آخر المساهمات
2024-05-04, 8:54 am
2024-05-04, 8:53 am
2024-05-04, 8:49 am
2024-04-28, 10:02 pm
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-02, 5:16 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

ديوان هى أغنية هى أغنية pdf محمود درويش

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان هى أغنية هى أغنية pdf محمود درويش 15781612
ديوان هى أغنية هى أغنية pdf محمود درويش Icon_minitime 2013-11-30, 8:45 am
قراءة أعمال محمود درويش مباشرة على عفاريت نوسا



هي أغنية  هي أغنية



سنخرج


سنخرجُ ،

قلنا : سنخرجُ ،

قلنا لكم : سوفَ نخرجُ مِنّا قليلاً ، سنخرجُ منَّا

إلى هامش أبيضٍ نتأمل معنى الدخولِ ومعنى الخروج

سنخرج للتوِّ . أبَّ أبونا الدي كان فينا إلى أمِّه الكَلِمَهْ

وقلنا:

سنخرج . فلتفتحوا خطوةً لدمٍ فاضَ عنِّا

وغَطَّى مدافعكم . أوقفوا الطائراتِ المغيرة خمسَ دقائقَ أُخرى

وكفّوا عن القصفِ ’ براً ’ وبحراً ’ ثلاثَ دقائقَ أُخرى

لكي يخرج الخارجون وكي يدخلَ الداخلون..

سنخرج ، قلنا سنخرجُ,

فلتتركوا حَيّزاً للوداعِ الأخيرِ . سلامٌ علينا , سلامٌ علينا

سنجمع أعضاءنا في الحقائبِ ’ فلتوقفوا القصفَ خمسَ دقائقْ

لكي تغسل السيداتُ الأنيقاتُ أثداءَهنَّ من القُبَلِ السابقهْ

سنخرج،

قلنا : سنخرجُ منَّا قليلاً ... سنخرجُ منَّا

رمينا على حافَّة البحر ساحلَ أجسادنا , وانكسرنا

كعاصفة النخلِ, حين انتصرنا عليكم وحين انتصرنا علينا

وزِدْنا الشوارع ظِلاً يُسِّمي المدينةَ شكلاً لمعنى

يُذَكَّرُ بالأبِ و الابنِ والروحِ ’ مهما رحلنا ومهما ابتعدنا:

سنخرج ’ قلنا : سنخرجُ,

فلتدخلوا في أَريحا الجديدةِ سبعَ ليالٍ قصارٍ فقط ,

فلن تجدوا طفلةً تسرقون ضفيرتها ’ أو فتى تسرقون فراشاتهِ

ولن تجدوا حائطاً تكتبون عليه أَوامر تنهي عن الزنزلختِ وعنَّا

ولن تجدوا جُثَّةً تحفرون عليها مزاميرَ رحلتكم في الخرافهْ

ولن تجدوا شرفةً كي تطلُّوا على الأبيضِ المتوسطِ فينا

ولن تجدوا شارعاً للحراسهْ

ولن تجدوا ما يَدُلُّ عليكم ’ ولن تجدوا ما يَدُلُّ علينا

خرجنا قبيلَ الخروجِ , فلا ترفعوا شارة النصر فوق الجثثْ

هنا نحن . نحن هناك . ولسنا هناك ’ ولسنا هنا

هنا نحن  تحت العناصر . نحن دمٌ كامنٌ في الهواءِ الذي تذبحونَهْ

سنخرجُ،

قلنا : سنخرجُ . فلتقصفوا ظلَّنا ...ظِلَّنا

خُذوهُ أسيراً إلى أُمِّهِ الأرضِ أو عَلِّقوه على شجر الكَسْتَنا

تكونون أو لا نكون ! ادخلوا وهمكم ’ واحرثوا وهمنا

سنخرجُ ،

قلنا : سنخرج من أوِّل البحرِ

بعد قتيلٍ ، وخمسةِ جرحى , وخمسِ دقائقْ

وبعد سقوط الطوائف حول اشتباك الحديد المدوِّي مع العائلهْ

سنخرجُ من كل بيت رآنا نُدَمِّر دبابةً قُربَهُ أو علينا

سنخرجُ من كلِّ مترٍ ’ ومن كلِّ يومٍ ، كما يخرج البدوُ منَّا.

سنخرج ,

قلنا سنخرج مِنَّا قليلاً إلينا : سنخرجُ منَّا

إلى بُقعة البحر – أبيضَ أزرقَ – كنا هناك , وكنا هنا

يدلُّ علينا الغيَاب الحديديُّ بيروتُ كانت هناكَ وكانتْ هنا

وكُنَّا على رُقعَة ساعةَ حائطْ

ويومَ قرنْفُلُ

وداعاً ’ لمن سوف يأتونَ من وقتنا صامتينْ ,

ومن دمنا واقفينَ ’ لندخُلْ

سنخرجُ ,

قلنا : سنخرجُ ,

قلنا : سنخرجُ حين سندخُلْ

نزل على البحر


نُزْلٌ على بحرٍ : زيارتُنا قصيرهْ
وحديثُنا نُقَطٌ من الماضي المهشم منذ ساعهْ
من أيِّ أبيض يبدأ التكوينُ؟
أنشأْ جزيره
لجنوب صرختنا . وداعاً يا جزيرتنا الصغيرهْ

لم نأتِ من بلدٍ إلى هذا البلدْ
جئنا من الرُّمَّان , من سرِّيس ذاكرةٍ أتينا
من شظايا فكرةٍ جئنا إلى هذا الزبدْ
لا تسألونا كم سنمكث بينكم ’ لا تسألونا
أيَّ شيء عن زيارتنا. دعونا
نفرغُ السفَنَ البطيئة من بقيَّة روحنا ومن الجسدْ
نُزْلٌ على بحرٍ : زيارتنا قصيرهْ
والأرضُ أصغر من زيارتنا . سنرسل للمياهِ
تُفَّاحةً أخرى ’ دوائَر ’ أين نذهبُ
حين نذهبُ؟ أين نرجعُ حين نرجعُ؟ يا إلهي
ماذا تبقَّى من رياضة روحنا ؟ ماذا تبقَّى من جهاتِ
ماذا تبقَّى من حدود الأرض ؟ هل من صخرةٍ أَخرى
نُقَدِّم فوقها قربانَ رحمتك الجديدْ؟
ماذا تبقَّى من بقايانا لنرحلَ من جديد؟

لا تُعطِنا , يا بحرُ , ما لا نستحقُّ من النشيد

للبحر مهنتهُ القديمهْ:
مدٌّ وجزرٌ ،
للنساء وظيفةٌ أولى هي الإغراءُ ,
للشعراء أن يتساقطوا غمّاً
وللشهداء أن يتفجروا حُلُماً
وللحكماء أن يستدرجوا شعباً إلى الوهم السعيدْ

لا تُعطِنا ’ يا بحرُ ’ ما لا نستحقُّ من النشيدْ

لم نأتِ من لُغة المكان إلى المكانْ
طالت نباتاتُ البعيدِ وطالَ ظلُّ الرمل فينا وانتشرْ
طالت زيارتنا القصيرةُ . كم قمرْ
أهدى خواتمهُ إلى مَنْ ليس منَّا . كم حجرْ
باضَ السنونو في البعيد وكم سنهْ
سننام في نُزْلٍ على بحرٍ وننتظر المكانْ
ونقول : بعد هنيهة أخرى سنخرج من هنا
متنا من النومِ , انكسرنا ههنا
أفلا يدوم سوى المؤقَّت يا زمان البحر فينا؟
لا تُعطِنا ’ يا بحرُ , ما لانستحقُّ من النشيدْ

ونريد أن نحيا قليلاً ’ لا لشيءٍ
بل لنرحل من جديدْ
لا شيء من أسلافنا فينا ولكنَّا نريدْ
بلادَ  قهوتنا الصباحيّهْ
ونريدُ رائحة النباتات البدائيهْ
ونريدُ مدرسةً خصوصيهْ
ونريد مقبرةً خصوصيهْ
ونريد حريّهْ
في حجمِ جمجمةٍ ... وأغنيَّهْ

لا تُعطِنا ’ يا بحرُ ’ ما لا نستحقُّ من النشيدْ


....ونريد أن نحيا قليلاً كي نعود لأيِّ شيء
لم نأتِ كي نأتي...
رمانا البحرُ في قرطاجَ أصدافاً ونجمهْ
من يذكر الكلمات حين توَهَّجتْ وطناً
لمن لا بابَ لَهْ؟
مَنْ يذكُر البدو القدامى حينما استولوا على الدنيا ...بكلمهْ؟
من يذكر القتلى وهم يتدافعون لفضِّ أسرار الخرافهْ؟
ينسوننا ’ ننساهُمُ , تحيا الحياةُ حياتها
من يذكر الآن البداية والتتمهْ؟
ونريد أن نحيا قليلاً كي نعود لأيَّ شيء
أيِّ شيءٍ
أيِّ شيءٍ
لِبدايٍة ’ لجزيرةٍ ، لسفينةٍ , لنهايةٍ
لأِذان أرملةٍ , لأقبيةٍ ’ لخيمهْ
طالت زيارتنا القصيرهْ ,
والبحر فينا مات من سَنَتَيْنِ ... مات البحرُ فينا

لا تعطنا يا بحر ’ ما لا نستحقُّ من النشيدْ.



أنا العاشق السيئ الحظ


مناديلُ ليست لنا
عاشقاتُ الثواني الأخيرةِ
ضوءُ المحطة
وردٌ يُضَلّل قلبًا يفتّش عن معطفٍ للحنان
دموعٌ تخون الرصيف. أساطيرُ ليست لنا
من هنا سافروا، هل لنا من هناك لنفرحَ عند الوصول
زنابقُ ليست لنا كي نُقبّل خط الحديد
نسافر بحثًا عن الصِّفْر
لكننا لا نحبّ القطارات حين تكون المحطات منفى جديدًا
مصابيحُ ليستْ لنا كي نرى حُبّنا واقفًا في انتظار الدخانِ
قطارٌ سريعٌ يقصّ البحيراتِ
في كل جيبٍ مفاتيح بيتٍ وصورة عائلةٍ
كُلّ أهلِ القطارِ يعودون للأهلِ، لكننا لا نعودُ إلى أي بيتٍ
نسافرُ بحثًا عن الصفرْ كي نستعيد صواب الفراش
نوافذُ ليست لنا، والسلامُ علينا بكلّ اللغات
تُرى، كانت الأرضُ أوضحَ حين ركبنا الخيولَ القديمة
أين الخيول، وأين عذارى الأغاني، وأين أغاني الطبيعة فينا
بعيدٌ أنا عن بعيديَ
ما أبعد الحبّ! تصطادنا الفتياتُ السريعاتُ مثل لصوصِ البضائع
ننسى العناوين فوقَ زجاج القطاراتِ
نحن الذين نحبّ لعشر دقائق لا نستطيع الرجوعَ إلى أي بيتٍ دخلناه
لا نستطيع عبور الصدى مرتين



غبار القوافل


نحن للنسيان . قد جئنا لتقديم المدائحْ
لإلهٍ فَرَّ من خيمتنا
واختفى حين خرجنا نجمع الصيد لَهُ
لا تخافوا يا أهالي الجبل العالي
فلن نمكث إلاّ ليلتينْ
معنا ماءٌ ’ وخبزٌ , وهواءٌ . معناْ أصواتُنا ,
معنا ما يقطع الريح إلى نصفين... يا أهل الجبلْ

نحن لم ندخلْ ولم نخرجْ . ولكن سوف نرمي
قُوَّةَ الأشياء . هل مُتنا كثيراً لتخافوا موتنا
هل رسمنا صورة الوحش على الكهف لكي نألفهُ؟
فاحرسوا أشجاركم من غيمةٍ طارت وراء القافلهْ
نحن لا ندخل أو نخرج ... يا أهل الكهوف

نحن لا نُشبه أسلاف القصصْ
نحن للنسيان حارَبْنا كثيراً خوفَكُمْ في خوفنا
تابعوا , يا أهل هذا الساحل المكسور ’ حرب الاعتذار
عن نباتٍ شَبَّ في قاماتنا حينَ مَرَرْنا بينكُمْ
تابعوا سهرتكم , أو زوِّجوا عذراءكم للجنرال
فلقد تنجب جنساً ثالثاً للكرنفال

نحن للنسيان لن نبقى طويلاً ههنا,
لن ندُقَّ الطبل , لن نزعجكم ’ لن تسمعوا أحلامنا
لن نُطيلَ النوم في قريتكم , لن نقطف الوردة من بستانكمْ
لن نُصلِّي معكم , لن نُقْلقَ الربَّ الذي يختاركم شعباً على صورته
نحن لن نترك في ساحاتكم قطرة دمْ
وسنمضي قبل أن تستيقظوا من نومكم
قبل أن يدخل كسرى أو سواهُ

لا تخافوا يا أهالي هذه الصحراء منَّا
نحن لا ننشُدُ شيئاً . نحن لن نبعث فيكم مرّةً أُخرى نبيّاً
هذه أصنامكم فلتعبدوها مثلما شئتم كُلُوا التَمْرَ كُلوا أسماءَنا
نحن لا نأتي لنبقى نحن لا نمضي لكي نرجع . لكنَّ الرياحْ
أوقعتنا خطأً في حَيَّكُمْ , فلتذبحوها بالسيوف الصدئهْ
واحرسوا زوجاتِكم من طائر الفينيق في أجسادنا
واحفظوا الرملَ من العشب الذي يسقطُ من ألفاظنا سهواً عليكم ,
واحرسوا نخلتكم من ظلِّنا الطائر , وانسونا ,.
وناموا آمنين

نحن للنسيان . قد جئنا لتقديم الذبائحْ

لإلهٍ فرَّ من خيمتنا
واختفى ’ حين خرجنا نُوقد النار لَهُ
نحن للنسيان . إن جئنا إلى النهر حملناهُ يداً للأغنية
وإذا جئنا إلى الحقل فتحناهُ مدىِّ للأغنية
كُلُّ صوتٍ يحفرُ الصخرة – نحن
كُلُّ نايٍ لم يجدْ أنثاهُ – نحنُ
كُلُّ حُلْمٍ لم يجد حالِمَهُ الأوِّلَ – نحنُ
نحن جمهوريَّة النسيان, لم نخرج , وللنسيان نحنُ



عزف منفرد




هذا خريفي كلّه



فَتَّشْتُ عن نفسي فأرجعني السؤالُ إلى الوراءْ

لاشيء يأخذني إلى شيءٍ و ينسدلُ الفضاءْ

علىَّ منشقةً ويندسُّ المدى

في ثُقْب إبرة عاشقهْ

فَتَّشْتُ عن نفسي : سلامٌ للذين أُحبُّهم

عبثاً ، سلامٌ للذين يُضيئهم

جرحي هواءُ للهواءِ وأين نفسي بين

ما يسطو على نفسي ويرفعها رُخاماً للهباءْ

هذا خريفي كُلُّهُ

أعلى من الشجر المُذهَّب أين أذهب حين أذهبْ

في حضن سَيِّدتي مكانٌ واسع لقصيدتينْ

ولموتِ كوكبْ

كُلُّ الشوارع أوصلت غيري إلى طرف السماءِ

فأين أذهب أين أذهبْ ؟

كل الشوارع أوقعتهم في بياضٍ خادع بين البداية و النهاية

أُمِّي تُعدُّ لي الصباحَ على طَبَقْ

من فِضَّةٍ أو سنديانٍ ليس في أُمَّي سوى

أمَّ هنالك تنتظرْ

وهنا يدٌ تسطو على يومي وتسرقُ ما أُعِدُّ من كلامْ

يبسَ الكلامُ وطار موَّال الحمامِ،

ونامَ النومُ نامَ،

ولا جديدَ لدى النشيد ولا وصايا للضحايا

لا بداية للنهاية , ولا نهاية للبدايةِ

أيها الشجر ارتفعْ أعلى و أعلى أيها الشجر استمعْ

لتحكي مكسورةً كبيارقي الأُولى ويا... يأيها الشجر الْتمعْ لأراك في فجرِ الرمادْ



وبحثتُ عن نفسي فأرجعني السؤال إلى بلاد لا بلاد لها بلادٌ للبلادْ لا لم أكن ما كنتُ لكن كُلَّما وقعت عن الأشجار غيمهْ



فتَّشتُ عن أرضٍ لأسندها بلادٌ للبلادْ.

لا لم أكن ما كنتُ لكن كلما ضيَّعْتُ نجمهْ


ضاع الطريقُ إلى النجوم وضِعتُ في نفسي

ولكن أين مَنْ كانوا معي ؟ أين انفجار اليأس في جسدين  أين الأنبياءْ؟

يا أيها الشجر إندثرْ في ... اندثرْ

لأصوغَ روحي من حطامي أيها الشجر انكسرْ لأرى خُطاي مدايَ فيَّ . وأيها الشجر انفجرْ

كي أفتحَ الشباك للشباك فيَّ ... وأنفجِرْ

حريتي – لغتي

سَلامٌ للذين أحبُّهم عبثاً

سَلامٌ للذين يضيئهم جرحي

سَلامٌ للهواءِ...............وللهواءْ


أربعة عناوين شخصية


متر مربع في السجن



هو البابُ، ما خلفه جنّةُ القلب. أشياؤنا
- كُلّ شيء لنا - تتماهى. وبابٌ هو الباب،
بابُ الكناية، باب الحكاية. بابٌ يهذّب أيلولَ
بابٌ يعيد الحقولَ إلى أوّل القمحِ
لا بابَ للبابِ لكنني أستطيع الدخول إلى خارجي
عاشقًاً ما أراهُ وما لا أراهُ
أفي الأرض هذا الدلالُ وهذا الجمالُ ولا بابَ للباب
زنزانتي لا تضيء سوى داخلي
وسلامٌ عليّ، سلامٌ على حائط الصوت
ألّفت عشر قصائدَ في مدْح حريتي ههنا أو هناك
أُحبُّ فُتات السماءِ التي تتسلل من كوّة السجن مترًا من الضوء تسبح فيه الخيول،
وأشياء أمّي الصغيرة
رائحةَ البُنّ في ثوبها حين تفتح باب النهار لسرب الدجاجِ
أحبّ الطبيعةَ بين الخريف وبين الشتاء،
وأبناء سجّاننا، والمجلاّت فوق الرصيف البعيدِ
وألّفتُ عشرين أغنيةً في هجاء المكان الذي لا مكان لنا فيهِ
حُرّيتي: أن أكونَ كما لا يريدون لي أن أكون
وحريتي: أن أوسّع زنزانتي: أن أُواصل أغنيةَ البابِ
بابٌ هو البابُ: لا بابَ للبابِ
لكنني أستطيع الخروج إلى داخلي، إلخ.. إلخ

مقعد في قطار


مناديلُ ليست لنا
عاشقاتُ الثواني الأخيرةِ
ضوءُ المحطة
وردٌ يُضَلّل قلبًا يفتّش عن معطفٍ للحنان
دموعٌ تخون الرصيف. أساطيرُ ليست لنا
من هنا سافروا، هل لنا من هناك لنفرحَ عند الوصول
زنابقُ ليست لنا كي نُقبّل خط الحديد
نسافر بحثًا عن الصِّفْر
لكننا لا نحبّ القطارات حين تكون المحطات منفى جديدًا
مصابيحُ ليستْ لنا كي نرى حُبّنا واقفًا في انتظار الدخانِ
قطارٌ سريعٌ يقصّ البحيراتِ
في كل جيبٍ مفاتيح بيتٍ وصورة عائلةٍ
كُلّ أهلِ القطارِ يعودون للأهلِ، لكننا لا نعودُ إلى أي بيتٍ
نسافرُ بحثًا عن الصفرْ كي نستعيد صواب الفراش
نوافذُ ليست لنا، والسلامُ علينا بكلّ اللغات
تُرى، كانت الأرضُ أوضحَ حين ركبنا الخيولَ القديمة
أين الخيول، وأين عذارى الأغاني، وأين أغاني الطبيعة فينا
بعيدٌ أنا عن بعيديَ
ما أبعد الحبّ! تصطادنا الفتياتُ السريعاتُ مثل لصوصِ البضائع
ننسى العناوين فوقَ زجاج القطاراتِ
نحن الذين نحبّ لعشر دقائق لا نستطيع الرجوعَ إلى أي بيتٍ دخلناه
لا نستطيع عبور الصدى مرتين

حجرة العناية الفائقة


تدورُ بيَ الريحُ حين تضيقُ بيَ الأرضُ
لا بُدّ لي أن أطيرَ وأن ألجُمَ الريح
لكنني آدميٌّ.. شعرتُ بمليون نايٍ يُمَزّق صدري
تصبّبْتُ ثلجًا وشاهدتُ قبري على راحتيّ
تبعثرتُ فوق السرير
تقيّأتُ
غبتُ قليلاً عن الوعي
متّ
وصحتُ قبيل الوفاة القصيرة
إني أحبّك، هل أدخل الموت من قدميكِ
ومتّ.. ومتّ تمامًا
فما أهدأ الموت لولا بكاؤك
ما أهدأ الموت لولا يداكِ اللتان تدقّان صدري لأرجع من حيث متّ
أحبك قبل الوفاةِ، وبعد الوفاةِ
وبينهما لم أُشاهد سوى وجه أمي
هو القلب ضلّ قليلاً وعاد، سألت الحبيبة
في أيّ قلبٍ أَصبتُ? فمالتْ عليه وغطّتْ سؤالي بدمعتها
أيها القلبُ.. يا أيها القلبُ كيف كذبت عليّ وأوقعتني عن صهيلي؟
لدينا كثير من الوقت، يا قلب، فاصمُدْ
ليأتيك من أرض بلقيس هدهدْ
بعثنا الرسائل
قطعنا ثلاثين بحرًا وستين ساحلْ
وما زال في العمر وقتٌ لنشرُدْ
ويا أيها القلب، كيف كذبت على فرسٍ لا تملّ الرياحَ
تمهّل لنكمل هذا العناق الأخير ونسجُدْ
تمهّل.. تمهّل لأعرفَ إن كنتَ قلبي أم صوتها وهي تصرخ
خُذني.


غرفة في فندق


سلامٌ على الحب يوم يجيءُ
ويوم يموتُ، ويومَ يُغَيِّرُ أصحابَهُ في الفنادِقِ
هل يخسرُ الحبُّ شيئًا? سنشربُ قهوتنا في مساءِ الحديقةِ
نروي أحاديثَ غربتنا في العشاءِ
ونمضي إلى حجْرةٍ كي نتابع بحث الغريبين عن ليلةٍ من حنانٍ، إلخ.. إلخ
سننسى بقايا كلام على مقعدين

سننسى سجائرنا، ثم يأتي سوانا ليكمل سهرتنا والدخان
سننسى قليلاً من النوم فوق الوسادة
يأتي سوانا ويرقد في نومنا، إلخ.. إلخ
كيف كُنَّا نُصَدِّقُ أجسادَنا في الفنادقِ؟
كيف نُصَدِّقُ أَسرارنَا في الفنادق؟
يأتي سوانا، يُتابع صرختنا في الظلام الذي وَحَّدَ الجسدينْ
ولسنا سوى رَقمين ينامان فوقَ السرير .. إلخ.. إلخ..
المشاع المشاع، يقولان ما قاله عابرانِ على الحبِّ قبل قليلٍ
ويأتي الوداعُ سريعًا سريعًا
أما كان هذا اللقاء سريعًا لننسى الذين يحبوننا في فنادق أخرى؟
أما قلتِ هذا الكلام الإباحيَّ يومًا لغيري؟
أما قلتُ هذا الكلام الإباحيَّ يومًا لغيرك في فندقٍ آخر أو هنا فوق هذا السريرِ؟
سنمشي الخطى ذاتها كي يجيءَ سوانا ويمشي الخطى ذاتها.. إلخ.. إلخ


عند أبواب الحكاية



للنهايات مذاقُ القمر البُنيّ ’ طعمُ الكلماتْ
عندما تحفرُ في الروحِ مجاريها ..وتنشفْ
ولها صوتُ أبينا في السموات ’ وإصغاءُ حصاةْ
لوصايا الملحِ .مُتْ يا حُبُّ مُتْ فينا ’ لنعرف
أنَّنا كُنَّا نحبُّ
كُلُّ شيء جاهزٌ من أجل هذا الانكسار العاطفيّ
شَجَرُ السور ’ ووردُ الحائط الأحمرُ ’ والدمع المُخَبَّأْ
وطريقٌ لا يؤدِّي بي إلى بيتٍ ومرفأ
وتحيَّاتُ الحديد
لمكانٍ غيَّر السُكانَ والألوانَ . مُتْ يا حب فيّ
لأرى النهر على هيئِة أفعى ونهايات نشيدِ...
النهاياتُ يَدٌ تخرجُ منها يُدها الأُخرى
ووجهٌ لسماء تتكسَّرْ
هل بوسعِ القلبِ أن يسقط أمثرْ؟
هل بوسعِ البَجَعِ العاشقِ أن يرقصَ أكثر ؟
صرختي دَلَّتْ على قلبي قليلاً , وأضلَّتْهُ كثيرا
والنهايات بداياتُ سؤالي عن صواب الأغنيهْ
تَصْدُقُ الصحراء فينا عندما يكذب عصفورٌ علينا
وتصير الأقبيهْ
لَقَباً للأندلس.

ها أنا أَصحو من النومِ . على صدرىَ أثارُ يديْنِ
وعلى المرآة ما يُشبه مَنْ كنتُ أُحبُّ ,
أو أُحبُّ الآن , أو أعبدُ ’ أو يجلدُ روحي بُعْدُها
وعليَّ الآن أن أخلع عن بطنيَ ختم الشفتينِ
وعليَّ الآن أن أخرج من نفسي كي يندسَّ في نفسي ونفسي جلدُها
وعليَّ الآن أن أسقيَ حُلْماً سابقاً شاي الصباحْ
وأقول : المطرُ الناعمُ جلدُ امرأة كانت هنا
كانت هنا
كانت هنا

ها أنا أدخلُ في النومِ . أرى حُلمْي . أرى
كُلَّ ما يحدث لي بعد قليلْ
قد مررنا مثلما مرَّ سوانا
واشتهينا كسوانا وافترقنا كسوانا
ربما نرجع للشيء الذي شرَّدنا بعد قليلْ
ربما نرجع ’ لكنْ حُلُمي إياهُ يأتي عكسَ حُلْي
كلما قلت وجدت الشيء فَرَّتْ نحلةٌ حبلى بشَهْدٍ ’ فرأيت
أنَّ حُلْمي عَكْسُ حلمي

لم يعد في وُسْع هذا القلب أن يصرخَ أكثرْ
السماويُّ ترابيٌّ , فمتْ يا حبُّ فينا نتحرَّرْ
من نجوم لا تغطينا ولا توقد فينا نرجسهْ
النهايات هي الحُلم الذي يشبه حُلْماً قد حدثْ
النهايات هي المرأةُ والفكرةُ إذ تفترقانِ
والنهاياتُ هي الفكرةُ والمرأةُ إذ تنتظرانِ
عند أبواب الحكايهْ

هل أُسميكِ النهايهْ
أم أُسميكِ البدايهْ؟

سأسميكِ البدايهْ.


في آخر الأشياء



ثَمَر على وشك السقوط عن الشجرْ
تلك النهايةُ و البدايةُ أو كلامٌ للسفرْ

في آخر السردابِ ينكسر الفضاءُ و يتَّسعْ
لا نستطيع البحثِ عن شيء و عن قولٍ يُحَرِّر حائطاً
فينا . وتنفتح الشوارعُ كي نَمُرّ

ظلاَّن ينفصلانِ عنَّا, ثم ينتشرانِ ليلا لا يُحَسُّ ولا يُرى
مَنْ يستطيعُ الحب بعدك ؟ من سيشفى من جراح الملح
بعدَكَ ؟ في زواج البحرِ و الليلِ استدار القلبُ نحوك
لم يجدنا ,لم يجد حَجَلاً تَزَيَّا بالحجرْ
في آخر السرداب نبلغ حكمة القتلى, نساوي
بين حاضرنا و ماضينا لننجو من كوابيس الغدِ
أيَّامنا شَجَرٌ . وكم قمرٍ أرادَكِ زوجةً للبحر
كم ريحٍ أرادت أن تهبَّ لتأخذيني من يدي
أيامنا ورقٌ على وشكِ السقوط مع المطرْ
لم تبقَ للموت سوى الحجيج الأخيرةِ.لا مكانَ لنا هنا
لنطيلَ جلستنا أمام البحرِ.فلنفتح طريقاً للزهورْ
ولأرجُل الأطفالِ كي يتعلموا المشي السريع إلى القبورْ
كبرت تجاربنا و ضاق كلامُنا

فلننطفئْ
ولنختبئْ

في سيرةِ الأسلاف و السفرِ المؤدِّي للسفرْ

في آخر السرداب يسقطُ من يدينا كُلُّ شيءْ
لا تستطيع روائحُ اللوز استعادتَنا ولا دروبُ الشام
في آخر الأشياء نطلبُ كُلَّ شيء يمنع الثمرَ الأخيرَ من السقوطْ
لكننا نمضي إلى حتفِ الفواكهِ في مكابرة المحبِّين الجُدُدْ
لا تذكريني عندما ينمو ينمو جنينك . لا تطأ حلمي ولا تسمع منامي
لا تغضبي مني ولا تغضبْ من الذكرى ومن صدأٍ على ريش
الحمامِ
في آخر الأشياء ندرك كم سيذبحنا وينكرنا القمرْ
فى آخر الأشياء ينكسر الكلامُ على أصابعنا ونُخفي
ما اختفى منّا ولمْ نعلمْ . ونرحمُ وردةَ البيتِ الأخيرهْ
إن جئتِ أُغنيتي ولم تجدي حذاءَك فاعلمي أني كذبتُ على المدى.
إن جئتِ أُغنيتي ولم تجدي صراخك فاعلمي أني كذبتُ على الصدى
إن جئتِ أُغنيتي ولم تجدي نهايتها أحبِّيني قليلاً كي تحبيِّني سدى
إن جئتِ أُغنيتي ولم تجدي بدايتها أعيدي زهرةَ البيت الأخيرة للندى.
في آخر الأشياء نعلم أننا كنا نحبُّ لكي نحبّ...وننكسرْ.
...ولو استطعتُ ملكتُ عُمرَكِ ساعةً ودقيقةً منذ الولادهْ
حتى محاولة انتحاري حول خَصْرِكْ
وسرقت نعناع الطفولة من خُطاكِ وشرق شَعْرِكْ
ولو استطعتُ قتلت من رسموا فراشة ركبتيكِ
وشاهدوا الحجلَ المراوعَ فوق صدرِكْ.
ولو استطعت لكنتُ عبداً . أو إلهاً في مَمَرِّكْ
وأعدتُ تكوين الخليقة كي أكون الموجة الأولى لبحرِكْ
والصرَّخةَ الأولى لبرِّكْ
ولو استطعتُ لكنتُ أُدْرِكُ أننا
ثَمَرٌ على وشكِ السقوطِ عن الشجرْ

فانتازيا الناي


النايُ خيطُ الروح , خيطُ من شعاع أو أبَدْ
أبَدِ الصدى . والنايُ أنَّ يئنُّ أنّي راجعٌ من حيثُ جئتْ
من حيث جئتُ بلا رفيقٍ ’ أو بلدْ
بلدٍ يَلُمُّ حُطام أُغنيتي ,
ما نفعُ أُغنيتي؟

النايُ أصواتٌ وراء الباب . أصواتٌ تخافُ من القمر
قمر القرى . يا هل تُرى وَصَلَ الخبرْ
خبرُ انكساري قربَ داري قبل أن يصل المطرْ
مطرْ البعيدِ ’ ولا أُريدُ من السّنهْ
سنة الوفاةِ سوى التفاتي نحو وجهي في حجرْ
حجرٍ رآني خارجاً من كُمِّ أُمّي مازجاً قدمي بدمعتها
فوقعتُ من سنةٍ على سَنَةِ
ما نفع أُغنيتي؟

النايُ ما نُخفي ويظهر من هشاشتنا , ونمضي
نمضي لنقضي عمرنا بحثاً عن الباب الذي لم ينغلقْ
لم ينغلقْ بابٌ أمام الناي . لكنَّ السحابة تحترقْ
مما أصاب خيولنا ’ يا نايُ ’ فاثقبْ في الصخورِ طريقنا حتى نمرّ حتى نمر كما يمر العائدون من المعارك ناقصينَ
وخاسرينَ شقائق اللغةِ
ما نفعُ أُغنيتي؟

النايُ آخر ليلتي . والنايُ أوَّل ليلتي . والنايُ بينهما أنا
أنا لا أُنادي غير ما ضيَّعْتُ من قلبي هنا
وهناك سرنمةٌ . بلادي تشتهيني ميتاً ومشتتاً حول السياجْ
حول السياجِ يطاردُ الأولادُ قُوتَ الطيرِ أو قطع الزجاجْ
زجاجِ أيّامٍ تُعَدُّ على الأصابع أو على توت البيوت
توتِ البيوتِ يموت فيَّ ’ ولا يموتُ
ولا يموتُ على الغصون . تموتُ ذاكرتي
وما نفعُ أُغنيتي؟

النايُ ’ ناح النايُ صاح النايُ في شجر النخيلِ
شجر النخيل سيشتهينا . مَوِّهينا وادخلي باهَ الصهيلِ
وأَنا الصهيلُ وأنت جلدي ’ دثّريني دثّريني , واشربي عسل القتيلِ وأنا القتيلُ ’ وأنت أفراسُ . سأسقط كالنداء عن السفوحْ وعلى السفوح ينوح نايٌ . فضَّة الوديان أنَّتْ حول حنجرتي
فرس من الشهوَهْ
لا تبلغُ الذروهْ
ما نفعُ أُغنيتي ؟

النايُ نار الحب حين نظنُّه قد مات فينا
قد مات فينا فجأة ما نشتهيه ويشتهينا
ما يشتهينا نشتهيه ’ ورغبتي تبكي كأنثى الوحش تبكي
تبكي شعيرات الدم المحبوسِ في لُغَتي لأصرخ :
كم أُحبُّك , أو لأحكي
أحكي عن الناي الذي لا يستطيع فراق امرأتي
ما نفعُ أغنيتي ؟

الناي يفضحُ جرحنا المنسيَّ . يفتح سّرنا للاعترافْ
الاعتراف بكل ما نخفي وراء قناعنا . كنا نحبُّ
كنا نحبُّ نساءَنا . كنا نصَدِّق ماءنا وهواءنا . كنا نخافْ
كنا نخافُ نهاية الأشياء فينا عندما كنا نشبُّ
كنا نشبُّ على الخرافة . باسم مَنْ نهدي ونرفع حلمنا
هل حلمُنا ’ يا ناي ’ كنزٌ ضائعٌ
أم حبل مشنقةِ؟
قمرٌ على الشرفَهْ
لا يدخلُ الغرفَهْ
ما نفعُ أُغنيتي ؟


محاولة انتحار


كتب الوصيَّهْ :
عشرون أُغنيةً لعينيها ’ وللرمل البقيَّهْ

لم أَحترقْ
لم أَحترقْ
والنار ما زالت مُسَوَّدَةً خفيَّهْ

لم يبقَ لي غير النزول عن الصدى
والسير خارج داخلي بين الشظايا والمدى
عبثاً أُقدِّس ما يدنِّسُهُ الكلامُ . سدىِّ سدى
فلأنصرفْ عني وعنكِ إلى الغيوم الليلكيَّهْ

فَتَحَ النوافذ للكآبة : كم أرى
سُحُباً تغطيني وتمطرُ خارجي . كَمْ مِنْ قُرى
ألِفَتْ حنيني واختفت بدخانها كم من شعاعٍ أخضرا
شقَّ السماء وشَقَّني لأكون : قاعاً ’ أو ذُرى
وقصيدتي لا تنتهي إلاّ لتبدأ منكِ يا لُغَتي العصيَّهْ

لم يبقَ لي غيرُ الذي لم يبقَ لي . تعب المغنّي والمحاربْ
فليستريحا ، ريثما تُنهي مراكبُنا عويل البحر أو تُسْبَى المراكبْ
وليستريحا ليلةً ’ حتى نرى حجراً نُسَمِّرُ فوقه ضوء الكواكبْ
وليستريحا فيَّ . هل من قِمَّةٍ أُخرى
لنسرٍ لا يريد الموتَ في حقلِ الحقائبْ ؟
لم يبقَ لي غير انكسارِ السيف في جَسَد الضَحيَّهْ
ماذا تبقَّي منك , يا شعري ’ سوى امرأة تُغنِّي ما استطاعت أن تُغنِّي للقادمين من الغياب ومن أصابع أدمنت شارات نصرٍ كَسَّرتني؟
مات الذين أُحبُّهُم ’ واللوزُ يُزهر كلَّ عامٍ بانتظامْ
ماتوا ’ ولكنَّ الصخور تبيضُ لي حجلاً وتسحب ظلَّها البُني عني
طُرق بلا طُرق هناكَ,
وههنا أفقٌ ’ وأغنية تمنَّتني ولكن حطمتني
وحدي أُجدِّد صرختي : عودوا لأسمع صرختي . عودوا إلىَّ الآن مني ماذا تبقَّى منك ’ يا شعري ’ سوى أسماء قتلانا ’ ووشمٍ في الهويّهْ؟

ماذا تبقَّى منك ’ يا امرأتي ’ سوى يأسٍ تُكَلِّلني يداهُ؟
قد خفتُ من هذا النسيج وخفت من النشيج ومن عَدُوَّ لا أراهُ لا نهر فيَّ لتعبريه إليّ فجراً . كُلُّ ما فيَّ انتباهٌ وانتباهُ
لا بحر فيك لكي أصبَّ نهايتي . لا برَّ فيك لأهتدي من حيث شرَّدني
الإلهُ
وهبطتُ من قدميكِ كي أعلو إلى قدميكِ ثانيةً ’ ويخطفني مَتَاهُ
لكنَّ قلبي كان يعرف أنه لا يستطيع الارتفاع إلى مداكِ..إلى مداهُ
ماذا تبقَّى منك ’ يا امرأتي ’ سوى عسل يُجرِّحني ’ وملح جرَّحتني ضَفَّتاهُ؟
ماذا تبقَّى منكِ غير قصيدةِ الحبَّ الشقيَّهْ
كتبَ الوصيَّهْ:
عشرون أغنيةً لعينيها ... وللرمل البقيَّه
لا تشرحي أسباب هذا الانتحار لأصدقائي
لا تريد فحم الثياب , ولا تُغطيني بريحانٍ ورايهْ
لا تحفري فوق الهواء تحيَّةَ القلب الأخيرهْ
وإذا استطعتِ فلا تُحبِّي أيَّ شخصٍ تعرفينه
وإذا استطعت تجنَّبي مطر الخريف وصوتَ أُمِّي ,
وخُذي من النسيان زنبقةَ البياضِ العائليَّهْ


فَتَحَ النوافذ للذى يأتي ’ فلم يسمع سوى دقَّات ساعته الأخيرة دقَّتْ ’ تدقُّ ’ تعدّ ساعات النهاية . كم نهايهْ
ستدقُّ ساعتهُ لتُنهي دورة العمر القصيرهْ؟
لم يبقِ لي غير النزولِ من البداية ...للبدايهْ
والسير داخل خارجي . لكن سدى
وسدى تطول المسرحيَّهْ
هو لا يُوَدِّع أيَّ شيء أو أحدْ
عبثاً يُحِسُّ بأنه قد مَرَّ فوق الأرض يوماً
لا شيء يغريه بأن يبقي على الفراغ من الفراغ إلى الفراغ مُعَلَّقاً
قال : الحياةُ هديَّةُ الأفعى ’ فما شأني أنا
في مَنْ سيفرحُ بالهديَّهْ؟


وَضَعَ المُسَدَّس بين رؤياهُ ’ وحاول أن ينامْ
إن لم أجد حلماً لأحلمهُ سأطلقُ طلقتي
وأموت مثل ذبابةٍ زرقاءَ في هذا الظلامْ
وبلا شهيَّهْ

كتب الوصيَّهْ
عشرون أُغنيةً لعينيها ’ وللرمل البقيَّهْ

كتب الوصيَّه :
لا ’ لا وصيَّهْ.


آن للشاعر أن يقتل نفسه



آن للشاعر أن يقتل نفسَهْ
لا لشيء ’ بل لكي يقتل نَفْسَهْ

قال : لن أسمح للنحلة أن تمتصَّني
قال : لن أسمح للفكرة أن تَقْتَصَّ منِّي
قال : لن أسمح للمرأة أن تتركني حيّاً على ركبتها

من ثلاثين سَنَهْ
يكتب الشعر وينساني . وقعنا عن جميع الأحصنهْ
ووجدنا الملح في قمحٍ , وهو ينساني . خسرنا الأمكنهْ

وهو ينساني . أنا الآخر فيه
كُلًّ شيء صورةٌ فيه . أنا مرآتُهُ
كُلُّ موتٍ صورةٌ كُلُّ جَسَدْ
صورةٌ . كُلُّ رحيل صورة . كُلُّ بَلَدْ
صورةٌ . قلتُ : كفى متنا تماماً , أين إنسانيتي؟ أين أنا
قال : لا صورة إلاَّ للصوَر

من ثلاثين شتاءْ
يكتب الشعر ويبني عالماً ينهار حولهْ
يجمع الأشلاء كي يرسم عصفوراً وباباً للفضاءْ
كُلَّما انهار جدارٌ حولنا شاد بيوتاً في اللغهْ
كلما ضاق بنا البرُّ بنى الجنة , وامتدَّ بُجُملهْ
من ثلاثين شتاء ’ وهو يحيا خارجي

قال : إنْ جئنا إلى أُولى المُدُنْ
ووجدناها غياباً
وخراباً
لا تصدِّقْ
لا تُطَلِّقْ
شارعاً سرنا عليه ... وإليهِ
تكذب الأرضُ ولا يكذب حُلْمٌ يتدلى من يديِه

من ثلاثين خريفاً
يكتب الشعر ولا يحيا ولا يعشق إلاّ صوَرهْ
يدخل السجنَ فلا يُبصر إلاّ قمرهْ
يدخلُ الحبَّ فلا يَقطِفُ إلاّ تمرهْ
قلتُ : ما المرأةُ فينا ؟ قال لي : تُفَّاحةٌ للمغفرهْ
أين إنسانيَّتي ؟ صحتُ
فسدَّ الباب كي يبصرني خارجَهُ . يصرخ بي :
من فكرةٍ في صورةٍ في سُلَّم الإيقاع تأتي المرأةُ المنتظرهْ
آن للشاعر أن يخرج مني للأبد
ليس قلبي من ورقْ
آن لي أن أفترقْ
عن مرايايَ وعن شعب الورقْ
آن للنحلة أن تخرج من وردتها نحو الشفقْ
آن للوردة أن تخرج من شوكتها كي تحترقْ
آن للشوكة أن تدخل قلبي كُلَّهُ
كي أرى قلبي , وكي أسمع قلبي , وأحسَّهْ
آن للشاعر أن يقتل نفسهْ ,
لا لشيء ,
بل لكي يقتل نفسهْ



_________________
ديوان هى أغنية هى أغنية pdf محمود درويش Hearts10

حسن بلم


عدل سابقا من قبل hassanbalam في 2020-09-16, 9:05 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان هى أغنية هى أغنية pdf محمود درويش 15781612
ديوان هى أغنية هى أغنية pdf محمود درويش Icon_minitime 2013-11-30, 8:55 am

أوديب [ماحاجتك للمعرفة ... ياأوديب ]



ما حاجتي للمعرفهْ؟
لم ينجُ منِّي طائرٌ أو ساحرٌ أو إمرأهْ
العرش خاتمةُ المطافِ ’ ولا ضفافَ لقُوَّتي
ومشيئتي قَدَرٌ . صنعتُ أُلوهتي
بيدي ’ وإلهةُ القطيع مُزَيَّفهْ
ما حاجتي للمعرفهْ؟

السرُّ في الإنسان,
والإنسان سَيِّدُ نفسه وسؤالِهِ
لا علم إلاّ ما يراهُ الآن ,
والماضي دموعٌ مُتْرفهْ
ما حاجتي للمعرفهْ؟

أمشي أمامي واثقاً من صولجان خطايَ . ظلِّي أزرقٌ
والناسُ أشجاري
وللتاريخ أن يأتي بكُلِّ قضاتِهِ وشهودِهِ
ليؤرخوا فرحي بمملكتي
وأولادي وسُورَ مدينتي
وجلالَ أقنعتي
وموتَ الأمسِ فيَّ وفي المؤرِّخ . ههنا أحيا . هنا أحيا ’ هنا  ما حاجتي للمعرفهْ؟


لا شأن لي بسلالتي
كانوا رُعاةً ’ أم ملوكاً ’ أم عبيدْ
هذا أنا مَلِكٌ
أنا ملك وحيدْ
وأُحِبُّ امرأتي وأعبدُها وأَلبسُ عُرْيَها
وأشدُّها من كل أطراف الدم الجنسيِّ في دمها
وأُطلقُ صرختي بفحيح حيواناتها الصغرى
أُريدكِ مَرَّةً أُخرى ’ فلا تتحدثي عن زوجكِ الماضي وعن رجل سوايَ
أنا هنا . وأنا هنا
وأنا هنا
وهنا أنا...
ما حاجتي للمعرفهْ؟

أنا كائنٌ في ما أكونْ
وأن أنا
ماضيَّ سرُّ لا يُؤرِّقني ،
سأكمل ما بدأت من الجوابِ ’ لأكملَهْ
لا شأن لي بالأسئلة
عمَّا مضى
لا شأن لي ’ لا شأنَ لي . وأنا جوابٌ للجوابْ,
لا شأن لي في أصل أُمِّي
سيَّان ’ إن كانت أميرهْ
أو فقيرهْ
أنا واحدٌ
أحَدٌ
مَلكْ
ما حاجتي للمعرفهْ؟

لم يسألوني مَرَّةً : من أي صُلْبٍ قد أتيت؟
لم يسألوني : مَنْ أبوك ومَنْ أخوك ؟ ومن قتلتَ وهل قتلتْ؟
لكنهم قالوا : ستثأرٌ للملكْ
فسألت : من قتل الملكْ؟
وسألتُ : من قتل الملكْ؟
أنا قاتلُ الملكِ . الملكْ
هو والدي المجهول والراحلْ
وأنا بريءُ من دَمٍ واقفْ
بيني وبين الله . لم أعرفْ
بأني القاتل الجاهلْ
وهل الجريمة أنني قاتلْ
أَمْ أَنَّني عارفْ؟!

أنا زوجُ أُمِّي
وابنتي أُختي
وتختي , مثل عرشي ’ أوبئهْ
يا إمرأهْ
يا معرفهْ
ما حاجتي لكما ,
لماذا لم تموتا مثل موت الآلهة
مَنْ أطلق الماضي عليّ كإخطبوط حول روحي التائهة
مَنْ دسَّ في خمري سموم المعرفهْ
ما حاجتي للمعرفهْ؟

يكتب الراوي : يموت



ليس لي وجهٌ على هذا الزجاجْ
الشظايا جسدي
وخريفي نائمٌ في البحرِ
والبحرٌ زواجْ
فلينم أصحاب هذا الوقت في ساعاتهم
هذه الأجراس لا تأخذني اليومَ
إلى أي لقاء أو وداع...
هذه الأجراسُ لا تعلن وقتي
إنَّ وقتي من شعاع
يكتبُ الراوي على الكورنيش
والموج الممزَّقْ:
ذهب المَوتُ إلى البحر
وظلَّ البحر أزرق

مُدنٌ تأتي وتمضي . هذه زنزانتي
بين حوار الضوء والظلِّ
جدارٌ وجدارْ...
إن وجهي واحدٌ . والموت واحدْ
مدن تأتي .. وظلَّ يتمدَّدْ
مدن تمضي ... وظلَّ يتبدد
هذه حريتي
بين حوار الظلِّ والضوء
نهار وجدار
إن وجهي واحدٌ ... والموت واحدْ.

يكتب الراوي على السكينِ:
من هذا النزيفْ
طار عنقودُ حمامْ
وعلى سطح الرغيفْ
وجد العشَّ ’ ونامْ

ليس لي وجه على مرآة هذا الوقت
وجهي كبيوت الفقراء
((يشرب النسيان )) من ذاكرة القمحِ
وحلم الأنبياء
مُدُنٌ تأتي وتمضي . ساعةُ الحائطِ للعرضِ
وللأرض أنا ... والشهداء

وهنا بيروت في الصفر التجاريِّ وفي أقراص منع الحمل والحنطة
تبكي وقتها المكسور في الإعلان عن أقراص منع الوطن الأخر تبكي وقتها المهدور في هذا المساء
ليس لي وجه على هذا الكفن
فلينم أصحاب هذا الوقت في ساعاتهمْ
ولينهضِ الموتى من الموت لترويض الزمن
يكتُبُ الراوي على باب المدينة:
من هنا مر الخريفْ
في ثياب القَتَلَهْ
وعلى كل رصيفْ
حفلة للسنبلَهْ

ليس لي وَجْهٌ على هذا الفراق
الشظايا جسدي
والمسافاتُ عناق
آه ’ لو يبتعد الموتى عن الموت قليلا
لأراهم في تفاصيل الأملْ
آه , لو أسحب مني جثتي
لأرى الفارقَ ما بين الصّدى والصوت
والفكرة في بؤس العمل
كلُّ شيء قابل للاحتراقْ
في احتمالات الكتابة
كلُّ شيء في يد الراوي أو الشاعر
شعرٌ وعناقْ
الضحايا – صُوَرةٌ
والدمُ – إيقاع قصيدهْ
واندلاعُ الفجر في الغابةِ
والماء الطليعيّ
وعطرُ البرتقال الرحبُ...
والموتُ دفاعاً عن حصان أو عقيدهْ
في يد الشاعر شعرٌ وعناقْ !
يا إلهي ! أين إنسانيتي
يا إلهي ! كيف أنجو من مهارات اللغة !
كل شيء قابل للاحتراق
في احتمالات الكتابة
المسافات عناق
والتفاصيل عناق
والعلاقات عناق

ولذلك
يكتب الراوي على كل البيوت:
الحقيقيُّ يموت
والحقيقيُّ يموت !


اُسميك نرجسة حول قلبي [ الى سميح القاسم ]


دوائرُ حولَ الدوائرِ ، لو كان قلبي مَعَكْ
قطعتُ مزيداً من البحرِ . ماذا أصابَ الفَرَاشَ ،
وما صَنَعَ النبعُ بالفتياتِ الصغيرات ؟ ماذا دهانا ؟
لندخل هذا العناقَ السرابَ .. العناقَ السرابَ السرابْ
ونحن على مشهدٍ لا يُكَرِّر إلاّ حضورَ الغيابْ
تماثيلَ تُحصى ، حصى ، مشمشاً ، شارعاً ، شارعين . وبابْ
يطلُّ على خُطْوةٍ لم تصلْ بعدُ . ماذا أصاب الوهجْ
وما فعل الليلُ بالعتباتِ الأليفةِ ؟ ماذا دهانا ؟
لتنفصلَ العينُ عن نظرةٍ صَوَّبَتها ؟ أحين تمدُّ الجذورْ
رسائلَها في الفضاءِ لتمتدَّ فينا يغيبُ الحضورْ ؟
غيابٌ حُلوليَ في كُلِّ دارٍ . غيابٌ بلادٌ أُشيّدها في اللغهْ
غيابٌ دخوليَ في الروحِ لاشيءَ فيَّ . غيابٌ غيابْ


إذا غَفَر اللهُ للأنبياءْ
وعادوا إلى الأرضِ من ملكوت العقيدهْ ؛
إذا غَفَر اللهُ للسجناءْ
وعادوا إلى البيت من رحلةٍ في مساء القصيدهْ
إذا غَفَر اللهُ للشهداءْ
وعادوا إلى الأهل من جنَّة الكلماتِ البعيدهْ
فهل تغفرُ الأمُّ لي
رحيلي إلى امرأةٍ ثانيهْ ؟

دوائرُ حول الدوائِر ، دعني أُفسِّرْ لكَ الحادثهْ
حلمتُ ، كما كُنْتَ تحلم ، أَن حزيران أقسى الشهورْ
وأَنَّ الكلام الذي يتكرَّرُ فينا لكي نتبعهْ
هو الكارثهْ
حلمتُ ، كما كنتَ تحلمُ ، أن البحيرات زرقاءُ خلف يديَّ
وخلفَ يديكْ
وأن الطريق المعاكسَ أقربُ منّي إليَّ ، وأقربُ منكَ إليكْ ،
وأَن لحريتي رمزَ تموزَ والزوبعهْ
حلمتُ فَطِرْتُ لأدخل ، ثانيةً ، في الجذورْ
وغبتُ لأُحضِرَ كلَّ هدايا اللغهْ
إليكْ ..
وكدتُ أعود قُبَيْل انبثاق الفراقْ
ولكنَّ حادثةَ الوهم تمَّتْ ، وتَمَّ احتراقُ البُراقْ
على شارع عجَّ بالحالمين ،
وبالرحلة الثالثهْ


إذا ضَلَّت الروحُ خارجَها
ضَلَّتْ روحَ داخلها


أسمِّيك نرجسةً حول قلبيَ
لو كان قلبي معكْ ،
وأودعتُهُ خَشَبَ السنديانِ ،
لكنتُ قطعتُ الطريقَ بموتٍ أقلَّ ...

أما من وراءٍ ؟ أما من أمامٍ ؟ أما من صعود ؟
أما من هبوط ؟
أما آن للفارس الحُرِّ أن يتوسَّدَ ظِلاً وأن يشتري قبرَهُ قبل أن ينفدَ القفرُ . ماذا دهانا

أما كان من حقِّنا أن نُصَدِّق امرأةً واحدهْ
وأُسطورة واحدهْ ؟
حرامٌ علينا مكاشفةُ الذات . هل ترقص الباسادوبلي
وتعبر في شارع المومساتْ ؟
أما كان من حَقِّنا أن نواصل ذاك الضحكْ
وكَسْرَ الزجاجاتِ في شارع الليل حين يموتُ الملكْ ؟

لنا الذكرياتُ ، وللغزوِ ترجمةُ الذكرياتِ إلى أسلحهْ
ومستوطناتْ
أما زلت تؤمن أن القصائد أقوى من الطائراتْ ؟
إذن ، كيف لم يستطع امرؤ القيسِ فينا مواجهة المذبحهْ ؟
سؤالي غلطْ
لأنَّ جروحي صحيحهْ
ونطقي صحيحٌ ، وحبري صحيحٌ ، وروحي فضيحهْ
أما كان من حَقِّنا أن نكرّس للخيل بعضَ القصائد قبلَ انتحار
القريحهْ ؟
سؤالي غلطْ
لأني نمطْ
وبعد دقائقَ أشربُ نخبي ونخبكَ من أجل عامٍ سعيدٍ جديدٍ جديدٍ
سعيدٍ
جديدٍ سعيدْ


إذا ضلَّت الروحُ خارجَها
ضلَّتْ روحَ داخلِها

سنكتبُ ، لا شيء يثبت أني أُحبك غير الكتابهْ
أُعانق فيك الذين أحبوا ولم يفصحوا بعد عن حُبِّهم
أُعانق فيك تفاصيل عمر توقَّفَ في لحظةٍ لا تشيخُ
هنا قلبُ أُمّي . هنا وجهُ أُمِّك
هنا أوَّل الشِعْرِ والسخريهْ
هنا أول السُلَّم الحجريِّ المؤدّي إلى الله والسجن والكلمهْ
هنا نستطيع انتظارَ البرابِرة المؤمنين بجحشٍ
توقف في أرضنا قبل ميلاد عيسى عليه السلام ،
وأسَّس دولته بعد ألفي سنهْ
أتحسب أن الزمانَ يُضَيِّعُ حَقَّ الحمير بقتلِ العربْ ؟


سنكتب ، لا شيء يثبتُ أنَّ الزمانَ طويلُ اللسانِ
سوى الكلمات التي لا تَصُدُّ سوى موتِ
صاحبها
فقُلها
وقُلْها
وخفِّفْ عن القلبِ بعضَ التلوّثِ والأسئلةْ
وقُلْها
وخفِّفْ عن الناس ساديَّة العصرِ والأخوة – القَتَلَهْ
سنكتب من غير قافيةٍ أو وطنْ
لأنَّ الكتابة تثبت أني أُحبكْ ،
وأنَّ لأُمي حقاً بقلبكْ
وأنَّ يديك يدايَ ، وقلبيَ قلبُكْ

من فضة الموت الذي لاموت فيه


نسيانُ أَمرٍ مّا صعودٌ نحو باب الهاويهْ

هذا أنا أنسى نهاياتي وأصعدُ ثم أهبطُ . أين يُمْتَحنُ الصوابْ؟

هل في الطريق ’ أم الوصولِ إلى نهايات الطريق المُفْرجَهْ؟

وإذا وصلتُ فيكَيفَ أمشي ؟ كيفَ أرفعُ فكرةً أو أغنيهْ

ضيَّقْتُ هاويتي لتكبر خطوتي فيها ’ وأجلستُ السماء على الحصى

وعليَّ أن أنسى لأنفضَ عن يديَّ سلاسل الطُرقِ الكثيرهْ

وعليَّ أن أنسى هزائميَ الأخيرة كي أرى أُفُقَ البدايهْ

وعليَّ أن أنسى البدايةَ كي أسيرَ إلى البدايةِ واثقاً منِّي ومِنها

ولأنني ما زلتُ أسألُ ’ لا أرى شكلاً لصوتي غيرَ قبوي

هل كان معيارُ الحقيقةِ دائماً سيفاً لأخفي فكرتي مُذْ طارَ سيفي؟

مَنْ يستطيعُ البحثَ عن سفحٍ لصوتٍ خرَّ في الوادي السحيقْ؟

مَنْ يستطيعُ البحث عن أممٍ أتانا صمتهُا عبر الخيول الفاتحهْ

وتزوَّجتْ لغةَ العدوِّ تعلمتْ أديانَهُ واستسلمتْ لغيابها

ماذا أرى مما جرى ؟ هل أستطيع البحثَ عن مترٍ مُرَبَّعْ

لأحيل أُغنيتي إليه ’ خلفَ هندسةِ الخرابِ الصارمهْ

ولخطوتي الأولى . ألم أعرف تماماً شكل موتي

وحجارة القمر المبعثرِ ’ عندما أهديتُ موتي

لسلام أطفالٍ سينجبهم عَدُوِّي من نسائي

هل هكذا التاريخ لا يروي سوى سِيرَ الملوك الناجحينْ؟

دافعتُ عما لا أراهُ ’ لن أراهُ ’ ولن أراهُ ’ وعن سرير العاشقهْ

دافعتُ عن شجرٍ سيشنقني إذا ما عُدْتُ من لغتي إليهْ

دافعت عمَّا كان لي ’ ويفرُّ مني حين توقظهُ يدايْ

دافعت عمّا ليس لي . وسأستطيع إذا استطعتُ سأستطيع

أن أُرجعَ الماضي إلى ماضيهِ ’ أن استلَّ موعظةَ الجبلْ

ممَّن رآني سائراً متسائلاً بين الضحايا والشهودْ

ضيَّقْتُ هاويتي لأوضحَ خطوتي . سأستطيعُ سأستطيعْ

أن أملأ الكلمات معناها وأن أحيا كما شاءت مشيئةُ رغبتي

هذا أنا أنسى نهاياتي وأصعدُ ثم أصعدُ نحو باب الهاويهْ

أهناك ما يكفي من الأفكار كي أختارَ خطوتي الأخيرهْ؟

أهناك مايكفي من البلدان كي أضعَ الكلامَ على الرصيف

وأنصرفْ

أهناك ما يكفي من الكلمات كي أبني نوافِذَ لا تطلُّ على المذابحْ؟

أهناك ما يكفي من التاريخ كي أجدَ ابتهالاتِ الشعوبِ السابقهْ؟

أهناك ما يكفي من النسيان كي أنسى .. وأنسى

أنسى لأبتكر البداية من نهاية ما انتهى فينا. كسرتُ الدائرهْ

وكسرتُ نفسي كي أرى نفسي تدلّ على انتباه الأجنحهْ

وعليّ أحياناً. أنطعمُ خيلَنا لغةً ، أنسرِجُها الكنايهْ؟

من ليس منّا صار منّا. افتحوا باب الحدائقِ في قيودي

يخرجْ إليكم ما أُريدُ من الكلام، وما أُريدُ من اليمامْ

لم يبقَ لي شيءٌ لأخسرَهُ هنا. لم يبقً لي شيءٌ كي أراهْ

لم يبقَ لي شيءٌ يناديني ولا شيءٌ يضافُ إلى كتابات الكهوفْ

في قوّتي ضعفُ الممرِّ، وفي انكساري قوّةُ المعنى. فماذا

لو هبَّ نعناعٌ على أقفاص نفسي، وارتفعتُ على حطامي العاليهْ

ماذا لو اكتمل النشيدُ الحرُّ ، وانهارتْ حدودُ الهاويهْ؟

ماذا لو انفضّ النّهارُ عليَّ من ثقب المدى؟ هي أغنيهْ

سيوّزعُ النسيانُ أعشاباً على جدرانها، وسنستعيدْ

أيامَ إخوتنا وتاريخ انبجاس الماء من حجر. فكم سنةً سنبقى

في قاع هاويةٍ نُعلم روحنا قدّاسَها وجناسَها

ونعيدُ للأسماء سكّاناً نسوا أسماءهم كي يتبعونا

ويُقايضوا دمهم برمّان البعيدْ؟

صدّقتُ أُغنيتي وكذّبتُ الخريفَ وليتني كذّبتُ أُغنيتي وصدّقتُ

الخريفْ

هل يستطيعُ الوردُ في أحلامِ منْ مات النزولَ عن السياجْ؟

هل نستطيعُ العيشَ أكثرَ ما استطعنا كي نرى ذهبَ الكلامْ

خبزاً وفاكهةً؟ "أسأتُ إليك يا شعبي" أسأتُ كما أساء الحبُّ لي

وأصبتُ طفلاً بالأغاني حين قدّستُ المعاني وحدها

وتركتُ سكانَ القصيدةِ في مخيّمهم يعدّونَ الهواءَ على الأصابعْ

كم من أخٍ لك لم تلدْهُ الأم يولدُ من شظاياك الصغيرهْ؟

كم من عدوٍّ غامضٍ ولدته أمُّك يفصلُ الآن الظهيرةَ عن دمك؟

"أأسأتُ يا شعبي إليكَ" كما أساءَ إليّ آدمْ؟

ما أضيقَ الأرضَ التي لا أرضَ فيها للحنين إلى أحدْ!

كم مرةً ستعيدُ للأممِ المسيحَ على طبقْ

من فضةِ الموت الذي لا موت فيهِ ولا درجْ..

كم مرةً ستعيدُ للأشياءِ أوّلها وللأسماءِ فكرتها البسيطهْ

كم مرةً ستمرُّ وحدك في "الطريق إلى دمشق"، ولا ترى

غير الفراغ المرِّ، يا صحراءُ كوني نعمةً، كوني صغيرهْ

لتمرَّ قافلةُ الدعاءِ وقبضةُ القمح الأخيرهْ

كم مرةً ستكونُ آخرَ من يكونُ ولا يكونْ؟

يستدرجونك، فانتظرهم خارج المعنى ولا تلقِ السلامَ على أحدْ

واخطفْ خطاكَ من الخناجر، وارتفعْ أعلى من الشجرِ السحابةِ واللغهْ

وادخلْ إلى أنفاقِ نفسك كي ترى ما ليس فيهم

يستدرجونك، فانتظرهم خارج الأشياء. كن شبحاً. وكنْ

شبحاً، ولا تخلعْ قناعَك عن دروعك. كنْ شبحْ

شبحَ البدايةِ والنهايةِ والمدى، أنت المدى. هي أغنيهْ

قطعوا يديّ وطالبوني أن أدافعَ عن حلبْ

واستأصلوا منّي خطاي وطالبوني أن أسير إلى صلاة الغائبين

أشعلتُ معجزتي وسرْتُ، فحاصروني ، حاصروني ، حاصروني

قالوا: انتظرْ، فنظرتُ. {لا تكسرْ موازينَ الرياحِ مع العدو}

ووقفتُ: قالوا: لا تقفْ . فمشيتُ ثانيةً، فقالوا: لا تسِرْ

{الحربُ فرٌّ. لا تحاربْ خارجَ الكلماتِ}. قلتُ: منِ العدوّ؟

{ارفعْ شعارك وانتظرهُ واعتذر عمّا فعلتْ}

ماذا فعلْتُ؟ {بحثْتَ وحدك عن خطاكَ ولم تبلّغْ سيِّدكْ}

من سيِّدي؟ قالوا: {الشعارُ على الجدار} فقلتُ: لا

لا سيّدٌ إلاّ دمي المحروقُ في جسدي يفتّش عن يديّْ

لتدقَّ بوابات هذا الليلِ . لا. لا سيّدٌ إلاّ دمي. هي أُغنيهْ

وعليَّ أن أجدَ الغناءَ لكيْ أسلّي من أُسلّي: قاتلي، حبيبتي

وأنا أُحبُّ لأرفعَ الأنقاضَ عن نفسي، وأحياناً أحبُّ لكي أحبّ

ماذا سأفعلُ بعد جسمك، والشتاءُ هو الشتاء

عسلٌ عنيفٌ يرشدُ الأنثى إلى ذكرٍ ، ويرشدني إلى عبثِ الكلامْ

دقّت حوافرُ هذه الأمطار خاصرتي ، أألجأُ للقصيدهْ

وهي التي فتحت على حريتي منفايَ فيكِ، وأين أنت وأين أنتِ؟

في القاعِ يتضحُ الغيابُ، أرى الغيابَ ، أجسّهُ وأراهُ جسماً للغيابْ

وأقيسُ هاويتي بما يبقى من النسيانِ ، لا أنسى فأهبطُ في الجحيمْ

وأقيسُ هاويتي بما يبقى من النسيانِ ، فاهبطْ أيها النسيانُ حبلاً للخروجْ

للخارجِ الهاوي. تعبتُ من الرجوع إلى مهبِّ الذاكرهْ

أنسى لأعرف أننا بشرٌ وأنسى كي أجدّدَ وردتي

لا شيء فيَّ ، ولا أماميَ ، كي أرى خُبَّيْزةً حمراءَ في هذا الخرابْ

لا شيء فيكِ لكي أضحّي بالمدائحِ والجسدْ

لا شيء فينا كي نعودَ إلى مُساءلةِ الطبيعةِ والطبائعْ

لا شيء فينا كي نعلّقَ شارعاً فوق الصدى. هي أغنيهْ

وعليَّ أن أجدَ السماءَ هنا لأُصبحَ طائراً

وعليَّ أن أنسى لكي أجدَ الذي أنساهُ . ماذا أنتظرْ؟

لم يبقَ في تاريخ بابي ما يدلُّ على حضوري أو غيابي

بابٌ ليدخل أو ليخرجَ مَنْ يتوبُ ومَنْ يؤوبُ إلى الرموزْ

بابٌ ليحملَ هدهدٌ بعض الرسائلِ للبعيدْ

لم يبقَ في تاريخ بابي غيرُ خطوة مَنْ أريدُ ومن أحبّ

كلَّ الذين كرهتهمْ مرُّوا ببابي حين نمتُ وحين قمتُ

من آدمَ المحكومِ بالصحراءِ حتى آخرَ الأعداءِ من أبناءِ أمِّي

أأنا الوحيد المستباحُ كشمسِ آبَ وتسميات الآلههْ؟

أأنا الوحيد الحرُّ في كلّ العصورِ وفي جميع الأمكنهْ

ليقيسَ كلَّ الناسِ’ حُرياتهم بطلاق أُمِّي من أبي

هل متُّ من زمنٍ بعيدٍ واختفيت ولم يصدِّقني أحدْ؟

ويواصلون البحثَ عن قبري ليتفق الحليفُ مع العدوِّ على فضاء مشانقي

ويواصلون البحثَ عن صوتي لأشهد أنني ... لا صوت لي

أو أنني نصفُ الطريق إلى التوابل والحرير

أأننا استراحةُ من يحاربُ أو يفاوضُ 00أو يخاطب ربَّهُ

أو واحةٌ للقافلهْ !

لا أستطيعُ تأمُّلَ الأشياءِ وهي تعيشُ فيَّ لكي أغيب

وقُدِدْتُ من حجرٍ ’ وفي حجرٍ سُجِنْتُ  ومِنْ حجرْ

أطلعتُ نرجسةً لتُؤْنسَ صورتي أنا من هناكْ

وبكُلَّ ما أوتيتُ من حجرٍ سأجمعُ قوَّتي وخرافتي

لأكون صنواً لاسمي الحجريِّ,تخطيطاً لظلِّ لي ’ وظلِّ للمكانْ

ومسافةً قرب المسافةِ بين أسئلتي وأجوبِة السيوف الغادرهْ

سأُمزِّق الصحراء فيِّ وحول أجوبتي . سأسكنُ صرختي

((أنا من رأى))...

أنا من رأى في ساعةِ الميلادِ صحراءً فأمسك حفنة العشب الأخيرهْ

سأكون ما وسعَتْ يدايَ من الأفق

سأُعيدُ ترتيبَ الدروب على خُطاي

سأكون ما كانتْ رؤاي.

((أنا من رأى))...

أنا مَنْ رأى نومَ التتارِ على الخيولِ الراكضهْ

أنا مَنْ رأى أَمعاءَهُ فوق الدوالي ... فاقْتَرَبْ

أنا مَنْ رأى خمسينَ عَصراً جاثِماً فوق الدقيقةِ . فاقْتَرَبْ

أنا مَنْ رأى تسعينَ والدةً لبنتٍ واحدهْ

أنا مَنْ رأى سرباً من الحشراتِ يصطادُ القمرْ

أنا مَنْ رأى في جرحِهِ تاريخَ هجراتِ الشعوب من الكهوفِ إلى المسارحْ

أنا مَنْ رأى ما لا يَرَى . هي أُغنيهْ

لا شيء يعنيها سوى إيقاعِها ’ ريحٌ تهبُّ لكي تهبَّ لذاتها هي أُغنيهْ

حجرٌ يُشاهدُ عودةَ الأسرى إلى  ما ليس فيهم ، أُغنيهْ

قمرٌ يرى أسرارَ كُلِّ الناس حين يخبئون جنونهم في ضوئِهِ ويصدقون

الأُغنيهْ

وهشاشةٌ تتفَقَّدُ الإنسان في آثارِهِ،

في قطعةِ الخزفِ القديمةِ , في أداة الصَّيْدِ ’ في لَوْحٍ يُؤوَّلُ أُغنيهْ

لتمجِّدَ العبثَ الشقيَّ وقوةَ الأشياءِ في ما ليس يُدْرَكُ ’ أُغنيهْ

تُرسي , لتعرفَ نفسها ’ قانونَ غبطتها وتَرْحَلْ

لقراءة أُخرى تراها عكسَ ما كانتْ تُشيرُ ولا تشير

هي أُغنيهْ

هي أُغنيهْ

_________________
ديوان هى أغنية هى أغنية pdf محمود درويش Hearts10

حسن بلم


عدل سابقا من قبل hassanbalam في 2020-09-16, 9:08 pm عدل 1 مرات

hassanbalam يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11555
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان هى أغنية هى أغنية pdf محمود درويش 15781612
ديوان هى أغنية هى أغنية pdf محمود درويش Icon_minitime 2020-09-16, 9:06 pm
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان هى أغنية هى أغنية pdf محمود درويش

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا