رجل طيب للغاية طيب طيب طيب، غير أنه أحمق. أحمق أحمق أحمق ما إن يخطو خطوة لإصلاح هفوة حتى يسقط في الهوة.
لكنه طيب فعلاً سليم الطوية، دموعه قريبة، وقلبه أبيض ويفرح جداً كلما هطل المطر ما يوحي أن أسلافه كانوا نباتات. في الشرفة..
نقل نبتة الياسمين من إصيص صغير لآخر كبير بينما قلبه يدق، خوفا من أن تموت كل صبح يطل عليها ويميل فرحا مع اهتزازات ذؤابات الأغصان.
اليوم همس لها: أنت حبيبتي يا شجرة الياسمين انحدرت من عينيه دمعتان.
وقال الرجل الطيب: إن التاريخ والجغرافيا يكذبان، يا شجرة الياسمين فقد كان اسمها تركستان الشرقية حتى منتصف القرن الماضي، كان اسمها تركستان الشرقية وعبر عشرين ألف مسجد كانت تصعد (الله أكبر) في السماوات.
اليوم يقولون عنها (إقليم شينجيانغ)، يا شجرة الياسمين اليوم المسلمون الإيغور، أهل تركستان الشرقية، في معسكرات التأهيل بلا مصاحف ولا سجاجيد للصلاة. قالت شجرة الياسمين: يا ربي.. يا ربي.. حتى منتصف القرن الماضي، أيضاً.. كان اسمها فلسطين.