آخر المساهمات
2024-05-04, 8:54 am
2024-05-04, 8:53 am
2024-05-04, 8:49 am
2024-04-28, 10:02 pm
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-02, 5:16 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

2 نتيجة بحث عن مهاب_نصر

كاتب الموضوعرسالة
الوسم مهاب_نصر على المنتدى نوسا البحر T11موضوع: قبل الارتطام بثانية شعر وقصائد مهاب نصر , ديوان مهاب نصر pdf
hassanbalam

المساهمات: 1
مشاهدة: 603

ابحث في: مرتفعات أو سوناتا الكلام   الوسم مهاب_نصر على المنتدى نوسا البحر Untitl13موضوع: قبل الارتطام بثانية شعر وقصائد مهاب نصر , ديوان مهاب نصر pdf    الوسم مهاب_نصر على المنتدى نوسا البحر Icon_minitime2020-12-04, 4:39 pm
@hassanbalam
#مهاب_نصر

شعر وقصائد مهاب نصر , ديوان مهاب نصر

قبل الارتطام بثانية

الوسم مهاب_نصر على المنتدى نوسا البحر P_1799o98fz1


اكتب كأنك محاصَر، وستُطفأ الأنوار حالا
كأنك تسمع طقطقة المحول الكبير
تحت سيل مفاجئ
عرقل الزحف
وجرف الليل باتجاه البيوت
والبيوت باتجاه أحلام اليقظة
للعالقين في الشرفات
وجرف العالقين باتجاه الميازيب
ماءٌ في كل بقعة
اكتب كأن الشرف محصورٌ
أين يفرغ مثانته؟
أو كأنك حلمت بذلك
اكتب كمن يتكلم من البطن
كمن يطأ بطن الكلام
اكتب كساقط
اكتب كمن يسمع صوت الارتطام
قبل الارتطام بثانية
اكتب بسرعة الطلقات البعيدة
والمرعبة
الآتية من مكان مجهول
اكتب منتفخا
كوبر القطط المذعورة
اكتب كبناية تداعى
كغبار التصدعات
كاصطياد قناص لرأس بريء
كان قبل دقيقة واحدة في مكانه الصحيح
والآن هو مائل
دون فكرة عما جرى له
اكتب كأنك الباقي من فصيلتك
ولا يصح أن تعود
لأنهم هناك سيُعدّونك خائنا
وهنا عدوا لنفسه
اكتب دون شرح
دون تبسيط
وبعمق في جميع الأحوال
بلا رغبة في اعتذار
اكتب كمن يهبط بالرسالة من السماء
كسعادة لا تستطيع النظر إلى بيتها الأول
اكتب بخوف إذن
أما الندم فقد ضاع صوته
اكتب كمن اتخذ قرارا
صَفَق الباب واتخذ قرارا
ثم وضع الحقائب جانبا وبكى
اكتب ليلا
وفي النهار الذي يسكن الليل
مثل حقد يتأهب
أو كغرام
اكتب كما يكتب الصديق
أي بدافع الأمل
وأنت تعرف أنه لن ينجو
اكتب
كمن يقلب الأحجار المحترقة عن عائلته
كمن يبكي في صمت
لأنه يواجه ذاته
اكتب بعيدا
كما يفعل الحب حين ينظر
وقريبا
كما هو الحب نفسه حين ينهض من الذاكرة
اكتب كأنك علقت بالشِباك
وحذاؤك ثقيل
وأحذيتهم تثب خفيفة بيضاء رغم الوحل
أكتب كمن نُودي
كمن رُفع اسمه على لافتة
وهو يقول: لست أنا
كمن ينكر..
وتلك طريقة في الاعتراف
اكتب كمن يدين نفسه
لينقذ آخر
وكمن يدين الآخرين جميعا
لأنه عاجز عن تحديد غاية
تكون هي نفسها
كلمته الأخيرة

صبيحة القيامة


صبيحة القيامة
كانت الأغلال مابرحت تطوق معصميّ
ولا أقوى على النهوض بسبب الأفكار
أو بسبب فكرة واحدة
أو لا شيء
وكان هذا يؤلمني
كما لو كنت أرى جسدا يتألم
ولا أستطيع أن أقول: اصمت حتى نعبر
ولا أصدق أن العبور صار وراءنا
والآن أثرٌ فقط

إنهار جسرٌ
ومعه الأقدام
وسيرةُ الأقدام
كان آخرون معي
وكنت معهم
لكن ريحا ما قصفت الفروع والأغصان
ذبل العالم فجأة
كمن خُدع
نمنا في عراء الكلمات
كما لم ننم من قبل
تحررنا في حلم
وحبسنا العالم في عقله
لماذا يؤلمني معصماي الآن
وأنت وأنت وأنت
أتشعرون؟
أدير رأسي إلى الجهة التي كانت هناك
لكن عينيّ لا تدوران معي
وقلبي يطرق بقوة
كحيوان حبيس
اشتم رائحة اللهب
المطر هنا لا يُخمِد النار
والنار نفسها لا ترى
كأنها كلمةٌ قيلتْ
فقلبت البطن
وصار للنكد مذاق على اللسان
..
عبرنا ولم نعبر
وكان الملائكة أقزاما
يفتحون الأبواب ويهتفون: ادخلوا..
ولا نستطيع
وكانت على الأبواب نقوش
هي صور لنا
حفرت بالنار والأظافر
فأدركنا أن الأمس مضى
وأننا الأمسُ بلا أقدام؛
الأمس زاحفاً
أو سائراً على يديه
الأمس برؤوس كثيرة
اختصرت إلى خطوط بالفحم
رأينا الحب جالساً إلى نهر
رأينا حشرة تهرب
والحب يغطس في الماء تاركا ثيابه على الضفة
رأينا جلده يرتعد
فارتعدنا
وصرنا حشرات تغطي سطح النهر
هكذا تمكن الحب من السير على الماء؛
على دمائنا والأجنحة المسحوقة
وصار كبير ملائكة
وكبر جدا
ولم يندم
نحن ندمنا؛
لو التقطنا ثيابه ولذنا بالفرار؟
وكانت القيامة:
هذيان يقطع الشارع
بذراع ملوحة
والصوت العظيم في عربة تجرها خيول
صوت حقيقي
أو من مسجل صوت
أو مجرد خيال
لكن الخيول كانت صحيحة
والقيامة عرض شعبي بالنبابيت
الجنة بعصابة على العينين
والنار عصابة حول رأس مصدع من السكر
الجنة قميص مزرر
والنار عضة في الطاقة المفتوحة للصدر
جُنِنّا والله
كَذَبةٌ كَذَبة
بلا حقائق ولا أكاذيب
مطاردون في النوم بكلاب طائرة
لا تستطيع النباح
وكانت القيامة:
نتكلم كما يلعب الهواء بالنار
عصابة العين محلولة وملقاة على رصيف
الطيبون رأوا
والأشرار رأوا أيضا
لكن أنتم وأنتم وأنتم… أسمعتم صوت البكاء؟

مهاب نصر: قصائد آخِر السنة


كرة
أشياء كثيرة تؤلم
ولكن ليس كاسترجاع فكرة
إذ يفتح الواحد فمه
ويظن أنها ستمر
يطوي ذراعيه إلى صدره
ويتأسف
والآخرون يتظاهرون بالنسيان
فكّر أن تكون معهم
ادعك جبهتك
لكن الكلمات، حتى تلك المعروفة للجميع، تبدو مستحيلة أيضا
تنعطف فجأة
ثم تصبح غبارا
ـ “لديك قصص أخرى بالتأكيد“
غير أنها الآن بالذات
مثل طفل يحلم أنه يبول على نفسه
ويكون قد فعلها في الحقيقة
أتعرف كم هذا مهين؟
خديعة مزدوجة
ماض هو لاشيء
لكن من يقف عاريا هو الحاضر نفسه


ذاك الأحد
هل لديكم انطباعات عن مطر مساء الأحد؟
لا أقصد ذاك الأحد
الذي كنا فيه معا
نعصر أرواحنا على عتبة الباب
والضحكات بركة تتسع حول أقدامنا
أقصد الآخر، البعيد جدا
كبرق صامت
يحبس الأنفاس
أقصد الأمطار المسودّة
كخيوط تنسل من نسيج الليل
أقصد فرك اليدين
لا من البرد
بل بسبب يأس كنا نتوقعه
وها هو الآن يزم شفتيه
ثم يتنحنح
أقصد الملل كطقطقة الحطب
أسفل النار
من الذي قال ساعتها: لنقرأ قصيدة؟
من الذي جعل لارتعاشنا معنى
من كان البادئ بالبكاء،
ثم اندفعنا جميعا إلى الخارج
ثم إنها أرعدت
وكان للمطر صوت كالغناء؟


واجهة أبدية
في رحلة إلى بلد ما
انتبهت إلى أني أكلمك طوال الوقت
هكذا وجدت نفسي منهكا
في واجهة متجر “غاليريا إينو“
ـ ما اسم الشارع من فضلك؟
عقدت كوفيتي
في طريق العودة
كنت أحيي الوجه نفسه
على واجهات محال أخرى
البيريه يخفي جبهتي وعيني
هكذا يبدو وكأن قدمي وحدهما تتجولان
اشتريت مظلة يمكن طيها كمنديل
لم تكن تمطر
لكن هذا ما أحسب حسابه إلى الآن
تاركا وجهي هناك
كأنما ينتظر تحية



لو كانت لي أصابع
في البحر غابة لم تعبّر عن نفسها بعد
مغمورة مثلما يدفن الواحد اضطرابه بين ثديين
الحقيقة تريد أن تكون حسية
فتخفي نفسها في كلمات
الكلمات نفسها يائسة
وتقول: لو كانت لي أصابع؟
تحسب نفسها مجردة
فتقتل وتبكي
تكمش فراش النائم
وتقول: “لا أريد أن أحلم..
أغرقني أغرقني“
البحر يسمع لأنه جارنا
البحر يغرق في بحر آخر
كمن يريد أن يقطع لسانه
مع هذا نسمع الوشيش
ويترك فينا الموج انطباعا غريبا بالندم

لم تعد كلمتك
خطأ أو صواب
مثلومة أو مسننة
في العمق أو على الشفة
مسرعة كضوء متهور
أو مطحونة كهيكل سيارة في مستودع
هي لم تعد كلمتك
مد يدك
صافح هذا الشخص أو ذاك
مكتفيا بابتسامة لا تصدّق
عد ماشيا
تحت أعمدة الإنارة التي لا تنتهي
حتى تغرق جميعا
في شمس هائلة.
في هذه المدينة
لا يُسمَّى النهار ولا الليل
إلا مواربة
يمكن أن تعيش برأس ديك
أو رأس قملة
يعتقد البعض أنهم في سجن
فلا يتفوهون بحرف
وعلى أطراف أصابعهم يطلون من النوافذ
ثم يجفلون
كالهواء الذي اصطحبناه من بلد بعيد
المطار على سفح جبليّ
كان علينا أن نعبر من حجرة تفتيش
لكن صفير العشب المتطاول،
الفراغ الصوتي الذي يخلفه جناح،
تَكَسُّرَ الثلج عن شفاهنا
مع كل زفير
الهواء الذي اصطحبناه من بلد بعيد
وأفرغناه هنا كمتاع مشبوه
يا إلهي… كل شيء يثير الفوضى
هناك شمس متصلبة في السماء
تنظر ولا تقول شيئا
أيكون التفتيش من أجل هذا؟
هل سنعبر جميعا إلى هناك؟
عراة على السفح
نكشف أسناننا عن الحشوات
عظامنا عن رضات وكسور
حلوقنا عن بقايا اللكنة
الطابور ذيله في الوادي
آخر نقطة بلا رأس
عميقة كتوبيخ
كأمل سحق في مطفأة سجائر
قبل النداء الأخير
أما الكلمات… فتطير حولنا في كل اتجاه
القصائد سباب موجه إلى الكلمات نفسها
لم أكتب شعرا أبدا
هذه الشفرات الحادة
التي خلفت جروحا بالكاد تُلحظ هنا وهنا
كانت هي البادئة
الأجنحة السود
التي تضرب وجهك في حلم
ثم تسرق اللسان
أبوك وأمك وهما يأتيانك برأسين من الجص
فقط ليخيفاك
اليد الطيبة للشارع التي ترفعك لأعلى
ثم تختبئ في جيب غير مكترث
فتظل خطوتك طوال حياتك
خطوة من كاد يطير
هكذا تندفع الكلمات
لا اتزان يحميها
معدة يعصرها الخوف
حساسية للزمن
كما لو أصابع امراة تتحسس ساعدك
فتتوتر بويصلات الشعر
الحب غضب
والقصائد سباب موجه إلى الكلمات نفسها
ترنُّحٌ مفرط للسكْر
حقيقة لا تهنأ على وسادة
لأنها تتصرف كرأس
لا كسكين
الشعر؟!
احفر هنا أو هنا
تحت الدولة حتى
واشتَمّ عفونة النزوة
مَنيَّ العادة السرية
على شرف الجسد الغائب
والقابض على الخصيتين

طلاء لدم آخر: ثلاث قصائد لمهاب نصر


ملك في عرض الطريق
أنا ملك على بقعة من الدم
على حدود من الرماد
ونفثات الصهد الأخيرة
حيث يُقعي خفير مستدفئا
بذراعين مكشوفتين
أنا “السلام عليكم”…
التي يردها بفم يلوك الدخان
والمرّ.
أنا العمائر تحت التشطيب على الساحل الأسود
والتي لم تركب شبابيكها وأبوابها بعد
أنا الحصى المفروك تحت نعال العروسين
والقبلة المالحة
التي تبسط الملاءة وترفعها
على شكل موجة بلا بحر
أنا القارب في الطريق العام
يظن أن مشكلته كونه من خشب
أنا بائع الفل
مستريحا بخده على القارب المائل
وقدماه في الرمال
متُّ داخل ذاتي
كما يعطس المرء في منديل
كما ينزف أنف
على قماش أبيض
هذه حدودك الحمراء
مرآة الدم المدوّخة
ملك
وأضع التاج على الطاولة
بجوار كتاب صغير
صلعتي قصة حياتي
حدود البلاد التي زرتها
كلمة مستديرة كاليأس
صلبة
كالخفارة على ماء أسود
على ليل تجرد من ملابسه
في عرض الطريق
الطيور
الطيور
التي لا يأتي ذكرها في كتاب
إلا عندما تحين النهايات
حقائق من الجصّ
نقشت على مداخل البنايات
ملائكة بأجنحة مثبتة
حفظت الأحجار وما وراءها
لن تطير إذن
إلا حينما يُنفخ على الأرض نفسها
حين يخرس الحاكي
ويدير المنصت أذنه
حين نشم رائحة النفتالين
في جلودنا
وكأننا خارجون من سحارة…
أجنحة من قمصان وسراويل
وأقمطة رطبة
مقاعد من قش
وخطوات كوقع الليل
على صفحة الهواء
ممطوطة ونكدة
هذا بيتي… ولا أريده،
فكرتي
ولا تعتدل في جلستها
حتى أناولها الدواء،
حلمي
ويداه مثقلتان بالحجارة
ثم تأتي الطيور
…لا تأتي
بل يُسمع الرفيف،
بل هزيم مكتوم
لبناية توشك أن تطير
باب ينخلع في الريح
وباب يسقط
تاركا السماء بلا لون.
لا أرفع رأسا
أعرف بلا روح
بلا طاقة على قول نعم ولا
مثل حجر أبيض
منطو على الشاطئ
يشطف الملحُ وجهَه
وينحسر.
صامتة قدمي.
أخرج وأدخل
لا أرفع رأسا
ولا أسند ذراعي
كعادة من يبدل ملابسه.
أنام نوما طبيعيا
كما ينام البحر
والرمل في قاعه
والغرقى الذين كُبّلوا بالكلمات
والضمائر الحديد.
أعرف
بلا عينين
ولا أذنين
وبلا رغبة في لمس
الأسطح
أو اختلاس الشمس
من الأجساد العارية.
دمي ينام معي
ولا يفور إذا جُرِحت،
بل يجلس وينظر.
دمي طلاء لدم آخر
لا لون له،
ولا عصب ينتهي إليه.
ريح تكاد تلامس الماء
وتترك صفحتها مثل جلد منكمش


سماء من المطاط أشدها على وجهي


كل حيل الحضارة مستنفدة الآن في كلمة LIKE
هذا يعني: لم يعد هناك ما يقال
كل علامة أخرى حماس مصطنع؛
لسان كلب يضطرب في الحرّ
بينما يرقد جذعه في استسلام

يأتي أصدقاء
يضعون تعليقات كأحذية خفيفة
تصطحب الكلب نفسه في جولة
لكنهما معا بلا مأوى
يبولان متواجهين
عند حائط ظليل
ويقتسمان الفضلات نفسها
من صندوق القمامة
المجاور للمكتبة العامة
وسيُطردان طبعا؛
أعني: سيَلويان عنقيهما كما لو طُردا
أحب هذا المشهد الأخير
مفعم بالمشاعر
التي تحصيها فقط
بعدد ثنيات اللحم في عنقين مائلين

اسمي كان موجودا على الأرض
كان يمكن أن تعجنه بيديك
وتنفخ فيه دخان سيجارتك
الآن أراه في لوح عاكس من الأثير
مثل صدى نحاسي
لنداء بعيد
..
سماء من المطاط
أشدها على وجهي

أروني السعادة نفسها
بكلمات أقل
وأيادٍ أكثر

القدماء عمدوا إلى التشبيهات
وكأنهم يقولون: ولم لا
أما نحن فلا حيلة لنا

LIKE

الثورة ستقع حتما
ستعود الروح إلى الشوارع
وستفنى للسبب ذاته

أريد أن أتحدث عن نفسي
كنت أفعل ذلك من قبل
من دون كلمة “أريد”
...
أنظر وراء الصور على الصفحات الزرقاء
هناك العظم المقوس
لكلمة “أريد”
عيب خلقي
ضمور موحش
ضحك بصدغ مقلوب

العائلة تعيش في بيت
لا حائط له
هم أنفسهم الحائط
..
الله LIKE
الله بشحمه ولحمه
شر برأسين
رجل وكلبه
تشبيه حي بأنياب وقواطع

ستقع الثورة حتما
في يدي بقع دم حقيقية
وأنا أفرك عيني من الكسل

في الشارع روح جديدة
الروح نفسها التي قتلناها بالأمس

قوة رهيبة للمال
قوة فقط
قوة لا ورقية
تشبيه
طعنة بلا جسد
دم حيوي
من كلمات ميتة

روح
تهدر مثل شلال في مدينة ألعاب مائية
ربطات عنق نصف محلولة في الصهد
متعة التحقق متوردة
وخجولة
أنا حقوقي
يدافع عن الإنسان
تابعوني

السجون ملأى بسجناء الرأي
الشارع أيضا
أنا، حين أفيق في الليل
باحثا عن عيني
شركة الإعمار التي تدك الإسفلت
بيت جديد
خطة لقضاء عطلة
بمظلات من الشتائم
أغنية شاطئية
على ضفاف بحر من الرصاص السائل

قيل لنا: العالم مرآة
أتوجد مرآة أعظم من تلك؟!



الخمرة تضحكني
(ليلة)
الخمرة تضحكني
تحاصرني من الخصر
كما ذراعك
تضغط فألتصق
وأسقط عند قدمي العالم
انظري إليه
كم هو ضخم!
ونحن على الأرض نرفس ونقهقه: مستحيل!
أحب أن أتذكر غناءك أيضا
نصف السكران
كأنما بخفة ينزع الجلد عن جسدي
الضوء عن المصابيح
الحياة عن فكرتها
فقط… يبقي العالم ضخما
قدماه، ساقاه
جذعه
حارسنا الأحمق
ضميرنا ذو الكف الغليظة
ظلنا الذي ينسكب من كأسين
كفضيحة.
.
(من يأبه؟)
لعبنا بقشور البرتقال واليوسفي
افتح عينيك
ها
عمى مؤقت
يحرق مثل قبلة
من يأبه بعدها بالثمرة؟
أتذكر الآن
وأنا أدعك نصف برتقالة
وأدع العصير المز
يقطر على أرضية المطبخ
أعطس ويرشح أنفي
من يأبه؟
أقول: خطر أن تشبه الحياة بشيء
ولكن هل ثم باب آخر؟
ثُمّ إنني أُشفى فعلا
كلما أسلمت دمي لفكرة
وتكون لي العافية نفسها
كأنني أول إنسان يولد من التراب
ولا يترك خلفه أبناء
بل بذورا تختزن الضحكات الأولى
.
(مونولوج)
“المرأة كائن نكِد”
بهذا كانت تتمتم
وهي تسوي فراشها
“حقلها البائر” كما تقول
بالنسبة لي
كانت ناضجة كفاية
ولا تعرف كم هذا مبهج!
كم يمكن أن تحب
بسبب عبارة خاطئة
زلة لسان
مرارة إصلاح كسوة الوسادة
بحكم العادة فقط
الأغبياء وحدهم يطلبون الإثارة
أما أنا فيأسرني التكرار
.
(قطز)
سكران
كان يصل بصعوبة إلى منتصف الغرفة
يرفع سبابته ويزعق: قُطُز…
على الدَرَج أثناء نزولنا
خلعت له سترتي
كان قد توقف عن البكاء
أقبض على ذراعه ليس خوفا من الترنح
لم أسأله أبدا: ولمَ قُطُز؟
كان يتألم،
وهو ما يعني أن الكلمات كلها
صارت تعني الشيء نفسه؛
صارت لقيطة مثل جسده المستسلم لذراع الغريب

كأنّ مدينة توجد: قصائد الموسم من مهاب نصر


(١)
لا يمكنني أن أتعلم
وأنتم، هل يمكنكم؟
يتحسن مزاجي لسبب آخر
أن أحكي قصة لشخص ينام على ذراعي
هل شعرتم بهذا التنميل الخفيف من قبل؟
هل اعتبرتم يوما أن ذراعا واحدة
تكفي لحمل الأصابع التي تقلب الصفحات؟
أن تقرأوا بالعين فقط ما يخصكم
لأن الفم مشغول بحكاية للنائم،
وأحيانا يتوقف
ليقبل الخد؟
وبينما تدور في جهة ما مطاردة
تسقط فيها رؤوس مثل حبات الكريستال
تُصغون إلى التنهد الطويل
لحلم يغير وضع رأسه؟
نجوت إذن
وبذراع واحدة
وعينين لا تصدقان ما تقرآنه أبدا
(٢)
مطرٌ في مايو
مطر غبي بخطوط مائلة
لمجرد أن ريحاً صادفته
سأكلمك في وقت لاحق
أسمعهم يصفرون من الدهشة
لكنني لا أستطيع.
ثقيلٌ من البلل
وكلما فتحت فمي
ابتلعت ماء لا أسيغه
الرعود لم تعد بالخارج
إنها هنا
وحدي أتمكن من سماعها
ثمة برق لا يضيء
لا يمكن أن أحدق فيه
فجأة تشعرين بانفراجة
كأنهم شقّوا صدرك لإجراء جراحة
وتقولين: أهذا ممكن؟ الآن؟
أحاول أن أنحني
ليمر كل هذا
لكن كيف؟
مطر غبي هنا
يجبرنا على الوقوف
على السير باستقامة
وبأفواه مفتوحة
لكن دون دهشة على الإطلاق
(٣)
ما الذي تعنيه لك المدينة؟
أتحققت منها فعلا؟
أهي هي، أم تراب، أم لوحة مائلة على جدار
بينما تندفع العاصفة من نافذة مشْرَعَة
مقبلة من الأرض الحية، والتنانين التي رُسمت بألوان زيتية رخيصة
لأسرة من آباء وأبناء؟
جستَ في الشوارع
وعصرتها بعد الأمطار
ماذا وجدت؟
في الليل تصنع من ظلك ملاكا أسود
وفي النهار: الملاك نفسه، منتوفا كدجاجة
أمام المرآة غضب
من دون يدٍ تكسر
ولا قدم تقول: سأمشي
كتبتَ عن البحر؟
جيد
ولكن أين الكلمات؟
في الشوارع رئات مفتوحة
مثل فلقتي محارة بيضاء
سرطانات ملقاة على ظهورها
أسماك حقيقية
تُشوى لمجرد أن تكون مقبولة
المدينة بحرها في السماء
هذا يثير خيالها أكثر
ستقتل بنيّة الإبحار
بنيّة ألا يسبقنا الآخرون إلى هناك
المدينة يجب أن تولد
أن تولد دائما
هكذا يسمع هنا وهنا رفس وشخير
وللجماع بهجة الدعارة
حامل السكين يبكي على رصيف
كأنه قُتل توا
اليأس أقوى من السكين
والقصائد أيضا
والكلمات التي لا تعود إلى البيت إلا على أطراف الأصابع
والأصوات التي لا تُرى
لكنّ لها ملمس اللحم المطهوّ
أدخل على أصدقائي بطبق حساء
من نخاع عظامهم
أهذا يؤلم؟
لا
كما لا تؤلم الاستعارات
بل تترك الضغينة مثل شبع زائد
هُس…
المدينة تتجشأ
المدينة تنتظر حدثا
ناموا… واحلموا بهذا
كأنّ مدينة توجد على الإطلاق
(٤)
مشهد سينمائي
صوّر على بعد أمتار من المقهى…
على بعد مسافة ضوئية
من منزلي
حيث كان ممثلون أنيقون للغاية
يستريحون على كنب عريض حسن التنجيد
يتطلعون أحيانا إلى السقف
كأزهار طافية
وفي سحنهم شحوب لا ينسى
أجلس الآن على المقهى نفسه
عيناي على المشهد الذي كان هنا
لا أحد يعرفني
لقد حفظت الأدوار كلها
الورق أُحرق تحت إضاءة باهرة
البيت خثارة وأغصان عطنة
قل لي أي شيء
سأرد بجملة من حوار ميت
دون حتى أن أكون مضطرا للنظر إلى أعلى
(٥)
لم أتخط الحسية مطلقا
هذه مأساتي
حين ألمس طاولة
أتألم من موضع الكأس التي رُفعت توا
حين أردد أغنية
أتنفس بصعوبة
في عناق جسد لا وجود له
حين أحب
أرى الأفكار كما تراني أنت الأن
بالجلسة القلقة نفسها
كأنها توشك أن تنهار
فقط من فرط ما تكون السعادة
غاطسة في المقعد
لا أفهم لماذا يعتقد الناس أنهم يموتون؟
لأن هذا وحده ما يجعلهم قساة
وتجريديين
ياللتعاسة
أنت نفسك تعتقد أنني أهجرك من أجل كلمة
أي كلمة؟
لقد شوهوك تماما
ما عاد بإمكانك أن تمس يدا
دون أن يحرضك شيء على القتل
(٦)
سأذهب الليلة لأغني
في النهار أعمل وأدخن
أحتاج أجرا إضافيا لأفكر
حين أطفئ مكبر الصوت
وأضب عودي في كيسه الأسود
تسمع لقلبي ضربة زائدة
أتعرفونها؟
إنها الفكرة
يمشي الواحد كما لو في جنازة
أسند العود في المقعد الخلفي
وأشير للسائق: إلى هناك
وهو يفهم
كلنا يفهم
كمن يردد أغنية
بعد إطفاء مكبر الصوت
ليس ما هو أشد ألماً من هذا
(٧)
من فضلكم
دعوا الجيش يمر
فقط فكروا في ذلك
من الطريق المُعَبّدة
من النافذة
من الرأس
من الحدقة
من عَصَب الإبصار
كالتهاب
سرعان ما يصفو بقطّارة الدموع
دعوا الجيش المقبل ببيارق
وحمحمة مرحة
بأعناق مطوقة بصور وتذكارات
ماذا تنتظرون؟
أعطوا أياديكم للهواء الساخن
مددوا سيقانكم المتورمة بالكراهية
هاهي الشمس قريبة
وكأنها ظفر
يحك الجفن المحتقن
والسعادة كسُبّة لا تُرَد
ألم تفهموا بعد؟
أنتم أيضا عائدون من جبهة
أنتم النداء الذي طار بالأسنان
الفكرة التي تركت ثقبا ساخنا
الموت الحلو
كمرآة مُسحت توا بالأكمام
من المرآة يأتي الجيش أيضا
وفي القلب جلبة التوقع لما سيكون
استعدّوا بالدهشة
مجرّدة هكذا كابتسامة السماء
من السماء آتون
بسحب مرصوصة ومتماسكة
بحفيف رقيق للغاية
لأردية صُنعت خصيصا من الابتسامات
اليوم يومكم، ماذا تنتظرون
يا أطباق الفاكهة
يا طبيعة صامتة ووحشية
يا ثمرة يمكن عصرها بالعين
أُلقيتْ بإهمال مقصود
أكثر وقاحة من الطبيعة
كونوا في الاستقبال
بينما يجلس الجنود المتعبون إلى السفرة
استخدموا القطارة
لرتق اللون الباهت
لوحة لامعة
كتحية عسكرية
أفسحوا لهم طريقا
أحسنوا خدمة السعادة
التي حررتكم أخيرا من الإثم
(٨)
جيبي محشوّ بالأفعال
أركض
أركض
أركض
لكنني تظاهرت دائما كما لو أتمشى يداي في جيبٓيّ
كأنني أضغط على الشمس
مثل سلسلة مفاتيح
في فمي ألسنة كثيرة
واحد منها فقط أحشره بين فكيّ
والباقي فوضى نحاسية تدريب موسيقي لمبتدئ
قلبي مستبدٓل بفحّام
عاشق للصفير بالمقطوعات الرخيصة
لا يعرف اللهب، لكنه يميزه في الخفة السوداء
ما احترق بالصبر مثل عظام مدفونة مليون عام؛
عظام ساقين كانتا تركضان وستظلان كذلك
هذا يطمئنني على المستقبل
عائد إلى بيتي بسلسلة مفاتيح
وجهي ملوث بالسخام
على الأقل أتفهم ما يعنيه العار دون
أن يمنعني ذلك من تحيتك
كرجل يكدح بلا عائلة
أعرف أشخاصا يركضون
عائلات بكاملها
ألتقي بهم في المصاعد
واثقون جدا
كأنهم يضعون البشاكير على أكتافهم
معي أفعال زائدة
تفضلوا
هذا بيتي
وهذه الشمس سلسلة مفاتيح
أنا فحام
وأرى اللهب في وجناتكم
وأنتظر

الوسم مهاب_نصر على المنتدى نوسا البحر T11موضوع: قصائد جديدة لمهاب نصر وعماد فؤاد ومؤمن سمير
hassanbalam

المساهمات: 0
مشاهدة: 522

ابحث في: مرتفعات أو سوناتا الكلام   الوسم مهاب_نصر على المنتدى نوسا البحر Untitl13موضوع: قصائد جديدة لمهاب نصر وعماد فؤاد ومؤمن سمير    الوسم مهاب_نصر على المنتدى نوسا البحر Icon_minitime2019-08-22, 6:11 pm
@hassanbalam
#قصائد_جديدة

يحكى أنّ
#مهاب_نصر

1
كانت له روح
كما للكتب التي لم تُقرأ،
للعدسات على الرف
لا عينين وراءها.
يثني كُميّه دائما
ليرى ساعديه يعملان
لكن فيما يتعلق بالكلمات
كان عليه أن يبذل جهدا أكبر
يتبدل وجهه كالمهرج
كالكلب
كالجندي الذي يطلق النار بالخطأ
كالعملة الورقية المكموشة في الجيب
كالخوف
كالصفحة المثنية من كتاب
إشارة إلى ما لا يليق
إلى ما تمّ بعجلة
إلى ما صُفع
دون أن تكون له رأس
حياته من نافذة الطابق التاسع
ليست كحياته في المصعد
هنا عليه أن يقول شيئا
وهذا ما فعله
ما أبقاه قادرا على التذكر
مثل ملمس ماسورة ساخنة
إثر طلقة بالخطأ
2

يُحكى أن مكتبة
موظفوها ملائكة
يمسحون سقوفها ومناضدها
يصفون البطاقات
ثم يقفون في أقصى القاعة
الله على وصول
هل كانوا يخفون شيئا؟
ماذا لو جاء واكتشف
ماذا لو جاء وغمز كأنه يعرف
ماذا لو جاء وخرج
ولا ندري إن كان غاضبا من شيء
ماذا لو أعجبه المكان
فمد ساقيه وقال: ها.. أسمعوني شيئا
أي لعنة ستضرب الأعمدة المشمسة
أي لهب سيحرق أيدينا
ونحن نطوي له الصفحات

3

مات رجل كنا نعرفه
أين كان يسكن؟
لا أذكر الآن
أرى فقط صمتا يسير وراءنا
كأن ظهورنا عارية

4

باعة المجلات الإباحية
كانوا يبتسمون لي عادة
الوحيد بين الزبائن
الذي يلج المخزن المظلم
وهناك
يكتب مقاله
كل هذه الحيوات المصطنعة كانت حقيقية أكثر
وراء لمعة اللون
رائحة أصيلة
عاطفة لا سياسية
إشراقة وجه فائضة
بقع لزجة على التراب
حيث تسبح للمرة الأخيرة
رؤوس حرة
على الحب أن يُهزم
حتى يكون العناق إنسانيا
والقبلة للأخت
لا الدولة

5

هل قلتها لك: لقد تعرضت للاغتيال
إنها ضربة حظ
كما يحدث أن تهب نسمة
فترفع حافة تنورة
اليدان تسرعان إلى أسفل
لكن من يمنع حمرة الخد؟
بعد سنوات سيبدو الأمر مضحكا
هذا ما قلته لنفسي
بينما تصفر ريح في أذني
دون أن تحرك حتى ورقة على رصيف


6


هذا عصر الأطباء
في الشارع
أشخاص يتبادلون التحية
وتحت ألسنتهم ميزان الحرارة
يضغط أحدهم على عضدك
ويقول: تمام
ثم يكمل حديثه
الطبيعة هي هي
الشمس لوحة في عيادة
شق طولي في اللحم
تضحك من وراء البيوت
خضرة لاسعة ومهينة:
يا عاجز
يا بقّة على مقعد المخمل تتصفح المجلات
الأفكار تضع يدها على الصدغ المتورم:
"ابصق هنا"..
مضى عهد السحر
يمكنك أن تسافر الآن
كوجبة ساخنة في حافظ طعام
المهم: الدهشة
التوابل المنشطة للإيمان
استقرار العائلة الممددة مثل شرائح الخيار
النضارة الحلوة
للحقد وهو يدوس على حذاء الجار
الطب الوقائي كهجمة استباقية على وكر للتمرد
الثورة نفسها
كتدمير لعيادة
كالهروب من مشفى
بأقمطة وضمادات ملوثة
يا بقة على مقعد المخمل تتصفح المجلات
يا شمسا تأكل نفسها في لوحة
الطبيعة هي هي
بحزام على الخصر
شاحنة في سوق كبير
بطولة صامتة للدهس على جثامين
ـ "صباح الخير"
ثم تطفئ مصباح الغرفة لتنام

___________

عن نفسى
#عماد_فؤاد
عن نَفْسي
لم أحاولْ أبدًا فهمَ السِّحرِ الغريبِ

الذي تمثِّلُه لي

الأشياءُ المفقودةْ

ما إنْ يضيعَ منِّي شيءٌ

حتى يأخذَ بُعْدًا أسطوريًّا

غامضًا

ومُريبًا

لذلكَ - مثلًا -

كنتُ أعجزُ عن قولِ شيءٍ ذي قيمةٍ

في اللحظاتِ المصيريَّة

لم أستطعْ قولَ أيَّ شيءٍ

كي أُقنعَ الشَّابةَ

التي اعتلتْ حاجزَ الجسرِ للتوِّ

بأنَّ الانتحارَ

ليسَ هو الحلُّ

لم أعرفْ كيفَ أمنعُ نظرتي

من فضحِ نفسها

أمام مُصوِّرٍ يُريني لقطتَهُ المفضَّلةْ:

رَصاصةٌ تلمعُ

قبلَ أن تستقرَّ في صدرِ الضَّحيَّةْ

وقفتُ طويلًا حائرًا

وأنا أسألُ نفسي:

كيف أُفهمَ هذا الصَّبيَّ المولودَ في خيمةٍ

بأنَّ الأرضَ ضيِّقةٌ فعلًا

ولا تتَّسعُ لبيتٍ

يؤويْه؟

قُضبانُ نوافذِ السِّجنِ نفسُها

أشعرتْني بالهزيمة كاملةً

حينَ لم أعرفْ كيفَ أجعلُها تصدِّقُ

بأنَّ المساجينَ لم يكرهوها يومًا لذاتِها

بل لأنَّها تصنعُ في النَّهارِ

خطوطًا طويلةً

فوقَ بلاطِ الزَّنازينْ

عرفتُ حينَها

أنَّ الكلمةَ فقيرةٌ

ولا تملكُ شيئًا

تمنحُهُ للنَّاسِ

ماذا تستطيعُ الكلمةُ أن تفعلَ

كي تجعلَ هذه البنتَ الصَّغيرةَ تُصدِّقُ

أنَّ لها أبًا

لكنَّهُ ماتَ

قبلَ أن تُولدْ؟

وماذا بوسعِنا أن نفعلَ

أمامَ رسالةٍ منسيَّةٍ

كتبها يومًا محبٌّ

ولم تصلْ وجهتَهَا

أبدًا؟

لن نستطيعَ أن نمنعَ هذا الرَّجلَ

من ضربِ زوجتِهِ كلَّ مساءٍ

وإفهامِهِ بأنْ لا ذنبَ لها

في عدم عثورِهِ على عملٍ

حتّى اليومْ

أو أخبرني أنتَ..

ماذا بوسعكَ أن تفعلَ

أمامَ جهازِ عُرسٍ

حُكمَ عليه بالبقاءِ محفوظًا في الصَّناديقِ إلى الأبدْ

خوفًا

من رُطوبةِ الجدارْ؟

ماذا بوسعكَ أن تفعلَ

كي تُسكتَ أنينَ الطِّفلِ

الذي يبكي في سريره كلّ ليلةٍ

لأنَّ أسنانَه اللبنيَّةَ

تشقُّ لحمَ اللَّثةِ

كي تَظْهَرْ؟

ليسَ في استطاعتِنا أن نفعلَ أيَّ شيءْ

أمامَ صورةٍ أخيرةٍ لشابَّةٍ

تبتسمُ لحبيبِها

قبلَ أنْ يجْرفَها القطارُ الذي يظهرُ

في خلفيَّةِ الصُّورةْ

ولن نقدرَ على منعِ هذا الجنديِّ

من الوصولِ إلى بيتِ زميلِه في الثُّكنةْ

كي يُخبرَ أمَّهُ

أنَّ ابنَها ماتَ

برصاصةٍ في الرَّأسْ

وسنقفُ عاجزينَ أمامَ دَفْترِ شِعْرٍ

أكَلتْهُ الفئرانُ

داخلَ بيتٍ مهجورْ

بالضَّبطِ

كما نقفُ الآنَ

أمامَ هذا اليتيمِ

الذي تشرَّدَ في الشَّوارعْ

وحين يجوعُ

يجلسُ جلسَتَهُ هذهِ

أمامَ أيِّ مَطعْمٍ

ناظرًا إلى النَّاسِ

كي يشبعْ.


كانَ تمثالاً يُغمِضُ وينتظر
#مؤمن_سمير
أَقْلَعْتُ منذ أعوامٍ عن الغناء للبحرِ والصراخِ
للجبال..
عن هزة رأسٍ تُحلِّقُ في المراعي
كلما شَدَّت الشجرةُ شَوْكةً
من قلبِ صوتٍ ميت..
عن النظر في وجه أمي
كلما اندفعت الكلماتُ المسجونةُ من ياقتي
وأفسدت حفل الأصوات المنذورةِ
للبيتْ..
أنا الذي قالَ كثيراً وتحمَّمَ بالألفاظ فصدئت عظامه
وغنى ولوَّحَ لكنَّ الأمطار سَطَت على ظِلالِهِ
ونَفَضَت أنفاسَهُ بكل عزمٍ
فرجع من تحتِ الذكرى عرياناً..
الذي سَطَّر الزحامُ بسكِّينهِ قصائدَ على لحمهِ
المرتجف
وكلما شَمَّتها العابرةُ، سحبَتْهُ
لحد النهرِ
ثم عادت كما كانت
بُخَاراً في بخار..

أيها الرملُ الذي تَخُطُّهُ العرَّافةُ فيعوي
أيتها الأوراقُ والألوانُ
والسماءُ البعيدةُ.....

يا حبيبتي
يا أصدقائي..
حاولوا وأنتم تَعْدونَ خلفي
أن تَرَوْا بعين خيالكم
منْ الذي ظَلَّ يرتعشُ في حضنها
حتى تيبَّست القبلاتُ قبل ريقِهِ
وكيف كان لسانَهُ يتهَّدمُ ويتهَّدمُ
إلى أن خمدت نيرانُ القريةِ
وحطَّت الطيورُ على جثمانهِ بلا خوفٍ
ولا سَلَّةِ أصواتٍ
تعْلَقُ في الطريقِ إلى الحياة..

إنهُ أنا... وليسَ هذا الطائرُ
الذي يفتحُ عيونَهُ على آخرِها
كلما أصابتهُ الصرخةُ المكتومةُ في مقتل
فصدقوني.. ولو حتى لساعةٍ واحدة
بلا ضجيجَ
ولا حكاياتٍ ملونةٍ
ولا مطر.....

الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
انتقل الى:  

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا