آخر المساهمات
2024-05-04, 8:54 am
2024-05-04, 8:53 am
2024-05-04, 8:49 am
2024-04-28, 10:02 pm
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-02, 5:16 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

شعر وقصائد ريتسوس,ديوان ريتسوس pdf

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان - شعر وقصائد ريتسوس,ديوان ريتسوس pdf 15781612
ديوان - شعر وقصائد ريتسوس,ديوان ريتسوس pdf Icon_minitime 2014-04-07, 4:26 pm
يانيس ريتسوس pdf
شعر وقصائد ريتسوس,ديوان ريتسوس pdf
اللذة الاولى - يانيس ريتسوس.
www.4shared.com/office/ygmeqshy/__-__.htm
www.4shared.com/folder/GNPaVvJB/__online.html
www.4shared.com/office/J5TfDIuK/____.html
ديوان - شعر وقصائد ريتسوس,ديوان ريتسوس pdf 1388156318-14687731443791252501125880503866n

متوالية صغيرة بالأحمر الرّئيسي

حتى الكلمات
هي عروق
بالداخل
الدم يسيل
عندما تتصادم الكلمات
أديم الورق
يحمرّ
مثلما
في لحظة الحب
أديم الرجل
و المرأة

أثينا 22.1.80

* * *

العينان مغمضتان

عارية تماما
على السّجاد الأحمر
تنتظر
أن ينزع حذاءيها
و جوربيها
ليدلك صدرها
بقوة بقوة أكبر
بقدميه العريضتين

أثينا 22.1.80

* * *

القصيدة
آه القصيدة - يقول -
قِرانٌ أبدي
بلا ترقيم
و لا نقطة إلى السطر
إنها الأرض التي تشتمّ
الزّبل و زهرة شجرة الليمون
و المنيّ
إنها المعول و المجرفة
هناك على الرخام
إنها عمل مضاعف
حيث الحب المتفرّد
لا ينبس ببنت
شفة

أثينا 22.1.80

* * *

ترتدي ثيابها ثم تخلعها

ثيابها نار
عريها نار
المسامير تذوب
نهر من الحديد
يمرّ تحت الأشجار
ثلاث نوافذ تنفتح
العصافير تنظر بالداخل
بعود كبريت في منقارها
هناك اثنتا عشرة واجهة زجاجية حمراء
ستّ منها ذهب

أثينا 30.1.80
***

تحت السرير
الحذاءان
يحتفظان بشكل قدميها
بحرارة قدميها
يـتـنفـّسان
وعصفوران بيضاوان
بعيون سود
مع خاتم من النيكل
على حنجرتهما

أثينا 5.11.80

* * *

آه مساء شهواني
القمر داخل الغرفة
القمر فوق السرير
على الجسد العاري-
في القبو بالأسفل
خبطات معدنية
الحدّاد يسمّر
حديدا كله ذهب
على حصان أبيض
الحصان المجنّح
و أنت لا تكترثين حتى لمعرفة
إن كان بحديد ثقيل كهذا
سيتمكّن من الطيران مرة أخرى

أثينا 7.11.80

* * *


أصابع اليد
أصابع القدم
قضبان
بين الأصابع الخمسة
أربعة فروج
عشرون و ستّة عشر-
قبل أن تتوصّل
إلى القيام بالجمع
منيّـك يرشّ
شفاه التمثال

أثينا 8.11.80

* * *


يدك
أو فقط
أصابعك الثلاث
التي تحمل الفنجان
تظهر
كل جسدك
عاريا
أقفل العينين
كي لا ترينه
كي لا ترحلي
زوالا يمرّ المبرّد
بالحي
سأردّ له
السكاكين ألاثني عشر

أثينا 11.11.80

* * *

دعكِ من ذلك
أنا من سيعدّ الطعام
أنا من سيعدّ المائدة
لن آكل
سأرقيك و أنت تفعلين
كما لو أنك لا تدرين
سأجمع الدّبابيس
واحدا من على الأرضية الخشبية
فستانك لن أطويه
سأتركه على الأرض
برج عالٍ من الحرارة
مع عصفورين و قمر
و علبة كبريت

أثينا 11.11.80

* * *

عري الجسد

*

شفاهي
جالت أذنكِ
الصغيرة و الناعمة،
كيف تسع لكل
الموسيقى ؟

*

تحت كل الكلمات
جسدان يتحدان
و ينفصلان

*

في بضع ليالٍ
كيف للعالم أن ينخلق
و ينهار ؟

*

ألمس أصابع
قدميك
كم هو متعذر على هذا
العالم
أن يحصى

*

شهران دون أن نلتقي
قرنٌ
و تسع ثوانِ

*

أحمر
مع خطّ شاقولي.
التفاح يسقط في النهر .
يطفو .
ويرحل.

*

الأعضاء المخبّأة
تعطي إشارات
خارج الزمن.
السفن المضاءة
تصل ، ثم ترحل،
و لا تصفر أبدا

*

في النافذة المقابلة
هناك ضوء .
تتجرّدين من الثياب .
انك دائما أنت .

*

لا وجود لأسمنت .
فراغ
مخترقٌ برافدة من الحديد.

*

جسدك غير مرئي .
قابل للّمس.
عصفوران تحت إبطيك .
ليب على نهدك .
و لا موت .

*

سأحمل المطرقة ،
و أنحت الهواء ،
سأخلق تمثالك
مفتوحا ،
سأدخله ،
و سأمكث هناك .

*

وسط القصيدة
أنت ، ثم أنت .
نفـَـسُـك يملأ
كل الكلمات
كل الصمت .

*

ستأخذين القطار.
وف تتأخرين - قلت لك .
عي ، أسرعي
فيتصلـّب زرّا نهديك .

*

أحملك على ذراعي
فأطير

*

الجسد
سماء .
لا ينهكه
أي طيران .

*

تجرّدنا من الثياب
أقـفـلنا الخارج ، وراء الباب ،
البيوت ، والكلاب ،
والحدائق ، والتماثيل ،
والموت .

*

كيف يعيش الموتى
بلا حبّ ؟

*

كانت الحرب ،
كان الحب .
لانا كان ميّـتا .
مّعنا الموتى و الجرحى .
ناهم من الثياب .
و رقدنا بعد ذلك .

*

نسيت المظلة
في القطار .
نت تفكّرين فيّ إذن.
شعرك المبلّل
سرّحته ،
ووضعت المشط
تحت القصيدة .

كلام الشهوة

I

نوم ايروتيكي بعد المضاجعة. ملاءات عرقانة مجرورة من السرير حتى أرضية الخشب.أسمع في نومي
النهر العظيم . يتباطأ الإيقاع . تتقـلّب على ميّاهه
جذوع كبيرة لشجرة.ألف عصفور على أغصانها يسافر بلا حراك في لازمة طويلة
من الماء و الأوراق، و في تعاقب مع النجوم. أمرّر يدي برفق كبير على عنقك،مخافة أن أقطع تغريد العصافير في نومك.

ا، نعم ، على الساعة العاشرة ،
عندما ستفتحين المصاريع و حين تقتحم الشمس الغرف ،
سنرى أفضل شفتك السفلى المعضوضة في المرآة، و البيت سيصبح كله قرمزيا ، و موشّى بالريش الذهبي و الأشعار الطويلة الناقصة.

أثينا15.11.80

II

دخلتِ من السوق ضاحكة ، ذراعاك محمّلتان بالخبز ، و الفواكه و باقة من الزهور.على شعرك أرى جيدا أن الريح مرّرت أصابعها . أنا لا أحب الريح ، أكرّر لك ذلك . و بعدُ ماذا ستفعلين بكل تلك الزهور ؟ أيها أكثر من الأخريات أهداها لك بائع الزهور ؟ ربما حتى في مرآة البوتيك مازالت صورتك باقية ، مضاءة من جانب ، مع بقعة زرقاء على الذقن . أنا لا أحب الزهور .على صدرك هناك زهرة كبيرة مثل يوم كامل. اجلسي بالأحرى أمامي ، أريد أن أرى وحدي ثنية ركبتك و أدخّن حتى يأتي اللّيل دون أن أنبس ببنت شفة و تحت سريرنا سينتصب، جذّابا ، قمر شائع لمساء السبت مع كمان ، و سنبالوم(1) و كلارنيت .

أثينا 15.11.80

III

مازلت نائما. أسمعك تغسلين أسنانك في الحمام . في هذه الجلبة
هناك أنهار ، و أشجار ، و جبل صغير مع قبّة بيضاء ،
وقطيع أغنام في مساحة خضراء ( أسمع أجراسه) ، وحصانان أحمران ، الراية عالية على البرج، و عصفور على مدخنة ، ونحلة تطنّ داخل وردة- الوردة تختلج-آه كم تقضين من الوقت ، و الآن لن تشرعي في تسريح شعرك ،
مادمت أقول لك بأنني نائم منتظرا فمك . لا أحب
طعم النعناع في رضابك . عندما سأستيقظ ، سأقذف بأمشاطك من كل الأحجام،و فروش الأسنان عبر الكوّة .

أثينا15.11.80

IV

الأشعار التي عايشت بصمت في جسدك ستستردّ مني صوتها عندما ترحلين يوما. لكن لن أملك بعدُ صوتا لأقولها . لأنك كنت معتادة دائما على المشي بأقدام حافية داخل الغرف ، ثم تتكوّمين في السرير ، يا كرة صغيرة من الريش،من الحرير، من اللهب المتوحش . تشبكين يديك
حول ركبتيك ، تاركة بوضوح ، و باستفزاز ، أعشاب قدميك الورديتين و المغبرّتين. يجب أن تتذكّرني بهذا الشكل- تقولين، يجب أن تتذكّرني بهذا الشكل بقدمين متّسختين ، وشعر يسقط على العيون -لأنه هكذا أراك بعمق.إذن كيف لا أبقى بلا صوت . أبدا لم يمش الشِّعر تحت شجر تفاح بزهر طاهر لأي فردوس.

أثينا 16.11.80

V

عندما لا تكونين هنا ، لا أعرف بعدُ أين أنا . البيت فارغ . و الستائر تتطاير خارج النوافذ . المفاتيح هنا فوق المائدة.

على الأرضية الخشبية ، مفتوحةٌ
حقائب أسفار قديمة بها ملابس غريبة لفرقة مسرحية عرفت في الماضي نجاحا باهرا و بعد ذلك تشتّت أفرادها ،
في إحدى الليالي أجمل الممثلات انتحرت على المسرح .

عندما لا تكونين هنا ، بالخارج الجنود يركضون في الشوارع ، و نساء يبكين ، ونسمع هدير مركبات مصفّحة ، وصفارات الإنذار تنطلق ،
سيارات الإسعاف تمرّ ، تتوقّف ، الممرّضون بلباسهم الأبيض يجمعون الجرحى من على الإسفلت ، يحملونني أنا أيضا ، و ينقلونني إلى مستشفى أبيض تماما و بلا أسرّة،
أقفل العينين مثل طفل محاصر بالأبيض . بقيت ممرّضة في الحديقة ، قرب نافورة الماء ، ثم انحنت لتجمع بعض الزهور البيضاء التي أسقطتها الريح كأكاسيا ،
أنت من تدخلين بسلّة ، - رائحة الأجاص الناضج تعبق بها الحجرة .

تنام ؟ يقول صوتك . تنام وحيدا ؟ لا تنتظرني ؟ أفتح عيوني . فإذا بالبيت هنا ، و أنا أيضا . أرائك حمراء .و أعواد كبريت فوق الطاولة .

يها الضوء الطاهر ، أيها الدم الأحمر ، أيها الحب أيها الحب .

أثينا 16.11.80

VI

صباحا ، أنا أكثرك تعبا ،
و ربما أكثرك سعادة .
تستيقظين بلا جلبة ، ضجة صامتة للملاءات ، تبتعدين بأقدام حافية . و أنا من جهتي ، أستمرّ في النوم في الحرارة التي خلّفها في السرير جسدك العاري . أنام موغلا في أثر جسدك ، في حلكة مبيضّة ، أسمعك تغتسلين ، تحضّرين القهوة ، وتنتظرين .
معك هي التي تعود من فوقي دون أن تعزمي على ذلك .
ابتسامتك
تعبرني من الرأس إلى القدمين ، تطرّي أظافري .
نام .
فن شراعية ناصعة البياض تمرّ مثل بروق جامدة . غطاء أحمر
معلّق بحبل .
الأحمر يثقل جفنيّ . نساء عاريات في النهر. رجال عراة على الأشجار.
خيول بطيئة و وقورة ( وليست حزينة) تذرع مضحل البحر .أحدها في حالة انتصاب ، يكاد يلمس الماء بعضوه الأسود الضخم .فتاة صغيرة تبكي .
بمُدْيته ينقش صبيّ عدد 99 على شجرة التوت ، و بعد ذلك يضيف أيضا 9 .
نام بعمق أكثر، بالداخل أكثر .
وريّ يحطّ على لبدة الأسد . رمية ، رمية ، قال صارخا . العالم خلق من جلد و ضوء و منيٌّ مخثّر. صباح الخير أيها الحب ، صباح الخير .

( 1) السنبالوم : آلة موسيقية وترية مجرية الأصل

_________________
ديوان - شعر وقصائد ريتسوس,ديوان ريتسوس pdf Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان - شعر وقصائد ريتسوس,ديوان ريتسوس pdf 15781612
ديوان - شعر وقصائد ريتسوس,ديوان ريتسوس pdf Icon_minitime 2014-04-07, 4:30 pm
عشرون قصيدة ليانيس ريتسوس



أدونيس
الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 10:03
المحور: الادب والفن



ترجمة وتقديم: أدونيس

يواجهنا شعر الشاعر اليوناني يانيس ريتسوس، للوهلة الأولى، كما يواجهنا النثر. فهو يعرض ويقص ويروي، راسماً لنا أشياء يلتقطها من الحياة اليومية الأليفة، أو وقائع متناثرة لا معنى لها، ظاهرياً. وهو، في هذا، يحاول أن يعيد النظر في موقف الإنسان من الأشياء الأكثر عادية وابتذالاً، فيضفي عليها قيمة جديدة، ويعترف بأهمية ما يبدو أنه بلا أهمية. هكذا يتحول هذا العالم المتواضع، عالم الأشياء الصامتة إلى الشعر، ونكاد أن نسمع هذه الأشياء تتكلم، ونكاد أن نراها تمشي. يرفعها الشعر إلى سوية الإنسان، فتصبح صديقاً أو حلماً.
هذا الشعر احتفاء بالأليف وتمجيد للعادي. والأشياء العادية الأليفة هي برهان الاستمرار والديمومة في هذا العالم. من هذه المياومة، من هذه المشاركة بين الإنسان ومألوفاته، تنبجس الغرابة في شعر ريتسوس. فالغريب أو المدهش، بالنسبة إليه لا يكمن في الاستثنائي الخارق، وإنما يكمن في تكرير الأشياء ورتابتها، وتكرير الأفعال والكلمات. فالعادي هو نفس الخارق، والسحر هو فيما يكون الحياة اليومية.
كثيراً ما استخدم ريتسوس في أوائل حباته الشعرية صوراً تذكر، بالموروث الشعبي اليوناني القديم، لكنه يستخدمها بصناعة حديثة. وكان أحياناً يجدد الموضوع، لكنه يستخدم للتعبير عنه شكلاً تقليدياً وهو الشكل الغالب المفضل في الشعر الشعبي.
لكنه تخلى فيما بعد عن الأشكال التقليدية، وأخذ خياله الإبداعي يبني عالماً مليئاً بصور مفاجئة كأنها مغموسة في عروس ألوان وأصوات. وأزداد شغفه بالحرية التي أحس أنها تتيح له كتابة شعر المستقبل دون أن يكون مشروطاً بأشكال الماضي.
وبدءا من 1956 حيث نشر قصيدته "سوناتا في ضوء القمر" التي نالت الجائزة الوطنية للشعر الهليني، أخذ يكتب الشعر مختبئاً وراء ضمير الغائب ووراء نوع من السرد القصصي ليبتعد عن غنائية الأنا. وضمير الغائب يحيد، وهو إذا يحيد يعمم. وفوق ذلك يحرر التعبير، إذ يمكن الشاعر من أن يتحدث عن نفسه عن حديث عن الآخرين. والزمن في استخدام ضمير الغائب يتيح له أن يحيط بالماضي، وأن يمارس بفضل البعد تأثير أقل مباشرية، وبالتالي أكثر فعالية، ومن هنا يبدو للقارئ أن قصيدة ريتسوس لا تخرج من بين شفتيه هو، وإنما تخرج من بين شفتي شخص آخر.
ولد ريتسوس سنة 1909 في مونيما فاسيا، قرب البيلوبونيز، وعاش في السجن فترى طويلة، بسبب انتمائه إلى الحزب الشيوعي. ترجم معظم شعره إلى الفرنسية، بشكل أخص. بين أهم المجموعات المترجمة: "البعد الرابع"(1958)، "شهادات"(1966)، "أحجار، أعادات، قضبان "(1971)،"الكترا"(1971)، "البيت الميت وقصائد أخرى"(1972)، "الجدار في المرآة"(1973)، "قبل الإنسان"(1974) .

1- تجارب
تهجرني الألوان، مع مرور السنين، وأهجرها
ويبدو لي الحجر الأبيض أكثر ملاءمة
أنحت بطرف أصابعي، بملء راحتي، بشفتي
جسماً أبيض، نقيضاً لليل، مجانساً لليل –
يبرز جلياً في العتمة، يشع، أترك
بشهوة لساني في فم الرخام. من الآن فصاعداً
يحق لي أن أصمت، وأن أطبق أهدابي.
* * *
2- في الفراغ
سقوط الماء فوق الحجر.
صوت الماء في شمس الشتاء-
صوت
عصفور منفرد.
في السماء الفارغة
يبحث من جديد عنا
من جديد يضمر
( يضمر أي "نعم"؟)
يسقط من الأعلى
وفق الحافلات الواقفة
المليئة بالسائحين الموتى منذ عصور.
* * *
3- الجوهري
بلا مهارة، يخيط أزرار سترته
بإبرة كبيرة، وخيط ضخم.
هل أكلت خبزك؟ هل نمت بهدوء؟
أقدرت أن تتكلم؟ أن تمد يدك؟
هل تذكرت أن تنظر من النافذة؟
هل ابتسمت حين قرع بابك؟
إن كان الموت هنا فهو دائماً يجيء ثانياً
الحرية هي الأولى دائماً
* * *
4- مشهد
أنظر، الآن. هنا ستعيش، قال، هنا.
ما يهم: هنا أو هناك؟
بعضهم يهبطون، يصعد آخرون السلم ذاته
ولا يتبادلون التحية. نافذة مغلقة. نافذة
أخرى تنفتح. المنظر هو نفسه: واد، رابية،
شيخ يتقدم في الغسق وحيداً مع عكازه،
زيتون، دوال، المشنوق، أشجار السرو
والحور، جرس، النهر، الكلب، الباص،
جرة، تماثيل، أجنحة كبيرة من الرخام –
أتظن، حتماً لو أنها على كتفيك، انك قادر
على الطيران؟
* * *
5- بياض
وضع يده على الصفحة، لكي لا يرى الورقة
البيضاء، وعاش تحت يده العارية. حينذاك
أطبق أيضاً عينيه، وأصغى إلى بياض مكفن،
معتم، لا يوصف، يتصاعد في نفسه.
* * *
6- دقة
لم نكن نطيق الفراغ غير المسكون. كنا غالباً
نصطحب المرأة الكبيرة إلى الضفة النهر، أو
نضع كرسياً فوق شجرة. أحياناً، كنا على
العكس، ندخل شجرة كبيرة إلى غرفة الطعام
حينذاك نسمع الرصاص، وراء السياج،
متأخراً، مع هبوط المساء. ومع أننا كنا
نعرفه وننتظره، فقد كنا دائماً نفاجأ – كان
ذلك يؤكد لنا المكان الصحيح للكلمات.
* * *
7- امتياز
قال- لا أفهم هذه الهزات المفاجئة.
لكي أنسى نفسي، أنظر في المرآة الصغيرة،
ألمح النافذة الثابتة، أرى الجدار- لا شيء
يتغير، سواء داخل المرآة أو خارجها.
أضع زهرة على الكرسي (فترة تذبل في أثنائها)
هنا أسكن، في هذا الرقم، في هذه الشارع
فجأة يرفعونني (الكرسي والزهرة).
وهذا يتجدد بصدمات، نحو الأسفل، نحو
الأعلى، لا أعرف.
لدي، لحسن الحظ، وقت لأضع المرآة
الصغيرة في جيبي.
* * *
8- مكان مجهول
مضى بيتروس إلى الشرق، مضى الكسيس إلى
الغرب، -
لم نعد نعرف شيئاً من أخبارهما، ولا نعرف
ماذا حدث لهما.
نجلس على هذا المفترق، نظمنا هذا المكان
وضعنا لافتات، كتبنا عليها أسماء.
يمر أصحاب العجلات، معهم أحيانا عنب،
أو برتقال، وأحياناً تفاح، يسألون:
" هل هذه طريق إسبارطة؟ ارغوس ؟ " نحرك
رؤوسنا أن " نعم " – لكي لا نخيل لهم أننا
نسينا منذ سنين–
نصعّد الدخان من أنوفنا، كما لو أن نار
تشتعل فينا – ( أية نار وأية معرفة ؟) مع
ذلك، نعيش، ونتخلص منه،
أحياناً نبتسم، - حينذاك ننظف أسناننا الأمامية
بأظافرنا، لكي لا يبدو أننا لا نعرف أننا لم
نعرف أبداً. أم لعل ما لم نعترف به. ما يزال
يستبقينا في انتظار ساعة الاعتراف؟
* * *
9- تلفيق
قال: كيف يستمر الناس في سيرهم؟ كيف
يتكلمون؟
الأسنان تسقط، والشعر يسقط، الأظافر
تعود إلى داخل اللحم.
الجيوب
مثقوبة بعملة زائفة.
أية أدلة يمكن أن تتخيلها القصيدة؟ أحجار
وأحجار، عشب القبور، المدخنة، أوراق،
كلمات. يدق أحدهم بظفره على زجاج النافذة،
الصوت مسموع، - الآخر، خارجاً ، لا يسمع
شيئاً. جرائد، قتلى.
عند الخياط ، دمية بلا رأس ، تلبس سترة
سوداء جديدة.
سأل الخياط : " إلى اليسار أو إلى اليمين ؟ "
ألح ، قال:
" نفصل بنطالاً مضبوطاً ، أنيقاً ، بحسب
موضوع العضو الجنسي " . هوت دمية القش
البشوشة دون أن تدري ، رأسها الغائب،
موافقة.
* * *
10- بعد المطر
كان ثمة، بعد المطر، عصافير وغيوم صغيرة.
وجاء الغسق هادئاً ، بألوان كثيرة . الوردي
يرتعش في الماء إلى جوار البرتقالي . قال
غريب أن تكون ألوان، وأن نكون رأيناها.
تباع في مطعم الجند لفافات التبغ، وبطاقات
لعيد الميلاد، وقطع صغيرة من الشوكولاته.
المهم أن تنسى. الأضواء تتوقد. والمرضى
أصدقاء الغسق. تحت الأشجار مقعدان
وطاولة كبيرة للحراس. وقال: هناك جنس
غريب من السمك لا يتكلم.
* * *
11- الحاجة إلى التعبير
قال: الكلمات هي أيضاً تموت مع الزمن
والتعب. لم يبق شيء ليعبر عن أي شيء.
نحلت أصابعه. سقط خاتمه. يربطه بطرف
خيط ، يدليه في البئر، يسحبه، لا شيء.
لم يعد للخيط أي معنى. لكن ارتطام الخاتم
بالحجر بدا كأنه يقيس شيئاً ما، شيئاً كان لا
بد من قياسه لكي يصل مساء إلى الرقم المفرد
المنقوش وراء الباب.
* * *
12 - استغراب
كانت قطعة خبز متروكة على الحجر. حط
العصفور، نقرها.
عادت العجوز وقالت : "لم أتركها لك".
تناولت قطعة الخبز وأخذت تفتتها وتنثرها
أمامه. كان العصفور يحدق في عينيها. ولم
يأكل.
* * *
13 - استقلال خفي
هذه الغيوم الخمس، المتشابهة تقريباً، كم
كانت مقربة إلينا، أو مستحبة بغموض –
لعددها، دون شك، أو لأننا أدركنا أننا ما
نزال قادرين أن نعد أو على الأقل أن نلاحظ.
بعد ذلك انتبهنا إلى الفروقات – ورود تميل
إلى البنفسجي. حينذاك سمعنا صوت
الصافرة. نهضنا. أمرونا أن نمر واحداً
واحداً أمام الباب وأحصوا عددنا. ابتسمنا.
كنا نعرف أننا باقون خارج إحصائهم، مع
الهلال. ومع هذه الغيوم الخمس.
* * *
14 - فطنة
الكلمات ورق والقصائد ورق. المدينة كلها
ورق. يكفي عود ثقاب لإشعالها.
- "عود ثقاب . عود ثقاب"
عيدان الثقاب رطبة. لا تشتعل، إنه المطر،
دون شك.
أم لعلك تركتها أمس، مساء في الحمام؟
* * *
15 - اجتياح
هنا كذلك مروا. مضوا. صمت. حجارة
سوداء، أشجار مكسورة. مصابيح محطمة.
على الطريق ألواح مهشمة، علب، خيوط،
مسامير. الغرفة فارغة، وهناك على الطاولة
الكبيرة المحدودة، رأس مقطوع في كل صحن.
وعند الباب، ضرب عنق الراقصة. قالت:
" سيدي ، يجب علي أن أسرع وألحق بهم.
أن أسرع، سيدي."
وهناك، على النهر، كانوا يغسلون سلال
العنب. وكانت زيزان الحصاد تغني.
* * *
16 - النساء
النساء بعيدات جداً. لأغطية أسرتهن رائحة
"الليلة الطيبة"
يضعن الخبز على المائدة، لكي لا نشعر أنهن
غائبات.
حينذاك نحس أننا مذنبون. ننهض عن مقاعدنا
ونقول:
"لقد تعبت اليوم كثيراً" ، أو أيضاً " دعيني ،
أنا من سيشعل المصباح " .
حين نشعل عود الثقاب ، تقوم ببطء
متجهة نحو المطبخ باهتمام لا يفسر.
ظهرها
تلة صغيرة من المرارة مثقلة بموتى لا حصر لهم،
موتى العائلة، موتاها هي وموتانا.
لخطواتها صوت يصر فوق الألواح الخشبية
العتيقة،
والصحون تبكي في الخزانة، ثم يعلو صوت
القطار الذي يحمل الجنود إلى الجبهة.
* * *
17 - حفل
الريح تثرثر أمام النوافذ
كهؤلاء الذين يتأهبون للافتراق.
المفروشات أصبحت كفتيات فقيرات
يلتقطن الزيتون الساقط. المساء يسير تحت
أشجار الزيتون،
وحيداً، والسهل بسنابله المحصودة رفض.
جلد الزيز، الهرم
يشبه جرساً صغيراً متكسراً بين الأعشاب
اليابسة.
بعد وقت متأخر جاء مطر ناعم، طرد عصافير
الدوري،
ببطء ينام العمر تحت أشجار السرو،
كالمحراث المهجور. الفلاح ينام تحت الأرض-
زوجته وحيدة مع الكلب، والثور الهزيل.
يدا السكون باردتان كالثلج
وهو يلف غطاء كتفيه الأسود تحت ذقنه.
مع ذلك، ترك الفلاح على يد المحراث علامة
أقوى من يده
ويحافظ مسند الكرسي على عرض كتفيه،
بدفئه كله.
من أجل جميع هذه الأشياء التي لا معنى لها –
لا أعرف
أريد أن أكتب أغنية قصيرة جداً تبرهن على
أنني لا أعرف شيئاً
عن هذه الأشياء كلها، إلا أنها هي كما هي،
وحيدة ، وحيدة جداً ، وأنها لا تطلب أي توسط
بينها وبين أي شيء آخر.
* * *
18 - تأخر
ذهب الصيف سريعاً: لم نلحق به .
غيوم كبيرة معلقة فوق الجبال
كأقنعة المأساة القديمة. ما العمل؟
أحذيتنا، الأكثر من مهترئة، تضايقنا دائماً قليلاً
الضوء يضايقنا، الغيوم تضايقنا.
ها نحن نصل أمام شجرة مزهرة
أمام الخبز، أمام الماء،
أمام النافذة الأكثر استقبالاً
حائرين قليلاً ، لاهثين ،
نشعر أننا تأخرنا قروناً .
أيكون الأمر أننا تقدمنا بعيداً جداً ؟
* * *
19 - وسيلة التعبير
لم يعد يحب الأشياء والكلمات والعصافير
التي تحولت إلى شعارات أو رموز (ولا شيء
تقريباً أفلت من هذا المصير). هكذا ، فضل
بعد ذلك ألا يفتح فمه، وأن يقوم كالأبكم بأنواع
من الحركات الغريبة، الهادئة، الغامضة،
المحزنة، أو بالأحرى المضحكة.
لكنهم ، هم أيضاً ، بعد بضع سنوات ،
تحولوا إلى شعارات .
* * *
20 - صورة مكبرة
لم يكن لنا سند آخر.
هو، الجميل غير المهموم ، كان يتوسد حجراً
ويرقد على الأرض.
كنا نعرف: سكينه في جيبه، مطبقة،
تدفئها حرارة جسده، وبين أسنانه قشور
العنب.
الباقي، في الليل، كان أحمر اللون.

(مختار من مجموعتي الشاعر: الجدار في المرآة، وقبل الإنسان .)

أولئك
أولئك الذ ين يختبئون خلفهم
هم من أحرق الأشجار
أحرقوا العصافير والأطفال
أحرقوا المياه
ما بين شتلة أرز مزهرة
وفراشة.
أولئك هم بالضبط، الذين يختبئون
خلفهم.
(2)
الثلاثة بأسرهم
ذاك الذي تراجع خطوتين الى الوراء
كي يشير الى المذنب
ذلك الآخر وضع يديه في جيبه
كي لا يشير الى المذنب
كي لا يرى.
أعدموا رميا بالرصاص .
(3)
لا مفر منه
تكلمنا أم لم نتكلم سيّان
الحطبة محروقة
الحطبة مشتعلة
زاوية الطاولة
الشمعة على المغسلة.
إغسل يديك.
الموت.
(4)
في المتحف
تسلل إلى داخل الخوذة الحديدية
في احدى زوايا المتحف.
أكان ذلك للعراك؟
أم للاختباء؟
حان وقت الاقفال.
خشخش الحارس بمفاتيحه.
أغلق.
على الأقل، أثمة موافقة من التماثيل؟
(5)
مقاومة
مع رجفة الجفن
مع اصبع العشب الصغيرة
مع الصمت مع الكلمة
مع السير مع الثبات.
خلف زجاج القطار
نظارتا المحسور النظر
سيجارة الحارس الليلي
الورقة تحت الباب
الحذاء السعال الاشارة
حتى الن جمة
هذه النجمة الى جانب المدخنة
كيف يستطيعون المشاهدة والسير
في هذا السواد المعتم؟
(6)
تدريب
من جديد هذه الأشياء المنسية
المحتقرة
اللا اعتراف
عدم إعلان النزاهة
اللسان المعضوض
حزة الظفر على الحائط
تنفس البيرق المخفي
تحت القميص
الذي بعشق
يحف طرف النهد.
أيها الانسان، من جديد
أنت الأكثر طردا
الأكثر التزاما
الأكثر وحدة.
أنت المسؤول،
أيها الانسان.
(7)
شتى الوسائل
والحصان الخشبي
ذو العينين الزجاجيتين
وظله على الحائط.
نعم هذا أيضا.
ثمة صراخ في الأسفل على المرفأ.
قطعت الحبال.
تنساب مشاعل الزيت.
في مصباح السيارة
ظهر الرجل المقتول واقفا
والصليب على صدره
صليب صغير حديده أبيض.
(Cool
العادل مع
في علبة الثقاب
نرد مصنوع من عظام.
لماذا تحركه؟ قال
4,3
5,4
6 الموت.
أنظر جيدا الى هنا.
اننا رجال قال.
يعني رجال مع رجال.
هذه <<المع>> تعني كلنا معا
ضد جميع أشكال الموت
جميع أشكال الشر.
إرم النرد ا لآن.
(9)
وضوح
لتسمّ الأسماء كما هي
قل فيت نام
قل النفط
قل ياروس وليروس
قل ديونيزوس
ب 52
البنتاغون
قيمة الأشياء العارية
الكلمات العارية
مصباح الشارع
ساعة المعصم
منتصف الليل
الوقت بالضبط
الهدف
بدقة.
(10)
تحضير
بطمأنينة بصمت بحذر
صابرا منتظرا
مستعدا
احفظ أسنانك نظيفة
أظافرك.
مسواكات ثلاثة في جيبك.
المنفضة. الكأس. التاريخ.
فكّر.
لا تتنازل عن الفكر.
لا تستند على:
<<دائما كان الأمر على هذه الشكل
وسيكون كذلك دائما>>.
هنا حيث لن تنحني
ستنوجد
أنت نحن
أنت التاريخ.
(11)
ما من حجج
الموت
ليس عذرا
كي ترفض.
ولن تستطيع أن تتوسل
الى الليل
حيث لن ترى
كي لا تسير في النهار
حيث ترى.
على الشرفة المقابلة
أخرجت أصص الزهر
تسقى بالماء
صباح الخير أيها الجار.
(12)
لحظة الحقيقة
العديد من الأموات
أحياء
العديد من الأحياء
موتى
تجلس على الكرسي
تحصي أزرارك.
مع من أنت؟
ما أنت عليه؟
ماذا تفعل؟
(13)
صدق
بعناد بإرادة بالتزام
لأنك تحيا لأننا نحيا
نحن اليوم
الآخرون غدا.
لا تقل الأكاذيب.
لأننا نحيا.
فالشجرة خلف القضبان
الورقة الفنجان قاطعة الورق
مصافحة الأيدي الحلم
القصيدة.
(14)
كهذا الأمر
كيف إن لم ذلك؟
ليس الأسود.
كلا.
الألوان السبعة
الثمانية
التسعة
على زجاج النافذة
في الصباح حين يمر
بائعو الورد
بائعو الفاكهة
حين لا تريد الموت
رغم آلام الرأس
والتفاحة
تتدحرج مقضومة
على الرصيف الرطب

يانيس ريتسوس أيتها القصيدةُ، لا تتركي جسدي للذئاب



الترجمة من الانجليزيّة: تحسين الخطيب

لكي يَرِنَّ الوترُ ويرنَّ الجسدُ، لا ترتدي قفّازاتٍ.
أخبرني، ثانيةً، يا صديقي، كي تبدأَ من جديد.
أتمنّى لكَ صباحاً طيّباً، وإنّني أقصدُ ذلك.
على السّتارةِ الحمراء الظلُّ الهائلُ للحصانِ.
كي تجدَ الماضي، يتوجّبُ عليكَ اجتياز طريق طويلة.
علاقةٌ طيّبةٌ مع مرآتكَ؟ مع العالَمِ، أيضاً.
للأطفالِ أجراسُ الأحدِ وللكهولِ.
في الغسقِ، يمنعكَ اشراقُ الألوانِ من رؤيةِ النهاية.
لا حُبَّ. العالَمُ بِكْرٌ.
في الأصفادِ وتعزفُ، في غايةِ الرّوعةِ، على الكمانِ.
متأخِّراً، جدّاً، سوفَ ترى ما قدْ رأيتْ.
مخبوءة تحت الحصاةِ البيضاء الحصاةُ الحمراء.
في طريقها إلى الكنيسةِ تعبرُ الحُبلى بستان الزيتونِ.
جبلٌ، بحرٌ، وصبيّةٌ عاريةٌ هي النّاحيةُ الأخرى لزهرةِ عبّادِ الشّمسِ.
أنْ تعرفَ رجلاً: أنْ تنحتَ تمثالَهُ.
كلُّ ثانيةٍ شجرةٌ، عصفورٌ، مدخنةٌ، امرأة.
يتكلّمُ عنِ الفقراءِ. نهراً صارتْ يَدُهُ.
عليكَ أنْ تثقبَ في القصبةِ عدداً من الثّقوبِ قبلَ أن تعزفَ القصبةُ أغنيةً.
في المرآةِ، أرى السّابحينَ ونفسي.
جبلٌ، جرسُ برجٍ، سروةٌ، مسافرون.
آهٍ، صيفُ العنبِ الرَّيَّانِ، خارجَ الدّيرِ.
أيّها العجوزُ، يا صديقي، كيفَ، بفُتُوَّةٍ، تلوِّحُ على الحصى بعصاكَ.
جناةُ عنبٍ وأحصنةٌ في البحرِ. مرحى! يأتي النّداءُ من الشرفاتِ.
أعودُ، عارياً، إلى تلكَ الأماكنِ.
اتّشحتْ بالسّوادِ سيّدتنا، في الحنطةِ الذهبيةِ.
رياحُ الصّيفِ تقارعُ العرباتِ على الجسر.
ليلُ مسرَّةٍ. قصائدُ مهجورة.
هذا العصفورُ، كيفَ سيعلّمُ الأسماكَ أغنيتَه؟
أَمْحُو الظلَّ تماماً، بقلمِ الرّصاصِ الذهبيِّ هذا.
العتمةُ، دائماً، خلفَ صفحاتي. لهذا تلمعُ، برّاقةً، أحرفي.
ظلَّتِ المرساةُ المطرّزةُ على رُدْنكَ عالقة بقلبك.
أيتها الشمسُ الغاربةُ، لقد طبعتْ ورداتُكِ الذهبيّةُ أنْفُسَها فوق صفحتي.
ليسَ يكفي الكلامُ -كلّهُ- لِقَولِ أيِّ شيءٍ.
آهٍ، ذاكَ الدَّرَّاجُ في Luna Park، عميقاً في البئرِ الخشبيِّ.
نسمةُ صِبَا: مُبتلاً من البحرِ صدرُ الصبيّةِ.
ماءُ بئرٍ عميقةٍ، يطفىءُ عطشَ التماثيلِ.
لم تغرب الشمسُ بعدُ، لكنّهم أشعلوا مصابيحَ الميناء.
الشِّعرُ. حِرفةُ مسرّةٍ ضائعةٍ، يقولُ إلّيتِس.
في أيدي الفِتيةِ تغنّي الرّاياتُ.
جبالٌ ذكوريّة مكسوّة بالشّعر مع كنيسة صغيرة بيضاء.
جسدٌ عارٍ- تحيّةٌ إلى العالم كلّهِ.
مسرنمٌ شاحبٌ، يضعُ اقحواناً أحمر.
الجسدُ الملموسُ أكثر مرواغة من الظلّ.
من أجلِ لحظة أملٍ وحيدةٍ، رهنوا مستقبلنا كلّه.
لكلّ ما فعلتَ -وما لَمْ تفعلِ- ذاتُ النّدمِ.
بين فينةٍ وأخرى تظلِّلُ ورقةُ شجرة شفّافة المدينةَ كلّها، على نحوٍ جميل، من أجلي.
هناكَ، حيث تقاطعَ وقواقٌ وعندليبٌ، صليبي.
أغلقتُ كُتُبي. دخلتِ التلّةُ غرفتي.
أيّها الرّاقصُ الجميل، لا تقل شيئاً؛ أُرقص.
أنّها تُمطر، أفتحُ شمسيّتي كي يظلّ تمثاليَ جافّاً.
قمرُ أُغسطس، طافحاً بالطحالبِ.
حدُّ التلّةِ الاغريقيُّ. يَطفو معبده المفقودُ في الهواءِ.
أيتها السفينةُ الْبِلا بحّارةٍ، حين تغربُ الشمسُ إلى أينَ تأخذينني؟
حشراتُ ليلٍ تشابكتْ في شعر امرأةٍ وأصواتٌ في الممرِّ.
دُوْنَ الغطرسةِ، جرحٌ عظيم. لا تتكلّمُ هذي الأسماكُ إِلاّ في الأعماقِ الواطئةِ.

_________________
ديوان - شعر وقصائد ريتسوس,ديوان ريتسوس pdf Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان - شعر وقصائد ريتسوس,ديوان ريتسوس pdf 15781612
ديوان - شعر وقصائد ريتسوس,ديوان ريتسوس pdf Icon_minitime 2014-04-08, 4:31 pm
كلما قلنا أنه مات

(ثلاث أغانٍ إلى يانيس ريتسوس)

برونو دوسي

التقديم والترجمة:
عمر يوسف سليمان
ثلاث أغانٍ إلى يانيس ريتسوس كانت حياة الشاعر اليوناني يانيس ريتسوس (1909-1990) سلسلة من المرض والفقر والكوارث العائلية. فقد توفي أكبر أشقائه وأمه بمرض السل وهو في الثانية عشرة، ليغرق والده في حال من الجنون في قرية مونيمفاسيا البحرية حيث ولد يانيس، مما اضطر الطفل إلى العمل في مهنٍ يدوية عدة تحت وطأة الحاجة، إلى أن أصيب هو الآخر بالمرض في الثانية والعشرين.
تُعدّ أغلب قصائده انعكاساً للأحداث الدامية خلال النصف الأول من القرن العشرين، عندما كانت اليونان تمر باحتجاحات واضطرابات كبيرة بسبب الانهيار الاقتصادي والحربين العالميتين والنظام العسكري الموالي للنازية. ففي أيار 1934 كتب قصيدة طويلة، "أبيتافيوس"، إثر مقتل ثلاثين من عمال التبغ في مدينة تسالونيك خلال تظاهرة ضد نظام الحكم، وقد صادر النظام تلك القصيدة الطويلة وأحرقها أمام أعمدة معبد زوس، وفي عام 1967 سجن بسبب معارضته الانقلاب العسكري، وتنقل بين معسكرات عدة للاعتقال كان أحدها في جزيرة ليروس اليونانية، واستمرت معاناة ريتسوس واضطهاده حتى زوال الانقلاب وانتخاب حكومة الوحدة الوطنية عام 1974.
كان لا بد من التقديم الموجز السابق لعلاقته المباشرة بالقصائد المترجمة، لكن لا يعنينا هنا إيراد سيرة ذاتية لهذا الشاعر العابر للقارات، بل لغة ريتسوس الشعرية وكيف التقط الشاعر برونو دوسي ثيمات هذه اللغة فكتب بطريقة غير مألوفة في الشعر الفرنسي.
يحضر ريتسوس بشكل قوي في الشعر العربي مذ ترجم الشاعر سعدي يوسف مختارات من شعره عام 1979 تحت عنوان "إيماءات"، وكان لقصائده اليومية والإيروتيكية تأثير واضح في التجربة الشعرية العربية الحديثة، أما سبب هذا التأثير فالحسية والغنائية العالية التي اتسمت بها لغته، والتي تُعد من ركائز الشعر العربي أيضاً، أي أن قصائد ريتسوس وحتى نثرياته وشذراته مرتبطة بالذاكرة الجمعية للشعراء العرب، ولا سيما قصيدته الأشهر "سوناتا ضوء القمر" التي تطفح بغنائيتها وصورها الدرامية.
تلك الغنائية الفريدة غريبة عن الشعر الفرنسي الجديد، فالنقاد يؤرخون لانتهاء زمنها برحيل الشاعر لويس أراغون، لكن استلهام شاعر كريتسوس دفع برونو دوسي إلى غواية هذه الغنائية كما سنلاحظ في القصائد، ولا سيما في ما يتعلق بتكرار الكلمات والعبارات، الأمر الذي لا يحبذه الفرنسيون في لغتهم اليومية فضلاً عن الشعر، مما يُعدّ مغامرة قام بها الشاعر، لكن عنايته بالحذف اللغوي والتكثيف وبعض السرد وخصوصاً في قصيدة "تسالونيك"، يجعلها مستساغة لدى القارئ الفرنسي، كما يجعل ترجمتها غير غريبة عن القصيدة العربية.
برونو دوسي من مواليد 1961 في الجورا في الشمال الفرنسي، ترتبط تجربته الكتابية بالقضايا الكبرى والترحال، صدرت له روايات منها "فيكتور جارا ليس ديكتاتوراً" عام 2010، و"عبارات" عن الصحراء الجزائرية والطوارق، بالإضافة إلى الأنطولوجيات والدراسات حول الشعر مذ عمل كناشر في دار "سيغيرس"، ومن ثمّ أسس داراً للنشر باسمه، خاصة بالإصدارات الشعرية تلك التي تساهم بمزيد من التعايش بين مختلف الثقافات في فرنسا، أما القصائد المترجمة أدناه فقد نُشرت في ديوانه "إذا كان ثمة بلد" الصادر عام 2013 عن هذه الدار.

مونيمفاسيا 1909


يانيس
حين أكلمكَ يا يانيس
بلغتي النارية أكلِّم ريتسوس
الوقتُ الذي كنا حلماً له
كلما رماني على ضفتك
تدلى
فانكمشت ظلالُ الحصى
أنا أمامكَ
وفي الطريق إليك
أرتدي كلماتي
كغريقٍ يرتدي عريَه
أراقب اقتراب سفينة الطفولة
تحت أشرعتها الشاهقة مواسمُ البحر
مونيمفاسيا، هناك حيث لا سوني، جنوب بيلوبّونيس
حنجرةٌ هائلةٌ قلعةُ مولدك
هناك كان أبوكَ
وأبو أبيكَ
يُرضعانَ حرَّاثَ الآفاقِ تلك الحجارة الخالدة
يا أخا أول أيار:
هل تعلم أن الشعراء الحالمين بالولادة
هم زيارة أيار
لبيتٍ في قريةٍ
مبنيةٍ على شبه جزيرةٍ صغيرة؟
لكنكَ أنت!
الحياة: بغتةٌ موزونة
بطريركٌ مغتال على أراضيه
مغلاقٌ يتقافز
باعةٌ يهلوسون
لكنكَ أنت!
الأخُ مات
الأمُّ ماتت
أبوكَ صار ناراً
والخراب يهدّ حتى أسبابَ الحياة
ثمةَ بيتٌ ميتٌ مهيأ لعبور ظلال الليل
ثمة خلاصٌ في الكلمات التي تحضن القرابين على شفاهك
يانيس الذي يرقص
يانيس الذي يرقّص ريتسوس
خطوتان في الهاوية
وذراعان ممدودتان حتى النجوم.


تسالونيك
العمالُ
ومنتجاتُ التبغ
موكبٌ في المدينة
قضبانُ الاستبداد
على أعناق الحمام
مشطٌ فولاذي
أمٌّ
في منتصف الشارع
تبكي ابنها الساقط في المعركة
بعدَ يوم، أيها الشاعر، ستكتشف في الجريدة صورةَ الأم
منحنيةً على جثة ابنها
دموعها تحرقك
صرختها، صرختها اللابشرية
تنحت شكل الابن والأب والأخ والعاشق والرجل الذي بك
ستلتفّ كلماتكَ حول خدَّيها
كلماتُكَ اليوميَّة
في أحدِ الحدادِ على قبر الملائكة
أيةُ رقةٍ
أيُّ لطفٍ
ذلك الابنُ الذي تفقده جميع الأمهات؟
الابن الذي ارتدى الموتَ في أيار
كم يحبّه الربيع!
في المعبد
أمام الأعمدة
كتابكَ يحترق!


ليروس
رجلٌ
كلما قلنا إنه مات
يرفع النورُ أكفَّهُ فوق أكتافكم
جزيرةٌ
كلما قلنا بديعة
انتشر الشجنُ في الظلال
رجلٌ، جزيرة
قمرٌ يشبه الكتابة
كان ينزل كل ليلةٍ إلى النهر
أغنيتهُ حبٌّ في الحرب
أحزانه: عمَّال
رعبُهُ تزوّجَ آثارَ خطاه على الرمال
الرغبةُ بالحياة
خيطٌ سماويّ
في حصيرة النجوم
السجينُ الذي يرتجّ في سخم دخانِ همومِك
بهلوانٌ منبوذ
تحاول أحلامه أن تتوازن فوق خيطٍ مشدود
لأجلِكَ الأغنيةُ التي تتوّجها العصافير على ذرى الأشجار
بصوتٍ مبحوح أكلمكَ
في الغابة المحروسة بالروحِ المتحجرة
حين تسمعني
تجتاحني في التفاتةِ الريح قشعريرةُ الماء
الريحُ فوق المزراب الطافح مثل أسفلِ حلقٍ ملتهبٍ في الشتاء
كلماتُكَ السجينة
فوقها سماءٌ بلا قافية
مفتوحةٌ على اللاسبب
كلماتُكَ تسكُّعٌ تحت الجفون
يفكِّكُ براغي الليلِ
ليرميها في زوايا العالم الأربع
كلماتكَ تحفر الأخاديد تحت البحر
تحت الأرض
وفي صخور اللامبالاة
بينما كنتَ يوماً ما تواريها في جيبكَ المثقوبة
مثلما تواري كورنث أعنابَها
يا صيّاد الحرية:
قناني رياحكَ البحرية لا تزال في قاربِ الحب
أنتَ أخي يا يانيس
أخي الذي يمنح المستقبلَ موسمَهُ من الضوء.

_________________
ديوان - شعر وقصائد ريتسوس,ديوان ريتسوس pdf Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

شعر وقصائد ريتسوس,ديوان ريتسوس pdf

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» شعر وقصائد يوهان غوته,ديوان جوتة مترجم pdf
» شعر وقصائد حسن طلب,ديوان حسن طلب pdf
» شعر وقصائد ألن جنسنبرج,ديوان ألن غينسبيرغ pdf
» ديوان الأسرار والرموز,شعر وقصائد محمد إقبال,ديوان محمد إقبال مترجم pdf
» ديوان ملحمة تمرد لحسن طلب,شعر وقصائد حسن طلب

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا