آخر المساهمات
2024-05-04, 8:54 am
2024-05-04, 8:53 am
2024-05-04, 8:49 am
2024-04-28, 10:02 pm
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-02, 5:16 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

1 نتيجة بحث عن خوان_مانويل_روكا

كاتب الموضوعرسالة
الوسم خوان_مانويل_روكا على المنتدى نوسا البحر T11موضوع: سيرة اللا أحد , شعر وقصائد خوان مانويل روكا , ديوان خوان مانويل روكا pdf
hassanbalam

المساهمات: 1
مشاهدة: 374

ابحث في: مرتفعات أو سوناتا الكلام   الوسم خوان_مانويل_روكا على المنتدى نوسا البحر Untitl13موضوع: سيرة اللا أحد , شعر وقصائد خوان مانويل روكا , ديوان خوان مانويل روكا pdf    الوسم خوان_مانويل_روكا على المنتدى نوسا البحر Icon_minitime2021-02-18, 2:24 pm
@hassanbalam
#خوان_مانويل_روكا
الوسم خوان_مانويل_روكا على المنتدى نوسا البحر P_1875n6niy1
صانع المرايا وسيرة اللا أحد

مختارات شعرية خوان مانويل روكا


إلى، الذي يرفض الاستماع إلى أغنية باعة الدخان، وإلى القط، الذي صب عليه الجزار ماء ساخنا، وإلى الحصان، الذي تنخسه مهاميز الخوف، إلى سيء الحظ، الذي يمارس تسديد الطلقة نحو الهدف، ودوما يصيب مركز الخطأ، وإلى الطفل المنعزل، الذي يتجسس على الحياة من خلال ثقوب المزاليج، إلى معكر صفو الأفراح، وإلى، الذي يأتي متأخرا لسهرة الميت، سهرته الشخصية، وإلى، المحبوسين في أقفاص من قبل كل الطغاة؛
أهدي إليهم هذه الجولة من الكلمات..
دون أمجاد؛ بعضها على جلدي يتعايش بلا أمل..

سيرة اللا أحد


مجد اللا أحد يلفت النظر: لا أجداد له تحت الشمس، تحت المطر، لا جذور له في الشرق أو الغرب. هو ابن لا أحد، حفيد لا أحد، أب لا أحد، قُنصل النسيان.

هل ترى نقطة فارغة في صورة العائلة، حفرة، مسافة بين هذا الارتباط الوثيق؟ إنه لا أحد، بلا أثر ولا أصل. مجد اللا أحد يلفت النظر قبل بدء صباح التاريخ. يسبق الرجال الذين تحولوا إلى عشب، والآباء الذين أصبحوا شموعاً مطفأة.

هيا نحتفل بـاللا أحد الذي يتيح لنا أن نكون شخصاً ما.

جنازات بيسوا الخمس

يحدث أحياناً أن يلزمَ خمسة توابيت

حين يموت شاعرٌ،

كما يحدث أحياناً

أن يكون الشاعر بيتاً يحيا فيه أربعة شعراء آخرين،

يعملون على راحتهم، وينامون متى شاؤوا،

دونما دفع أُجرةٍ، ودونما تهديدات من الحارس.

في جنازة بيسوا، حضروا سرّاً، مثلما عاشوا؛

لم يحدث أبداً أنْ لامُوه على ضيقِ المسكنِ،

ومن الغريب أنّهم عاشوا في المعطف ذاته،

أما شعروا بالحاجة إلى حيّزٍ أكبر، الآن وقد تجمّدت الأشكالُ؟

لم نرَ بيسوا جالساً يثرثر مع أشباحِ جهاتهِ الأربع؛

ولم نرهم يمشون جماعةً إلى دكّان التبغ،

أو يتقاسمون ترمّلهم.

بيسوا وشركاؤه.

وتلك الطريقة في رفض الظهور في المرايا.

إنّني أغسل الماء،

وهذا يشبه أن نغسلَ سيولة الزمن

تحت الجسور،

أنا سبّاكةُ صنابير النّهر السريّةِ؛

أغسل الماء، وهذا يشبه

أن نعزف على قيثارة المطر،
أن نسرق من الزمن سُدوده،
إنّني أغسل الماء
كي تضاعف الشجرة ثمارها
في المرآة الهاربة؛
ولكي تغسلَ البنت العارية أو الطفل الذي يلتهم الخوخ المكتنز
جلديهما بجلدٍ من غيم؛
أغسل الماء كي يؤدّي غرقى العالم رقصتهم الخرساء
وسط فوجٍ من الأسماك؛
وكي يمشيَ العنكبوت مثل نبيٍّ صغير فوق البحيرة،
ألمس المياه وكأنّها شعر الكمنْجة
أنا المتعبّدة الصغيرة، عابدة الماء،
صاحبة العصا الصدفيةّ؛
من زمنٍ خُلقتُ
مثلَ الماء في العشب،
مثل الماء في الماء،
مثل الماء.

محطات


الرجل الذي أشار إلى الطائر أثناء تحليقه

لم يعد موجوداً

ولا يده الخشنةُ

وهي تمسك قبضةَ المسدس.

ولا حتى الطائرُ وهو يسقط بين المروج.

ولا القُبلةُ، التقاء الفمين على الدرج الأخير للسلّم.

ولا حتى السلّم الحلزونيّ

وهو يصعد مثل حِليةٍ لولبية من خشب نحو الشرفة.

ولا الشرفة

حيث كنت تحلم في بدلتك من الكتان.

لا توجد المرأةُ

التي كانت تتذوق حباتِ البرقوق المتلَقَّفة،

ولا غضب الفارس خلفها على صهوة فرسه

ولا الفرس مثل ريح منغلقة في شعرها.

وعند حلول اللحظة،

قصائد للشاعر
خوان مانويل روكا

مكتبة العميان
مُسْتَغْرِقين في طاولاتِهم مِنْ خشَبِ المَاهُونِ،
يَتَصَفَّحُ بَعْضُ العُمْيَانِ الكُتُبَ كَمَا لوْ كَانَتْ آلَةَ بيَانُو
كُتُبٌ بَيْضَاءُ تَصِفُ زُهُورَ بْرَاي
ذَاتِ العِطْرِ القَدِيمِ.
اللَّيْلُ المَلْمُوسُ الَّذِي يُدَاعِبُ أصَابِعَهُمْ،
هُلْبُ مُهْرٍ بَيْنَ الخَيْزَرَانِ.
تَبَدُّدُ كَلِمَاتٍ يَلِجُ عَبْرَ الأيَادِي
وَيَفْتَتِحُ سَفَراً عَذْباً حَتَّى الأسْمَاعِ.
مُنْحَنُونَ عَلَى ثَلْجٍ مِنْ وَرَقٍ
كَمَا لوْ كَانُوا يَسْتَمِعُونَ إلَى رَكْضِ الصَّمْتِ
أوْ شِبْه مُطِلِّينَ عَلَى الدَّهْشَةِ يُدَاعِبُونَ الكَلِمَةَ
مِثْلَ آلَةٍ مُوسِيقِيَّةٍ.
يَهْبِطُ المَسَاءُ مِنَ الجَانِبِ الآخَرِ لِلمِرْآةِ
وَفِي المَكْتَبَةِ الصَّامِتَةِ
تَحْمِلُ خَطَوَاتُ اللَّيْلِ هَمَسَاتِ أسْطُورَةٍ،
هَمَسَاتٍ تَأتِي حَتَّى ضِفَافِ الكِتَابِ،
وَعَائِدَةً مِنَ الدَّهْشَةِ
بَعْدُ مَا زَالَتْ تَرْتجُّ كَلِمَاتٌ بَيْنَ أنَامِلِهِ قَوِيَّةِ الذَّاكِرَةِ.
أغنيةُ صانعِ المَرايا
أصْنَعُ مَرَايَا:
أضِيفُ لِلْبَشَاعَةِ مَزِيداً مِنَ البَشَاعَةِ
وَالمَزِيدَ مِنَ البَهَاءِ لِلْبَهَاءِ.
أحْمِلُ فِي الشَّارِعِ مِرْآةً مِنَ الزِّئْبَقِ:
تَنْعَكِسُ السَّمَاءُ فِي المِرْآةِ
وَتَرْقُصُ السُّقُوفُ
مِثْلَ لَوْحَةٍ لِشَاغَالَ.
لمَّا تلِجُ المِرْآةُ بَيْتاً آخَرَ
سَتَمْحُو الوُجُوهَ المَعْرُوفَةَ،
فَالمَرَايَا لا تَحْكِي مَاضِيهَا
لا تَشِي بِسُكَّانِهَا القُدَامَى.
بَعْضُهُمْ يُشَيِّدُون سُجُوناً،
قُضْبَاناً لِلأقْفَاصِ.
أصْنَعُ مَرَايَا:
أضِيفُ لِلْبَشَاعَةِ مَزِيداً مِنَ البَشَاعَةِ
وَالمَزِيدَ مِنَ البَهَاءِ لِلْبَهَاءِ.
على خطو الاستعراض العسكري
– لوْ أتَعَلَّمُ أنْ أسِيرَ هَكَذَا، أأسْتَطِيعُ أنْ أصِيرَ جُنْدِياً؟
– نَعَمْ يَا بُنَيّ.
– وَإذَا ذَهَبْتُ إلَى الحَرْبِ، هَلْ سَيُوَدِّعُونَنِي بِالرَّايَاتِ والطُّبُولِ؟
– بِالمَنَادِيلِ فِي الهَوَاءِ والقُبُلاتِ الَّتِي تُلقَى مِنَ الشُّرُفَاتِ.
– وَسَيَرْفَعُونَ بَالُونَاتٍ بَيْضَاءَ وَزَرْقَاءَ حِينَ أعودُ؟
– إذَا سَدَّدْتَ بِعَيْنٍ جَيِّدَةٍ وَأطَعْتَ الأوَامِرَ سَيُغَطُّونَكَ بِالعِنَاقَاتِ وبِالغَارِ.
– وَسَيُقِيمُونَ لِي تِمْثَالاً مِثْلَ الَّذِي يُوجَدُ فِي الحَدِيقَةِ؟
– بَلْ أكْبَرُ بِكَثِيرٍ، يَا بُنَيّ، أكْبَرُ بِكَثِيرٍ جِدّاً.
– وَسَيَتَبَوَّلُ عَلَيَّ نَفْسُ الكَلْبِ، يَا أبِي، ألَيْسَ كَذَلِك؟
مونولوج خوسيه أسونثيون سيلفا
إلى ريكاردو كانو غافيريا
المدينةُ التي تحيطُ بي
وتتضاعفُ في بِرَكِ المَطَرِ
لها لِباسٌ مِنْ ظِلالٍ،
تخدِشُ الرِّيحُ الَّتِي تأتي من فَلَواتِ
كْرُوثْ بِيرْدِي بِسُتْرَتِها اللَّيْلِيَّةِ
السَّوْداءِ زُجاجَ البَيْتِ،
تتسَلَّلُ عَبْرَ أبْراجِ الأجْرَاسِ
تخبِطُ
المِقْرَعَاتِ البرونزيَّةَ لأبْوابِ الكَانْدِيلارْيا.
تلكَ الرِّيحُ، تلك الرِّيحُ هِيَ رُوحِي
ما بين هُدْنَاتِ صمْتٍ قريبةٍ
تُدوِّي حُروبُ البِلادِ
بينما يُخَشْخِشُ القِنديلُ
الذي أضيءُ بهِ كُتُبي الملتبِسَةَ
عَنِ التِّجَارَةِ.
تلكَ الرِّيحُ، تلك الرِّيحُ هِيَ رُوحِي
تَهْمِسُ حَلَقَاتُ المُثَرْثِرِينَ مِنْ كائناتٍ
مُقَنَّعَةٍ عند عُبُوري. وُجوهٌ ثابِتةٌ في المَشْهَدِ،
تمَاثيلُ مِنْ ثلجٍ عند مَدْخَلِ كنيسةٍ
مَانِيكَاناتٌ
بالكادِ يُحَرِّكُها سِكِّينُ الفلاةِ
البَارِدُ
تلكَ الرِّيحُ، تلك الرِّيحُ هِيَ رُوحِي
مَنْ يَرسُمُ في قميصي خَريطةَ القلبِ؟
مَنْ يَخُطُّ مركزاً في طريق حُمَّايَ؟
الأختُ المَيِّتة تعْبُرُ الباحَة:
صوتُها صارَ ينْتمِي
للبناياتِ السِّرِّيَّةِ للفَراغِ.
تلكَ الرِّيحُ، تلك الرِّيحُ هِيَ رُوحِي
القرْيةُ يتمَطَّى جِلْدُها، جِلْدُ الخَشْخَاش،
تُسَرِّبُ ضَوءً على جَنَباتِ السَّاحةِ
في ساعة تبدو فيها المدينةُ حَيَّةً.
أتحدَّثُ عَنْ تأنِّيهَا، عَنْ ثَبَاتِها المُدْهِشِ:
بينما تُخْتَمُ حَركَةُ رَجُلٍ
يحْمِلُ فنجاناً من الطَّاوِلَةِ إلى فَمِهِ،
يَعْبُرُ الأبديَّةَ، يُغَيِّرُ العَالمُ
الفُصُولَ،
تَمْضِي الحُرُوبُ، ثمَّةَ أوقاتُ آتِيَةٌ هارِبَة
والرَّجُلُ لا يُنْهِي المَوْقِفَ
الذي يُذَوِّبُ شفتيْهِ في فِنْجانِ القهوَةِ،
يبدو الجميع مصابا بِلوْثَةِ سِحْرٍ
لرُبَّما يَرَوْن في سكينَتِهِ
الطَّائرَ اللامَرْئيَّ
الذي يُشيرُ لهُمْ على رسَّامِ بُورتريهاتٍ مُتَخَفٍّ
ومن جديدٍ، الرِّيحُ.
تلكَ الرِّيحُ، تلك الرِّيحُ هِيَ رُوحِي
هي طلقةٌ أكثرُ، سيقولُ الجيرانُ
هيَ طلقةٌ أكثرُ ضِدَّ حُروبِ النِّسيانِ
الأبديَّةِ.
الحياةُ ذلك الإفلاسُ الشَّرِسُ.
يومية الليل
ساعةَ يتسللُ النَّوْمُ
مثلَ لصٍّ عبْرَ دُروبِ مِنَ اللِّبْدِ
يشرَبُ الشُّعَراءُ مياهاً هامسَةً
بينما يتحدثون عَنِ العتمةِ،
عن العُمْرِ المُعْتمِ الذي يُطوِّقُنا.
ساعة يُسَخِّمُ القطارُ وجْهَ القمرِ
ويُهْجَرُ مَلاكُ المواخيرِ إلى مَصيرِهِ
تعْزِفُ الجَوْقةُ لحْناً حَزيناً.
مُهْرَةٌ بِلَوْنِ المَرايَا
تغرقُ في الليلِ وهي تهزُّ ذيلَها
ذيلَ مُذَنَّبٍ.
أيُّ فارسٍ لا مرئيٍّ يَحُثُّها على الرَّكْض؟
قصيدَةٌ اِجْتاحَها الرُّومانُ
الرُّومانُ كانُوا خُبَثاء
مَلأوا أورُوبا بالخَرائِبِ
المُتآمِرةِ معَ الزَّمَنِ.
كانَ الآتي يُثيرُ اهْتِمامَهُم
الآثارُ أكثرُ مِنْ مَوَاطِئِ الأقدامِ
الرُّومانُ، يا كَسَانْدرا، كانوا مَاهِرين
لمْ يضَعُوا قنَاةَ المِياهِ لِشَقُّوبِيَةَ
كقناةٍ لِلمَاءِ والضَّوْءِ.
بل فكَّرُوا فيها كأثَرٍ،
كَمَاضٍ مُذْهِلٍ.
زَرَعُوا في أوروبَّا مَبَانِيَ صَدِئَةً،
تماثيلَ عَديمَةَ الرُّؤُوسِ
اِبْتلعَها مَجْدُ رُومَا.
لم يَبْنوا الكُولِيسيومَ
لتفْتَرِسَ النُّمورُ
على هَوَاها المَسِيحِيِّين
الَّذِينَ لا يُثِيرُون الشَّهِيَّةَ
ولا لِيَرَوْا أنْصَارَ سبارتاكوسَ
مُخْتَرَقينَ مِثْلَ فواصِلَ تمْثيلِيَّةٍ مِنَ الجَحِيمِ
فكَّرُوا في خَرَائِبِهِ، خَرَائِبَ مُتَناسِبَةٍ
فِي الظِّلِّ المَنْهُوشِ للشَّمْسِ المُحْتَضِرَةِ،
صَدِيقِي دِينُو كَامْبَانَا
كان يُمْكِنُ أنْ يُهَاجِمَ بِشَرَاسَةٍ
أحَدَ آلِهَتِهِ المَرْمَرِيَّةِ.
فالرُّومَانُ يَحْمِلُونَ كَثِيراً عَلَى التَّفْكِيرِ،
مثلاً،
حِصَانٌ برُونْزِيٌّ
في السَّاحةِ البَيْضاءِ،
أثناءَ تَرْميمِهِ
عِندَ الإطْلالِ عَلى فَمِهِ المُنفَرِجِ
عَثَرُوا فِي بطنهِ
على هيَاكِلَ عَظْمِيَّةٍ لِحَمَامَاتٍ
مثل حُبِّكِ
الذي يتحوَّلُ إلى خَرائبَ
كُلَّما حاولتُ أن أعيدَ بناءَهُ أكثر.
فالزَّمنُ رُومَانِيٌّ
حُزنُ الأشياءِ
زَوْجُ الحِذَاءِ هَذَا
رَافَقَنِي إلَى بِرْكَةٍ
حَيْثُ الصَّوْتُ الوَحِيدُ يُصْدِرُهُ إلَهٌ
وَحِصَانٌ يَمْتَصُّ أضْوَاءَ الأقْمَارِ.
مَرَّةً انْتَصَبَا
أمَامَ سَيِّدَةِ المَرْقَصِ اللَّيْليِّ،
اِمْرَأةٌ كَانَتْ تَبْدُو
مُمْتَطِيَةً قِطَّيْنِ بمَتْنٍ شَائِكٍ.
زَوْجُ الحِذَاءِ المُهْمَلُ هَذَا
يَنْتَفِضُ وَحْدَهُ
حِينَمَا ينبثقُ صَوْتُ الأمِّ الكَبِيرَةِ طُورِنْتُون
مِنْ مَكَانٍ مَا فِي الجِوَارِ.
حِذَاءَانِ لمْ يَكُونَا لِمُقْعَدٍ
لكِنَّ كَسَلِي كان يُمْلِي عَلَيْهِمَا وصْفَةَ
كَرَنْتِينَةِ الاسْترَاحَةِ.
لمْ يكُونا لِشَخْصٍ أُعْدِمَ شَنْقاً
لكنَّهُمَا لمْ يَخُونَا قَطُّ مَيْلَهُ تُجَاهَ الهَواءِ.
صَعَدا مَرَّةً
القاعِدَةَ الصَّغيرةَ لِعُلْبَةِ مَاسِحِ الأحْذِيةِ
في مُنْتَزَهٍ مَنْسِيٍّ.
لكنهُمَا لمْ يَمْتَنِعَا قَطُّ
عَنْ تَحْطِيمِ شَظيَّةٍ مِنَ البُعْدِ
كُلَّمَا هَوَتْ إلَيْهِمَا مِنَ السَّمَاءِ كُرَةٌ ضَائِعَةٌ.
لمْ يَقِفَا فِي الطَّابُورِ مَعَ قُدَمَاءِ الحَرْبِ
وَظَلَّا بَعِيدَيْنِ عَنْ تَوْزِيعِ كِسَرِ الخُبْزِ اليَابِسِ.
الإسْكَافِيُّ الَّذِي صَنَعَهُمَا
يَجِبُ أنْ يَكُونَ سَلِيلَ
يَهُودِيٍّ تَائِهٍ هَرَبَ مِنْ ذَاتِهِ
خَلْفَ الرِّيحِ الَّتِي تَبْتَلِعُ المَسَافَاتِ.
كَانَا يَتَدَحْرَجَانِ عَلَى هَوَاهُمَا فِي زَوَايَا الحَانَاتِ
وَفِي المُدُنِ المَجْهُولَةِ
إذْ رَافَقَانِي بَحْثاً عَنْ شَوَارِعَ بِلا عُمْقٍ.
هَذانِ التَّوْأمانِ السِّيامِيَّانِ مِثْل مِرْآتيْنِ
يُسَافِرَانِ فِي شَاحِنَةِ القُمَامَةِ
يَحْمِلانِ سِرَّ الطُّرُقَاتِ المَقْطُوعَةِ
بَيْنَمَا اللَّيْلُ يُخْفِي آلافَ الأحْذِيَةِ تَحْتَ الأسِرَّةِ.
خارِطَةُ المَشَّاءِ
احتفاء بأندري برتون
قد عادَ مِنْ جديدٍ
مستوطِنُ
الفُصُولِ البرمائية للحُلْمِ،
مَشَّاءُ بابلَ مِنْ مَرَايا.
شخصٌ ما قد رآهُ
يتحدَّثُ إلى لصِّ المَسَافاتِ.
شخصٌ ما يسألُ
مِنْ أيِّ مكانٍ أتَى
حاملا الليْلَ في عُرْوَتِهِ.
أنا أجهلُ التَّعَازِيمَ
وسِحْرَ صوْتِهِ،
لكنِّي أحسُّ نِداءَهُ المَجنونَ
إلى الحُبِّ! بلا أبَّهَةٍ
سواءً أكانَ في السَّريرِ العاجيِّ
أمْ في دِهْليزِ الصَّيْدَلِيِّ.
قد عَبَرَ جِهاتٍ مِنَ الأرْضِ
حيثُ شخْصٌ ما يقرَعُ الأخشَابَ
ويكونُ رعبُ فتْحِها رِتَاجاً.
أبوابٌ مُشْرَعةٌ
بَابٌ
مشْرَعَةٌ على اللَّيْلِ
والجَلبَةُ تسكنُ
الأمكنةَ.
يُعْلِنُ صَريرُ
مَفصلاتِهَا
أنَّ شَخْصاً ما قادمٌ مِنَ المَطَرِ
أو خطواتِ حَيَوانٍ مُتَمَهِّلٍ
يَجْتاحُ الحُلْمَ.
بَابٌ، شَقٌّ
مَفتوحٌ في الدَّهْشَةِ.
رِسالةٌ بِاتِّجَاهِ بِلادِ الغَال
تسْألِينَني أنتِ أيَّتُها السَّيِّدَةُ العذبَةُ
مَاذا أرَى فِي هذِهِ الأيَّامِ عَلى هَذَا الجَانِبِ مِنَ البَحْر.
تَسْكنُني شوارعُ هَذِهِ البِلادِ
هِيَ بالنسبةِ لكِ مَجْهُولَةٌ،
هَذِهِ الشَّوَارِعُ حَيْثُ التَّنَزُّهُ
سَفَرٌ طَوِيلٌ عَبْرَ الحُزْنِ،
وحَيْثُ المُضِيُّ لِتَنْظِيفِ الضَّوءِ
امْتِلاءٌ للعُيُونِ بِالضّمَادَاتِ والهَمْهَمَاتِ.
تسْألِينَنِي
مَا الَّذِي أرَاهُ هَذِهِ الأيَّامَ عَلَى هَذَا الجَانِبِ مِنَ البَحْرِ.
دَبُّوسٌ فِي الجَسَدِ،
ضَوْءُ مُسْتَشْفَى الأمْرَاضِ العَقْلِيَّةِ
يَصِلُ هَادِئاً لِيَجْعَلَ
الجُرْحَ الأعْمَقَ فَاتِراً،
الجُرْحَ المُتَوَلِّدَ عَنْ حَشْدِ أيَّامٍ عَدِيمَةِ اللَّوْنِ.
وَالشَّمْسُ؟
الشَّمْسُ عَقَارٌ قَدِيمٌ امْتَصَّهُ ذَلِكَ الجُرْحُ،
فَأنْتِ تَعْلَمِينَ أيَّتُهَا السَّيِّدَةُ العَذْبَةُ،
أنَّ هَذِهِ البِلادَ فَوْضَى مِنْ شَوَارِعَ وَجِرَاحٍ.
أُطْلِعُكِ عَلَى ذَلِكَ:
هُنَا تُوجَدُ نَخلاتٌ صَدَّاحَةٌ
لكِنْ ثمَّةَ أيْضاً رِجَالٌ مُعَذَّبُونَ.
هُنَا سَمَاوَاتٌ عَارِيَةٌ مُطْلَقاً.
وَنِسَاءٌ مُقوسَاتٌ عَلَى دَوَّاسَةِ آلَةِ سِينْجِرَ
كَانَ بِإمْكَانِهِنَّ أنْ يَصِلْنَ بدَعَساتِهِنَّ المَجْنونَةِ
حتَّى جَابَا وَبُورْدُو،
حَتَّى النِّيبَال وَقَرْيَتكِ الصَّغِيرَة فِي بِلادِ الغَالِ،
حَيْثُ لَرُبَّما كَانَ عَزِيزُكِ دِيلان طُومَاس
يَشْرَبُ الظِّلالَ.
نِسَاءُ هَذِهِ البِلادِ قَادِرَاتٌ
عَلَى رَتْقِ زرٍّ لِلرِّيحِ
وَإلْبَاسِهِ زَيَّ عَازِفِ الأرْغُنِ.
هُنَا يَنْمُو الغَضَبُ وَالسَّحْلَبِيَّاتُ عَلَى حَدٍّ سَوَاء،
أنْتِ لا تَشْتَبِهِينَ فِيمَا تَكُونُهُ بِلادٌ
مِثْلَ حَيَوَانٍ قَدِيمٍ مَحْفُوظٍ
فِي الأشْكَالِ الأكْثَرِ تَنَوُّعاً مِنَ الكُحُولِ
أنْتِ لا تَشْتَبِهِينَ فِيمَا يَكُونُهُ العَيْشُ
بَيْنَ أقْمَارِ الأمْسِ وَالمَوْتَى والفَضَلاتِ.
رِسَالةٌ فِي صُنْدُوقِ بَرِيدِ الرِّيح
دُونَ أنْ أعْرِفَ إلَى مَنْ أوجِّهُهَا،
أبْعَثُ هَذِهِ الرِّسَالَةَ
الَّتِي وُضِعَتْ في صُنْدُوقِ بَرِيدِ الرِّيحِ.
رِجَالٌ مُعْتِمُونَ
يَطُوفُونَ أمَامَ بَابِي
بِمَعَاطِفَ مُتضخِّمَةٍ
بِزَاوِيَةِ مُسَدَّسِ لُوجِرَ،
وَفِي اللَّيْلِ، بَيْنَمَا كُنْتُ أقْرَأُ
شُعَرَائِيَ القُدَامَى المُضَائينَ بِالأقْمَارِ،
كَسَرَتْ فَصِيلَةٌ
مِنَ الظِّلالِ نَافِذَتِي.
هُمْ ليْسُوا عَفَارِيتَ.
ليْسُوا أشْبَاحَ سُكَّانِ
هَذَا الرُّكْنِ السَّكْرَانِ مِنَ العَالَمِ،
وَمَعَ ذَلِكَ،
فَقَدْ رَأيْنَا أنْفُسَنَا نُعْطِي الأسْمَاءَ الخَاصَّةَ
لِفَرَاغٍ:
ثَمَّةَ حَشْدٌ مِنَ الرِّجَالِ المُخْتَفِينَ
وَشَائِعٌ أنْ نَسْمَعَ
فِي الشَّوَارِعِ وفِي الحَانَاتِ
أُنَاساً يَتَحَدَّثُونَ
عَنْ هَجْرِ البِلادِ
مِثْلَ سَفِينَةٍ تَغْرَقُ.
دُونَ أنْ أعْرِفَ إلَى مَنْ أوجِّهُهَا،
أبْعَثُ هَذِهِ الرِّسَالَةَ فِي صُنْدُوقِ بَرِيدِ الرِّيحِ،
مِنْ مَكَانٍ
حَيْثُ شخصٌ مَا يَنْفِي الحُلْمَ،
والضَّحْكةُ مُدَانَةٌ
بِسبَبِ خِيَانَتِهَا المَرَايَا.
لسْتُ أدْرِي مَنِ الذِي أطالِبُهُ
بِفَتْحَ نَافذَتِهُ
حَتَّى تَلِجَ هَذِهِ الرِّسَالَةُ
الَّتِي وُضِعَتْ فِي صُنْدُوقِ بَرِيدِ الرِّيحِ.
لائحةٌ سوداءُ
أضَعُ اللائحَةَ السَّوْداءَ لِرَيْبَاتِي وَسَطَ بِلادٍ أُبِيدَ جَمْعٌ عَارِمٌ مِنْ سُكَّانِها
ولسْتُ أدْري هَلِ الرَّسَائِلُ الَّتِي لا تَصِلُ تُفتضُّ مِثْلَمَا الحُلمُ أو النِّسَاءُ…
(فِي الفَجْرِ يَتَجَمَّدُ المَطَرُ مِنَ البَرْدِ ورُبَّما تُصْمِتُ العَاصِفَةُ طلقاتٍ بعيدةً…)
لسْتُ أدْري، بالتَّحْدِيدِ إنْ كَانَ فِي بِلادِي رَجُلٌ يُبْحَثُ عَنْهُ
فِي المَدِينَةِ بِالمِصْبَاحِ الخَفِيِّ لأحَدِ لصُوصِ الأحْلامِ…
(… شَخْصٌ مَا عَلَى حَافَةِ هُوَّةٍ رُبَّمَا يَشْرَعُ فِي رَسْمِ بُورْتْرِيه نَاطِقٍ لِمَلاكٍ…)
ولمَّا يَأتِي اللَّيْلُ أوْ ألِجُ الحُلمَ مِثْلَ قِطَارٍ يُخْرِجُنِي مِنْ بِلادٍ مُعْتِمَةٍ، أفكِّرُ
إنْ كَانَ ثمَّةَ حَارِسٌ خفيٌّ سَيُقرِّرُ أنْ يُطَبِّقَ عَلَيَّ أحْكَامَ قَانُونِ الهُرُوبِ مِنَ الأحْلام…
طبيعةٌ ميِّتَة
أمْشِي فِي الشَّارِعِ بِحَقِيبَتِي الصَّغِيرَة
مِنْ جِلْدِ الظِّبَاءِ
وَبِحَافِظَةِ نُقُودِي مِنْ جِلْدِ العِجْلِ.
ألْبَسُ حِذَاءً مِنْ جِلْدِ الثَّوْرِ
وأرْتَدِي صَدْرِيَّةً حَمْرَاءَ طُلِيَتْ بِصِبْغِ الأنَاتو
كُلُّ ثِيَابِي غَسَلَهَا نَهْرٌ سِرِّيٌّ
وقِطَعُ صَابُونٍ مِنَ الوَرْدِ،
فِي أوْرَاقِي يَهْمِسُ غَابٌ قَدِيمٌ
أحْيَاناً أحِسُّ
أنَّ ثُعْبَانَ الحِزَامِ يَتَمَطَّى،
ثمَّةَ آثَارُ اليَخْضُورِ فِي أسْنانِي.
أكْتُبُ بِأقْلامٍ فَحْمِيَّةٍ مِنْ شَجَرِ الصَّفْصَافِ
أتَسَاءَلُ: أيُّ قطْعَةٍ مِنَ المَنظَرِ الطَّبِيعِيِّ أنَا.
حُلْمٌ
تسْطَعُ الشَّمْسُ بَيْنَ أوْرَاقِ السُّرْخُس
حَيْثُ يَنَامُ الأطْفَالُ
وَيَعْبُرُ مَلاكٌ أحْمَرُ مُتَثائِباً.
وَبَعِيداً تمْتَلِئُ البَاحَاتُ المُجَاوِرَةُ
بِأُنَاسٍ يُرَتِّقُونَ الهَوَاءَ
بِإبْرَةِ حَدِيثِهِمُ الهَامِسِ.
شَخْصٌ مَا يَزْرَعُ مَواكِبَ نُجُومٍ،
وَبَيْنَ ألْعَابٍ مُقدَّسَةٍ
وَدَيَامِيسَ بَيْضَاءَ
أنْتِ وَأنَا: شَرْنَقَتانِ مِنَ الرِّيحِ.
السَّاحِرُ
كانَ يُداعِبُ المِعْزَفَ فِي قُضْبَانِ زنْزانَتِهِ
أو يَحْتَسي كأساً دُونَ ماء.
حِصَّةَ عَطَشٍ لا تَرْتَوِي أبَداً.
كانَ يُداعِبُ المِعْزَفَ فِي قُضْبَانِ زنْزانَتِهِ،
ويَحلُمُ أنَّ القُضْبَانَ الغليظَةَ تَرْتَعِشُ
وأنَّ أغْنِيَةً شعبيَّةَ تَتَرَدَّدُ ألْحَانُها
مَعَ قَمَرٍ بيْنَ النَّخِيل.
السَّجَّانُونَ كانُوا يَقُولونَ إنَّ الجُنُونَ كانَ يَطُوفُ
لكنْ لا أحَدَ كانَ يَسْتَطِيعُ أنْ يُؤَكِّدَ
أنَّهُ لمْ يَكُنْ هُوَ الذي يُوقِظُ البَاحَاتِ
بِرَكْضٍ جامِحٍ لِخُيُولٍ وَأشْبَاح.
مكاشفةُ الصَّمْتِ
خَلْفَ الارْتِعَاشَاتِ والسِّنِينِ الَّتِي تَهْربُ مِثلَ السَّلاقِي، كَانَتْ كَاتِدْرَائِيَةُ مَانَاغْوَا تَصِيرُ آهِلَةً بِالأطْيَارِ. فِي أطْلالِها يُحِسُّ المَرْءُ حُضُورَ الفَرَاغِ، هَمَسَاتٌ بَعِيدَةٌ، حُذُوفُ آخِرِ الكَلامِ لِلْغَائِبِينَ. لكنَّ الجَداجِدَ، آهٍ الجداجد ترفعُ صلاةً فظَّةً.
رَائِحَةُ العُشْبِ تَجُوبُ المَرَاكِبَ ومِنْبَرَ الرِّيحِ، مَمْلَكَةُ النِّسْيانِ والبَلَلِ، والنَّبَاتَاتُ أنْجَزَتْ أْشغَالَهَا فِي الغَزْوِ، رَفَعَتِ الحِبَالَ وَتَسَلَّقَتِ الأعْمِدَةَ بَاحِثَةً عَنْ إلَهٍ مُتَخَفٍّ، عَبْرَ المَذْبَحِ المَرْمِيِّ سَاحِبَةً مِنَ الحَجَرِ هُجْنَتَهُ، مَانِحَةً لِصَمْتِها خَفَقاناً، عَيْدَشُونٌ ضَخْمٌ -شَجَرَةُ خَرُّوبٍ، يَصْرُخُ الأطْفالُ- يُفَسِّحُ حَجَرَ يَشْبِهِ المُتَمَهِّلِ، بَهَاءَهُ المُقَدَّسَ، والأجْرَاسُ السَّاقِطَةُ تُحَوِّلُ الصَّمْتَ إلى صَلاةٍ.
اعترافُ بَطلٍ مُضادٍّ
لمْ أبْلُغْ قطُّ أيَّ مَكَانٍ.
حِينَ كَانَ الرَّحَّالةُ الكِبَارُ يَنْزَلِقُونَ
فِي صَمْتٍ عَمِيقٍ
وَيَرَوْنَ الأرْضَ مِثلَ قَرْيَةٍ تَائِهَةٍ
كُنْتُ أرَى فِي عَتْمَةِ الدَّوَالِيبِ
أقمَاراً صَغيرَةً مِنَ الكَافُورِ.
كَانَ العَدِيدُ مِنْ نَافِذِي الصَّبْرِ يَسْقُطُونَ فِي المَعْرَكَةِ
لمَّا كُنْتُ أهَانُ فِي المَكَاتِبِ المُعْتِمَةِ.
كانَ مُخْتَرِعُو آلَةِ الأحْلامِ
يَتَنَاوَلُونَ العَشَاءَ مَعَ نِسَاءٍ أكْثَرَ فِتْنَة مِنْ ذواتِهِنَّ.
حِصَّةٌ مِنَ اليُتْمِ كَانَتْ قَدْ قُدِّمَتْ لِي طَعَاماً
تحْتَ سُقُوفٍ يَتَسَاقطُ مِنْهَا فُتَاتٌ مِنَ الجِصِّ عَلَى مِفْرَشِ السُّفرَةِ.
لمْ أتَجَاوَزْ قَطُّ النَّاصِيَةَ المُجَاوِرَةَ.
لمْ أكُنِ المُلاكِمَ الَّذِي يَبْتَسِمُ لِلظُّلَيْلِ
لمَّا عَلَى المَذْبَحِ المُرَبَّعِ
يَبْدُو أنَّ الأجْرَاسَ الأخِيرَةَ كانتْ تدْعُو لِلصَّلاةِ.
لمْ أمْتلِكِ الشَّجَاعَةَ لأُسَدِّدَ طلْقَةً ضِدَّ الطَّاغِيَةِ،
لمْ أمْتَطِ حِصَانَ الحَرْبِ الجَامِحَ دُونَمَا سرجٍ
لمْ أقطَعْ حُقولَ ألغَامٍ لأنْقِذَ قَرْيَةً.
اِنْشغَلْتُ بِلَوْكِ خُبزٍ بِلا خَمِيرَةٍ لِكُلِّ الهَزَائِمِ،
في بَعْضِ اللَّيَالِي أتسَاءَلُ أيْنَ تُرَاهُمْ يَسِيرُونَ
أولَئِكَ الَّذِينَ غَيَّرُوا جِلْدَهُمْ أوْ بِلادَهُمْ
بَيْنَمَا أسْتمِعُ لأغْنيَةٍ تَتَحَدَّثُ عَنْ زِيَارَةِ النَّأيِ.
صَلاةٌ مُضادَّةٌ
(نداءٌ لِلشُّعَراءِ)
حَتَّى وإنْ وَهَبْتَنِي اللِّسَان
وكِيَاسَةَ المَلِكِ سُليْمَان
حَتَّى وإنْ أمْلَيْتَ عَلَيَّ غِنَاءً سَاحِراً
يَرْوِي شِفَاهَ أحَدَ المُؤَابيِّينَ
حَتَّى وإنْ تلقيْتَ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ هِبَةً،
ولا حَتَّى مِنْ أجْلِ حِصَانٍ أسْوَدَ
يَبْتَلُّ في المَطَرِ
ويَقْرَعُ حَوَافِرَهُ تَحْتَ سَمَاءٍ مِنْ شُجَيْرَاتِ الزَّيْتُونِ،
لا لأجْلِ كَرَامَةِ الرِّيحِ
أوْ سَيِّدٍ عَظِيمٍ فِي مَزَارِعِ الكُرُومِ بِبَالَ.
ولا حَتَّى مُقابِلَ تِجَارَةٍ رَائِجَةٍ
لِبَرَامِيلَ مِنَ الخُمُورِ أو غَابَاتِ الشَّذَا
سَأتَوَصَّلُ يَا سَيِّدِي إلى اسْتِيعَابِ
أنَّهُ بِلُغَةِ جُونْ دَان،
اللُّغَةِ نَفْسِهَا لِنَجْلِك وِلْيَام بْلِيك،
مَا زَالَتْ تَصْدُرُ الأوَامِرُ باقْتِرَافِ المَذَابِحِ.
رَجُلُ المِسْلاطِ
(قدَّاسٌ للسِّينما)
فِي الأحْيَاءِ
لمْ تَكُنِ السِّينِمَا قطُّ خَرْسَاءُ. فِي حَلْقَةِ الثَّرْثَارِينَ
كَانَ رَجُلُ المِسْلاطِ
يَحْكِي أفْلامَ تشَابْلِن،
وَيَمْنَحُ حَرَكَاتِهِ صَوْتاً.
كانَ يُؤَكِّدُ أنَّ الجُنُودَ لمْ يَنْتَصِرُوا قَطُّ
عَلَى خِرُونِيمُو
وأنَّهُ بَعْدَ فَتْرَةِ العَرْضِ الصَّبَاحِيِّ
كانَ هُنُودُ الأبَاتْشِي يَنْهَضُونَ جَرْحَى،
وينْفُضُونَ الغُبَارَ،
ثُمَّ يَرْكَبُونَ خُيُولَهُمْ، خُيُولَ الرِّيحِ
وَيَمْضُونَ رَاكِضِينَ عَبْرَ السَّهْلِ
فِي الفَتْرَةِ المَسَائِيةِ
وليْسَ الأمْرُ كَذلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِلبِيضِ
الَّذِينَ كانُوا يَسْقُطُونَ مُصَابِينَ بِالسِّهَامِ إلَى الأبَد
حِينَمَا كانَ يَرْغَبُ أنْ يَضَعَ
يَدَهُ المُنْتَقِمَةَ عَلَى سِينَارْيُو الفِيلْمِ،
رَجُلُ المِسْلاطِ
كانَ يَحْلِفُ الأيْمَانَ أنَّهُ بَعْدَ إسْدَالِ السِّتَارِ
كانَ بِيلِي دُكَيْد يَسْتَمِرُّ دَاخِلاً خَارِجاً
بِصَالُونَاتِ تِكْسَاس
إلَى أنْ يَصِيرَ شَيْخاً طَيِّبَ القَلْبِ
ويَمُوتَ الحُكَّامُ صَرْعَى
فِي نَهْرِ الخَيْبَةِ.
على الشَّاشَةِ الصَّغيرَةِ لِلْوِسَادَةِ
كَانَتْ أَفَا غَارْدنِرْ تَدْخُلُ بَحْرَ أحْلامِهَا،
أجْمَلَ امْرَأةٍ تَسْكُنُ جِلْدَهَا.
رَجُلُ المِسْلاطِ
كانَتْ لهُ فِي جَيْبِهِ يَدَا أُورْلاكَ،
اِحْتَفَظَ فِي غُرْفَةِ المُهْمَلاتِ
بِالسَّيَّارَةِ الَّتِي تَدَحْرَجَتْ بِشَكْلٍ مُرَوِّعٍ عَبْرَ دُرُجَاتِ
رُوسْيَا المَأسَاوِيةِ. كانَ الطِّفْلُ يُؤكِّدُ
أنَّهُ لمَّا كَانَ سَائراً فِي تِلْكَ السَّيَّارَةِ أصْبَحَ رَجُلاً
وأنَّهُ كانَ يُمْكِنُ أنْ يَهْرَبَ مِنْ دَاءِ الأسْقَرْبُوطِيِّ، وَمِنَ الطَّاعُونِ ومِنِ سْتَالِينَ.
اليَوْمَ ذَهَبْنَا إلى جَنَازَتِهِ.
دَفَنَّا سِينِمَا الحَيِّ
وأطْفَأنَا المِسْلاطَ إلَى الأبَدِ.

أمراضُ الرُّوحِ

يَمْنَحُنِي قَمَراً
أنْ أرَاكِ تَعْبُرِينَ نَاصِيَةً
لمَّا تَشْتَعِلُ مَنَارَةُ الجَزِيرَةِ
وَتَنْطَفِئُ مَرَاكِبُ التَّهْرِيبِ.

يَمْنَحُنِي نَهْراً
أنْ أرَى المَوْتَى فِي القِطَارَاتِ الجَامِحَةِ
الَّتِي تُسَافِرُ نَحْوَ بَحْرِ الأنْتِيلِ.

يَمْنَحُنِي غَيْمَةً
أنْ أرَى كَيْفَ يَتَسَلَّقُ الهَوَاءُ
الكَاتِدْرَائِيَاتِ المُصْمَتَةَ.

يَمْنَحُنِي قَارِباً
حِينَ تَعْبُرِينَ مُسَرْنَمَةً
كَمَا لوْ كُنْتِ تَدْفَعِينَ الرِّيحَ

يَمْنَحُنِي كِتَاباً
القِطَارُ الَّذِي يَبْدُو المِحْبَسَ المُنْزَلِقَ لِلَّيْلِ
الآلَةَ الجَبَّارَةَ
الَّتِي تَقْطَعُ وَهْدَتَيْنِ مِنْ ظَلامٍ.

تَمْنَحُنِي نُسُوراً
اللَّيَالِي القُوطِيَّةُ
الَّتِي تَتَكَاثَرُ فِيهَا الشُّمُوعُ وَالمُسُوحُ.

يَمْنَحُنِي مَرْفَأً
حِينَ يَتَقَيَّلُ النَّهْرُ فِي الظَّهِيرَةِ
بَيْنَ غَابَاتٍ مِنَ الفُلْفُلِ
أو تَحْتَ أذْرُعِ شَجَرَةِ سَنْطٍ.

يَمْنَحُنِي جَنُوباً
سَمَاعُ صَمْتِكِ
الَّذِي يُدَوْزِنُ المُوسِيقَى
بِمُلاحَقَتِهِ المُتَكَتِّمَةِ.

يَمْنَحُنِي إبْرَةً
الظِّلُّ المُنْحَنِي
الَّذِي يَحْيَا مَخِيطاً إلَى بَهَائِكِ.

يَمْنَحُنِي حَانَةً
حِينَ أسْمَعُ فِي الفَجْرِ
مِثْقَبَ الأمْطَارِ.

يَمْنَحُنِي ثَلْجاً
نَحِيبُ طِفْلَةٍ
تَكْسِرُ صَمْتَ الجِوَارِ.

يَمْنَحُنِي مَزْرَعَةَ بُنٍّ
اِسْمُ بِلادِي
مُتَلَفَّظاً بِهِ فِي المَنْفَى.

يَمْنَحُنِي يَوْمَ اِثْنَيْن
التَّفْكِيرُ فِي مَوْسِمِ طَحْنِ
قَصَبِ السُّكَّرِ أوِ الذُّرَةِ.

تَمْنَحُنِي مَلاكاً
الرِّيحُ الَّتِي تَمْلأُ الأوْرَاقَ اليَابِسَةَ
وَبَاحَاتِ الفَجْرِ.

تَمْنَحُنِي النَّارْدِينَ
أنْفَاسُكِ الَّتِي تُزْهِرُ
فِي ظُلَيْلِ الغُرْفَةِ.

يَمْنَحُنِي لَيْلاً
الحِبْرُ السَّائِلُ سَهْواً
عَلَى مِفْرَشِ المَسَاءِ.

يَمْنَحُنِي نَمِراً
الانْقِضَاءُ البَطِيءُ وَالثَّابِتُ
لِلأيَّامِ.

يَمْنَحُنِي غُويَا
زَحْفُ طِفْلٍ
فِي زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا العَالَمِ.

يَمْنَحُنِي إفْرِيقيَا
المِجْذَافُ المَهْجُورُ
المَكْسُوُّ بِالحَرَاشِفِ.

تَمْنَحُنِي بَحْراً
الرَّاقِصَةُ الَّتِي تُطْلِقُ عَلَى الرَّكْحِ
تَمَوُّجَاتِ خَطَوَاتِهَا.

تَمْنَحُنِي خَنْدَقاً
الأغْنِياتُ الشَّعْبِيَّةُ
الَّتِي يُدَنْدِنُهَا بَائِعُ المَحَارِ الصَّدَفِيِّ.

يَمْنَحُنِي حَدِيداً، وَيَمْنَحُنِي بَاوْند،
المِصْعَدُ الفَارِغُ
الَّذِي يَفْتَحُ نَفَقَهُ فِي اللَّيْلِ.

يَمْنَحُنِي رِيحاً
سَمَاعُ كَلِمَةِ نَأْيٍ
مِنْ شَفَتَيْكِ.

تَمْنَحُنِي أمَازُوناً
وَمُتَسَلِّقَاتٍ وَخَرِيرَ مِيَاهٍ
كَلِمَةُ بَلَلٍ.

يَمْنَحُنِي قِطَاراً، وَيَمْنَحُنِي الدَّلْتَا
مُغَنُّو البلُوز
وجُمَاعُ أغَانِيهِمْ مِنْ ظِلالٍ.

مُذَكِّرَاتُ مُثِيرِ الأحْلامِ

الشِّعْرُ حُلْمٌ مُثَارٌ،
مُهْرٌ مُتَخَفٍّ فِي غَابَةٍ مِنْ ضَبَابٍ،
الطِّفْلُ الَّذِي يَجْلِدُ المَاءَ بِثُعْبَانٍ مَيِّتٍ،
سُطُوحُ المَاءِ حَيْثُ يُسَافِرُ السَّلَمُونُ أثْنَاءَ فَتْرَةِ التَّسْرِئَةِ،
مَرْكَبٌ مُحَمَّلٌ بِالكَلِمَاتِ
مَنْهُوبٌ مِنْ رُهْبَانٍ وَكَتَبَةِ عُقُودٍ ووثائق،
فَتَاةٌ تُوقِّعُ لَحْناً عَلَى مِعْزَفِ المَطَرِ،
قَبْوُ صَوْتِكَ مَدْهُوناً بِالكُرْفُسِ أوْ بِالقِرْفَةِ.
الشِّعْرُ حُلْمٌ مُثَارٌ،
جَلَبَةُ خَطَوَاتٍ فِي كَاتِدْرَائِيَاتِ اللَّيْلِ،
امْرَأَةٌ مِنَ الفَيَافِي تَفْتَتِحُ رَقْصَتَهَا
لِتُرْهِبَ بَنَاتِ آوَى،
وَزَّة تُلاحِقُهَا حَبَّاتُ البَرَدِ.
الشِّعْرُ حُلْمٌ مُثَارٌ،
شَبَحٌ يَعْبُرُ الحُدُودَ كَمَا بِيدْرُو فِي بَيْتِهِ،
قِطٌّ، فَوْضَوِيُّ السُّطُوحِ ذَاكَ
وَالَّذِي يَجْعَلُ نِرْفَانَتَهُ العَمِيقَةَ تَنَامُ عَلَى المُتَّكَئِ،
اللَّيْلَةُ الأُولَى لِلرَّجُلِ الَّذِي أُطْلِقَ سَرَاحُهُ بُعَيْدَ السِّجْنِ،
رَجُلٌ يَرْفُضُ أنْ يَسِيرَ فِي جَنَازَتِهِ الخاصَّةِ.
الشِّعْرُ حُلْمٌ مُثارٌ،
شَخْصٌ مَا يَعُودُ إلَى أقَالِيمِ الصَّمْتِ.

جيلٌ
(حفر بالطريقة السوداء)

(إلى إيفان داريو وليوبولدو)

مِنْ شِدَّةِ هَزِّ الأَعْلامِ صَارَتْ أسْمَالاً.
كُنَّا كَثِيرِينَ، مِثْلَ إينِيَاسَ، نَمْضِي بِأبِينَا مَحْمُولاً عَلَى كَوَاهِلِنَا
فِي صِرَاعٍ مَعَ ظِلِّهِ وَمُحَيَّاهُ.
الشَّبَحُ الَّذِي كَانَ يَجْتَازُ العَالَمَ
جَلَسَ إلَى مَائِدَتِنَا وَاقْتَسَمَ مَعَنَا
خُبْزاً عَجَنَّاهُ بِخَمِيرَةِ الحُلْمِ.
كُنَّا نَتَذَكَّرُ لْوِيز مِيشِيل،
طَرِيقَتَهَا فِي الإشَارَةِ إلَى أنَّ الخَشَبَ ذَاتَهُ
يَصْلُحُ لِصِنَاعَةِ البَرَامِيلِ مِثْلَمَا لِإنْشَاءِ مِنَصَّاتِ الإعْدَامِ.
وَفِي كُلِّ حِينٍ كُنَّا نَلْتَقِي أخْبَارَ بَاطْمُوس:
مَشَاهِدُ خَرِبَةٌ وَرِجَالٌ يُرَحَّلُونَ
بَعِيداً عَنْ أقَاصِي المُدُنِ.
مَضَتْ طَاوِلاتُ المَقْهَى تَحْتَشِدُ بِالفَرَاغَاتِ،
وَبِالصَّدَأ طَقْمُ أدَوَاتِ المَائِدَةِ لِلغَائِبِ.
كَانَ رَائِدُ مَجْلِسِ القِمَارِ الحَالِكُ يُوَزِّعُ أوْرَاقَ اللِّعِبِ السَّوْدَاءَ
وَعَرَفْنَا أنَّ المَوْتَ مِثْلَ عَدَّاءِ المَسَافَاتِ الطَّوِيلَةِ،
كَانَ يَتمَرَّنُ فِي المَلاعِبِ اللَّيْلِيَّةِ الفَارِغَةِ.
وَدَوْماً كَانَ ثَمَّةَ نِسَاءٌ يَغْسِلْنَ المَاءَ،
وَهُنَّ يَجُدْنَ عَلَيْنَا كَيْ نَأكُلَ رَغِيفَ الفَرَحِ.
كُنَّا نَحْتَقِرُ الخَطَوَاتِ الجَامِدَةَ لِلتَّمَاثِيلِ المَنْحُوتَةِ،
خُيُولٌ مِنَ البرُونْزِ وَشُعَرَاءٌ مِنَ المَرْمَرِ،
فِينُوسَاتٌ مَبْتُورَاتُ الأذْرُعِ وَهُنَّ يَجْهَلْنَ التَّمَدُّدَ أوِ العِنَاقَ.
مُسَامَرَةُ ظلالٍ كَانَتْ تَشْرَبُ نَبِيذَ المَنْفَى.
فِيهَا كَانَ مَوجُوداً مَنْ أغْلَقَ البَابَ،
وَمَنْ كَانَ نَبَأً سَيِّئاً فِي نَشْرَةِ أخْبَارِ المَسَاءِ
وَمَنْ لمْ يُقْسِمِ اليَمِينَ قَطُّ بِأنْ يَكُونَ عَرِيسَ المَوْتِ.
وَكَانَ حَظُّنَا نَحْنُ أنْ نَتَعَلَّمَ السِّبَاحَةَ أثْنَاءَ حَادِثِ الغَرَقِ.

هِجَائِيَةٌ لِلسُّلْطَةِ

بِتَاجٍ مِنْ ثَلْجٍ يَعْبُرُ المُلُوكُ
تَحْتَ الشَّمْسِ.

الحُبُّ أعْمَى

المُحِبُّونَ عُمْيَانٌ الوَاحِدُ مِنْهُمْ عَنِ الآخَرِ، يَقُودُونَ بَعْضَهُمْ فِي شَوَارِعِ العَالَمِ مُسْتَنِدِينَ إلَى عُكَّازَاتِهِمْ مِنْ هَوَاءٍ، ليْسَتْ لَهُمْ عُيُونٌ لِيَنْظُرُوا إلَى مَشَاهِدَ مُخْتَلِفَةٍ عَنْ مَشَاهِدِ ليَالِيهِمْ. عُمْيَانٌ الوَاحِدُ مِنْهُمْ عَنِ الآخَرِ، يَقْرَؤُونَ جِلْدَهُمْ بِالأنَامِلِ الخَفِيفَةِ لأَصَابِعِهِمْ، يَنْظُرُونَ إلَى بَعْضِهِمْ مِنْ خِلالِ الرَّغْبَةِ، هُمْ أدِلَّةُ الأعْمَى نَحْوَ ذَوَاتِهِمْ، الخَرَائِطُ الَّتِي تَرْسُمُ لَهُمْ طَرِيقَهُمْ غَذَتْ مُتَآكِلَةً بِسَبَبِ الزِّيَارَاتِ الدَّائِمَةِ لِلَمَسَاتِهِمْ، المُحِبُّونَ مِرْآةُ يَدِ الوَاحِدِ مِنْهُمْ لِلآخَرِ، يَحْفَظُونَ بَيْنَ أصَابِعِهِمْ حِكَايَاتٍ وَأسْرَاراً، وَلِذَلِكَ حِينَمَا يَسْتَعْمِلُونَ قُفَّازَاتٍ فِي الشِّتَاءِ عَادَةً مَا يَفْقِدُونَ الذَّاكِرَةَ. حُلْمُ عُبُورِ المِرْآةِ لا يَكْشِفُ العُشَّاقَ لأنَّهُمْ فِي ذَاكِرَتِهِمُ اللَّمْسِيَّةَ يُصَالِحُونَ الدَّاخِلَ وَالخَارِجَ كَمَا لَوْ كَانُوا يَسْكُنُونَ أجْوَاءً أخْرَى، وأمْكِنَةً أخْرَى. وَفِي خِضَمِّ الكَوَارِثِ وَالنَّكَبَاتِ تَمَّتْ رُؤْيَةُ أزْوَاجٍ مِنَ المُحِبِّينَ يَبْدُو أنَّهُمْ لا يَسْمَعُونَ كَيْفَ تَهْوِي أبْرَاجُ الكَنَائِسِ وَلا حَتَّى جُدْرَانُ بُيُوتِهِمُ الخَاصَّةِ. لمَّا كُنْتُ أعْمَى، يَا كَسَانْدْرَا، قَطَعْتُ تَضَارِيسَ شَكْلِكِ وَحِلْمَتَا نَهْدَيْكِ مِثْلَ قِبَابٍ سَمْرَاءَ عَلَّمَتَانِي مَبَادِئ بْرَايْ لِجَسَدِكِ، لمْ أعْثُرْ عَلَى قِرَاءَةٍ أكْثْرَ تَوَهُّجاً مِنْ جِلْدِكِ.

مَكْتبَةُ عَجُوزٍ

إلى غييرمو مارتينيث غونثاليث
في تريلثي، بابل كتبه.

هَذِهِ الرُّطُوبَةُ المُدَمِّرَةُ تَأتِي مِنَ الغَابِ.
بِالدُّمُوعِ الَّتِي تُذْرَفُ فِي بَيْتِ مُصَمِّمَةِ الأزْيَاءِ
كَانَتْ تَقْرَأُ بِعُيُونِ دَبِسِ السُّكَّرِ صَفَحَاتٍ مُمْطِرَةً مِنْ رِوَايَةٍ فِكْتُورِيَّةٍ.
الطَّبْعَةُ التَّالِفَةُ ذَاتُهَا
عَبَرَتِ البُيُوتَ المُسْهَدَةَ لِلْقَرْيَةِ مِنْ يَدٍ إلَى يَدٍ
حَتَّى تَحَوَلَتْ إلَى مِنْدِيلِ بُكَاءٍ،
مَكَانُ لِقَاءَاتِ الفَتَيَاتِ مُصَادَفَةً وَصَيَادِلَةٍ صَارِمِينَ.
هَذِهِ المَكْتَبَةُ لَيْستْ مُسْتَوْدَعَ جُثَتٍ،
هَذَا قَبْوُ كُتُبٍ لِرِجَالٍ مَفْقُودِينَ
بَيْنَ ألْوَاحٍ مُلْتَبِسَةٍ وَمَقَارِئَ مِنْ خَشَبِ الأرْزِ.
هَذِهِ الكُتُبُ عُثِرَ عَلَيْهَا فِي إعَادَةِ بَيْعٍ لِلتَّكَهُّنَاتِ
كَانَ قَدْ دَاعَبَهَا مِنْ قَبْلُ زُمْرَةُ قُرَّاءٍ أكْثَرُ تَلاشِياً مِنْ حِبْرِهَا ذَاتِهِ.
يَعْلَمُ ذَلِكَ الكُتُبِيُّ الَّذِي يَنْفُضُ الغُبَارَ عَنْ صَفَحَاتِهَا،
وتُعِيدُهُ الآثَارُ الَّتِي عَاشَتْ مِنْ بَعْدِ مَالِكِيهَا.
مُجَلَّدُ مِيلْفِيلَ الَّذِي تَفُوحُ مِنْهُ رَائِحَةُ اليُودِ
مِثْلَمَا فِي جَمِيعِ مَوَانِئِ العَالَمِ،
عَثَرَ عَلَيْهِ مُقْتَنِصُ كُتُبٍ فِي سُوقِ الحِيتَانِ بِفَالْبَارَايِسُو.
البَحَّارُ الفَظُّ سَيَنَامُ قَيْلُولَتَهُ
حَتَّى تَفْتَحَ البَيْتَ الطَّافِيَ لِكِتَابِهِ
وَتَرَاهُ يَعْرَجُ بَيْنَ المَرَاكِبِ الشِّرَاعِيَّةِ وَالدُّرُوعِ
قَائِدَ سَفِينَةٍ رَثَّةٍ مِثْلَ كُوخٍ بَحْرِيٍّ.
تَعْبُرُ أبْوَابَ الكِتَابِ
والرُّبَّانُ الشَّرِسُ المُبْحِرُ فِي مَخَاوِفِهِ
البَاحِثُ عَنِ الحُوتِ الأبْيَضِ فِي غَشْيَةِ الضَّبَابِ،
سَوْفَ يَأتِي مُتَسَرْبِلا بِالغَمَامِ وَالأسَى.
قَارِئٌ شَبَحٌ يُسَطِّرُ عَلَى المَشْهَدِ الطَّبِيعِيِّ.

مَعَارِكُ مِنْ وَرَقٍ

أيْسَرُ أنْ تُزِيلَ ألْغَامَ اللُّغَةِ،
أنْ تُلَوِّحَ بِالقَلَمِ سِلاحاً مِثْلَ عَصاً لِجَسِ نَبْضِهِ
وألَّا تَتَطَايَرَ القَصِيدَةُ شَظَايَا،
عَلَى أنْ تَرَى مَقْطُوعِي الأوْصَالِ فِي العَالَمِ،
مَوْكِبَ المُشَوَّهِينَ
مِنْ قِبَلِ تُجَّارِ الحَرْبِ.
أيُّ نَوْعٍ مِنَ المُحَارِبِينَ أنَا
الَّذِي أتَجَنَّبُ ألْغَامَ المَرَاحِيضِ فَقَطْ،
الخَنَادِقَ المُمَوِّهَةَ لِلْحَقَائِقِ الكُبْرَى،
جِرَاحَاتِ أحَدِ القَنَّاصَةِ ظَرْفِ مَكَانٍ أوْ زَمَانٍ،
القُنْبُلَةَ اليَدَوِيَّةَ لِخَطَإ مَطْبَعِيٍّ!
أيْسَرُ أنْ تَحْتَمِيَ فِي المَكْتَبِ
كَمَا لوْ فِي خَيْمَةٍ مُرِيحَةٍ،
وَأنْ تُرَاقِبَ مِنْ بَعِيدٍ مُعَسْكَرَ العَدُوِّ مِنَ الشُّعَرَاءِ السَّيِّئِينَ
وَأنْ تُزِيلَ ألْغَامَ ضَجَرِ السَّاعَاتِ اللَّيْلِيَّةِ.
أيُّ نَوْعٍ مِنَ الشُّعَرَاءِ أنَا،
حَارِسُ لُغَةٍ بَائِسٌ،
سَاعِي بَرِيدٍ بَطِيءٌ لا يَصِلُ أبَداً،
جُنْدِيٌ مُتَخَفٍّ فِي حِصَانٍ خَشَبِيٍّ يَبْقَى نَائِماً،
أيُّ نَوْعٍ مِنَ الإنْسَانِ أنَا
ذَاكَ الَّذِي يَتَأثَّرُ لِرُؤْيَةِ صُوَرِ مُشَوَّهِي الحَرْبِ
بَيْنَمَا يَعُودُ إلَى طَاوِلَةِ العَمَلِ
فِي صَمْتٍ مُنْكَسِرٍ
وَرَايَةٍ مِنْ وَرَقٍ كَالكَفَنِ!

إلى الشَّيْطانِ المِسْكِين

إلى لوث أوخينيا سييرا

إلَى الرَّجُلِ الرَّاسِي فِي زَاوِيَةِ النِّسْيَانِ، إلَى الرَّجُلِ الَّذِي بَصَقَهُ فُتُوَّاتُ الحَيِّ القُدَامَى،
إلَى المُتَقَاعِدِ عَنْ ذَاتِهِ، وَإلَى الوَلَدِ المُهَانِ الَّذِي يَتَخَفَّى خَلْفَ نَظْرَتِهِ السَّائِلَةِ،
إلَى مَنْ يُزْعِجُ الجَسُورِينَ فِي حَفْلٍ، وإلَى الَذِينَ لَمْ تَكُنْ لَدَيْهِمْ مِهْنَةٌ مَعْرُوفَةٌ وَلَمْ يَكُونُوا يَسْتَطِيعُونَ أنْ يُتَمْتِمُوا صُورَةَ مَلامِحِ وَجْهِ أمَّهَاتِهِمُ المُسْتَعَادَةُ،
إلَى أولَئِكَ الَّذِينَ يَبْدُونَ دَوْماً أنَّهُمْ فِي أيِّ مَكَانٍ آخَرَ، وَإلَى الَّذِي يَهْرَبُ مِنَ النَّظَرَاتِ حِينَمَا يُبْحَثُ عَنْهُ فِي الحَدِيقَةِ مَوْضُوعَ حَدِيثٍ لِلسُّخْرِيَّةِ،
إلَى المُتَاخِمِ لِفِخَاخِ الصَّمْتِ فِي جَوْلَةِ الحُكَمَاءِ اللَّيْلِيَّةِ، وَإلَى الَّذِينَ يُتَأتِئُونَ مِثْلَ شَمْعَةٍ مُشْتَعِلَةٍ،
إلَى الَّذِي يَكُونُ عَلَى وَشْكِ أنْ يَفْتَحَ بَابَ الطَّوَارِئِ الَّتِي تَقُودُ إلَى مَمَرٍّ لِوُلُوجِ العَالَمِ الآخَرِ،
إلَى النَّعْجَةِ السَّوْدَاءِ لِلأسْرَةِ إذْ تَنْقُرُ أدْوِيَةً وَأقْرَاصاً فِي مُحَاوَلَةٍ لِتَرْهِيبِ حَشْدِ مَخَاوِفِهَا،
إلَى رَئِيسِ كَهَنَةِ دِينِ الهَزَائِمِ، وَإلَى المُحْتَقَرِينَ مِنْ قِبَلِ مَرَايَاهُمْ، وَإلَى الَّذِي يُفَضِّلُ أنْ يَكُونَ الهَارِبَ مِنْ جَسَدِهِ قَبْلَ أنْ يَكُونَ سَجَّانَهُ الخَاصَّ،
إلَى الَّذِينَ يَجْهَلُونَ مَا يَنْبَغِي أنْ تَكُونَ عَلَيْهِ الإجَابَةُ حِينَ يُسْألُونَ «مَنْ يَمْضِي هُنَاكَ؟» وَإلَى الَذِي «يَضْرِبُونَهُ بِشَكْلٍ مُبَرِّحٍ بِعَصاً وَيَجْلِدُونَهُ بِشِدَّةٍ أيْضاً بِالحِبَالِ»،
إلَى الَّذِي سَيُغَيِّرُ العِجْلَ الذَّهَبِيَّ بِحَدِيثٍ مَعَ المَنْبُوذِينَ وَأصْحَابِ الدَّكَاكِينِ، وإلَى المُتَهَوِرِ وَالمُنْذَهِلِ وَالخَبِيثِ الَّذِي يَسْألُ أيْنَ تَبْقَى الحَيَاةُ،
إلَى المُرْتَابِ الَّذِي يَعْرَجُ ظِلُّهُ أكْثَرَ مِنْ جَسَدِهِ، وَإلَى الَّذِينَ تَمَّ رَكْلُهُمْ أكْثَرَ مِنْ كُرَةٍ فِي مَدْرَسَةٍ، وَإلَى المُشْتَبَهِ بِهِ فِي كُلِّ نُقَطِ الجَمَارِكِ بِسَبَبِ مِخْلاتِهِ المَلِيئَةِ بِالفَرَاغِ،
إلَى الَّذِي لا يَتَمَكَّنُ أنْ يَكُونَ فَارِسَ ذَاتِهِ، وإلَى الَّذِينَ يُؤَدُّونَ دَوْرَ أطْفَالٍ سِرِّيِّينَ وَيَلْعَبُونَ فَقَطْ حِينَ لا يُرْغَمُونَ عَلَى التَّسَوُّلِ،
إلَى الهَرْطُوقِيِّ المَرْسُومِ فِي صُورَةِ لا أحَد، وإلَى المُسْتَهْجَنِينَ بِصَيْحَاتِ الحُشُودِ فِي بَلَدِ آلِهَةٍ بَاطِلَةٍ،
إلَى الَّذِينَ تَتَنَافَرُ أصْوَاتُهُمْ فِي الجَوْقَةِ، وَإلَى الَّذِي يَرْتَدُّ صَوْتُهُ مِثْلَ صَحْنِ صُنُوجٍ صَغِيرٍ فِي طَقْمِ طُبُولٍ وَقَعَ فِي صَمْتِ سَهرةٍ عَلَى مَيِّتٍ،
إلَى المُتَهَوِّرِ الَّذِي لا يَنْتَظِرُ أنْ يُنِيمَ عَازِفُ النَّايِ لِبِينَارِيسَ أفْعَى الكُوبْرَا لِكَيْ يَنْظُرَ فِي عَيْنَيْهَا،
إلَى الرَّجُلِ البِلَّوْرِيِّ الَّذِي يَعْبُرُ وَسَطَ شِجَارٍ بَيْنَ فَرِيقَيْنِ مِنْ نَحَّاتِي الأحْجَارِ،
إلَى العُصَاةِ الَّذِينَ كَانُوا يَرْغَبُونَ فِي الإقَامَةِ بِزَاوِيَةٍ مِنْ مَتْحَفِ النِّسْيَانِ، وإلَى الَّذِي لا أحَدَ يَنْتَظِرُهُ أثْنَاءَ العَوْدَةِ مِنَ الحَرْبِ،
إلَى الَّذِينَ يَتِمُّ إخْلاؤُهُمْ مِنْ بُيُوتِهِمْ وبَعْدَئِذٍ يَطْرُدُونَهُمْ مِنْ أجْسَادِهِمْ إلَى الأبَد، إلَى الفَزَّاعَةِ الَّتِي يَسْخَرُ مِنْهَا الغُرَابُ،
إلَى النَّاطِقِ بِاسْمِ ذَاتِهِ الَّذِي يَكْرَهُهُ أبْنَاءُ الرَّعِيَّةِ مِنْ كُلِّ الأقَالِيمِ، وَالَّذِي يَتِمُّ اقْتِيَادُهُ إِلَى مُفَوَّضِيَّةِ الشُّرْطَةِ وَهُوَ يَصْرُخُ أنَّ الحَضَارَةَ «عَاهِرَةٌ عَجُوزٌ دَرْدَاءُ»،
إلَى الَّذِي قَامَرَ بِقَلْبِهِ فَرَبِحَهُ مِنْهُ العُنْفُ الَّذِي يُحَاوِلُ تَنْوِيمَهُ «فِي العَرَبَةِ الَّتِي تَقُودُهُ مِنَ السِّجْنِ إلَى حَبْلِ المِشْنَقَةِ»،
إلَى الَّذِي لا يَعْرِفُ سِوَى لُغَةِ الصَّمْتِ، وَإلَى الَّذِي يُقَادُ إلَى المَحْكَمَةِ لِرَفْضِهِ ارْتِدَاءَ الزَّيِّ الرَّسْمِيِّ لِلْمَوْتَى،
إلَى المُلاحَقِ الَّذِي يَتَطَلَّعُ إلَى التَّخَفِّي فِي قَصِيدَةِ غَجَرِيٍّ وَإلَى الغَجَرِيِّ الَّذِي يَتَطَلَّعُ إلَى التَّخَفِّي وَرَاءَ ظِلِّ كَمَانٍ،
إلَى المُقْتَادِ نَحْوَ سَاحَةِ الاسْتِهْزَاءِ، وإلَى المُحَاصَرِ بِشِرْذِمَةِ السَّالْيِيرِيِّينَ الَّذِينَ يَنْبَحُونَ ضِدَّ ظِلِّهِ،
إلَى المُفتَرَى عَلَيْهِ مِنْ سَدَنَةِ الحَسَدِ الَّذِينَ يَلْعَنُونَهُ بِلِسَانِ المَوْتَى،
إلَى الَّذِينَ لا يُمَدِّدُونَ قُبَّعَاتِهِمْ الْتِمَاساً لِفُتَاتِ المُعْجِزَاتِ، وَإلَى الَّذِينَ يُوجَدُونَ فِي عِنَايَةِ خَالِقِي الأوْغَادِ فِي الصُّحُفِ اليَوْمِيَّةِ وَفِي شَبَكَاتِ البُولِيسِ،
إلَى المُعْتَرِضِ الَّذِي يُطْلِقُ سَاقَيْهِ لِلرِّيحِ حِينَمَا يُدْعَى إلَى رَصِّ الصُّفُوفِ فِي فَصِيلَةِ تَنْفِيذِ الإعْدَامِ،
إلَى الَّذِي يَكْشِفُ البُؤْسَ الَّذِي تُخْفِيهِ الأنَاشِيدُ وَإلَى الرِّجَالِ المُتَحَرَّشِ بِهِمْ وَالَّذِينَ يَشُكُّونَ فِي كَوْنِ كُلِّ نَوَافِذِ العَالَمِ عَلَى وَشْكِ أنْ تَقْفِزَ فِي الفَرَاغِ،
إلَى المُرْتَحِلِينَ وَأسْوَارِهِمُ الْهَوَائِيَّةِ، إلَى المُلاكِمِ الَّذِي يَسْقُطُ عَلَى أرْضِيَةِ الحَلَبَةِ مُنْتَفِضاً بِلَكْمَةِ كُلَّابٍ بِاليُمْنَى،
إلَى مَجَانِينِ القَرْيَةِ الَّذِينَ يَعْبُرُونَ مُلْتَحِفِينَ أرْدِيَةً مِنْ أسْمَالٍ مِثْلَ مُلُوكٍ بُؤَسَاء،
إلَى المُوسِيقِيِّ المَلْفُوفِ فِي مِعْطَفٍ رَثٍّ وَالَّذِي يَدُلُّهُ المُقَاوِلُونَ عَلَى بَابِ الخِدْمَةِ لِلْمَرْقَصِ المُتَمَهِّلِ،
إلَى الَّذِي يَرْفُضُ الاسْتِمَاعَ إلَى أغْنِيَةِ بَاعَةِ الدُّخَّانِ، وَإلَى القِطِّ الَّذِي صَبَّ عَلَيْهِ الجزَّارُ مَاءً سَاخِناً، وإلَى الحِصَانِ الَّذِي تَنْخَسُهُ مَهَامِيزُ الخَوْفِ،
إلَى سَيِّءِ الحَظِّ الَّذِي يُمَارِسُ تَسْدِيدَ الطَّلْقَةِ نَحْوَ الهَدَفِ وَدَوْماً يُصِيبُ مَرْكَزَ الخَطَأ، وَإلَى الطِّفْلِ المُنْعَزِلِ الَّذِي يَتَجَسَّسُ عَلَى الحَيَاةِ مِنْ خِلالِ ثُقُوبِ المَزَالِيجِ،
إلَى مُعَكِّرِ صَفْوَ الأفْرَاحِ وَإلَى الَّذِي يَأتِي مُتَأخِّراً لِسَهْرَةِ المَيِّتِ، سَهْرَتِهِ الشَّخْصِيَّة، وإلَى الشُّعَرَاءِ المَحْبُوسِينَ فِي أقْفَاصٍ مِنْ قِبَلِ كُلِّ الطُّغَاةِ،
أهْدِي إلَيْهِمْ هَذِهِ الجَوْلَةَ مِنَ الكَلِمَاتِ دُونَ أمْجَادٍ: بَعْضُهَا عَلَى جِلْدِي يَتَعَايَشُ بِلا أمَلٍ.

الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
انتقل الى:  

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا