الصحو و ليس رؤي منام
رَأَيْتُ: راي العين, شهادة
بمعراجي: الباء للوسيلة و الواسطة, أي: بواسطة معراجي: و معراجي: من عَرَجَ في الدَّرَجَة والسُّلَّم يعرُج عُرُوجاً أَي ارتقى, معراج: سلّم أو دَرَج الارتقاء لموطن التجلّي الإلهي الذّاتي, مع يا المتكلم (سيدي فخر الدين), و كل ولي من الأكابر يخصص له معراج للعروج فالعروج مستمر, و المِعراج وسيلة العروج أي الصعود إلي السماء, قال تعالي: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) 2 سبأ
عَجَائِبَ صنعة: عَجَائِبَ: جمع عجيب أو عجيبة و هو الأمر غير المُعتاد, صنعة: الصنعة من صنع الشئ إذا عمله, قال تعالي: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) 88 النمل, يعني رأيت و شاهدت عياناً سر عجائب) صنع الله في أكوانه) التي مررت به حال صعودي إلي الله, من القصيد الذي ينشده رضي الله عنه و هو ما يمثّل حاله, رضي الله عنه:
سريت ولا رد هناك ولا منع *** إلى أن تساوى عندي الأصل والفرع
وإني لحيران وفرقي هو الجمع *** إذا قلت يا الله قال لمن تدعو
وإن أنا لا أدعو يقول ألا تدعو







القصيدة الأولي (التائية):
==================
85 ق 1:
وَإِنِّي فِي الإِسْرَاءِ كُنْتُ إِمَامَهُمْ *** لأَنِّيَ نَجْمٌ يُقْتَفَى بِالثُّرَيَّةِ

المعني:
وَإِنِّيَ: الواو للعطف, إنّ للتأكيد, مع يا المتكلم, إشارة لحقيقة ذات المتكلم
في الإسراء: الإسراء السير إلي موطن التجلّي الذّاتي الإلهي, إلحاقاً للبيت السابق:
سَرَيْتُ كَإِسْرَاءِ الْمُقَدَّمِ جَلْوَةً *** رَأَيْتُ بِمِعْرَاجِي عَجَائِبَ صَنْعَةِ
كُنْتُ إِمَامَهُمْ: كُنْتُ: تعرّف ما حصل في الزمان الماضي, إِمَامَهُمْ: الإمام هو من يؤتم به و يُقتدي و يُتّبع, ضمير الجمع الغائب (هُم) إشارة للأولياء, أي: إمام الأولياء, أهل الحضرتين, و من كلام سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
أَنَا لِلأولِيــــــــــــــــــاءِ إِمَامٌ لَأنَّي *** قَبلَ دَاوُودَ حُزْتُ عِلْمَ الزَّبُورِ
وَ شَرَحْتُ القُرْآنَ فِي الغَيْبِ حَتَى *** سَائرِ الكُتُبِ طَاعةً لِلغَفُورِ
لأَنِّيَ نَجْمٌ: لأَنِّيَ: اللام للتعليل, أنًّ: للتأكيد مع يا المتكلم, إشارة لحقيقة ذات المتكلم, نَجْمٌ: النّجم علامة الهداية, أي: هداية السالكين, قال تعالي: (وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) 16 النحل
يُقتفي بالثرية: يُقتفي: يُتَّبع, بالثرية: في اللغة: الثُرَيّا (في الفَلك): مجموعة من النجوم في صورة الثور, و عند السادة الصوفية: هي سبعة أنجم تشير إلي مسبعات عالم المُلك: الأرضين السبع – السموات السبع – البحار السبع – الأرياح السبع, و المحموع كلّه في يدّ الخليفة القطب الغوث, و منه فالثرية تشير إلي الخليفة, أي: أن الخليفة في كلّ زمانٍ تابعٌ له رضي الله عنه







القصيدة الأولي (التائية):
==================
86 ق 1:
سَمِعْتُ نِدَاءَ الْحَقِّ كُنْتُ مُجِيبَهُ *** فَأَلْقَمَنِي الْمِيثَاقَ بِالتَّبَعِيَّةِ

المعني:
سَمِعْتُ نِدَاءَ الْحَقِّ: سَمِعْتُ: في الزمان الماضي, نِدَاءَ: النَّداءُ والنُّداء: الصوت و ناداه ونادى به وناداه مُناداة ونِداء أَي صاح به, الْحَقِّ: اسم الله تعالي المتجلي بالحقيقة و النافي لكل باطل, و النداء كان لأخذ ميثاق العباد في عالم الذرّ بالربوبية لله تعالي, قال تعالي: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) 172 الأعراف
كُنْتُ مُجِيبَهُ: كُنْتُ: حصول فعل في الزمن الماضي, فاعله ضمير المتكلم المستتر تقديره "أنا", مُجِيبَهُ: من الإجابة التَّلْبِيةُ، و الحضور و الطاعة و الإذعان, أجبت النداء للميثاق بالربوبية في الأزل
فَأَلْقَمَنِي الْمِيثَاقَ بِالتَّبَعِيَّةِ: فَأَلْقَمَنِي: الفاء سببيىة, أَلْقَمَنِي: أَلْقَمَ, مع نون الوقاية و ياء المتكلم, أَلْقَمَ من قولك لَقِمَه لَقْماً والْتَقَمه وأَلْقَمه إِياه، ولَقِمْت اللُّقْمةَ أَلْقَمُها لَقْماً إِذا أَخَذْتَها بِفِيك، وأَلْقَمْتُ غيري لُقْمةً فلَقِمَها, و اللّقمُ عموماً يفيد الاحتواء و الالتزام, الْمِيثَاقَ: العهد, بالإذعان له تعالي بالربوبية, و تفصيلاً: فقد ألقم سبحانه و تعالي هذا الميثاق للحجر الأسود - من حجارة الجنة - يستلمه زائرو البيت الحرام فيكون تجديداً لذلك العهد, وقد ورد في الحديث عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال: "إن اللَّه تبارك وتعالى لما أخذ مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها، فلذلك يقال: أمانتي أديتها، وميثاقي تعاهدته، لتشهد لي بالموافاة", يقول سيدي فخر الدين: أنه بعد إجابته لنداء الحق في عالم الذرّ أعطي كرامة أن ألقم الميثاق ليكون تجديد العهد معه هو تجديد العهد مع الله, فكل من تبعه فقد جدد العهد السابق من ألستُ بربكم, قال رضي الله عنه:
وَيَسْلَمُ يَوْمَ الْحَشْرِ قَوْمٌ بَايَعوُا *** يُجَدَّدُ مِيثَاقُ الْعِبَادِ بِبَيْعَتِي (87 ق 1)
بِالتَّبَعِيَّةِ: الباء للوسيلة أو الواسطة, التَّبَعِيَّةِ: تَبِعَ الشيءَ تَبَعاً وتَباعاً وتَبِعْتُ الشيءَتُبوعاً: سِرْت في إِثْرِه, واتَّبَعَه وأَتْبَعَه وتتَبَّعه قَفاه وتَطلَّبه مُتَّبعاً له وكذلك تتَبَّعه وتتَبَّعْته تتَبُّعاً, و منها التَّبَعِيَّةِ أي: كونه مقفي أو متبّع لقبلٍ, أي: بالإضافة لحضرة النبيّ صلّي الله عليه و سلّم, القائم علي الميثاق بالأصل, قال تعالي: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ) 81 آل عمران





القصيدة الأولي (التائية):
==================
87 ق 1:
وَيَسْلَمُ يَوْمَ الْحَشْرِ قَوْمٌ بَايَعوُا *** يُجَدَّدُ مِيثَاقُ الْعِبَادِ بِبَيْعَتِي

المعني:
وَيَسْلَمُ يَوْمَ الْحَشْرِ: الواو للاستئناف, يَسْلَمُ: من سَلِمَ يَسلَمُ سَلامَاً و سلامةً و السّلامة: أن يسلم الإنسان من العاهة والأذَى, يَوْمَ الْحَشْرِ: الحَشْرُ الجمع, الآية: (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ( 17 النمل, و يَوْمَ الْحَشْرِ: جمع الناس يوم القيامة
قَوْمٌ بَايَعوُا: قَوْمٌ: القوم من حمعهم شأن واحد قلّوا أو كثروا, بَايَعوُا: بيايع مبايعةً عاهد و البيعة العهد و الميثاق و هو ما تقوم عليه الطريقة, عهدٌ بين الشيخ و المريد و بيعة من الشيخ للمريد, علي السمع و الطاعة للشيخ, و المناسبة هي مبايعة حليفة سيدي فخر الدين سيدي الشيخ إبراهيم عند انتقال سيدي فخر الدين, قال رضي الله عنه عن الشيخ إبراهيم رضي الله عنه:
فَاسْأَلُوهُ النَّجَاةَ مِنْ يَوْمِ حَشْرٍ *** يَوْمَ لا يَسْأَلُ الْحَمِيمَ حَمِيمُ (2 ق 12)
و البيعة تكون للإمام, قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: "من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية", و لذا تكون البيعة للخليفة القائم بالأمر, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَكُلُّ شَيْخٍ عَلاَ لاَبُدَّ مُتَّبِعٌ *** وَمَنْ تَوَلَّى فَلاَ يُعْطَى أَمَانَتَنَا (19 ق 35)
يُجَدَّدُ مِيثَاقُ الْعِبَادِ: يُجَدَّدُ: تجديد العهد و تجديد افيمان حتي لا يصيبه الفتور و التآكل, مِيثَاقُ الْعِبَادِ: عهدهم مع الله, الوارد في قوله تعالي: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا) 172 الأعراف
بِبَيْعَتِي: الباء للوسيلة و الواسطة, أي: بواسطة بَيْعَتِي, كلّ بيعة لخليفة هي تجديد للبيعة مع سيدي فخر الدين رضي الله عنه, قال رضي الله عنه:
يُبَايِعُ إِبْرَاهِيمَ مَنْ كَانَ وَاثِقاً *** بِأَنَّ أَبَا الْعَيْنَيْنِ يَجْلُو بِخَلْوَتِي (41 ق 1)







القصيدة الأولي (التائية):
==================
88 ق 1:
أَجَبْتُ كَرِيماً فِي نَظِيفِ جَمَالِه *** لأَعْصِرَ مِنْ كَرْمِ الكَرِيمِ مُدَامَتِي

المعني:
أَجَبْت: لبيتُ النداء, دعاني فأجبتُ أي: لبيتُ نداءه
كَرِيما: صيغة النكرة (بدون تعريف بالألف و اللام) تعني اطلاق الوصف, و يعني الله سبحانه و تعالي, له الكرم المطلق, واسمه الكريم, و الكريم: هو الذي يبتدئ بالنعمة من غيرنظرٍ استحقاق
فِي نَظِيفِ جَمَالِه: فِي: أي: و هو في, وصف لحال من أجاب, نَظِيفِ: نَظِيف: حَسُن وبَهُوَ, جميل, نَظِيفِ جَمَالِه: كناية عن جمال الجمال
لأَعْصِرَ: اللام تُسمي لام الصيرورة ، وتسمى لام العاقبة أو لام المآل, أَعْصِرَ: من وعَصَرَ العِنَبَ ونحوَه مما له دُهْن أَو شراب أَو عسل يَعْصِرُه عَصْراً، استخلص الشراب منه, و يعني استقاء القصائد من القرآن الكريم, قال رضي الله عنه:
وَأَعْتَصِرُ الْقُرْآنَ حَدّاً وَمَطْلَعاً *** وَكُنْيَةُ فَخْرٍ مَا لَهَا مِنْ سَمِيَّةِ (299 ق 1)
مِنْ كَرْمِ الكَرِيمِ: الكرم بسكون الراء: العنب, إشارة لآيات القرآن, المنزل للقرآن و لذلك سمي القرآن الكَرِيمِ, قال رضي الله عنه:
وَإِنّيَ مَنْ آِي الْقُرَانِ لَمُسْتَقيٍ *** وَإِنَّ صُوَاعَ الْمُصْطَفَى لَسِقَايَتِي (276 ق 1)
و القصائد من موطن الكرم كذلك من حيث تنزل القرآن الكريم, و في ذلك قال رضي الله عنه:
كِتَابٌ كَرِيمٌ جَدُّهَا مِنْ أَبٍ لَهَا *** وَمَوْئِلُهُا مِنْ بَطْنِهِ تَشْرَحُونَهَا (9 ق 32)
مُدَامَتِي: المُدامة الخمر, ما يسكر, إشارة إلي شراب الوصل, من الشراب بالأرواح و هو تلقي العلوم و التجلّيات, قال رضي الله عنه:
وَشَارِبُ خَمْرِيَ يَنْتَشِي لَوْ بِقَطْرَةٍ *** وَبَاطِنُ أَمْرِي فِي غُيُوبٍ خَفيَّةِ (55 ق 1)
و جاء وصف شراب القوم بالمُدام كثيراً, منه:
مِلْتُ سُكْرَاً نَحْوَ سَاقِي المُدَام ** حِينَ قَام ** عَاقِدُ البَنْدِ
و منه:
قِفْ جَانِب الدَّيْرِ سَلْ عَنْهَا القَسَاقِيسَا *** مُدَامَةً قَدَّسَتْهَا القَوْمُ تَقْدِيسَا
و منه:
اسْقِني مِنْ مُدَامَةِ القُدُّوسِ *** فَهْيَ مِلءُ الدَّنَانِ مِلءُ الكُؤوسِ
وأدِرْهَا عَلَيَّ بَيْنَ النَّدَامَى *** مِنْ قِيَامٍ بِسُكْرِهَا وَجُلُوسِ
صِرْفْ رِاحٍ بِشُرْبِهَا كَمْ أُمِيتَتْ *** مِنْ نُفُوسٍ وأحَيَيَتْ مِنْ نُفُوسِ







القصيدة الأولي (التائية):
==================
89 ق 1:
وَقَفْتُ كَشُمٍّ شَامَخِاتٍ بِرُوجُهَا *** بِهَا سَكَنَ التَّحْرِيكُ كَرّاً وَفَرَّةِ

المعني:
وَقَفْتُ كَشُمٍّ: وَقَفْتُ: الوُقوف خلاف الجُلوس، و الوقوف دليل العزّ و الشموخ, كَشُمٍّ: الكاف للتشبيه, شُمٍّ:جمع أَشَمُّ, و الأَشَمُّ: من الجٍبال أي طويل الرأْس
شَامَخِاتٍ: جبال عالية جداً, كناية عن السادة الأقطاب, قال رضي الله عنه:
شَامِخَاتُ الْجِبَالِ مَا أنْ تَجَلَّى *** صِرْنَ دَكَّ الْحَشَا كَثِيباً مَهِيلاَ (6 ق 20)
بِرُوجُهَا: البُرج الحِصن, حصونها
بِهَا سَكَنَ التَّحْرِيكُ: بِهَا: أي: بالبروج الأقطاب حصون, سَكَنَ: السُّكُونُ: ضدّ الحركة, سَكَنَ الشيءُ يَسْكُنُ سُكوناً إذا ذهبت حركته، التَّحْرِيكُ: إحداث الحركة, لا شئ يحدث فيها حركة من السكون
كَرّاً وَفَرَّةِ: كَرّاً: الكَرُّ: الرجوع, الواو للعطف, فَرَّةِ: الفرّ الهُروب, الفَرَّةِ واحدة مرات الفرّ, الكرّ, الرجوع يتكرر و مع كلّ كرّة فرّة, و الفرّ من الفرار إلي الله أي: إلي حضرة الشهود, قال تعالي: (أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) 18 الدخان, و الكرّ الرد عن الشهود, ثم العودة إليه, إشارة إلي ثبات الأكابر في حالة التجلّي الذّاتي







القصيدة الأولي (التائية):
==================
90 ق 1:
مَشَيْتُ كَمَا يَسْرِي النَّسِيُم عَلَى الرُّبَا *** وَأَصْمِتُ صَمْتَ الزَّمْهَرِيرِ بِقَفْرَةِ

المعني:
مَشَيْت: المشي معروف, و فيه التؤدة و التّأني, و المشي يمشيه عامة الناس, إشارة لكون المتكلم - صاحب الديوان رضي الله عنه – مشي بين الناس في خفاء
كَمَا يَسْرِي: كَمَا: الكاف للتشبيه و ما مصدرية, يَسْرِي: من السّري سَيرُ الليلِ عامَّتهِ, و سُري النسيم في أثناء الليل أي في هدأته
النَّسِيُم عَلَى الرُّبَا: النَّسيمُ ابتداءُ كلِّ ريحٍ قبل أَن تَقْوى, عَلَى: يعلوها, فوقها, الرُّبَا: جمع ربوة و رابية ما ارتفع من الأرض, و وجه الشبه أنّه حينما يَسْرِي النَّسِيُم عَلَى الرُّبَا يخلّف أثراً ناعماً, و يكني به الشيخ هنا للخفاء الذي اتّصف به و كناية عن تجلّي الجمال, و في وصف ذلك قال أحد الشعراء:
وفاتنةٍ رمتني من رباها *** بسهمٍ صائب سلمت يداها
تميسُ تَغَنُجاً تختالُ تيهاً *** تَجُرُ مفاخرَ الدُّنيا وراها
يُرى مشي النسيمِ بوجنتيها *** ويَندى حُمْرةً إن مسَ فاها
وَأَصْمِتُ صَمْتَ الزَّمْهَرِيرِ بِقَفْرَةِ: الواو للعطف, أَصْمِتُ: الصمت السكوت الطويل, صَمْتَ: تُعرب حال لأنها تنعت الفعل "أَصْمِتُ", الزَّمْهَرِيرِ: الزَّمْهَرِيرُ: شدة البرد, قال تعالي: (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا) 13, بِقَفْرَةِ: القَفْرة: الخلاءُ من الأَرض، صمت الزمهرير في الصحراء أو الأرض الخلاء ينّم بداخله عن أزيز قوي الأثر, أي: أن صمته ينطوي علي الحديث العميق العظيم الشأن, و هو كناية عن تجلّي الجلال, و هنا يلاحظ المفارقة التي هي أشبه بمعجزة حضرة النبي صلي الله عليه و سلم: بان أثره الشريف علي الصخر و لم يبن علي الرمل, كما ورد في السيرة







القصيدة الأولي (التائية):
==================
91 ق 1:
حَنَوْتُ كَمَا يَحْنُو الرَّحِيمُ بِقَوْمِهِ *** قَسَوْتُ لِمَا تَدْعُو إِلَيْه ضَرُورَتِي

المعني:
حَنَوْتُ: حَنَوْت عليه أَي عطفت عليه و فلان أَحْنَى الناس ضُلوعاً عليك أَي أَشْفَقُهم عليك
كَمَا يَحْنُو: كَمَا: الكاف كاف التشبيه, ما مصدرية, يَحْنُو: يشفق
الرَّحِيمُ: من الرحمة الرحيمية الامتنانية الصِرفة, أي: المشتقة من اسمه تعالي الرّحيم, و في تلك الرّحمة جاء الحديث عن سيدنا جُنْدُبٌ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِي فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، ثُمَّ عَقَلَهَا، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى رَاحِلَتَهُ، فَأَطْلَقَ عِقَالَهَا، ثُمَّ رَكِبَهَا، ثُمَّ نَادَى: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلاَ تُشْرِكْ في رَحْمَتِنَا أَحَدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَتَقُولُونَ هَو أَضَلُّ أَمْ بَعِيرُهُ أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: لَقَدْ حَظَرْتَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ رَحْمَةً وَاحِدَةً يَتَعَاطَفُ بِهَا الْخَلاَئِقُ جِنُّهَا وَإِنْسُهَا وَبَهَائِمُهَا، وَعِنْدَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ، أَتَقُولُونَ هُوَ أَضَلُّ أَمْ بَعِيرُهُ", و من الرحمة الرحيمية الامتنانية الصِرفة خصّ سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم, فقال تعالي: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) 128 التوبة
بِقَوْمِهِ: الباء للإلصاق, قَوْمِهِ: القَوم هم من يجمعهم شأن واحد, و منه تقول: قَوْمُ نوح أو قَوْمُ موسي ... الخ أي: من هم علي دينه, و قَوْمُ الشيخ من هم علي طريقته و هكذا ... , أي: أن زعيم القوم و سيدهم الرَّحِيمُ يشفق عليهم, و ذا إشارة لرحمته بأبنائه في الطريقة, رضي الله عنهم, حتي أنّه قال, تأسيا بحضرته صلي الله عليه و سلم: "إنّي لأتألمُ لأحَدِكمُ الشّوكةَ يُشاكُهَا", و قال رضي الله عنه:
أَجُودُ عَلَى أُمٍّ لِتَرْحَمَ طِفْلَهَا *** فَرَحْمَةُ مَنْ فِي الْكَوْنِ مِنْ بَعْضِ رَحْمَتِي (27 ق 1)
و قال رضي الله عنه:
نَطُوفُ بِالرَّحْمَةِ الأَكْوَانَ أَجْمَعَهَا *** نُلَقّنُ الْوَالِدَاتِ بَعْضَ رَحْمَتِنَا (41 ق 35)
و من ذلك طلبه تلك الرّحمة من حضرة النبي صلي الله عليه و سلم لقومه, أبناء طريقته في قوله رضي الله عنه:
تَعَطَّفْ يَا رَحِيمًا وَقَوْمِي *** بِأَمِّ السَّيّدَاتِ الطَّاهِرَاتِ (67 ق 39)
قَسَوْتُ: القَسْوَةُ الصَّلابةُ في كل شيء, مواجهة الأمر بصلابة
لِمَا تَدْعُو إِلَيْه ضَرُورَتِي: لِمَا: اللام لام التعليل, ما اسم موصول, أي: للذي, تَدْعُو إِلَيْه: بمعني تنادي أو تدفع إليه, و منه قولك: دعاني إلى الإحسان إليك إحسانُك إليّ, أي: دفعني, ضَرُورَتِي: الضّرورة من الاضطِرَارُ: و هو الاحتياج إِلى الشيء، الآية: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ) 62 النمل, الضرورة مما تقتقضيه الغيرة علي الدين أو نصرة الضعفاء, و له رضي الله عنه في ذلك مواقف كثيرة







القصيدة الأولي (التائية):
==================
92 ق 1:
سَقَيْتُ كَمَا يَسْقِي الْغَمَامُ مِنَ الظَّمَا *** عَفَوْتُ كَمَا يَعْفُو الْقَدِيُر بِقُدْرَتِي

المعني:
سَقَيْتُ: فعل ماضي مع تاء المتكلّم الفرد, سقي يسقي الماء و الشراب المعبر لديهم بالخمر و السِّقاية من فيوضات العلم و تجلياته علي الأرواح, يقول رضي الله عنه:
سَقَيْتُ مُرِيدِي مِنْ شَرَابٍ مُعَتَّقٍ *** وَكَفِّيَ كَأْسٌ وَالْخَفَاءُ مَزِيَّتِي (8 ق 1)
كَمَا يَسْقِي الْغَمَامُ: كَمَا: الكاف للتشبيه مع ما المصدرية, يَسْقِي: يصبّ الماء علي الأرض فيسقي النبات, الْغَمَامُ: السّحاب, يحملُ الماء, كناية عن موارد علوم الحقائق, يقول رضي الله عنه:
فَالسَّمَاءُ عِنْدَنَا أَبْوَابُهَا *** لَوْ فَتَحْنَاهَا فَمَاءٌ مُنْهَمِرْ (24 ق 13)
مِنَ الظَّمَا: التلهف للشرب, طلب الأرواح للعلم و المدد
عَفَوْتُ: أي: عَفَوْتُ عن المخطئ, العفو هو التَّجاوُزُ عن الذنب وتَرْكُ العِقابِ عليه، وأَصلُه المَحْوُ والطَّمْس, محو الخطايا, بدأ (صدر البيت) ب "سَقَيْتُ" و (عجز البيت) ب "عَفَوْتُ": وجه الشبه أن الغيث ينزل (يُسقي) و يغسل (يَعفو) كلّ مساوئ الأرض الجدباء
كَمَا يَعْفُو الْقَدِيُر: كَمَا: الكاف للتشبيه مع ما المصدرية, يَعْفُو: يتجاوز و يمحو الخطأ, الْقَدِيُر: القدير من القدرة و هي المتصرف بها, و القديرُ هنا الله سبحانه و تعالي. يعني متخلقاً بالأخلاق الإلهية, الذي لديه القدرة, لديه تصرفّ بالقدرة, قال تعالي: (إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا 149 النساء, قال رضي الله عنه:
اللَّهُ مِنْ بَعْدِ الزِّيَادَةِ زَادَنِي *** فَهْوَ الْقَديرُ وَمَنْ لَدَيْهِ قَديرُ (1 ق 5)
بِقُدْرَتِي: أي (عَفَوْتُ بِقُدْرَتِي) و جملة (كَمَا يَعْفُو الْقَدِيُر) جملة اعتراضية كما تقول اللغة. (عَفَوْتُ بِقُدْرَتِي) (كَمَا يَعْفُو الْقَدِيُر), يعفو و هو متصرّف بالأسماء الإلهية, في حين يمكنه أن يفعل أي أمر بالمخطئ







القصيدة الأولي (التائية):
==================
93 ق 1:
غَفَوْتُ كَمَا تَغفُو الطُّيُورُ مَعَ الْجَوَى *** وَلَسْتُ أَخَا غَفْلٍ فَنَوْمِيَ يَقْظَتِي

المعني:
غَفَوْتُ : غَفَا غفوة إِذا نامَ نومَةً خَفيفة
كَمَا تَغفُو الطُّيُورُ مَعَ الْجَوَى: كَمَا: كاف النشبيه و مَا المصدرية, تَغفُو الطُّيُورُ مَعَ الْجَوَى: الجَوَى: الحُرْقة وشدَّة الوَجْدِ من عشق أَو حُزْن، تغفو – تنام نومة خفيفة غير كاملة - و هي في الجو, و الطيور تحنّ للأوطان في سيرها, يعني في حالة ترقّي مع دائم الشوق للقاء الحبيب, قال رضي الله عنه في (38-39 ق 15):
مَا نِمْتُ فِي دَارِ النِّيَامِ فَهَلْ تُرَى *** دَارُ الْحَيَاةِ بِهَا يَطِيبُ مَنَامِي
مَا طَابَ لِي نَوْمٌ وَمَا لِي غَفْوَةٌ *** حَتَّى الْمَلاَئِكُ أَفْطَرَتْ لِصِيَامِي
وَلَسْتُ أَخَا غَفْلٍ: وَلَسْتُ: الواو للاستئناف, لستُ للنفي, أَخَا غَفْلٍ: أخ هو الصاحب و الملازم, أي: لست تصاحبني أو تلازمني صفة الغفل, و الغفل هو الصفة الكليّة من غَفلَ يغفلً, و المرة منها تسمي غَفلة, و ذلك يرجع لما جاء في الآية: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا) 150 الأعراف, يعني أنني وارثٌ محمّدي و لست وارثاً موسوياً, كما قال رضي الله عنه:
وَأَدْخُلُ أَبْوَابَ الْمَدِينَةِ مُسْلمِاً *** عَلَى حِينِ صَحْوٍ لاَ عَلَى حِيِنِ غَفْلَةِ (258 ق 1)
فَنَوْمِيَ يَقْظَتِي: الفاء السببية, نَوْمِيَ يَقْظَتِي – ضدّان, نَوْمِيَ هو يَقْظَتِي, لا نوم لدي







القصيدة الأولي (التائية):
==================
94 ق 1:
صَبَبْتُ عَلَى الْجَردَاءِ مَائِيَ أَنْبَتَتْ *** وَأَثْمَرَ نَبْتِي بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةِ

المعني:
صَبَبْتُ عَلَى الْجَردَاءِ: صَبَبْتُ: صبَّ الماءَ ونحوه يَصُبُّه صبّاً فَصُبَّ وانْصَبَّ وتَصَبَّبَ: أَراقه، وصَبَبْتُ الماءَ: سَكَبْتُه, عَلَى الْجَردَاءِ: الْجَردَاءِ من جَرَدَ الشيءَ: قشَره, ومكانٌ جَرْدٌ، لا نبات به، وأَرض جَرْداءُ وقد جَرِدَتْ جَرَداً وجَرَّدَها القحطُ تَجْريداً, الْجَردَاءِ كناية عن الروح بدون روح الإيمان, و معروف أن الروح في الإنسان من ثلاثة طبقات, الروح البهيمية و يشترك فيها ابن آدم مع البهائم, و تقوم علي الغريزة, روح التكريم لتمكن ابن آدم من العلم و الفهم, و روح الإيمان التي يتعلق بها الإيمان بالله تعالي, الجرداء هي الروح قبل حصولها علي الإيمان, قال رضي الله عنه:
مَائِيَ: المدد
أَنْبَتَتْ: أخرجت النبت, أي: غرست الإيمان في الرّوح, الآية: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) 5 الحج
وَأَثْمَرَ نَبْتِي: الثَّمَرُ: حَمْلُ الشَّجَرِ وأَثْمَر الشجر: خرج ثمَره, ترّقي الروح و تعلمها علوم الحقيقة, الآية: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) 99 الأنعام
بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةِ: لا يوجد وقت بين اليوم و الليلة, تعبير عن تلاشي الزمن, أي: في ذات اللحظة التي صَبَبْتُ عَلَى الْجَردَاءِ مَائِيَ, أَنْبَتَتْ, أكمّل المريد في لحظة









القصيدة الأولي (التائية):
==================
95 ق 1:
أَلاَ إِنَّ نُكْرَانَ الْجَمِيلِ كَبِيَرةٌ *** كَذَلِكَ دَعْوَى الْعِلْمِ أَقْبَحُ تِرَّةِ

المعني:
أَلاَ: حرف استفتاح للتنبيه ، والدلالة على تحقيق ما بعدها
إِنَّ نُكْرَانَ الْجَمِيلِ كَبِيَرةٌ: إِنَّ: للتوكيد, نُكْرَانَ الْجَمِيلِ: الْجَمِيلِ: هو حُسن الصنيع, عدم الاعتراف بالجميل, من تلّقي التربية و الهداية من الشيخ, و منه ما جاء في البيت السابق من نقل حال المريد من أرض جرداء إلي أرض مثمرة, كَبِيَرةٌ: الكبيرة الفَعْلةُ القبيحةُ من الذنوب و هي واحدة الكبائر, قال تعالي: (إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا) 31 النساء
كَذَلِكَ: الكاف للعطف وذلك اسم إشارة للبعيد
دَعْوَى الْعِلْمِ: الدَّعْوَى: هي نسب الشئ إلي غير أصله و من ذلك الزعم بأن الشئ ملك لك, الصحيح أن تنسب العلم للشيخ, جاء في ذكر قارون: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) 78 القصص
أَقْبَحُ تِرَّةِ: التِرّة البعد و القطع, الآية: (وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ) 42 القصص, أَقْبَحُ تِرَّةِ: أسوأ درجات البُعد









القصيدة الأولي (التائية):
==================
96 ق 1:
يَغَانُ عَلَى عَيْنِ الْمُشَاهِدِ عِنْدَمَا *** يُقَارِفُ رَيْباً فِي عَظِيِم مَكانَتِي

المعني:
يَغَانُ: والغين لغة في الغيم، وهو السحاب، وأَغانَ الغَينُ السماء أَي أَلْبَسها؛غِينَ على قلبه غُطِّيَ عليه وأُلْبِسَ
عَلَى عَيْنِ الْمُشَاهِدِ: عَيْنِ الْمُشَاهِدِ قبله لأن المشاهدة بالبصيرة (القلب), أسلوب بلاغي فيه جناس بين الغين و العين.
عِنْدَمَا يُقَارِفُ: عِنْدَمَا: ظرفية, يُقَارِفُ: من القِرْف: القِشْر, وقارَفَ الذنبَ وغيرَه: داناهُ ولاصَقَهُ, وفي الحديث: رجل قَرَف على نفسه ذنُوباً أَي كَسَبَها, و يقارف غير يقترف - مثل كسب (للذنب) و اكتسب (للحسنة). و في الحديث: رجل قَرَف على نفسه ذنُوباً – أي كسبها, قال رضي الله عنه:
فَمُقَارِفُ الْمَعْنَى الدَّنِيِّ جَهَالَةٌ *** مَحْجُوبَةٌ عِلْمَ الْيَقِينِ تَرَدَّتِ (307 ق 1)
رَيْباً: الرّيبُ الشَّك
فِي عَظِيِم مَكانَتِي: عَظِيِم: العظمة تعني الرئاسة و الزعامة, و كان صلي الله عليه و سلم يبتدر كتاباته للملوك بعبارة بقوله: (من محمد رسول الله إلي كسري عظيم فارس ,,, أو إلي قيصر عظيم الروم .... ), مَكانَتِي: منزلتي, عَظِيِم مَكانَتِي: رئاستي للزمن









الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى 15781612
ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى Icon_minitime 2020-09-08, 3:54 pm
القصيدة الأولي (التائية):
==================
97 ق 1:
شَاهَتْ وُجُوهُ الْقَوْمِ مَا لَمْ يَشْهَدُوا *** بِأَنَّ أَمِينِي رَاسِخٌ فِي الوِلاَيَةِ

المعني:
شَاهَتْ وُجُوهُ: رجل أَشْوَهُ: قبيحُ الوجهِ. يقال: شاهَ وجْهُه يَشُوه، قَبُح, سُلِب القبول
الْقَوْمِ: القوم هم من جمعهم شأن واحد
مَا لَمْ: ما : مصدرية ظرفية لَمْ : حرف نفي وجزم
يَشْهَدُوا: الشهادة رأي العين شرعاً
بِأَنَّ أَمِينِي: أَمِينِي: القائم بحفظ أمانتي, الخلافة, الخليفة الوارث شيخ الطريقة
رَاسِخٌ: رَسَخَ الشيءُ يَرْسَخُ رُسُوخاً: ثبت في موضعه و يوصف بها الجبل الراسخ الممتد جذوره في باطن الأرض فلا يتزحزح، قال تعالي: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) 7 آل عمران
فِي الوِلاَيَةِ: الرسوخ في الولاية , هو مرتبة زيادة الحُسني, من قوله تعالي: (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) 26 يونس







القصيدة الأولي (التائية):
==================
98 ق 1:
قَضَيْتُ قَضَاءاً وَاقْتَضَيْتُ مَشِيئَةً *** أَجَبْتُ لِدَاعِي اللَّهِ أَوَّلَ مَرَّةِ

المعني:
قَضَيْتُ قَضَاءاً: القضاء الحُكم, قَضَيْتُ (أنا) حكمت بالحٌكم
وَاقْتَضَيْتُ مَشِيئَةً: الواو, اقْتَضَيْتُ: الاقتضاء الأخذ, مَشِيئَةً: موطن الصفات¸ بعد الأمر, من قوله تعالي: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) 82 يس, يقصد بذلك أمر انتقاله رضي الله عنه
أَجَبْتُ لِدَاعِي اللَّهِ: أَجَبْتُ: الإجابة ردّ السؤال و التلبية و الحضور عند المنادي, لِدَاعِي اللَّهِ: اللام حرف انتهاء لغاية مكانية, دَاعِي اللَّهِ: المَوت لأن فيه لقاء الله و ويقال لكلّ من مات دُعِيَ فأَجاب, كذا في قاموس لسان العرب, و في الحديث: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءِهُ" الخ
أَوَّلَ مَرَّةِ: لم أتأخر في الردّ حتى يكرر الدّاعي دعوته, و في قصة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ودخل ملك الموت وقال : السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني الله أخيرك بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله ، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى", و هذا هو شأن صاحب الوراثة المحمدية الكاملة







القصيدة الأولي (التائية):
==================
99 ق 1:
تَرَكْتُ بِأَحْشَاءِ الزَّمَانِ أَمَانَةً *** وَجَائَنِي الْحَقُّ الْيَقِينُ بِبُغْيَتِي

المعني:
تَرَكْتُ : أودعت, و الترِكة الإرث يُترك للوارثين
بِأَحْشَاءِ الزَّمَانِ: بِأَحْشَاءِ: الباء ظرفية بمعني في, أَحْشَاءِ: الأَحْشَاءِ: البطون, أَحْشَاءِ الزَّمَانِ: بطونه و غيوبه
أَمَانَةً: الأمانةُ ما يُستودع لدي الأمين فيحفظه, يعني وراثة الطريقة و الخلافة من بعده
وَجَائَنِي الْحَقُّ الْيَقِينُ: وَجَائَنِي : أتاني, الْحَقُّ الْيَقِينُ: الْحَقُّ الذي لا يخالطه شك, الْحَقُّ الْيَقِينُ: الموت, الانتقال للدار الآخرة , كما جاء في قوله تعالي: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) 99 الحِجر
بِبُغْيَتِي: بطلبي, قال رضي الله عنه:
أَقُولُ أُجِبْتُ وَمَا أَجَبْتُ لِطَالِبٍ *** أَقُولُ مُنَايَ وَلاَ أَقُولُ مِنِيَّتِي (112 ق 1)







القصيدة الأولي (التائية):
==================
100 ق 1:
كَمَا خَطَبَ الْمَعصُومُ عِنْدَ وَدَاعِهِ *** أَرْسَيْتُ أَرْكَانِي وَأَتْمَمْتُ نِعْمَتِي

المعني:
كَمَا: الكاف للتشبيه مع ما المصدرية, و هذا البيت يلي بيتين في موضوع انتقاله رضي الله عنه:
قَضَيْتُ قَضَاءاً وَاقْتَضَيْتُ مَشِيئَةً *** أَجَبْتُ لِدَاعِي اللَّهِ أَوَّلَ مَرَّةِ (98 ق 1)
و
تَرَكْتُ بِأَحْشَاءِ الزَّمَانِ أَمَانَةً *** وَجَائَنِي الْحَقُّ الْيَقِينُ بِبُغْيَتِي (99 ق 1)
عندما سمع عمر رضي الله عنه الخطبة بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان, أي أن ذلك علامة قرب انتقاله صلّي الله عليه و سلّم
خَطَبَ الْمَعصُومُ عِنْدَ وَدَاعِهِ: خُطبته صلّي الله عليه و سلّم, في حجّة الوداع ذي القعدة سنة عشر من الهجرة المباركة
أَرْسَيْتُ أَرْكَانِي وَأَتْمَمْتُ نِعْمَتِي: قال فيها صلّي الله عليه و سلّم: ( ... فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه، ألا هل بلغت ... اللهم فاشهد) و لما فرغ رسول الله صلّي الله عليه و سلّم من خطبته نزل عليه قوله تعالى: (ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناً) 3 المائدة, أَرْسَيْتُ: أركان الطريقة أوراد – عقيدة – خدمة – استلام الرئاسة لبداية زمن الطريقة, وَأَتْمَمْتُ نِعْمَتِي: بالشيخ إبراهيم رضي الله عنه, يتضح ذلك في قوله رضي الله عنه:
مِنْ كَمَالِ الْعَطَاءِ مِنْ فَيْضِ وَهْبٍ *** أَيُّهَا النَّاسُ جَاءَكُمْ إِبْرَاهِيمُ (1 ق 12)
و قوله رضي الله عنه:
كَمَالُ الدِّينِ فِي الأَرْكَانِ حَجٌّ *** لِبَيْتِ اللَّهِ فِي الْبَلَدِ الْحَرَامِ ( 1 ق 49)







101 ق 1:
عَجَباً رَأَيْتُ صَحِيفَتِي فَقَرَأْتُهَا *** فَرَأَيْتُ أَبْنَائِي حُروُفَ صَحِيفَتِي

المعني:
عَجَباً: تقال للأمر غير المعتاد, و في حديث طويل عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم و نحن في مسجد المدينة فقال إني رأيت البارحة عجبا رأيت رجلا من أمتي جاءه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرد عنه و رأيت رجلا من أمتي قد بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضوؤه فاستنقذه من ذلك و رأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله فخلصه من بينهم و رأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءته صلاته فاستنقذته من أيديهم و رأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا كلما ورد حوضا منع منه فجاءه صيامه فسقاه و أرواه ,,,, الخ) أخرجه الترمذي الحكيم في نوادر الأصول
رَأَيْتُ صَحِيفَتِي: رَأَيْتُ أي عياناً, و العَجَبُ في رؤيته لصحيفته رضي الله عنه أي طوي له عن أحوال الآخرة فشاهد صحيفته عياناً, و رؤية أحوال القيامة
فَقَرَأْتُهَا: الفاء في البيت حرف عطف يفيد الترتيب والتعقيب, قَرَأْتُهَا: قرأتها مسبقاً في القِدم, الآية: (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) 14 الإسراء
فَرَأَيْتُ أَبْنَائِي حُروُفَ صَحِيفَتِي: فَرَأَيْتُ: الفاء للعطف, رَأَيْتُ: شاهدت بعيني, أَبْنَائِي: أبناء طريقتي, حُروُفَ صَحِيفَتِي: الحرف في اللغة أصغر مكونات الكلام, حرف واحد ابن طريقة يساوي كم من العبادات و الذكر و الأوراد لذكر القلب لذكر الروح لذكر الاصطلام, كلّ حرف و ما يسع: يقول سيدي إبراهيم: أنا الحرفُ لا أقرأ لكل مناظرٍ (هو حرف بالنسبة لحضرة النبي صلي الله عليه و سلّم). و هذا من باب (مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً) الحديث: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سَنَّ فِي الإسلام سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِها بعْدَهُ كُتِب لَه مثْلُ أَجْر من عَمِلَ بِهَا وَلا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ ... الخ) رواه مسلم







القصيدة الأولي (التائية):
==================
102 ق 1:
وَيَصْدُقُ بُرْهَانُ الإِلَهِ بِقَوْلِهِ *** مَفَاتِيحُ أَهْلِ اللَّهِ فِي طَيِّ قَبْضَتِي

المعني:
وَيَصْدُقُ: صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقاً, يقول الصِدقَ, ما خالف الكذِب, الآية: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) 33 الزمر
بُرْهَانُ الإِلَهِ: البرهان الدليل و الإثبات, بُرْهَانُ الإِلَهِ: الدّال علي الله, إشارة لكنية سيدي إبراهيم الدسوقي (بُرهان المِلَّة و الدِّين)
بِقَوْلِهِ مَفَاتِيحُ أَهْلِ اللَّهِ فِي طَيِّ قَبْضَتِي: بِقَوْلِهِ: القول هو البيت من القصيدة, مَفَاتِيحُ أَهْلِ اللَّهِ فِي طَيِّ قَبْضَتِي: قال في تائيته, سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
وَصَلَيْتُ بِالتَّسَلِيمِ مَهْمَا تَكَاَثرَتْ *** مَفَاتِيحُ أَهْلِ الله فِي طَىِّ قَبْضَتِى
مَفَاتِيحُ أَهْلِ اللَّهِ: مَفَاتِيحُ: مفاتيح الغيوب, الأسماء الإلهية, أَهْلِ اللَّهِ: الأولياء, الآية: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) 59 الأنعام
فِي طَيِّ قَبْضَتِي: الطيّ هو ثني الثوب علي بعضه, يعني باطن قَبْضَتِي: يميني, و يمين سيدي إبراهيم هو سيدي فخر الدين رضي الله عنهم أجمعين







القصيدة الأولي (التائية):
==================
103 ق 1:
عَجَباً تَغَارُ الشمْسُ مِنَّي فَاشْهَدُوا *** يَوْماً يقوُلُ الْحَقُّ فِيهِ مَقَالَتِي

المعني:
عَجَباً: كما سبق في البيت (101), تقال للأمر غير المعتاد
تَغَارُ الشمْسُ مِنَّي: تَغَارُ من الغِيرة و هي كره الالتفات للغير, تَغَارُ الشمْسُ مِنَّي بمعني شدة ظهور سيدي فخر الدين, و قيل في ذلك:
كُلُّ شَمْسٍ إِنْ رَأتهُمْ كَسَفَتْ *** كٌلٌّ بَدْرٍ مِنْ سَنَاهُم يَأفُلُ
فَاشْهَدُوا: الفاء سببية, اشْهَدُوا: من الشهادة و هي رؤية العين الثابتة باليقين, قال تعالي: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) 81 آل عمران
يَوْماً يقوُلُ الْحَقُّ فِيهِ مَقَالَتِي: يَوْماً: اليوم هو الزمن الذي يحوي حدثاً عظيماً و تسمي الأعياد أيّام و كذلك يوم الجمعة و يوم العروبة و يوم الحشر لعظمتها, و المعني هنا اليوم الآخر, الْحَقُّ - الله سبحانه و تعالي: الآية: (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا) 44 الكهف, يقوُلُ الْحَقُّ فِيهِ مَقَالَتِي – المقالة من القول و هو لغةً الكلام علي الترتيب, معني الجملة: أي تشهدوا يوم ظهوري الذي يفوق ظهور الشمس, يوم لا يرفض الله تعالي لي طلباً, قال رضي الله عنه:
وَتَحْتَ لِوَاءِ الْحَمْدِ يُجْمَعُ شَمْلُنَا *** وَيَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ يَوْمُ كَرَامَتِي (45 ق 1)







القصيدة الأولي (التائية):
==================
104 ق 1:
أَنَانِيَتِي حَيْثُ الأَنَا بِإِنَائِهَا *** وَإِنَّ إِنَاءَ الْغَيْبِ ذُو الأَحَديَّةِ

المعني:
هذا البيت يشرح البيت الأول من التائية:
أَنَا فِي أَنَا إِنِّــي وَإِنِّــيَ فِي أَنَا *** رَحِيقِيَ مَخْتــُومٌ بِمِسْكِ الْحَقِيقَةِ
أَنَانِيَتِي: كون الأنا المعبّر عن الذّات الظاهر للمتكلّم سيدي فخر الدين رضي الله عنه
حَيْثُ: ظرف مكان
الأَنَا بِإِنَائِهَا: (موطن) الأَنَا المستتر في باطن حضرة النبي صلي الله عليه و سلّم بِإِنَائِ(هَا) (الهويّة النبوية)
وَإِنَّ إِنَاءَ الْغَيْبِ: وَإِنَّ: الواو للعطف, إِنَّ: للتأكيد, إِنَاءَ الْغَيْبِ: موطن تجلّي حضرة غيب العما, ظهور حضرة النبي صلي الله عليه و سلّم من كنز العما (قبضة النّور)
ذُو الأَحَديَّةِ: ذُو: مالك أو صاحب, الأَحَديَّةِ: الذي لا يُشاركه أحد في مرتبته, أي: حضرة غيب الأحديّة, قال رضي الله عنه:
يَا نِعْمَ مَا طَلَعَ الْجَمَالُ مِنَ الْعَمَى *** نِعْمَ الظُّهُورُ وَجَلَّ مَنْ يَغْشَاهُ (1 ق 19)
أَحَديَّةِ حضرة النبي صلي الله عليه و سلّم: المشار إليها في الصلاة الذاتية: (اللهم صلّ علي الذّات المحمديّة اللطيفة الأَحَديَّةِ .... ). حضرة غيب الأَحَديَّةِ أو حضرة التعيين الأوّل, المشار إليها في حديث سيدنا جابر رضي الله عنه: "أوّل ما خلق الله نور نبيّك يا جابر"







القصيدة الأولي (التائية):
==================
105 ق 1:
فَعَوْداً عَلَى بَدْءٍ صَبَرْتُ مُشَاهِداً *** وَكَانَتْ سِهَامُ الْحَضْرَتَيْنِ مُصِيبَتِي

المعني:
فَعَوْداً عَلَى بَدْءٍ: في صفات الله تعالى: المبدِئُ المعِيدُ؛ و في قول النبي صلي الله عليه و سلم: (الرجل القَوِيُّ المُجَرِّبُ المبدئُ المعيدُ) يقصد: الذي قد أَبْدَأَ في غَزْوِهِ وأَعاد أَي غزا مرة بعد مرة، وجرَّب الأُمور طَوْراً بعد طَوْر، وأَعاد فيها وأَبْدَأَ، و سيدي فخر الدين يعود لتوضيح المعني من بداية التائية و هذا شرح البيت الثاني من التائية:
صَبَرْتُ لِحُكْمِ اللَّه بَلْ أَنَا شَاكِرٌ *** فَمـَا الصَّبْرُ إِلاَّ عَنْ عَظِيمِ الْمُصِيبَةِ
صَبَرْتُ مُشَاهِداً: صبرت في موطن المشاهدة و هو حضرة القُرب قُبيل الشُهود لحضرة الذّات
وَكَانَتْ: حصل قِدماً
سِهَامُ الْحَضْرَتَيْنِ: سِهَامُ: السِهَامُ: ما يضرب ليستهم به للاختيار بين أمرين, توضيح (عَظِيمِ الْمُصِيبَةِ) سهام (اختيار) الحضرتين: الحضرة الإلهية و الحضرة النبويّة
مُصِيبَتِي: أي أصابتي أي وقع اختيارها عليَّ







القصيدة الأولي (التائية):
==================
106 ق 1:
فَأَصْبِرُ عَنْهَا لاَ عَلَيْهَا وَإِنَّنِي *** بِصَبْرِيَ شَكَّارٌ وَفِي الُقَابِ صَبْرَتِي

المعني:
هذا و البيت السابق في شرح البيت رقم 2 من التائية:
صَبَرْتُ لِحُكْمِ اللَّه بَلْ أَنَا شَاكِرٌ *** فَمـَا الصَّبْرُ إِلاَّ عَنْ عَظِيمِ الْمُصِيبَةِ

فَأَصْبِرُ عَنْهَا: الفاء فاء الاستئناف, أَصْبِرُ عَنْهَا: الصَّبْرُ التحمّل و عدم الجَزَع، و الصبر مرّ كما هو معلوم. و مما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:
سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري
و أصبر حتى يأذن الله في أمري
و أصبر حتى يعلم الصبر أنني
صبرت على شيء أمرّ من الصبر
أَصْبِرُ عَنْهَا: الصبر عن الشئ الذي تحبّه و تريده
لاَ عَلَيْهَا: لا النافية تنفي عِلة الكُره
وَإِنَّنِي بِصَبْرِيَ شَكَّارٌ: وَإِنَّنِي: إنّ مع نون الوقاية, الباء (للوسيلة) الصبر, شَكَّارٌ علي وزن فعّال, كثرة الشكر
وَفِي الُقَابِ صَبْرَتِي: وَفِي الُقَابِ: قاب قوسين في الآية: (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) النجم, و القاب هو مقبض القوس, إشارة إلي حضرة التقريب, (والصَّبْرة من الحجارة: ما اشتد وغَلُظ) صَبْرَتِي: شدة تحمّلي للتجلّي الذاتي. وَإِنَّنِي: نون الوقاية - تحت وقاية حضرة النبي صلي الله عليه و سلّم, و هو موطن المشاهدة في انتظار شهود الذّات الإلهية, فيكون الصبر حين الردّ من التجلّي انتظاراً للعودة إليه







القصيدة الأولي (التائية):
==================
107 ق 1:
وَإِنِّي إِذْ أَسْعَى إِلَى اللَّهِ يَأْتِنِي *** بِكَامِلِ إِلْطَافٍ يُهَرْوِلُ وُجْهَتِي

المعني:
هذا البيت في شرح البيت (3) من التائية:
سَعَيْتُ إِلَى مَوْلاَيَ مَرْفُــوعَ هَامَةٍ *** وَمَا زِلْتُ لِلدُّنْيَا شُــعَاعَ الْهِدَايَةِ
وَإِنِّي إِذْ أَسْعَى إِلَى اللَّهِ: وَإِنِّي إِذْ أَسْعَى: إِذْ ظرفية, حال سعيّي إِلَى اللَّهِ, أَسْعَى: السعي فوق المشي و دون العدو, ينطوي علي الهمة
يَأْتِنِي بِكَامِلِ إِلْطَافٍ: يَأْتِنِي: يحضرني, بِكَامِلِ: أي في كامل, كمال التجلّي, إِلْطَافٍ من اللّطف بالزائر و الاحتفاء به. مثل كلمة إكرام من كرم. كلّ اللطف
يُهَرْوِلُ وُجْهَتِي: يُهَرْوِلُ: الهرولة الخبّ أكثر من السعي و دون العدو (الجري), وُجْهَتِي: الجِهَةُ والوِجْهَةُ (بالكسرة) والوُجْهة (بالضمّة)، جميعاً: الموضعُ الذي تَتَوَجَّهُ إليه وتقصده, أي: نحوي, أو ناحيتي, (أَسْعَى) يقابلها (يُهَرْوِلُ) في الحديث القدسي: عن أبي هريرة, رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى : (وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) رواه البخاري ومسلم







القصيدة الأولي (التائية):
==================
108 ق 1:
وَمَازِلْتُ أَوْ لاَزِلْتُ مَازَالَ عِزُّنَا *** وَتُوقَدُ مِنْ زَيْتِ الْحَبِيبِ فَتِيلَتِي

المعني:
هذا البيت مواصلة في شرح البيت (3) من التائية:
سَعَيْتُ إِلَى مَوْلاَيَ مَرْفُــوعَ هَامَةٍ *** وَمَا زِلْتُ لِلدُّنْيَا شُــعَاعَ الْهِدَايَةِ
وَمَازِلْتُ أَوْ لاَزِلْتُ: زال من أخوات كان تدخل عليها (ما النافية) فتفيد النفي و تدخل عليها (لا النافية) فتفيد الدعاء, لأن لا تكون نافية في حالة الفعل المضارع أما إذا دخلت علي الماضي فتفيد الدعاء, مثل: (لا زلت بخير، لا زال بيتك مقصوداً). يكون المعني تأكيد دوام العزّ و الدعاء من الشيخ بدوامه و بهذه المناسبة أذكر أنه: في لقاء مع الإذاعة السودانية سأل المذيع مولانا الشيخ إبراهيم:في نهاية اللقاء: السؤال: كلمة توجهها للسودانيين الإجابة من مولانا بعد أن تحدث عن إمكانيات السودان قال: (أتمني لهم أن يعيشوا في بحبوحة العزّ). هذا الدعاء. و الدعاء للكلّ.
مَازَالَ عِزُّنَا: العز هو المِنعة و رغد العيش و الغني, دوام عزّ الطريقة, صيغة الجمع تفيد دوام الأمر إلي نهاية الدنيا, في كل أزمان الأئمة رضي الله عنهم, أي: حضرة جمع سيدي فخر الدين و ورثته, و يقول سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه, عن طريقته:
أِنَا الفَلَكُ الدَّوَارُ حَيْثُ طَرِيقَتِي*** طَرِيقَةُ عِزٍّ شًرْقُهَا وَالمَغَارِبُ
وَتُوقَدُ مِنْ زَيْتِ الْحَبِيبِ فَتيلَتِي: وَتُوقَدُ: الواو للعطف, تُوقَدُ: من وقَدَ و الوقود ما يغذّي النّار فتشتعل, مِنْ: حرف ابتداء لغاية مكانية, زَيْتِ: ماذة الوقود, و ذلك إشارة لقوله تعالي: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 35 النور, الْحَبِيبِ: المحبوب, صلّي الله عليه و سلّم, نوري من نور حضرة النبي صلّي الله عليه و سلّم, فَتيلَتِي: فَتِيلَةُ الْقِنْدِيلِ أو المصباح: ذُبَالَتُهُ ، أَيِ الْخِرْقَةُ الْمَفْتُولَةُ الَّتِي تُوضَعُ فِي قَلْبِ الْقِنْدِيلِ, أي: التي يقوم بها قوامه, تدوم متقّدة. صلّي الله عليه و سلّم فتيلة المصباح (المصباح سيدي فخر الدين) المشكاة (سيدي إبراهيم), الزيت (سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنهم. قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه في إشارة للحبيب صلّي الله عليه و سلّم:
أُضْرِمَتْ فِي حَشَا مُحِبّكَ نَارٌ *** نِعْمَتِ النَّارُ بَلْ وَنِعْمَ الْوَقُودُ (8 ق 81)
و قال عن سيدي إبراهيم رضي الله عنه:
إِنَّهُ مِشْكَاةُ نُورٍ زَيْتُهَا *** سَيِّدُ الأَكْوَانِ أَحْمَدُ مَنْ حَمَدْ (21 ق Cool
و قال عن سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه:
فَالنُّورُ خَصَّةُ جَدّهِ وَهُوَ الَّذِي *** زَيْتٌ لِمِشْكَاةٍ بِهَا مِصْبَاحُ (14 ق 25)







القصيدة الأولي (التائية):
==================
109 ق 1:
وَأَضْرِبُ أَكْبَادَ الْعَزَائِم سَابِحاً *** وَفِي لُجَجِ الأَنْوَارِ تَكْمُنُ سَبْحَتِي

المعني:
وَأَضْرِبُ أَكْبَادَ الْعَزَائِم: نقول: فلان تُضْرَبُ إِليه أَكبادُ الإِبل أَي يُرْحَلُ إِليه في طلبِ العِلْم وغيره, و في الحديث عَنْ سيدنا أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "يُوشِكُ أَنْ تُضْرَبَ أَكْبَادُ الإِبِلِ، فَلا تَجِدُ عَالِمًا هُوَ أَعْلَمُ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ " ذُكِرَ عَنْ سُفْيَانَ ، أَنَّهُ قَالَ: هُوَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ, رضي الله عنهم أجمعين, و الإبل هنا الْعَزَائِم, جمع عزيمة, الآية: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) 186 آل عمران و في الحديث روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خير الأمور عوازمها), و قيل في بشارة أحد الأولياء السابقين لسيدي فخر الدين رضي الله عنه:
ستسري للكمال علي براقٍ ** من العزم المتين إلي اللحوق
سَابِحاً: السبح من عدو الخيل,و البح سير السفن في البحار و سير النجوم في السماء, و في الآية: (وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا) 3 النازعات, السير في بحار (مراتب) الأسماء الإلهية, و قال رضي الله عنه:
سَبَحْنَا وَالْغَيَاهِبُ تَحْتَوِينَا *** وَكُنَّا كَالْجَوَارِي الْمُنْشَآتِ (2 ق 39)
وَفِي لُجَجِ الأَنْوَارِ: لُجُّ البحرِ الماءُ الكثير الذي لا يُرَى طرَفاه، و لُجَجِ للجمع أبحار الأنوار. الأَنْوَارِ موطن التجليّات
تَكْمُنُ سَبْحَتِي: الكُمُون الخفاء, سَبْحَتِي السَبْحَة بفتح التاء المكابدة و النَصَب (نورٌ و ظُلمة). (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ) * (وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ), بحر الهُو, في مواطن السير بين حضرات الأسماء. قال رضي الله عنه في القصيدة (39):
نَزَلْنَا بَحْرَ هُو كَالسَّابِحَاتِ *** وَأَيْقَنَّا بِأَنَّ الْوَصْلَ آتِ







القصيدة الأولي (التائية):
==================
110 ق 1:
وَمَا رُشْدُ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ تَتِمَّةٌ *** بِهَا أَكْمَلَ الْمَوْلَى جَزِيلَ الْعَطِيَّةِ

المعني:
هذا البيت مواصلة في شرح البيت (4) من التائية:
وَآتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ مِنْ قَبْلُ رُشْدَهُ *** فَمَا هُوَ إِلاَّ فَلْذَتِي وَعَطِيَّتِي
وَمَا رُشْدُ إِبْرَاهِيمَ: وَمَا: الواو للاستئناف, مَا نافية تتبعها إلاّ الاستثنائية تفيد الحصر و التأكيد, رُشْدُ: الرشد لغةً: هو وصف من تنساق تدبيراته إِلى غاياتها على سبيل السداد من غير إِشارة مشير ولا تَسْديد مُسَدِّد, إِبْرَاهِيمَ: (إِبْرَاهِيمَ) سيدي الشيخ ابراهيم ابنه و خليفته و وارثه, و من ثمّ كلّ خليفة بعده, و في الآية: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ) 51 الأنبياء, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
فَإِبْرَاهِيمُ عِنْدِي مَنْ يَرِثْنِي *** عَلَى الأَيَّامِ مِمَّنْ قَدْ وَصَلْتُ (13 ق 41)
إِلاَّ تَتِمَّةٌ: إِلاَّ: استثنائية تم شرحها مه مَا النافية أعلاه, تَتِمَّةٌ: من ناحية الإعراب: تَتِمَّةٌ تقع "بدل" بالنسبة ل"رُشدُ" و البدل يتبع المُبدل منه في الإعراب و لم يغير وجود أداة الاستثناء إلاّ هنا حركة الإعراب لوجود بدل و مبدل منه, و معني ذلك أن الكلمتين متكافئتان. أي أن الرُشد هو التتمًّة و ليس جزءاً منها, و التتمًّة من تَمَّ الشي يَتِمُّ تَمّاً وتَمامُ الشيء وتِمامَتُه وتَتِمَّتُه: ما تَمَّ به
بِهَا أَكْمَلَ الْمَوْلَى جَزِيلَ الْعَطِيَّةِ: بِهَا: الباء للوسيلة أو الواسطة أي: بواسطتها يعني التتمًّة, أَكْمَلَ: الكَمَال: التَّمام، وقيل: التَّمام الذي تَجَزَّأَ منه أَجزاؤه، وتَكامَل الشيء وأَكْمَلْته أَنا وأَكْمَلْت الشيء أَي أَجْمَلْتُه وأَتممته، وأَكْمَلَه هو واستكْمَله وكَمَّله: أَتَمَّه وجَمَلَه, قال تعالي: (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) 6 يوسف, الْمَوْلَى: المالك, في الآية: (وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ 78 الحج, جَزِيلَ: الجَزِيل العَظِيم. و الكثير, الْعَطِيَّةِ: واحدة العطاء, و هو البذل من الكرم







القصيدة الأولي (التائية):
==================
111 ق 1:
وَلَمْ يَكُ نُقْصَانٌ لَدَيَّ أَتَمَّهُ *** وَلَكِنْ بِيَ النُّقْصَانُ يَكْمُلُ لِلْفَتِي

المعني:
وَلَمْ يَكُ: الواو واو المعية, أي: و مع كون (وَمَا رُشْدُ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ تَتِمَّةٌ *** بِهَا أَكْمَلَ الْمَوْلَى جَزِيلَ الْعَطِيَّةِ), البيت السابق, لَمْ: نافية, يَكُ: إعرابها: فعل مضارع من الفعل كَان النون المحذوفة للتخفيف, أي: لم يحصل أو لم يحدث
نُقْصَانٌ: النقصان ضدّ التمام
لَدَيَّ: عندي
أَتَمَّهُ: أي, الضمير راجع لابراهيم في البيت السابق, أي: الخليفة نعمةً أتمّت للطريقة, و ما ذاك لنقص عندي
وَلَكِنْ: الواو للعطف, لَكِنْ للاستدراك
بِيَ النُّقْصَانُ يَكْمُلُ لِلْفَتِي: بِيَ: بواسطتي, يَكْمُلُ النُّقْصَانُ لِلْفَتِي: الفتي من الفتاء: الشَّباب, والفَتى والفَتِيَّةُ: الشابُّ والشابَّةُ، والفعل فَتُوَ يَفْتُو فَتاء, وقد فَتِيَ، بالكسر، يَفْتى فَتًى فهو "فَتِيٌّ" السنِّ بَيِّن الفَتاء، أي المكتمل القوة, يعني الكامل المؤيد







القصيدة الأولي (التائية):
==================
112 ق 1:
أَقُولُ أُجِبْتُ وَمَا أَجَبْتُ لِطَالِبٍ *** أَقُولُ مُنَايَ وَلاَ أَقُولُ مَنِيَّتِي

المعني:
هذا البيت يشرح البيت رقم (5) من التائية:
تَوَاكَبَتِ الأَقْطَابُ يَوْمَ إِجَابَتِي *** تَزَاحَمَتِ الأَمْلاَكُ تَخْدُمُ رَوْضَتِي (5 ق 1)
أَقُولُ: القول في القصائد يعني البيت الواحد, إشارة للبيت (5) من التائية
أُجِبْتُ: فعل ماضي مبني للمجهول, و الفاعل ضمير غائب تقديره (هُو) إشارة إلي الله تعالي, كنت أنا من طلب فأُجِيب طلبي
وَمَا أَجَبْتُ لِطَالِبٍ: وَمَا: الواو للعطف, مَا: نافية, أَجَبْتُ: لبيت الطلب, لِطَالِبٍ: الطَّلَبُ مُحاوَلَةُ وِجْدانِ الشَّيءِ وأَخْذِه, وفي حدِيثِ الهِجْرَةِ جاء عن سيدنا أَبي بَكْرٍ أنه قَالَ للنبي صلي الله عليه و سلم: "أَمْشِي خَلْفَك أَخْشَى الطَّلَبَ", أن يحاول أحد الخصول علينا, أي طلبتُ الانتقال فأجابي الله تعالي لطلبي, و لم يكن هو من طلبني, و بذلك وصف تعالي الصحابة رضي الله عنهم الآية: (وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ 143 آل عمران, ثم قال تعالي: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) 144 آل عمران
أَقُولُ مُنَايَ: أَقُولُ: أثبت بالقول, مُنَايَ: مُنَيَ من التَّمَنِّي بغية ومطلب، رغبة مرجوّة، ما يتمنّاه الإنسانُ ويشتهيه, أي: ما أرغب فيه و اشتهيه
وَلاَ أَقُولُ مِنِيَّتِي: وَلاَ أَقُولُ: نفي للقول بأنها, مَنِيَّتِي: المِنِيَّة الابتلاء و قدر الموت
حاشية:
====
(من خير ما قرأت عن انتقال الشيخ رضي الله عنه) من مقال للأخ شرف الدين ميرغني, تحت عنوان: الأيام الأخيـرة من العمر المبارك:
----

في الساعة الخامسة صباحاً في اليوم الرابع من أبريل 1983م صعدت النسمة الطاهرة إلى بارئها على سرير القرب من الله تعالى ولنعد إلى البداية ففي عام 1974 رأى الشيخ سيد احمد قرافي رؤيا أولَّها بانتقال الشيخ إلى الدار الآخرة وذهب إلى الشيخ وهو يبكي، ولما طرق الباب كان الشيخ يتوضَّأ للصلاة ففتح له الباب وسأله عما به فلم يجب من شدَّة البكاء فرشَّ عليه الشيخ من ماء الوضوء فهدأ ونام وعندما استيقظ من النوم، سأله الشيخ رضي الله عنه عن سبب بكائه فأخبره بالرؤيا فقال له الشيخ رضي الله عنه مطمئناً لا يزال اليوم الذي سانتقل فيه إلى الدار الآخرة بعيداً وعندما تحين وفاتي ستكون أنت بالقرب مني. وحدث هذا فقد حضر الشيخ سيد احمد في الوقت الذي حدثت فيه الوفاة، وطيلة الأيام التي كان فيها جسد الشيخ مسجَّى على الفراش كان الشيخ سيد احمد قرافي يرقد بجانب السرير إلى أن نقل الجسد الطاهر إلى المقام الحالي.
كان أمينه مولانا الشيخ إبراهيم أوَّل من عرف حين دعاه وأوصاه وأخبره بأن لقاء الله تعالى وشيك فأبى الأمين أن يستلم الأمانة لأن وقت استلامها لم يحن بعد، ولكن الشيخ أخبره بأن الأمر قد أُبرم وعليه أن يستعدَّ لحمل الأمانة،وطافت روحه على كلِّ مريد صادق ونعى نفسه إليهم في مصر وفي السودان ومنهم من جاء من جنوب السودان قبيل الوفاة وذكر أن الشيخ قد جاءه ونعى إليه نفسه، وأما السيدة زينب الرفيقة الصالحة التي احتملت مشاق الدعوة منذ بدايتها فقد أخبرها بالأمر وسألها أن تأتيه بثيابه الجديدة التي ادَّخرها لهذا اليوم ودخل الحمام وتطهَّر واغتسل وقلَّم الأظافر ولبس الثوب الجديد، فعل كلَّ هذا وهو مستبشرٌ، ثمَّ رقد على فراشه وأمرها أن تغطيه بثوب أبيض، وامتثلت السيدة المؤمنة الطائعة ولبَّت الأمر ـ رغم أن هذا الأمر يشقُّ على كلِّ امرأة ـ وغطَّته وفاضت الروح الطاهرة إلى بارئها لا سكرات موتٍ ولا حركةٌ ولا صوت، وأخطر الأمين فحضر بثباته وحضر الإخوان والأهل وحضر الطبيب،و كان القوم بين تكذيب وتصديق فلا نبض ولا نفس والقلب ساكن لا يخفق ولكن الجسد دافيء كأنما تجري فيه الحياة والأطراف ليِّنة لم يلحقها ذلك التيبُّس الذي يصيب أعضاء الميِّت والوجه يطفح بالبشر،.وأخيراً ثبت عندهم الموت وإنا لله وإنا إليه راجعون
وقد كان الشيخ رضي الله عنه كلَّما زار المكان الذي دفن فيه يقول مستبشرا: هذا بيتي, لم يكن الإخوان يفهمون هذه الإشارة وكان يشير إلى المكان الذي سيكون فيه مرقده، ويذكِّرنا هذا بقول الشيخ أبي الحسن الشاذلي لتلميذه الشيخ أبي العباس المرسي رضي الله تعالى عنهما وهما يتأهَّبان لرحلة الحج التي توفِّي فيها الشيخ أبو الحسن الشاذلي: في حميثرا سوف ترى







القصيدة الأولي (التائية):
==================
113 ق 1:
وَمَا خِدْمَةُ الأَمْلاَكِ لِلْرَّوْضِ دُونَكُمْ *** فَكُلُّ مَقَامٍ فِيهِ أُذْكَرُ رَوْضَتِي

المعني:
هذا البيت يشرح البيت رقم (5) من التائية:
تَوَاكَبَتِ الأَقْطَابُ يَوْمَ إِجَابَتِي *** تَزَاحَمَتِ الأَمْلاَكُ تَخْدُمُ رَوْضَتِي (5 ق 1)
وَمَا خِدْمَةُ الأَمْلاَكِ: الواو استئنافية, مَا: النافية, خِدْمَةُ: الخِدمة ما يكون من قبيل المساعدة و العناية والاهتمام, و الخادم من يخدم غيره, بأجر أو من قبيل الإكبار و الإعزاز, الأَمْلاَكِ: الأملاك و الملائكة جمع مَلَك, يخدمون مجالس الذكر, و الخدمة تكون بالعطاء و المدد و قضاء الحوائج, وفي الحديث قال رسول صلى الله عليه وسلم: "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلمُّوا إلى حاجتكم, أي وجدوا بغيتهم,ـ قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم، وهو أعلم منهم، ما يقول عبادي؟ قال: تقول: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك، قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيداً، وأكثر لك تسبيحاً، قال: يقول: فما يسألونني؟ قال: يسألونك الجنة، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً، وأشد لها طلبا ً، وأعظم فيها رغبة، قال: فمم يتعوذون؟ قال: يقولون: من النار، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً، وأشد لها مخافة، قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم، قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم"
لِلْرَّوْضِ دُونَكُمْ: لِلْرَّوْضِ: أي خدمة الأملاك لِلْرَّوْضِ, الْرَّوْض و الروضة الأرض ذات الخضرة والروضة البستان الحسن, و في الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "بين قبري أو بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة", و يعني أن من يجلس في هذا المكان يُكرم بكرم الجنّة, فالرّوض تعني فناء البناءة التي فيها مقامي, دُونَكُمْ: الذي أمامكم أي: مقامي في الخرطوم
فَكُلُّ مَقَامٍ فِيهِ أُذْكَرُ رَوْضَتِي: فَكُلُّ: الفاء للتأكيد, كُلُّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, مَقَامٍ: مكان القيام, حيث قام الشخص, في الآية: (قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ 39 النمل, فِيهِ أُذْكَرُ: (أي: أُذْكَرُ فِيهِ): ذكر الشئ حديثك عنه أو حوله, تحدث عن الشيخ و سيرته و دروسه و قصائده, رَوْضَتِي: أي: لا ينحصر معني رَوْض في المقام الذي أقيم فيه في الخرطوم, بل يتسع المعني ليشمل أي مكان قمتم فيه تذكرونني فذلك روض و تخدمه الملائكة التي تخدم روضتي (مقامي)





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى 15781612
ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى Icon_minitime 2020-09-08, 3:55 pm
القصيدة رقم (10) الكافية
الخميس 18 شوال سنة 1403هـ عدد أبياتها(26 ) ... الموافق 8 يونيه 1983م
نسبتها الى ما قبلها البيت رقم (11) من القصيدة (9) الذى يقول فيه مولانا الشيخ:
لاتنثنى همم تسير بهمتى *** فبها حياة الخل بعد مماته
أى أن السير بهمتى فيه الحياة بعد الموت
البيت الأخير رقم (26) هو المحور الذى تدور حوله هذه القصيدة :
تواعد أرباب الغرام على الجوى *** فمن يلقى فى نارى فليس بهالك
والاشارة التى تدور حولها القصيدة هى النقطة التى بداخل حرف الـ (ج) من كلمة الجوى , وحرف الـ (ج) يشير الى جمال الألف , ومن المعلوم أن جميع أسرار الله تعالى فى الكتب السماوية , وجميع ما فى القرآن العظيم فى الفاتحة , وجميع ما فى الفاتحة فى بسم الله الرحمن الرحيم , وجميع ما فى بسم الله الرحمن الرحيم فى باء بسم الله , وما فى باء بسم الله فى النقطة التى تحت الباء . وقال سيدنا على كرم الله وجهه , وأنا النقطة التى تحت الباء . وقال سيدنا عبد الله بن العباس رضى الله عنه : لكل شىء أساس , وأساس الفاتحة , فى بسم الله الرحمن الرحيم .
{ واعلم أن سر الله تعالى فى الكتاب , وسر الكتاب فى الحروف , وسر الحروف فى الألف , وسر الألف فى النقطة , وسر النقطة فى الواحدية , وسر الواحدية فى الأحدية , وسر الأحدية فى الهوية , وسر الهوية فى الغيب , والغيب فى غيب الغيب } .
وإعلم أن الألف : سر الأسرار , ونور الأنوار , وعلم الغيوب , ومصباح القلوب , وقطب الحروف .
فالـ ب : بهاء الألف , والـ ت : تاج الألف , والـ ث : ثناء الألف , والـ ج : جمال الألف .
وسيدى فخر الدين ناجى النقطة والألف فى القصيدة (71) بقوله رضى الله عنه :
يا نقطة البدء والتمكين خصته *** يا حكمة الفصل يا مجلى الخفيات 6/71
يا أول الخلق فى إطلاقــــه ألفاً *** به التآلف يا قـــــــــاب الهدايـات 7/71
لإنك الرمز والإعجــــاز أجمعه *** لمن توهم فى أوصاف أنعات 8/71
من هذا الكلام يفهم بأن النقطة والألف كلاهما يشير الى سر الحقائق , وهذه الحقائق هى : الواحدية , والأحدية , والهوية , والغيب , وغيب الغيب .
والمرموز له بـ (الألف) تعرف على حقيقته سادتنا ومشايخنا أهل الله الصالحين كما انفرد بالصلاة عليه سيدى عبد السلام بن بشيش رضى الله عنه وألف فيها صلاة سميت صلاة بن بشيش قائلاً:
بسم الله الرحمن الرحيم , اللهم صلى على من منه انشقت الأسرار وانفلقت الأنوار وفيه ارتقت الحقائق .......الخ .
وفى قول سيدى فخر الدين رضى الله عنه :
تواعد أرباب الغرام على الجوى *** فمن يلقى فى نارى فليس بهالك
(أرباب الغرام : هم أحباب وعشاق نور النبى معلم القرآن)
إشارة نقطة البدء والبها التى تشير الى الرمز الذى فيه إعجاز الجميع عن المعرفة بصاحب الحقيقة أولاً نور النبى معلم القرآن , وأول الخلق فى اطلاقه ألفاً , وهذه نقطة مركز مدار الجلال وقطب فلك الجمال , الذى يلتف حول مداره جميع السائرين الله للوصول الى القرب منه (قاب قوسين) .
والنقطة التى تشير الى جمال الألف هى الظاهرة فى حرف الجيم من كلمة (ج و ى) التى تتكون من نقطة (.) + ح و ى (ح : حبوة الألف , و: وصل الألف ى : يقين الألف) وهذه النقطة مركز مدار جلاله وجماله , أى مكان تواعد أرباب الغرام على التلاقى فيه , وأرباب الغرام هم الهمم التى تسير بهمة شيخهم الذى أرشدهم ودلهم عليه , حيث يقول(لا تنثنى همم تسير بهمتى ) فهى الهمم التى لا تنثنى عن السير بصحبته , فهم من ألقوا فى ناره (أى من ألقوا فى نار محبته) لذلك قال رضى الله عنه فمن يلقى فى نارى فليس بهالك , وكيف يهلك من بصحبته .
المقدمة التى نبين من خلالها الشرح:
أراد سيدى فخر الدين رضى الله عنه أن يبين كيفية التدارس بالاعتماد على استخراج المعانى العاليه التى توضح المعنى المراد من وراء مبانى هذه القصيدة وذلك من خلال قوله فى القصيدة السابقة :
كلت مبانى ما أقول عن الذى *** أرمى الى معناه أو إثباته
قلت المبانى فى عظيم بنـــائها *** كل يرى قولى على مرآته
وذلك لكى تأتى الثمار الطيبة والمفيدة للحصول على المعنى المقصود من خلال مبانى الكلمات التى نظمها فى عظيم بناها لإثبات المعنى المطلوب بحيث لا يرى كل واحد قوله على غير مراده رضى الله عنه ، فعلى من يريد أن يلقى الهناء بجيرة شيخه فعليه أن يحاول التعرف على مرداه ومقصوده , الذى فيه بلوغ القصد , وبلوغ القصد فيه النجاة من الجهل بمعرفة حقيقة المراد له ولمن حوله من أهله وإخوانه , ومعرفة المعانى المرادة لا تتم إلا بالسير بصحبة الشيخ فى مراتب الأحوال التى سرها يكمن بداخلها فهى مظهر المحمود فى رقواته ، والحصول على سر مظهر المحمود فى رقواته فيها النجاة من الجهل والتخلف الذى يؤدى الى إنكار الحقيقة حيث يقول سيدى فخر الدين فى أول قصائده القصيدة التائية:
كم من فهــــــــوم مادحات لى وقد ذمت ومن دبر قميصى قـــدت 300/1
ماذا عســـــــــاكم فاعـــــلين بنفحتى ولها قطــــــــوف قد دنت فتدلت 301/1
كم من غفول بالفصاحة قد أتى يكتال منــــــــــــها فالبضائع ردت 302/1
ولكم عقول مس طائف غرهــــــــا ما أمعنت بل أعرضت وتولت 303/1
ما الخير فى طلب الزياده بعدما عشيت عيون والمسامع صمت 304/1
ماذا علـــــــــــــيكم لو وردتم مشربى وهو الصفى بتجـــــــــــــــــلد وتثبت 305/1
ما عندكـــــــم يبلى ويبقى نورهــــــا أبداً يضئ وقد علت وتجــــــــلت 306/1
فمقارف المعنى الدنىّ جهـــــــــالة محجوبة علـــــــــــــــم اليقين تردت 307/1
ومكابد مضنىً يؤرقــــه الجــــــــوى لما رنــــا المعنى رآه بمقــــــــــــــلتى 308/1
ثم يقول رضى الله عنه عن القصيدة العاشرة (الكافية) التى يخاطب فيها السائرون بصحبة الشيخ بين مراتب السير بالكد والكدح وبذل الجهد للحصول على سر المحمود فى رقواته التى توضحه الآية (6) من سورة الإنشقاق {يا أيها الإنسان إنك كادح الى ربك كدحاً فملاقيه} والتى تلقى الضوء على الحقيقة التى إنشقت منها الأسرار وإنفلقت منها الأنوار, وفيها إرتقت الحقائق .
ولمعرفة الحقيقة يجب الأبتعاد عن المعنى الدنى الذى يجعل صاحبه فى غفله وعناء ويفتتن بجهله الذى يحجب عنه المعانى العاليه .
وحول هذا المعنى يقول سيدى إبراهيم القرشى الدسوقى فى أحد قصائد الجوهرة :
العلــــــــــــــم بالذكر لا ينفك مقترنـــــاً والجهل صاحبه فى غفلة وعنا
قل للذى قد غدى بالجهل مفتتناً يا مدعى العلم والجاه الرفيع بنا
قف عندنا وخذ الماء من مجاريه
ومن أجل ذلك قال سيدى فخر الدين :
ومكابد مضنىً يؤرقه الجوى لمارنا المعنى رآه بمقلتى 308/1
ومدح سيدى فخر الدين رضى الله عنه فى القصيدة السابقة وغيرها أصحاب الهمم العالية التى تخلل الذكر منهم مسلك الروح :
لا تنثنى همم تســــــــير بهمتى فيها حياة الخل بعد مماته 11/9
فالسائرون الهائمون بشــربتى يستنفرون عزائـــــــــم الركبان 233/2
أى السائرون أصحاب الهمم العالية التى تسير بهمتى , هم الشاربون الهائمون بشربتى التى أروت أرواحهم فكانت سبباً فى حياتها بعد الممات , وأصبحت لا تنثنى عن السير بهمتى بين المراتب وتوضح ذلك الآية (122) سورة الأنعام (أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا) .
ويقولونSadمثل الذاكر والغافل كالحى والميت) .
ثم يبدأ مولانا الشيخ الحديث عن السير بقوله (أياهمم كلت عن السير فى الضحى) حيث يوضح أن السير هو السفر إلى الله , يعنى المسافر بيسافر فى الليل , والسير إنما هو سفر الليل ، أما الهمم التى كلت عن السير فى الضحى هى الهمم الخائبة لأنها تخلفت عن السير فى نهار الإنبساط الذى جعله الحق تعالى لإنتشار الخلق للمعاش بعد سبات الأبدان وانقطاعها عن الحركة , مصداقاً لقوله تعالى من الآية (47) سورة الفرقان(وجعل النهار نشوراً) وظلت فى حالة رقود بعد طلوع الشمس وأتى عليها الضحى , وتخلفها عن السير كان هو السبب فى خيبة رجاها حيث لم يطيب مسعاها .
وأوضح سيدى فخر الدين رضى الله عنه أصناف السير إلى الله الأربعة فى (مجموعة علموا عنى صـ 54) :
1- واحد يسير إلى الله بالشريعة الصرفة ، وشرط السير إلى الله بالشريعة الصرفة , ما يقدم على شئ إلا يعرف حكم الله فيه .
2- واحد يسير إلى الله بالاسم الالهى الصرف .
3- واحد يسير إلى الله بالقسم الصرف .
4- واحد يسير إلى الله بالمراقبة بتاع المشايخ الصرفة
ومن خلال هذه القصيدة يتسائل مولانا الشيخ مستنكراً عجز الهمم عن السير فى الضحى , ويفهم من قوله رضى الله عنه , أن الهمم التى كلت عن السير فى الضحى ليست قليلة ، ولكنها الغالبية التى إضطرته لمعاتبتها فى القصيدة التائية بقوله :
حتى خفيات الجماد تخوطبت *** هلا وعيتم ما حوت كافيتى 318/1
ثم يخصها بقصيدة سماها (الكافية) وهى القصيدة (العاشرة) التى يقول فيها :
1- أيا همم كلت عن السير فى الضحى يخيب بها من يرتضى برقادك
2- أيا حجب كانت على العين ســــــــــاتراً تبـــــــــارك من بالمستجـار أزالك
3- أيــــا كتب فيهــــــــــا الكـــــــــــــــلام كغصـــــة طعام جهــــول يرتضى بقتادك
4- أيـــا ســــــــــــــئم لا يرتضـــــــــــــــى بأنيتــــــــى تأن فإنى من عظــــــيم التدارك
5- فإنـــــــــى معــــــوان لكـــــــــــــــــــــــل ســـــــــديدة وكل فتى يشقى بسد المسـالك
6- وليس مريدى من عشى عن كلامنا ولا قائل للنفس يا نفس مــالك
7- وعند زوال الحــــس فالجـــــــرح فرحـــــة فذى رتب فيها إتساع المدارك
8- وعند بلـــــــــــــــوغ القصــــــــــــــد بالله منــــــة أتيت بأحكامى وتمت مناسكى
9- وليس بلــــــــــــــوغ القصــــــد ما قد ترونه فإن بلوغ القصد فض التشارك
الشرح والتفصيل :
الهمم مفردها همة , والهمم تعنى العزائم , وهى وسيلة السير , والسير هو السفر ليلاً .
من المحتمل أن يكون العجز عن السير ليلاً , لأن الليل جعله الحق تعالى كالظلام الساتر كاللباس وجعل فيه النوم للراحة والإنقطاع عن الحركة , وجعل النهار نشوراً أى انبعاث من النوم , وانتشار الخلق للمعاش , أما أن يكون العجز عن السير فى الضحى , هذا هو الشىء الذى يحتاج الى تساؤل , لذلك يتساءل مولانا الشيخ مستنكراً كيف تكل هذه الهمم وتتخلف عن السير فى الضحى , ويقول إن كل من يرتضى بالرقاد والقعود عن السير فى الضحى هو الذى يخيب رجاؤه , ثم يقول ان الههم التى كلت عن السير فى الضحى كان سبب عجزها هو وجود الحجب الظلمانية التى إعتلت أعينها أصبحت ساتراً عن الرؤيا , ولا يستطيع إزالتها أو ازاحتها عن أعين السائرين سوى كاشف الغيوب وقاهر الظلام قائلاً :
بقر الغيوب وكشف مكنوناتها *** شأنى وحاشا الوصف بالنسيان 32/2
فالســـــائرون الهائمون بشربتى *** يستنفـــرون عزائـــــــــــــــــــــم الركبان 33/2
ولى من ســــرها كشف الخبايا *** ودون الكل قد وضـع الخمــــــــار 19/31
مصداقاً لقول الحق سبحانه وتعالى فى الآية (22) من سورة ق { فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد } والكشف هنا رفع الحجاب الساتر على العين , فقد يرفع عن الإنسان عند الموت حيث يزال الغطاء من على العين فيصبح قويا يرى كل شىء , كما يزال عن المريد الذاكر عند السير الى الله , فيرى بعيون الروح من الأشياء ما لا يراه الناظرين بالعيون الثلاثة الأخرى , حيث أن العيون أربعة: عيون (البصر, وعيون العقل) التى فى الرأس من الجسد , وعيون القلب , وعيون الروح مثل ما حدث فى الإسراء والمعراج بالروح والجسد والبصر الخارق (البصر الحديد) وهذه خصة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , فالمحجوبون عن ربهم هم من لم يزاح عن أعينهم الغطاء الساتر (الحجاب) الذى يحجبهم عن المشاهدة .
وهذه الحجب هى الذى يتساءل عنها مولانا الشيخ مستنكراً بقول :
( أيا حجب كانت على العين ساتراً ) حتى حجبت الرؤية عن العين حال السير بين (المراتب) تبارك وتعاظم (سيدى فخر الدين) الذى ازاح عن العين هذا الساتر وأزاله بفضل المستجار (مولانا الشيخ ابراهيم) الذى يقول عنه سيدى فخر الدين :
هو من أضاء الغيب فإنكشف الخبا *** حتى غدوت مغيباً بضياه 17/19
فهو الذى بواسطتة تكشف الظلمات , وتضرب له الأمثال :
لا تضرب الأمثال لله الذى *** منح العبيد كواشف الظلمات 15/26
والمقصود بالساتر هو الذى يحجب معرفة الحقيقة المرادة عن العين بحيث يصعب إدراك معرفتها , أما الهمم التى لا تنثنى عن الوصول لمعرفة الحقيقة فهى الهمم التى تسير بهمة شيخهم , وهم أصحاب الذوق الرفيع والبصر الحديد لقول سيدى فخر الدين :
وحسبى أن أشير وذاك يكفى *** فذاك الذوق والبصر الحديد 9/42
ويقول الإمام القشيرى أن معنى (فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ) من الآية (2) سورة التغابن : (الكافر) ساتر للحق بالخلق (والمؤمن) مصدق بظهور الحق فى الخلق .
3ـ أيا كتب فيها الكلام كغصة *** طعام جهول يرتضى بقتادك
ثم يتسائل مولانا الشيخ مستنكراً أفعال الهمم التى لا تهتم بعلومه من خلال كتبه مثل كتابى تبرئة الذمة فى نصح الأمة وعلومه فى الدروس المسجلة له على الشرائط وفى مجموعة علموا عنى وأخيراً كتابه ديوان شراب الوصل , وتعتمد على جمع الأذكار وأوراد السير من خلال الكتب التى لا تثمن ولا تغنى من جوع , ولا تحتوى إلا على الفتات طعام الجهول , الذى يجعل صاحبه متخلف عن السير بصحبة الخبير(الشيخ المربى) , ويرتضى بأن يكون أسيراً لأصحاب هذه الكتب الذين ليس لهم دراية بدروب السير , ورسم الطريق وتيسيره على السائر للوصول بهم الى غاية قصده . ولا يستعين بشيخ خبير , مأذون بالإرشاد وعلى دراية بدروب السير.
4ـ أيا سئم لا يرتضى بأنيتى *** تأن فإنى من عظيم التدارك
الأنا للأنية ـ والإناء هو القلب وهو الوعاء ـ والقلب وعاء للأنا, أنانيتى حيث الأنا بإنائها ويقول سيدى فخر الدين عن الأنية :
إذا هو نادى فالورى طوع أمره *** وإن هو ناجى فالأنا للأنية 407/1
على ذلك يكون مردود الأنا للأنية : وهى التى يتحدث منها الشيخ فى القصيدة (15) المسماة بالرجية بقوله :
من أجل ابراهــــــيم بعد رجائه *** هذا الحديث ومنحتى وكلامى
فهو الحبيب ولا يخيب رجاؤه *** أورثته ســـــــــــــــراً عليه لثــــــــامى
ومن أجل ذلك يتسائل رضى الله عنه مستنكراً من لا يرتضون تدارس قصائد ديوان شراب الوصل الذى هو ترجمة لعلومة التى دونها فى (كتابيه تبرذة الذمة فى نصح الامة وانتصار أولياء الرحمن على أولياء الشيطان ودروسة السابقة) والذى بدأه بالقصيدة التائية التى تتحدث عن (أنية الأنا) التى يقول فيها:
أنا فى أنا إنى وإنى فى أنا *** رحيقى مختوم بمسك الحقيقة
أنانيتى حيث الأنا بإنائها *** وإن إناء الغيب ذو الأحدية 104/1
وهم من يملون قراءتها والنظر اليها بعين الرعاية وينأون عنها , فيعيشون فى جهل عن معرفة المراد الذى من أجلة جاء هذا الديوان الذى يطالب مولانا الشيخ أبنائه بتدارسه للحصول على المعرفة بهذة الحقيقة التى لا تتأتى الا عن طريق تدارس قصائده بتصبر وتجلد وتثبت , ويقول للمريد تأن وتثبت وتجلد فى الكشف عن المعانى من خلال القرآن الكريم والاستعانة بكتب الصالحين وخاصة كتب الصوفية , مع التركيز كتابيه ودروسه السابقة , والإبتعاد عن التحصيل من خلال الكتب التى لا تحتوى إلا على العلوم الظاهرية وتخلوا من علوم الباطن ولا تشتمل على النور الذى يضيئ القلوب بنور الحقائق .
5ـ فإنى معوان لكل سديدة *** وكل فتى يشقى بسد المسالك
ففى إتباعى العون السديد لكل همه ولكل فتى يحاول أن يسير فى الطريق القويم وينهج منهجى الذى هو من مخصوصات علمى الذى علمنى إياه معلمى :
علمت ولى علم بعلم معلمى *** أمد وتلقينى بغير إماطـــــــة 379/1
من علمه فى علمه وبعلمـــه *** حزت الكمال ولم أزل مدثرا 9/34
ومنهجى القويم هو الذى يهيئ للفتى سبل الرشاد فلا يشقى بسد المسالك .
6ـ فليس مريدى من عشى عن كلامنا *** ولا قائل للنفس يا نفس مالك
يقول مولانا الشيخ مواصفات المريد : مخلص ــ مجتهد ـ مكابد وذاكر وبيحاسب نفسه قبل أن يحاسب , فمريدى هو من أراد إرادتى وهو السالك الذى يسرى على يدى , هو الذى ارفع عن عينه الغشاوة التى تحجب عنها المعانى التى أجليها له فأُريه ما أرى , وليس مريدى من عشى وتعامى عن كلامنا لأم يتبعد منهجى المضمون:
المنهج المضمون قد أمليته *** هذا كتابى فإحذروا الأوهام 16/68
ومن لا يحاسب نفسه قبل أن يحاسب قائلاً لنفسه , يا نفس ما لك أى يا نفس ما الذى أصابك وما الذى منعك عن الانصياع والاتباع للشيخ المربى بإتباع منهجه والسير على هداه وتنفيذ كل ما أمر به .
7ـ وعند زوال الحس فالجرح فرحة *** فذى رتب فيها إتساع المدارك
وهنا يقول سيدى فخر الدين إن زوال الحس عن المريض يبشر بالفرحة حيث يستطيع الطبيب القيام بإزالة الحس عن المريض بسكون آلامه قبل إجراء وإتمام عمليته الجراحية بالنجاح , وإزالة الحس يكون فيه فرحة المريض وسعادته ، فمهمة الشيخ المربى كالطبيب المعالج لابد له أن يضع خطه سليمة مبنيه على حقائق علمية دقيقة ، والحقائق العلمية والعملية الدقيقة لا تتم للمريد السالك إلا على يد شيخه المسلك والمنظم له دروب السير بين المراتب للوصول الى المرحلة التى يتم فيها معرفة المراد ، ولذلك يقوم الشيخ برسم الطريق للسائر بدقه متناهية بحيث يسير المريد بهمة الشيخ وعلى دربه , فلا يضل ولا يشقى بسد المسالك , حيث أن سيدى فخر الدين فى مرتبة فيها إتساع المدارك لكل السائرين . ويوضح لنا مراحل السير بهذه الصورة : الطمس – المحو – السحق – المحق – فناء ــ بقاء .
والطمس طمس روح المريد بنور الذكر.
مثال ذلك : إذا كتبنا حرف وألقينا عليه مداداً يكون قد إنطمس الحرف بالحبر وهو الطمس ، وفى الحقيقة هو (طمس روح المريد) الذاكر بنور الاسم الذى يذكر به فيغطيها النور ، فإذا أردنا أن نمحو الحرف والمداد معاً وهو ما يسمى عند الصوفية (المحو) وهو مرتبة من مراتب الحب ، فإذا دققنا هذا الحرف فهو ما يسمى (بالسحق) فإذا ذريناه فى الهواء سمى (المحق) فإذا لم يبقى منه أثر بعد التذرية كان هو الفناء ، وبعد ذلك يكون البقاء وعند زوال الحس فالجرح فرحة يعنى لا تجعلنى مفتون بنفسى لأن الفتنة من النفس ، محجوبا بحسى ، الحس الظاهر وهو البشرية ، واكشف لى عن كل سر مكتوم فى باطن الحقيقة المحمدية يا حى يا قيوم .
ويقسم الناس على ثلاثة أقسام :
أهل الفرق وهم من لا يرى إلا الخلق .
وأهل الجمع وهم من لا يرى إلا الحق.
وأهل جمع الجمع هم من يرى الحق فى الخلق ، والخلق فى الحق لا يحجبه أحدهما عن الآخر .
والفناء أعلى مراتب الحب وهى أربعة مراتب :
فناء عن النفس بإزالة النفوس السبعة .
فناء عن الدنيا وما فيها من متاع .
فناء عن الآخرة وعن الجنة وعن ما فيها من نعيم .
فناء عن كل ما سوى الله .
وجاء فى كتاب الأسرار الربانية :
إعلم أن الواصلين لهم مقاماً يقال له مقام الفناء , ومقام يقال له مقام البقاء , والجمع , والفرق , ومقام يقال له جمع الجمع , ومقام يقال له الفرق الثانى , والوصل , ووصل الوصل .
وعن معانيها :
الفناء : هو استغراق العبد فى الله حتى لا يشهد شيئاً سوى ذات الله ويقال لصاحبه (غريق بحار الأحدية) .
والبقاء : هو الرجوع بعد الفناء إلى ثبوت الآثار بشهود ذات وصفات المؤثر فيها ويقال لصاحبه (غريق فى عين بحر الوحدة) .
فالفانى مشاهد الأحدية (مشاهدة للذات دون الأسماء والصفات وآثارها).
والباقى مشاهدة الوحدة (مشاهدة للذات متصفة بالاسماء والصفات) مثبتاً للآثار ، جامعاً بين الحق والخلق . وهذا هو الكمال بعينه .
ومقام البقاء هو المسمى بالجمع والفرق ، جمعه شهوده لربه , وفرقه شهوده لصنعه .
أما جمع الجمع فهو مقام أعلى من البقاء : وهو أن يأخذه الحق بعد بقائه فيسكره فى شهود ذاته تعالى فمنهم :
من يبقى بهذه السكرة إلى الموت (كالسيد البدوى) رضى الله عنه .
ومنهم من يرد الى الصحو عند الأوقات (أوقات الفرائض والقيام بأمور الخلق كالسيد (إبراهيم الدسوقى) وأضرابه فيكون رجوعاً لله بالله لا للعبد بالعبد وهذا الرجوع يسمى بالفرق الثانى .
أما الوصل : فهو تلذذ القلب بشهود الحق بعد زوال الحجب الظلمانية والنورانية ، فإن دام له الشهود يقاله له (وصل الوصل) أى الوصل الكامل.
فالوصل الكامل فيه بلوغ القصد :
8- وعند بلـــــــــوغ القصـــد بالله مــــنة أتيت بأحكامى وتمت مناسكى
9- وليس بلوغ القصد ما قد ترونه فإن بلوغ القصد فض التشارك
وهنا يقول سيدى فخر الدين رضى الله عنه :
إن بلوغ القصد بوصول السالك إلى مقام (الوصل الكامل) هو بمنة الله علينا , وليس بجهد السالك منا , وبلوغ القصد هو معرفة الحقيقة أولاً نور النبى معلم القرآن , فيصبح السالك مشاهد لذات الحقيقة , مثبت للآثار , جامع بين الحق والخلق فى (نقطة البدء) المشار اليها فى القصيدة (88) :
عندما كان فى البداية بدء *** حينها كان ما يكون انتهاء 2/88
وهى غاية سؤله بعد استغراقه فيها فلا يرى شيئاً سواه , ويظهر عليه تجليها وينزل عليه المدد كالمطر الشديد (وما ذاك إلا منة) من الله , وهذا معنى أتيت بأحكامى وتمت مناسكى
ـ وليس بلوغ القصد ما قد ترونه من عدم معرفة حقيقة توحيد فطرته , وإثبات آثارها فى مشاهدة حقيقته فى النقطة التى تجمع الحق والخلق , والبداية بالنهاية التى يقول فيها مولانا الشيخ فى القصيدة (81) :
أول آخـــــــــر ولكن ببدء *** أنت للأوليات ظل وعود 6/81
ولكن بلوغ القصد هو الوصول لمقام عز فيه الشهود على كل من لم يصدق بهذه الحقيقة التى طاب شهودها لشهودى المشار اليها فى القصيدة (65) :
قد رأينـــــا ما رأينــــــــــــــــا ثم قلنـــــــــا *** كيف نحصى كيف نثنى يا مثانى 11/65
كل وصف من إمام حار فيها *** كيف كانت فى التبــاعــد والتدانــــــى 12/65
بين أهــــــــل الإستقامة والتنحى *** بعد هــذا برزخ لا يبغيـــــــــــــــــان 13/65
معشر الثقــــــــــــــلين آه لــو رأيتم *** ما رأينا ما ثناكــــــــــم عنه ثانــى 14/65
أو نزلتم فى مقـــــــــــام مثل هذا *** فى التقارب ما طفقتم تشركان 15/65
هذه المعرفة المثبتة لواحد وهو (الولى الخاتم) المصطفى للجمع الذى سره مضمر فى طى سروتنا والذى غيبة قدره نزل بها القرآن المشار اليه فى الأبيات التالية :
وجدى المصطفى للجمع يقدمـــــــهم *** وسره مضمر فى طى سروتنـــــــــــــــا 28/35
وغيبة قدر المصطفى عن علومنا *** بها نزل القرآن إن شئت فاصمت 274/1
فأنزلـــــــــــــــــــــــــــه فى غــــــــــيبه كتنزل *** ســـــــلام هى سين السلام بقبضتى 175/1
ملحوظة : (سين السلام فيها السر الذى لم الألف بالـ لا م) بقبضتى , وقبضة الشيخ هى الميم والميم دائرة الرحمن ,
وهو الذى يجمع بين عين خاتم الأولياء السابقة لعين خاتم النبيين , صاحب الحقيقة أولاً نور النبى وهما (عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم) وفى معرفة هذه الحقيقة فض التشارك بحيث لا يُشاهد فى هذا المقام سوى الواحد الذى منه الكثرة , ويقول عنه سيدى فخر الدين (فكلنا واحد فى واحديته) وهذا هو التوحيد الذى يقول عنه سيدى فخر الدين :
فالنفى والإثبات توحيد وما *** غير الموحد قال مثل مقالتى 338/1
وفيما جئتكم توحــــــــــيد رب *** وقول القاطعين له خــــــــــــــوار 29/31
وذلك البيت فى معناه تذكرة *** لوحــدة القصد أو توحيد أنظار 5/33
وهديت للتوحيد إرثاً خالصــاً *** وشهدت محبوبى وخاب سواع 15/23
وبالتسبيح تسبح كل روح *** وبالتوحـــــيد تنتفع القفار 24/31
فكلنا واحـــــــد فى واحديته *** وإنما فرق التوحيد رتبتنا 49/35
شأنى التوحيد فى بطن المعانى *** ليس من شأن الكرام الكاتبين 20/62
فمن الخلائــــــــق مؤمنون سليقة *** جبلـــــــــــــوا على توحيده إلطافاً 3/61
فيا مريــــدى هو التوحيد مشربنا *** وغاية فى صدور ربــــــها قبل 4/89
فإنما نشأتى توحـــــــــيد فطــــــرته *** وذو الجهالة بالإشراك يرمينى 15/90
أى أن جميع الخلائق مؤمنون بفطرة التوحيد التى جبلوا عليها إلطافاً وآمن بها الصدور وأشرك بها الجهلاء وتوحيد الفطرة فى (نقطة باء البداية) التى يشير اليها سيدى فخر الدين :
ان البداية فى رموز أجملت *** باء البداية خصهم تعظيماً 4/94
والمؤمنون بهذه الحقيقة أهل محبة الشيخ الذين يقصدهم فى البيتين التاليين :
يصدق بالكلمــــــــــات أهـــــل محبتــى *** فأنفخ فيهم من علـــــوم زكية 145/1
وأكشف للأحباب عن علمى الذى*** جواهره فى كل صدر كمينة 146/1
10- وعند كمال العلـــــــــم بالله ينمحى*** عن الفلك الدوار غيب الحوالك
11- وعندى سيف ضربة منه تكفنى*** ولكننــى أدباً مــــــــــــــع الله اشتكـى
وعند الوصول إلى درجة كمال العلم تتم المعرفة بصاحب الحقيقة أولاً (نور النبى) حيث تزال الحجب الظلمانية والنورانية عن هذا المقام فتنشق سماءه بالأسرار وتنفلق منها الأنوار , وينمحى الظلام الذى كان يكسوا الأكوان عن الفلك الدوار حول مركز مدار الجلال وقطب فلك الجمال وتظهر شمس سماء الأسرار معلنة المعرفة بصاحب هذه الحقيقة (المحمدية اللطيفة الأحدية) المشار اليها فى الصلاة (الذاتية) المحمدية لسيدى ابراهيم الدسوقى التى يقول فيها رضى الله عنه :
اللهم صل على الذات المحمدية اللطيفة الأحدية , شمس سماء الأسرار ومظهر الأنوار ومركز مدار الجلال , وقطب فلك الجمال .
ـ ثم يقول سيدى فخر الدين وعندى سيف بتار به ينمحى الظلام وتكشف به أسرار هذه الحقيقة وترفع به الحجب والأستار , فتظهر واضحة جلية لكل من يطلع عليها من الأحباب
الذين أصبحوا فى رياض الوصل يسعوا بهمتى , ولحظتهم عين حبه فإهتدوا وساروا بسر اللطف أحسن سيرة , ورفعوا ثوب الحجاب وشاهدوه , بعد أن شربوا صافى الرحيق بهمتى ,
وبصفتى أول من رُفع له ثوب الحجاب وشاهد الحقيقة من مقام القرب حيث تجلى لى المحبوب الذى قربنى منه أزكى المطالب دون غيرى , فكانت هى الشىء الوحيد الذى لا يعرفه غيرى , وأنا أول من تحدث عنها بصورة واضحة , وهى من مخصوصات علمى من العلوم التى أخذ على الكاملين بكتمها , فأنا مظهرها والمتصرف فى شئونها , وهى عطيتى عطية ومنحة رب الجود والكرم :
منحة دونهــــــــــــا المنائح جمعاً *** ما الجواد الكريم يعطى قليـــــلاً 8/20
بداية فتـــق المرتقات وفصلها *** عطية رب الجود والبدء والبها 2/72
لقد كفينا من التقتير وإكتملت ***عطية الله قبل المـــاء والطـــــــين 6/90
وهى عطائى ولى الخيار فى المنح والمنع :
كفى الجــــــــــــود والسخاء عطائى *** لست من خاف شح نفس فيكدى 19/3
كم من رجال محسنين تضرعوا *** يستمطرون سحائبى وعطـــــــــــائى 2/6
فطاعة ابراهيــم ان رمتم الهدى *** كمال عطائى بل نجاح المقاصد 24/14
ولكننى أدباً مع الله أشتكى طلب معرفة هذه الحقيقة , أى ظللت صامتاً حتى حان وقت وأوان ظهورها . وبعد أن جاء الأذن بأظهارها قلت :
لو أن من خطب الحقيقة جاءنى *** فبلا عناء عندها يلقانى 36/2
12- سفين نجــــــى الله هـــــــــــل تذكريننى ألست وآلى مذ نشرت شراعك
13- أيا نار إبراهـــــــــيم هـــــــــــل تذكريننى بيوم سلام البرد من حر نارك
14- أيا نار موسى فوق ذا الطور إننى رأيت بعين الله من قد أنـــــارك
15- حوارى عيسى هل لكم من شهادة أليس شـــهودى يوم قيل كذلك
وبعد أن تحدث سيدى فخر الدين عن النقطة التى تشير الى مقام صاحب السر ذى الكتمان من غير مرية , وتساءل مستنكراً بقوله للحجب الظلمانية التى كانت غطاء ساتر للعين , أيا حجب كانت على العين ساتراً , والكتب التى توضح للسائر كيفية معرفة حقيقة المشار اليه , نتيجة وجود الحجب والأستار التى لا يستمد منها السائر الأنوار , ولا يستطيع أن يحصل من خلالها على ما يفيده ويعينه على السير , فهذه الكتب فيها الطعام كغصة تحجب المعرفة ولا تقدم له العون والمساعدة على سيره , والإستعانة بكتب غيرى , وترك علومى الثمينة التى جئت بها لإظهار المعرفة بمقام أول الخلق فى إطلاقه ألفاً ، والتى هى من علوم الكتم التى أخذ على الكاملين السابقين بكتمها حتى يتم ظهورها فى وقتها وأوانها ويأتى مظهرها (مظهر ما كان فى الكتمان) . فأنا الذى عندى البرهان الساطع والدليل الدامغ على تنظيم السير والسلوك للسائرين للوصول إلى هذه الحقيقة .
وهنا يظهر معنى قوله رضى الله عنه :
حتى خفيات الجماد تُخوطبت *** هلا وعيتم ما حوت كافيتى 318/1
ثم يسأل مستنكراً سفينة نوح ، ونار إبراهيم ، ونار (نور النبى) وحوارى عيسى بقوله :
سفين نجى الله هل تذكريننى ؟ ولم يسمع إجابة السفينة ولكن يفهم منها أنها تجيب على مولانا الشيخ قائلة له ذكرنى يا مولانا . يقول رضى الله عنه ألست وآلى , أى أن وجودى وآلى على ظهرك منذ نشرت شراعك , يعنى أن هذا حديث أرواح فى عالم الذر , منذ ألست بربكم يوم أن نشرت شراعك لتبدئى التحرك وأنت تحميلين أرواح الخلق أجمعين على ظهرك . ومن هذا الموطن يقول سيدى ابراهيم الدسوقى فى جوهرته :
أنا كنت مع نوح بما شهد الورى *** بحاراً وطوفاناً على كف قدرتى
ثم يسأل النار التى أُشعلت من آجل أن يقذف فيها نبى الله سيدنا إبراهيم الخليل , بقوله رضى الله عنه : أيا نار إبراهيم هل تذكريننى بيوم سلام البرد من حر نارك ؟ فتقول النار ذكرنى يا مولانا, فيقول رضى الله عنه إنى شاهدت من القى فيكى ليسلب خاصيه حرارتك المحرقة وهو سيدى ابراهيم الدسوقى القائل :
أنا كنت ملقى والخليل بناره *** وما بردت النار إلا بدعوتى
وهذا معنى الآية رقم (69) {قلنا يا نار كونى برداً وسلاماً على إبراهيم} .
ثم يسأل نار موسى بقول أيا نار موسى فوق ذا الطور . إننى رأيت بعين الله من قد أنارك أى عندما رأى سيدنا موسى نار فوق جبل الطور الموجود بسيناء أننى رأيت وشاهدت بعين الله (عين العناية) الذى قد أنارك .
ثم يسأل الحوارين أصحاب سيدنا عيسى عليه السلام عندما طُلبت شهادتهم فى قول الحق (من أنصارى الى الله) قال الحواريون نحن أنصار الله , قائلاً: حوارى عيسى هل لكم من شهادة اليوم ؟ مثل شهادة شهودى يوم أن قالوا مثل قولكم (نحن أنصار الإمام فخر الدين وأصحابه) رضى الله عنه .
16- أيا نار نورى فى قلــوب أحبتى ترى أين من يزكيك أين زكاتك
17- أيا منن المعصــــــــــوم تالله إننى بفضل أبى العينين ديــار دارك
18- أيا سحب الأنوار جدى يسوقها ألست بقبل القبــــل كنت مدارك
ومن الجدير بالذكر هنا أن نذكر حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (أنا من نور الله والمؤمنون من رشحات نورى) . وعليه يقول سيدى فخر الدين : نورى من النور المبين ونور جدى الأغلب , ثم يقول سيدى فخر الدين أن نور (رشحات الأنوار) المستخرجة من نورى (نور النبى) الخليفة المبين والمستخرج من (نور الله الأغلب ) الذى هو نور جدى الأغلب ويقول يا نار _ نورى _ ترى أين من يزكيك ؟ وما هو دليل وعلامة زكاتك ,
كلمة _ نورى _ هنا هى مأخوذه من الحديث الشريف (والمؤمنون من رشحات _ نورى) يكون _ نورى _ هى نور النبى معلم القرآن (الخليفة المشار اليه) بقول سيدى فخر الدين :
سبحان من خلق الحقيقة أولاً *** نور النبى معلم القرآن
وهو الذى بيانه بسورة الرحمن .
ثم يقول يا منن المعصوم تالله إننى ديار دارك ، بفضل أبا العينين المعصوم الذى يقول عنه الشيخ فى القصيدة (58) :
يقول الشيخ رضى الله عنه *** وأرضينا به جمعاً وفرداً
عن المعصوم صلينا عليه *** بتسليم الوجوه اليه عندا
وما المعصوم فينا غير شيخ *** رزقنا منه إرفاداً ومداً
والشيخ المعصوم هو أبو العينين ديار دارك الذى بفضله ومن مننه رزقنا نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد والإرفاد , وكل ما نحن فيه بفضله ومنه علينا .
ثم يخاطب سيدى فخر الدين سحب سماء الغيب المثقلة بالأنوار التى يسوقها جده لتستقى أرواح السائرين , قائلاً لها إننى كنت مركز مدار سيرك الذى تدورين حوله وذلك من قبل نشأة الأجساد وقبل نشأة الأرواح , وهو نفس قول سيدى إبراهيم الدسوقى الجوهرة :
نعم نشأتى فى الحب من قبل آدم , ونشأتى فى الكون من قبل نشأتى فى الحب .
ومن قبل خلق اللوح والعرش نشأتى ومن قبل قبل القبل كنت محارب .
19- ويا همم كل العزائـــــــــــــــــــــم دونها يعز مقامى لو بذلت قصارك
20- ويا جدد التوحيد هــــــــل تعرفيننى انا بيمين الله للمــــــلك مــــــالك
21-وكل فتى لبس المخيط على يدى وكل فتى ينأى فليس بســـالك
وفى هذه الأبيات يخاطب سيدى فخر الدين أبناءه من أصحاب العزائم الذين شرفوا بالمعرفة بالحقيقة التى أشار إليها من خلال الديوان وهم الذين وعوا ما حوته هذه القصيدة المسماه بالكافية التى يوضح فيها سيدى فخر الدين حقيقة علم الـ (ك) التى نزل به سيدنا جبريل على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من خلال الآية الكريمة (كهيعص) عندما قال له (ك) فقال صلى الله عليه وسلم علمت , ثم قال (هـ) قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (علمت) وهنا يقول سيدى فخر الدين أننى علمت علم الـ (ك) مثل قول الحبيب صلى الله عليه وسلم (علمت) أى أننى :
علمت ولى علم بعلم معلمى *** أمد وتلقينى بغير إماطه 379/1
حيث يخاطبهم بقوله رضى الله عنه : يا همم كل العزائم دونها , أى يا من استمدوا علمهم من علمى الذى حصلت عليه بعلم معلمى , وهو علم الـ (ك) الذى رواه لنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الحقيقة أولاً , وهى الحضرة التى جاءت إشارتها بعلم الكاف الذى لقنتهم إياه ، حيث قلت لهم أن حقيقة هذا العلم يحتاج إلى إماطة ما عليه من أستار ، حسب قوله فى القصيدة (72):
إماطة أستار المنازل معجز *** بداية عبد يجهل الجمع بدءها
بداية فتق المرتقات وفصلها ***عطية رب الجود والبدء والبها
فهذا العلم لا يستطع أحد أن يحيط به , لأنه من موطن يجل عن التبيان معرفته مهما بذل من جهد ، فهو موطن العزيز المقصود الذى لا يقبل معه شريك , وهو غاية وفى بلوغه فض التشارك , فهذا المقام الإبراهيمى الذى منه الحمى المشار إليه فى القصيدة (15) الرجيه :
ما غير إبراهـيم عبد ذو حمى هو مجتبى حتى يقوم مقامى
وله رجــــــــــــــاء عندنـــــــا ومكانة وبه يلــــــــــوذ المحتمى والرامى
وله معان جل وصف غراسها ومناقب جلت عن الأفـــــــــهام
ثم يقول سيدى فخر الدين أن العزة فى مجاورة العزيز الذى لديه جوار عز :
ولى بالمستجار جوار عز فانعم جيرة ولى الجوار 20/31
فلى جـــار لديه جوار عز ومعبــــود يعظمه العبيد 12/42
ليبقى للعزيز حجـــــــــــاب عــــــز فيفنى المؤمنون وهــــــم سمات 8/93
وهو الحبيب الذى عزه دائم وهو الذى توقد من زيته فتيلتى :
ومازلت أو لازالت مازال عزنا وتوقد من زيت الحبيب فتيلتى 108/1
ثم يخاطب جدد التوحيد (جبال التوحيد) وهم أولياء درجوا على التوحيد وشاهدوا آيته:
حجة التوحيد عـل قـدره قلد الانكـار حبلا من مسد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى 15781612
ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى Icon_minitime 2020-09-08, 3:57 pm
القصيدة (91) كاملة
-------------------
(القصيدة الحادية والتسعون)
الخميس 27 ربيع الأول 1408هـ عدد أبياتها (22) الموافق 19 نوفمبر 1987م
مناسبتها لما قبلها : البيت (17) من القصيدة السابقة :
لا يقرب الحد إلا من به طلعت *** وصيتى عندها يغنيه مغنينى
الفكرة التى تدور حولها القصيدة فى البيت (22) من هذه القصيدة :
يقال لأهل الدين هذا إمامكم *** وذلك عبد جاءنا وهو نائب (النائب هو الخليفة والخليفة هو النائب)
عدد أبيات القصيدة (22) بيتاً وفيه إشارة الى أحمد المقصود المتوسل به وهو الخليفة الذى رقمه (22) ضمن سلسلة المشايخ الكبيرة (مولانا الشيخ ابراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى) والمتوسل به فى توسل السادة البرهانية (كنز الذات ذى الأحدية , طلسم غيب الغيب سر الهوية) , وشمس سما الاسرار مظهر نورها , وطور تجلى الذات بدر الهداية والمشار اليه فى القصيدة (46) التى تقول :
يا أهل بدر يا صحابة أحمد *** من للقلوب شرابها والزاد
يبدأ سيدى فخر الدين القصيدة بقوله رضى الله عنه :
1ـ بأحمد حيث الأحمدية يهتدى *** إليه بنور الأحمـــــــدية طالب
2ـ وعند فناء الواصلـــين لعزة *** يمن عليهم فهو إذ ذاك واهب
3ـ وليس لهم بعد الفــناء بقية *** وليس لديهم فى البقاء مطالب
4ـ وليس لديهم فى البقية مأرب *** فإن لهم فيــــما يرون مآرب
5ـ فإن وردوها فإصطـفاء ومنة *** فذاك حــمى كلت اليه ركائب
الشرح والتفصيل :
1ـ بأحمد حيث الأحمدية يهتدى *** إليه بنور الأحمدية طالب
يقول سيدى فخر الدين رضى الله عنه فى هذا البيت : بأحمد حيث الأحمدية متوسلاً بأحمد , حيث يقول رضى الله عنه (أنا الذى فى أنا إنى كمنزلة لأحمد) بذلك تكون الأحمدية منزلة لأحمد , ومن هو أحمد المقصود هنا؟ إنه أحمد صاحب المنزلة الأحمدية , الذى ناجاها وهو الهو الذى ناجى الهوية جاءالقول عنه فى قصائد ديوان شراب الوصل:
فإن هو ناجى الأحمدية أحمد *** كذا هو هاء فى تناجى الهوية 409/ 1
وهو المتحدث عنه فى القصيدة الأحدية :
إنه مشكاة نور زيتها *** سيد الأكوان أحمد من حمد 11/ 8
وهو صاحب لواء الحمد المتحدث عنه فى القصيدة (19) :
هو أحمد فى قاب قوسين إنجلى *** وله لواء الحمد ما أسماه 10/ 19
وهو صاحب المنزلة الأحمدية المشار اليها فى القصيدة (35) :
أنا الذى فى أنا إنى كمنزلة *** لأحمد نورها منشى حقيقتنا 2/ 35
وهو أصل السيادة المتحدث عنه فى القصيدة (44) :
وعليه ساد به يســـــو *** د ومنه ساد الأحمد 10/ 44
وهو السيد المخصوص بالذات الذى عنده أصل البريات المتحدث عنه فى القصيدة (71) :
يا كاملاً من علوم الله أجمعها *** يا أحمد أيها المخصوص بالذات 4/ 71
ففالق الحب والإصباح بارؤنا *** وأحمد عنده أصل البريات 14/ 71
وهذه الحقيقة الأحمدية أشارت اليه بصفتها كمنزلة له مستخرجة من الحقيقة الأحدية , حيث أن الأحدية التى هى أحدية الروح الأعظم (حضرة النبى صلى الله عليه وسلم) هى أحدية صرفة قال عنها سيدى فخر الدين (ليس فيها مطمع لبشر وما ممكن الوصول اليها) والحقيقة الأحمدية هى منزلة من الأحدية لأحمد المخصوص بالذات , بصفته الروح المستخرجة من الروح الأعظم , فهو إناء الغيب الذى يقول عنه سيدى فخر الدين رضى الله عنه :
أنانيتى حيث الأنا بإنائها *** وإن إناء الغيب ذو الأحدية 104/ 1
لذا فهى (أحدية الكثرة) التى تشير الى الحضرة التى تجمع الأحمديون واحد بجانب واحد بجانب واحد (1 1 1 1 ......) وهى التى يقول عنها سيدى الامام فخر الدين فى القصيدة (87) :
ما كتاب الله الا جمعنا *** إنما الأحباب آيات به
ما كتاب الله إلا حضـرة *** قاب قوسيها الهدى لا ينتهى
كلهم أمثالها لكنهـــــــا *** نزهتهم عــــــــن مثيل مشبه
كل جمع قام فيها واحد *** لا شريك بل فنــــى فى نفسه
ما عليهم أو لديهم غيرها *** قد أعادتهـم لبدء المنتهى
وإستقاموا كلهم آحادهــــا *** يوم كانوا واحــد فى مثله
كلهم فيها جليس واحـــــد *** فى إستواء ختمه فى بدئه
والحقيقة الأحدية هى من الاسم (أحــــــــــد) ويأتى الحديث عنها من علم يسمى (علم الحد) التى يقول عنه سيدى فخر الدين :
وحدى حـــد الله والحد مطلع *** لدى وما ضلت بذاك سفينتى 115/ 1
فلى علوم نضيد طلعها كرماً *** وحدها لا يناهى فى عبودتنا 55/ 35
فقرة الحــد للأحداق أحمدها *** ومطلع للشهود الحق مذ نبا 5/ 70
لذلك قال رضى الله عنه :
لا يقرب الحد إلا من به طلعت *** وصيتى عندها يغنيه مغنينى 17/ 90
والمقصود بأحمد هو الذى طلعت (ميمه) من بين الحاء والدال من الإسم (أحـــــــد) فصار إسمه (أحـ ـمـ د) كمنزلة نورها منشى حقيقتنا , وهو الروح المستخرجة من الروح الأعظم , وحقيقته أحدية تسمى أحدية الكثرة حيث أن الحقيقة الأحدية للروح الأعظم (حضرة النبى صلى الله عليه وسلم) أحدية صرفة ما فيها مطمع لبشروما ممكن الوصول اليها (يعنى حقيقة حضرة النبى غير معلومة لأحد), فصاحب الحقيقة الأحمدية (أحمد) المتوسل به هنا (أحدى ـ أحدية كثرة) حرف الميم الخاص به طلع من بين الحاء والدال من الحقيقة الأحدية فجاءت الإشارة اليه بأنه (إناء الغيب ذو الأحدية) يعنى حامل بداخله الأحدية الصرفة , المقصود ببيت رسول الله الوحيد الذى قابليته وسعت قابلية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهو الذى إحدى حقائقه تظهرعلى هيئة حرف الميم , ومن خلال تفسير سيدى فخر الدين للآية الأولى والثانية من سورة البقرة {ألــم , ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} فى كتاب تبرئة الذمة صــ 289 التى يقول فيه أن الألف يشار به الى الذات الأحدية , أى الحق من حيث هو أول الأشياء فى أزل الآزال , واللام يشار به الى الوجود المنبسط على الأعيان , فإن اللام له قائمة وهى الألف وله ذيل وهى النون , والنون عبارة عن دائرة الكون , فإتصال القائمة بالذيل إنبساط الوجود على الكون , فالقائمة ظل الألف الذاتى المنبسط على الكون , والميم يشار بها الى الكون الجامع وهو الإنسان الكامل , فالحق والعالم والإنسان كتاب لا ريب فيه , هدى للمتقين .
والإنسان الكامل هو الأحدى صاحب الحقيقة الأحمدية التى توضح أحديته القصيدة (Cool المسماة بالأحدية التى يقول فيها سيدى فخر الدين :
من حبا شيخك شيخاً واصلاً *** يا مريدى قل هو الله أحــــــد
إنه إنسان عين شاهـــــــدت *** نوره فى حضرة البر الصمد
وهو المتوسل به فى توسل السادة البرهانية بقول سيدى فخر الدين إلهى بكنز الذات ذى الأحدية , بطلسم غيب الغيب سر الهوية . وهو المشار اليه بالألف {الحق} الذى هو أول الأشياء فى أزل الآزال الذى أشير اليه بالألف من تفسير {ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} , وهو الذى ناجاه سيدى فخر الدين فى القصيدة (71) :
يا أول الخلق فى إطلاقه ألفاً *** به التآلف يا قاب الهدايــــات
لأنك الرمز والإعجاز أجمعه *** لمن توهم فى أوصاف أنعات
ويتضح من كل ما ذكرناه بأن قول سيدى الامام فخر الدين (بأحمد حيث الأحمدية يهتدى اليه) فهو الذى يهدى الله به كل مهتد طالب الوصول للحقيقة الأحمدية , فترسل الأحمدية نورها الذى يهتدى به الواصلين الى غاية القصد التى تتحدث عنها القصيدة (37) :
وغاية القصد حسن القصد لا عوج *** ووحدة الصف عندى عمدة الدين 4/ 37
وإن أردتم نوال القصد من منحـــى *** فأعقلوا العقــل إن الروح تأتينى 22/ 37
كما قال رضى الله عنه لطلاب الأحمدية :
وبى يهتدى للقصد من جاء قاصداً *** حماى وإن حم القضا بالحميــة 134/ 1
لذاك مريـــــدى كن الى الله قاصداً *** نصحتك فإنهل شاكراً بنصيحتى 389/ 1
وعلى الله بعدٌ قصـــــــــــد سبيلى *** هبـــه الله حيث هب النســــــــيم 17/ 12
يقول مولانا فى هذا البيت على الله الكريم يكون قصدى فبعد قصد سبيلى فإن صاحب حمى الغيب (هبه الله) تأتى من قبله ريح النسيم التى تنعش أنفاس السائرين , وهى التى يقول عنها سيدى فخر الدين فى القصيدة (82) :
أرحنا براح من حمى الغيب سرها *** وصرصرها فينا الرياح اللواقح
إذا ما تغشــــــانا المليك تعمنــــــا *** لواقـــــــــح صر دونهن المنائح
وتلفح نار القرب وجهــــــاً مقرباً *** وتزكمه عن غيرهن الروائـــــح
وجاء فى ديوان ابتسام المدامع القصيدة(51) لسيدى الشيخ قريب الله رضى الله عنه (إن ريح القرب نم , وانتفى عنا الزكم , فهو أحلى ما يشم , من أصيحاب الكرم) .
2ـ وعند فناء الواصلين لعزة *** يمن عليهم فهو إذ ذاك واهب
وهنا يرسم سيدى فخر الدين طريق الوصول الى غاية الوصل بقوله رضى الله عنه :
وعند فناء الواصلين أى عند وصول السائرين الى مرتبة الفناء فإنهم يكونوا قد فنوا عن أنفسهم بل وعن ذاتهم وذلك يكون بمثابة الفتح الأكبر بالنسبة لهم , ولتوضيح ذلك نأتى بما جاء فى كتاب الأسرار الربانية { إعلم أن الواصلين لهم مقام يقال له الفناء ومقام يقال له البقاء والجمع والفرق ومقام يقال له جمع الجمع ومقام يقال له الفرق الثانى والوصل ووصل الوصل} ,
فمقام الفناء : هو إستغراق العبد فى الله حتى لا يشهد شيئاً سوى ذات الله ويقال لصاحبه " غريق فى بحار الأحدية "
ومقام البقاء : هو الرجوع بعد الفناء الى ثبوت الآثار , بشهود ذات وصفات المؤثر فيها ويقال لصاحبه " غريق فى عين بحر الوحدة "
فالفانى : هو مشاهد الأحدية " مشاهد للذات دون الأسماء والصفات وآثارها "
والباقى : هو مشاهد الوحدة أى مشاهد للذات متصفة بالأسماء والصفات , مثبتاً للآثار , جامعاً بين الحق والخلق , وهذا هو الكمال بعينه .
ومقام البقاء هو المسمى بـ " الجمع والفرق " فجمعه شهوده لربه , وفرقه شهوده لصنعه .
أما جمع الجمع فهو مقام أعلى من البقاء , بمعنى أن يأخذه الحق بعد بقائه فيسكره فى شهود ذاته تعالى , فمنهم من يبقى بهذه السكرة حتى الموت " كالسيد البدوى" رضى الله عنه وأضرابه , فيكون ذلك رجوعاً لله بالله , لا للعبد بالعبد , وهذا الرجوع يسمى الفرق الثانى .
أما مقام الوصل : فهو تلذذ القلب بشهود الحق بعد زوال الحجب الظلمانية والنورانية , فإن دام له الشهود يقال له " وصل الوصل " أى الوصل الكامل .
من هنا نفهم قول سيدى الامام فخر الدين (وعند فناء الواصلين لعزة يمن عليهم الواهب) فأن المقام الذى يصل اليه الواصلين بعد الفناء هو مقام العزة حيث هو محل إقامة العزيز الذى وقف على بابه سيدى فخر الدين منادياً بقوله :
على باب عز الله كنت منادياً *** فمن جاءنى فهو العزيز بعزتى 148/ 1
يعنى مولانا واقف بباب العزيز لكى يعتمد دخول كل من يلبى النداء من قصاد الحمى , وعليه فإن كل من يهتدى الى باب عز الله يصبح عزيزاً بعزه . ومن أجل ذلك قال مولانا الشيخ محمد الشيخ ابراهيم قولة جده العظيم :
وأدم عزنا بوصلك نحيا *** فلنا فيك عروة وحبال 9/ 48
ثم يروى لنا سيدى فخر الدين عن هذه الحقيقة الأحمدية بصفتها حضرة يجتمع فيها الأحباب من أهل وصلها , وكتاب يهتدى اليه بنور تلك الحضرة , فهى التى قاب قوسيها الهدى لا ينتهى , ويقول فى القصيدة (87) واصفاً حال كل من دخلها:
كل من فيها يسمى أمـــــة *** يستقى فيها الهدى من ضده 15/ 87
إن يكن منهم نبى مرســل *** فى لباس العــــــز مع أترابه 16/ 87
أو يكن فيها ولى كامـــــل *** قائـــــــــــم فى عزة من جده 17/ 87
كلهم فيها جليس واحــــد *** فى إستواء ختمه فى بدئـــــه 18/ 87
كلهم منها سقوا مختومها *** بل كذات تائـــــــه فى صرفه 19/ 87
كلهم فيها عزيز واحــــــد *** بل أمين آمـــــــــن فى سربه 20/ 87
وحول معنى (فهو إذ ذاك واهب)
الواهب فى هذه الحضرة هو فى ذاته هبه الله وعطاء الله من عليائه الذى يقول عنه سيدى فخر الدين فى التائية :
إذا هو قد أعطى فرب لعبده *** كذا هو وهاب العلوم العلية 397/ 1
لذا فهو يعطى من حضرة الربوبية عطاؤه كاملاً لعبده البرهانى الذى تلقى عطاءه فهام به قائلاً القصيدة (12) التى أسماها العطية :
من كمال العطاء من فيض وهب *** أيها الناس جاءكم ابراهيم
ورياح اللقــــــــاح لو ذات يـــوم *** عدمت حبه فريـــح عقيم
وعلى الله بعــــــــــدٌ قصد سبيلى *** هبه الله حيث هب النسيم
ومن أجل ذلك قال سيدى فخر الدين :
إسألوه النجاة من يوم حشر *** يوم لا يسأل الحميم حميم
ثم قال لنا :
كم نال أهل الله منحـة واهب *** وشهـــــادة لله لا إستشهاد 12/ 46
3ـ وليس لهم بعد الفنـــــاء بقية *** وليس لديهم فى البقاء مطالب
4ـ وليس لديهم فى البقية مأرب *** فإن لهم فيما يرون مآرب
ويوضح فى هاذان البيتان حال الواصلين بعد مقام الفناء حيث يترحلون الى مقام البقاء المسمى بالجمع والفرق وهو مقام يعز فيه الشهود , فالواهب يجمعهم لشهوده وذلك ليس بجهدهم ولكنه هو الذى يمن عليهم بدخولهم المقام الأعلى من البقاء وهو (جمع الجمع) فإما أن يسكرهم أو يردهم للصحو عند الأوقات لإقامتها , فيكون رجوعاً لله بالله , لا للعبد بالعبد , وهذا هو الفرق الثانى وبعد ذلك يتم الوصل حيث يتلذذ قلب العبد بشهود الحق وذلك بعد زوال الحجب الظلمانية والنورانية , فيدوم الشهود وبدوام الشهود يتم وصل الوصل , أى الوصل التام , لأن ذلك هو غايتهم الذى هى مقام الحقيقة الأحمدية.
5ـ فإن وردوها فإصطفاء ومنة *** فذاك حمى كلت اليه ركائب
فإن وردوا هذا المقام الذى هو المقام الأحمدى المتحدث عنه الشيخ بقوله :
وإنى حيث تقصدهم مزوراً *** وإنى فى المقام الأحمدى 35/ 29
وإنى هذه هى منزلة للشيخ وكمنزلة لأحمد صاحب الأحمدية بقوله :
أنا الذى فى أنا إنى كمنزلة *** لأحمد نورها منشى حقيقتنا 2/ 35
فمن يرد على هذا المقام فيكون ذلك إصطفاءاً ومنة من العلى القدير صاحب الحمى الذى كلت اليه ركائب , فهو الذى جاءت من أجله القصيدة (15) الرجية التى توضح أنه صاحب الحمى وليس غيره :
من أجل ابراهيم بعــــد رجائه *** هذا الحديث ومنحتى وكلامى
فهو الحبيب ولا يخيب رجاؤه *** أورثته ســــــــراً عليه لثامى
ماغير ابراهيم عبــد ذو حمى *** هو مجتبى حتى يقوم مقامى
وله رجـــــــاء عندنا ومكانــة *** وبه يلوذ المحتمى والرامى
وله معان جل وصف غراسها *** ومناقب جلت عن الأفهــــام
فذاك حمى المنجى عظيم المقامة , الحمى الذى كلت اليه ركائب , فركائب القوم كلها مأمورة بالسير نحو هذ الحمى , وأمير هذه الركائب سيدى فخر الدين رضى الله عنه القائل :
ولا يلام الذى ما ذاق إن عثرت *** به الركائب فى يسرى طريقتنا 65/ 35
أى لا يلام الذى من لا يتعرف على هذا العلم , ولم يذق طعمه , إن عثرت ركائبه فى يسرى طريقتنا , لأنه لم يصطحب مركب الطريقة البرهانية التى أوصى أميرها مولانا الشيخ محمد عثمان بركوبها وذلك بقوله فى القصيدة (7) المسماة بالوصية :
فأركب معى إن العزيمة مركبى *** تستوقف الغــــر الكرام الكاتبين
ترسوا على جودى جودى همة *** فى تركها يبدوا هلاك المغرقين
تجرى بعين الله عند مسيرهـــا *** فالله حصنى وهو خير العاصمين
إوصيك برهــــــانية فإسمع لها *** مسك الختـــــام وبغية للواصلين 10/ 7
ويتضح من قول سيدى الامام فخر الدين (بأحمد حيث الأحمدية يهتدى اليه بنورها كل من يطلبها) فهو هادى الواصلين بنورالحقيقة الأحمدية , ففيها حسن القصد وغاية الوصل .
وإبتداءاً من البيت رقم (6) يوضح سيدى فخر الدين مقام الواحدية مثلما أوضح مقام الأحمدية بقوله رضى الله عنه :
6ـ كذلك حيث الواحدية عندها *** تباع بها الأرواح وهى رواغب
للوصول الى تلك الحقيقة المسماة الواحدية , فهذه الحقيقة غير الحقيقة الأحدية التى هى المقام الأحمدى
يقول سيدى فخر الدين رضى الله عنه فى هذا البيت أن مقام الواحدية (مقام تباع به الأرواح) وهذا المقام غير مقام الأحدية حيث أن مقام الأحدية ما بين قابى حضرة التقريب , وقد وصفها رضى الله عنه فى القصيدة (83):
أحدية والواحدية دونهـــــــا *** مابين قابى حضرة التقريب
تلك الحضيرة يابنى مزاجها *** عندى وهذا ما أسـر حبيبى
ثم يقول رضى الله عنه فى آخر القصيدة التى عدد أبياتها (11) بيتاً :
صليت فيها بعد عشر قد علت *** والرمز فيها غايى التعريب 11/ 83
فما معنى صليت نقول صليت بمعنى اتصلت فأصبحت فيها , أى أقمت فيها بجوار صاحبها حيث أن صاحبها واحد (وهو جدى محمود المقام) ولكن فى خانة العشرات (بعد عشر قد علت) وأنا الواحد الذى اتصل بعد العشرة فأصبحت الحادى عشر أى الواحد الذى شفعه الواحد واحد بجوار واحد وهذا هو موطن الشفع من {والفجر , وليال عشر , والشفع والوتر } 1ـ 3 من سورة الفجر وهو الموطن الذى يقول عنه سيدى فخر الدين :
وجدى محمود المقـــــام وشافعى *** وإن بنى الزهراء أهلى وعصبتى 53/ 1
وإن مقامى لا يمـــــــاط لثامـــــه *** وجل كلامى عن عقـــــــــول ذكية 54/ 1
وشارب خمرى ينتشى لو بقطرة *** وباطن أمرى فى غيـــــــوب خفية 55/ 1
فى هذه الابيات يوضح سيدى فخر الدين بأن هذا المقام خفى ولايماط لثامه لأرباب العقول فهو يجل عن الحذاق أصحاب الفهوم الذكية وهذا المقام لا يرقى إلى إدراكة سوى من شرب خمرى, ومن شرب خمرى انتشى لو بقطرة , ومن انتشى بخمرتى أصبح مؤهل لمعرفة الغيوب الخفية . وهذا المقام يجمع جدى ويجمعنى وأهلى وعصبتى من أهل هذا المقام وهذه هى حضرة من مسمياتها الزهراء وكل من فيها هم بنى الزهراء .
وعليه تتضح حقيقة الواحدية بأنها التى فيها تباع أرواح السالكين السائرين بصحبة أشياخهم الذى يسهلون لهم السير بالركوب معهم فى مراكبهم حتى يصلون الى الميناء الأعظم (مقام سيدنا ومولانا الامام الحسين) رضى الله عنه , وفى هذا الموطن يتم البيع والشراء حيث تقدم أرواح السالكين بضاعة مزجاة للمصطفى التى يقدمها للديان , وهذا معنى البيت :
سعداً لعبد بيع والحق إشترى *** والمصطفى يشريه للديان 38/ 2
والحق هو ألف أول الخلق الذى هو أول الأشياء فى أزل الآزال وهو المشار به الى الذات الأحدية , وعدد حروف كلمة ألف بالأرقام = 111 إذن هو الذى تشير اليه الآية (111) من سورة التوبة (المنوطة بالبيع والشراء)التى يقول فيها الحق سبحانه وتعالى {إن الله إشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً فى التوراة الإنجيل والقرآن }{ومن أوفى بعهده من الله فإستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} , ويقول سيدى فخر الدين عن ذلك :
بمصر يباع الحــــر عبداً لسيد *** ليصبح رقاً فى عباد أثيرة 187/ 1
فيا نعم مبتاع ويا نعم مشترى *** ويا نعم مأثور لديه وجيرة 188/ 1
وفى القصيدة النونية يقول أيضاً :
هل من محب للديــار يؤمها ؟ *** أو من يبيع الروح بالريحان ؟ 19/ 2
سعداً لعبد بيع والحق إشترى *** والمصطفى يشريه للديـــــان 28/ 2
أهل العناية إن تولـــــوا سيداً *** لغدا متاعاً يشترى ويبــــــاع 1/ 23
أرواحنــا عنــده بيعت بلا ثمن *** السيد العبد والإنسان يشريه 25/ 28
حتى إذا أضحى يباع ويشترى *** نكفيــــه يومئذ وليس سوانا 12/ 59
لكل ذلك تباع الأرواح وهى رواغب , ثم يقول الامام رضى الله عنه عند الوصول الى الواحدية التى يتم فيها الإنشاء يكون كل من وصل اليها واحد لا شبيه وكلهم فيها آحاد وهنا يقول :
فكلنا واحد فى واحديته *** وإنما فرق التوحيد رتبتنا 49/ 35
كما يقول عن واحد الواحدية الذى يخرج منه كل واحد الآحاد:
لومضة من ضياه فى مراتبنا *** تصير الكل أقماراً منيرات 17/ 71
7ـ فلا رتب بل لا مراتب عندها *** ولكن بها منها تكون المراتب
فهذه الحقيقة المسماة بالواحدية للواحد القائم بذاته وهو الكون الجامع والإنسان الكامل (الكتاب الذى لا ريب فيه)صاحب المرتبة التى بها ومنها تكون المراتب . فعندها لا توجد رتب ولا مراتب ولكن بها ومنها تكون المراتب , فالواحد الذى أنشأت من أجله الواحدية هو الذى ومضة من ضياه تصير الكل أقماراً منيرات أى توصلهم لأعلى المراتب .
8ـ ولا غرف إلا إغتراف عطائها *** ولا حجب فيها فتلك سحائب
فلا رتب ولا مراتب عندها كذلك لا غرف إلا إغتراف عطائها ولا حجب فيها ولا أستار فهى تكشف غيوبها للأحباب من أهل وصلها , حيث تغطى معانيها سحائب لا تلبس أن ينقشع ضياها وتظهر ما فيها من المعانى من خلال عظيم مبانيها التى يغترف من عطائها من أهل وصلها .
9 ـ فما طلعت إلا وغاب ضياؤُها *** ولا غَرَبَت عنا وتلك غرائب
وهذه هى الحقيقة الجمال الطالع من غيب الأحدية (كنز الذات ذى الأحدية ـ غيب الغيب سر الهوية) التى عندما أشرق طلوع نهارها فى القلوب إلا وغاب ضياؤها ولا غربت عنا إلا وأشرق علينا ضوء قمرها لأن جمالها ربٌ المشرقين وتلك غرائبها , حيث هى مشرق للشمس والقمر يطلع أيضا من نفس المشرق.
10ـ فحظك منها إن عجبت لأمرها *** وقولى عنها إن ربك غالب
ثم يقول سيدى فخر الدين لمريده الذى نفذ وصيته بركوب مركب الطريقة البرهانية :
فاركب معى إن العزيمة مركبى *** تستوقف الغر الكرام الكاتبين 2/ 7
ترسو على جودى جودى همة *** فى تركها يبدو هلاك المغرقين 3/ 7
تجـــرى بعين الله عند مسيرها *** فالله حصنى وهو خير العاصمين 4/ 7
فلا تعجب لأمرها إن ركبت مركبها فحظك منها النجاة والعصمة من الغرق لأنها تسير بهمة الشيخ وبعين الله التى فى تركها يبدو هلاك المغرقين , فقولى عنها : إن ربك غالب على أمره حيث هى مؤمنة بأمنه ومحصنه بحصنه وهو خير العاصمين .
11ـ فصاحب قلب أشرقت فيه طمأنت *** وَرَبٌ فُؤاد أعرضت عنه راهب
فقابلية صاحب الحقيقة لا يسعها سوى قابلية قلب ذاكر إذا أشرقت فيه طمأنته , حيث أن الطمأنينة تأتى من الذكر ولا تأتى من الغفلة , ولأنه قلب خاشع يسارع فى الخيرات فتسعفه , لمبادرته أبواب الخير ومسارعته الى تحصيلها , مع ثباته واستقراره فى أصل الخير كله الذى فيها , وهو السر فى إتيان (فى) دون (الى) المُشعِرة بخلاف المقصود من كونه خارج عن أصل الخيرات , متوجه اليها كما هو المعنى فى قوله تعالى {وسارعوا الى مغفرة من ربكم} الآية (133) سورة آل عمران ,
وقد تُعْرِضْ عن صاحب قلب راهب غير راغب فى ثوابها خائفاً من العقاب أو الخيبة , وهذه حالة المؤمنين الذين يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغباً ورهبا (لأن للمؤمن حالتان الرغب والرهب , رغباً فى زيادة الترقى , ورهباً فى الوقوف والإبعاد) وهذا المعنى من كتاب البحر المديد من تفسير القرآن المجيد من الآية (90) من سورة الأنبياء{إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغباً ورهبا وكانوا لنا خاشعين} .
12ـ وَرُبً حظىٍ قد جنى بعض طيبها *** وَرُبً وَلِىٍ قد قضى وهو راغب
وهنا يقول سيدى فخر الدين ورُبً حظى قد نال بجنيه بعض ثمارها الطيبة خيراً منها , وَرُبً
وَلىً قد قضى عمره فى حالة رغبة فى زيادة الترقى التى لم يجنى ثمارها .
13ـ وَرُبً نَجِىٍ أعملت فيه سرها *** فعاين منها ما بدا وهو ذاهب
كما يقول فى هذا البيت بالذات وَرُبً نجى فى حالة مناجاته لهذه الحقيقة قد حققت سرها الذى جناه من بطونها فعاين منها ما أظهرته له وهو الذى بدا منها عندما شاهده أثناء مروره حال ذهابه فلا حرج عليه تلك النظرة فليس له فى ذلك بعض اليد .
14ـ علانية منها تُلقٍنُ هديها *** إذا هى أخفت ما يُلَقًاها كاتب
وفى هذا البيت يحدد سيدى فخرالدين من الذى تلقنه هذه الحقيقة هديها , التى تهديه اليها إذا ما الليل جن , أى فى حالة إغطاش معانيها , عندما قال رضى الله عنه :
فأغطش عنـــدها ليل المعانى *** وأخرج علمها كتماً ضحاها 7/ 29
فإغطاش المعنى محض حكم *** لأعطـــى ما أشا ولى الخيار 29/ 31
وهذا سر إغطــــاش المعانى *** فإن الغيب ملبوس الخفـــاة 28/ 39
المعانى هى معانى ما أقول عن الذى أرمى الى معناه أو إثباته , وهذه هى معانى تلك الحقيقة التى إغطاش معانيها حكم محض , لأختيار الشخص الذى تلقيه هديها , بحيث إذا أرادت كشف مكنون سرها فقد تكشفه للشخص الذى وقع عليه إختارها لذا يتحدث سيدى فخر الدين بإسمها قائلاً :
ولوشئنا لما جئنا بكشف *** عن المكنون من سر خفـى 9/ 30
ولوشئنا هدينـا كل نفس *** الى حيث الوصال السرمدى 10/ 30
وإذا هى أخفت أسرارالمعانى فقد تخفيها (لحكمة) وهذا من شأنها وحدها وليس سواها , وفعلاً أخفت مكنون سرها عن الشخص الذى تُلقنه , حيث لقنته كلمات فقط (فإغطاش المعانى محض حكم) حيث أن ذلك الشخص من أرباب الفهوم , وتلقين الكلام يحتاج الى إحترام العقل (ولكن كشف الحقائق هو الذى يحتاج الى الأغوار) وصاحب الحقيقة له الخيار فى البحث عن الأغوار التى يقول عنها :
ما الغار ما الأغوار ما الروح التى *** نحيا بها ما السرما الإفصاح 3/ 25
الغـــــــار قلب العبد فى أغــــواره *** قدر الإمــــــــام وقدره نضاح 4/ 25
وبما أن صاحب الخيار له الحق فى الاختيار , فقد يختار من بين الناس شخصاً يُلقيه كلمات مايقول فقط , ويخفى عنه المعانى وهذا ما حدث بالفعل سابقاً , ويختار شخصاً آخر يُلقنه ما يرمى الى معناه أو إثباته , فيتلقى المعانى من الأوانى (من خلال كلمات قصائد ديوان شراب الوصل) التى أخفاها عن السابق الذى شيع بأنه متلقى تلك القصائد حيث كان يحمل أسفار , ولذا قال رضى الله عنه :
وأكشف للأحباب عن علمى الذى *** جواهره فى كل صدر كمينة 146/ 1
بقر الغيوب وكشف مكنوناتهــــا *** شأنى وحاشى الوصف بالنسيان 32/ 2
لى من ســـــــــرها كشف الخبايا *** ودون الكل قد وضع الخمــــــــار 19/ 31
فأين تدارس الأحباب قـــــــــولى *** وأين السعى فى كشف النقـــــاب 8/ 74
كنيت فيها دون كشف ستورهـــا *** لكن أهل القيد كانوا ضدهــــــــــا 4/ 74
فيها كشفت رحيم كشف بعدمــــا *** ضلــــــــــوا بأولاهن بغية عندها 12/ 78
كشف ما شاهد الكــــــــرام محال *** إن يكن ممكناً فثم الحيــــــــــــاء 18/ 88
بدت الخوارق بعد كشف ستارها *** بعد الحجاب وردتها تحكيمـــــــــا 9/ 94
15ـ وحيث أشارت فامتثال وطاعة *** وحيث أفاضت كل محص وحاسب
ويؤكد سيدى فخر الدين فى هذا البيت بقولة وحيث أشارت وأختارت من يظهر ما أخفته الأوانى من معان جل وصف غراسها ومناقب جلت عن الأفهام عن الذى ما غيره عبد ذو حمى , والذى له رجاء عندنا ومكانة وبه يلوذ المحتمى والرامى , وهو الحبيب وارث السر الذى عليه لثام . فيجب الامتثال والطاعة التى أشار اليها بقوله :
قوام طريق القوم حب وطاعة *** وكل مقام قام بالإستقامة 375/ 1
ثم يشير الى (من) أشار اليه بقوله :
يا سعد لقنهم حلاوة طاعة *** كم كل فيها النصح والإرشاد 20/ 46
ثم يقول إن سعد هو مريده المخصوص بقوله :
مريدى فى كل المواطن إن ترد *** لدينك إنصافاً إذ الحــق رابـــــــح 6/ 82
فخل سبيل المستبيحين مذهبى *** ولذ بحمــانا إن ثنى العطف كاشح 7/ 82
وإلا فجـــــاهر فالمحبة طـاعة *** وقلبك (إن تضمر)على فيك ناضح 8/ 82
ثم يقول (وحيث أفاضت كل محص وحاسب) أى عندما تلقن هديها الى من يقع عليه إختيارها يكون فيضاً كالسيل الذى لا يستطيع أحد على أن يحصى أو يحسب فيض نعمها عن المنعم المتفضل , الذى سره مُغيبٌ (ليس من فرط الظهور) فهو المقصود بالحبيب الذى لا يخيب رجاؤه وهو الذى لا يحصى العد ما قد به أتى من النعم المعرفية , وهو الذى فى معرفته ضلت هناك بصائر , الذى يقول عنه سيدى فخر الدين :
ولا هو من فرط الظهور مغيب *** ولا هــــــــــو وجــــــه تعتليه ستائر 4/ 21
ولا هـــو عنى محجب بستوره *** ولا هو عندى من خفى اللطف ظاهر 5/ 21
16ـ وبينهما تقريب عبد لعابد *** ليشهدَ معبودا وما ثَمَ حاجب
فى البيت السابق ننظر قول الشيخ رضى الله عنه : وحيث أشارت *** وحيث أفاضت
فبين الإشارة التى فيها البشارة وبين الإفاضة بالمعرفة التى تأتى فى معنى (فإذا أفضتم من عرفات) من الآية (198) سورة البقرة , بينهما تقريب عبد لعابد ليشهد معبوداً وما ثم حاجب أى أن العبد المشار اليه يصبح فى حالة رؤية مباشرة دون حجب ولا أستار, فهو الذى يقول عنه سيدى فخر الدين :
(ترفع روحة كرماً ليشهد ربوع ربانا) ويقول أيضاً :
ويرفع ذكراً والملائك دونه *** ويمنح قسطاً من أخص الوصية 405/ 1
ويمنح قدراً لا بجهد وهمة *** ليصبح مأمول القلــــوب الحظية 406/ 1
وهذا هو ما يسمى بمقام الوصل الذى يأتى بعد جمع الجمع والفرق الثانى المذكور أعلاه , وهذا مقام يتلذذ فيه قلب العبد بعد رفع الحجب الظلمانية والنورانية , وموطن يتم فيه الوصل الكامل , وهو يقال عنه (غاية وصل الواصلين).
17ـ يسار اليها أو تهرول نحو من *** تشاء فلا فرق إذ الجمع واجب
كما يشرح سيدى فخر الدين كيفية الوصول اليها بقوله :
يسار اليها أى من المفترض أن يكون السير اليها بالعزم وإستنفار الهمم وشحذها بالجد والسير بالإستعداد والتجهير لها بصحبة خبير فى دروب السالكين وبداية السير يوضحه قول الحق فى الآية {يا أيها الإنسان إنك كادح الى ربك كدحاً فملاقيه} كما يوضح مهمة ذلك الخبيرالقول :
فالسائرون الهائمـــون بشربتى *** يستنفرون عزائم الركبان 33/ 2
لا تنثنى همم تســـــير بهمتـــى *** فبها حياة الخل بعد مماته 11/ 9
قد ألهب التوحيد مركب سيرهم *** حتى أحلوا دارهم إسلاما 5/ 68
(أو تهرول نحو من تشاء) أى أن الحضرة الواحدية هى التى تسارع نحو من تشاء أن تأتى اليه من العباد لجنى كل ما فيها من خيرات يسارع اليها السابقون فى الخير رغباً ورهباً , رغباً فى الزيادة والترقى وذلك هو الفوز العظيم بخيراتها , ورهباً الخوف من الإبعاد عنها وعن نعيمها حيث أنها موطن (جمع الجمع) الجمع الذى لا فرق بعده . ويصف مولانا الشيخ حالة العبد المقيم فيها بقوله رضى الله عنه :
18ـ يعيش لديها العبد والعز سرمد *** تَحُفٌ به أسرارُها والمواهب
19ـ هنالك يفنى عن صفات وإنما *** ينال بقاءً فهو إذ ذاك صاحب
20ـ فإن لديها يُسْلَبُ الإسمُ والكُنَى *** فتلك كؤوس أدهقتها المشارب
ففى هذه الأبيات يبشرنا سيدى فخر الدين فى قوله (يعيش لديها العبد) أى أن العبد الواصل يعيش لديها عيشة رضية حسب قوله :
ويصبح فيها العبد ذا سرمدية *** إذا هو أبقاه الفنا عاش راضيا 12/ 86
ويكون العز فيها ذا سرمدية أى عزاً أبدياً حيث تحيط به أسرارها من كل جانب والعلوم والمواهب المعرفية , ولديها يفنى ذالك العبد عن الصفات حيث أنه يكون فى حالة مشاهدة لذات الحضرة دون آثارها وبعدها ينال بقاءاً فهو إذ ذاك صاحب منزلة , وعندما يصل لتك المنزلة يسلب الإسم والكنى ويسمى بإسمها لقوله رضى الله عنه :
سمى فتسمى فى الحضيرات بإسمها *** لذلك أضحى واحـــد الواحدية 408/ 1
فإن هـــــــــــو ناجى الأحمدية أحمد *** كذا هو هاء فى تناجى الهوية 409/ 1
وإن هــــــــــــو ناجاه الذى قد أظله *** يكون عبيداً صاحباً فى المطية 410/ 1
وإن هــــــــو ألقى ما تلقاه مشاهداً *** لأنبت هدياً فى قلـــــــوب خلية 111/ 1
ويمدحه شيخه قائلاً :
سعداً لعبد بالتذلل قد سمى *** أضحــــى غنيا بالذى أغنانى 40/ 2
يا سعد لقنهم حلاوة طاعة *** كم كل فيها النصح والارشاد 20/ 46
وكل من يصل اليها يُسلب الإسم والكُنى حيث ينصبغ بنورها ويكون جزءاً لا يتجزأ منها فيسمى بإسمها يعنى (واحدى) أى يضحى واحد الواحدية , فإن هو ناجى الأحمدية يضحى أحمد ويسمى بإسمها , يصبح له هوية من هويتها إذا هو ناجى الهوية , وإن هو ناجاه الذى أظله بالتجلى عليه يكون عبيداً صاحباً فى المطية لذلك قال سيدى فخر الدين :
مأمورة تسرى الركائب للحمى *** وأنا على ركب الرجــــــال أمير 20/ 5
فإركب معى إن العزيمة مركبى *** فى تركها يبدوا هلاك المغرقين 2/ 7
أى أن الركائب كلها مأمورة بالسير نحو الحمى , وهذه الركائب تحمل فى طياتها الرجال الذاكرين , وهى تسرى فى البحر كالأعلام , ومركبى تسير فى مقدمه هذه الركائب لذا أنا على ركب الرجال أمير , لذا أدعو العبيد كى يكون سائراً فى المطية بقولى له فاركب معى إن العزيمة مركبى , فى تركها يبدوا هلاك المغرقين , والنجاة من الهلاك لا تأتى إلا بصحبة الشيخ الساقى بكؤوس الغرام فى هذه الحضرة
لكى ينال شرابها بالكؤوس التى أدهقت التى يقول عنها سيدى فخر الدين:
وراق شرابى مذ تشعشع خمرها *** لذاك تبادلنــــــــا كؤوس المودة 256/ 1
وكؤوس الغـــرام بالوصل ملآى *** يا أحباى قد شربتــــــــم فهيموا 5/ 12
شراب قومى عظيم جــل صانعه *** وفى كؤوس الخفا نسقى أحبتنا 13/ 35
والمشارب جمع مشرب والمشرب الذى يأخذ منه الشراب من أجل ذلك قال سيدى فخر الدين
موضحاً مشربه :
تالله ما نضب المعين ولا معينى ينضب
فأنا على مر السنين لكل قوم مشرب
نورى من النور المبين ونور جدى الأغلب
كلامى مشرب الأرواح وصــــلاً *** إذا لم تشربـــــوا منه فأى 17/ 30
ثم يقول فى مواضع متفرقة :
ماذا عليكم لو وردتــــم مشربى *** وهو الصفى بتجلـــــــــد وتثبت 305/ 1
والشاربون أولو المقامات العلا *** والمصطفى منهم حميل الآمانة 363/ 1
حارت جميع الإنس فى كنهى كذا *** فى مشربى حارت ملوك الجان 3/ 2
فالسائـــــرون الهائمون بشربتى *** يستنفرون عزائم الركبــــــــان 33/ 2
من مشربى هـــــذا سقيت أحبتى *** خمر المعانى حسنها فضــــاح 19/ 25

لذا فكؤوس الغرام بالوصل ملأى بالشراب التى أدهقته كؤوس المشارب .
21ـ وكل علوم كاللقيمات دونها *** إذا هو أَعطى فوقها فهو ساغب
وفى هذا البيت يوضح سيدى فخر الدين أن هذه الحضرة الواحدية غنية بالعلوم الزاخرة بالمعرفة بحقيقة الحقائق عن المشار اليه صاحب الحقيقة اولأً (نور النبى معلم القرآن) وكل علوم سواها كاللقيمات التى يحيا بها إبن آدم (حسب إبن آدم لقيمات يقمن أوده) أى تعينه على تلك الحياة فإذ أعطى فوقها فهو ساغب أى مازال جائع .
22ـ يقال لأهل الدين هذا إمامكم *** وذلك عبد جاءنا وهو نائب
ثم فى البيت رقم 22 يشير الخليفة المعنى بأحمد حيث الأحمدية صاحب الحقيقة أولاً مولانا الشيخ ابراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى الذى يحمل الرقم (22) ضمن سلسلة مشايخ الطريقة البرهانية الكبيرة المعتمدة بداية من حضرة النبى صلى الله عليه وسلم وحتى مولانا الشيخ محمد الشيخ ابراهيم وهما اللذان أشار اليهما سيدى فخر الدين رضى الله عنهم بأداة الإشارة يقال لأهل الدين (هذا إمامكم)إشارة للقريب , وأداة الإشارة الثانية (وذلك عبد) إشارة للذى بعده (جاءنا وهو نائب) يعنى هذا إمامكم فى الحضرتين متقدم الجماعة يوم قيام الساعة (مولانا الشيخ ابراهيم), وذلك عبد أيضاً جاءنا وهو نائب , إصطفاء الحضرتين , إصطفاء السيد البرهانى (مولانا الشيخ محمد الشيخ ابراهيم).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» قصائد مهربة إلى حبيبتي آسيا,شعر وقصائد محمد على شمس الدين,ديوان محمد على شمس الدينpdf
» لا شيء تحت أزرار قميصي لغادة نور الدين,قصائد وشعر غادة نور الدين,ديوان غادة نور الدين pdf
» شعر وقصائد عبده وازن , ديوان عبده وازن pdf
» ديوان الأسرار والرموز,شعر وقصائد محمد إقبال,ديوان محمد إقبال مترجم pdf
» مختارات من ديوان لا وجه فى المرآة شعر عبده وازن

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: منتديات عامة :: المنتدى الاسلامى :: محراب الأرواح

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا