آخر المساهمات
2024-05-04, 8:54 am
2024-05-04, 8:53 am
2024-05-04, 8:49 am
2024-04-28, 10:02 pm
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-02, 5:16 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

3 نتيجة بحث عن عباس_العقاد

كاتب الموضوعرسالة
الوسم عباس_العقاد على المنتدى نوسا البحر T11موضوع: شعر وقصائد عباس العقاد,ديوان عباس محمود العقاد pdf
hassanbalam

المساهمات: 9
مشاهدة: 9675

ابحث في: مرتفعات أو سوناتا الكلام   الوسم عباس_العقاد على المنتدى نوسا البحر Untitl13موضوع: شعر وقصائد عباس العقاد,ديوان عباس محمود العقاد pdf    الوسم عباس_العقاد على المنتدى نوسا البحر Icon_minitime2020-11-05, 1:51 pm
@hassanbalam
#عباس_العقاد

مختارات من شعر عملاق الأدب العربى عباس العقاد

بين يدي القراء
بسم الله الرحمن الرحيم
اسم هذه المجموعة يدل على موضوعها؛ لأنها ديوان مقتبس من دواوين الناظم، وهي: يقظة الصباح، ووهج الظهيرة، وأشباح الأصيل، وأشجان الليل، ووحي الأربعين، وهدية الكروان، وعابر سبيل، وأعاصير مغرب، وبعد الأعاصير، وما يلي من شعر نظم بعد صدور هذا الديوان الأخير.

وقد نفدت الأجزاء الأولى من هذه الدواوين وأعيد طبعها فنفدت في حينها، ولم يبق من آخر هذه الدواوين جميعًا إلا القليل، وجاءتنا الرسائل الكثيرة مممن يسألون عن بعض هذه الدواوين أو عنها جميعًا ويطلبون إرسالها إليهم، وبخاصة قراء البلاد العربية التي لم يتيسر وصول الكتب المصرية إليها في بعض العهود، فترددنا بين طبعها في مجلد واحد وبين إعادتها أجزاءً متفرقة كما صدرت أول مرة، وكلاهما لا يغني في تيسير المطلوب منها، لضخامة الحجم أو لتطاول الزمن، فآثرنا أن نتوسط بين الأمرين باقتباس هذه المجموعة التي تنوب عن شعر الدواوين جميعًا إلى حين، وتتم أبواب الشعر في جملتها لمن نقصت عنده بعض الأجزاء.

ويطيب لنا أن نشير إلى نفاد هذه الدواوين؛ لأننا نستفيد منه ميزانًا من موازين الأدب في عمومه، وميزانًا من موازين الشعر على الخصوص، وميزانًا من موازين الشعر في عصرنا هذا على الأخص، وهو أحوج ما يكون إلى ميزان وإلى بيان.

فلا مرجع لنقد الشعر غير قرائه الراغبين فيه بمعزل عن ضجة «الدعاية» ومذاهب النقاد وموقف الصحافة وأدوات النشر بين الإقبال والإعراض أو بين العناية والإهمال.

وأصدق ما يكون ذلك الميزان في دلالته على القول الأخير في نقد الشعر أن يكون هذا الشعر مما يتفق محبوه وخصومه على أنه كلام لا يوصف بالصبغة السطحية ولا يستهوي الجهلاء ببهرج رخيص قليل الحظ من الفهم والتفكير ولا يستثير الغريزة التي تسوغ ما ليس بالسائغ في موازين النقد والتمييز.

وبين يدي هذا المرجع الأمين، بل هذا الموئل القرير الذي لا نرتضي لكلام نقوله موئلًا سواه، نقدم هذا الديوان من الدواوين كما قدمناها جميعًا من قبل، شاكرين ذاكرين.

عباس محمود العقاد
خواطر وتأملات

النور
(… إلى أين ينتهي بنا تحليل النور على أيدي علماء الطبيعة فضلًا عن الفلاسفة والمتصوفة؟ ينتهي بنا إلى أنه «معنى» يشبه المعاني المجردة، ولو أمكن تحليل الفكر على هذا النمط لالتقى بعنصر النور التقاء القريب بالقريب.)

النُّورُ سِرُّ الحَيَاهْ النُّورُ سِرُّ النَّجَاهْ
النُّورُ وحي النُّهى النُّورُ وحي الصلاهْ
النُّورُ شوق الفتى النُّورُ شوق الفتاه
ألمحه بالروح لا لمح العيون الخُوَاهْ
ما تبصر العينُ من معناهُ إلا أداهْ
هذا سبيلُ الهدى لا ما افتراهُ الْهُدَاهْ!
إلى غاندي
حين أعلن الصيام
أتيت إلى الدنيا العريضة عاريًا وتقضي بها جوعًا وما عَزَّ مأكلُ!
تركت لهم حتى الطعام فقل لنا على أيِّ شيء بعد موتك تُقْبِلُ
إذا البؤس والحرمان كان شفاعة لعالمك الأعلى فما هو أفضل
إذا كان ما ندعوه بؤسى غنيمة لمن يطلب النُّعمى فبئس المعوَّلُ
الوجه الفيلسوف
أرى لك أنت فلسفة صُراحًا بلمح العين أقرأها جميعا
أَذُمُّ العيشَ في ألفَي كتابٍ وتعرض لي فأمدحه سريعا
إذا ما الفيلسوف أطال سخطي على لؤم الحياة فكن شفيعا
غنيت عن الأدلة والأحاجي ومن حاجاك لم يَكُ مستطيعا
القدر يشكو
صغيرٌ يطب الكبرَا وشيخٌ ودَّ لو صغرا
وخالٍ يشتهي عملًا وذو عمل به ضجرا
ورب المال في تعب وفي تعب من افتقرا
ويشقى المرءُ منهزمًا ولا يرتاحُ منتصرا
ولا يرضى بلا عَقبٍ فإن يُعْقَبْ فلا وزرا
ويبغي المجد في لهفٍ فإن يظفر به فترا
ويخمد إن سلا فإذا تولَّهَ قلبُه زفرا
فهل حاروا مع الأقدا ر أو هم حيَّروا القدرا؟
شكاة ما لها حَكمٌ سوى الخصمين إن حضرا
الحمد المعكوس
يا رُبَّ حمدٍ لم ينله الذي قد ناله إلا لهجوي أنا
ورُبَّ هجوٍ طاف بي لم يكن يطوف بي لو لم أكن محسنا
عدل الموازين
إنا نريد إذا ما الظلم حاق بنا عدل الأناسي لا عدل الموازينِ
عدل الموازين ظلمٌ حين تنصبها على المساواة بين الحر والدونِ
ما فرقت كفة الميزان أو عدلت بين الحلي وأحجار الطواحينِ
الخبز والفقير
أحسب الخبز لو درى لتأبَّى في يد الجائع الفقير إليه
إنما تُسْلَسُ الطِّلَابُ جميعًا لامرئٍ هانتِ الطِّلَابُ عليه
شطور
دليل على أن الكمال محرَّمٌ إناثٌ خلقن بيننا وذكور
فما المرء في جسم وروح بكاملٍ ولكنَّ كل العالمين شطور
الآمال
كانت الآمال تحملني فأراني اليوم أحملها
إن أحلامًا تعللني غير أحلام أعللُها
يوم ميلادي
يوم ميلادي تَقَدَّمْ وتَأَخَّرْ … وتَكَلَّمْ
لا تقل لي قبل عام كيف كنا أنا أعلمْ
لا تقل لي بعد عمري كيف نمسي لست تعلمْ
غاية الأمر أظانين وبعض الظن يأثمْ
سوف نمسي مثلما كنـ ـنا ولم نولد ونفطمْ
إن يكن ذلك شيئًا لست بعد الموت أعدمْ
أو يكن ليس بشيءٍ أترى «لا شيء» يندمْ؟
أية الحالين قل لي بعد طول العمر أسلمْ؟
تظلمُ الموتَ إذا قلـ ـت ظلومٌ ليس يَرحمْ
نحن لا بالموت أُعطيـ ـنا ولا بالموت نُحرمْ
من يَعدْ يومًا كما كا ن فقد تم وتَمَّمْ
صفقة الأعمار فيها قلَّةُ الخسران مَغْنَمْ
رجاء كاليأس
أنا لم أيأس من الخير ولا أحسب الشر على الناس لزاما
أنا أغنيت يدي عن خيرهم وأمنت الشر من حيث ترامى
فليكن من شاء منهم ملكًا أو يكن جنًّا على الكيد أقاما
كلهم بعدُ سواءٌ عند من لا يدين الناس شكرًا وانتقاما
الحب إعطاء
لا تطلبِ الحبَّ بين الناس تأخذه بل فاطلب الحب تعطي منهما تجدُ
أشقى البرية من لم يعنه أحدٌ وليس من كان لا يُعْنَى به أحدُ
موضع العجب
لا تعجبنَّ لعيبٍ واعجب لفضلٍ ونبل
نقص الطبائع أصلٌ والفضل ليس بأصل
أغلب الظن
أنا شيءٌ فكيف أصبح لا شيْ ءَ إذا تمَّ للحياة مداها؟
أغلب الظن أنني سوف أرقى غايةً بعدها تفوق ذراها
موت الحي
أعجب من حياة الميت
فيمَ عشنا وغايةُ العيش موتٌ؟ فيمَ متنا وغاية الموت بُقيا؟
أعجب الحالتين عنديَ حيٌّ سوف يفنى لا ميتٌ سوف يحيا
زمان الذرَّة
دعوا الذرَّة تطغى في زمانٍ يعبد الذرَّهْ
صغيرٌ كل ما في الأر ض من جاهٍ ومن شُهرهْ
ومن خير ومن شرٍّ ومن رأي ومن فكره
فلو قيسوا بلا جسمٍ لما ضاقت بهم إبرهْ
هذا وهذا وهذا
قلت لعمرو: خانني خالد وخانني عمرو فماذا أقول؟
أبلغتها زيدًا فما زادني عن صاحبيه فاحتواني الذهول
ناجيتهم سرًّا وبي خيفة مِمَّن أناجيه ففيه فضول
ثق من خيانات بني آدم إذن وقل أنتم ثقاتٌ عدول
لا تشكُ هذا عند هذا ففي هذا وهذا عنصرٌ لا يحول
كُلُّ بني الدنيا ومن بينهم أنت فروع جمَّعتها الأصول
ميثاق الأمم
أجيبوا صيحة الدنيا وهبُّوا ولبُّوا داعيَ الميثاق لبُّوا
توافقتِ الشعوبُ على رجاءٍ فلا ينكل عن الميدان شعبُ
ولا تصغوا إلى من قال دعوى يروِّج أمرَها باغٍ وخَبُّ
هبوهم خادعين فهل رأيتم مخادعة بشيء لا يُحَبُّ؟
إذا الأقوامُ جدَّ بها هواها إلى حقًّ فما في الحق صعبُ
ولو لم تصب دنياكم لسلمٍ لما خدعت به من حيث تصبو
تهنئة بمولد
مهنئي أنت يا صديقي بمولدي طِبْتَ من صديقِ
أنسيتني أنه غروب ساعةَ هنَّأْتَ بالشروقِ
تسعٌ وخمسون في طريق لم أدرِ ما وجهة الطريقِ
أُسَائِلُ الركب أين يمضي وكلهم ها هنا رفيقي
لا أنا أدري ولا رفاقي يدرون بالموعد الوثيقِ
ركبٌ عجيبٌ بلا دليل من محدَث فيه أو عتيقِ
إذا مضى منهم فريقٌ أَلِي المطايا إلى فريقِ
وكلهم يبتغي مسيرًا في مشرع سار أو مضيقِ
يطيقُ طولَ السِّفار عدوًا وليس للمهل بالمطيقِ
إخالنا كلنا وقوفًا هنا على موقفٍ عميقِ
في آبدٍ لا زمانَ فيه مقترن السبق باللحوقِ
أقرب من يومنا وأوفى من طارق الليل في الطروقِ
يكاد لولا الحجابُ يبدو كالظل من ستره الرقيقِ
أَتُعْصَبُ العينُ حولَ سِرٍّ والسِّرُّ في موضعٍ سحيقِ؟
حشرات
ما وَجَدْنا من البرية إلا خُلقًا زائفًا وجهلًا مبينا
حشراتٌ لا تعرفُ الخيرَ والشرَّ وفيها الهلاكُ للعارفينا
ألمُ اللذةِ ولذةُ الألمِ
إذا صاحت الأطماع فاصبر فإنها تنام إذا طال الصياح على النَّهَمْ
وقهر الفتى آلامه فيه لذةٌ وفي طاعة اللذات شيء من الألم
الحياة حياة
قالوا الحياة قشورٌ قلنا فأين الصميم؟
قالوا شقاءٌ فقلنا نعم فأين النعيم؟
إن الحياة حياةٌ ففارقوا أو أقيموا
المجد والفاقة
ضلَّ الصوابُ وغُمَّ الأمرُ واشتبهت على المراقب يمناه بيسراهُ
شيبٌ عُراةٌ وأطفالٌ مُجَوَّعَةٌ ونسوةٌ نسيت ما ليس تنساه
ليس البلاءُ بلاءَ القوتِ نندبُهُ بل البلاء بلاء الخُلق ننعاه
ما أبخسَ الروحَ في مصر وأرخصها وأنفس الخبز في مصر وأعلاه
لا تحسبوا أمة يعلو أعاظمها إذا الفقير طلاب القوت أعياه
أيرزح القوت في أرض بطالبه ويبلغ المجدَ فيها مَنْ توخاه؟
هبكم قسوتم على من ذنبه كسلٌ عن غمرة العيش يثنيه وينهاه
ما بالُ مَنْ ذنبه يا قوم أنكمُ في العجز لا في اقتسام الرزق أشباه؟
دفنتم المال آكامًا فهل نبتت في باطن الأرض أو زادت خباياه
إن العزيز ليأبى الذلَّ يلمحه كالإثم يأبى العفيف الذيل رؤياه
وَا لهفَ نفسي على قومٍ إذا نظروا ذلَّ الفقير سعوا في كشف بلواه
وألف لهفٍ على قوم إذا شغفوا بالمال يدرون في الدنيا مزاياه
الوجوه الكاذبة
سُحْقًا لهاتيكَ الوجوهِ فإنها كذَّابةٌ لا تحسن التمويها
حسنت ولو نقلت صفات نفوسها لرأيتَ أقبح ما رأيتَ وجوها
إلى السعادة
مه يا سعادة عني فما أنا من رجالِكْ
لا تطمعي اليوم مني بالسعي خلف خيالكْ
فقد سألتكِ حتى مللتُ طول سؤالكْ
وقد جهلتُك لمَّا سحرتني بجمال
إن الحبيب بغيضٌ إذا استعز بخال
فلا تمرِّي ببالي ولا أمرُّ ببالكْ
أشقى الأنامِ أسيرٌ مُعَلَّقٌ بحبالِكْ
اللؤم سلاح
يسر صديقي أن يراني مُبرَّأً من اللؤم موسومًا بكُلِّ سماح
كما سرَّ خصمًا أن يراكَ أمامه تنازله حربًا بغير سلاح
هو اللؤم سيفٌ للئيم وجُنَّةٌ من الناس والدنيا مجال كفاح
فَوَاهًا لنفسي في المجال مجرَّدًا أضعت مجنِّي بينهم ورماحي
العقل والجنون
ليس بين الجنون والعقل إلا خطوتا سائرٍ فحاذِرْ وأمسكْ
أول الخطوتين نسيانُك النا سَ وأما الأخرى فنسيان نفسكْ
الرجاء
ما للرجاء كأنه نغمٌ يدنو فأسمعه فيبتعدُ
يا ضاحكًا للناس يخدعهم هلَّا وفيت لهم بما تعدُ
لو نال منك الناس أجمعهم فوق المرام لأمكن المددُ
لكنْ بخلتَ فما يزال لهم شوقٌ إلى شوق وإن جهدوا
وردوا إليك فكان أظمأهم قلبًا على شطيك من وردوا
حظ الشعراء
ملوكٌ فأما حالهم فعبيدُ وطيرٌ ولكنَّ الجدودَ قعودُ
أقاموا على متن السحاب فأرضهم بعيدٌ وأقطار السماء بعيد!
مجانينُ تاهوا في الخيال فودَّعوا رواحة هذا العيش وهو رغيد
وما ساء حظ الحالمين لَوَ انَّهم تدوم لهم أحلامهم وتجود
فوا رحمتا للظالمين نفوسَهم وما أنصفتهم صحبةٌ وجدود
ويذرون من مس العذاب دموعهم فينظم منها جوهرٌ وعقود
بني الأرض كم من شاعرٍ في دياركم غبين وغبن الشاعرين شديد
بني الأرض أولى بالحياة جميلة محبٌّ عليها من حلاه نضود
محبٌّ تناجيه بأسرار قلبها ومهما تردْ في العيش فهو يريد
على أنه قد يبلغ السُّؤْلَ خاطبٌ خليٌّ ويُزْوَى عن هواه عميد
بني الأرض لا تنضوا له السيفَ إنَّهُ يذاد عن الدنيا وليس يذود
أريد به للناس خيرٌ فلم يزل به عَمَهٌ عن نفسه وشرود
تجمَّعت الأضدادُ فيه فحكمةٌ وحمقٌ وقلبٌ ذائبٌ وجمود
حُمَاداه صبرٌ في الحياة وإنما هي النار تخبو ساعة وتعود
مقيمٌ على عرش الطبيعة حاضرٌ ولكنه بين الأنام فقيد
إذا جال بالعينين فالكون بيته فإنْ مَدَّ بالكفين فهو طريد
وأقصى مُنَاهُ في الحياة نهاره وأدنى مُنَاهُ في الممات خلود
يرى الغيب عن بعدٍ فمقبل عهده قديمٌ وماضيه القديم جديد
إذا عاش في بأسائه فهو ميتٌ وإن مات عاش الدهر وهو شهيد
شقاوته في الشعر وهو هناؤه وليس له عن حالتيه محيد
جنونٌ أحق الناس طرًّا بهجره أولو الفهم لو أن الفهوم تفيدُ
عزاء
لا اليأس أول يأس ولا الرجاء بسرمدْ
فإن تقضَّى رجاءٌ فإنَّه يتجدَّدْ
أو حَلَّ يأسٌ فأهلًا إن الطريق ممهَّدْ
شق الطريق قديمًا فالعود أهدى وأحمدْ
إنصاف الظالم
أنصفتَ مظلومًا فأنصِفْ ظالمًا في ذلة المظلوم عذرُ الظالمِ
من يرضَ عدوانًا عليه يضيره شرٌّ من العادي عليه الغانمِ
أحلام الموتى
(أرسلت الأبيات الآتية إلى صديقنا الشاعر العبقري عبد الرحمن شكري):

ستغرب شمسُ هذا العمر يومًا ويغمضُ ناظري ليلُ الحِمامِ
فهل يسري إلى قبري خيالٌ من الدنيا بأنباء الأنامِ
ويُمسي طيفُ مَنْ أهوى سميري ويؤنس وحشتي ترجيعُ هامِ
وأحلم بالزواهر دائراتٍ وبالزهر المنوَّر والغمامِ
ألا ليت النيام هناك تحظى بأحلام كأحلام النيامِ
وليت الوردَ يورقُ فوق رمسي فتعبق في نوافحِه عظامي
وأبسم في أزاهره لدنيا عبست لوجهها فوق الرغامِ
فأجابني بأبيات يقول منها:

وكان النَّصفُ أن نرضى بموت فلا طيفٌ يساعد باللمامِ
أليس الكون أكبر منك شأنًا وأولى بالمقادر والنظامِ
فراجعته بالأبيات الآتية:

أَبَيْتَ عليَّ أحلامَ الرجامِ تنير حواشيَ الموت الزؤام
رضينا بالحمام أصم يحشو منافذ حسه سافي الرغام
رضينا بالحمام كما رضينا بعيشٍ نوره ظلُّ الحمام
خلعت اسمي على الدنيا ورسمي فما أبكي رحيلي أو مقامي
حياتي في حياة الكون طرًّا كقطر الغيث في اللجج الطوامي
وما شمس الحياة بمستحيل سناها إن قضيتُ إلى ظلام
يظل الحسن في المعشوق حسنًا وإن حسرت لحاظ المستهام
ضيق الأمل
شر ما يلقى الفتى أجلٌ ضيقٌ عن واسع الأمل
ولشر منهما أملٌ ضيقٌ في فسحة الأجل
الشيء من غير معدنه
ليس أضنى لفؤادي من عجوزٍ تتصابى
ودميم يتحالى وعليم يتغابى
وجهولٍ يملأ الأر ض سؤالًا وجوابا
خَفِ العيش
خفِ العيش فإن المو ت لا يفجع مولودا
وإن الموت إذ يأتيـ ـك لا يلفيك موجودا!
السعادة
إن الشقي الذي لا صنو يشبهه وللأصاغر أشباهٌ وأمثالُ
من شابَهَ الناسَ سرَّته مودتهم ومن علا عنهم ساءت به الحالُ
فاهنأ بمجدك إذ تشقى بعزلته وليحظَ بالصفوِ أوغادٌ وجهالُ
إن السعادة تحت الأرض معدنها لا يطلب السعد من آوتْهُ أجيالُ
زماننا
فَشَتِ الجهالةُ واستفاض المنكرُ فالحقُّ يهمس والضلالة تجهرُ
والصدق يسري في الظلام ملثَّمًا ويسير في الصبح الرياء فيسفر
إنا لفي زمنٍ كأنَّ كباره بسوى الكبائر شأنها لا يكبر
من كل ذي وجه لوَ انَّ صفاته تندى لكان من الفضيحة يقطر
بئس الزمان لقد حسبت هواءه دنسًا وأن بحاره لا تطهر
وكأن كل الطيبات يردها فيه إلى شر الأمور مدبر
وثب اللئام إلى ذراه فقهقهوا إن القرود لبالتسلق أخبر
ما نيل فيه مطلبٌ إلا له ثمنٌ من العرض الوفير مقدر
وبقدر ما بذل امرؤٌ من قدره يجزى فأكبر من تراه الأصغر
صلاح المشيب
أبَعْدَ الشيب ترغب في الصلاحِ وتزهد في المدامة والملاحِ؟
فرغت من الحياة فأنت ترجو حياةً في الفراديس الفساحِ
رجعت عن الحرام وأنت عندي عجزت عن المحرَّم والمباحِ
فما تقوى الشيوخ سوى اضطرارٍ كتقوى اللص بات بلا سلاحِ
عمر يوم
من الناس فَدْمٌ يومُه مثل أمسه فأيامه ما عاش يومٌ مكرَّرُ
تسربل حينًا بالحياة فشانها كما يلبس الخزَّ الأجيرُ المسخرُ
الملام
أنا لا ألوم ولا أُلامْ حسبي من الناس السلامْ
ليس العتاب بمصلح خللًا توارثه الأنامْ
أنا إن غنيتُ من الأنا مِ فقد غنيت عن الملامْ
وإذا افتقرتُ إليهمُ فاللوم من لغو الكلامْ
الفضل المغموط
إذا كنت ذا فضل فلا تك غابطًا جهولًا بلا فضل لديه يُعَظَّمُ
لعلك لا ترضى وقدرك خاملٌ بأنك تغدو مثله وهو مكرَمُ
وأجمل ألا يعرف الناس فاضلًا ويعرفهم من أن يموق ويعلموا
قانون العظماء
لا تلحَ ذا بأسٍ وذا همةٍ على ذنوب العصبة الغلَّب
فليس مقياسُك مقياسَهم ولا هُمُ مثلك في المأرب
والليث لا توثق أعضاده حباله تنصب للثعلب
انظر إلى ما خلَّفوا بعدهم من المعالي ثم لُمْ واعتب
لم يخط إن داسَ رءوس الوَرَى من علقت كفاه بالكوكب
من ركب الهائل من أمره فعذره في ذلك المركب
مدح الناس
ما عهدنا الأنام أجود بالمد ح لأعلاهم لديهم مكانا
إنما يظهر الأنام ضئيلًا ليس يخفيهم إذا هو بانا
حب النفس
ما في الأنام سوى محب وامق سكن الغرام بكل قلبٍ خافق
في كل قلبٍ صورةٌ معبودة وكمين وجدٍ بالجوانح عالق
لا القبح ينقصه وليس بزائدٍ حسن الشمائل في هواه الصادق
عشقٌ تملَّكَ كلَّ نفسٍ حيةٍ في الكون والمعشوق عينُ العاشق
كنت فصرت
كأس الحياة أعلِّيني على ظمأ وبللي بالحُميَّا طين صلصالي
وأسكريني حتى لا يكون ردى إلا كما غاب حسٌّ بعد جريال
وفتشي في زوايا القلب فاقتدحي ظنًّا بظن وبلبالًا ببلبال
إني حسبت حياتي غير واحدةٍ من التغير من حالٍ إلى حال
… … … … … … … … … …
•••

إن الحياةَ حياةٌ كيفما اختلفت ألوانها من مسراتٍ وأوجال
كم ذا أهبت بروحي أن تفارقني ورحت أجفل منها أي إجفال
فالآن أنشد آلامي وأحمدها كيما أحس بروحي بين أوصالي
الغنى والسعادة
لا تحسدن غنيًّا في تنعمه قد يكثر المال مقرونًا به الكدرُ
تصفو العيونُ إذا قلَّت مواردُها والماء عند ازدياد النيل يعتكرُ
يا كتبي
يا كتبي أشكو ولا أغضب ما أنت من يسمع أو يُعتبُ
يا كتبي أورثتني حسرة هيهات لا تُنسى ولا تذهب
يا كتبي ألبست جلدي الضَّنى لم يغن عني جلدك المذهب
كم ليلةٍ سوداء قضَّيتُها سهران حتى أدبر الكوكب
كأنني ألمح تحت الدجى جماجم الموتى بدت تخطب
والناس إما غارقٌ في الكرى أو غارقٌ في كأسه يشرب
أو عاشقٌ وافاه معشوقه فنال من دنياه ما يرغب
أو سادرٌ يحلم في ليله بيومه الماضي وما يعقب
ينتفع المرء بما يقتني وأنت لا جدوى ولا مأرب
إلا الأحاديث وإلا المنى وخبرة صاحبها متعب
إذا أراني النور قبحًا فيا حسن الذي يضمره الغيهب
يا كتبي أين ترى المنتأى عن أسر أرواحك والمهرب
أنفقت مني ما يضنُّ الورى به على الله ولم يذنبوا
من ضوء عيني ومن صحتي سدى ومن وقتي وما أكسب
ومن شبابٍ فيك ضيعته فما أنا إلا الفتى الأشيب
لو كنت كالجبار في نقمتي لكان في النار لها معطب
في ذمة الطرس وفي حفظه عمرٌ تقضَّى شطره الأطيب
لا رحم الرحمنُ فيمن مضى من علَّم العالم أن يكتبوا
الشيب الباكر
ما أقبل الليل حتى طرتَ بالقمم يا صبحُ جرتَ على الظلماء في القِسَمِ
وما انقضى شفق الأيام عن عُمُري فكيف لحت بفجر منك متهم؟
لو كنت تحسب أيامي لما خطرت يداك يا شيب في مسودَّة اللِّمم
دون الثلاثين تعروني وما انصرمت إلا كما تنقضي الأعوام في الحلُم!
مرَّت بقادمتي نسرٍ مولية وكنت أعهد فيها ثقلة الرخم
وما اعتدادك بالأيام تحسبها وإنما أنت خدن الويل والألم؟
إذا ألمَّا بإنسان صحبتهما فانزل فقد نزلا في أعظمي ودمي
ما أنت طارق دارٍ لا رفيق بها ولست مُهرِم قلبٍ ليس بالهرم
قد شبتُ والشعر مسودٌّ فما عجبي من واضح الشيب بعد الشيب في القتم
ما كان مسود شعري وهو مشتملٌ عليك إلا كجلباب من الكتم
قل لابن تسعين لا تحزن فذا رجلٌ دون الثلاثين قد ساواك في الهرم
إذا ادَّكرتَ شبابًا في النعيم مضى لم يدَّكر من شباب كان أو نعم
وما انتفاعي وقد شاب الفؤاد سدى إن لم تشب أبدًا كفي ولا قدمي
وليس ما يخدع الفتيان يخدعني كلا ولا شيم الفتيان من شيمي
يا شيب ضاقت بك الدنيا بأجمعها فانزل بلا ضائق بالشيب أو برم
من لا يبالي أفجرٌ أنت تنذره بالصبح أم أنت ضوء النجم في الظلم
يا مرحبًا بصباحٍ ليس يسلبني صفوًا وبُعْدًا لليلٍ فيه لم أنم
إيه يا دهر
إيه يا دهر هات ما شئت وانظر عزمات الرجال كيف تكون
ما تعسفت في بلائك إلا هان بالصبر منه ما لا يهون
الخداع القاتل
إلام تخدعني عيني وما انخدعت نفسي ولكنها تهفو مع البصر؟
جربت كل خليل في مودته فما جمعت يدي إلا على صَفر
أكلما ضاء لي نجم فأتبعه خبا الضياء فلم أبصر سوى كدر؟
أكلما قلت هذا جوهرٌ نطقت عليه دون بناني خسة الحجر
أكلما لاح لي صيدٌ فأحسبه صيد الأسود إذا الجرذان في الأثر
أكلما قلت هذا كوثرٌ خَضِرٌ تجمع الصاب لي في الكوثر الخضر
ويلاه ما أحقر الدنيا وأبغضها لم ينجُ أحسن ما فيها من القدر
عَزَّ الكمالُ على خَلْقِ الخيال فما طماعة المرء أن يلقاه في البشر!
الهداية
كم في السماء نجومٌ ضلت سواء السبيل
وأنت في الأرض تبغي هَدْيًا بغير دليل
سحر الدنيا
سحر دنياك يا أخيَّ قديمٌ سوف يبقى ويذهب الكهان
أفيمضي بسحرها كاهنٌ ما تَ وفيها الشموس والأغصان؟
أفيمضي بسحرها كاهنٌ ما تَ وفيها الثغور والأجفان؟
أفيمضي بسحرها كاهنٌ ما تَ وفيها الألحان والألوان؟
كاهن الأولين أول مسحو رٍ وفي كل حقبة ترجمان
سحر دنياك دائم حيثما دا م عليها الإنشاد والتبيان
سحر دنياك دائم حيثما دا متْ عليها الحياة والإنسان
فلسفة حياة
الغرام الملك والملك الضياعْ هاتِ لي الحسن الذي ليس يضيعْ
ليلة قمراء أو سحر سماعْ أو قصيدًا راق أو زهر ربيع
قال قومٌ زينة الدنيا خداعْ قلت خيرٌ بالذي نشري نبيع
•••

زاهد الهند نعى الدنيا وصامْ أنا أنعاها ولكن لا أصومْ
طامع الغرب رعى الدنيا وهامْ أنا أرعاها ولكن لا أهيمْ
بين هذين لنا حد قوامْ وليَلُم من كل حزبٍ من يلومْ
•••

أيها السائل: ما بعد المماتْ يممِ الصحراءَ وانظر قفرها
ما وراء القبر في قول الثقاتْ حالةٌ تحمد يومًا سرها
لست بالراضي حياةً كالحياةْ لا ولا ترضى حياةً غيرها
•••

يعبد الأقوام ما يخشونه وأنا أعبد ما لست أخاف
ليس ينسى الله من ينسونه فعلام البحث فيه والخلاف؟
إن وصلتم أو وقفتم دونه لم يقف دون مقامٍ أو مطاف
•••

شرعك الحسن فما لا يحسن فهو لا يحلو وإن حل الحرام
ليس في الحق أثامٌ بيِّن غير مسخ الحسن أو نقص التمام
ما عدا هذين مما يمكن فاستبحه وعلى الدنيا السلام
إنذار الغضب
إلى الحق المحتجب
يا حقُّ لا تبرحْ خباءَكْ أتعبتنا سعيًا وراءكْ
فيم الإباء ولم نكن يا حق إلا أصدقاءك
فالزم مكانك في الثرى إن شئت أو فالزم سماءك
ما الروضة الغناء ذا بلةٌ إذا حرمت ضياءك
والحسن عند المبطلـ ـين وعند من يهوى عداءك
ما فاز من يرجو رجا لك في الحياة ولا نساءك
أنا إن سلوتُك لم أكد أشتاق ما يغني غناءك
يا حق هذا حدُّنا فاختر ظهورك أو خفاءك
إن جئتنا طوعًا فجئ أو لا فلا تبرح خباءك
كل ما فيها امرأة
أيما لفظة جرت من فم المرأة امرأهْ
تبتغي الزوج من فئه والأخلاء من فئه
ليس بالجسم وحده يعرف الجنس منشأه
المعروف والمنكر
كل ما تصنع الحياة يُرجَّى من بنيها قبوله واعتقاده
فإذا أنكروا قبيحًا ففي القبـ ـح من الموت لونه أو شعاره
ذاك لب اللباب في كل شيء شطَّ بالفكر أو تدانى مزاره
حكمة التوائم
حكيمٌ ذلك التوأم ومن آبائه أحزم
تهيَّب أرضهم فردًا فجاء بصاحب ملزم!
ولو جاء بجيشٍ كا ن في تدبيره أحكم
على بحر الحياة
أمن نظرة الآباد والمثل الأعلى إلى اليوم بعد اليوم والنظرة العجلى؟
لقد كانت الأجيال عندي قريبةً فقد عادت الساعات توسعني ثقلا
نظرتُ إلى عُليا الحياةِ أرودُها فألْفيتُها صِفرًا ولم أحمدِ السفلى
فآليت أقضيها كمن راح طافيًا على اليمِّ لم يضربْ يدًا فيه أو رجلا
فإن شئت قُلْ هذا غريقٌ وإن تشأ فقل سابحٌ لم يدرِ أقبل أم ولَّى
نقمة في نعمة
نعمة الإحساس ما بَرِحَتْ نعمة في طيِّها نقمُ
لا يحسُّ الفقدَ فاقدُها ونصيب الواجدِ الألمُ
رعونة الحياة
فيم اقتحام جنينٍ واهنٍ عُطُلٍ أرضًا أبوه بها حيران مهموم
هي الرعونة في طبع الحياة ثَوَتْ وإنما حِكمةُ الأقوامِ تعليمُ
بنية قوية
تعاقب السوس والجراد وما باد ربيعٌ ولا انطوى شجر
فلا تخفْ آفةً ولا غِيَرًا يُمنى بها في الضمائر البشر
دنياك هذي قويةٌ صمدت لكل شر جرى به القدر
ما فوق الحياة
يا طالبًا فوق الحياة مدى له يعلو عليها، هل بلغت مداها؟
ما في خيالك صورةٌ تشتاقها إلا وحولك لو نظرت تراها
ولو استويت على الخلود وجدتها كفؤًا لعينك لا تروم سواها
على الشاطئ
وردوا البحر فأهلًا بهم يا بحر أهلا
أنت لا تحفل منهم من ولى أو من تولَّى
•••

نزلوا شطَّك غِيدًا وشبابًا ومشيبا
طلبوا في الماء بردًا فذكا الماء لهيبا
•••

وردوا البحر عطاشًا رشفوه غرفوه!
لو يكون البحر بحرًا من سرورٍ نزفوه
•••

المساكين يريدو ن من الدنيا اتساعا
اخدعوها فهي لا تو سعكم إلا خداعا
•••

وإذا لاحت بوجهٍ يملأ الأبصار رعبا
فاضحكوا منها وقولوا ما أُحَيْلَى ما أحبا!
•••

وإن مدَّت إليكم بيد فيها الحمام
فخذوا الموت وقولوا هو خلدٌ وسلامُ!
نصف رغيف
عجبي للحياة أشرف ما تحـ ـويه وقفٌ على الحقير الطفيف
صفحات السماء والأرض طرًّا والمعاني من تالدٍ وطريفِ
والوجوه التي تشوقك حسنًا تنطوي إن فقدت نصف رغيف
ذات وجوه
وجوه حياتنا متعدداتٌ ودع عنك البراقع والطلاءَ
فإن تحمد وسامتها صباحًا فقد تنعي دمامتها مساءَ
ضلال الخلود
كان في الأرض قبل عشرين ألفًا من سني الأرض شاعرٌ عبقريُّ
كان لا شك فيه عندي ولا ميـ ـن وإن شك جاحدٌ وغبي
نظم الشعر في الحسان وحيَّى قبلة الشمس وهو داع شجي
ليت لي من قصيده بيت شعرٍ في ثنايا البلاد يرويه حي
ليت لي من قصيده فرد بيتٍ صح أم لم يصح منه الروي
اشترى بيته بديوان شعبـ ـين فأين المساوم الصيرفي؟!
ضلة للخلود نأسى عليه أخلدُ الخالدين فينا دَعِيُّ!
أصداء الشارع
بنو جرجا ينادو ن على تفاح أمريكا
وإسرائيل لا يألو ك تعريبًا وتتريكا
وبتراكي إلى الجو د على الإسلام يدعوكا
وفي كفيه أوراقٌ بكسب المال تغريكا
وأقزامٌ من اليابا ن بالفصحى تحييكا
وإن لا تكن الفصحى فبالإيماء تغنيكا
قريبٌ كلها الدنيا كرجع الصوت من فيكا
دعا الداعي فلبوه طغاةً وصعاليكا
إذا ناديت يا دينا ر من ذا لا يلبيكا
فما في الناس هاذاك ولا في الأرض هاتيكا


الوسم عباس_العقاد على المنتدى نوسا البحر T11موضوع: تحميل الأعمال الكاملة لعباس العقاد pdf
hassanbalam

المساهمات: 0
مشاهدة: 960

ابحث في: المكتبة الشاملة   الوسم عباس_العقاد على المنتدى نوسا البحر Untitl13موضوع: تحميل الأعمال الكاملة لعباس العقاد pdf    الوسم عباس_العقاد على المنتدى نوسا البحر Icon_minitime2019-06-25, 4:12 am
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


سلسلة العبقريات كاملة لعبّاس العقّاد
ديوان عبّاس العقّاد كامل

الوسم عباس_العقاد على المنتدى نوسا البحر P_12700q7j81

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الوسم عباس_العقاد على المنتدى نوسا البحر T11موضوع: مقالات عباس العقّاد عن الصوم
دونا

المساهمات: 0
مشاهدة: 709

ابحث في: المنتدى الاسلامى   الوسم عباس_العقاد على المنتدى نوسا البحر Untitl13موضوع: مقالات عباس العقّاد عن الصوم    الوسم عباس_العقاد على المنتدى نوسا البحر Icon_minitime2016-06-23, 12:24 am
@دونا
#عباس_العقاد
#صوم_رمضان

منذ وُجدت للطعام تقاليده وشعائره في المجتمعات الأولى، وجدت كذلك شعائر للصيام بأنواعه ، من امتناع عن الطعام كله ساعات معلومات، واجتناب أصناف منه أياما متواليات، وغير ذلك من عادات الصوم التي تمتزج فيها أكثر العادات .

هكذا يقر الأديب العملاق عباس محمود العقاد، وقد خصص للشهر الكريم مقالات معمقة وممتعة نشرها بمجلات “الرسالة” و”الهلال” و”الأخبار” و”الأزهر” وتم جمعها لاحقا بكتاب “الإسلام دين عالمي” وهو كتاب تطرق فيه لحقيقة النبوة وصفات النبي (ص) ونظرة الغرب له، كما تطرق لمآثر الأعياد الدينية وغيرها من الموضوعات.

صوم القدماء

شهر الصوم قديم في تاريخ الإسلام، والصوم نفسه أقدم من الإسلام وأقدم من الأديان الكتابية الثلاثة، وقد يقصد في التقدير من يقول: إنه سبق الديانة الموسوية بيومين، وإن اليوم بمقدار ألف سنة مما تعدون

كُتب الصيامُ على المسلمين كما كُتب على الأمم من قبلهم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة: ١٨٣).

ويتتبع العقاد تاريخ الإنسانية مع الصيام بقوله : جاءت في العهد القديم إشاراتٌ كثيرةٌ إلى صيام الأنبياء وصيام غيرهم من أهل الكتاب؛ ففي سِفر الخروج أن موسى عليه السلام “كان هناك عند الرب أربعين نهارًا وأربعين ليلة لم يأكل خبزًا ولم يشرب ماء.”

وفي سِفر الملوك الأول أن النبي إيليَّا “سار بقوة تلك الأكلة أربعين نهارًا وأربعين ليلة إلى جبل حوريب.”

وفي إنجيل مَتَّى في العهد الجديد: أن السيد المسيح صام أربعين يومًا في البرية، وراجع الباحثون العصريون أخبار الصيام المحققة فاستدلوا بحادث محافظ كورك “تيرنس ماكسويني” على أن الجسم يحتمل البقاء بغير الطعام أربعة وسبعين يومًا إذا لم ينقطع كل الانقطاع عن الشراب؛ لأن المحافظ المذكور أمسك عن الطعام في الثاني عشر من أغسطس، وبقى ممسكًا عنه إلى الخامس والعشرين من أكتوبر عام ١٩٢٠م، ولم يغب عن وعيه غير أيام قبيل وفاته، ولم يكن من أصحاب القوة البدنية البالغة، بل كان وسطًا بين القوى والهزيل.

والأنباء متواترة عن صيام الأنبياء والنُّسَّاك على هذا النحو أيامًا متوالية، ولكن الصيام الوحيد الذي فرضته الشريعة في العهد القديم هو صيام يوم الكفارة، وعقوبة من يخالف هذه الفريضة الموت والقطع من الأمة.

ولم يرد في دين من الأديان الكتابية أمرٌ بالانقطاع عن الطعام أو الشراب أيامًا متوالية، بل نهى النبيُّ عن الصوم الوصال، واختار بعض الطوائف المسيحية صيامًا عن اللحوم وما إليها اقتداء بالنبي حزقيال؛ حيث جاء في كتابه: “خذ لنفسك قمحًا وشعيرًا وفولًا وعدسًا ودخنًا وكرسنة وضعها في وعاء واحد، وطعامك الذي تأكله يكون بالوزن، وتشرب الماء بالكيل.” أو اقتداء بالنبي “دانيال” حيث قال: “وفي تلك الأيام أنا دانيال كنت نائحًا ثلاثة أسابيع لم آكل طعامًا شهيًّا، ولم يدخل في فمي لحم ولا خمر، ولم أدهن حتى تمت ثلاثة أسابيع.” أو اقتداء بالنبي “داود”؛ إذ يقول حسب ما جاء في الترجمة السبعينية: “ركبتاي ضعفتا من الصوم، ولحمي تغير من أكل الزيت.”

(ونجد أن المسيحيين يصومون بمناسبات عدة أهمها الصوم الكبير قبل عيد القيامة ولمدة ستة أسابيع، وهم يصومون عن تناول كل ما له علاقة بالروح كاللحوم والألبان، واليهود أيضا يصومون في ذكرى مناسبات مؤلمة كذكرى تدمير أورشليم والهيكل، ويصوم اليهود عدة أيام متفرقة من السنة أهمها صوم يوم الغفران (يوم كبور)، في العاشر من تشـرين، وهو الصوم الوحيد الذي ورد في أسفار موسـى الخمسـة، ويبدؤون صيامه قبل غروب الشمس بنحو ربع ساعة إلى ما بعد غروب الشمس في اليوم التالي بنحو ربع ساعة، فهو لا يزيد عن خمس وعشرين ساعة متتالية وهو عاشوراء اليهود)

هذه الأنواع المختلفة من الصوم جميعًا كانت معهودة في الأمم من قبل، وكان منهم من يصوم عن أصناف من الطعام، ومن يصوم عن الطعام والشراب ساعات، ومن يصوم عنهما من مطلع النجم إلى مطلعه في اليوم التالي، ومن يصوم عن الكلام إلا أن يكون تسبيحًا أو دعاء إلى الله.”

وفي سنة ١٩٤٢م، لجأ أحدُ الدعاة السلميين إلى الصيام احتجاجًا على تجنيده، فلبث ستة وأربعين يومًا ثم قال الطبيب بمعسكر ماريلاند عند فحصه: إنه كان على حالة حسنة — جسدًا وعقلًا — وإن كان قد تعرض للجفاف والهزال.

وفي سنة ١٩٤٣م، صام «بهانسالي» — أحدُ أتباع غاندي — واحدًا وستين يومًا، ولكن الأطباء عمدوا في الأيام الأخيرة إلى إطعامه قسرًا بالحقن المغذية وهو مُصرٌّ على رفض كل طعام

وفي مقال لاحق نجده يؤكد أن عصرنا الحديث عرف بمن يصومون عن أغلب الطعام من أجل الصحة والرشاقة والجمال، أو من أجل إعلان موقف احتجاجي على سياسة ما، كالإضرابات عن الطعام، وقد مر هو شخصيا بتجربة على مدى سنوات : يوم أسبوعيا يصوم فيه عن كل زاد غير السوائل التي يتناولها ساخنة في الشتاء
وباردة في الصيف

صوم نينوي

منذ خمسة وعشرين قرنًا ذهب يونس عليه السلام نذيرًا إلى أهل «نينوى العظيمة لله».

وبحسب مقال للعقاد فلم تكن عظيمة لله لأنها تطيع الله وتعمل بأوامره ووصاياه؛ إذ كانت في الحقيقة أطغى المدن القديمة، كما وصفها أنبياؤها، وكان غناها سببًا لطغيانها، وطغيانها سببًا لغناها، فإنما اجتمعت لها الثروة التي لا مثيل لها من أسلاب المقهورين والمسخرين، وكانت كل لبنة في قصر من قصورها تقوم بحياة عبد مظلوم، أو بحياة جملة من العبيد المظلومين، ولكنها سميت بالعظيمة لله على حد التعبير المعروف في اللغة العبرانية؛ حيث يراد الارتفاع بالوصف إلى أقصى مداه، ومنه جبال الله وأرز الله كما جاء في المزامير.

وقد كانوا يقدرون طول المدينة وعرضها بمسيرة الأميال لا بالخطوات والغَلَوات، وقيل في طولها مع ضواحيها: إنه مسيرة ثلاثة أيام.
فلما توسط يونس عليه السلام تلك المدينة العظيمة بعد مسيرة يوم، تجمع إليه الخلق واستمعوا إلى نذيره، وقد أنذرهم أن تنقض المدينة على مَن فيها إذا هي أصمَّتْ مسامعها عن النُّذُر الإلهية، وأولها نذيرُه المرهوب، وكفى به نذيرًا أوقع الهلع في قلوب الرعية والرعاة، وترددت أنباؤه بعد قليل في جنبات القصور، فارتاع له الملك والعظماء.

وجاء في سِفْر يونان — أو يونس — من العهد القديم: إن أهل نينوى آمنوا بالله، وتنادوا إلى الصوم، ولبسوا المسوح الغلاظ، وقيل في المدينة «عن أمر الملك وعظمائه»: «لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئًا، لا ترع ولا تشرب ماء، وليتغط الناس والبهائم بالمسوح … ويرجعوا عن الظلم.»

وفسر المفسرون أمر الملك والعظماء أن تصوم البهائم وتتغطى بالمسوح قائلين: «إن المدينة إذا انقلبت فإنما تنقلب على البهائم كما تنقلب على الناس، وإن الله لا يعجل بعقاب المدينة التي تحتوي — فيمن تحتوي — مائة وعشرين ألفًا لا يعرفون أيمانهم من شمائلهم؛ لأنهم أطفال صغار، ومعهم مئات الألوف لا يعرفون أيمانهم من شمائلهم كذلك؛ لأنهم عجماوات.»

صوم العرب في الجاهلية

أفرد العقاد مقالا لعلاقة العرب بشهر رمضان، وقد كان شهرٌ قديمُ الحُرمةِ في الجاهلية.

وكان من عادتهم أن يصوموا أيامًا منه، يبدءونها أحيانًا من منتصف شعبان؛ تيمنًا بالصيف، وتقربًا إلى أربابهم أن تجعله موسمًا من مواسم الخصب والرغد، وكانوا يسمونه قديمًا بالناتق أو الناطل، من الناقة الناتق؛ أي كثيرة الولادة، أو من الناطل؛ وهو كيل السوائل. ولا تزال كلمة النطل تفيد معنى قريبًا من هذا المعنى، سواء باللغة العربية الفصحى أو بالعامية التي تجري على ألسنة السواد.

يقول العقاد : ومما زعمه بعضهم أنه اسم من أسماء الله، وعللوا بذلك أنه كلما ذكر قيل شهر رمضان، ولم يذكروه فردًا بغير إضافة كما يقولون مثلًا «شعبان وصفر والمحرم» وسائر الشهور الأخرى. ويروي صاحب لسان العرب عن مجاهد أنه كان يكره أن يجمع رمضان؛ إذ يجمع على وزن جمع المؤنث السالم وعلى أوزان جموع التكسير، فيقال: رمضانات ورماضين وأرمضة وأرمضاء إلى آخره، ثم روى صاحب اللسان عن مجاهد أنه قال: «بلغني أنه اسم من أسماء الله عزَّ وجل.»

ويجوز أن اسمه مشتق من الرمض، وهو المطر يأتي قبل الخريف، فيجد الأرض حارة محترقة، لكن الرأي الغالب أنه مشتق من الرمضاء، وأنه كان يأتي مع الرمضاء في كل سنة؛ لأن عرب الجاهلية كانوا يحسبون تاريخهم بسنة قمرية شمسية، فيضيفون تسعة أشهر كل أربع وعشرين سنة، أو يضيفون سبعة أشهر كل تسع عشرة سنة، أو يضيفون شهرًا كل ثلاث سنوات حسب مواقع الشهور، ويغلب أن يكون هذا الحساب متبعًا في مكة دون البادية ومن يسكنها من الأعراب الذين لا يحسنون الحساب، ولكنهم يتبعون فيه أهل مكة بجوار الكعبة؛ لأن شريعة الكعبة هي التي كانت تسنُّ لهم تحريم القتال في شهورٍ من السنة، وإباحته في سائر الشهور.

وقد بحث العلامة محمود الفلكي — رحمه الله — هذه المسألة في رسالته التي سمَّاها «نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام»، فرجح أن أهل مكة كانوا «يستعملون التاريخ القمري في مدة الخمسين سنة التي قبل الهجرة …» وإنما كان أصحاب الحساب يتصرفون في التقديم والتأخير إن أرادوا الحرب في الأشهر الحرم، أو أرادوا منعها في غير هذه الأشهر وفاقًا لأهوائهم ومنافعهم. ومن هنا كان تحريم الإسلام للنسيء؛ لأنهم يُحِلُّونَهُ أو يُحرمونه كما يشاءون، ولا يستقيم الأمر على هذا الحساب بعد فرض الصيام والحج في أيام معلومات.

ولم يُفرض الصيام في شهر رمضان منذ قيام الدعوة الإسلامية؛ بل كان النبي يصوم في كل شهر ثلاثة أيام، ثم فرض صيام رمضان كله بعد الهجرة إلى المدينة: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) (البقرة: ١٨٥).

ومن المعلوم أن القرآن الكريم تنزَّل في ثلاث وعشرين سنة، فالمقصود إذن على القول الراجح بين المفسرين هو ابتداء النزول؛ إذ تواتر أن النبي قد تلقى الوحي أول مرة وهو يبتعد بغار حراء.

حقيقة ليلة القدر

يقول العقاد : إن ليلة القدر لخير من ألف شهر كما جاء في القرآن الكريم، ولكنها لم تكن خيرًا من ألف شهر لأنها “فرصة” أو أكازيون، كما نقول أيضًا باصطلاح هذه الأيام، وإنما كانت خيرًا من ألف شهر؛ لأنها فاتحة عهد جديد في تاريخ الضمير (هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ) (البقرة: ١٨٥).

ومنهم من لا يرقب موعدًا من العمر كما يرقب موعدها: فلعلها في السابع والعشرين من رمضان، ولعلها في لياليه السبع الأخيرات، ولعلها خفيت لكي يُحيي مَن يريدها الليالي الكثيرة طلبًا لموافقتها، ولعلها مما نشير إليه ولا نحصيه.

قال الأستاذ الإمام محمد عبده رحمه الله: “سُميت ليلة القدر إما بمعنى ليلة التقدير؛ لأن الله ابتدأ فيها تقدير دينه، وتحديد الخطة لنبيه في دعوة الناس إلى ما ينقذهم مما كانوا فيه، أو بمعنى العظمة والشرف من قولهم: فلان له قدر؛ أي له شرف وعظمة، لأن الله قد أعلى فيها منزلة نبيه وشرَّفه وعظَّمه بالرسالة”، ثم قال: إنها خير من ألف شهر؛ لأنه قد مضى على الأمم آلاف من الشهور وهم يتخبطون في ظلمات الضلال، فليلة يسطع فيها نور الهدى خير من ألف شهر من شهورهم الأولى.

وقد أصاب الأستاذ الإمام — رحمه الله — فما من ليلة تساوي ألف شهر في تقويم السماء؛ لأننا نجمع فيها ما لم نجمعه في ثمانين سنة من أرباح المطامع وعروض الحطام، ولكنها تزيد على ألف شهر؛ لأنها هداية العمر كله، وقلما يزيد العمر على تلك الشهور.

أما في تقويم عصرنا هذا، فخير الزمان ما اجتمع فيه الهيل والهيلمان، وكل صيام مأثور فهو رياضة أبدان، وكتب الله السلامة لشهر رمضان، ولعلها آية من آيات العصر يدركها الذاكرون فيما يلي من العصور، ولعلها آية لهذا العصر أن يصل إلى الروح من طريق الجسد، وأن يبلغ النهاية من هنا ليدرك النهاية من هناك.

لقد علمنا من عصر الذرة أن الأجسام كلها نور،وقد نعلم من عصر الذرة أن رياضة الجسد سبيل إلى رياضة الضمير، وأن العصر الذي عرف من ضروب الصيام أشكالًا وألوانًا، سيعرف بعد حين خير ما في هذه الأشكال والألوان.

في مقال له يؤكد العقاد أن الشرف الذي فضلت به ليلة القدر إنما هو شرف التقدير والتمييز، وشرف القرآن والفرقان، وشرف التكليف الذي رفع به الإنسان إلي منزلة أشرف المخلوقات، وحق عليه أن يذكره لأنه محاسب عليه، فيذكر في كل يوم وليلة أنه مسؤول عما يفعل، وأنه مشرف بين الخلائق جميعا لأنه مناط بالسؤال والحساب.

والصيام كما يقرر الكاتب يُعَلِّم الصائمَ كيف يتغلب على تحكُّم العادة، وكيف يشحذ في طبيعته أقدر الخلائق على إنكار التحكم وهي خليقة الإرادة. ومزية الصيام في شهر رمضان أَصْلَحُ المزايا لتمكين الطبائع الإنسانية من مغالبة العادات في ألزم المطالب وأصعبها مراسًا على إرادة المريد؛ وهي عادات الطعام والشراب والنوم

ولقد تمَّتْ لرمضان رسالته من تعويد النفوس ما يثقل عليها من تغيير العادات وهو محبوب منتظر مشكور، وكاد الناس أن يحسبوه صديقًا زائرًا يستبشرون بمَقدمه ويستوحشون لوداعه، وتُشرق الوجوه على هتاف الهاتفين: هلَّ هلالك يا رمضان. ويوشك الدمع أن يَسِيل من العيون على هتاف الهاتفين بعد حين: لا أوحش الله منك يا رمضان!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
انتقل الى:  

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا