وجدته يتعمّد جمع عشرات الجنيهات الجديدة مع الخمسات القديمة المهترئة ويضعها لى ضمن باقى المائتى جنيه التى أعطيتها له مضطرا لأنّى لا أملك فكّة فى جيبى!
امتعضت وأنا أنظر إلى يديه اللتين لم تغادرا درج المحلّ وظلّتا منهمكتين فى التقليب والعدّ....
قلت فى نفسى أوكلّما أعطيت أحدهم مائة أو مائتين جمع لى رداءة أمواله كعقابٍ لى !
تغاضيت عن العملات المهترئة وسألته عن سبب تعمّده جمع العشرات البلاستيكية الجديدة ليعطيها لى؟
قال والضحكة الساخرة تزحف على وجهه
لأنّها تجيب الفقر ووضعها فى درج المحل فقر
قفزت على لسانى لفظة أبيحة كنت سأصفعه بها لولا أنّنى تداركتها ولم أنطق!
أعقبتُ كلامَه قائلا إنّ الفقر قد ارتفع سعره مقارنة بأحوال بلادنا وهذه العملة أقلّ بكثير من أن تأتى به!!!!
فهى تجلب النّحس لا الفقر !!!
ثمّ أوغلت فى التأويل وقلت إنّ سبب اقتران هذه العملة بالنّحس يتلخّص فى كونها ولدت سفاحا
ولم تأتِ بطريق اقتصادىّ شرعىّ
/ وهى لذلك ملفوظة من العملات القديمة التى تدخل فى عراك مستمر معها لتطردها من المحفظة أو الجيب/
ثمّ إنّها مع ذلك تلخص إنجازات السيسى المزعومة كلّها!
بداية من تصميمها الفوضوىّ المسروق من عملات أخرى كدليل على عشوائيّة الفكر
واستباحة السطو على حقوق الغير!
مرورا بالمسجد المرسوم الذى سماه بالفتاح العليم
ليس لرغبته فى تمجيد اسم الله الفتاح
ولكنّها رغبة محمومة فى إظهار اسمه ورياء لا ينطلى على الله!!!
-عندما أنظر إلى مسجده الذى بناه كجُلّ إنجازاته
ضِرارا وإضرارا بمال الشعب أتذكّر قول الإمام علىّ
(رأيتك تَبني مَسجِداً مِن خيانَةٍ
وَأَنتَ بِحَمدِ اللَهِ غَير مَوفَّقِ
كَمطعمَةِ الزهّادِ مِن كَدِّ فَرجِها
لَك الوَيلُ لا تَزني وَلا تَتَصَدَّقي)-
وختاما لكونها مطبوعة دون أن يقابلها رصيد من احتياطىّ النقد الأجنبى أوأن يكون لها غطاء مما ينتجه الاقتصاد
-الاقتصاد القائم على الريع والاستدانة- ولذلك فهى تسببت فى تضخم أهدر قيمة العملة القديمة الأصلية بمقدار ماتمت طباعته منها
عن العشرة جنيهات الجديدة والنّحس وأشياء أخرى!!
