آخر المساهمات
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-12, 10:41 pm
2024-04-02, 5:16 am
2024-04-01, 10:56 pm
2024-04-01, 10:49 pm
2024-04-01, 10:46 pm
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

ديوان الأسرار والرموز,شعر وقصائد محمد إقبال,ديوان محمد إقبال مترجم pdf

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11549
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان - ديوان الأسرار والرموز,شعر وقصائد محمد إقبال,ديوان محمد إقبال مترجم pdf 15781612
ديوان - ديوان الأسرار والرموز,شعر وقصائد محمد إقبال,ديوان محمد إقبال مترجم pdf Icon_minitime 2020-11-03, 6:02 pm
@hassanbalam
#محمد_إقبال

ديوان الأسرار والرموز


أسرَارُ إثبات الذات

رأيتُ الشيخ بالمصباح يسعى له في كل ناحية مَجال
يقول: مَللتُ أنعامًا وبَهْمًا وإنسانًا أريد، فهل يُنال؟
برِمتُ برفُقةٍ خارَت قواها برسْتُمَ أو بحيدرٍ اندمال١
فقلنا: ذا مُحالٌ، قد بحثنا، فقال: ومُنيتي هذا المحالُ
مولانا جلال الدين الرومي
تمهيد
ليس في أعواد غابي سقَطٌ هيَ للمنبر أو أعواد صَلْب٢
نظيري النيسابوري
قطع الصبحُ على الليل السفَرْ فَهمَى دمعي على خدِّ الزهَرْ
غسل الدمعُ سُباتَ النرجسِ وصحا العُشب بمَسرَى نفَسي
جرَّب الزارعُ قولي مُحصَدا مِصرعًا ألقى، وسيفًا حَصدا
إنَّه حَبَّ دموعي زَرعا نسجَ الروضَ وأنَّاتي معا
ذرَّةٌ قد نالت الشمسَ أنا كم صباحٍ في فؤادي كَمنا
طينتي من جَامِ جَمٍّ أنورُ من غيوب الكون عِندي خبرُ٣
صَيْدُ أفكاري ظِباء لم تُرَمْ لم تُسَيَّب بَعدُ من قيد العَدمْ
زَانَ بُستانيَ عشبٌ ما ظَهَرْ وجنيتُ الورد في جوف الشجر٤
محفِلُ الشادين مني يَرجُفُ في وِتار الكون كفِّي تعزِف
صامِتٌ فيَّ ربابُ الفِطرةِ ما وعَى عنِّي جليسي نغمِتي
إنني شمسٌ قريبٌ مولِدِي حُبُكًا في فَلَكٍ لم أعْهَد
لم يَرُعْ ضوئيَ سِربَ الزُّهُرِ أو يُرَجْرَجْ زئبَقي في البَصرِ٥
ما رأت رقصَ ضيائي الأبحُرُ أو كسا الأطوادَ ثوبي الأحمر
عينُ هذا الكون لي لا تَعهد أنا من خوف طلوعٍ أرْعَدُ
مزَّق الظلمةَ فجري فسفَرْ وبدا طَلٌّ جديدٌ في الزَّهرْ
إنني أرقب صبحًا مُعلمًا حبَّذا من حول ناري زمزما٦
•••

أنا لَحْنٌ دون ضَربٍ صَعَدَا أنا صوتٌ شاعري يأتي غدا٧
دونَ عصري كلُّ سرٍّ قد خَفِي ما بهذي السوق يُشرى يوسُفي٨
أنا في يأسٍ من الصَّحْب القديم مُشْعَلٌ طُوري ليغشاه كليمْ٩
بحرُ صحبي قطرةٌ لا تَزْخَرُ قطرتي كاليمِّ فيه صَرْصَرُ
من وجودٍ غير هذا لي غِناء ولركبٍ غيرِ هذا لي حُداءْ
كم تجلَّى شاعرٌ بعد الحِمامْ يوقظُ الأعينَ حينًا وينام
وجههُ من ظلمة الموت سَفَر ونما من قبره مثلَ الزهَر١٠
•••

كم بهذا السَهب مرَّت قافلهْ مثلَ سَير النُّوق رهوًا سابلهْ
غيرَ أني عاشقٌ، ديني النُّواحْ ثورةُ المحشر في هذا الصياحْ
أنا لحنٌ كلَّ عنه الوترُ لا أُبالي أَنَّ عُودي يُكسرُ١١
أبعدِ القطرة عن سيلٍ طما وانظرنَّ اليمَّ منه التطما
لا تعي موجيَ هذي الأنهرُ لا تعي لُجِّيَ إلا أبحرُ
ليس أهلًا لسحابي زهرةٌ ليس فيها لنموٍّ روضَةُ١٢
كم بُروقٍ نائماتٍ في الجَنانْ ضاقتْ البيدُ لديها والقِنانْ١٣
إن تكن صحراءَ فاطلب لجَّتي أو تكن سيناءَ فاقبِس شُعلتي
قد حُبيتُ الوِردَ من عَين الحياهْ ووُهبتُ السِّر من عين الحياهْ١٤
أشعلَ الذرة لحني الثائرُ رفرفتْ فهي يَراع طائر
مانثا ذا السرَّ غيري في البشرْ لم يثقب ناظم مثلي الدُرَر
أقبِلَنْ إن تَبغ عيشَ الخالدينْ
أقبِلَنْ إن تبغ مُلك العالَمين
أفشت الأفلاك لي السرَّ القديمْ كيف يُخفَى السرُّ من دون النديم؟
أَيها الساقي! من الراح اسقني وأسُ في قلبي جِراحَ الزمن
شعلةُ الماء التي من زمزم قيصرٌ يعنو لها كالخدم
مُقلةُ المُبصرِ منها أبصر وشِعابُ الفكر منها، أنور
تجعلُ الريشةَ طودًا قاهرًا وتُرى الثعلب ليثًا زائرًا
هِيَ تسمو للثُريَّا بالثَرى وتعي القطرةُ منها أبحرا
تجعل الصمت ضجيجَ المحشرِ تجعل الدُّرَّاج حتفَ الأصْقُر
املأ الكأس بصَفوٍ نيِّرِ نوِّرِ الفكرَ بنور القمرِ
لأقود الركب شطر المنزل باعثًا شَوْقَ السُّرى في المُقَل
رائيًا وجهَ جديدِ الأمل ساعيًا إثرَ جديد العمل
فأُرَى إنسان عين العارفين وأُرى لحنًا بأُذْن العالمِين
مُعليًا قدرَ الكلام المُبدَع مازجًا فيه غزيرَ الأدمُع
قارئًا من فيض ذا الشيخ العظيم كُتُبًا تُضمر أسرار العلومْ١٥
قلبهُ من شعلة الوَجد استعرْ وأنا في نَفسٍ منه شَرَرْ
قد رمى الشمعُ فَراشي باللهَبْ وغزتْ جامي الحُميَّا فالتهبْ١٦
صيَّر الروميُّ طيني جوهرًا من غُباري شاد كَونًا آخرا
ذرةً تصعد من صحرائها لتنال الشمس في عليائها
إنَّني في لُجِّه موجٌ جرى لأصيب الدُّر فيه نيِّرا
قد عرتْني نشوةٌ من كاسه وحياةً نلتُ من أنفاسه
•••

ليلةً رانت على قلبي الشجون وسرت «يا ربِّ» في الليل السكون١٧
من فراغ الكأس قلبي نائحُ من صروف الدهر شاك صائح
أرهق التسيارُ فكري فثوى هِيضَ سِقْطاه وللنوم هوى١٨
•••

لاح شيخ الحق ذاك الألمعيّ من حكى قرآننا بالفهلويّ١٩
قال: يا ولهان بين العاشقين! من شراب العشق فاجرع كل حين
شُقَّ في العين حِجابَ البصر وأثِرْ في القلب هولَ المحشر
واجعلنَّ الضِّحْك ينبوع البكاء واملأ العين دموعًا من دماءْ
أنت كالِكمِّ صموتٌ أبكمُ انشُرنْ كالورد ريحًا تَفْغَم٢٠
صعِّدنْ من كلِّ عضو، كالجرس نوحك الصامتَ — في كلِّ نفَس
أنت نار فأضئ للعالَمِين بلهيب منك أذكِ الآخرين٢١
سِرَّ شيخ الحان أعلِنْ في هَياجْ كن مُدامًا واتخذ ثوبَ الزجاج٢٢
وكن الفِهرَ لمرآة الفِكَر واصدَعنْ جهرًا وأعلن ما استتر٢٣
حَدِّثَنْ كالناي عن غابٍ نأَى حدثنْ قيسًا عن الحيِّ انتأى٢٤
جدِّد النوح بلحن محدَثِ ومن الآهات في الحفل انفثِ
كل حيٍّ فيه رُوحًا أَحْكمِ وزِد الحيَّ حياة من «قُم»٢٥
وهلمَّ اسلُك طريقًا أُنُفا وانفِ عن قلبك ما قد سَلَفا
جرسَ الركْب! تنبَّه لا تنم واعرف اللذة في هذا النَّغَمْ
•••

صرتُ نارًا في ثيابي تُسعَر صرت كالناي، هَياجًا أُضمِر
ثُرتُ من أوتار نفسي نغمًا شِدتُ من حسن بياني إرما٢٦
فرفعتُ الستْر عن سرِّ خودي
فبدا الإعجاز من أمر خودي٢٧
كان كوني صورة لم تكمل كان سِقطًا مُهمَلًا في الهمَل
مِبْرَدُ العشق براني رجلًا كيفَ هذا الكون والكمُّ جَلا٢٨
فرأت عيناي نَبض الأنجُم وبعرق البدر دَوْراتِ الدم٢٩
وبكيت الناسَ جنحَ الظُلَم فبدا سرُّ حياة الأمم
مَصنَعُ الكون أراني ما حواه فتجلَّى سرُّ تقويم الحياة
أنا — مَن في ظلمة الليل أنار — في طريق الملة البيضا غبار٣٠
صوتُها في الشرق والغرب علا لحنُها في القلب نارًا أشعَلا
ذرَّةً ألقت وشمسًا حصدتْ ألفَ روميٍّ وعطَّار جنت٣١
آهتي الحَرَّى سَمتْ فوق العَنانْ عِترتي النارُ، وإن كنتُ الدخان٣٢
قلمي في مسرح الفكر علا فجلا الأسرار في السبع العُلَا
•••

ما قصدت الشعر في هذا النَّغَم نحتَ أصنام وتعظيمَ صنم٣٣
أنا هنديٌّ شآني الفارسيّ وهلال أنا ذو جام خليّ٣٤
لا تؤمِّل عندنا حسن البيان لحنَ خَنْسار به أو أصفهان٣٥
ذاكمُ الهنديُّ يحكي السكرا لكن الدَّرِّيُّ أحلَى مخبَرًا٣٦
سحرَ الفكرَ تجلِّيه وراعْ فإذا لي شجر الطور يراع٣٧
قد علا فكري، وهذا الفارسيّ لاءم الفطرةَ في فكري العليّ
أيها العائب كأس الخندَريس!
انظرن يا صاح ما تحوي الكئوس٣٨
في بيان أن نظام العالم من الذاتية وأن تسلسل حياة أعيان الكون لا يكون إلا باستحكامها
هيكل الأكوان من آثارها كلُّ ما تُبصر من أسرارها
نفسَها قد أيقظت حتى انجلى عالم الأفكار ما بين الملا
ألفُ كون مختفٍ في ذاتها غيرُها يَثْبت من إثباتها
جعلت بَزر خصام بزرَها نفسَها تنظر فيها غيرَها
خلقت أضدادها من نفسها لترى لذَّتَها في بأسها
تبتلي في نفسها قوتَها لترى من نفسها قدرتها
خُدَعٌ من وَهمها عينُ الحياهْ غُسلُها في دمها عين الحياهْ٣٩
تُخرب البستان أجلَ الوردة تُكثر النوح لأجل النغمة
لفُليكٍ واحد ألفُ هلال ولحرف واحد ألف مقالْ
عذرها في سَرَفٍ أو قسوة أنها تبغي جمال الخلقة٤٠
حُسنُ شيرينَ لفَرهادَ مِحَنْ ومن المسك رَدَى ظَبيُ الخُتَن٤١
في فَراش حرقة كالشعَل عذرُه في شمعه المشتعلِ
ألفَ يوم سطَّرته يدُها ليُجلَّى في سناه غدُها
ألفُ إبراهيم في النار اغتدى لسراج يُرتَجي من أحمدا٤٢
•••

همَّها الأعمال فهي الفاعلُ وهيَ العلَّة وَهْيَ القابل
ثورة فيها وإجفال، ونور واحتراق واختفاء وظهور٤٣
سَعة الأيام مَيدانٌ لها والسماء النَقعُ يعلو سُبلَها
يدها في الطين، للكون ازدهارْ نومها الليلُ، وفي الصحو النهار
قسَّمت شعلتها في شَرَر فرأى الأجزاءَ عقلُ المُفْكِر
تخلق الأجزاء إما تَنفطر تُنشئ الصحراء إمَّا تنتشر
ثم صارت بانتشار في ملال فاحزألَّت فبدت شمُّ الجبال٤٤
شيمة الذاتِ التجلِّي لا الخفاء وهي في الذرات بأس وضياء
قوة صامتة جلفُ عَمَلْ عملُ اليوم لآتيها عِلل
قوة الذات من الكون النواهْ فعلى قدر القُوَى قدر الحياه
كِلمة الذات تعيها قطرةُ فإذا القطرة يومًا درَّةُ
خارت الخمر فلا شكل لها ومن الكأس استعارت شكلها٤٥
وسها طود عن النفس فحار فغدا صحراء تغشاها البحار٤٦
•••

يُعقَد النور لخلق المقلة تخفق العين بشوق الجَلوة
وإذا العشب نماءً أضمرا شقَّ صدر المرج حتى يظهرا
يجمع الشمعُ بعزم نفسَه ومن الذرات يُعلي رأسه
ويُذيب النفس إمَّا غَفَلا فتراه دمع عين هملا٤٧
•••

شدَّت الأرض قُواها فالقمر في طواف حولها لا مستقَرّ
وكيانُ الشمس منها أكبرُ فلها عَين ذُكاءٍ تسحَر
وعلا الحَورُ فهَال الناظرا وعلا الطودَ أبيًّا قاهرا
وارتدى كسوة نار حاميهْ أصله حبة نبت آبيهْ٤٨
إنَّ ذاتا جمعتْ أسْرَ الحياهْ
من غدير أزخرت بحرَ الحياه٤٩
في بيان أن حياة الذات بتخليق المقاصد وتوليدها
إنما يُبقي الحياة المقصِدُ جَرَسٌ في ركبها ما تَقصد٥٠
سِرُّ عيشٍ في طِلابٍ مُضمَر أصلُه في أمل مستترُ
أحيِ في قلبك هذا الأملا لا يَحُلْ طينُك قبرًا مُهمَلا
يخفق القلب به بين الصدورْ هو في صدرك مرآة تُنير
يهَبُ التربَ جَناحًا يَصعَد ولموسى العقلِ خِضرًا يُرْشِد٥١
إنما يَحيا الفؤادُ الآملُ وإذا حيٌّ يموت الباطلُ
فإذا عَيَّ بتخليق المُنَى هِيضَ سِقطاه وأودَى وَهَنا
أملُ الذاتِ لهيبٌ يَستعِرْ أو هو الموج الذي لا يستقِرْ
وهَقُ المقصودِ حَبْل الأمل إنه خَيْط كتابِ العمل٥٢
ومماتَ الحيِّ فقدان الرجاء يُطفِئُ الشعلةَ فِقدان الهواء
•••

كيف فينا أعين قد ظهرت؟ لذةُ الرؤية فينا صوِّرت٥٣
من مُنَى التَّخطارِ رِجلُ الحجَل مِن مُنَى التغريد حَلقُ البلبل
حَيَّ نايٌ قد نأى عن غابه أطلق النغمة من أوصابه
ذلك العقل الذي الكونَ طوى وتَرى الإعجاز فيه والقُوَى
إنما أصل الحياة الأملُ فكذاك العقل منه يُنسَل٥٤
•••

ما نظامٌ في شعوبٍ وسُنن؟ ما تَرى التجديدَ في علم وفنّ؟٥٥
أملٌ من قوة فيه ظهرْ يَرِحَ القلبَ فغشَّته صُوَر
كل ما نملك من هذي الحواسّ كلُّ عُضو فيه للعيش التماس
كل فكر وخيال واعتبار كل حسٍّ وشعور وادِّكارْ
هي آلات الحياة الجاهدة حين تَمضي في وغاها صامده
ليس قصد العِلم والفنِّ الفِكَر ليس قصد المرج ألوانَ الزهَر
إنما العلم وِقاءٌ للحياهْ إنه للذات تقويم النجاهْ
للحياة العلمُ والفنُّ خَدَم للحياة العلم والفن حَشم
•••

جاهلًا سرَّ الحياة! اجتهدِ وامض نشوانَ بخمر المقصدِ
مقصدٍ كالصبح في أنواره محرِقٍ كل «سِوًي» في ناره
مقصدٍ يجتاز آفاق السماء يأخذ القلب بحُسن وبهاء
ثورة فيه وفيه محشرُ وعلى الباطل حربًا يُسعِر
نحن أحياء بخلق الأملِ
نحن في نور بهذي الشُّعل
في بيان أن الذات تستحكم بالمحبة والعشق
نُقَط النور التي تُدعَى الذواتْ شررٌ في طيننا للحَيَواتْ
مُشعَل بالحبِّ منها الجوهرُ يتجلَّى من قواها المضمر
قطرةٌ بالعشق تُوعِي ضرَما وهي بالعشق تُنير العالَما٥٦
لا يهاب العشقُ في السيف المَضاءْ ليس من ماء وترب وهواءْ
هو في العالم صلح وخصامْ للحياة الماء من هذا الحسام
نظرة العشق بها شَقُّ الصخور هو عشقُ الحق، والحقَّ يَصير
فابغ في طينك هذي الكيمياءْ اقبِسَنْ من كاملٍ هذا الضياء٥٧
امض كالروميِّ شَمعًا يَشتعل وارم من تبريز في الروم الشُّعَل٥٨
إن في قلبك معشوقًا ثوى أقْبلَن أنبئْك عن هذا الجَوى
عاشقوه قد شأوْا كلَّ جميل حبُّهم في كل قلب لا يَحولْ
عشقُه في القلب نورٌ أسفرا للثريا يرتقي منه الثرى٥٩
تُربُ نجدٍ منه قد خفَّ وضاء طار وجدًا مُصعِدًا نحو السماء
مهجة المسلم مَثْوى المصطفى عِزَّةُ المسلم ذكرى المصطفى
موجَةٌ من نَقْعه الطورُ الأشمّ داره، للكعبة العظمى حَرَمْ
ضاق عن آنٍ حواه الأبَدُ مستَمدٌّ من مَداه الأمد
آثرت سُحق حصير عفَّتهْ وعَلت تيجانَ كسرى أُمَّتُه
خلواتٌ في حِراء خَلَقا أمَّةً مِنْها وحُكمًا مُشرِقا
كم ليالٍ قد قضاها ساهدا فحبا الأمة مُلكًا خالدًا
سيفه في الحرب قَطَّاع الحديدْ عينُه في الذكر بالدمع تجود
سيفه «آمين» تمحو الظالمين حين يدعو الحقُّ بالنصر المُبين
سُنَنًا في كوننا قد جددا ومن الماضين مُلكًا بدَّدا
فتح الدنيا له مفتاحُ دينْ عقِمتْ عن مثله أمُّ السنين
استوى مولًى لديه وغلام هو والعبد سواء في الطعام٦٠
•••

أسِرتْ في غزوة بنتُ الجواد من عَلا طيًّا بجدواه وسادْ٦١
رجلها في القيد والرأس حسيرْ مُطرقٌ في ذلِّه الطرفُ الكسير
بُردَةً ألقى عليها ساترًا إذْ رأى وجهًا ورأسًا حاسرًا
نحن أعرى في الورى من أختِ طيّ ليس يكسونا لدى الأقوام شيّ
هو في الدنيا علينا ساترُ وهو في الحشر إلينا ناظر
لطفُه والقهر كلٌّ رحمةُ لصديق وعدوٍّ رأفةُ
وبيوم الفتح هذا الغافر قال: «لا تثريب» وهو القادر٦٢
إننا من قَيد أوطان بَراء نحن من عينين نورٌ لا مِراء٦٣
نحن في مغربنا والمشرقِ كالندى في وجه صبح مُشرق
أسكرتْنا عينُ ساقٍ في البطاح كزجاج نحن في الدنيا، وراح٦٤
قد محا الأنسابَ طُرًّا ذا العظيم ناره قد أحرقت هذا الهشيمْ
نحن زَهر وشَذانا ائتلفا ضمِّنا منه نظامٌ ألِّفا
نحن كنَّا سِرَّه في قلبه فأذاعت صيحةُ الحقِّ به
•••

عشقه ثار بعودي الصامتِ ألفُ لحن في فؤادي الساكت
ما حديثي عن ولاء واشتياقْ؟ قد بكى جذعٌ مَواتٌ للفراق٦٥
صورتي قد أوضحتْ مرآتُه أنا صبحٌ أطلعتْ آياتُه
ثورةُ الحشر بليلي النائمِ وهدوئي في اضطراب دائم
إنني البستان في آذاره في عروقي الماء من أمطاره٦٦
قد غرست العين في حقل الوداد من سراح العين لي هذا الحصاد٦٧
قد شأى الدارَين من يثرِبَ طِيبْ حبذا دار بها مثوى الحبيب!
أنا للجاميِّ في الشعر فداء نظمه والنثر من جهلي دواء٦٨
قال بيتًا بالمعاني يفهق فيه دُرٌّ من مديح يبرُقُ
هو عنوان كتاب العالَمَين سيد الكونين، مولى الثقلَين
•••

كم يُريك العشقُ من صهبائه فترى التقليد من أسمائه٦٩
أحكِم العشقَ بتقليد الحبيبْ لتنال القربَ من ربٍّ مُجيب
في حِراء القلب فاقعد خاليًا وإلى الحق فهاجر راضيًا
اقويَنْ بالحق ثم ارجع إليك واحطمنَّ اللات والعزَّى لديك٧٠
اقويَنْ بالعشق في سلطانه وابتغ الجلوة في فارانه٧١
تظفرْن بالقرب يا ذا السائل!
وتكن تفسير «إني جاعل»٧٢
في بيان أن الذات تضعف بالسؤال
أيها الجابي من الأُسْد الخراجْ! صرت كالثعلب خِبًّا باحتياج
ذلك الإعواز أصلُ العِلل كلُّ آلامك من ذا المُعضِل
سالبُ الرفعة من فكر رفيعْ مطفئُ الشمع من الذهن البديع
من كنوز الدهر أخرج ما تريد وخذ الصهباءَ من دَنِّ الوجودْ
وعن الرَحل ترجَّل كعمر احذَرن من مِنَّة الناس، الحذَر٧٣
صاح! حتَّامَ اجتداءُ المنصِب؟ فيم كالطفل ركوبُ القصب٧٤
تجد الإفلاسَ بالسؤل أذلّ وترى السائلَ أخزى وأقلّ
فرَّق الذاتَ سؤالٌ واجتداء فبدت سيناؤها دون ضياء٧٥
إن يكن في الرزق والجَدِّ عَناء وطغى حولك سيلٌ من بلاءْ
لا ترُم في الأرض رزقًا بالبكاء لا ترجَّ الماء من عين ذُكاء٧٦
احذر الخزي أمام المصطفى يوم يَخزى كل ساع ما وَفى
من سماط الشمس يقتات القمرْ فعليه وَسمُ نُعماها ظهر٧٧
جاهد الأيام والله استعِنْ ماء وجه الملة البيضاء صُنْ
علَّم الناس الصدوقُ الصائب أنْ «حبيبُ الله ساعٍ كاسبُ»٧٨
ويح من يحمل ذلَّ النعمةِ خافضَ الرأس لثِقْل المنَّةِ
أرهقَ النفس بوقر الذلة بنقيرٍ باع تاج العزة
مرحبًا بالظامئ الضحيانِ لا يسأل الخِضْر شرابًا في الفلا٧٩
بسؤال الناس لم يُند الجبينْ ذا كم الإنسان، لا ماء وطين
تحت هذي الشمس يَمضِي ذا الفتى عاليَ الرأس كسَرْو قد عتا
زاد في العُسر مضاءً حدُّهُ هو يقظانُ وغافٍ جَدُّه٨٠
كُن حَبابًا من عطاء ينفر
فارغَ الكأس ببحر يَزخَر٨١
في بيان أن الذات تستحكم بالمحبة والعشق فتسخر قوى العالم الظاهرة والباطنة
أمرها في الكون طرًّا يَحكم حينما الذات بعشق تُحكَم٨٢
يدها من قوة الحق أثرْ فإذا ما أومأت شُقَّ القمر
في خصومات الورى أقوى حَكَمْ صاغرٌ في حكمها دارا وجَمْ٨٣
اسمعن مني حديثًا عن وليّ اسمه في الهند مشهورٌ عليّ٨٤
ذلك الصِّداح في المرج القديم قصَّ أخبارًا عن الورد الشميم٨٥
سالكٌ سكران من خمرته قصد الأسواق في بغيته
وأتى العاملُ في موكبه معه الحرَّاس قد حفَّتْ به
صاح للتطريق جنديٌّ نكير أيها الأحمق أفسِح للأَمير
ومضى الدرويش في تَسياره غارقًا في اللجِّ من أفكاره
فأتى ربُّ العصا في شِرَّته ضاربًا رأس الفتى في غفلته
فتنحَّى عن طريق العامل وهْو في ذعر وحزن قاتل
ومضى يشكو إلى شيخ الطريق دَمعُه من محبس العين طليق
زمجر الشيخ بقول من ضَرَم مثلَ بَرقٍ في ذُرى الطود اضطرم
ثم أملى الشيخ سطرًا من لَهبْ قال للكاتب في نار الغضبْ
أمسك المِزْبَر واكتب ذا النذير أبلغ السلطان عن هذا الفقير
عامل عندك غِرٌّ قد عصا وعلا رأس غلامي بالعصا
اعزل العامل، هذا الفاجرا أو أهَبْ مُلكك مَلْكًا آخرا
عبد حق فيه لله احتساب أرعد السلطانَ منه ذا الكتاب
آدهُ غمٌّ وخوف لا يحول فحكى في لونه شمس الأصيل
قيَّد العامل بالقيد الثقيل واستغاث الشيخَ للصفح الجميل
ورأى خُسرو له خير سفير ذلك الكوكَب وضاء الضمير٨٦
ساحر الألباب في ألحانه مستمد الغيب في تِبيانه
ولَها خسرو بأوتار الرباب فأهاج الشيخَ وجْدًا وأذاب
فطرةٌ كالطود في عزَّتهِ خشعت للَّحن في رقَّته
احذرن لا تجرحَن قلب فقيرْ
لا تزُجَّ النفس في نار السعير
قصة في معنى أن مسألة نفي الذات من مخترعات الأمم المغلوبة لتضعف الأمم الغالبة بهذه الطريقة الخفية
قد سمعنا أن في عصر قديم جمعَ ضأنٍ كان في مَرعًى يُقيمْ
وفَرَتْ نَسْلًا بذا المرعى الخصيب فارغاتِ البال من ليث وذيبْ
ثم ألْوَى بمُناهنَّ القدَر ورمَى بالسهم فيهنَّ الدهَر
دهمتها الأسدُ من آجامها ناشراتِ الذعر في أيَّامها
آيةُ القوة حكم قاهر سرُّها الظاهر فتح الظافرُ
ضربَ الليث طبول النوبة آخذًا آفاق هذي الثلَّة٨٧
وكسى المَرعى بصبغ أحمرا ما سِوَى الفَرسِ لدى أسْد الشَّرى
•••

وانبرى كبش ذكيٌّ ذو عُمُر جرَّب الأحداث من حُلو ومُرّ
غمَّه ما قد يعاني سِربُه من فِعال الأُسْد يَدمَى قلبُه
أمرَه أحكمَ في تدبيره وهو يشكو الدهر في تقديره
باحتيال العقل يحمي نفسه كلُّ رِخوٍ ليس يرجو بأسه
قوة التدبير في دفع الضرر في زمان الضعف أقوى وأمرّ
فإذا ما ثار للثأر الجنونْ صار عقل العبد خلَّاقَ الفتون
قال: أمر حار فيه العاقلُ بَحرُ غمٍّ ليس فيه ساحِلُ٨٨
كيف للضأن قتالُ الأسَدِ ساعدٌ رِخوٌ وفولاذُ يدِ٨٩
ليس وعظٌ من بليغ قادرًا أن يردَّ الكبش ذئبًا كاسرا
لَكن الليثُ تراه حَمَلًا إن سها عن نفسِه أو غفَلا
فادَّعى في القوم دَعوى مُلَهم مرسَلٍ للأسد شُرَّابِ الدم٩٠
قال: كلُّ القوم «كذَّاب أشِرْ» غافل عن يوم نحس مستمرّ٩١
جئتُ للناس بشرعٍ مُحكَم إنَّني النورُ لطَرْف مُظلِم
عجَّلوا التوبة عن كل قبيحْ واتركوا الخُسرَ إلى الفعل الربيحْ
ويحَ جَلْد أُحكمت فيه قُواهْ «نفيُ الذات» هو إحكام الحياه٩٢
علَف العُشبِ به الروح تطيبْ عائفُ اللحم إلى الله قريبْ
حدَّةُ الأسنان عارٌ مُبرَم بصرُ الإدراك منها يُظلم
إنما القوةُ خسرانٌ مبينْ خُصَّت الجنة بالمستضعفين
طلبُ السلطان شرٌّ مستطيرْ خيرٌ الفاقةُ من عزِّ الأميرْ
تأمن الحبة بَرقًا مُحرِقا وترى البيدرَ منه محرَقا٩٣
ذرةً كُنْ لا كثيبًا أفيحا لتنال النور من شمس الضحى
قُلْ لمن يُزهَى بذبح الغنم اذبح النفس بحقٍّ تغنَمِ
يقطع السُبْل على هذي الحياه قوةٌ فيها وسلطانٌ وَجاه
يوطأُ العشبُ فينمو صُعُدا يفتح الأعينَ من بعد الردى٩٤
أغفِلَنْ نفسك إمَّا تعقلِ إنما المجنون من لم يُغفل
أسدُدن عينًا وأذنًا وفما ليجوز الفكر أَقطارَ السما٩٥
هذه الدنيا فناءٌ في فناء إنها وهم فما فيها رجاء
•••

كانت الأسدُ جهادًا مَلَّتِ نازعات نحو عيش الدَّعة
عن هوًى أصغتْ إلى النصح المُنيمْ فدهاها الكبش بالسحر العظيم
كان فَرس الضأن من سُنَّتها فاقتدت بالضأن في شِرْعتها
جوهرُ الأساد أضحى خزَفًا حين صار القوت هذا العلَفا
ذهب العُشبُ بنابٍ ذي أَشَر أطفأ الأعينَ ترمي بالشَرَر
ذلك القلب عن الصدر نأى جوهر المرآة فيها صدِئا
فذوى في القلب شوق العَملِ وهُيامُ السعي خَلْف الأمل
ذهبَ الإقدامُ والعزمُ الأليلْ والسنا والعز والمجد الأثيلْ
بُرثن الفولاذ فيها قد وهن واستكان القلب في قبر البدن
ونما الخوف بنقص المُنََّة قَطَّع الخوف جذور الهمة
كل داء في سقوط الهمم يجعل الأحياء مثل الرِّمَم
نامت الأسد بسحر الغنم
سمَّت العجزَ ارتقاءَ الأمَم
في بيان أن أفلاطون اليوناني الذي أثرت آراؤه في تصوف المسلمين وآدابهم كان على هذه الطريقة الغنمية وأن الاحتراز من آرائه واجب
راهبُ الماضين أفلاطُ الحكيم من فريق الضأن في الدهر القديم
طِرفُه في ظُلمة المعقول ضلّ في حزون الكون قد أعيا وكلّ
فكره في غير محسوس فُتِن صدَّ عن كفٍّ وعَين وأذُن٩٦
قال: في الموت بدا سرُّ الحياة في خمود الشمع يزداد سَناهْ
حُكمه في فكرنا جِدُّ عظيمْ يمحق الدنيا له جامٌ مُنيم
هو شاةٌ في لباس الآدميّ وهو في الصوفيِّ ذو بأس قويّ
عالَم الأشياء سمَّاه الهراء وعلت أفكاره فوق السماء
فعله «تحليل أجزاء الحياه» وجفاف النبع من ماء الحياه
زعم الخسرانَ ربحًا فكرُهُ ودعا الكونَ فناءً سحرُه
فكرهُ يُغفِي ورؤيا يخلُقُ عينه تُبصر آلًا يَبرُق٩٧
حُرم المسكين حبَّ العملِ فقفا معدومَه لا يأتَلي
منكرًا في الكون ما لا يُفقَد خالقًا في الكون ما لا يُشهَد
عالَم الإمكان للحيِّ وطن عالم الأعيان للمْيت حَسَن٩٨
ظَبيهُ من خفة لا يَجفَل غيرُ خطَّارٍ لديه الحجَل٩٩
لم يُلألئْ عنده قطرُ الندى طيرُه ما فيه صوت قد شدا
حبةٌ في أرضه تأبى النماءْ وفراشٌ عنده يقلي الضياء١٠٠
في وغى العالم نِكسٌ مُحجِمُ مُشفقٌ راهبُنا لا يُقدِم
قلبه يَعشو لنارٍ خامدهْ صوَّرتْ عيناه دنيا هاجدهْ
طار من عش إلى الأوج العَليّ ثم لم يرجع إلى العش الخليّ١٠١
هُلك أقوام بهذا الثَمَل
حُرِمُوا بالنوم ذوق العملِ
في حقيقة الشعر، وإصلاح الآداب الإسلامية
حرقة الإنسان من كور الأملْ نارُ هذا الطين من نور الأمل١٠٢
إنه الخمرة في كأس الحياهْ وبه وقدةُ أنفاس الحياهْ
الحياة الحق تسخير الدُّنى وإلى التسخير تَدعوها المُنَى
هي للمقصود في الدنيا سبيل وهي للعشق من الحسن رسول
أمل الإنسان أنيٌّ يظهر كيف يشجو الحيَّ هذا المزِهر؟
كلُّ خير وبهيج وجميل هو في بيدائنا نعم الدليلْ١٠٣
حُسنُه في القلب نور يسطع تجد الآمال منه تطلع
خلق الحسنُ نضيرَ الأمل وأدام الحسنُ نورَ الأمل
•••

مطلع الحسن ضمير الشاعر طُورُه صبح الجمال الباهر
زادت الحسن جمالا نظرتُهْ زادت الفطرةَ حبًّا صنعتُه
غرَّد البلبلُ من تلحينه ضاءَ خدُّ الورد من تلوينه
ناره كلَّ فَراش كاويهْ قِصصُ العشَّاق منه زاهيهْ
مضمر في خلفه بحر وبر ألْف كون محدَثٍ فيه استتر
كم شقيق في الحشا لم يطلُعِ وغناءٍ وبُكًى لم يُسمَع١٠٤
فكره للبدر والنجم نجيّ يُبدع الحسنَ، وفي القبح عييّ
خَضِرٌ في ليله ماء الحياه تُزهر الأكوانُ من ماء بُكاه١٠٥
نحن أغرار بِطاءُ الأرجُل ضلَّ سارينا طريقَ المنزل
لطُفتْ في سَيرنا حيلتُه وعلت في ركبنا نغمتُه
يحفز الركب لفردوس الحياه ويُتمُّ الدَور في قَوس الحياهْ١٠٦
فمضى الركبان إثر الجرَس وشدا الحادي بصوت مؤنِس
وسرَت في زَهرنا نفحتُه مذ سرت في روضنا نسمتهُ
نفَسٌ منه حياةٌ تُزْهِر حُرَّة لوَّامةٌ لا تصبرُ
يأدِبُ الناس جميعًا للقِرى نارُه كالريح تسري في الورى
•••

ويل قومٍ لهلاكٍ طائرُه صدَّ عن وِرد حياة شاعرُهْ
كلُّ حُسْنٍ شاهَ في مرآته في الجسوم السمُّ من جَرعاته
تُذبلُ الأزهارَ منه القُبَل ويَعاف الشدوَ منها البلبلُ
تهِن الأعصاب من أفيونه ويموت الحيُّ من تلحينه
يسلب السروَ جميل المَيَل ويردُّ الصقر مثل الحَجل١٠٧
هو حُوتٌ نصفه كالآدميّ كبنات البحر تقتاد الغويّ١٠٨
يُسحر الربَّان منها باللحون ولقاع البحر تهوي بالسفين
يسلب القلب ثباتًا لحنُه ويُرِي الموت حياة فَنُّه
يُلبِس النفع لباسَ الضرر ويُري الحسنَ قبيح الصُّور
في بحار الفكر يُلقيك فلا تشتهيه أو تطيق العملا١٠٩
شِعره فينا يزيد الكللا كأسه فينا تزيد المللا
سَيلَ برقٍ ما حوى نيسانه آل لَونٍ وشذًى بستانه١١٠
فنُّه بالحق لا يعترف بحره ما فيه إلا الصدَفُ
نوَّمتْ ألحانُه يقظتَنا أطفأت أنفاسه شعلتنا
بلبلٌ سُمُّ قلوب نغَمُه ضِغْثُ ورد فيه يثوي أرقمه
خمره اللألاءةَ اترك واحذرِ كأسَه والطاسَ والدَّنَّ اهجرِ
يا صريعًا خمرَه يغتبق لك صبح من سناها مشرقُ
يا بَرود القلب من ألحانه قد شربت السمَّ من تبيانه
يا دليلًا للردى أفكارُهُ عُطِّلَت من نغم أوتارُه
أنت للذلِّ أرحتَ البدنا أنت للإِسلام عارٌ في الدُّنَى
من نسيم مَرَّ يَدمَى خَدُّكا بعروق الورد يُلوَى قَدُّكا
أخزت العِشقَ دُجًى صيحاتُكا غضَّ من صورته بِهزادُكا١١١
شاحبَ الوجه بدا من ضُرِّكا بردت نيرانُه من قُرِّكا
عاجزُ الهمة من ذلتكا وعليل الروح من علَّتكا
أدمع الأطفال في كاساته كنزه ما اعَتدَّ من آهاته
آه من وغدٍ ذليل يائس هالك من رَكَلات الحارس١١٢
صار كالناي هزيلًا نائحًا شاكيَ الأقدار جهلًا صائحًا
ليس إلا الحقدُ في جوهرهِ ليس إلا العجزُ في مخبره
يائس فَلٌ حليف الخيْبة شقوةٌ في خِسَّةٍ في ذلة١١٣
نَوحُه روحك منه في سَقامْ قد حَمى جيرانَه طيبَ المنامْ
ويحَ عشق قد ذكا في الحرمِ نارُه باخت ببيت الصنمِ!
•••

صيرفيَّ القول! إن تبغ النجاهْ فاجعلن معياره نارَ الحياه
نيِّرُ الفكر يقود العملا مثلَ برق قادَ رعدًا جلجلا
مَن بفكرٍ صالح في الأدبِ؟ ارجَعنْ يا صاحِ شطر العرب١١٤
وسُلَيْمي العُرب يا صاح اعشقا لترى صبح الحجاز ائتلقا
في رياض العجم قطَّفتَ الزهَرْ في ربيع الهند سرَّحت البصر
من حَرور البيد فاشرب يا رفيقْ واشربن من تمرها الراحَ العتيقْ
أَسْلِمَنْ رأسك يومًا صدرَها وأْلَفَنْ في حرِّها صرصَرها
قد لبست الخزَّ طول الزمنِ فألف الكِرْباس يومًا واخشُنِ
كم وطئتَ الورد في طول المدى غاسِلًا، كالورد، خدًّا بالندى
فعلى رمل الصحاري المُضرَمِ أقدِمَنْ يومًا وغُصَّ في زَمْزَمِ
فيم هذا النوحُ مثلَ البليل؟ وإلام العُشِّ بين الظُّللِ؟
قد علا جَدُّ الهُما من صيدكا اجعلن في الطود مثوى عشكا١١٥
ابن عُشًّا حيث لا تَرقَى الأَنوقْ تختفي فيه رعود وبروقْ١١٦
لتُرى أهلا لأعصار الحياهْ
وتُذيب النفسَ في نار الحياهْ
في بيان أن التربية الذاتية ثلاث مراحل: الأولى الطاعة والثانية ضبط النفس والثالثة النيابة الإلهية
المرحلة الأولى: الطاعة
أُلْفَة الكدِّ شعارُ الجملِ شيمة الصبر وَقارُ الجملِ
صامتَ الأخفاف يمشي ماضيًا زَورقًا في البيدِ يَسري هاديا
نقشت وجهَ الصحاري أرجُلُهْ شاردَ النوم قليلًا أُكُلهْ
ثمِلًا يختال تحت المحمَل راقصًا يُقدمُ شطر المنزلِ
في المَدى من راكبيه أصبرُ هائمٌ بالسير، عُجبًا يَخِطر
•••

فاحمل الفَرض قويًّا لا تهابْ وارجوَنْ مَن عنده حسن المآب١١٧
اجهدن في طاعة يا ذا الخسارْ فمن الجبر سيبدو الاِختيار١١٨
بامتثال الأمر يعلو من رسبْ وهَوى الطاغي ولو كان اللهب
سخَّر الأفلاكَ في همَّتهِ مَن ثوى في القَيد من شِرْعَتِه
قد سرى النجمُ يؤمُ المنزلا طوعَ قانون له قد ذُلِّلا
ونما العشب بقانون النماءْ فإذا ما حاد يُجفَى بالعراءْ
ولهيبٌ دائم دين الشقيقْ دمَه من ذاك يسري في العروق١١٩
يربط الذراتِ قانونُ الوصالْ فهي بَحرٌ وهي برٌّ باتصال
كلُّ شيء فيه قانونٌ سرى كيف في هذي المعاني يُمترى؟١٢٠
ارجعنْ يا حُرَّ دُستورٍ قديمْ زَيِّنَنْ رجلك بالقيد الوسيمْ
شدَّةً في شرعنا لا تشكوَنْ
وحدودَ المصطفى لا تعدُون١٢١
المرحلة الثانية: ضبط النفس
جَملٌ نفسُك تربو بالعلَف في إباء وعنادٍ وصلَفْ
فكن الحرَّ وقُدْها بزمامْ تبلغن من ضبطها أعلى مَقامْ
كلُّ من في نفسه لا يحكمُ هو في حُكم سواه مُرغَمُ
إنما صوِّرتَ من طين لَزبْ سيط في أمشاجه خوف وحبّ
خيفةُ الدنيا وخوفُ الآخره خوف مَوتٍ ورزايا فاقره
حبُّ جاه وثراءٍ وبلدْ حُبُّ زوج وقريب وولدْ
من مزاج الطينِ والماء البدن مَركبُ الأهواء، مَغلوبُ الفتَن
من يَمسَّك بعصًا من «لا إله» فلتحطِّم طِلْسم الخوف يداه١٢٢
كلُّ مَن بالحق أحيا نفسهُ لا ترى الباطلَ يُحني رأسَهُ
ليس يدنو الخوفُ منه أبدا ليس، غيرَ الله، يخشى أحدا
كل من موطنه إقليم «لا» من قيود الزوج والوُلد خلا١٢٣
مُعرضٌ عما سوى الله الأحدْ يضع السكين في حلق الولَدْ١٢٤
واحدٌ من نفسه في عسكرِ يَبذلُ الروحَ بيوم الخطَرِ
•••

درةُ التوحيد، فاحفظها الصلاة حَجُّك الأصغر، فاعرفها الصلاة
في يد المسلم هذا الخنجرُ يُقتَل الفحشُ به والمنكرُ
يفتك الصومُ بجوع وصدَى ضابطًا بالقسط هذا الجسدا
وينيرُ الحج قلبَ المؤمنِ هجرةُ الأهل به والوطنِ
إنما الطاعة أسُّ الأمة إنها خيط كتاب الملة١٢٥
بالزكاة العابدُ المالِ ادَّكرْ علَّمت حبَّ المساواة البشرْ
تُكثر المالَ، وشُحًّا تمحق «لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا»
تلك أسبابٌ بها تَستحكِمُ إن يكن في القلب دينٌ مُحكَم
اقوَ يا مؤمنُ بالله القويّ
تحكُمَن في ذلك البَكر الأبيّ١٢٦
المرحلة الثالثة: النيابة الإلهية
إن خَطمتَ الصعبَ قدتَ العالما نافذَ الأمر عليه حَكمَا١٢٧
مشرقًا في الأرض ما دار الفلك فترى المُلك الذي يخلُد لكْ
نائب الحق على الأرض سعيدْ حكمُه في الكون خُلدٌ لا يبيدْ
هو بالجزء وبالكل خبير وبأمر الله في الأرض أميرْ
في فسيح الأرض يمضي طاويا عزمه، هذا البساط الباليا١٢٨
ينجلي من فكره مثلَ الزهر غيرَ هذا الكون أكوانٌ أُخَر١٢٩
يُنضج الفكرة فينا بالضرَمْ يُخرج الأصنام من بيت الحرمْ
رنَّ عودُ القلب من مضرابه يقظٌ في الحق نَومانُ به١٣٠
باعثٌ في الشَيب ألحان الشبابْ ناشرٌ في الكون ألوان الشباب
هو في الناس بشير ونذيرْ وهو جُنديٌّ وراع وأميرْ
مقصدٌ مِن «علَّم الأسما» هُوه سرُّ «سُبْحَانَ الَّذي أَسْرَى» هُوَه١٣١
مُحضِرٌ من تحته طِرفُ الزمانْ حينما يمسكُ منه بالعِنان١٣٢
يبعث الأرواحَ منه قولُ «قم» وهي في أبدانِها مثلُ الرمم١٣٣
ذاتَه تتبعُ ذاتُ العالَم سطوةٌ فيه نجاةُ العالَم
يبعث الميتَ بإعجاز العملْ قِيَم الأعمال منه في بدَل١٣٤
سيرُه يخضرُّ في بيدائه كم كليم هام في سينائه!
جدَّد الدنيا بتفسير جديدْ عبَّر الرؤيا بتعبير جديد
كونُه المكنونُ أسرارُ الحياهْ نغمةٌ يُضمرُ مزمارُ الحياهْ
شاعرُ الفطرة عنَّى طبعَه ليقيم الوزنَ إذ أبدعه
نقعنا ثار إلى أوج السماء فبدا الفارس من هذا الهباء١٣٥
•••

في رماد اليوم منَّا ترقُدُ شُعلةٌ يرمي بها الكونَ الغدُ
روضة تُضمرها أكمامُنا ضاءَ من صبح غدٍ أبصارُنا١٣٦
أنت يا فارسَ طِرف الزمنِ! أنت يا نورًا لعين الممكن
موكبَ الإنشاء هيَّا زيِّنِ وتمكنْ في سواد الأعْيُن
قم فسكِّن من ضجيج الأممِ واملأ الآذان زهر النغَم
جدِّدَن في الناس قانون الإخاءْ وأدِرها كأسَ حبٍّ وصفاءْ
أبلغ الناس رسالاتِ السلامْ وأعدْ في الأرض أيام الوئام
من بني الإنسان أنت الأملُ أنت من ركب الحياة المنزلُ
أذْبلَتْ كفُّ الخريف الشجرا فاغدُ في الروض ربيعًا نضِرًا
نحن من فيضك نسمو للقُلَلْ
في جهاد الكون نمضي كالشُعل١٣٧
…١٣٨

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11549
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان - ديوان الأسرار والرموز,شعر وقصائد محمد إقبال,ديوان محمد إقبال مترجم pdf 15781612
ديوان - ديوان الأسرار والرموز,شعر وقصائد محمد إقبال,ديوان محمد إقبال مترجم pdf Icon_minitime 2020-11-03, 6:03 pm
يا أخا الوردة كن صنوَ الحجرْ وكن السورَ لبستان الزهر١٣٩
آدميًّا صوِّرن من تُربكا ثم شيِّد عالَما بِدعًا لكا
أنت إن كنت ترابًا هَيِّنا فليصُغ غيرُك منك اللبِنا
أيها الصارخ من جَور الدَّهَر يا زُجاجًا يشتكي جورَ الحجرْ
فيم هذا النوح؟ ماذا المأتمُ؟ وإلام الصدر حزنًا تَلدِم؟
مضمرٌ في السعي مضمونُ الحياهْ لذة التخليق قانون الحياهْ
قم فشيِّد عالمًا دون مثيل وخُض النار وأقدم كالخليل
إنما السيرُ على حُكم الزمانْ هو رَمْيُ التُّرس في وقت الطِعانْ
إنما الحر الشجاع الفطِنُ مَن قفا الآثارَ منه الزمنُ
وإذا الدنيا عتت عن أمره حارب الدهر، ولم يعبأ به
يهدم الموجودَ فيما آثرَا يمنح الذرَّاتِ شكلًا آخرَا١٤٠
يصرفُ الأيامَ عن كرَّاتها يمنع الأفلاك من دوراتها١٤١
خالقًا من قوةٍ في قلبه ذلك العصرَ الذي يرضى به
فإذا أعوز عيشُ الرجُلِ فالحياةُ الموتُ موتَ البطل
حبذا عشقٌ بغَى الأمرَ الجليلْ وجنى في النار وردًا كالخليل
تتجلَّى في مِراس المُعضلِ قوة كامنةٌ في البطَل
عُدَّة الأنذال حقدٌ لا سواه استمع يا صاح، ذا شرع الحياهْ
الحياةُ الحق بَأسٌ يظهرُ حُبُّ الاِستيلاء فيه مضمرُ
ربَّ عفوٍ كان من آفاتها يكسر الموزون من أبياتها
يحسَب العجزَ قُنوعًا خانعُ لصروف الدهر ذلًّا طائعُ
قاطعٌ سُبلَ الحياة الخَوَرُ قلبه خَوفًا وِكذْبًا يُضمرُ
قلبه من كل خير فارغُ ليثه في كل خبث والغ
في كمين راصدٌ هذا اللئيمْ فاحذرن يا صاحبَ العقل السليمْ
احذرن يا صاح من تزيينه إنه الحرباء في تلوينه١٤٢
إنه يَخفى على أهل النظر لَبَسَ الحق عليهم واستتر
في ثياب اللين حينًا يظهرُ وهو حينًا في اتضاع يُستَر
وهو طَورًا في ثياب المُجبَرِ وهو طورًا في حجاب القَدَر
وهو حينًا في لباس الترف يلبس الصحة ثوبَ الدَنَف
ما سوى القوةِ للصدق دَعَمْ اعرفن نفسك، هذا جام جم١٤٣
هي من حقل الحياة الحاصل فُسِّر الحقُّ بها والباطل
مدَّعاه في غنى عن حجة إن تحدَّى المدَّعِي بالقوة
تجعل الباطل حقًّا ماثلًا وَهَنُ الحقِّ يُحقُّ الباطلا
سطوة القوَّة تُحلي ما أمرّ إن تقل للخير شرٌّ فهو شرّ١٤٤
أيها الغافل عمَّا حُمِّلا أنت في الكونين أعلى منزلا
افتحن عينًا وأُذْنًا وفما
تُبصر الحق طريقًا مُعلَما
قصة فتى من مرو جاء إلى السيد المعظم علي الهجويري شاكيا بغي أعدائه١٤٥
مُجْتبَى هُجويرَ مقصودُ الأُمَمْ من رأى الجِشتيُّ مثواه الحرم١٤٦
قطع الأطواد واجتاز السدود باذرًا في أرضنا بذر السجود
زمن الفاروق منهُ يُشرقُ وبه للحق يعلو مَنطق
حارسُ العزة من أمِّ الكتاب مَعقِلُ الباطل منه في تَباب
حيِّت البنجابُ من أنفاسه صُبْحُنا نوَّر من نبراسه
ذا رسولُ العشقِ، وهو العاشق فيهِ سرُّ العشق بادٍ بارقُ
•••

قصة أسردها في أسطرِ طاويًا في الكِمِّ روضَ الزهَر
قد أتَى لاهورَ من مروَ فتى قدُّه كالسرو عالٍ قد عتا
جاء عند السيد العالي الجنابْ كاشفًا من نوره عنه الضبابْ
قال: إني في عُداةٍ لؤُموا كزجاج بصخور يُصدَم
علمني أيها الشيخ الكبيرْ كيف عيشي بين أعداء كثير
فأجاب الشيخ، مَن فيه الجمال قد تجلَّى في إطار من جلال
أيها الغافلُ عن سرِّ الحياهْ لا يَميزُ الخيرَ من شر الحياهْ
حرِّرن نفسَك من يأس وغمّ أنت بأس نائم، قم لا تنمْ
إن رأى النفسَ زجاجًا حجرُ فهو في الحق، زجاجٌ يُكسر
وإذا خارت قواه السائر قطع السُّبْل عليه الفاجرُ
كم ترى نفسك طينًا قد حُقِر شعلةَ الطور من الطين أثِرْ
فيم شكواك الرفيق النافعا فيم شكواك العدو الخادعا
كم عدوٍّ لك، في الحق صديقْ أنت بالأعداء ذو غُصنٍ وريق
قوةَ الأعداء فضلًا يَعلمُ مَن مَقامَ «الذات» حقًّا يَفهم
يوقظ الخصمُ قواك الهاجدهْ مثلَ ما تحيي المواتَ الراعدهْ١٤٧
قوة العزم تذيب الحجرا لا يبالي السيلُ صخرًا إن جرى
تشحذُ العزمَ عِقابُ السُّبُل امتحان العزم بُعدُ المنزل١٤٨
ما حياةٌ دون عزم مُحْكَمِ؟ ما غَناءُ العيش مثلَ النعَم؟
زلزل العالمَ وافعل ما ترى إن حَبَتْك الذات عزمًا مسعرًا
اهجرنَّ الذات إن تبغ الفناءْ واعمُرنَّ الذات إن شئت البقاءْ
ما الردى؟ أن يدركَ الذاتَ الوَسَنْ أتراه بعد روح وبدن؟١٤٩
يا أخا يوسف في الذات أقِمْ ومن السجن إلى المُلك استقِم١٥٠
أحكمنَّ الذات وانهض عاملا ناصرًا للحق، سرًّا حاملا
هاكَ سرًّا في حديثٍ مؤنسِ أفتح الكِمَّ بحَرِّ النفَس١٥١
حبذا سرُّ حبيب يُضمرُ
في حديثٍ عن سواه يؤثر١٥٢
قصة الطائر الذي أجهده العطش
طائرٌ من ظمأ قد جهِدا كدخان نفَسا قد صعَدا
قد رأى ألماسة مثلَ الندى صاغها ماءً لعينيه الصدى
خدعته شذرةٌ مثلُ الشرر فرأى الجاهل ماءً في الصخَر
لم يجد ريًّا بضرب المِنقَر لم يُصب ماء بنقر الجوهر
قالت الشذرة: جُنِّبتَ الهُدى تضرب المنقار في جسمي سُدى
لستُ ماء، لا تراني ساقيه ما أنا من أجل غيري باقيهْ
جاهلٌ يقصد هضمي ما اهتدى لحياة نورُها منها بدا
كل منقارٍ بمائي ينكسرْ وترى الإنسان منه ينبهر
ما رأَى الطائرُ فيها أربا فتولى عن سناها لغَبا
حسرة في صدره تتَّقد زفراتٍ لحنُه يصَّعَّد
•••

وأَضاءت مثلَ دمع البلبلِ قطرةٌ في غُصن ورد خَضِل
لضياء الشمس فيها مِنَّة ولخوف الشمس فيها رعدة١٥٣
كوكبٌ يرعَد من نسل السماءْ شاقه الجلوة في هذا الفضاء١٥٤
غرَّه الأكمام والزهر الخصيبْ لم يزوَّد من حياة بنصيب١٥٥
قطرةٌ من دمع صب تبهَر زانت الهدبَ وكادت تقطر
فمضى الطائر فيها راغبًا بلَّ بالقطرة حَلقًا لاهبًا
أيها الباغي عدوًّا تقهرُ! قطرة أنت، تُرى، أم جوهر؟
حينما الطائر أضناه صداه حيَّ نفسًا بحياة من سواه
كانت الشذرة عضبًا يُرهَب لم تكن قطرة طلٍّ يُشربُ
قوةَ الذات احفظنها أبدًا وكن الألماس لا قطر الندى
أنضج القطرة كالطود تُرى حاملًا غيمًا مُفيضًا أنهرا
أثبت الذات وفيها حَقِّق فِضةً كن بالتئام الزئبق١٥٦
ومن الذات أبِنْ أسرارها
حرِّكن عن لحنها أوتارها
قصة الألماس والفحم
قصةٌ أُخرى بها أُدلي إليك يفتح اﻟحقُّ بها بابًا عليك:
قال للألماس فحمُ المعدِن: يا حليفَ النور طول الزمن!
نحن صنوان نَمانا والدُ أصلُنا في الكون أصلٌ واحدُ
وعلى التيجان أنت الزينةُ وأنا في التُّرب حظي الذلَّة
لك حسنٌ في المرايا يسطعُ وأنا من كفِّ ترب أضيَع
من ظلامي قد أضاء المجمرُ ورمادًا آض فيَّ الجوﻫر
مَوطئ الأقدام ﺑين البشَرِ قد رموا في مهجتي بالشرَر
إن حالي ﺑﺑكاء لَحَرى هل ترى أصلي وفصلي هل ترى؟
إنني موج دُخان يُعقَد كلُّ ما فيَّ شرار يَصعَدُ
ومن الأنجم فيكي الرونقُ كل جنب فيك نور يشرق
تارة نور بعيني قيصرا تارة فصٌّ يزين الخنجرا
•••

قال: فاسمع يا رفيقي وافهما ينضج التربُ فيغدو خاتَما
شنَّ فيما حوله حربًا ومرّ وغدا بالحرب صلبًا كالحجر
هيكلي من نضجه قد نوَّرا وبصدري كم شعاع أسفرا
أنت من ضَعفِ كِيان تنفَق وبلينٍ في قَوام تُحرق
اهجُرنْ خوفًا وغمًّا لا تهُن وانضَجَنْ كالصخر والألماسَ كُن
من أجاد السعي والأخذ معًا فهو في الدارين بدر طلعا
وبحِجْر الكعبة انظر حجرا كان من قبلُ ترابًا حُقِرًا
جاوزَ الطورَ علاءَ لا جرم ورجت تقبيله كلُّ الأممْ
قوةُ الأحياء عزٌّ ونجاهْ
والونَى والذلُّ من ضعف الحياهْ
قصة الشيخ والبرهمي ومحاورة نهر الجنج وجبل همالايا في معنى دوام حياة الأمة بالتمسك بسنتها
برهميٌّ في بناريسَ علَم غائض في فكر كون وعدَم١٥٧
برجال الله يحفَى فِعلُه ومن الحكمة وافٍ كِفلهُ
عقله فوق الثريَّا قد علا ذهنه ماض يحُلَّ المشكلا
فكره العنقاء إمَّا حلَّقا شعلةٌ منها السماك احترقا
كأسه دهرًا خلت من خمرةِ قد حماهُ الراحَ ساقي الحكمة
في رياض العلم ألْمَى شبَكا طائرَ المعنى به ما أدركا
فكرَه أدْمَى ولكن لم تزل عُقَد الأكوان فيه دون حلّ
أعربت عن يأسه آهاتُه وحكت حَيرتَه نظْراته
سار يومًا نحو شيخ كامل رَبِّ صدر بفؤادٍ آهِلِ
لقي الشيخ بنفس راجيه تحسن الصمت، وأذنٍ واعيه
فأهاب الشيخ: يا خِدنَ السما اهبطنَّ الأرضَ وارعَ الذمَما
ضقتَ في الأرض مجالا فعلا فكرُك المقدام في أوج العُلَا
طاويَ الأفلاك! في الأرض قُمِ لا تطِر تطلب سرَّ الأنجُم
لا أقول اهجر غدًا أصنامكا كافرٌ أنت فخذ زُنَّاركا
يا أمينًا لتراث الأولينْ! لا تدعْ نهج الجدود الأقدمين
باجتماع الشمل تحيا الأمة وكذاك الكفر فيه وَحدة
لم يكمَّل فيك حتى كفرُكا ليس أهلًا لفؤاد صدرُكا
إنَّ إبراهيم فينا هُجِرا وبَعُدتُمْ أنتمُ عن آزَرا١٥٨
قيسُنا ما هام خلف المحمَل في جنون العشق لمَّا يكمُلِ
إن شمع الذات فينا لانطفاءْ كيف يُجدينا طوافٌ في السماء
•••

جاش نهر الجنح يومًا جائلا في سفوح من هِمالا قائلا
حاملًا من بَرَدٍ أوقارَه! عاقدًا من أنهُرٍ زُنَّاره!١٥٩
صاغك الحق نجيًّا للسماء وحمى رجلَك سيرًا في العراء
قُيِّدت رجلك عن سير فما هيبةٌ فيك ورأسٌ قد سما؟
إنما العيش مَسيرٌ وُصِلا وحياةُ الموج في أن يجفِلا
غضِب الطودُ لقول النهَر فرمت أنفاسُه بالشررِ
قال: يا مرآة وجهي! ويلكا كم حوى صدري بخارًا مثلَكا
إن هذا السير فيه الحَين لكْ من يَزُل عن نفسه يومًا هلكْ
بمَقام لكَ هلَّا تأبَه! أفخارٌ بالردى يا أَبلهُ!
يا وليد الفَلك المرتفعِ! صرتَ دون الساحل المتَّضِعِ
قد وهبتَ النفس بحرًا غاصبًا قد أبحت الروح لصًّا سالبا
كن كورد في رُباه عاكفِ لا تَرُم للريح كفَّ القاطف١٦٠
إنما العيشُ نماءٌ في المكانْ وبروض الذات قطفُ الأُقحُوانْ
في دهور لم تُزحزح أرجُلي أتُراني زائلا عن منزلي؟
وإلى الأفلاك قدِّي يصعد فعلى سفحي الثريا ترقد
أنت تَفنى في خِضم خِضرِمِ وقِلالي مَسْجدٌ للأنجُم
وبعيني لاح سرُّ الفلكِ وبسمعي طيَرانُ الملَكِ
وبنار الجِدِّ طولَ الدهَر قد حوى صدري صنوف الجوهر
صخَرٌ قلبي وناري في الصخَر ليس للماء إلى ناري ممرّ١٦١
قطرةً إن كنت فاحفظ نفسكا جاهد الأمواج واجنُب يأسكا
وابتغ النور وكن درًّا يُضِيءْ ثم كن قُرطًا على وجه وضِيء
أو فزد واعلُ سحابًا ممطرًا يُشعل البرق ويَهمي أبحرا١٦٢
يبسط البحرُ لجدواك يدا شاكيًا من فاقة يرجو الندى
فهو في فيضك دون الموجة
وهْو في جدواك بادي الذِّلَّة
في بيان أن حياة المسلم لإعلاء كلمة الله وإن كان الباعث على الجهاد «جوع الأرض» فهو حرام في شريعة الإسلام
صبغةَ الله أنِرْ في قلبكا والهوى والصيتَ دع في حبِّكا
إنما المسلم بالحبِّ قهر مُسلمٌ لا حبَّ فيه قد كفر
غَضَّ بالحق، وبالحق نظَر وله في الحق نومٌ وسَهَر
في رضاه لرضا الحق فناء كيف يرضى الناس هذا الادعاء؟١٦٣
في رُبى التوحيد أرسَى العَمدَا وعلى الناس جميعًا شهدا
وعليه يشهد الداعي الأمين شاهدٌ أصدقُ كلِّ الشاهدين
فدع القال إلى الحال الجلي وأضِئْ بالحق ليلَ العملِ
وكن الدرويش في زيِّ الأميرْ ذاكرًا لله يقظانَ الضمير
واقصِدَنَّ الحقَّ في كل الفِعالْ يسطَعَنْ فيك من الحق جلال
خيرٌ الحربُ إذا رمتَ الإله شرٌّ السِّلمُ إذا رُمتَ سواه
نحن إن لم يُعلِ حقًّا سيفُنا اكتسى في الحرب عارًا صفُّنا
•••

شيخنا الشيخ «مِيَا نميرُ» الولي مِن سَناه كلُّ سِرٍّ ينجلي١٦٤
كان ثَبْتًا في طريق المصطفى مِزْهرَ العشق بحقٍّ عَزَفا
قبرُه الإيمان في أوطاننا مشعلُ النور على بلداننا
سجدَ النجم على أعتابه كان مَلْكُ الهند من طُلَّابه
غرس المَلْكُ هواه في الفؤادْ طالبًا في حرصِه فتحَ البلادْ
بالهوَى أضرَم نارًا قلبَه مُقرئًا «هَلْ مِنْ مَزِيدٍ» عَضبَه١٦٥
دوَّخت أجنادُه كلَّ وطنْ وتوالى الفتحُ في أرض الدكَن
دَيدن المسلم للحق التجاء يُحكم التدبيرَ منه بالدعاء
قصدَ الشيخَ العليَّ القَدَرِ راجيًا منه دعاءَ الظفر
صمتَ الشيخ لقول المالك وصغَى كلُّ مريد سالك
قطع الصمتَ مريد أقدما أمسكت إحدى يديه درهما
قال: مولايَ! اقبل النذرَ الحقيرْ أنت للمسكين بالحق نصيرْ
عَرَقي من كل عضو قد همى قبل أن تمسك كفي الدرهما
قال: سلطاني به أولى يدا سائلٌ في حلة المُلك بدا١٦٦
مَلْكنا أفقر من كل البشرْ وعلى الشمس تولَّى والقمر
جوعُه بالنار يُصلِي العالمين عينه فوق سماط الآخَرين
سيفه بالقحط والموت رمى نفسَه يَبني ويُردِي عالَما
ضجت الأقوام من فقرٍ لديْه شقى المسكينُ من جوع يديه
حكمه في الناس شَرٌّ وأشَر قطَعَ الطُرْقَ على رَكْب البشَرْ
بخداع النفس والجهل دعا نهبَيه فتحًا، وبئس المدَّعَى
عسكرُ الملك وما قد أسروا بسيوف الجوع منه شَذَرُ
غصَّةُ السائل جوعُ السائل وخَراب المُلك جوعُ الدائل١٦٧
من لغير الله سلَّ المُغْمَدا
سيفَه في صدره قد أغمَدا
نصيحة مبرنجاة النقشبندي المعروف بباباي صحرائي «الأب الصحراوي» التي كتبها لمسلمي الهند
أنت كالورد من الأرض بدا من ضمير الذات نِلتَ المولدا
لا تَعَدَّ الذات واخلُد أبدا قطرةً كُنْ واشرب البحر صدى١٦٨
إنما الربح بهذي الثروةِ والغِنى في حفظ هذي السِلعةِ
أنت موجود وفي خوف العدمْ يا أسير الوهم أخطأت الفَهَم
عنديَ الخُبرْ بأوتار الحياهْ سأنَّبيك بأسرار الحياهْ
غوصةٌ في النفس غوصَ الدرَّةِ وظهورٌ بعد هذي الخلوة
هي جمعٌ من رمادٍ شرَرا واشتعالٌ بَعدُ يُعشي البصرا
هي حول الذات طوفٌ فاعلَمِ واجعلَنْ نفسك بيتَ الحرَم
حلِّقَنْ في اللوح عن جذب التراب من هُوِيٍّ لا تخف، مثل العقابْ
أنت إن لم تك طيرًا ويحكا فعن الغار فأبعد عُشكا١٦٩
أيها الجاهد في كسب العلومْ عن إمام الروم خذ نصحَ الحكيم
إنما العلم لدى الجسم شقاء وهو في القلب دواء وشفاء١٧٠
قصة الرومي تقضي بالعجب: كان فيضًا من علوم في حلَبْ
وعلى رجليه للعقل قيود في ظلام العقل بالفُلك يَرُود
هو موسى دون طور يُشرق ما درى ما العشق أو من يَعشقُ
وعن الإشراق والشك حكى ومن الحكمة درًّا سلكا١٧١
وعن المَشَّاء١٧٢ حلَّ العقدا كلٌّ خاف من سناه قد بدا
وحوالَيه صِوانُ الكتبِ وعلى فيه بيانُ الكتب
•••

أمَّ يومًا مكتبَ المُلَّا جلالْ شيخُ تبريز بأمر من كمال١٧٣
قال: ماذا القال والقيلُ وما من قياس ودليل أوْهَما
صرخ الرومي: مهلًا يا جهول لا تهوِّن من مقالات العقول
اخرُجن من مكتبي يا أبلهُ قالَنا والقيلَ أنَّى تفقه؟
قالُنا أرفعُ مما تعقل سُرُج الإدراك منه تُشعلَ
نار شمس الدين زادت حُرَقا فرمى من روحه ما أحرقا
فاستطار البرقُ من نظْرتِه وتلظَّى التُّرْبُ من شُعلتهِ
فإذا الأدراك من نار القلوب محرَقٌ والكتْبُ منها في لهيبْ
جهل الروميُّ عشقًا أُضرِما ما درت أوتاره ذا النغَما
قال: هذي النار ما قصتُها؟ أحرقت أسفارَنا وَقدتها
قال شمس الدين يا ذا المسلمُ! ذوقَنا والحالَ أنَّى تعلَم؟
حالنا أرفع مما تُفكرُ ولظانا الكيمياءُ الأحمر١٧٤
•••

تجمع الحكمةَ زادًا بَردا فسحاب الفكر يهمي بَردا١٧٥
من هشيم فيك أذكِ اللهبا من تراب فيك أطلِع شُهُبا
من لهيب القلب عِلمُ الكامل مقصدُ الإسلام ترك الآفل١٧٦
صدَّ إبراهيم عما يأفُلُ فحوته كالجنان الشُّعَل١٧٧
قد نبذت الدين ظِهريًّا وما تبتغي بالدين إلا الدرهما
أيها الساعي لكُحْل المُقَل غافلا عمَّا به من كَحَل١٧٨
من فم التنِّين فابغ الكوثرا واسألنْ ماء الحياة الخنجرا١٧٩
حجرَ الكعبة من بيت الوثَنْ التمِس والمسكَ في الكلب اطلبن
طفئ العشق بعلم الحاضر لا تؤمِّلْ كأسَ هذا الكافر
قد براني السعي في كل بعيدْ وعرفت السرَّ في العلم الجديدْ
وحباني سرَّ هذي الجنَّة قيِّمُ البستان بعد الخِبْرة
علمُ ذا العصر حجابٌ أكبرُ يعبد الوُثْنَ وفيها يَتْجر
من حدود الحسِّ لا ينطلقُ وله الظاهرُ سجنٌ مُغلَقُ
زلقت رجلاه في سُبْل الحياة وَضعت في حلقه السيفَ يداهْ
كشقيق فيه نار هامده شعلةٌ كالطل فيه بارده١٨٠
من لهيب العشق تخلو فِطرتهْ في طِلابِ الحق تبدو خيبته
عِلَلُ العقل لها العشقُ دواء مِبضعُ العشق لدى العقل شِفاءْ
سجد العالَمُ للعشق الجليل هو محمودٌ لأصنام العقول١٨١
جامُه من نشوة الراح خلا ليلُه عن وَجْد «يا ربِّ» سلا١٨٢
•••

سَروُك الباسقُ قد أغفلتَه كلُّ سرو غيرَهُ أكبرتَه١٨٣
أنت كالناي خليٌّ من جواكْ بلُحون الناس أعليت صداكْ
تبتغي نفسَك في سوق سواكْ وسماطَ الناس تجدوه يداكْ
من سراج الناس نادينا استعر أحرق المسجدَ من دَير شررْ
ظبيُنا خاف سواد الكعبة فرماه صائد في الثُّغْرة١٨٤
ورق الوردة كالعَرف انتشَرْ جافِلًا من نفسه! عُدْ للمقَرّ١٨٥
يا أمينَ السرِّ من أمِّ الكتابْ هل إلى وحدة ماضينا إياب؟
نحن حُرَّاس حصونِ الأمةِ كُفرنا تَركُ شعار الملَّةِ
أكؤسُ الساقي أراها كِسَرا حَفْل نُدمان الحجاز انتشرا
تعمُر الكعبةُ من أصنامِنا يضحكُ الكفرُ على إسلامنا١٨٦
شيخنا باع الدُّمَى مِلَّتَهُ جاعلا زُنَّاره سُبْحتهُ١٨٧
شيَّخ الشيخَ بياضُ الشعَر وهو للأطفال مثلُ السُّخَر١٨٨
قلبُه بيتٌ لأصنامِ هواهْ فهو صِفْر مُقفر من «لا إله»١٨٩
يَلبَس الخرقةَ من يُرخي الشعَر آهِ! للتاجر بالدين اتَّجَر
بمريديه أدام السفَرا في هدَى أمَّته ما فكَّرا
أعْيُنٌ عُميٌ حكاها النرجِسُ وصُدورٌ من قلوب تُفلِس
عبَّد الأشياخ فينا المنصِبُ حُرمةُ الأمة منهم تذهب
واعظٌ عيناه شطرَ الوَثنِ وفتاوَى تُشتَرى بالثمنِ
وجهَه للحان ولَّى شيخُنا
يا رفاقي بعدُ ما تدبيرنا١٩٠
الوقت سيف١٩١
نضَّر اللهُ ترابَ الشافعيّ سحر الألباب هذا الألمعيْ
فكره قد صاد نجمًا لامعًا حين سمَّى الوقت سيفا قاطعا
فاتَ خوفًا ورجاءً صاحبُه كفُّه كفُّ كليم، ضاربُه
تُغدق الصخرة من ضربته ويَغيض البحر من صَوْلته
كان هذا السيفُ في كفِّ الكليمْ فشأى التدبيرَ بالعزم الصميم
شق صدر البحر لمعَ القَبس صيَّر القلزُم مثل اليَبَس
وبهذا السيف يومَ الخطَر زلزلتْ خيبَر كفُّ الحيدر١٩٢
•••

ممكن إبصارُ دَورِ الفَلك وتوالي نُوره والحَلكِ
يا أُسيرَ اليوم والأمس انظرا١٩٣ انظرنْ في القلب كَونًا سُتِرا
أنت في النفس بذرت الباطلا وحسبت الوقت خطًّا طائلا
وذرعت الوقت طولا، للشقاء بذراع من صَباح ومساءْ
وجعلت الخيط زُنَّارًا لكا صِرتَ للأصنام ندًّا ويلكا
صِرتَ يا إكسيرُ تُربًا سافلا يا وليد الحق صرت الباطلا
اقطع الزنار حرًّا لا تَهُنْ شمعةً في محفِل الأحرار كن
إيه يا غافلُ عن أصل الزمانْ كيف تدري ما خلودُ الحيوان١٩٤
يا أسير الصبح والمُسى اعقِلَنْ «لي مع الله» بها الوقتَ اعرفَنْ١٩٥
كل ما يظهر، من تسياره والحياة السرُّ من أسراره١٩٦
ما من الشمس أراه يوجَد إنها تفنى وهذا يخلُد
وبه الشمس أضاءت والقمر وبه في العيش ما ساء وسرّ
قد بسطت الوقت بسطًا كالمكان وفَرَقْتَ اليومَ من أمس الزمانْ
يا شذًى قد فرَّ من بستانه وحبيسَ السجن من بنيانه١٩٧
وقتنا بين الحنايا سافرُ ليس فيه أوَّل أو آخِر
الحياة الدهر يا من عرفا «لا تسبوا الدهر» قول المصطفى
•••

نكتةً كالدر خذها رائقة بين حرٍّ ورقيقٍ فارقه
حيرةُ العبد مسيرُ الزمنِ حيرةُ الأزمان قلبُ المؤمن
ينسج العبدُ عليه كفَنا من صباحٍ ومساءٍ مُذعنا
وترى الحرَّ من الطين نجا نفسه حول الليالي نسجا
قفصُ العبد صباحٌ ومساءْ يُحرَم التحليقَ في جوِّ السماء
وبصدر الحرِّ ثار النفَسُ طائر الأيام فيه يُحبَس
فطرة العبد حُصولُ الحاصلِ ليس في تفكيره من طائلِ
في مقام من همودٍ راكدُ نوحُه ليلًا وصبحًا واحدُ
ومن الحرِّ جديد الخلقة كلَّ حين، وحديثُ النَّغْمة
قيَّد العبدَ صباح ومساء وثوى في فمه لفظ القضاء١٩٨
وأرى الحرَّ مُشِيرًا للقَدَرْ صوَّرت كفَّاه أحداث الدهَر١٩٩
عنده الماضي التقَى والقابل عاجل بين يديه الآجل٢٠٠
•••

ضاقَ عن معنايَ حرفٌ وصدَى عجز الإدراك في هذا المدى
قلت، واللفظ من المعنى خجِلْ وشكا المعنى من اللفظ المَحِلْ
مات معنى في حروف يُحبَس نارَه يُخمِدُ منك النفَسُ
سرُّ غيب وحضور في القلوبْ رمز وقت ومرور في القلوبْ٢٠١
إنَّ للوقتِ للحنًا صامتًا وله في القلب سرًّا خافتًا٢٠٢
أين أيام بها سيفُ الدهَر صرَّفْته في أيادينا القُدَر!٢٠٣
قد غرسنا الدين في أرض القلوب وجلونا الحق من ستر الغيوبْ
ومن الدنيا حلَلنا العُقَدا واستنار التُّربُ منَّا سُجَّدا
من دنان الحق صرَّفنا الرحيق وهدمنا حانة العصر العتيقْ
يا مدير الراح في أضوائها ومُذيبَ الكأس من لألائها٢٠٤
من غرور واختيال تَسْكر ومن الفقر لدينا تسخر!
كأسنا كانت سراجَ المحفِل صدرُنا كان لِقلبٍ مُشعَلِ
إن هذا العصرمن آثارنا من عَجاج ثار في تسيارنا
روضةُ الحق ارتوت من دمنا عزَّ أهلُ الحقِّ في الدنيا بنا
كبَّر العالَم من تكبيرنا كعَباتٍ شاد من تعميرنا
اقرأ» الحقُّ لنا قد عَلَّما بيدينا رزقَه قد قسَّما٢٠٥
لا تهوِّن قدر حرٍّ أعدَما أن تَرى التاج مضى والخاتما
إن نكن عندك أصحابَ الخسارْ قُدماءَ الفكر أحلافَ الصَّغارْ
فلدينا عزَّة من «لا إله» نحن للكونين حُرَّاسٌ أُبَاهْ
قد تركنا غمَّ أمسٍ وغد ووفينا لحبيب أوحدِ
نحن ورَّاثُ هداةٍ للبشرْ نحن عند الحق سرٌّ مدَّخر
لا تزال الشمس تُبدي نورنا غيمنا فيه بروقٌ وسَنا
ذاتنا المرآة للحق، اعلَمِ
آيةُ الحق وجود المسلم
دعاء
أنت في الكونِ كروح مُستسِرّ روحُنا أنت، ومنَّا تَستتر٢٠٦
منك فيه نغمة عُودُ الحياهْ في هواك، الموتُ محسودُ الحياهْ
عُد فسكِّنْ ذي القلوبَ البائسهْ عُد فعمِّر ذي الصدور اليائسهْ
عدْ فكلِّفنا الفعَال الماجدا أَلْهِبَنَّ العشق فينا الخامدا
إننا نشكو تصاريف القضاءْ أنت تُغلي السعرَ والأيدي خَلاء٢٠٧
عن فقير لا تحجِّب ذا الجمال عشقَ سَلْمانَ امنحنَّا وبلالْ
عَينَ سُهد لفؤادٍ قَلِق امنحنَّا واضطرابَ الزِئبَق
آيةً أظهرِ من الآي المبين لنَرى أعناق قومٍ خاضعين٢٠٨
أَظهِر البركان من أعوادنا وامحُ غيرَ الله في نيراننا
كفُّنا ألقت بخيط الوحدة كم ترى في أمرنا من عُقدة؟٢٠٩
قد مضينا كنجوم حائرهْ إخوةٌ لكن وجوه نافرهْ
انظمَنْ في السلك هذا الورقا جَددن سنَّة حُبٍّ أخلقا٢١٠
ابعثنَّا مثل ما كنَّا لكا ائتمن فيما ترى أحبابَكا
منزلَ التسليم أبلغ رَكْبَنا عزمَ إبراهيم يسِّره لنا
علِّمنَّ العشق من أفعال «لا» رمزَ إلا الله علم غافلا٢١١
•••

أنا كالشمع لغيري أُحْرَق وبدمعي كلُّ حفلٍ يَشرق
رَبِّ! هذا الدمع نورٌ في القلوبْ ذو هَياج واضطراب ونحيبْ
أبذرُ الدمعَ فتنمو شُعَلُ نار شِقْر الروض منها تَنصِل٢١٢
أمسِ في قلبي، وعيناي الغد أنا في الجمع فريدٌ مُوحَد٢١٣
ظن كلٌّ أنني نعم السميرْ ليس يدري أيُّ سرٍّ في الضمير٢١٤
أين يا ربَّاه في الدنيا النديم نخلُ سيناء أنا، أين الكليم؟
ظالمٌ نفسي فكم عنَّيتُها شعلًا في صدرها أذكيتُها
شُعَلًا للحسِّ تذرو ما به وتشبُّ النار في أثوابه٢١٥
وبها العقل جنونًا عُلِّما وبها أُحرِق ما قد عُلِما٢١٦
قد عَلتْ من حرِّها شمسُ السماءْ حولها للبرق طوْف في الفضاءْ
كل عِرْق فيَّ نارًا يقطرُ شُعَلًا يَنبُتُ فيَّ الشَعَرُ
بلبلي يلقط هذا الشرَرا فتراه نَغَمًا مستعرا
صدر عصري ما بقلب يؤهل نَوحُ قيسٍ حين يخلو المحمل٢١٧
يخفق الشمعُ وحيدًا ويله في فَراش لا يرى أهلًا له٢١٨
كم أرجِّي مُسعِدًا لي في البشر ونجيًّا كم أرجِّى في الدهَرْ
•••

يا من الأنجمُ منه تستنير! أَرجِعنْ نارك من روحي الكسير
اسلُبَنْ نفسيَ ما أودعتَها عَطِّلنْ من نورها مرآتَها
أو فهبْ لي وجهَ خِلٍّ لَبِق هوَ مرآةٌ لعشق مُحرق
•••

يخفق الموج بموج في العُبَاب لا يسير الموج إلَّا في صِحاب
ومع الكوكب يَسري الكوكبُ وعلى الأقمار يحنو الغَيْهَبُ
ومع الليل نهار أبدًا ومَسيرُ اليومِ يقتاد غدا
نهرًا، أُبصِرُ، يَفنَى في نَهَر ونسيمَ الروض في عَرْف الزهَرْ
رُبَّ حانٍ آهلٍ من شَربه راقصَ المجنونُ مجنونًا به
أنت يا واحدُ لا شبهَ لكا عالَمًا أنشأته من أجلكا
وأنا مثلُ شقيقاتِ الفَلا مفردٌ، في بُهرة الجمع خَلا٢١٩
هَب نجيًّا يا وَليَّ النعمة مَحرَمًا يُدرك ما في فطرتي
هَب نجيًّا لَقِنًا ذا جِنَّة ليس بالدنيا له من صلة٢٢٠
رُوحَه أودِع من أنَّاتِيهْ وأرى في قلبه مرآتَيه
وأسوِّيه بطيني مُحكَمًا
وأرَى آزرَه والصنما٢٢١

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11549
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان - ديوان الأسرار والرموز,شعر وقصائد محمد إقبال,ديوان محمد إقبال مترجم pdf 15781612
ديوان - ديوان الأسرار والرموز,شعر وقصائد محمد إقبال,ديوان محمد إقبال مترجم pdf Icon_minitime 2020-11-03, 6:03 pm
هوامش
(١) حيدر علي بن أبي طالب، ورستم من أبطال الفرس.
(٢)
نيست درخشك وتربيشه من كوتاهي چوب هرنخل كه منبر نشوه داركنم
(٣) جام جم: أي كأس جمشيد، وفي أساطير الفرس أن الملك جمشيد كان عنده كأس يرى فيها الأقاليم السبعة، وفي هذا البيت وما بعده يقول الشاعر: إنه يرى الغائب، ويدرك ما لم يخلق.
(٤) جني الورد الذي لم يظهر من شجره، علم أنه سيظهر دون ريب، وأنه سيجنيه، فكأنه قد جناه.
(٥) لم يغش ضوئي النجوم، ولم يضطرب شعاعي في الأعين اضطراب الزئبق.
(٦) حبذا من صلى بناري وزمزم حولها كالمجوس.
(٧) هو صوت شاعر الغد، ليس صوتًا للزمن الحاضر.
(٨) أفكاري لا يفهمها هذا العصر، إنها جميلة جمال يوسف، ولكن ليس في هذه السوق من يشتريها.
(٩) يائس ممن عرف من الناس، وهو يرجو أن يأتي إليه كليم يفقه عنه، كما ذهب موسى الكليم إلى الطور.
(١٠) قال: إنه شاعر المستقبل لا الحاضر، فقال: كثير من الشعراء لم يعرف قدرهم إلا بعد الموت.
(١١) هو لحن لا يطيقه وتر، وهو لا يبالي أن يقطع أوتاره في إظهار هذا اللحن، لا يبالي أن يموت في الإعراب عن هذا الوجد.
(١٢) الزهرة التي لا تنمو حتى تصير روضة ليست أهلًا لمطره.
(١٣) جمع قنة، وهي قمة الجبل.
(١٤) العين الأولى عين الماء، والثانية عين الشيء أي نفسه، وكلمة الحياة رديف.
(١٥) يعني جلال الدين محمد بن الحسين البلخي البكري المعروف باسم جلال الدين الرومي، ناظم المثنوي، والشاعر يعترف بإمامته، ويكرر ذكره.
(١٦) الفراش والشمع مثل للمحب والحبيب؛ فالفراش يقدم على النار فيحرق نفسه غير مبال، ولكن الشمع هو الذي غزا فراشه.
(١٧) سرت مني دعوة يا رب في الليل.
(١٨) السقطان الجناحان.
(١٩) يقال عن كتاب المثنوي لجلال الدين الرومي: إنه القرآن في اللسان الفهلوي أي الفارسي.
(٢٠) كم الزهر منقبض يخفي لونه وريحه، فإذا انفتح نشر ريحه واستبان شكله، فغمت الرائحة ملأت الأنف.
(٢١) أذكى النار أشعلها.
(٢٢) اتخذ ثوب الزجاج: أظهر ما في باطنك كما تظهر الزجاجة ما فيها.
(٢٣) الفهر الحجر الصغير، يعني اكسر مرآة الفكر ولا تعول على ما تبديه، وأبد ما للعشق في قلبك.
(٢٤) الناي مأخوذ من الغاب، وصوته عند شعراء الصوفية حنين إلى غابة، وقد بدأ جلال الدين كتابه المثنوي بقصة الناي والغاب.
(٢٥) قم فعل أمر، يعني: أحي الناس بقولك قم، والكلمة بلفظها العربي في الأصل.
(٢٦) إشارة إلى ما يقال في وصف إرم ذات العماد.
(٢٧) أبقيت كلمة خودي في الشطرين كما جاءت في الأصل، ومعناها الذاتية، وهي أساس فلسفة إقبال.
(٢٨) جلا لي العشق كيف هذا الكون وكمه حين سلط عليَّ مبرده فسواني رجلًا.
(٢٩) رأى نبض النجوم وسير الدم في عروق القمر: أي أدرك أسرار الكائنات.
(٣٠) الملة البيضاء الأمة الإسلامية، أي هو غبار من سيرها في الطريق.
(٣١) فريد الدين العطار وجلال الدين الرومي من كبار شعراء الصوفية.
(٣٢) يعني أن أصله من هذه الأمة، فإن يكن دخانًا فهو من هذه النار.
(٣٣) ما قصدت ما يفعله الشعراء من نحت الأصنام وعبادتها، أي المدح والخنوع، للكبراء، أو للآراء السائدة.
(٣٤) هو هندي يغلبه اللسان الفارسي، وهو كالهلال كأسه لم تملأ، أي لم يتم نوره.
(٣٥) خوانسار وأصفهان أخرجتا شعراء وألحانًا كثيرة.
(٣٦) الهندي اللغة الأردية التي نظم بها إقبال بعض دواوينه، والدري اللغة الفارسية.
(٣٧) يعني صار قلمه من شجرة الطور المقدسة التي رأى موسى عندها النار.
(٣٨) ناسبت الفارسية أفكاره فكتب بها، وينبغي أن ينظر إلى معانيه لا إلى ألفاظه الفارسية المعيبة.
(٣٩) خلاصة الأبيات المتقدمة: أن الذاتية وهي واحدة اتخذت في الكون مظاهر مختلفة يحارب بعضها بعضًا، والحياة في هذا الخصام وهذا التنازع بين مظاهر الكون.
(٤٠) في الأبيات الثلاثة المتقدمة يشير الشاعر إلى أن الخلقة لها مقصد تهدم من أجله آلاف الأشكال، ولا تبلغ الكمال إلا بهذا الهدم.
(٤١) عشق فرهاد شيرين قصة رائعة في الأدب الفارسي، والختن بلاد معروفة بظباء المسك.
(٤٢) يعني إبراهيم الخليل وأحمد النبي صلوات الله عليهما.
(٤٣) في الأصل: تقوم وتثير وتطير وتبرق وتحترق وتجفل وتضيء وتقتل وتموت وتنبت، وقد اختصرتها في الترجمة.
(٤٤) عمل الذاتية في الطين منه ازدهار العالم، والليل نومها والنهار يقظتها والأجزاء في الكون شرر شعلتها الواحدة، تنشق فتكون الأجزاء، وتنبسط فتكون الصحراء، ثم تحزئل — أي ينضم بعضها إلى بعض — فتكون جبالًا.
(٤٥) قطرة الماء استكملت ذاتها فصارت درة، والخمر ضعفت ذاتها فهي مائعة تستعير قوامها من الكأس.
(٤٦) حذف بيت قبل هذا البيت وآخر بعده اختصارًا.
(٤٧) حذف بيتان بعد هذا البيت اختصارًا.
(٤٨) هذا مثل شعري آخر من قوة الذاتية شجر الچنار تقوى ذاته فيعلو وتكسوه حمرة كأنها النار، وكل هذا لأن حبته قوية محتفظة بذاتها.
(٤٩) الخلاصة أن الذات التي تجمع قوة الحياة تخرج بحرًا زاخرًا من غدير صغير.
(٥٠) المقصد مثل جرس القافلة ينبهها للسير.
(٥١) هو من العقل كالخضر من موسى؛ يهديه ويبين له الحقائق. في بيان أن حياة الذات بتخليق المقاصد وتوليدها.
(٥٢) الوهق حبل فيه أنشوطة تمسك به الخيل المسيبة، ويصاد به، وخيط الكتاب الخيط الذي تجمع به أوراقه بعضها إلى بعض.
(٥٣) في هذا البيت وما بعده يضرب أمثلة لعمل الأمل في العالم؛ فيقول: إن العين خلقت حينما قصد الإنسان الرؤية، ورجل الحجلة خلقت من أجل السير والتبختر، وحلق البلبل من أجل التغريد.
(٥٤) العقل كذلك من مواليد الأمل.
(٥٥) كل نظام في الناس وسنن وعلم وفن، آمال انبعثت من القلب بقوتها فتصورت صورًا شتى.
(٥٦) توعي: تجمع وتدخر.
(٥٧) حذف بيت قبل هذا اختصارًا، والكامل هنا الإنسان المرشد الذي يهدي المبتدئ.
(٥٨) إشارة إلى جلال الدين الرومي وشيخه شمس التبريزي الذي نقله من العلم إلى العشق، والروم هنا أرض الروم وهي آسيا الصغرى.
(٥٩) المعشوق المذكور في هذه الأبيات هو الرسول.
(٦٠) إشارة إلى ما جاء في الأثر مثل: أنا عبد آكل إكلة العبد وأجلس جلسة العبد.
(٦١) إشارة إلى قصة بنت حاتم الطائي حين جيء بها إلى المدينة في الأسرى فألقى عليها الرسول برده وأطلقها.
(٦٢) إشارة إلى عفو الرسول يوم فتح مكة عن قريش، وقوله: لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ.
(٦٣) يعني أننا كالبصر يصدر من عينين، هو واحد وإن اختلف مصدره.
(٦٤) نحن ممتزجزن كما يمتزج الراح والزجاج.
فكأنما خمر ولا قدح وكأنما قدح ولا خمر
(٦٥) إشارة إلى قصة حنين الجذع الذي كان يخطب عنده الرسول حين انتقل عنه إلى مكان آخر.
(٦٦) هو بستان ناضر من مطر آذاره، والضمير للرسول ﷺ.
(٦٧) جمع ما جمع من المعاني من تسريح عينه في مآثر الرسول.
(٦٨) الشيخ عبد الرحمن الجامي من كبار العلماء والشعراء والصوفية في القرن التاسع الهجري.
(٦٩) للعشق أشكال مختلفة منها التقليد أحيانًا، وهو يدعو هنا إلى تقليد الرسول.
(٧٠) هاجر إلى الحق لتقوى؛ ثم ارجع إلى نفسك فاحطم ما بها من أهواء.
(٧١) فاران: اسم مكة أو جبالها.
(٧٢) إشارة إلى الآية: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً أي لتكون خليفة الله في الأرض.
(٧٣) إشارة إلى قصة عمر حين سقطت درته من يده وهو راكب فنزل ليأخذها ولم يرضَ أن يناوله إياها أحد.
(٧٤) ركوب عود من القصب أو الجريد كما يفعل الأطفال.
(٧٥) لا نور في سينائها يهدي إلى الحق، إشارة إلى قصة موسى.
(٧٦) لا تسأل المال ولو من عين الشمس.
(٧٧) السمة التي على وجه القمر سمة اجتدائه نور الشمس.
(٧٨) إشارة إلى الأثر: الكاسب حبيب الله.
(٧٩) لا يطلب من الخضر شربة ماء، وعند الخضر ماء الحياة كما في القصص.
(٨٠) همته يقظانة وإن كان جده نائمًا.
(٨١) يتخيل الشعراء حباب الماء كأسًا فارغة وهي في البحر، فضرب الشاعر الحباب مثلًا في العفة والإباء.
(٨٢) تحكم أي تصير قوية محكمة.
(٨٣) دارا وجمشيد من ملوك الفرس القدماء.
(٨٤) الشيخ أبو علي قلندر من كبار صوفية الهند في القرنين السابع والثامن، والقصة التي يسير إليها الشاعر وقعت بين الشيخ والسلطان علاء الدين الخلجي، وخلاصتها أن أحد مريدي الشيخ ذهب إلى السوق وكان موكب العاهل قادمًا فنادى أحد الحرس الدرويش ليفسح الطريق، فلم ينتبه فضربه على رأسه، فذهب إلى شيخه شاكيًا، فكتب الشيخ إلى السلطان: إما أن تعزل عاملك أو أنصب مكانك ملكًا آخر، فخاف السلطان وأرسل الشاعر الكبير أمير خسرو — وكان ماهرًا في الموسيقى — فغنى بعض شعره على الرباب، فلما آنس من الشيخ قبولًا أبلغه رسالة السلطان يطلب عفو الشيخ فعفا عنه، ويريد إقبال بهذه القصة بيان قوة النفس التقية المستغنية.
(٨٥) هذا البيت يشير إلى مطلع قصيدة فارسية للشيخ أبي علي قلندر فيها ذكر البلبل والورد.
(٨٦) أمير خسرو الدهلوي من كبار الشعراء في القرن الثامن الهجري.
(٨٧) طبل النوبة كان يضرب في أوقات معينة على أبواب الملوك.
(٨٨) قال الكبش إلخ.
(٨٩) ساعد الضأن ويد الأسد.
(٩٠) فادعى في القوم، أي ادعى الكبش.
(٩١) كَذَّابٌ أَشِرٌ ونَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ اقتباس من القرآن، جاء في الأصل.
(٩٢) مذهب إقبال قائم على أن الخير في إثبات الذات والشر في نفيها.
(٩٣) الحبة الواحدة لا تبالي بالبرق ولكن البرق يحرق البيدر الكبير.
(٩٤) يداس العشب فينمو، فالذلة فيها نفع.
(٩٥) لعل فيها إشارة إلى ما يفعله نساك الهند، وإلى الصورة التي تمثل ثلاثة قرود؛ واحد يسد فمه، والثاني أذنيه، والثالث عينيه.
(٩٦) أعرض عن الحواس.
(٩٧) يؤمن بعالم الأحلام لا عالم اليقظة، ولا تبصر عينه الماء، ولكن تبصر السراب — الآل السراب.
(٩٨) الحي يعيش في عالم الإمكان، عالم الحس، والميت يعيش في عالم الخيال، عالم الأعيان عند أفلاطون، وهذا رد على أفلاطون.
(٩٩) خلق أفلاطون عالمًا لا يثب ظبية ولا يتبختر حجله — والحجل طير جميلة في مشيها تبختر.
(١٠٠) الحبة في طبيعتها النمو والفراش في طبعه حب الضوء، ولكن حبة أفلاطون تكره النمو، وفراشه يكره الضوء.
(١٠١) رأى إقبال أن يحلق الفكر ليعود إلى عالم الحس، لا ليبقى في عالم التفكير والتخيل.
(١٠٢) الكور مجمرة الحداد.
(١٠٣) يقول: إن الأمل وسيلة العمل، والأمل يخلقه الميل إلى الخير والجمال.
(١٠٤) ضمير الشاعر فيه شقائق لا يراها الناس، وفيه بكاء وغناء لا يسمعونه.
(١٠٥) إشارة إلى قصة الخضر واهتدائه إلى ماء الحياة في أرض الظلمات.
(١٠٦) يكمل دائرة الحياة.
(١٠٧) السرو: شجر طويل، يصفه الشعراء بالرشاقة والتمايل.
(١٠٨) بنات البحر: حيتان خرافية، نصفها الأعلى كالإنسان، تغوي الملاحين بأنغامها حتى تغرق السفن.
(١٠٩) أي لا تشتهي العمل ولا تطيقه.
(١١٠) نيسان: من شهور الربيع يكثر فيه المطر، وهذا الشاعر الذي يصفه إقبال ليس في نيسانه سيل من البرق، أي: ليس في سحابه برق ولا مطر، وقد شبه إقبال وميض البرق بالسيل، والآل السراب، أي بستانه سراب من اللون والرائحة.
(١١١) بهزاد: مصور إيراني ماهر، يقول إقبال: إن هذا الشاعر شوه صورة العشق، وفي الأبيات التالية يبين ما أصاب العشق من الذلة والخور على لسان شاعر السوء.
(١١٢) يستجدي أو يحاول السرقة فيركله الحارس.
(١١٣) هذه الأوصاف تعرب عن غيظ إقبال من الشعراء الذين أذلوا الآداب الإسلامية.
(١١٤) إقبال معجب بالعرب الذين حملوا رسالة الإسلام إلى أقطار الأرض، لا يصدهم شيء، ويكبر الهمة والقوة والصبر فيهم، ويمدح الأدب العربي القوي.
(١١٥) الهما: طائر خرافي إن سقط ظله على إنسان صار ملكًا، والشاعر هنا يخاطب المسلم قائلًا: إن الهما الذي يمنح الناس الحظ قد علا حظه بأنك صدته فأنت أعلى منه، فارفع عشك فوق الجبل.
(١١٦) الأنوق: العقاب.
(١١٧) اقتباس من القرآن، وهو في الأصل.
(١١٨) إذا وفق الإنسان بين نفسه وبين القانون أطاع القانون مختارًا لا مجبرًا.
(١١٩) الشقيق: شقائق النعمان، وهي في الشعر مثال الوجد والاحتراق.
(١٢٠) في الأبيات السابقة ضرب الشاعر أمثالًا مختلفة لسير الأحياء والأشياء على قوانين.
(١٢١) ينصح المسلم بالتزام الشرع واحتمال شدته، فهذا قانون لا يسعد الإنسان بدونه، ويقول للمسلم: كنت حرًّا باتباع دستورك القديم؛ فارجع وقيد رجلك بهذا القيد الجميل، ففي هذا القيد حريتك لا عبوديتك.
(١٢٢) لا إله: اختصار لا إله إلا الله، وهكذا يستعملها الشاعر في كثير من شعره، يقول: إنما السبيل إلى أبطال طلسم الخوف أن تمسك عصا من التوحيد كعصا موسى تبطل السحر.
(١٢٣) لا: إشارة إلى نفي ما سوى الله.
(١٢٤) يضع السكين في حلق ولده كإبراهيم الخليل.
(١٢٥) خيط الكتاب ما تضم به صفحاته بعضها إلى بعض.
(١٢٦) البكر الجمل الفتي، ويراد به الجسد، مسايرة للتشبيه الذي بدأ به الفصل.
(١٢٧) لا يزال الشاعر في تشبيه الجسد بالجمل، فالصعب هنا الجمل غير الذلول.
(١٢٨) البساط البالي الأباطيل الموروثة.
(١٢٩) يخلق من فكره أكوانًا أخرى، لا يقيده ما هو واقع.
(١٣٠) المضراب: أداة تضرب بها أوتار العود.
(١٣١) الهاء في هوه للوقف، والبيت مردوف في «الأسما» و«أسرى».
(١٣٢) يعدو تحته حصان الزمان، أي يسير الزمان سريعًا إلى مقصده.
(١٣٣) إن قال قم انبعثت الأرواح من قبور الأبدان.
(١٣٤) يبدل قيم الأعمال بما يضع من معايير جديدة.
(١٣٥) يكثر في الفارسية ذكر الفارس والغبار، يقال مثلًا: رب فارس في هذا الغبار، والشاعر يقول هنا: قد أصابنا ما أصابنا ومرت بالناس محن، فارتفع غبارهم، فظهر هذا الفارس من هذا الغبار، يعني: أن هذا الإنسان الكامل لا يناله الناس إلا بعد حوادث شديدة.
(١٣٦) الأكمام: جمع كم الزهرة قبل أن تنفتح، يقول: إن الكم عندنا سينفتح عن روضة، وعيوننا تضيء بنور المستقبل.
(١٣٧) الأبيات السبعة الأخيرة خطاب للإنسان الكامل أو النائب الإلهي.
(١٣٨) هنا عنوان فصل حذفته، وحذفت معه اثنين وعشرين بيتًا لم أجد في ترجمتها فائدة، والكلام بعدها متصل بما قبلها.
(١٣٩) لا تكن وردة وكن كالحجر صلابة، وكن سورًا يحمي الأزهار.
(١٤٠) يغير نظام الموجودات إن لم تلائمه، يعني: يسخر عالم الطبيعة في مراده.
(١٤١) يغير ما يزعمه الناس تأثير الفلك وحكم الأيام.
(١٤٢) الضمير في هذا البيت والأبيات التالية يعود إلى الخور، وفيها يبين إقبال تعذير الضعفاء والتماس أسماء مختلفة لضعفهم.
(١٤٣) جمام جمشيد: وهي كأس خرافية كانت ترى فيها الأقاليم السبعة.
(١٤٤) ينبغي أن يذكر القارئ أن إقبالًا يعني قوة الروح والخلق أيضًا.
(١٤٥) الشيخ علي الهجويري مؤلف كتاب: «كشف المحجوب لأرباب القلوب» في التصوف، كان من كبار الصوفية الذين وفدوا على البنجاب، ووعظوا فيها ونشروا الدعوة الإسلامية، توفي سنة ٤٦٥ﻫ، ومزاره في لاهور يقصده الناس من كل صوب، ونسبته إلى هجوير إحدى قرى غزفة.
(١٤٦) والشيخ الجشتي أحد عظماء الصوفية ودعاة الإسلام في الهند، أسلم بدعوته كثير من الهنادك، أقام في أجمير وتوفي بها سنة ٦٣٢ﻫ، ومزاره أعظم المزارات الإسلامية في الهند، ويشير إقبال في هذا البيت إلى زيارة الجشتي قبر الهجويري في لاهور واعتكافه عنده زمنًا.
(١٤٧) .السحابة الراعدة الممطرة
(١٤٨) العقاب جمع عقبة.
(١٤٩) الردى: أن تغفل الذات لا أن يفارق الروح البدن.
(١٥٠) كن مثل يوسف؛ أقام في نفسه فأحكمها، فمضى من السجن إلى الوزارة.
(١٥١) أبدى السر في قصة قصيرة ككم الزهرة.
(١٥٢) هذا البيت من شعر جلال الدين الرومي.
(١٥٣) هي مضيئة بنور الشمس، وهي في خوف أن تجف في أشعة الشمس.
(١٥٤) قطرة الندى كأنها كوكب من السماء تجلى على الأرض، والندى في شعر إقبال يرمز أحيانًا للأمور العلوية.
(١٥٥) الأكمام: أكمام الزهر، وهذه القطرة سريعة الزوال لم تأخذ نصيبًا من الحياة الذاتية.
(١٥٦) كن في صلابة الفضة باجتماع الذرات المضطربة كالزئبق.
(١٥٧) بناريس: بناريس المدينة المقدسة في الهند.
(١٥٨) يدعو هذا الشيخ إلى استمساك البرهمي بدينه وكماله فيه ما دام برهميًّا، ويرى الكمال ولو في الكفر خيرًا من النقص، ثم يقول إن الموحدين لا يسيرون على نهج إبراهيم الذي كسر الأصنام، والوثنيين لا يتبعون آزر الذي نحتها.
(١٥٩) الخطاب من نهر الجنج لجبل همالا، وخلاصة المحاورة: أن النهر يعير الجبل بالعجز عن المسير، فيجيب الجبل بأن البقاء في ثبات الكائن في مقامه، وأن الفناء في زواله عن مقوماته، وهذه المحاورة تصور رأي إقبال في إثبات الإنسان ذاته وتقويتها، وأن نفيها أو الغفلة عنها يودي بها.
(١٦٠) الريح: الرائحة، لا ترم أن يقطفك الناس لتفوح رائحتك.
(١٦١) اقتباس من جلال الدين الرومي مع تغيير في اللفظ.
(١٦٢) إن كنت ماء فاحفظ نفسك في البحر حتى تصير لؤلؤة، أو كن سحابًا ذا برق ورعد يجتدي منك البحر ماءه.
(١٦٣) الحق: الله تعالى، يبلغ المؤمن درجة يفنى فيها رضا الحق في رضاه، أي: يكون رضا الحق، والشطر الثاني مأخوذ من جلال الدين الرومي.
(١٦٤) القصة التي نظمها الشاعر في هذا الفصل كانت بين السلطان شاهجهان والشيخ ميا نمير، وشاهجهان أحد سلاطين الدولة الإسلامية المغولية في الهند، ولا تزال آثاره في العمارة زينة الهند كلها ومفخرتها، وهو باني المزار ذائع الصيت «تاج محل» في مدينة أجرا، شاده لزوجه ممتاز محل، حكم (١٠٣٧–١٠٦٨ﻫ) ومير محمد المعروف بميا نمير هو أحد مشايخ الطريقة القادرية في الهند، ولد في السند سنة ٩٣٨ﻫ، وأخذ عن شيخه الشيخ محمد خضر، ثم انتقل إلى لاهور فأخذ عن مشايخها، وقد عظمت مكانته فكان يزوره السلطان جهانجير، ثم ابنه شاهجهان صاحب القصة، وتلمذ له عبد الحكيم السيالكوتي المعروف في علم الكلام، توفي سنة ١٠٤٥ﻫ ومزاره مقصد الزائرين في لاهور اليوم.
(١٦٥) هل من مزيد جاءت في الأصل بلفظها العربي، يعني جعل سيفه يقول: هل من مزيد.
(١٦٦) قال الشيخ: سلطاني … إلخ.
(١٦٧) جوع السائل يضره وحده، وجوع صاحب الدولة يخرب البلاد.
(١٦٨) كن قطرة لا ترضَ بغاية، فهي تشرب البحر في ظمئها، الصدى الظمأ.
(١٦٩) إشارة إلى قصة الغار والحمامة التي عششت عليه، يعني: إن لم تكن ذا همة تطير عن الأرض، فلا تطلب المنزلة الرفيعة.
(١٧٠) بيت من جلال الدين الرومي.
(١٧١) سلك الدر نظمه في السلك.
(١٧٢) أي الحكماء المشائين.
(١٧٣) شيخ تبريز شمس الدين التبريزي، الصوفي، الذي أرشد جلال الدين الرومي إلى التصوف، وكمال هو كمال الدين الجنيدي شيخ شمس الدين.
(١٧٤) انتهت قصة الرومي والتبريزي.
(١٧٥) بردا الأولى فعل ماض، والثانية البرد الذي ينزل من السحاب.
(١٧٦) إشارة إلى قصة إبراهيم الخليل في القرآن الكريم، وقوله حينما أفل الكوكب ثم القمر: لا أحب الآفلين، وكأن الشاعر تصور الآفل خامدًا، فقال: إن علم المسلم من نار القلب، والإسلام ترك ما يأفل أي يخمد.
(١٧٧) إشارة إلى قصة إلقاء إبراهيم في النار، وكونها بردًا عليه وسلامًا.
(١٧٨) الكحل سواد طبيعي في منابت أشفار العين، يقول الشاعر: أيها الساعي للجمال المصنوع غافلا عن جماله الطبيعي يعني المسلم المقلد غيره الغافل عما عنده.
(١٧٩) يعني اركب الأهوال وراء ما تبتغي، واطلب المنفعة عن كل ضار، واجعل ماء الخنجر — أي بريقه — ماء الحياة.
(١٨٠) علم هذا العصر فيه نار كنار الشقائق، لا حرارة فيها، وله بريق كبريق الندى لا نار فيه.
(١٨١) السلطان محمود الغرنوي فاتح الهند الملقب مكسر الأصنام، يعني: أن العشق كمحمود والعقول كالأصنام.
(١٨٢) الضمير في هذا البيت يرجع إلى العقل أو علم العصر الحاضر، ليس في كأسه نشوة، ولا في ليله دعاء «يا رب» وما فيه من وجد.
(١٨٣) يرجع يخاطب المسلم.
(١٨٤) نفر من سواد الكعبة: فخرج من الحرم فتمكن منه الصياد.
(١٨٥) يرى إقبال أن الإنسان ينبغي أن يثبت في نفسه وأخلاقه وسنته، ويبعد في مساعيه دون أن ينسى مركزه؛ فهو كالوردة ينتشر عرفها ويلتئم ورقها، فإذا تفرق الورق فنيت.
(١٨٦) نحن مسلمون، ولكن في أنفسنا وثنية من عبادة الهوى والخضوع لغيرنا.
(١٨٧) الدمى: جمع دمية، يراد بها الإنكليز، وما عندهم من مال ومناصب الخ.
(١٨٨) يعني: أن الشيخ صار شيخًا بابيضاض شعره لا بعلمه وتقواه، والأطفال يسيرون وراءه ساخرين منه، وأحسب الشاعر يعني ضربًا من رجال الطرق في الهند.
(١٨٩) «لا إله» اختصار لا إله إلا الله حيثما جاءت في شعر إقبال.
(١٩٠) مأخوذ من بيت لحافظ الشيرازي:
شب أز مسجد سوى ميخانه آمد پيرما چيست ياران طريقت بعد أزين تدبيرما؟
(١٩١) الوقت سيف من كلام الإمام الشافعي رضي الله عنه (المؤلف).
(١٩٢) حيدر: علي بن أبي طالب.
(١٩٣) انظرا: فعل الأمر مع نون التوكيد الخفيفة.
(١٩٤) الحيوان: الحياة.
(١٩٥) إشارة إلى الأثر: لي مع الله وقت لا يسعني فيه نبي مرسل ولا ملك مقرب، ويريد الشاعر أن يقول: إن الوقت حال الإنسان لا ساعات الفلك.
(١٩٦) الضمير يرجع إلى الوقت.
(١٩٧) يقول الشاعر: إنك أحيانًا كالرائحة لا تثبت في بستانها، وأحيانًا سجين في سجن بنته يداك تسير مع ساعات الزمان وتحبس نفسك فيها والوقت هو أنت.
(١٩٨) لفظ القضاء والقدر، يعتل به ويحيل الأمور عليه.
(١٩٩) عزم الحر من القضاء، ويقول الشاعر في هذا: إن القضاء يستشير الحر فيما يفعل.
(٢٠٠) لا يعتل بأن شيئًا فات وقته وأن شيئًا لم يحن وقته، بل عزمه يطوع كل وقت لما يريد.
(٢٠١) القافية مردوفة والروي في حضور ومرور.
(٢٠٢) أبيات إقبال هذه في الوقت وفي التفريق بين العبيد والأحرار من أروع ما عرفته الفلسفة والشعر.
(٢٠٣) في هذا البيت والأبيات بعده يذكر إقبال ماضي المسلمين.
(٢٠٤) في هذا البيت وأبيات تليه يخاطب الشاعر أهل الغرب المسيطرين على العالم.
(٢٠٥) يشير إلى أول سورة في القرآن: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ.
(٢٠٦) الخطاب لله تعالى.
(٢٠٧) يعني تكلفنا واجبات عظيمة، وليس في يدنا اليوم أسبابها.
(٢٠٨) إشارة إلى الآية: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ.
(٢٠٩) يعني: أضاع المسلمون خيط الاتحاد فتعقدت أمورهم.
(٢١٠) الورق: ورق الكتاب والسلك الخيط الذي يجمع به الورق.
(٢١١) «لا»: يريد النفي في كلمة التوحيد، نفي ما سوى الله، و«إلا الله» هي الإثبات في هذه الكلمة.
(٢١٢) الشقر: شقائق النعمان، وهي زهر أحمر يضرب به المثل في الاحتراق، ولكن الشاعر يقول: إن هذه النار الباردة تمحوها نار دموعي.
(٢١٣) قلبه متصل بذكرى الماضي، ولكن عينيه تريان المستقبل، وتطمحان إليه، وهذا المعنى يكرره إقبال.
(٢١٤) البيت من فاتحة المثنوي لجلال الدين الرومي في وصف الناي.
(٢١٥) نار تحرق المحسوسات وتنفذ إلى البواطن.
(٢١٦) هذه النار نار العشق تخرج بالعقل عن حدوده الضيقة، وتحرق ما لقنه الناس من علم، انظر الكلام عن العشق والعقل في مقدمة ضرب الكليم.
(٢١٧) يبكي إقبال لخلوِّ عصره من القلب، كما يبكي المجنون لخلو المحمل من ليلى.
(٢١٨) يعني: أنه كالشمع لا يجد فراشًا أهلا لناره، ليس له أصحاب أو تلاميذ يفقهون عنه ما يقول.
(٢١٩) الشقيقات: جمع شقيقة واحدة الشقائق التي تسمى شقائق النعمان، هو وحيد وإن كان في جماعة.
(٢٢٠) يريد إقبال نجيًّا مجنونًا، والجنون في لغة إقبال الهيام والإقدام إلى غير أحد.
(٢٢١) يكون له ناحتًا كآزر، ويكون صنمًا له يتوجه إليه توجه العابد إلى الصنم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11549
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان - ديوان الأسرار والرموز,شعر وقصائد محمد إقبال,ديوان محمد إقبال مترجم pdf 15781612
ديوان - ديوان الأسرار والرموز,شعر وقصائد محمد إقبال,ديوان محمد إقبال مترجم pdf Icon_minitime 2020-11-03, 6:05 pm

ديوان الأسرار والرموز

رموز نفى الذات

جِدْ بنفيِ الذاتِ ذاتًا، لا تهابْ اجتهد، واللهُ يهديكَ الصواب
جلال الدين الرومي
مهداة إلى الأمة الإسلامية
إيه يا مُنكرًا أحاديثَ عشقي ليس بي حُرقةٌ تكون بغيري
عرفي١
ختم الله إليكِ الأمما بكِ حقًّا كلُّ بَدءٍ خُتما
كم تقيٍّ فيكِ كالرسْل مُنيبْ وجريحِ القلب رفَّاءِ القلوب
لكِ طرفٌ بالنصارى سُحِرا وعن الكعبة أبْعدتِ السُّرى٢
يا مَن الأفلاك من هَبوتِها «مَن رنا الكونُ إلى طلعتها»٣
سرتِ كالموج دءوب السفرِ «أين تبغين مَرادَ النظر؟»٤
كفَراش في لظى الحب اصبري وخذي عُشك بين الشررِ
أحْكِمي العشق بروح قد صفا جدِّدي العهد بحبِّ المصطفى
صحبةَ النَصرانِ قلبي هجرا حينما وجهكِ عندي أسفرا
ورفيقي رهنُ حسن الآخرين واصف الطرَّة منهم والجبينْ
سدَّةَ الساقي بخدَّيه يَدوسْ منشدًا قصة غلمان المجوسْ٥
وأنا فيكِ قتيلُ الحاجبِ وتُرَاب في حِمَاكِ الحادب
أنا من نظم مديح أرفعُ لستُ ممَّن لأمير يَركعُ
كم مرايا صُغتُها من كلِمي فعن اسكندرَ تعلو هِممي٦
لا تَرى المنَّةَ جيدي تأطِر من زهور الروض حِجْري صَفِرُ٧
مُقْدِمٌ في الدهر مثل الخِنجرِ من قلوب الصخر مائي أمتري٨
أنا في نار الحياة الشرَرُ في ثيابٍ من رمادي أستَرُ
•••

قصدتْ بابكِ روحي في خشوع في هدايا من لهيبٍ ودموعْ
إن في الزرقاء يَمًّا يقطرُ فوق قلب لاهبٍ لا يفتُر
أجمعُ القطر ربيعًا جاريًا٩ وإلى رَوضِكِ أُزجي صافيًا
قد حُبيتِ الحبَّ من محبوبنا أنت قلب قد ثوى في صدرنا١٠
قذف العشقُ بقلبي حُرَقا صاغ مرآةً فؤادي المُحرَقا
وشققت الصدر، كالورد لكِ١١ مُدنيًا مرآته من وجهك
لتنالي نظرة من سِحرِكِ وتُرَيْ مغلولةً في شَعركِ١٢
ثم أشدو قِصَصًا من أمسك فأذَكِّي حُرَقًا في نفسِكِ
•••

أسأَل الحق حياةً تحصُف لفريق نفسَه لا يعرف
نائحٌ والليل ساجٍ سادلُ يهجَع الناسُ ودمعي هاطلُ
تصطلي روحي بحزن وألَمْ وِردُ «يا قيُّوم» أُنْسِي في الظُّلَمْ
أملًا في الصدر صيَّرتُ دما ليُرَى في أدمُعي مُنسجما
ما احتراقي كشقيق أبدًا فيم أستجدي من الفجر الندى١٣
أنا كالشمع دموعي غُسُلي في ظلام الليل أذكِي شُعَلي
محفِلُ الناس بنوري يُشرقُ أنشرُ النور ونَفسي أحرقُ
ما لناري في الحشا من فَترةِ ما بأسبوعي فَراغُ الجمعة١٤
إن روحي في سحيق الجَسد آهةٌ ثوبَ غبار ترتدي١٥
مُذْ براني الحقُّ فجرَ الخلقة زلزلتْ أوتارَ عودي أنَّتي
أنَّةٌ للعشق تُفشي سرَّهُ آهةٌ في العشق تُذكي جمرهُ
تجعل العصفَ لهيبًا يُحرقُ وفَراشًا من تراب تَخلُق١٦
•••

في ضمير العشقِ وَسْمٌ كالشَقِرْ وله وردةُ وجدٍ تستعرْ
هذه الوردة أحبُو صَدركِ في سُباتٍ منك أذكِى حشرَكِ
لأرى في تُربكَ الروض الينيعْ وبأَنْفاسكِ أرواحَ الربيعْ
تمهِيد في معنى ارتباط الفرد والأمة
رحمةٌ للفرد حِجْر الأمَّة كاملٌ جوهرُه في الملَّة
فالْزَمَنَّ الجمعَ جهد المستطاعْ في ذَرا الأحرار كنْ مثلَ الشعاعْ
واحفظن ما قاله خيرُ البشر: كلُّ شيطانٍ من الجمع نفرْ
فَردُنا مرآتهُ أمتُهُ وكذا مرآتُها صورته
وهما سلك نظام ودُرَرْ أو نجومٌ تتجلَّى في النهَر١٧
قيمةُ الأفراد جدوى الملَّةِ ومن الأفراد نظم الأمة١٨
وإذا الواحدُ في الجمع نما كان كالقطرة صارت خِضْرِما
جُمع الماضي له في لُبِّه والتقى الغابرُ والآتي به
صلَة الأمس تراه والغدِ وقتُه لا ينتهي كالأبدِ
هو بالأمة قلبٌ طامحُ وهْو بالأمة سعيٌ رابحُ
روحه من قومه، والبدنُ سرُّه من قومه والعَلَنُ
بلسان القوم يشدو منطقَا ومن الأسلاف يَقفو طُرُقا
تُنضجُ الفطرةَ فيه الصحبةُ فتراه الفردَ وهْو الأمَّةُ
تُحكمُ الوحدةَ فيه الكثرةُ وهي، بالوحدة فيه، وحدة١٩
أفرِدِ اللفظ من البيت ترى جوهر المعنى لديه انكسرا٢٠
تسقط الأوراقُ من غصن ينيع فتُرى محرومةً وصلَ الربيعْ
طفئت أنغام أعواد غِناء فاتها من زمزم الأمة ماء
يُحرَم الفردُ الوحيدُ المقصِدا فترى نظمَ قُواه بَدَدا
تجمع الأمة شملَ المُنَّة فيه تحبوه عظيمَ الهمَّة
نشأت بالقيد حرًّا مطلقًا أثبتت في الأرض سروًا بَسَقا٢١
ظَبيُه الوثَّابُ مِسكا يَعبِق إن حواه من نظام وَهَق٢٢
أنت لم تعرف «خودي» من «بيخودي» أنت لا ريب من الشك رَدِي٢٣
إن في طينك نُورًا قد بدا بشعاع منه أبصرتَ الهدى٢٤
كل غمٍّ ورضًا من دورتهْ أنت حيٌّ بتوالي ثَورتِه
أنت منه أنت حقًّا، وأنا أنا، وهو الفرد لا يرضى ثُنا٢٥
يخلق النفس ويَذرو ويُقرّ ذو دلال في خضوع مستتر٢٦
يأسر الشعلةَ هذا الشرَرُ لهبٌ من حرِّه مُستعرُ٢٧
حرة رهنُ قيود فطرتُه جزؤه بالكل حاطت قوَّته
لكفاح دائم تنزُو قُواه هو يُسمى الذاتَ أو يُسمى الحياهْ
يستثير الحربَ في جلوتِه حين يُبدي النفس من خلوته٢٨
يقطع الجبرُ عليه الطرُقا وله بالحبِّ فرعٌ سَمَقا٢٩
تتشظَّى الذات في أمتها لتُرى الروضة من زهرتها٣٠
نكتةً خذها، كسيف مِخْذَم
وانصرف عنِّيَ إن لم تفهم٣١
في معنى أن الملة تنشأ من اختلاط الأفراد وأن تكميل تربيتها بالنبوة
ما ارتباط الجمع، أنَّى يوصَفُ؟ قصةٌ أولها لا يُعرفُ
إننا نبصر فَردًا في الجميعْ زهرةً نقطف في هذا الربيع٣٢
فطرة تنهج نهج الوَحدةِ إنما تُزهر وَسْط الروضة
كلُّ فرد بأخيه ائتلفا مثلَ درٍّ في سمُوطٍ أُلِّفا
لَفَّهم في عيشهم معتَرَكُ كل فرد بأخيه مُمسِكُ
من جِذابٍ تتوالى الأنجمُ كوكبٌ من كوكبٍ مستحكِمُ
•••

كان رَكبُ الناس مأواه الجبال ومروجٌ وسُهوب ورمالْ
نسجُه ما أُحْكِمتْ لُحْمتُهُ فكرهُ ما فُتِّحَت زهرتُهُ
عودُه ما بلحونِ رَنَّما لحنه لمَّا يُؤَلِّفْ نَغَما
لم يُثِره من رجاء مِضْرَبُ لم يَخزه بزبانيَ مطلب٣٣
محفل غُفْل حديث المولد جامُه من خمره غير ندي٣٤
لم يُرعرع في ثَراه نجمُه كرْمه ما فار فيه دمُه٣٥
فكره دارٌ لغيلان الخيالْ خائف من وهمه في كل حالْ
ذو وجود ضيِّقٍ ميدانُه قد أحاطت فكرَه جُدرانُه
طينُه من خيفَة قد خُلقا قلبه من قصف ريحٍ خَفَقا
روحه من كل صعب تهرُبُ يده في أرضه لا تضربُ
كل ما ينمو بأرض يقطِفُ كل ما ترمي سماءٌ يلقَفُ
•••

ثم يهدي الله ذا قلب بصير يكتب الأسفار من حرف يسير
عازفٌ في كلِّ نفْس ينفُث وحياةً في مَواتٍ يَبعث
تقبس الذرَّة من أنواره كل قَدر حالَ في معياره٣٦
يُنشر الأنفسَ منه نَفَسُ بشعاع منه يُزهَى مجلِسُ
شفةٌ تُحيي وعينٌ تَجذِبُ وحَّدا الأشتات، هذا عَجبُ٣٧
يهب الناسَ جديد النظر يجعل البِيدَ كروضٍ نَضِرِ٣٨
فترى الأمة منه سائره بلهيب منه حَرَّى ثائره
شررًا في قلبها قد أشعلا فأحال الطين فيها شُعَلا
سيره يعطي التراب البَصرا فإذا الذرة سيناءَ تَرَى٣٩
عارِيَ العقل بجدواه كسا وهب الثروةَ هذا المفلِسا٤٠
ينفُخ الجمرة في موقِده ويذيب الغِش من عسجده٤١
ويفكُّ العبدَ من أغلاله ويُجير القِنَّ من أقياله
قائلا أن لستَ عبدًا فاعلَمِ أترى قدرك دون الصنَم٤٢
يجذب الإنسانَ شطر المقصد جاعلَ الشرع زمامًا في اليدِ
نكتةَ التوحيد يوحيها إليه
أدبَ الطاعة يمليه عليهْ٤٣
أركان الأمة الإسلامية الركن الأول التوحيد
طوَّف العقل بدنيا العِللِ قاده التوحيد شطر المنزلِ
أعوَزَ المنزلُ هذا السابلا زورقُ الفكر أضلَّ الساحلا
في «آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا» مُضمرَ رمزُ توحيد لقلبٍ يُبصرُ٤٤
يبتلي التوحيدُ فيك العملا فيجلِّي لك سرًّا أغفِلا
يُشرق الدينُ به والحكمةُ ويُرى الأيدُ به والمُكنةُ
قد تجلَّى حيرةً للعالِمين وتجلى عملا في العاشقين
يرتقي في ظله المتضِعُ ويصير التُربُ تِبْرًا يَسطع
يجتبي التوحيد عبدًا ثابَرا فيردُّ العبد خلقًا آخرا
فهو في الحق حثيث دائبُ دمُه كالبرق فيه لاهِبُ
ريبه يَفنَى ويحيا العمل عينه في الكون يَقظى تعمَلُ
في «مقام العبد» إن تثبتْ قدم جَرَّة السائل تُصبحْ جامَ جم٤٥
«لا إله» الروحُ في أمتنا «لا إله» اللحن في نغمتنا٤٦
«لا إله» السرُّ في أسرارنا «لا إله» السمط من أفكارنا
صار قلبًا إن حواها حجرُ كل قلب لم تُنِرْه، مَدَرُ
يتلظى الكون من زَفرتِها ويضيءُ القلب من وَقدتِها
وتُسيل القلبَ ماء في الصدور تصهر المرآة منه في الحَرور
شعلةٌ في روحنا مثلُ الشقيق كل ما نمتاره منها الحريق
بيَّض التوحيد مُسودَّ البَشَرْ فأبو بكر أخوه وعمر
ليس إلا القلبَ قربٌ وابتعادْ وهذه الكأس بها هاج الفؤاد
وحدة القلب قوام الأمة أشرقت سيناء من ذي الجلوة
قد هدى الأمة سُبْل العمل هذه الفكر بها والأملِ
نزعة ٌ واحدةٌ في قلبها فعِيارُ الحسن والقُبح بها
لا يُجيد الفكرُ في قيثاره دون نار الحق في أوتاره٤٧
نحن في الإسلام أبناء الخليلْ من «أبيكم» خذ إذا شئت الدليلْ٤٨
أُمَمٌ قد عَبدتْ أوطانَها وبنتْ من نسب بنيانَها
أتَرى الأوطان أصلَ الأمم تُعبَد الأرض بها كالصنم؟
إنما الأنسابُ فخرُ السفهاء حُكمها في الجسم، والجسمُ هبَاءْ
ضمَّنا في الحق أسٌّ آخَرُ هو في الألباب منَّا مُضمَرُ
قد خلصنا من حدود وقيود قلبنا في الغيب إذ نحن شهودْ٤٩
ضمَّنا، كالزُّهر، نظم مضمَرُ بصر ليس يراه مُبصرُ٥٠
وُحِّد الرئْيُ لنا والفكرةُ كسهام جمعتْها جَعبةُ٥١
نحن فكرٌ وخيال واحد ورجاءٌ ومآل واحدُ
نحن من نعمائه حِلفُ إخاء قلبنا والروحُ واللفظ سواء
في معنى أن الخوف والحزن واليأس أمهاتُ الخبائث٥٢ وقاطعات طريق الحياة، وأن في التوحيد دواء هذه العلل الخبيثة
عُدَّة الموت قُنوطٌ مُحبِطُ والحياة الحقُّ أن «لَا تَقْنَطُوا»٥٣
إنما العيشُ رجاءٌ يُوصَل فقنوطُ الحيِّ سمٌّ يَقتل٥٤
يأسك القبر إليه ترجع إن تكنْ أَلْوَنْدَ فهو المصرع٥٥
رُبَّت الخيبة في أكنافه ونما العجز على ألطافه٥٦
آه من نوم الحياة المُخدِر إنه آية ضعف العنصر
كحله في العين يُعمي البصرا ويرُّد الصبح ليلًا أكدرا٥٧
نفسٌ منه سَمومٌ للحياه كل ينبوع به جفَّ ثراه
وهو للغمِّ حليف واصِلُ إنما الغمُّ لحيٍّ قاتلُ
يا سجينَ الغمِّ أبصِر واسمعِ من رسول الله «لا تحزن» وعي٥٨
ذلك النصح سرى في قلبه فغدا الصديقُ صدِّيقًا بِه
إنما المسلم مثل الكوكبِ باسمٌ في سعيه والدأبِ
حرِّر النفس من الغم ودَعْ إن عرفت الله، أغلال الطمعْ
قوة الإيمان تُحيي فاعلَمنْ وردَ «لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ» فاقرأَنْ٥٩
قلبه من «لَا تَخَفْ» قلبٌ سليمْ حين يمضي نحو فرعونٍ كليمْ٦٠
خوفُ غير الله قَتْل العملِ وهو للأحياء قطعُ السُبُلِ
وبه العزم يخاف الغِيَرا وترى المقدام منه حَذِرا
من نما ذا البذر يومًا في ثَراهْ حَرمتْه من تجلِّيها الحياهْ
فهو فلٌ وهو شادٍ يَعْزف بيد شُلَّت وقلبٍ يرجُفُ
يسرق الرجلَ قُوَى تسيارها يسلب الرأسَ قوى أفكارها
إن تجلَّى لعدوٍّ خوفُكا هانَ كالورد، عليه قطفُكا
سيفه يزداد فتكًا في اليد عينه فيك حسام لا يَدي٦١
غلَّنا الخوفُ، وكم في بحرنا من عُباب مائجٍ في دهرنا
إن أبَى النغمة يومًا مِزهركْ فمن الخوف تندَّى وترُكْ
فاعرُك الأذنَ يَثُر فيه الغناء ويهزُّ اللحنُ آفاق السماء
كل شرٍّ في فؤاد يُضْمَرُ أصله الخوفُ، إذا ما تُبصِرُ
من ديار الموت عينٌ قَدِما مثل ميم الموت قلبٌ أظلما٦٢
عينه تلبيس آثار الحياه أذْنه تدليس أخبار الحياه٦٣
يُزهِر الخِبُّ به والمَلق ونفاق القلب منه يورقُ
ثوبُه للزور سترٌ والريَبْ حِجْره الفتنةُ فيه والحرَبْ
حُرِم الخوفُ طموحَ الهمةِ فهو خِدنٌ لحليف الذلة
كلُّ مَن يفقه سرَّ المصطفى
يجدُ الإشراكَ في الخوف اختفى
محاورة السهم والسيف
قال سهم مرهف يوم الزحامْ قال للسيف وللحرب ضِرام
يا مَن الجِنَّة في أعطافه ذو الفقار العضبُ من أسلافه!٦٤
خالدًا صاحبت يَفْري الفيلَقا وعلى الشام نثرتَ الشفقا٦٥
نارُ قهر الله في جوهرِكا جنَّةُ الفردوس مأوى ظلَّكا!
إنني في الجوِّ أو في جَعبتي حيثما كنت، بجسمي شُعلتي
وإذا القوس رمتني للثُبور بصُرت عيني بأحناء الصدور
إن خلا الصدر من القلب السليم ما به يأس ولا خوفٌ مقيمْ
نفذ النصل خِلالَ الأعظُمِ فكسوتُ الجسمَ دِرعًا من دمِ
وإذا حَلَّاه قلبٌ مؤمِن نورُه الظاهرُ ممَّا يُبطنُ
ذاب روحي من فؤاد وَقدا وهمى نَصلي كقطْرات الندى
قصة السلطان عالمكير والأسد٦٦
إنَّ عالمكير عالي المنزل من بني تيمور فخرِ الدول
كان للإسلام منه عِزَّةُ ولحكم الشرع فيه حُرمةُ
آخرُ الأسهم في جَعبتنا في ذياد الكفر عن ملَّتنا
غَرَسَ الإلحاد فينا أكبرُ فنما في طبع دارا يُزهِر٦٧
وخبا في الصدر مصباح الفؤادْ وبدت أمتنا رهنَ فسادْ
فتولَّى الهند في ذي المحنةِ زاهد ربُّ حسام مُصلتِ
اجتباه الحق للدين المبين اجتباه أجلَ تجديد اليَقينْ
أحرَق الألحادَ من برق الحُسامْ وأنار الدينَ في هذا الظلامْ
حرَّف الجُهَّال عنه ما جرى فكرُهم عن قصده قد قصَّرا
كان إبراهيم بيت الصنمِ في لظى الحق فَراشًا يرتمي
كان في الأملاك فردًا خيِّرا زهده من قبره قد ظهرا٦٨
ذاكم المَلك الفقير الجاهد زينة العرش المليك الماجد٦٩
سار صبحًا مُوغلًا في غَيضة معه من جنده ذو ثقة
في نسيم الصبح نشوانَ خَطَر سامعًا تسبيح طير في الشجرْ
وامَّحى السلطان في شوق الصلاه من مجاز حثَّ للحقِّ خُطاه
وأتى ليث مَهيبٌ فَتِك صوتُه يَرعَد منه الفلكُ
شمَّ ريح الإنس بُعدا فدنا وعلى السلطان أهوى البُرثُنا
فإذا الخنجر منه في اليد باقرًا كالبرق بطن الأسد
لم يفزَّع قلبه بالبغتة خال ليث الغاب ليث الصورة٧٠
ثم للحق دعاه الولَهُ في صلاة الوجد معراجٌ له٧١
مثل ذا القلب الذي لم يَهِن دارُه بالحق صدر المؤمن
إنما العبد أمامَ الحق «لا» وهو للزور «نعم» لن يَبطُلا٧٢
أيها الغافل! قلبًا حصِّلا هيِّئَنْ للحِبِّ هذا المحملا٧٣
ابذِل النفسَ تَنَلْها لا مفرّ ذلَّ للحق تَنلْ عزَّ الدهَر
أحرقنْ بالعشق خوفًا وانهدَا حملًا في الحق ليثًا للعِدى
إنَّ خوف الله إيمانٌ جليّ
ثمَّ تقوى غيره شرك خفي
الركن الثاني الرسالة
تاركُ الآفِل، من قَبل الخليل هُو للرُسْل على النهج دليل
إنه لله فينا آيةُ رُبِّيت في قلبه ذي الملةُ
«طَهِّرَا بَيْتِي» إِليه أنزلا بعد سيل من دموع سُيِّلا٧٤
قفرةً من أجلنا قد عَمَّرا وبَنى البيتَ الذي قد طَهَّرا
«تُبْ عَلَيْنَا» نضرت زهرتها فنَمتْ في أرضنا روضتها٧٥
صوَّر الرحمنُ منَّا هيكلا وحباه الروحَ مما أَنزلا
أحرفًا كنا ولسنا كلِما فتألفنا كبيت نُظِما
بالرسالات بدا تكوينُنا شرعُنا منها ومنها دينُنا
ذاك من «يهدي إليه من يريدْ» حلقةً منها حوالينا يشيد٧٦
حلقة ذات محيط يُعجزُ ساحةُ البطحاء فيها مركز٧٧
نحن ممَّا جمَّعتنا أمَّةُ أُرسلت للناس فيها الرحمة
موجُنا في بحرها متَّصلُ موجة من موجة لا تُفصَل
أمةٌ في حرزِ سُور الحرَم في حفاظٍ مثل أسْد الأجم٧٨
إن تحقَّق ممعنًا في كلِمي نظرةَ الصديق ربِّ الفَهَم
فالنبي الروح فينا والعصَبْ وإلى القلب من الربِّ أحَب
سِفْرُه في القلب نبع القوَّة شَرعه حَبل وريد الأمَّة
قطع حبلٍ منه للموت رديف كذبول الورد في ريح الخريف
حيَّتِ الأمة من ترياقه صُبحها نوَّر من إشراقه
وحَّد المرسَلُ فينا النغَما والطوايا والمُنى والألَما
كثرةُ الأُلَّاف عينُ الوحدة ومن الوحدة نَشء الأمة٧٩
وحدة القصد حياة الكثرة مقصد المسلم دين الفطرة
علَّم الفطرة خيرُ الرُّسلِ فمضينا للهُدى كالشُعَل
بحره أخرج هذا الجوهَرا نحن روحٌ واحدٌ منه سَرى
هذه الوحدة ما لم تفقَدِ تحفظ المسلم حتى الأبدِ
ختم الله علينا شِرْعَتهْ وعلى المرسَل فينا بعثَته٨٠
محفل الأيام منا يَبسمُ خُتِمَ الرُّسْل بنا والأمم
خدمةَ الساقي إلينا صرفا جامَه الآخِرَ فينا خلَّفا
لا نبيٌّ بعدُ» فضلٌ عُرفا إنه حرمةُ دين المصطفى٨١
إنه قوة هذي الملة إنه سرُّ اتحاد الأمة
كلُّ دعوى بعدها للأفَنِ أحكِم الإسلامُ طولَ الزمن
ما سوى الحق قلاه المسلم
قائلًا: «لا قوم بعدي» فاعلموا
في بيان أن مقصود الرسالة المحمدية تمكين الحرية والمساواة والأخوَّة بين البشر
عبد الإنسانُ أصنام البَشرْ فهو في عُدم وذلٍّ محتقر
قيصر العَسفِ وكسرى قيَّدا منه جيدا ثم رجلًا ويدا
ومن القسِّيس والمَلْك طِلابْ بخراج الحقل، والحقلُ خرابْ
نصب الأشراك للصيد الضرَعْ بائع الجنَّة أُسْقُفَّ الخُدَع
حقله قد عاث فيه البَرْهَمنْ ومجوسٌ أحرقت ما قد خَزنْ
أضعف الرقُّ لديه الهِممَا لَحنُه في عوده سال دما
•••

وأمينًا بعث المولى به سَلَّم الحق إلى أصحابه
رفعَ العُبدانَ بالحق إلى سُرُر الخاقان والزورَقلَى
بثَّ في برد الرَّماد الشُّعَلا فعلى برويزَ فَرهادُ علا٨٢
سَلب السلطانَ حِزْبَ الآمرينْ فسما بالحق قدرُ العاملينْ
عزمُه هدَّ قديمات الصُوَر وبنى حصنًا جديدًا للبشر
بثَّ روحًا حيَّت الموتى بها وافتدى الأعبدُ من أربابها
مولد مات به العصر القديم وبيوتُ النار والوثْنِ حطيم
أزهرَ التحريرُ في روضته هذه الصهباء من كرمَتِه
عصرنا اللألاء في أنواره فتحَ الأعينَ في أحجاره٨٣
خطَّ في العالم سطرًا مُبدَعا أُمة فاتحةً قد أبدعا
صدرها من وَقدة الحق أضاء ذرَّة منها أنارت في ذُكاء
أشرق الكون بها إذ يبتني كعباتٍ من بيوت الوثنِ
ولدتها الأنبياء القُدُم فإذا الأتقى لديها الأكرم
إخوةٌ فيها جميع المؤمنين٨٤ طينها حرية في العالمين
المساواة لديها فطرةُ ومن التمييز فيها نفرةُ
نسلها كالسرو حر قد علا عهدها أحْكِم من «قالوا بلى»٨٥
سجدة الحق بسيماها غُرَر
قبَّل النجمُ ثراها والقمر
قصة أبي عبيد وجابان في معنى الأخوة الإسلامية٨٦
مُسلمٌ في حَومة الحرب أسَرْ قائدًا من جيش كسرى ذا خَطرْ
قائدٌ ربُّ خداع ماكرُ عجمَ الأيامَ ذئبٌ غادر
لم يعرِّف آسريه باسمه أو يحدِّث أحدًا عن وسمهِ
قال للآسر: يا ذا الكرمِ آمِنَنِّي، ذاك شأنُ المسلمِ
وضع الجنديُّ في الغمد الحسام مُعلنًا أن دَمُك اليوم حَرام
وخبَتْ في الحرب نيران العَجَمْ وهوى من آل ساسان العَلمْ
فإذا المأسور جابان الكبيرْ قائد في جند إيران أميرْ
أقبل الجند بصوت قارِع يسأل القائد قتل الخادع
بُو عبيدٍ قائد العُرْب الأبيّ عزمُه في الحرب عن جيش غنىّ٨٧
قال يا قوم: ألسنا المسلمين نغمةً واحدة في العالَمينْ
من أبي ذرٍّ عَلتْ أو حيدر من بلال سُمعتْ أو قَنبرِ٨٨
كلُّ جنديٍّ أمينُ الملةِ صلحه والحرب عهدُ الأمة
إنَّ جابان عدوٌّ غشِيمُ لكن الأمنَ حَباه مُسلمُ
دَمُه اليوم عليكم حُرِّما
أمةَ المختار! أوفوا الذمَما
قصة السلطان مراد والعمار٨٩ في معنى المساواة الإسلامية
أخرجت أرضُ خُجَندٍ صانعا نال في التشييد صيتًا ذائعا
صانعًا فرهادُ حقًّا وَلدا لمراد مسجدًا قد شيَّدا٩٠
غضب السلطان من تقصيره لم يرَ الإتقانَ في تعميرِه
قدَحت عينُ المليك الشررا ويدَ المسكين فورًا بترا
سار للقاضي حزينًا يجأر دمُه من يده يَنْهمِرُ
قال: يا مَن قولُه الحقُّ المبين! يا حفيظًا شرعَ خير المرسلين!
لستُ للسلطان عبدًا فاسمَعِ حكِّم القرآن فينا واقطعِ٩١
قرعَ الحاكم سنَّ المبُلسِ ودعا السلطانَ نحو المجلس
فأتى السلطانُ يخشى ذنَبه هيبةُ القرآن تُدمي قلبَه
عينُه من خجَل للقَدَمِ وعلى خدَّيه لونُ الندَمِ
وقف الخصمان: خصمٌ يشتكي وخصيمٌ في ثياب الملكِ
جَهر السلطان: إني نادم لا أردُّ الحق إني جارم
وتلا القاضي: حياةٌ في القصاصْ ذاك قانونُ حياةٍ، لا مناص
ليس دون الحرِّ عبدٌ مسلمُ وحَّدَ المعمارَ والمَلْكَ دمُ
سمع القرآن يُملي حكمهُ فنضا السلطانُ فورًا كمَّه٩٢
إذ رأى الخصمُ الذي قد فعلا آيةَ الإحسان والعدل تلا٩٣
قائلا: لله أعفو وكفى إنني أعفو لأجل المصطفى
نَملةٌ عزَّت سُليمان القويّ انظرن سطوة قانون النبيّ
جمع القرآنُ مولًى وفتاه
وذوي التيجان سوَّى بالرعاه
في بيان أن الأمة الإسلامية مؤسسة على التوحيد فلا تحدُّها الأمكنة
قلبنا الخفَّاق يأبى مَوطِنا ريحه العاصف تأبى مسكنا٩٤
ليس من هند وروم قلبُنا ما سوى الإسلام فيه أرضُنا
كعبٌ الشاعر في خير العباد أنشد المِدحةَ من بانتْ سعادْ٩٥
نظم الدرَّ منيرًا في ثناه من سيوف الهند سيفًا قد دعاهُ٩٦
مَن على الأفلاك فيه رفعةُ لم ترقهُ لبلاد نسبةُ
قال: سيف من سيوف الله قلْ يا نصير الحق زورًا لا تقلْ
وكذاكم قال ذو القدر العلي مَن سَناه كحل عين الرسل:
ليَ من دنياكم قد حُبِّبَا بعض ما فيها حلالًا طيبًا٩٧
إن تكن سرَّ المعاني تعلمُ فافهم النكتة في «دنياكمُ»
كان في الدنيا وفيها ما سَكَنْ ذلك المشرق في ليل الزمَنْ
مِنْ سَناه قد تجلَّى العالَم مُشرقًا إذ كان طينًا آدمُ
لستُ أدري ما حماه والوطنْ أنا دارٍ أنه فينا سكن٩٨
قد رأى في أرضنا دنيَا لنا وهو في الدنيا كضيف بيننا
إذ أضعنا القلب في هذا اليَباب وفقدنا النفس في هذا الترابْ
لا تحدُّ الأرضُ قلبَ المسلِم لا يُرى في تيهِ أنَّى وكمِ٩٩
ليس للمسلم في الأرض عَطنْ حائرٌ في قلبه كلُّ وطن١٠٠
حصِّلِ القلبَ ففي وُسْعَتهِ ضلَّ هذا الكونُ في فسحته
عقدةَ الأقوام حلَّ المسلمُ هجر الدارَ الإمامُ الأعظم١٠١
أمةً ملء الدُنَى قد أسَّسا جعل التوحيد فيها أسُسا
صارت الأرض لدينا مسجَدا إذ أشاع الفضل فينا وهدى
ذلك المحمودُ في الذكر الحكيمْ ذلك المحفوظ بالله الرحيم
تفزع الأعداء من هيبتهِ في ارتعاد من سَنا طلعتهِ
فلماذا أرض أهليهِ هجرْ؟ أتراه خشية الأعداء فرّ؟
حجبَ القصَّاصُ معنى القصةِ غلطوا في فهم معنى الهجرة
هجرةٌ شرعُ حياة المسلِم هجرةٌ سرُّ ثبات المسلم
إنها التَسيار نحو الوُسعة ولأجل اليمِّ ترك القطرة١٠٢
اهجر الزهرة أجْلَ الروضة إن هذا الخسر ربح الكثرةِ
شرفُ الشمس مسيرُ مطلَقُ فيه من فوق البرايا تخفق
لا تكن نَهرا من السُّحْب يُمَدّ وكن البحرَ، عُبابًا لا يُحَدّ
اقصدن تسخير كلِّ العالَم لتُرى سلطان أهلِ العالَم
لا يقيِّدك مُقامٌ في الورى وكن الحوت يَسيحُ الأبحُرا
كل مَن حُرِّر من ذلِّ الجهات فلك يُزهِر من كل الجهاتْ
تركَ الوردَ شذاه فسرى في فسيح المرج عِطرًا نَشَرا
يا أسيرًا قد ثوى في روضةِ عندليبًا هائمًا في وردةِ!
سَيِّرنْ نفسك حرًّا كالصَّبا ثم عانق كلَّ أزهار الرُّبَى
احذرن من خدعة العصر الجديدْ
التباسَ النهج حاذر يا رشيدْ
في بيان أن الوطن ليس أساس الأمة
قطَّعوا الأرحام بين الأخوةِ صيَّروا الأوطان أُسَّ الأمةِ
قدَّسوا الأوطان إعجابًا بها قسَّموا الإنسان أسرابًا بها
طلبوا الجنة في «بِئْسَ القَرَار» «فَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ البَوَارْ»١٠٣
محق الجنَّة هذا الشجرُ ليس إلا الحربَ فيه ثمرُ
أنكر الإنسانُ وجهَ الإخوة وانتهت قصةُ الاِنسانيةِ
ذهب الإنسان روحًا وانقضى بقيت أقوامُه وهْوَ مَضى
منصب الدين حواه الساسة فنمت في الغرب هذي الآفةُ
دين عيسى بطلت قصتُه وخبت في دُوره شُعلتُهُ
عجز الأسقفُّ عن تقديره حادت الأزلام عن تدبيره
قوم عيسى حقروا بِيعَته أبطلوا في سوقهم سِكتهُ
مزق الدَّهريُّ ثوب المذهب ومن الشيطان قد وافى نَبي
ذا الفُلَورَنسِيُّ عَبدُ الوثن كحلُه أودَى بنور الأعينِ١٠٤
خطَّ للأملاك سِفرًا منكرًا وبذورَ الحرب فينا بذرا
مزَّق الحقَّ بحدِّ القَلم فطرةٌ تؤثر عَيش الظُلَمِ
آزرُ العصر، بدا تزويرُه خطَّةً بِدعًا جلا تفكيرهُ
جعل الملك إلها دينُه كل قبح ناله تحسينه
جعل النفع عيار الذمَم حينما خرَّ لهذا الصَنمِ١٠٥
صارت الحيلةُ فنًّا مُحكما ونما الباطل ممَّا عَلَّما
خطةً للوهن فينا حبكَا في طريق الدهر ألقى حَسَكا
أرمد الناسَ بهذي الحكمة
إِذ دعا التزوير بالمصلحة
في بيان أن الأمة المحمدية ليس لها حدود زمانية أيضًا
أرأيت الطير في عُرسِ الربيع وهياجَ الكمِّ والورد الينيعْ
وعَروسُ الزهر نَشوَى النَغَم وعلى الأرض قُرى من أنجمِ
غسَل العشبَ دموعُ السحَرِ وشدا الماء لنوم النهَرِ
وإذا الكِمُّ على الغصن ربَا منحتْه حِجرَها ريحُ الصَّبا
دَمِىَ البرعومُ من قطفتهِ ومضى كالريح عن روضته١٠٦
عشش الورقُ وطار البلبلُ وشذًى فرَّ وطلٌّ ينزل١٠٧
ليس يُكرى من ربيع رونقُ حين تذوى زهرات تَعبِقُ
محفل الأزهار باق يضحك لا يُبالي كنزُه ما يُهلك
موسم الأزهار أبقى في الدهَر هو أبقى من ورود وزهَر١٠٨
لا يبالي جوهرًا قد كُسرا مَعدن يُنمي ويُبدي الجوهرا
كم شروقٍ وغروبٍ، لا مقرّ! أكؤسٌ تؤخذ من دَنِّ الدهَر
خمرةٌ من شَرِبها لا تنفَدُ تذهب الآماس والباقي الغدُ١٠٩
ثابتٌ في الدهر تقديرُ الأممْ من مَسير الغدِ سيَّارِ القَدَمْ
يَسفُر الخِلُّ وتبقى الصحبة يرحل الفرد وتبقى الأمة١١٠
ولها عيشٌ وموتٌ آخرُ ثم ذاتٌ وصفاتٌ أُخَر
ينشأ الفردُ من الطين القليل تولد الأمة من قلبٍ جليلْ
نفَس الأمة يُحصَى بالمئينْ ويعيش الفرد عَشْرات سنين
وحياة الفرد روحٌ في بدنْ وحياة الشعب في حفظِ السُنَنْ
موت فرد نضب وِردٍ للحياه موتُ قوم ترك قصدٍ للحياه
•••

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11549
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان - ديوان الأسرار والرموز,شعر وقصائد محمد إقبال,ديوان محمد إقبال مترجم pdf 15781612
ديوان - ديوان الأسرار والرموز,شعر وقصائد محمد إقبال,ديوان محمد إقبال مترجم pdf Icon_minitime 2020-11-03, 6:06 pm

كممات الفرد تفنى الأمم ولها يومًا قضاء يُحتَمُ
أمة الإسلام تأبى أجلا أصلها الميثاق في «قالوا بلى»١١١
لا تّخاف الموتَ هذي الأمةُ «نحن نزَّلنا» لديها حجةُ١١٢
دام ذكرٌ ما أقام الذاكر بدوام الذكر دام الذاكر١١٣
ذلك المصباح أنَّى يُطفَأ؟ قال ربي عالمًا: «أن يطفئوا»١١٤
أمة الحق إلى الحق تُنيبْ أُمة يعشقها أهل القلوب١١٥
مصلتٌ بالحق ذا السيف الصقيلْ مصلتٌ من غِمد آمال الخليل١١٦
ما سوى الحق محاه برقُه ليعيدَ الحقَّ حيًّا نطقه
نحن للتوحيد أقوى حجةِ للكتاب اختارنا والحكمة١١٧
•••

أضمر الدهر علينا ثارَهُ مخفيًا في صدره تاتاره
أطلق الفتنةَ من أحبالها ورمى بالطود من أثقالها
فتنةٌ موطئُها هامُ الأممْ نظرة من طرفها قتلٌ عَممْ
ألفُ هَوْلٍ في حشاها يرقُد ليس للأمس بمثواها غدُ
سطوةُ الإسلام للترب هوتْ ما رأت بغدادُ روما ما رأَتْ
لكن اسأل ذلك الدهر المُليمْ محدَث الأفعال ذا المكر القديمْ
روضَنا كان لهيبُ التتَر حَلْيَنَا كان نثارُ الشرر١١٨
فلإبراهيم فينا فطرة وإلى المولى لدينا نسبةُ
من لهيب قد جنينا زهَرا نار نمرودٍ رددنا كوثرا
كل نار يوقِدُ الدهر لنا زهراتٌ حين تأتي روضَنا
•••

ذهب الروم وفُضَّ الموكب شرقُها أقوى وأقوى المغرب
كأس ساسان من الغمِّ دَمُ حانُ يونان خراب مُظلم١١٩
وعنتْ مصر لدهرٍ عَرِمِ وثوت أعظُمُها في الهرم
وأذان الحق فينا خلدا أمةُ الإسلام تبقى أبدا
إن للكون من العشق حياه وبه أجزاؤه شدَّت قُواه
أحيَت العشق قلوبٌ تُسعَر شبّها من، لا إله، الشرر١٢٠
إن نكن كالِكمِّ نُطوَى كمدا
فرَدانا فيه للروض ردى١٢١
في بيان أن الأمة لا تنتظم بغير شريعة وشريعة الأمة المحمدية القرآن
أُمة خلَّت يداها السُّننا ككثيب من رمال وَهَنا
سيرةُ المسلم شرعٌ وكفى ذلكم باطن دين المصطفى
بانتظام الصوت تعلو النغمةُ وهي من دون نظام ضجَّةُ
إنما في الحلق مَوجٌ من هواء يَعلَق النظم به فهْو غناء
صاح هل تعلم ما سُنتكا؟ أيُّ سرٍّ ضَمنتْ قدرتكا؟
الكتاب الحيُّ والذكرُ الحكيم حكمةٌ في الدهر تبقى لا تريمْ
إن فيه سر تكوين الحياه يستمدُّ النِكس أيدًا من قُواه
لفظه لا ريبَ أو تبديلَ فيه آيُه لا لَبس أو تأويلَ فيه
قوة فيه تشدُّ الخورا وبها يرمِي الزجاجُ الحجرا
قطَّعَ الأشراكَ عن صيد كسير فدعا الصيَّادُ منه بالثبورْ
ذا بلاغٌ آخِرٌ للمرسَلين قد تلاه «رَحْمَةٌ للعَالَمِينَ»
ترفعُ الخاملَ فيه رفعةُ وتقيمُ الرأس منه سجدةُ
قاطعو الطرْق هداةً صُيِّروا من كتابٍ، كم كتابٍ سَطَّروا
والبوادي من سراج زَهَرا قد أَضاءُوا بالعلوم الفِكَرا١٢٢
الذي يُصدَع منه الجبلُ وعلى الأفلاك منه وَجَلُ١٢٣
ذلك الينبوعُ من آمالنا قد حواه الصدر من أطفالنا
انظُر الظمآن في حَرِّ القفارْ عينه حمراء من وَقْد النهار
عَنْسُه كالظبي في تَعْدَائِها دمُها كالنار في رمضائها
طائفُ الصحراء يأبى الجُدُرا ضاربٌ في البيد يقلى الحضرا
خفقت في قلبه هذي السُوَرْ فاستقر الموج فيه كالدُّرر١٢٤
قرأ الدرس من الآي المبينْ فغدا بالحق حرًّا لا يَمين
حكمَ الدنيا جميعًا عدلُه عرشَ جمٍّ وطئته رجلُه١٢٥
مُدُنًا قد شيَّدت هَبوتُه ورياضًا أنبتت زهرتُه١٢٦
•••

إن إيمانك في قيد الرسوم سنن الكفر لك السجنُ المقيمْ
أمركم قطعتمو فهو «زُبُر» مُسرعي السير إلى شيء نُكُرْ١٢٧
سكر الصوفيُّ من أحواله وانتشى باللحن من قوَّاله١٢٨
قلبهُ شعرَ العراقيِّ تلا ومن القرآن أقوى وخلا١٢٩
تاجُه والعرش صوفٌ وحصيرْ فقره يَجبِي رباطًا للفقيرْ١٣٠
وأخو الوعظ جُزافًا قائلُ كلِمٌ عالٍ، ومعنى سافلُ
قوله من ديلميٍّ وخطيبْ فعله حِلف ضعيف وغريبْ١٣١
لكتاب الله حقٌّ. فاقرأن
كل ما تبغيه منه فاطلبَنْ
في بيان أن التقليد في زمن الانحطاط أولى من الاجتهاد
عصرنا هذا مليء بالفتَن طبعه خلقُ شرور ومِحَنْ
محفل الماضين فيه مقفر صوَّحت فيه حياة تنضُر
أنكرت أنفسَنا أنظارُنا وجفت نغمتَها أوتارُنا
شعلة التوحيد فينا سَلَبا نارَه والنورَ منَّا سلَبا
وإذا ما اعتلَّ تقويم الحياه فمن التقليد للقوم نجاه
سُنَنُ الآباء حَبلُ الملَّة ومن التقليد جَمعُ الأمة
يا خليًّا في خريفٍ من ثمرْ ارقب الغيث ولا تجفُ الشجر١٣٢
قد حُرمتَ البحر فاذكر خُسرَكا يا قليل الماء واحفظ نهركا١٣٣
فعسى سيلُ الجبال الهادرُ منه في مجراك لجٌّ زاخرُ
حالُ إسرائيلَ فيها تبصره إن تكن روحُك روحًا مُبصره
انظرن كيف ابتلاها الزمنُ وعرتْها في الخطوب المِحَنُ
وجهُها في كل حين يُلطمُ كاد في أعراقها يَفنى الدم
عصرت عنقودَها كفُّ الخُطوبْ ذكرُ هارون وموسى في القلوب
إن خبا في اللحن منها قَبسُ لم يزل في الصدر منها نفَسُ
سار في إثر الجدود المحملُ حينما انفضَّ لديها المَحفِلُ
يا من انفض له جمعٌ وجاه وخبا في صدره شمعُ الحياهْ
آيةَ التوحيد في القلب اسطُرا ومن التقليد أمسك بالعُرى
اجتهادٌ في زمان القهقرى يذهبُ الأقوام منه شذَرا
اقتداءٌ برسوم الأولين هو أولى، لا اجتهاد الغافلين
لم يُصَب آباؤنا بالهَوسِ طهرُتْ أعمالُهم كالأنفُسِ
فكرُهم كان رقيقًا مرهَفا فعلهمُ أوفى بشرع المصطفى
فِكَرُ الرازي ونجوى جعفر أينَ؟ والعُربُ هداةُ البشر
ضيق الدينُ علينا يسرَه وادَّعى كلُّ لئِيم سِرَّه
قد جهلت الدين عنه حائدا الْزمَنْ يا حُرُّ نهجًا واحدا
باح لي بالسرِّ نبَّاضُ الحياه أنما في الخلف مقراضُ الحياه١٣٤
وحدةُ الشرع حياةُ الأمة فمن القرآن روح الملَّة
نحن طينٌ وهو قلب لا جَرَمْ هو «حبل الله» من شاء اعتصَم
فانتظم في سلكه كالدررِ
أو غبارًا في الرياح انتثرِ
في بيان أن كمال سيرة الأمة من اتباع الشرع الإلهي
لا تقلْ في الشرع معنًى مُضمَرُ ليس إلا النورَ تحوي الدُّرَرُ
جوهرٌ أبدع فيه القادرُ جوهر باطنه والظاهرُ
ليس علمُ الحق غيرَ الشِّرْعة ليس غيرَ الحب أصلُ السنَّة
شرعنا للفرد مِرقاةُ اليقينْ ترتقي منه مقاماتُ اليقين١٣٥
شِرعةُ الحق نظام الأمم ومن النظم دوام الأمم
إن فيه الأيدَ يا من أخلَصَا اليدُ البيضاء فيه والعصا
قام للإِسلام بالشرعْ قوام بدؤه الشرع وبالشرع الختام
لك أُبدِي نكتةَ الشرع المبين أنتَ مَنْ في حكمة الدين أمين:
إن يعارض ذو عنادٍ مسلما في أداء النفل ما إن لزما
صار هذا النفلُ فرض الأمة فالحياة الحقُّ عين القدرة
وإذا جيش عدو في الوغى ترك الإعدادَ والسلمَ بَغى
وقضى أوقاتَه في الدعة تاركًا للحرب أخذَ العُدَّة
فحرام أخذه بالبغتة قبل أن يأخذ كلَّ الأهبة
سرُّ هذا الأمر يا ذا البصر: الحياة العيشُ بين الخَطرِ
يتحدَّاك برضوى العاليه في امتحانٍ لقواك العاتيه١٣٦
ويناديك أن اقصمْ ظهرها وبحدِّ السيف فاصهر صخرها
ليس كفءَ الليثِ في صولته حمَلٌ يرجف في ذلته
إن حكى الصعوةَ صقرٌ كاسِرُ فهْو كالصعوة واهٍ خائِرُ
كتب الشارعُ ربُّ الحكمة لك هذا اللوحَ، لوحَ القدرة
يشحذ العزم بنار العمل ويرقِّيك لأعلى منزل
وإذا تَلْغَبُ يعطيك القُوى ويربِّي منك طودًا ما خَوى
إن دين المصطفى دينُ الحياه شرعه للناس قانون الحياه
إن تكن أرضًا يصيِّرْك السماءْ ويربِّيك كما الحقُّ يشاءْ
يصقل المرآةَ من صخر شديد وينقِّي الرينَ من قلب الحديدْ
ضيَّع القومُ شعارَ المصطفى ضيَّعوا رَمز بقاءٍ عُرِفا
ذلك الغصن العِسيُّ المعتلي مُسلُم الصحراء ربُّ الجَمَلِ
الذي البطحاء أزكت غرسه ورياح البيد ربَّت نفسَه
أذبلته اليومَ ريحُ العجم صيَّرته النايَ روحُ العجمِ
قاتلُ الآساد ذبحَ الغنم وطءُ نملٍ مسَّه بالألم
من أذاب الصخرَ من تكبيره راعه البلبل في تصفيره
من علا الطودَ سريعًا مُصعدا غلَّ بالتكلان رجلا ويدا
من برى الأعناق ضربًا عَضبُه يلدم الصدر ويَدمى قلبُه
موقظ الآفاق من خطْواتهِ قُيِّدت رجلاه في خَلْواته
من أطاع الناس طرًّا أمرَه واجتدى دارا وكسرى بِرَّه
رضي القُنع وأكدَى جِدُّه وارتضى الكدية عزًّا جدُّه
شيخنا أحمدُ من في قربه تكسبُ الشمس سنًا من قلبه١٣٧
قال يومًا لمريد فهِمِ احذرنْ يا صاح فكرَ العجمِ
فكرهم إن كان للنجم ارتقى فهْو من سُنَّتنا قد مرَقَا
يا أخي فاسمع لهذا الرشَدِ استمع نصح الإمام المُرشِد
وبهذا الحق فاشدُد قلبكا
واتبع العُرْبَ تُصب شِرعَتكا
في بيان أن حسن سيرة الأمة من التأدب بالآداب المحمدية
سائلٌ مثل قضاء مبرَم صاح بالباب بصوت مُبرِم١٣٨
بالعصا صُلت عليه غضبا فهوَى من يَده ما قشبا١٣٩
إن هذا العقلَ في شرْخ الشبابْ لا يبالي بضلال وصوابْ
ورأى الوالدُ فعلى فنفر وذوى في وجهه روضُ الزَهر
آهة في فمه تلتهب قلبُه في صدره يضطرب
كوكب في عينه قد ومضا نوَّر الهُدبَ قليلا ومضى١٤٠
روحي الغافل في الجسم ارتعدْ ومضى الصبر وخلَّاني الجَلدْ
مثل فرخ في الخريف انتفضا من رياح الليل في العش قضَى
قال لي الوالد: يومَ المحشر تلتقي أمةُ خير البشرِ
الغُزاة الغرُّ من أمته وأولو الميراث من حِكمته
والنجوم الزُهْرُ أرباب الصفاء حجةُ الدين فريق الشُّهداء
وأولو العلم وأرباب القلوب وأولو الزهر وأصحاب الذنوب
وعلا في لجِّ هذا المحشر صوتُ هذا السائل المنكسرِ
أيها الحائر في ذا الموكب! ما جوابي حين يلحاني النبي
قد حباك الحق طفلا مسلما
لم تُنلْه من كتابي مغنما
هيِّن الأشياء قد شقَّ عليك
لم يَصِرْ ذا الطينُ إنسانًا لديك١٤١
وأنا في العَتْب من خير الرسُلْ بين خوف ورجاء وخجَلْ
أفكِرنْ في الأمر واذكر يا بُنيّ أمةَ المختار إذ ترنو إليّ
لحيتي البيضاء في الحشر انظرِ رِعدتي في الخوف والحزن اذكرِ
لا تزد عبء أبيك الوَهنِ عند مولاي غدًا لا تُخزِني
أنت كِمٌّ في فروع المصطَفى فتفتَّح في ربيع المصطفى
نظرةً من روضه فالتمسِ وسنًا من خُلْقه فاقتبسِ
مرشد الروم الذي قطرته قد حوت بحرًا، سمتْ قولته:١٤٢
لا تجذَّ الحبل من خير البشرْ
لا تقل عندي فنون وبَصر
فطرةُ المسلم طرًّا رأفةُ قوله والفعل كلٌّ رحمةُ
العظيم الخُلق من شق القمر رحمةٌ عمت ونُورٌ للبشر
لستَ من معشَرنا فاعتزلِ إن تكن منه بعيدَ المنزلِ
طائرٌ أنت على دوحتنا شدْوُه واللحنُ من نغمتنا
إن تكنْ ذا نغمة لا تُفرد بسوى بستاننا لا تُغْرِدِ١٤٣
كل من أوتي حظًّا من حياه في سوى بِيئته يلقى رداه
بلبل أنتَ؟ ففي الروض امرَح ومع السِّرب بلحنٍ فاصدَحِ
إن تكن صقرًا فلا تغش البحَارْ ليس إلا خلوةَ الصحراء دار١٤٤
أو تكن نجمًا فنوِّر في سَماك لا يكن مَسراك إلا في الحِباك
•••

قطرَ نيسانَ اجمعن إن تردِ واجعلن في الروض مأواه الندِي١٤٥
لتراه مثل قطراتِ الندى تحضنُ الأكمامُ منها ولدا
وانشِف الأنداء من جوهرها واسلب اللألاء من عنصرها
بشعاع الصبح وضَّاء البُكر الذي من سحره ينمو الزَّهر١٤٦
لن ترى دُرَّك إلا كالحباب لن ترى سعيك إلا في سرابْ
ألقِها في اليمِّ تُعقَدْ جوهرا ماؤها يسطع نجمًا نيِّرا
قطرُ نيسان عن اليمِّ نأى لجفاف، لن تراه لؤلؤا
•••

طينةُ المسلم درٌّ يا بُنيّ ماؤها والنورُ من بحر النبيّ
قطرَ نيسان! فَغُصْ في موجه وابرزن، درًّا صَفا، من لجه
صاح! من شمس الضحى كن أنورا
كن ضياءً ليس يخبو الدهَرا
في بيان أن حياة الأمة تحتاج إلى مركز محسوس وأن مركز الأمة الإسلامية البيت الحرام
عقدةٌ تنحلُّ من أمر الحياه حين أفشي لك من سرِّ الحياه:
كخيال جفلت من نفسها حرَّة قد نفرت من حبسها١٤٧
وقتها ما فيه أمسٌ وغدُ في دُنى الأوقات ليست تُصْفَدُ
انظرن نفسَك حينًا واعتبرْ لستَ إلَّا جَوَلانًا يستمرّ
شعلة فيها أعدَّت سِتْرها من دخان فأشاعت سرَّها
ماؤها قد عقدته في دُررْ ليُرى السيرُ سكونًا في النظر
نارُها في نفسها تُخفي الحريق وتُرَى في الغصن أزهارَ الشقيق١٤٨
فكرك العاجز عنها أوهِما طيرانَ اللون وَردًا جُسِّما١٤٩
ما أَوى للعُشِّ هذا الطائرُ هو طيرْ وهْو لون طائر١٥٠
هو حرٌّ وحواه مَحبِسُ وهْو في النوح لحونًا يَنبُس١٥١
ريشه ينسلُ طيرًا كل حينْ يخلق الأسباب منه كلَّ حين
عُقدًا تعقد في أعمالها وتحلُّ العَقد في تجوالها
تسكن الطين على إسراعها لتزيد السير في إهطاعها١٥٢
كم لحون في جواها رُقَّدِ يومها ميلادُ أمسٍ وغدِ
في سهول كلَّ حين وحزونْ كلَّ حين في اختراع وفنون
إن تكن كالريح تأبى محبسا تنزل الصدرَ فتدعي نَفَسا
حولَها من خيطها ناسجةُ حولَها من خيطها عاقدة
هي في العُقدة مثلُ الحبَّة مضمر فيها فروع الدَّوحةِ
تفتح العين على ما تُضمر فإذا الدوحة منها تَظهر
خلعة الطين عليها تُرفَد فإذا عين وقلب ويدُ١٥٣
تؤثر الخلوةَ في الجسم الحياه وتجلِّي نشأةَ العمِّ الحياه١٥٤
هكذا سنَّة ميلاد الأمم مركزٌ فيه حياةٌ تنتظِم١٥٥
إنما المركز روح الدائرة نقطة، فيها محيط، ضامرة
ومن المركز للقوم نظام ومن المركز للقوم دوام
نقطة المركز منّا الحرم لحنُنا والوجدُ فينا الحرمُ
نَفسٌ في صدرنا يتَّقد روحنا الغالي، ونحن الجسد
من نداه نَضَرت أغصانُنا حَيَّ من زمزمه بستانُنا
نحن من دعواه في الدنيا دليل نحن فيه من براهين الخليلْ١٥٦
صوتنا يندَى به في الأمم واصلا مُحدَثَنا بالقدمِ
وحَّد الملة طوفٌ حوله فهي صبح قد حوى صدرٌ له
وُحِّدتْ في حَسْبِه كثرتُنا أُحكِمتْ من وحدةٍ قوتُنا١٥٧
إنَّ في الجمع حياةَ الأمم إنَّ هذا الجمع سرُّ الحرَم
•••

أيها المسلم يا ذا البصَر! قوم موسى عبرةٌ فاعتبرِ
زهدوا في مركز قد جمعا فتراهم في البرايا قطعا١٥٨
يا عليلا شاكيًا جورَ الزمن يا أسيرًا غَلَّه وهٌم وظنّ
اجعلن ثوبك ثوب المحرِم أطلع الصبح بليل مُظلم
افنَ كالآباء ما بين السجود اسجدن حتى تُرى عينَ السجود١٥٩
من خشوع المسلمين الأولين سيطروا بالحق بين العالمين
في سبيل الحق شوكًا وطئوا
فإذا الروضةُ هذا المَوطِئُ
في بيان أن الاجتماع الحقيقي من الاستمساك بمقصد، ومقصد الأمة الإسلامية حفظ التوحيد ونشره
اعرفن عني لسان الكائناتْ ففعال الكون فيها كلمات
ينظم المقصدُ أشتات الحياه فتراها «مطلعًا» راع الرواه١٦٠
طِرفُنا من تحت مهمازِ الطلبْ صرصرٌ ما ندَّ عنه من أربْ
إنما يُبقي الحياةَ المقصدُ هو أشتات قُواها يَنضِدُ
حينما تدري الحياة المطلبا تجعل الكون إليه سببا
وبه الأشياء طرًّا تنقُد فتردَّ الشيء أو تعتقد١٦١
يُبحر الرُّبَّانُ أجلَ الساحلِ وإلى المنزل سَيرُ السابل
وعلى قلب الفراش الحُرَقُ لسراج حوله يحترق١٦٢
طاف قيسٌ في الصحاري ولَها قاصدًا ليلاه يرجو وَصْلها
ما اقتفينا في الصحاري أثرًا مُنذ ليلانا أقامت في القُرى
إنما المقصودُ روح العملِ كيفَه والكمَّ منه تجتلي١٦٣
دوَرانُ الدم في أعراقنا مسرعٌ بالجدِّ في أغراضنا
الحياة الحق منه تستعِرْ تجمع النار به مثل الشقِرْ١٦٤
هو مضرابٌ لعُودِ الهمَّة مركز يجذب كل القوَّة
حرَّك الأعضاء في ركب البشر جامعًا شتى عيون في نظر١٦٥
فكن المجنون في هذا الحبيبْ طُفْ به طوف فراش باللهيبْ
أبدعَ القمي فيما أسمعا علَّم الأوتار معنى مُبدَعا١٦٦
رام نقش الشوك حينًا رَجِلُ فاختفى عن ناظريه المحمَل
لحظةً يا صاحبي إن تغفُلِ ألف ميل زاد بُعدُ المنزلِ
ذاكمُ العالَم دَيرٌ قدُما بامتزاج الأمهات انتظما١٦٧
كَم وكَم يُنبت من مقصبةِ ليراعٍ فيه نار النوحةِ
كم تدمَّت من يديه روضةُ لِتُرَبَّى من شقيق زهرةُ١٦٨
كم تُرى نقشًا وكم تمحو يداه ليُرَى نقشُك في لوح الحياه
كم من الأرواح بُثَّت أنَّةُ لتُعالَى من أذانٍ نغمةُ١٦٩
ورجالَ الزور دهرًا ربَّبا وعلى الأحرار والَى الحرَبَا
ثم في طينك إيمانًا بذر كلمة التوحيد من فيك نَشَرْ
نقطةٌ دار عليها العالَمُ كلمةٌ صَار إليها العالَم
قوة فيها تُدير الفَلَكا وبها الشمسُ تُنير الحلَكا
لؤلؤ البحر نما من نورها وبه الموج طما من نورها
نَفحها صيَّر طينًا سنبُلا وَجدُها صيَّر ريشًا بلبلا١٧٠
في عروق الكرم منها شُعلة وبطين الكأس منها لمعةُ
لحنها في مِزْهَر الكَون استتر أيها العازف! يدعوك الوتَر
نغماتٌ فيك تَسري كالدَّمِ أَعمِل المضرابَ في ذا النغَم
كلمةُ التوحيد منك المقصد أنت للتكبير فيها توجد١٧١
الجهاد المرُّ حِلفُ المسلم أو يُدوِّي الحق بين الأممِ
أنت لا تدري بآيات الكتابْ أمةَ العدل يسمِّينا الخطاب
أنت في الأيام نورٌ وبصَرْ شاهد أنتَ على كل البشر١٧٢
ادعوَنْ كلَّ لبيب، أبلغِ وعن الأمِّيِّ قولًا بلِّغِ
قوله ما فيه نُطقٌ عن هوَى صادقٌ ما ضلَّ يومًا أو غوى١٧٣
نَبْضَ هذا الكون قد جسَّت يداه فتجلَّى سرُّ تقويم الحياه
نضَّر الأزهار في رَوض الدهَر ومحا الأدناس عنها والكدَرْ
دينه فيه الحياة الخالده لا تراها عن هُداه حائده
أيها التالي الكتاب المنزَل شمِّرن، لا تقعُدن عن عمل
يعشق الأصنامَ عقلُ الأمم ناحتٌ أو عابدٌ للصنم
هو أحيا سُنَّةً من آزَرا محدِثًا فيها إلهًا للورى
اسمه لون ودار ونسب هو من سفك دماء في طربْ١٧٤
وعَلَى أقدام هذا الصنم ذُبح الإنسانُ ذبح الغنم
أيها الشارب من كأس الخليلْ! يا حمِيَّ النفْس من طاس الخليل!
سيفَ «لا موجود إلا هوْ» خُذِ وبه الأصنام هذي فاجذُذِ
في ظلام الدهر أشرِق للملا وانشرن حقًّا عليك اكتملا١٧٥
خجلتَا لك في اليوم العسيرْ حينما يسألك الهادي البشيرْ:
قد أخذت الحق عنِّي ما دهاك
لم تبَّلغه بحقٍّ لسواك!
في بيان أن توسيع حياة الأمة بتسخير قوى العالَم
مؤمنًا بالغيب غير الغافل! كارهًا كالسيل قيدَ الساحل!
اعلُ عن ذا الطين غصنًا ناضرًا وصِلِ الغائبَ واغز الحاضرا
ذلك الحاضر تفسير الغيوبْ وهو مفتاح لتسخير الغُيوبْ
ما سوى الله لتسخير العملْ صَدرُه للرمي، فاقذف لا تُبَل
ما سوى الله تراه يُخَلق لترى سهمَك فيه يمرُق١٧٦
عقدةٌ تلقاك بعد العُقدة ليُرَى في الحلِّ لُطفُ الحيلة
فسرَن يا كِمُّ! روضًا نفسكا سخرَن يا طلُّ! ذي الشمس لكا
من يسخر عالم الحسِّ سما ومن الذرَّة يُخرج عالَما
كل ما في الكون من بحر وبرّ لوح تعليم لأرباب النظر
أيها النائم طالت غفلتهْ عالَم الحس جفته همتُهْ
قم وفتِّح بصرًا قد سُكِّرَا لا تحقِّر عالمًا قد حُقِّرا
إنه توسيعُ ذاتِ المسلم وامتحانٌ لصفاتِ المسلِم
هو يبلوك بسَيف الزمنِ لترى أن دمًا في البدن
اضرب الصدر بفِهر القوةِ اختبر عظمَك في ذي الصدمة
جعل الحق الدُّنَى للخيِّرين وجلاها لعيون المؤمنين
هذه الدنيا طريق الظَّعَنِ هذه الدنيا محكُّ المؤمنِ
فأسِرَنْها قبل أن تأسرَكا لا تُضِعْ في جوفها جوهَرَكا
أدهمُ الفكر الذي يطوي الفضاء والذي يجتاز آفاق السماء
ساقَه في الكون حاجاتُ الحياه فهْو في الأرض وفي النجم خُطاه
يبتغي في الكون تسخير القوى لتُرى فيه بأعلَى مستَوى
نائبُ الحق، بحق آدم حكمه في الأرض ماضٍ حاكِم١٧٧
لك من ضيقك منها سعة ولأعمالك فيها فسحةُ
صهوةَ الريح اعلوَنْها آمرًا ألجمَنْ هذا الجوادَ النافرا
شقَّ قلب الطود عن جوهره شقَّ موج البحر عن درٍّ به
ألفُ كون في فضاء تُكفَتُ رُبَّ شمسٍ قد حوتها ذرَّةُ
بشعاعٍ أظهرنْ ما احتجبا واكشفنْ عن كلِّ سرٍّ حُجِبا
من شعاع الشمس نارًا فاقبس ومن السيل بروقًا فاخلِسِ١٧٨
ثابتُ الأنجم أو سيَّارُها التي قد عُبدت أنوارُها
كلُّها يا صاح عُبدانٌ لكا وإماءٌ سخِّرت من أجلِكا
سيِّرنْ فكرك فيها عَسسًا سخِّرن آفاقها والأنفُسا
افتح العينَ وأنعِمْ نظَرا أبصرن في الراح معنًى مُضمرا
كم ضعيفٍ في قويٍّ أمَرَا حين في الكون أجال البصرا
أيها المقصود من أمر «انظروا» كيف في آفاقها لا تنظر؟١٧٩
قطرةٌ من نفسِها ذاتُ خَبَرْ خمرةٌ في الكرم، طلٌّ في الزَّهَر
وهي في البحر تراها جوهرا جوهرًا كالنجم في الليل سرى
كالصَّبا لا تهفُ حولَ الصُّوَرِ اطلبْن في الروض معنى الزهَرِ
دون مضرابٍ لحونًا سَيِّرا ومن الأحرف طيْرًا طيِّرًا١٨٠
أيها الظالع في حَزْنِ الحياه أيها الغافل عن طعنِ الحياه
بلَّغ السعيُ الرفاقَ المنزلا أنزَلوا ليلى وحَطُّوا المحملا
وبقيتَ اليوم قيسًا مبلِسا في الصحاري عاجزًا مستيئِسا
«علَّمَ الأسماءَ» فخر الآدميّ١٨١
حكمةُ الأشياء نصر الآدميّ
في بيان أن كمال حياة الأمة أن تشعر بنفسها كالأفراد وأن توليد هذا الشعور وتكميله من الاحتفاظ بسنن الأمة ورواياتها
أرأيت الطفل يا ذا البصَر! ما له عن نفسه من خبَر
ليس يدري ما قريب وبَعيدْ كرةَ النجم بكفَّيه يريد
ما سوى الأمِّ يرى منه الجفاءْ همُّه أكل ونوم وبكاء
ليس تدري أذنُه ما النغمةُ لحنُه ثورتُه والضجَّةُ
فكره غُفلٌ ضعيف الأثرِ قوله فيه صفاءُ الجوهرِ
ليس في تفكيره إلا السؤالْ أين؟ أنَّى؟ ومتى؟ في كل حال
كل نقشٍ عنده ينطبِعُ وهو كَلٌّ غيرَه يتَّبع
عينه إمَّا بكفٍّ تُطبَق تتنزَّى روحه في قلَقِ
فكره في الجوِّ واه حذِرُ كصُقَير لاصطيادٍ يُخبَر
خلف صيدٍ في حِذَار يُرسلُه ثم يدعوه إليه يُعجله١٨٢
ثم غشَّاه لهيب الفِكَرِ فَرَمى خُذروفهُ بالشرر١٨٣
فتراه عينُه مُسْتعلِنا فيدقُّ الصَّدر يعني: ها أنا١٨٤
ومن الذكرى ينمِّي نفسه غدَه يربط فيه أمسَه
ينظم الأيام خيطُ الذهب نسَقَ الدُّر بسمط مُعجِب
جسمه يُرمي ويكري قائلا: «مثل ما كنت أراني ماثلا١٨٥
أنا» هذي بدء مقصود الحياه نغمةُ اليقظة في عود الحياه
مثل الأمة حين النشأةِ مثَل الطفل ضعيف المُنَّة
هي طفلٌ نفسَه لا يعرف جوهرٌ غشَّى عليه الصدَفُ
يومه بالغد لم يوصل ولا بصباح ومساء سُلسلا
وبعين الكون إنسانًا يُرى كلَّ شيء ما عداه أبصرا١٨٦
بعد لأيٍ طرَفُ الخيط بدا بعد ما حلَّت يداها العُقدا١٨٧
فإذا رازَ قُواها الدهَرُ يتجلى ذا الشعورُ المضمرُ١٨٨
أسطرًا، تمحو، وأخرى تسطُر صفحاتٍ بيديها تَزبِرُ
يُبلِس الفردُ إذا ما انتثرا عِقْد أيام عليه قُدِّرا
نور قوم من مدادِ السِّيَر نفسَه يعرفُها بالذِكَر
أمةٌ قد نسيَت سيرتَها ينسخُ الدهر غدًا آيتها
أنت سفْرٌ كتبته السيرةُ خَيْطه أيامُك الموصولةُ
ثوبنا أيامُنا في الزمن وخِياطُ الثوب حفظُ السنن١٨٩
ما ترى يا غِرُّ تاريخ البَشَرْ؟ قصةٌ! أسطورةٌ؟ لَهْو سَمَر؟
في سَناه أنت بالنفس بصيرْ في هداه أنت بالسير خبيرْ
إنه أعصابُ جسم الأمة إنه في الروح مثل الشُّعلةِ
هو يجلوك كسيفٍ مِخذَمِ ثم يرمي بك بين الأمم
أيُّ عودٍ ذي فنون تسحَر! نغمات الأمس فيه تُؤثَر
خامدُ الشعلة، فيه يُشعَلُ يومه للأمس فيه موئِلُ
شمعه كوكب بختِ الأمم وسنا اليوم وأمسِ المُظلم
عينُه تُبصر ما قد عبرا وترى الماضيَ حيًّا مُحضَرا
وعتيقُ الراح في كاساتِه وخُمار الأمس في نَشْواتِه
صائدٌ يَرجعُ في أشراكنا طائرًا قد طار من بستاننا
فاذكر التاريخَ واستحكِمْ به عِشْ بِأنفاس مضت، في طبِّه
أحكِمَن وُصْلَة يوم وغدِ والحياةُ امضِ بها طوعَ اليد
وقُدِ الأيام قَسرًا بمهارْ أو فعِش أعَمى بليل ونهارْ١٩٠
صاح! من ماضيك يبدو حالُكا ومن الحال بدا استقبالُكا
إن تُرِدْ خُلْدَ حياةٍ فصِلِ
ما مضى بالحال والمستقبَل
في بيان أن بقاء نوع الإنسان بالأمومة وأن حفظ الأمومة واحترامها من أصول الإسلام
نغمَاتُ المرءِ عَزْفُ المرأةِ هو من محنتها في عِزَّة
كست الذُّكرانَ ربَّاتُ الحجالْ إنَّ ثوب العشق من نَسج الجَمال١٩١
عَشَقُ الحقِّ رَبَاهُ حِجرُها ذلك اللحنُ حواه صدرُها
الذي قدْ بَهَر الكونَ سَناه قرَن الطيبَ إليها والصلاه١٩٢
جهلَ القرآن جَهلًا مُسلمُ قد رآها أمَةً لا تُعْظَمُ
إنما الأمُّ علينا رحمةُ وإلى الرُّسْل لديها نسبةُ
رأفةُ المرسَل في رأفتها سِيَرُ الأقوام مِن صنعتِها
ومن الأمِّ عَلتْ أقدارُنا وبسِيماها بدا مِقدارنا١٩٣
لفظة الأمّة فيها نُكَتُ أترى فكرك فيها يَثبت؟
إنما الأمة من وصل الرحِمْ دونه أمرُ حياة لا يتمّ
قال خير الخلق، وهو الحجةُ: تحت رِجْل الأمهَّات الجنَّةُ
كُشِفت بالأمِّ أسرارُ الحياه بخلال الأمِّ تسيارُ الحياه
وبها في نهرنا يعلو العُبابْ ويدوم الموج فيه والحَبابْ
•••

هذه الغِرَّة بنتُ القرية عَبلةُ الجِسْم وغُفْل السَّحنة
حيَّة العين، كَهامُ المقِوَل دون تعليم وصقل الصيقل١٩٤
أَلم الأمِّ عليها يثقُل وجهُها يُعربُ عما تَحمِلُ
أمرنا يُحكَمُ من آلامها صبحُنا يشرق من إظلامها١٩٥
إن تَهبْ من حِجرها للأمَّةِ مسلمًا حقًّا عظيم النجدةِ
والتي رقَّت وخفَّت مَحمِلا باطنُ المرأة فيه عُطِّلا١٩٦
شعَّ نور الغَرب في فكرتها وتُرى الثورةُ في مقلتها
قُطِّعتْ أوصال هذي الأمةِ حين طاشت عينُها بالنظرةِ
إنَّ حرِّيتها أصلُ البلاء إن حرِّيتَها فقدُ الحياءْ
ليلها ما ضاء في نجمها لم يطق أعباء أمٍّ علمُها١٩٧
ليتها لم تنمُ في روضتنا ليتها تُغسلُ من حُلَّتنا
•••

أنجمُ التوحيد في غيب الأبدْ مضمراتٌ ليس يحصيها عَددْ
لم تُسَيَّبْ بَعْدُ من قَيد العدَم لم تُقيَّد بعدُ في كيفٍ وكمّ
جَلَواتٌ في دجانا تُضمَر في ظلام الكون عنَّا تسترُ
قطراتٌ لم تَزِنْ زهرَ الرُّبى وزهور لم تفتِّحها الصَّبا
إنما تنبتُ هذه الزهَراتْ ناضراتٍ في رياض الأمهات
أيها العاقلُ! مالُ الأمة ليس مِن عِقيانها والفضَّةِ
إنه أولادها مِلءُ الأمل في ذكاء ونشاطٍ وعَملْ
تحفظ الأمُّ إخاءَ الأمَّة
وقُوى قرآنِنا والمِلَّة
في بيان أن سيدة النساء فاطمة الزهراء أسوة كاملة للنساء المسلمات
أمّ عيسى نسبةٌ واحدةُ بثلاث تَزدهي فاطمةُ:
قرة العين لخير الأوَّلين، خاتم الرُسْل، وخير الآخِرين
نافخُ الروح بدنيا الوَهَنِ خالقُ العصرِ جديد السُّنَن
وهي زوجُ المرتضى ذا البطلِ أسدِ اللهِ الحكيم الفيْصلِ
ملكٌ في الكوخ زهدًا قد أقام كلُّ ما يملك درعٌ وحُسامْ
وهي أمّ السيدين الأكرمَين حسنٍ خير حليم وحُسَين
ذا سراجٌ في ظلام الحرَمِ حافظٌ وحدة خير الأمم
ازدرى الملك ابتغاء الأُلفةِ أطفأ النيرانَ بين الإخوةِ
ذاك في الأبرار ربُّ العَلَمِ أسوةُ الأحرار في الخَطب العَمي
سيرة الأولاد صنعُ الأمَّهات وخِلال الخير طبع الأمَّهاتْ
زهرةٌ في روضة الصدق البتولْ أسوة النسوة في الحقِّ البتولْ
فاقةُ السائل أذرت دمعها ليهودي أباعتْ درعَها١٩٨
كل من في الأرض قد طاع لها ورضاها حين تُرضي بعلَها
نُشِّئتْ ما بين صبر ورضَى في الفَمِ القرآنُ، والكفِّ الرحَى
دمعها من خشية الله جرى في مصلَّاها يفوقُ الجوهرا
لقطَ الروحُ الأمينُ الدُرَرا وعلى العرش المعلَّى نثرا
أنا لولا الشرع عن هذا نَهَى وإلى شرعِ الرسول المنتهى
طفتُ حول القبر إجلالًا لها
ناثِرًا من سَجَداتي حولها
خطاب إلى المرأة المسلمة
مُشعَلٌ مصباحُنا من ناركِ عِرضُنا في الصَّون من أستاركِ
خَلْقُك الطاهرُ فينا رحمةُ قَوِيَ الدينُ به والأمَّة
طفلُنا علَّمِته حين الفِطام كلمةَ التوحيد من قَبل الكلامْ
صِيغَ من حُبِّك أطوارٌ لنا فِعْلُنا، أقوالنا، أفكارُنا
برقُنا في سُحُب منكِ ثوَى شَعَّ في الأطواد، والبيدَ طوَى
ضاء دينُ الحق من أنفاسِكِ ونما التوحيد في أحجاركِ
ذلكِ العَصرُ غَرورٌ ماكرُ وعلى الأديان باغٍ فاجرُ
عقلُه أعمى وبالله كفَرْ كم جهولٍ في شِراكٍ قد أسَرْ
عينُه عينُ وقاحٍ فاتكِ بِشباك الهُدب كم من هالكِ!
صيدُه يحسَب حرًّا نفسَه مَيْتُه يزعم قصرًا رمسه١٩٩
بك يخضرُّ غراس الوحدة بك ينمو رأس مال المِلة
لا تسيري غيرَ نهج السلف لا تبالي بجدًى أو تَلَفِ
احذري فتنة عصر مُهلكِ وإلى صدركِ ضمِّي وُلدَكِ
بَعُدت عن عشها في خطر هذه الأفراخ، لمَّا تطِرِ
فيك تسمو للمعالي فطرةُ فاتبعي الزهراءَ، نعمَ الأسوَةُ
علَّ غصنًا منك يأتي بحُسَيْن
فترى النضرَةَ رَوْضاتٌ ذَوَيْن
خلاصة مطالب المنظومة في تفسير سورة الإخلاص
قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ
ظهر الصديقُ لي في الحُلُمِ مُزهِرًا منه ترابُ القدَم
ذا «أمنُّ الناسِ» فينا مَن جَلا طُورُنا منه الكليمَ الأولا٢٠٠
هو ثاني اثنين في الدين وفي صحبة الغار وفي القبر، الوفي٢٠١
قلتُ: يا صفوة أصحاب الصفاءْ مطلَعَ الديوان من أهل الوفاء!
بك قرَّ الأسُّ في بُنياننا فانظرنْ ما الطبُّ من أدوائنا
قال: حتامَ أسيرُ الوَهَمِ سورةُ الإخلاص بُرء السَّقَم
نَفسٌ في كل صدر جائلُ وهي للتوحيد سرٌّ هائلُ
فاجلُ هذا السرَّ في كل الفِعالْ ولتكن منه مثالًا للجمال
الذي سمَّاك عبدًا مُسلِمًا بك للوحدة في الدنيا سَما
قلتَ: أفغان، وترك وعَجمْ لم تَزُلْ عما تعودتَ القَدَمْ
طهِّرنَّ الحقَّ من هذي السِّماتْ اقصدِ البحر وخلِّ القَنَواتْ
يا أسيرًا لِسماتٍ ويحكا! قد بعُدتَ اليوم من دَوحِتكا
أبدل الوحدةَ بالتثنيةِ لا تقطِّع صاحِ! حبلَ الوحدةِ
عابدَ الواحدِ! وحِّد واهجرن كل تفريق وللحق ارجعَنْ
أيها المُغفِل معنى الكلِمِ أثبتَنْ في القلب ألفاظَ الفَمِ
أَمةً قطَّعتَها في أممِ وهدمتَ الحصنَ فيه تحتمي
لذةَ الإيمان زدْ بالعملِ
مات إيمان إذا لم يَعملِ
اللهُ الصَّمَدُ
أُشعِرَنَّ القلبَ «الله الصمد» تخلصَنْ من قيد أسبابٍ وحدّ
ليس عبدُ الله عبدَ السبَب ما الحياةُ الحقُّ دورَ الَلولب٢٠٢
ليس غيرَ الله يرجو المسلمُ وهْو للناس جميعًا سَلَمُ
لا تَبُثَّنَّ شَكاةً أحَدًا لا تمدَّن إلى الخَلق يدا
بالشعير اقنع، تقيَّل حيدرا مرحبًا فاقتله، وافتح خيبرا٢٠٣
فِيمَ للأجواد حَملُ المِنَنِ أنت، من لا ونعَم في حَزنِ
لا ترُم رزق لئيمٍ يُنغِص يوسفٌ أنت، فأنَّى ترخُصُ؟
إن تكن نملًا وكنتَ المقعَدا لا تؤمِّل من سليمان جَدَى
خفّف الزاد، طريقٌ وعِرُ عش ومت حرًّا، عداك الغَرَرُ
اجعلن «أقلِلْ من الدنيا» الشِّعارْ و«تعش حرًّا» بها كلُّ الفخار٢٠٤
وكن الإكسيرَ لا التَّربَ بها معطيًا لا سائلا، في حبِّها٢٠٥
«بو عليٍّ» ليس مجهولا لديْك جَرعةً من كأسه أهدي إليك:٢٠٦
«تخت قابوس اركلن بالأرجل ابذل الرأس وبالعرض ابخلِ»
يُفتح الحان عَجولًا نفسَه لفقير لم يدنِّس كأسه
•••

قائدُ الإسلام هارون الرشيدْ مَن سقَى نقفورَ من ماء الحديد٢٠٧
قال: يا مالكُ مولى الأمةِ أنت يا رونقَ وجه الملَّةِ
أنت يا بلبلَ فردوسِ الحديث إنني أرغب في درسِ الحديث
لِمَ يُخفي ذا العقيقَ اليمنُ؟ اقصدَن بغداد، نعم الوطن٢٠٨
حبذا زهرة أياِم العراق حبذا حسنٌ به، الأعينَ راقْ
تربُه فيه من السُّقم نجاه قاطرٌ من كرمه ماءُ الحياه
قال: إني خادمٌ للمصطفى وبحسبي حبِّه، لي شرَفا
أنا، من قُيّدتُ في حُبِّي لهُ كيف أَنأى عن مكانٍ حلَّهُ
لي في يثرب حبٌّ واشتياق٢٠٩ أين من ليليِ بها صبحُ العراق؟
وبقول العشق: أمري امتثِلا لستُ أرضى بملوكٍ خَوَلا
أنت تبغي أن تُرَى لي سيِّدا أن تُرى مولًى لحرٍّ عُبِّدا
ألتعليمك أغشى بابَكا خادُم الأمة لا يعنو لكا
إن تَرُم في الدين علمًا يُقتنَى فاغشيَن حَلْقة درسي ها هنا
•••

الذي استغنَى جديرٌ بالدلال في دلال عنده كلُّ جمال
صبغةَ الحق مَن استغنى اكتَسى ورأى صبغَ سواه دَنَسا
أنت من غيرك تجدو علمكا بطلاء منه تَطلي وجهكا
أنت منه بِشِعار تفخرُ أنت ذا أم غيَّرتك الغِيَر؟٢١٠
خشعت أرضك من أمطاره وخلا البستان من أزهاره
مطرًا من مزنه لا تجتدي لا تُبِدْ زرعك عمدًا باليدِ
سَلسلت عقلَك أفكارٌ له ملأتْ حلقك أوتارٌ له
مستعارٌ كلمٌ في فمكا مستعارٌ أملٌ في قلبكا
أعوزتْ طيرَك ألحانُ الغناء ليس في سروك في الجوِّ رُواء٢١١
أنت في كأسك خمرًا تجتدي وكذلك الكأس جدوى في اليد
لو يعود اليوم فينا ذو النظرْ مَن به تصديقُ «ما زاغ البصر»٢١٢
مازَ صدقًا وكِذبًا سمعُه وابتلى كلَّ فراش شمعه٢١٣
نعم نادى «لستَ منى» يا فتى ويلتا يا ويلتا يا ويلتا
فالإم العيشُ مثلَ الأنجم يطلع الصبح لها بالعدَم
أنت قد غرَّك صبح كاذب أنت عن نفسك حقًّا ذاهب
أنت شمس نَفسَك اعرِف كلَّ حين لا تُضئْها من نجوم الآخَرين
إنَّ في قلبك نفسًا من سواك باعَت الإكسيرَ بالترب يداك
بسراج الناس مغناك أضاء وبخمر الناس في الرأس انتشاء
لك حول الشمع في الحفلِ دُوار اغشَيْن نارك، هل في القلب نار٢١٤
ابقَ في مثواك مثلَ البصر لا تدع عُشَّك مهما تِطر٢١٥
حَيَّ فردٌ نفسَه قد عَرفا وقبيلٌ عن سواه صَدفا٢١٦
عن طريق المصطفى لا تذهبَنْ
واترك الأرباب، واللهَ اعبُدَنْ
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
قد علا قومكَ عن لونٍ ودَمْ وعلا أسودُه حُمرَ الأمم
في وضوءٍ قطرةٌ من قنبر هي أغلى من دمٍ من قيصرِ
اتركن عمًّا وأمًّا وأبًا وكَسلمان إلى الدين انسبا٢١٧
يا خليلي اسمع حديثي واعقِلا من خلايا النحل هذا المثلا:
قطرةٌ من شَقِر كالقَبَس ثم أخرى من بياض النرجسِ
لم تقُل هذي: أنا نَيلَوْفَر أو تقلْ هاتيك إنِّي عَبْهَرُ
شأن إبراهيم في ملتنا دين إبراهيم فيه شهدنا
إن جعلت الدمَ ركن الملَّة صدَعتْ دعواك جمعَ الإخوة
في ثَرانا ليس ينمو بَزْرُكا أنتَ ما أسلم حقًّا فكركا
ابنُ مسعودٍ سراجُ المتقين جسمهُ والروح وَجْد المُخبِتين
أجَّ من موت أخيه صدره وأذاب القلب منه جمرُه
لم يجفَّ الدمع من حرقته ناحَ نَوْحَ الأم في لَوعتهِ:
آهِ للقارئ درس العظةِ ورفيقي في طلاب الحكمةِ
آهِ للسَّروِ الذي قد وَرَفا وشريكي في ولاء المصطفى
عينُه تحرَم. إبصار النبيّ
وأنا أشهد أنوار النبي٢١٨
ما من الأنساب يَقوَى وصلُنا ليس من روم وعُرب أصلُنا
إنما حبُّ الحجازيِّ الحبيب قد حبانا ذاكم الوصلَ القريبْ
حَسْبُنا آصرةٌ من حُبِّهِ حسبُ عين نشوة في قربه
جدَّد الدهرُ بنا سيرتَه مذ حوت أعراقُنا نشوتَه
عشقُه سِرُّ اجتماع الأمة نبضَت منه عروقُ الملَّة
صلةُ العشقِ لنا أقوى سَبب هو في الروح، وفي الجسم النسب
أيها العاشق خلِّ النسبا خلِّ إيران، وخلِّ العَربا
نورُ حقٍّ مثلَه أمَّتُه قد نمت أغصانَنا دوحتُهُ
نور حق ما حواه نسب ثوب حق، لا سَدًى أو لُحمةُ٢١٩
من ثوى في نسبٍ أو بلدِ
قد عَفا عن «لم يلدْ ولم يُولَدِ»
وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ
صاحِ! ما المسلمُ للدنيا احتقر عامِرًا بالحق قلبًا قد عمر؟
زَهْرةٌ من شَقِرٍ في القُنَنِ لم تَرُعها طلعةٌ من مُجتني
نَفسًا ينفخ فيها السَحَرُ فتراها لهبًا يستعرُ
تُشفق الزُّهرُ عليها تحسَبُ أنها خلِّف عنها كوكبُ
الندى منها نُعاسًا يَغسِل وشُعاعُ الشمس فيها قُبَلُ
(لم يكن) أمسِكْ بها واشدُد يدا لتُرى في الناس حُرًّا أوحَدا
ذلك الواحد لا شِركَ له عبده يأبى شريكًا مثله
قد سما المسلم أعلَى مَن سَما ليس يرضى بمُسامٍ في السَما
وِردُه «لا تحزنوا» في المأزِق «أنتم الأعلَون» تاجُ المَفرِق
حملَ الكونين طرًّا ظَهرُه وحوى برًّا وبحرًا صدرُه
أذْنُه للرعد إمَّا جَلجلا صدره للبرق إما نزلا
قاتِلُ الزُّور، وللحقِّ وَزَرْ أمرُه المعيار في خير وشرّ
جمرُه كلُّ لهيبٍ في حشاه جوهرٌ فيه كمال للحياه
ليس في ضوضاء هذي الأمم نغمةٌ إلا أذانَ المُسلمِ
هو في العفو وفي البذل عظيمْ وهو حين القَهر ذو طبع كريم
لُطفُه في الحَفلِ جبر المنكسِرْ قهره في الحرب صهرٌ للحجَر
هو في الروض صفيرُ البُلبلِ وهْو في البِيد انقضاض الأجدل
قلبه تحت سَماءٍ لا يقرّ هو فوق الزُهْرِ ما إن يستقرّ
طائرٌ ينقُر نجمَ الحُبُكِ طائرًا فيما وراء الفلكِ
أنتَ، يا مَن لم يَطِرْ منك جَناحْ! دودةٌ في ظلمةِ التُّرب تُراح
مستكينٌ تشتكي جور الزَّمانْ قد أصبتَ الذل من هَجر القُران٢٢٠
قد هبطت الأرض طُهرًا كالندى بالكتاب الحيِّ أمسكت يدا
فإلام العيش في التُّرب؟ ارحلا
اصعدَنْ فوق السَماواتِ العُلَا
شكوى المصنف إلى من أرسِل رحمةً للعالمين
نضرتْ منك مُحيَّاها الحياه ورأت تعبير رؤياها الحياه
الجهاتُ الست نورٌ يَسطع منك، والأقوام جمعًا تَبعُ
إنَّ فقرًا فيك ذخر الكائنات قد تعالى بك قدرُ الكائنات٢٢١
أنت أشعلت مصابيح الحياه وحبوتَ الناس من رقٍّ نجاه
صُوَر الكون بدت من دونكا فاقةً تشكو وتشكو الحَلَكا
نفسٌ منك أطار الشرَرا فاستحال الطين منه بشرا٢٢٢
وسمت للنيرين الذرَّة وتجلَّت من حَشاها القوَّة
مِن أبي أنت وأمي أقرب مذ رأى وجهَك طَرفي المعجَبُ
عشقُك النارَ بجسمي يُضرِم فليُذِبْ روحيَ منه ضَرَمُ
ومتاعي أنَّةٌ مثلَ الربابْ إنها المصباح في بيتي الخراب
كيف لا يُبدي شَجٍ أتراحَه؟ كيف لا يُبدي زجاجٌ راحه؟
ضلَّ عن سرِّ النبيِّ المسلمُ موثِنًا قد صار هذا الحرَم٢٢٣
كلُّهم في قلبه يثوى هُبَلْ ومَناةٌ فيه والعُزَّى تحُل
شيخنا يفضله البرْهَمَنُ سُمناتٌ رأسَه يستوطنُ٢٢٤
هجر العُربَ، وفي العُرْبِ عِصَمْ وأطال النوم في حانِ العجم
فتَّ بَرد العُجمِ في أعضائه دمعُه أبردُ من صهبائه
هو، كالكافر، يَخشى الأجلا صدره من قلب حيٍّ قد خلا
داؤه كلُّ طبيب ما شفا فحملت النَعش عند المصطفى
هالكًا عرَّفته ماء الحياه ومن القرآن أسرار النجاه
قلت عن أحباب نجدٍ قِصَّتي حَدثتْ عن رَوض نجدٍ نفحتي
فأضاء الحفلَ من لحني أَياه ودَرى قوميَ أسرار الحياه٢٢٥
•••

قيلَ: أهدى سحر أورُبَّا لنا وبقانون الفرنج افتتنا٢٢٦
واهبي عودَ سُلَيمي كرَما والأبوصيريَّ بُردًا كرُما٢٢٧
اهدِ للحق، الذي قد أفَكا الذي يجهل ما قد ملكا٢٢٨
إن يكن قلبي غَوَى لا يُبصرُ أو سوى القرآن لفظي يُضمرُ
أنت يا من نورُه صبحُ العصور أنت يا عالم أسرار الصدور
اهتكنْ أستار فكري وافضحنْ طهِّرن من شوكتي روضَ الزمن
وحياتي اقطع لأجل الأمةِ واكفيَنْ شرِّي أهلَ الملةِ
أبعِدنْ عن روضتي الغيث المَريع واحرمَنِّي من شآييب الربيع
جفِّف الراح بكَرمي عاجلا واملأن راحِيَ سمًّا قاتلا
واخزِيَنِّي يوم حشر الأمم واحرمنِّي منك لثمَ القدَم
أو أكن أخلصت نصحي في البيان ونظمت الدَّر من سرِّ القُرانِ
فدعاءٌ منك أجري وكفى بك كم نال وضيعٌ شرَفا
اسألنَّ الله رب العرش لي يجعلَن عشقي قرينَ العمل
ربِّ قد أنعمتَ بالروح الحزين ونصيبًا شئتَ لي من علم دين
فاجعلَنْ في الفعل حظِّي أوفرا واجعلن قَطرَ ربيعي دُررا
•••

أملٌ آخر في القلب أقام مذ حوى قلبيَ في الدنيا مُقام
هو في صدري كقلبي نزلا شاهدًا صبحَ حياتي الأوّلا
أملٌ أذكيتُ منه لهبي مذ شدا باسمك أمي وأبي
كلما غيَّض منِّي الزمنُ ودهاني ريبُه والمِحنُ
شبَّ في قلبيَ هذا الأملُ ونما بالعتق فيه الثَمَل٢٢٩
إنّه تحت ترابي جَوهرُ كوكبٌ في جنح ليلي يُسفِر
•••

همتُ حينًا بذواتِ الحوَر وتعشقتُ ذواتِ الطُرَرِ
وعلى الراح صحبت الغانيه حين أطفأتُ سراج العافيه
وأحاطت بَيْدري نارُ البُروقْ وغزا قلبيَ قُطَّاع الطريقْ
وبروحي لم يزَل هذا العُقار وبكيسي لم يزَل هذا النُّضَارْ
•••

لبس الزُنَّارَ عقلي الآزَريّ وغزا روحي بالنقش الفريّ٢٣٠
في إسار الشك أمضيت سنينْ وهو في رأسي مقيمٌ لا يَبين
أحرُفًا ما نلتُ من عِلم اليقينْ ومن الحكمة في الريب رهين٢٣١
لم يَلُح في ليل عُمري نورُ حقّ لم يُنِره ليلي شعاعٌ من شفَقْ
وفؤادي مُضمِرٌ هذا الرجاءْ صدَفٌ في قلبه دُرٌّ أضاء
ثم من عينيَّ دمعًا سَجَما وتجلَّى في فؤادي نغما٢٣٢
•••

يا مَن القلب سِواه أغفلا! ائذنَنْ أذكر هذا الأملا
سيرتِي ما ضاء فيها العملُ كيف مثلي مثلَ هذا يأمُلُ؟
أنا من إظهاره في خجَلِ منك لُطفٌ يسر الجُرأة لي
يا رحيمًا بك للناس مفازْ! كلُّ ما أبغيه موتي في الحجاز٢٣٣
هَجْرُ غير الله شأنُ المسلمِ كيف لي عيشٌ ببيت الصنم؟
حسرة المسلم إن حُمَّ الممات أن يكون الدَّير مثوى للرفات٢٣٤
ويل يومي، وهنيئًا لغدِي إن أقُمْ في ذا الحِمَى من لَحَدي
حبذا أرض تراها موطنا! حبذا تُربٌ تراه مسكنا!
دارِ حِبِّي ومليكي والسَكن أيها العشاق! ذا نعم الوطن٢٣٥
كوكبي أطلِعْه بالسعد غدا في ظلال الدار هب لي مرقدا
ليرى الراحةَ قلبي القلِقُ ويرى الهدأة هذا الزئبقُ
أيها الدهر انظرَنْ هذا السلام
قد رأيت البدء فانظر ما الختامْ
كان الفراغ من تبيض الترجمة وتحريرها، وتنقيحها وتحبيرها أصيل يوم السبت الحادي عشر من شعبان سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة (الرابع والعشرين من آذار سنة خمس وخمسين وتسعمائة وألف من الميلاد) بدار السفارة المصرية بمدينة جدة.

والحمد لله أولًا وآخرًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11549
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ديوان - ديوان الأسرار والرموز,شعر وقصائد محمد إقبال,ديوان محمد إقبال مترجم pdf 15781612
ديوان - ديوان الأسرار والرموز,شعر وقصائد محمد إقبال,ديوان محمد إقبال مترجم pdf Icon_minitime 2020-11-03, 6:07 pm
هوامش
(١) ترجمة بيت لعرفي الشيرازي صدر به الشاعر هذه التقدمة، ومعناه: لا يستطيع أحد إنكار ما أصف من آلام عشقي، فإنه إن شعر بالآلام التي أصفها فهذه الآلام لا تكون بي، ولكن به هو، إنني أصف شيئًا لا يمكن أن يكون في قلب غيري، فكيف يستطيع إنكاره.
(٢) يعني: أهل أوروبا الذين سيطروا على الهند وغيرها حقبة.
(٣) الأفلاك من الهبوة التي أثرتها في جهادك على الأرض.
(٤) الشطران بين الأقواس بيت للشيخ سعدي الشيرازي.
(٥) يعني: أن الشعراء الآخرين فتنوا بذكر الحان وغلمان المجوس، وهؤلاء في الشعر الفارسي كغلمان النصارى في الشعر العربي يقرن ذكرهم باللهو والسكر، إذ كانوا خدم الحانات.
(٦) مرآة اسكندر مشهورة في الشعر الفارسي، يقال: إنه كان يرى فيها الأقاليم ولعل أصل الخرافة منارة الإسكندرية ومراياها، ويقول الشاعر هنا: إن في شعري مرايا كمرآة إسكندر، فلست في حاجة إليها.
(٧) يعني: أنه لا يجني الزهر في حجره، بل يستكبر أن يجنيه استغناء عنه.
(٨) حذف بعد هذا بيتان.
(٩) الربيع النهر الصغير.
(١٠) محبوبنا الرسول ﷺ.
(١١) يتخيل الشعراء أن الورد يمزق صدره حين يتفتح، ويقول الشاعر: إن العشق صاغ قلبه مرآة وهو يشق صدره، فيضع هذه المرآة أمام الأمة الإسلامية لترى فيها حقيقتها.
(١٢) أي لتُقدري جمالك، وتدركي مزاياك، وتحبي نفسك.
(١٣) الشقيق: زهر أحمر يجعله الشعراء مثلًا للاحتراق، ويقول إقبال: ما هذا الاحتراق الذي هو لون لا حقيقة له، ولماذا أستجدي الندى من الفجر كالشقيق وغيره من الزهر، أنا أحترق بناري كالشمع، وأتخذ من دمعي ندى.
(١٤) أيامه كلها عمل وجهد ليس فيها يوم راحة.
(١٥) روحه آهة والجسد تراب يسترها كما يتردى الإعصار بالغبار.
(١٦) تجعل العصف — وهو الهشيم — ضعيف اللهب، نارًا قوية تحرق غيرها، وتخلق من التراب فراشًا هائمًا يهفو على النار.
(١٧) نهر المجرة.
(١٨) قيمة الأفراد من فضل الأمة عليها.
(١٩) كثرة الأمة لا تضر بوحدة الفرد بل تحكمها، والكثرة فيها موحدة بوحدة الفرد، ورأى إقبال أن غاية الجماعة تقوية الفرد وإسعاده وهو لا يفنى فيها.
(٢٠) الفرد في الجماعة كلفظ في بيت من الشعر، إن فصلت اللفظ من البيت اختل البيت، وتعطل معنى اللفظ.
(٢١) تقيد الفرد بقيود الجماعة لا يعبده بل يحرره، وثباته في الجماعة ينميه مثل الشجرة تثبتها في الطين فتنمو، وإن لم تثبت في الأرض لم تنم.
(٢٢) الوهق: حبل فيه آخية يصطاد به، يعني أن قيد النظام للإنسان يمنع وثوبه ولكن يكمله ويطيبه.
(٢٣) أثبت خودي، ومعناها الذاتية، وبيخودي أي نفي الذاتية على لفظهما في الأصل، يعني الشاعر أن الإنسان إن لم يميز مواضع الذاتية من مواضع نفيها اشتبه عليه أمره، وهذا أساس فلسفة إقبال، انظر المقدمة.
(٢٤) يعني الذاتية.
(٢٥) وجودك منه ووجودي منه، وهو مع هذا فرد لا يثنى.
(٢٦) هذا النور الذي يسميه الذاتية يصنع نفسه ويثبتها ويفرقها، وله دلال يظهر في صورة خضوع، يعني أنه غالب وكأنه مغلوب.
(٢٧) شرر صغير ولكنه كبير في معناه يقوى على الشعلة الكبيرة.
(٢٨) يظهر من خلوته: أي يبدو في الكون فيثير حربًا هي جهاد الحياة الدائم.
(٢٩) الجبر والإكراه يقطع عليه الطريق وهو بالحب والاختيار ينمو ويعظم.
(٣٠) تفرق الذات نفسها فتنمو من زهرتها روضة أي تعظم وتكثر بهذا التفريق.
(٣١) هذا الشطر من المثنوي لجلال الدين الرومي.
(٣٢) مذهب إقبال: أن غاية الجماعة سعادة الفرد، وأن الفرد لا يفنى من أجل الجماعة.
(٣٣) المضرب ما يضرب به أوتار العود.
(٣٤) يعني ليس عنده نشوة العمل والإقدام.
(٣٥) النجم النبت الذي لا ساق له.
(٣٦) أي تغيرت قيم الأشياء بما أتى به من مقاييس جديدة.
(٣٧) كلامه ونظره يجذب البعيد إليه حتى يصيرا كنفس واحدة.
(٣٨) يهب الناس نظرًا جديدًا فيرون الأشياء على غير ما رأوها قبلًا، فرب حسن يصير قبيحًا، وقبيح يصير حسنًا.
(٣٩) ترى الذرة على ضآلتها طور سيناء، الذرة لا ترى إلا في نور الشمس، ولكن هذا الرسول الذي يتحدث عنه الشاعر يحيي الموات وينير الظلم فترى الذرة طور سيناء.
(٤٠) العقل عريان مفلس حتى يمده الرسول فيكسوه ويغنيه أي هو يهدي العقل ويقويه.
(٤١) يشعل العقل، ويميز له الخبيث من الطيب.
(٤٢) الناس يعبدون الصنم ويستعبدون الإنسان، فيقول الرسول للإنسان لست عبدًا، ولست قدرًا من الأصنام.
(٤٣) يقيده بالشريعة ليجذبه إلى المقصود ويعلمه توحيد الله وأدب الطاعة، فترى الإنسان حرًّا من عبادة الكبراء مقيدًا بالشرع.
(٤٤) إشارة إلى الآية في سورة مريم: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا.
(٤٥) كأس جشيد التي ترى فيها الأقاليم السبع، أي: إن صدقت النية في مقام العبودية لله وحده ينقلب السائل ملكًا، ووعاؤه الذي يجتدي فيه يصير كأس جشيد.
(٤٦) تقدم أن «لا إله» اختصار كلمة التوحيد.
(٤٧) الفكر وحده لا يجدي ولا بد له من حرقة الإيمان.
(٤٨) إشارة إلى الآية الكريمة: مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيم.
(٤٩) أمتنا مؤسسة على العقيدة لا على الأرض، فقلوبنا ليست رهن الحس، بل هي متصلة بالغيب، أي بالمعاني التي لا تحدها الأوطان.
(٥٠) نظامنا قائم غير مرئي، كالبصر لا تدركه الأبصار.
(٥١) الرئى المظهر.
(٥٢) مأخوذ مما جاء في الأثر من تسمية الخمر أم الخبائث.
(٥٣) مقتبس من القرآن: لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ.
(٥٤) رجاء يوصل دائم لا ينقطع.
(٥٥) الوند جبل عال مشرف على مدينة همذان، يعني: إن تكن كجبل الوند ففي اليأس مصرعك.
(٥٦) الضمير لليأس في أكنافه تشب الخيبة، وبفضله ينمو العجز.
(٥٧) الكحل يجلو البصر، ولكن كحل اليأس يعمي ويجعل النور ظلامًا.
(٥٨) إشارة إلى ما حكى القرآن الكريم من قول الرسول لأبي بكر في الغار: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا.
(٥٩) إشارة إلى الآية: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ.
(٦٠) إشارة إلى قصة موسى وفرعون وقول الخالق عن موسى: قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى وفرعون هنا نكرة، ولهذا لحقه التنوين.
(٦١) لا يؤدي دية من قتله.
(٦٢) عين: جاسوس، والميم في خط الرقعة والخط الفارسي مصمتة، فجعل الشاعر الخوف مظلم القلب مثل ميم الموت. وفي الأصل ميم مرك، ومرك: موت، فالميم في الأصل والترجمة.
(٦٣) تشوه مظاهر الحياة عينه، وتحرف أخبار الحياة أذنه.
(٦٤) ذو الفقار: سيف علي بن أبي طالب — رضي الله عنه.
(٦٥) في الأصل وعلى الشام نثرت الشفقا، وشام في الفارسية بمعنى الليل، فالكلمة تورية معناها القريب بلاد الشام.
(٦٦) محيي الدين عالمكير، الملقب أورنك زيب، أحد عظماء الملوك من دولة المغول في الهند، وكان حريصًا على نشر الإسلام في الهند ملتزمًا حدود الشرع، ملك من سنة ١٠٩٩ إلى سنة ١١٤٨ﻫ.
(٦٧) أكبر هو جلال الدين أكبر من أعظم سلاطين المغول ملك خمسين سنة، وحاول أن يجمع بين الإسلام والأديان الأخرى في دين سماه الدين الإلهي، وكان يتقرب إلى الهنادك ويرعى شعائرهم، ودارا أخو عالمكير المذكور هنا.
(٦٨) شاهجهان بنى تاج محل لزوجه، فلما ولى عالمكير لم يبن لأبيه مزارًا، بل دفنه بجانب زوجه في تاج محل، ثم بنى لنفسه قبرًا صغيرًا ساذجًا.
(٦٩) زينة العرش لقب هذا السلطان (أورنك زيب).
(٧٠) توهم الليث صورة ليث.
(٧١) ثم دعا الوجد إلى الصلاة مرة أخرى.
(٧٢) العبد لدى مولاه يفنى ولكن يثبت في جهاد الباطل، واللفظان العربيان لا ونعم في الأصل.
(٧٣) الألف في حصلا نون التوكيد الخفيفة، والمعنى: ليكن لك قلبه، ولتعد هذا القلب للحبيب «الحق».
(٧٤) إشارة إلى الآية: وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ.
(٧٥) إشارة إلى دعاء إبراهيم وإسماعيل: وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
(٧٦) إشارة إلى الآية: اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ.
(٧٧) بطحاء مكة.
(٧٨) إشارة إلى بيت البردة:
أحل أمته في حرز ملته كالليث حل مع الأشبال في أجم
(٧٩) الكثرة المؤتلفة هي في الحقيقة وحدة لا كثرة، وإذا ائتلفت الكثرة فاتحدت نشأت الأمة.
(٨٠) في حاشية الأصل بيت من البردة:
لما دعا الله داعينا لطاعته بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم
(٨١) لا نبي بعدي فضل من الله على هذه الأمة، ومكافة الإسلام من هذا.
(٨٢) برويز ملك عظيم من ملوك الفرس، وفرهاد مهندس فارسيٌّ له مع برويز وجاريته شيرين قصة رائعة في الأدب الفارسي.
(٨٣) المدنية الحاضرة من آثار البعثة الإسلامية، فهذا العصر جاء إلى الوجود في حجرها.
(٨٤) إشارة إلى الآية: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ.
(٨٥) إشارة إلى الآية: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى.
(٨٦) أبو عبيدة الثقفي أحد قواد المسلمين في فتح العراق، وجابان قائد فارسيٌّ.
(٨٧) بو عبيد هكذا جاءت في الأصل، واقتضى الوزن وذكر الاسم إبقاءها كما جاءت.
(٨٨) الحيدر: علي بن أبي طالب وقنبر خادمه، يعني أن نغمة ينطق بها بلال أو قنبر هي نغمة علي وأبي ذر، سواء فيها الكبير والصغير والسيد والمولى.
(٨٩) مراد أحد أمراء خوقند أو خجند في تركستان في القرن الثالث عشر الهجري.
(٩٠) فرهاد مهندس له قصة معروفة في الأدب الفارسي والأساطير مع الملك برويز.
(٩١) اقطع يد السلطان قصاصًا.
(٩٢) شمر كمه استعدادًا لقطع يده.
(٩٣) آية: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ، القطع عدل والعفو إحسان.
(٩٤) حذف قبل هذا أبيات فيها حديث وقعة كربلاء.
(٩٥) كعب بن زهير الذي مدح الرسول بالقصيدة المعروفة: بانت سعاد فقلبي اليوم مبتول.
(٩٦) إشارة إلى البيت:
إن الرسول لسيف يستضاء به مهند من سيوف الهند مسلول
(٩٧) إشارة إلى الحديث: «حبب إليَّ من دنياكم ثلاث … إلخ»، لم يقل الرسول: «من دنياي أو دنيانا»، بل قال: «دنياكم».
(٩٨) سكن الإنسان من يسكن إليه من أهل أو صديق.
(٩٩) لا يتيه في عالم العلل والمقادير.
(١٠٠) يقول إقبال في ديوان ضرب الكليم:
إنما الكافر حيرا ن له الآفاق تيه
وأرى المؤمن كونًا تاهت الآفاق فيه
يعني أن المؤمن المجاهد لا تعوقه ولا تحيره عقبات هذا العالم، بل يسخرها كما يشاء.
(١٠١) الإمام الأعظم رسول الله.
(١٠٢) في القرآن الكريم: قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا، فالهجرة ترك المكان الذي يعسر فيه العمل إلى المكان الذي يتيسر فيه أداء الواجب.
(١٠٣) اقتباس من القرآن جاء في الأصل.
(١٠٤) الفلورنسي مكيافلي، مؤلف كتاب الأمير الذي أحل للملوك كل وسيلة تبلغ بهم الغاية.
(١٠٥) الصنم: الملك.
(١٠٦) الريح: الرائحة.
(١٠٧) تذهب طير وتجيء أخرى، وتسير الرائحة، وينزل الندى، فالروضة باقية على تبدل ما فيها.
(١٠٨) موسم الزهر أبقى آحاد الزهر، فالزهرة تذبل والموسم يدوم.
(١٠٩) الآماس: جمع أمس.
(١١٠) يسفر: يسافر.
(١١١) إشارة إلى الآية: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ وقَالُوا بَلَى، يعني أنها قائمة على عقيدة أزلية عامة خالدة فهي دائمة بدوام هذه العقيدة.
(١١٢) إشارة إلى الآية: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.
(١١٣) المعنى إن كان الذكر محفوظًا فلا بد أن يدوم الذاكر فلا ذكر بدون ذاكر.
(١١٤) الآية: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ.
(١١٥) إلى الحق تنيب: الحق هنا الله تعالى.
(١١٦) إبراهيم الخليل، كان يأمل أن تخرج من ذريته أمة موحدة فانجلت آماله عن هذه الأمة.
(١١٧) إشارة إلى الآية: وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ.
(١١٨) يعني كانت نار التتر علينا بردًا وسلامًا، بل كانت روضة لنا كما كانت النار لإبراهيم.
(١١٩) ساسان الذي تنسب إليه دولة الفرس الساسانية التي سيطرت من القرن الثالث الميلاد حتى ظهور الإسلام.
(١٢٠) يعني أن الأمة الإسلامية تبقى بما في قلوبها من الوجد والهيام والإقدام على العمل وهذا العشق حياة للعالم.
(١٢١) إن كنا في ضيق وغم منطوين ككم الزهرة فحياة هذه الروضة، هذا العالم، رهن بحياتنا إن متنا ماتت.
(١٢٢) زهر السراج أضاء.
(١٢٣) إشارة إلى الآية: لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ.
(١٢٤) سكن اضطرابه واطمأن، موجه الثائر سكن واستقر كالدرة في الماء.
(١٢٥) جم: جمشيد أحد ملوك الفرس القدماء.
(١٢٦) الهبوة: الغبار الذي يثور في الحرب أو سير الأرجل الكثيرة ونحوها.
(١٢٧) إشارة إلى الآيتين: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا ويَدْعُ الدَّاعِي إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ.
(١٢٨) القوال منشد القصائد الدينية وهو معروف بهذا الاسم في إيران والهند.
(١٢٩) العراقي شاعر صوفي فارسي.
(١٣٠) يعني أنه يأخذ مالًا من الفقراء المقيمين في الأربطة.
(١٣١) الديلمي والخطيب من رواة الحديث الضعفاء، والضعيف والغريب من أنواع الحديث، يعني الشاعر أنهم تتبعوا المحدثين غير الثقات والأحاديث غير الصحيحة يستدلون على أقوالهم وأفعالهم.
(١٣٢) يعني يجب الاستمساك بسنن الآباء حتى تعود الأمة سيرتها، كما ينتظر صاحب الشجر أيام الخريف إيراقه وإثماره في الربيع ولا يقطعه أو يهمله.
(١٣٣) إن قل الماء في نهرك فاحتفظ بالنهر عسى أن تأتيه السيول بالماء فيزخر مرة أخرى.
(١٣٤) كلمتا نباض ومقراض في الأصل.
(١٣٥) مرقاة اليقين ومقامات اليقين في الأصل بلفظهما العربي.
(١٣٦) في الأصل جبل ألوند، واستبدلت به رضوى في الترجمة.
(١٣٧) الشيخ أحمد الرفاعي.
(١٣٨) وقعت هذه القصة في سيالكوت بلد إقبال وقصها على الناس كثيرًا، ومبرم في آخر البيت بمعنى ممل.
(١٣٩) قشب: جمع وكسب.
(١٤٠) يعني دمعت عينه، علق الدمع بأهدابه ثم سقط.
(١٤١) هذا قول النبي لوالد إقبال في المحشر.
(١٤٢) جلال الدين الرومي، وما بين القوسين من ديوانه المثنوي.
(١٤٣) أغرد: أطرب بالتغريد.
(١٤٤) الصقر يعيش في الصحراء، والبلبل بين الأشجار؛ فليلزم كل بيئته.
(١٤٥) مطر شهر نيسان الذي ينشأ منه اللؤلؤ في ظن القدماء.
(١٤٦) متصل بالبيت الذي قبله، أي انشف الماء بشعاع الصبح.
(١٤٧) الأوصاف في هذا البيت وما بعده أوصاف الحياة.
(١٤٨) نار الحياة تخفي حرها، وتظهر أعراضها في مظاهرها، ومثل الشاعر بأزهار الشقيق التي جعلها الشعراء مثلا للالتهاب.
(١٤٩) الحياة حركة دائمة يتوهمها الإنسان ثابتة، يقول إقبال: الفكر العاجز عن إدراك الحياة يرى جسمًا يسميه وردًا، وليس هو في الحق إلا لونًا في طيران مستمر.
(١٥٠) الطير: الطيران، والحياة طيران ولون طائر، لا ثبات لها ولا تستقر في عش.
(١٥١) الحياة مقيدة بأشكال وهي في الحقيقة لا تحويها هذه الأشكال، ونوحها وغناؤها متصلان.
(١٥٢) تضع نفسها في الطين — تزرع وتغرس — لا لتسكن فيه بل تزيد إسراعًا في سيرها.
(١٥٣) الحياة تلبس الطين فتراها حيوانًا له عين إلخ.
(١٥٤) العم: الجماعة الكثيرة.
(١٥٥) تولد الأمة حين تجمع الحياة في مركز معين في شريعة أو قانون أو مقصد.
(١٥٦) الخليل إبراهيم، نحن الدليل على صدق ما يدعي للحرم من أنه يجمع الناس، ويكون مركز الأمة، ونحن برهان على تحقيق ما أمله الخليل في الحرم.
(١٥٧) في حساب الحرم كثرتنا وحدة، وبهذه الوحدة تستحكم قوتنا.
(١٥٨) حذفت هنا أبيات في وصف اليهود.
(١٥٩) السجود الأولى جمع ساجد.
(١٦٠) المطلع هنا مطلع القصيدة.
(١٦١) اعتقد المال: اقتناه، إذا عرف الإنسان مقصده نقد به الأشياء فرد بعضها وأخذ بعضها.
(١٦٢) يذكر أمثلة من المقاصد: الساحل للسائر في البحر، والمنزل للسائر في البر، والاحتراق للفراش، وليلى لقيس.
(١٦٣) يتبين للعمل كيفه وكمه من مقصوده.
(١٦٤) الشقر: الشقائق؛ والضمير يعود إلى المقصود الحياة تستعريه، وتجمع في نفسها نارًا كما تجمع الشقائق النار، في خيال الشعراء.
(١٦٥) يجمع الأعين المختلفة على نظر واحد.
(١٦٦) القمي: ملك القمي الشاعر، والإشارة إلى بيت له معناه. «ذهبت لأنقش الشوك من قدمي فاختفى المحمل عن عيني، غفلت لحظة فبعدت طريقي مائة سنة».
(١٦٧) امتزاج الأمهات اختلاط العناصر، والتركيب بلفظه العربي في الأصل.
(١٦٨) هذا البيت والذي قبله بيت واحد في الأصل، والمعنى: أن التكمل في العالم شاق أليم، ينبت غابات من أجل نغمة ناي، ويخرب روضات من أجل زهرة، وقد تقدم هذا أول الكتاب.
(١٦٩) تعالى: تتعالى.
(١٧٠) السنبل: نبت طيب الرائحة.
(١٧١) فيها: في الدنيا.
(١٧٢) إشارة إلى الآية: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ.
(١٧٣) إشارة إلى الآيات: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى.
(١٧٤) يعبد الناس في هذا العصر عصبية الأنساب والأوطان فيسفكون الدماء.
(١٧٥) إشارة إلى الآية: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ.
(١٧٦) في الأبيات المتقدمة دعوة إلى تسخير عالم الحس، وبيان أن هذا التسخير يؤدي إلى معرفة عالم الغيب.
(١٧٧) يعني: أن الإنسان خليفة الله في الأرض بالحق، وحكمه فيها نافذ.
(١٧٨) استخرج الكهرباء من سيل الماء.
(١٧٩) إشارة إلى الآية: قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ.
(١٨٠) إشارة إلى آلات البرق، والهاتف ونحوها.
(١٨١) إشارة إلى الآية: وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا.
(١٨٢) كالصقر الصغير الذي يعلم الصيد، يتلطف صاحبه في إطلاقه وراء الصيد ودعوته إلى الرجوع.
(١٨٣) ثم يعلق التفكير به فيرمي فكره بشرر، كما تدار جمرة النار في خذروف فيتطاير منها الشرر، وفي الأصل «زرجك» وهي لعبة يديرها الصبيان، يتطاير منها الشرر، والخذروف قرص يدار بخيط فيسمع له دويّ.
(١٨٤) يدرك الطفل نفسه فيعنى بها، ويقول: ها أنا، وكان يرى غيره لا نفسه.
(١٨٥) يرمي ويكري يزيد وينقص، يشعر الإنسان بأنه مع تغير جسمه لا تتغير ذاته.
(١٨٦) هي في الكون كإنسان العين يرى كل شيء إلا نفسه، فهي تقلد وتتبع ولا تعتمد على نفسها.
(١٨٧) تكون كالذي معه خيط معقد يحل عقده حتى يجد طرف الخيط فيمكنه الانتفاع به.
(١٨٨) راز الإنسان الشيء حاول رفعه ليعرف ثقله.
(١٨٩) الخِيَاط: الإبرة.
(١٩٠) المهار: الزمام.
(١٩١) إكبار الرجل المرأة وحبها يدعوانه إلى الإقدام والعمل، وكذلك تهديه المرأة وتلهمه.
(١٩٢) إشارة إلى الأثر: حبب إلي من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء وقرة عيني في الصلاة.
(١٩٣) المقدار هنا القدر، أي مستقبل الناس مكتوب في سيما الأم.
(١٩٤) كهام المقول: عيبة اللسان، عينها خفرة ولسانها قليل الكلام.
(١٩٥) تعاني الظلام في أيامها ليشرق صبحنا، أي: نسعد بشقائها.
(١٩٦) صدفت عن الحمل والوضع.
(١٩٧) لم يضئ في ليلها نجم: لم يولد لها ولد.
(١٩٨) أباع: عرض للبيع، أي عرضت درعها للبيع لتعطي سائلا.
(١٩٩) الأسير في أغلال هذا العصر يظن نفسه حرًّا، والميت يحسب رمسه قصرًا، لا يدري هذا أو ذاك ما هو فيه من عبودية أو هلاك.
(٢٠٠) إشارة إلى الحديث: «أمن الناس على صحبته وماله أبو بكر».
(٢٠١) كان ثاني الرسول في الدخول في الإسلام وفي الغار، وفي القبر إذا كان أول من دفن بجانبه.
(٢٠٢) إن أخلص الإنسان لله وتوكل عليه لا يقيده ما يقيد الناس من أسباب بل يخلق هو وسائله إلى غايته وليست الحياة دورات آلية بل فيها إرادة الإنسان وعزيمته.
(٢٠٣) مرحب: أحد رؤساء اليهود في خيبر، قتله علي — رضي الله عنه — تقيل حيدرًا: تشبه بعلي.
(٢٠٤) إشارة إلى ما يروى عن عمر — رضي الله عنه: «أقلل من الدنيا تعش حرًّا».
(٢٠٥) الضمير يرجع إلى الدنيا.
(٢٠٦) أبو علي قلندر أحد كبار الصوفية في الهند وتقدم ذكره وما بين القوسين شعره.
(٢٠٧) نقفور أحد ملوك البيزنطيين حاربه الرشيد فهزمه.
(٢٠٨) اليمن من مواطن العقيق، يعني: لماذا يبقى مالك في الحجاز كما يبقى العقيق في معدنه.
(٢٠٩) في الأصل: أنا حي بتقبيل تراب المدينة، وقد خفقت العبارة في الترجمة.
(٢١٠) هل أنت أيها المسلم كما عهدتك، أم أنت إنسان آخر.
(٢١١) السرو: شجر طويل شكله كالسنبلة دائم الخضرة، جميل التمايل، يقول الشاعر: إن طيرنا لا يستطيع الغناء كالطير، وسرونا ليس له رواء كالسرو.
(٢١٢) إشارة إلى الآية: مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ.
(٢١٣) لو عاد الرسول ﷺ لميز الصادق والكاذب، وعرف شمعه الفراش الذي يهفو إليه حبًّا.
(٢١٤) هنا يقول الشاعر: لا تكن فراشًا يهفو على نار غيره، بل اصطل نارك إن تكن في قلبك نار.
(٢١٥) مذهب إقبال أن يثبت الإنسان في نفسه، يبعد السير، ولكن لا يخرج من منهاجه، فليكن كالبصر يتقلب في العالم وهو مكانه، وكالطائر يحلق في الجو ولا ينسى عشه، يعني: أن يكون في فكره وعمله صادرًا عن عقيدته وإحساسه هو.
(٢١٦) حياة الفرد أن يعرف نفسه ويعتد بها، وحياة الجماعة أن تعتمد على نفسها وتصدف عن غيرها.
(٢١٧) يروى أن سلمان الفارسي — رضي الله عنه — سئل عن نسبه؛ فقال: سلمان ابن الإسلام.
(٢١٨) يقصد الشاعر من هذه القصة أن ابن مسعود بكى أخاه لما جمعهما من صلة بالنبي لا من صلة النسب.
(٢١٩) البيت لجلال الدين الرومي.
(٢٢٠) القران: القرآن.
(٢٢١) الفقر عند إقبال — كما هو عند الصوفية: ألا يستغني الإنسان إلا بالله، انظر مقدمة «ضرب الكليم».
(٢٢٢) يعني: أن الكائنات قبلك كانت في ظلام وفاقة وحاجة إلى من يبعث فيها الحياة والقوة.
(٢٢٣) المسلم صار بيت أوثان بما في نفسه من أهواء، وعبادة للكبراء.
(٢٢٤) سمنات: بيت أصنام معروف في الهند، أخربه السلطان محمود الغرنوي، ويعيد الهنادك بناءه اليوم.
(٢٢٥) الأياة: شعاع الشمس.
(٢٢٦) القانون: آلة موسيقية، وفي الكلام تورية بالقانون الذي معناه الشرع.
(٢٢٧) الأبوصيري: الشاعر ناظم البردة، وعود سليمي: يراد به قوة العرب في الأدب والغناء.
(٢٢٨) اهد من ادعى أن فلسفتي مأخوذة من الفرنج لأنه يجهل ما في دينه من قوانين.
(٢٢٩) صار إسكاره أشد كالخمر المعتقة.
(٢٣٠) الآزري: المنسوب إلى آزر ناحت الأصنام، وهذا العقل الوثني نقش في روحه نقشًا عجيبًا.
(٢٣١) الحكمة: الفلسفة.
(٢٣٢) هذا الأمل الذي كرر ذكره وأطال في وصفه تحول دمعًا سجم من عينيه، ونغما رن في قلبه.
(٢٣٣) كرر إقبال هذا الرجاء في شعره، قبل وفاته بثلاثين سنة إلى أن توفي، وروى الأستاذ يوسف جشتي شارح دواوينه: أن أحد أصحاب إقبال دخل عليه في يناير سنة ١٩٣٨ — أي قبل وفاته بثلاثة أشهر — وأخبره أنه عزم على الحج، وسأله أن يدعو الله ليقبل حجته، فبكى إقبال بكاءً شديدًا وقال: بل اسأل الله أن ييسر لي زيارة روضة الحبيب ﷺ.
(٢٣٤) يعني: أن بلاد الهند يسيطر عليها الإنكليز وليست بلادًا إسلامية خالصة، فهي ليست جديرة أن يعيش فيها المسلم أو يعبر فيها.
(٢٣٥) هذا البيت أحسبه مقتبسًا من جلال الدين الرومي، والسكن هنا من يسكن إليه الإنسان ويطمئن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان الأسرار والرموز,شعر وقصائد محمد إقبال,ديوان محمد إقبال مترجم pdf

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» قصائد مهربة إلى حبيبتي آسيا,شعر وقصائد محمد على شمس الدين,ديوان محمد على شمس الدينpdf
» شعر وقصائد محمد ابو دومة ,ديوان محمد ابو دومة pdf
» شعر وقصائد هالا محمد, قالت الفراشة,قليل من الحياة,ديوان هالا محمد pdf
» ديوان أكتب لأحييك محمد سليمان,شعر وقصائد محمد سليمان
» شعر وقصائد محمد عفيفى مطر,ديوان محمد عفيفى مطرpdf

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا