ألمحت لها عن علاقتنا التى قد تسير فى اتجاهين متضادين
وبدون زهور متبادلة
عن حريتى بعد الزواج وحريتها
واشترطت عليها
بأن تخبرنى باسم الرجل الذى ستختاره
ليقتسم قلبى معها
ولكنى لم أخبرها من قبل،
لم أمرر الشرط نفسه، كعدالة عمياء، على رقبتى
ولكنى، ومنذ الآن، أجهز له
وأوسع له ثقبا خاصا
لتمر منه طلقة الرحمة.
حبل الأنقاض
نتنقل بين شقق أصدقائنا
فى الأدوار الأخيرة
عبر غرف صغيرة للنوم والأحلام
وفى مؤخرة مسيرتنا الأوتاد اللازمة لنصب خيمة الجنس.
أدخل فى البداية
ثم تأتين بعدى بعشر دقائق
كى لايلحظ البواب الخيط الذى يربط بين جسدينا.
ثم نخلع ملابسنا فى ضوء علاقات سابقة
ونضعها تحت االفراش مباشرة
كمدية مشرعة
متأهبين لأى هجوم.
ونتبع تعليمات الصديق
بأن لايكون لأفراحنا صوت عال
وأن نضع الظلام ضمن أولويات الحب.
الصديق الذى يترك لنا شقته
مقابل أن نترك له إحدى تذكاراتنا تحت الوسادة
ويعلق ورقة خلف الباب
يدلنا فيها على مكان الشاى والسكر وميعاد حضوره.
وبالفعل، نترك له رائحة جسدينا تحت الوسادة
ليتلصص عليها،
أثناء عبوره لوحدته،
مستخلصا منها جسدكِ
بخبرة عميقة فى تقصى رائحة الأنثى.
وعندما نستنفد هذا الصديق
أبحث عن صديق آخر
أنصب له جسدك الغامض
كشرك لايخطىء فريسته
ولايخطىء الخيمة المضاءة.
ونعبر إلى شقته بنفس إيقاع العام السابق
وقد نَمت فى شعورنا أسلحة بيضاء
وبوجهين صارمين
كى لايلاحظ البواب خيط الفرح الممتد بين جسدينا.
سنعبر شقق أصدقائنا
متمكنين من السلالم الكثيرة
ومن الخوف
وتحت سلسلة من الإضاءات الخافتة
والمفاتيح الصدئة
ستكبر أجسادنا.
وسنظل مطرودين خارج غرفة تخص جسدينا
وتخص بكاءنا.
ومن عام لعام
سنتذكر كم مرة توقفنا فيها عن العناق
تحسبا لأقدام كبيرة تنمو وراء الباب.
وكم مرة،
تآلفنا مع أصوات بعيدة لمارة وحيدين.
وكم مرة ،
تركنا، على الملاءة،
آثارا عميقة لحب لم يكتمل.
ومن عام لعام
وبعد أن نتخلص من ثقل جسدينا
سنخرج بنفس إيقاع الأعوام السابقة
مع تغير طفيف:
أنتِ فى البداية
ثم أنا،
حيث لن أخرج بعدكِ مباشرة
كى لايلحظ البواب خيط الأنقاض الممتد بين جسدينا
لأفكر بمفردى فى قلبى الذى لايكتمل.
عتبة الصدقات
الكلمات الصغيرة
التى يسقطها الأقارب فى كفى
عند الباب
بينما أمى فى الخلف
صحتها تتدهور
ولاتطول أذناها تلك الكلمات المشفقة
والملفوظة بإتقان
ودائما أثناء خروجهم
عن الأم التى يشحب وجهها
يوما بعد يوم
عن الرعاية وأن أهمل نفسى قليلا
عن التراب الذى يتثاءب فوق الأثاث
والبيت الذى تقل حرارته
وتتقشر من فوق الجدران
الكلمات التى يسقطها الأقارب
كصدقة
تظل تتكاثر على العتبة
بينما أمى فى الخلف
يتدهور سمعها
فتضع كل خبرتها فى يديها عند الوداع
وفى ابتسامة قد لاتطول اللقاء القادم
ولكنها ستتكاثر فى عينىَ
عند كل عبور للعتبة.
المهم…
المهم أن تنتقل الرغبة
إلى اللقاء القادم
أن يتعثر جزء بحواف غير مقصودة وينتظر.
أن تنتقل بكل شروطها؛
بدبابيس الشعر المعوقة لوصول أصابعى إلى منبت السواد
وبأنفى الكبير الذى يقف حاجزا عن مداعبتك لنقطة عميقة
تقف تحت تنفسى
وببقايا شعرك التى تنسينها فى يدى، وفى أركان
مختلفة من ذاكرتى.
المهم أن تحرك تلك النقطة لعابنا كمنارة بعيدة
تتعدد أغراضها
أن ينمو هذا الشعر ويوقظ كتلة من
الرغبات المدخرة، فى اللحظة التى تتوقف فيها الحياة عن إثارتنا.
وكما اقتلعناه بحنان، سنقتلع غيره بحنان مشابه.
المهم عندما أراكِ فى المرة القادمة
أن يكون بخزائن رغبتى
مايكفى لإقامة جسر عميق من القبلات.
المهم أن لانعتمد كثيرا على خزائن الرغبة
لأنها قد تنضب فى أية لحظة
ليس لخلل فى أعضائنا
أو فى سوء استعمالها.
المهم أن نبحث عن آبار أخرى
لتلقّى العاطفة،
قد تكون إحداها
وأنا أمسك يدك، بحياد تام
وبدون أن يتخدر حلقى بلعاب مضىء.
لأنك فى تلك اللحظة تحتاجين لحنان
حتى ولو كان كاذبا
حنان يرمم الجهد الذى بذلتِه
لتنقلى حاجتك بأمانة إلى جسدى
عبر سور طويل من الخجل.
من هذه اليد
وما ينتظر تحتها،
من هذا الإخفاق
الذى نحبه
لأنه يؤجل دائما
الاتفاق على طريق واحد للرغبة
على تلقى سأمنا جرعة واحدة.
ــــــــــــــــــــــــــ "سأقضي السنوات العشر الأخيرة، من حياتي في احتساء الخمر، عازفاً عن الأحاديث الجادة والأصدقاء المهمين، كي أراقب هزائمي، من قريب، بروح ثملة، بقلب عامد في التفاهة، كي لا أبدد أحزاني المتبقية، ذخيرة طفولتي، على امرأة واحدة، وأعبد أمام عيني طرقاً جانبية للبكاء، بمثيرات غاية في الضعف، بشرخ بسيط في زجاجة الخمر، ستخطئه يدي وتلحظه روحي في عزلتي المتنامية، وسأضع يدي، الوصايا العشر في عناية النار، كي لا أكتب بعد الآن بيد باردة وبأعصاب غير محترقة. ولكني سأقف مهزوماً، أمام رجل ظل يراقبني في البار، ويعلم أن وراء كل تفاهتي روحاً معذبة، سأقف أمامه منكساً، عندما يصرخ في وجهي، إن حياتك ما زالت هناك"