آخر المساهمات
2024-05-16, 2:37 am
2024-05-04, 8:54 am
2024-05-04, 8:53 am
2024-04-28, 10:02 pm
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-02, 5:16 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

3 نتيجة بحث عن قصائد_جديدة

كاتب الموضوعرسالة
الوسم قصائد_جديدة على المنتدى نوسا البحر T11موضوع: قصائد جديدة لمهاب نصر وعماد فؤاد ومؤمن سمير
hassanbalam

المساهمات: 0
مشاهدة: 522

ابحث في: مرتفعات أو سوناتا الكلام   الوسم قصائد_جديدة على المنتدى نوسا البحر Untitl13موضوع: قصائد جديدة لمهاب نصر وعماد فؤاد ومؤمن سمير    الوسم قصائد_جديدة على المنتدى نوسا البحر Icon_minitime2019-08-22, 6:11 pm
@hassanbalam
#قصائد_جديدة

يحكى أنّ
#مهاب_نصر

1
كانت له روح
كما للكتب التي لم تُقرأ،
للعدسات على الرف
لا عينين وراءها.
يثني كُميّه دائما
ليرى ساعديه يعملان
لكن فيما يتعلق بالكلمات
كان عليه أن يبذل جهدا أكبر
يتبدل وجهه كالمهرج
كالكلب
كالجندي الذي يطلق النار بالخطأ
كالعملة الورقية المكموشة في الجيب
كالخوف
كالصفحة المثنية من كتاب
إشارة إلى ما لا يليق
إلى ما تمّ بعجلة
إلى ما صُفع
دون أن تكون له رأس
حياته من نافذة الطابق التاسع
ليست كحياته في المصعد
هنا عليه أن يقول شيئا
وهذا ما فعله
ما أبقاه قادرا على التذكر
مثل ملمس ماسورة ساخنة
إثر طلقة بالخطأ
2

يُحكى أن مكتبة
موظفوها ملائكة
يمسحون سقوفها ومناضدها
يصفون البطاقات
ثم يقفون في أقصى القاعة
الله على وصول
هل كانوا يخفون شيئا؟
ماذا لو جاء واكتشف
ماذا لو جاء وغمز كأنه يعرف
ماذا لو جاء وخرج
ولا ندري إن كان غاضبا من شيء
ماذا لو أعجبه المكان
فمد ساقيه وقال: ها.. أسمعوني شيئا
أي لعنة ستضرب الأعمدة المشمسة
أي لهب سيحرق أيدينا
ونحن نطوي له الصفحات

3

مات رجل كنا نعرفه
أين كان يسكن؟
لا أذكر الآن
أرى فقط صمتا يسير وراءنا
كأن ظهورنا عارية

4

باعة المجلات الإباحية
كانوا يبتسمون لي عادة
الوحيد بين الزبائن
الذي يلج المخزن المظلم
وهناك
يكتب مقاله
كل هذه الحيوات المصطنعة كانت حقيقية أكثر
وراء لمعة اللون
رائحة أصيلة
عاطفة لا سياسية
إشراقة وجه فائضة
بقع لزجة على التراب
حيث تسبح للمرة الأخيرة
رؤوس حرة
على الحب أن يُهزم
حتى يكون العناق إنسانيا
والقبلة للأخت
لا الدولة

5

هل قلتها لك: لقد تعرضت للاغتيال
إنها ضربة حظ
كما يحدث أن تهب نسمة
فترفع حافة تنورة
اليدان تسرعان إلى أسفل
لكن من يمنع حمرة الخد؟
بعد سنوات سيبدو الأمر مضحكا
هذا ما قلته لنفسي
بينما تصفر ريح في أذني
دون أن تحرك حتى ورقة على رصيف


6


هذا عصر الأطباء
في الشارع
أشخاص يتبادلون التحية
وتحت ألسنتهم ميزان الحرارة
يضغط أحدهم على عضدك
ويقول: تمام
ثم يكمل حديثه
الطبيعة هي هي
الشمس لوحة في عيادة
شق طولي في اللحم
تضحك من وراء البيوت
خضرة لاسعة ومهينة:
يا عاجز
يا بقّة على مقعد المخمل تتصفح المجلات
الأفكار تضع يدها على الصدغ المتورم:
"ابصق هنا"..
مضى عهد السحر
يمكنك أن تسافر الآن
كوجبة ساخنة في حافظ طعام
المهم: الدهشة
التوابل المنشطة للإيمان
استقرار العائلة الممددة مثل شرائح الخيار
النضارة الحلوة
للحقد وهو يدوس على حذاء الجار
الطب الوقائي كهجمة استباقية على وكر للتمرد
الثورة نفسها
كتدمير لعيادة
كالهروب من مشفى
بأقمطة وضمادات ملوثة
يا بقة على مقعد المخمل تتصفح المجلات
يا شمسا تأكل نفسها في لوحة
الطبيعة هي هي
بحزام على الخصر
شاحنة في سوق كبير
بطولة صامتة للدهس على جثامين
ـ "صباح الخير"
ثم تطفئ مصباح الغرفة لتنام

___________

عن نفسى
#عماد_فؤاد
عن نَفْسي
لم أحاولْ أبدًا فهمَ السِّحرِ الغريبِ

الذي تمثِّلُه لي

الأشياءُ المفقودةْ

ما إنْ يضيعَ منِّي شيءٌ

حتى يأخذَ بُعْدًا أسطوريًّا

غامضًا

ومُريبًا

لذلكَ - مثلًا -

كنتُ أعجزُ عن قولِ شيءٍ ذي قيمةٍ

في اللحظاتِ المصيريَّة

لم أستطعْ قولَ أيَّ شيءٍ

كي أُقنعَ الشَّابةَ

التي اعتلتْ حاجزَ الجسرِ للتوِّ

بأنَّ الانتحارَ

ليسَ هو الحلُّ

لم أعرفْ كيفَ أمنعُ نظرتي

من فضحِ نفسها

أمام مُصوِّرٍ يُريني لقطتَهُ المفضَّلةْ:

رَصاصةٌ تلمعُ

قبلَ أن تستقرَّ في صدرِ الضَّحيَّةْ

وقفتُ طويلًا حائرًا

وأنا أسألُ نفسي:

كيف أُفهمَ هذا الصَّبيَّ المولودَ في خيمةٍ

بأنَّ الأرضَ ضيِّقةٌ فعلًا

ولا تتَّسعُ لبيتٍ

يؤويْه؟

قُضبانُ نوافذِ السِّجنِ نفسُها

أشعرتْني بالهزيمة كاملةً

حينَ لم أعرفْ كيفَ أجعلُها تصدِّقُ

بأنَّ المساجينَ لم يكرهوها يومًا لذاتِها

بل لأنَّها تصنعُ في النَّهارِ

خطوطًا طويلةً

فوقَ بلاطِ الزَّنازينْ

عرفتُ حينَها

أنَّ الكلمةَ فقيرةٌ

ولا تملكُ شيئًا

تمنحُهُ للنَّاسِ

ماذا تستطيعُ الكلمةُ أن تفعلَ

كي تجعلَ هذه البنتَ الصَّغيرةَ تُصدِّقُ

أنَّ لها أبًا

لكنَّهُ ماتَ

قبلَ أن تُولدْ؟

وماذا بوسعِنا أن نفعلَ

أمامَ رسالةٍ منسيَّةٍ

كتبها يومًا محبٌّ

ولم تصلْ وجهتَهَا

أبدًا؟

لن نستطيعَ أن نمنعَ هذا الرَّجلَ

من ضربِ زوجتِهِ كلَّ مساءٍ

وإفهامِهِ بأنْ لا ذنبَ لها

في عدم عثورِهِ على عملٍ

حتّى اليومْ

أو أخبرني أنتَ..

ماذا بوسعكَ أن تفعلَ

أمامَ جهازِ عُرسٍ

حُكمَ عليه بالبقاءِ محفوظًا في الصَّناديقِ إلى الأبدْ

خوفًا

من رُطوبةِ الجدارْ؟

ماذا بوسعكَ أن تفعلَ

كي تُسكتَ أنينَ الطِّفلِ

الذي يبكي في سريره كلّ ليلةٍ

لأنَّ أسنانَه اللبنيَّةَ

تشقُّ لحمَ اللَّثةِ

كي تَظْهَرْ؟

ليسَ في استطاعتِنا أن نفعلَ أيَّ شيءْ

أمامَ صورةٍ أخيرةٍ لشابَّةٍ

تبتسمُ لحبيبِها

قبلَ أنْ يجْرفَها القطارُ الذي يظهرُ

في خلفيَّةِ الصُّورةْ

ولن نقدرَ على منعِ هذا الجنديِّ

من الوصولِ إلى بيتِ زميلِه في الثُّكنةْ

كي يُخبرَ أمَّهُ

أنَّ ابنَها ماتَ

برصاصةٍ في الرَّأسْ

وسنقفُ عاجزينَ أمامَ دَفْترِ شِعْرٍ

أكَلتْهُ الفئرانُ

داخلَ بيتٍ مهجورْ

بالضَّبطِ

كما نقفُ الآنَ

أمامَ هذا اليتيمِ

الذي تشرَّدَ في الشَّوارعْ

وحين يجوعُ

يجلسُ جلسَتَهُ هذهِ

أمامَ أيِّ مَطعْمٍ

ناظرًا إلى النَّاسِ

كي يشبعْ.


كانَ تمثالاً يُغمِضُ وينتظر
#مؤمن_سمير
أَقْلَعْتُ منذ أعوامٍ عن الغناء للبحرِ والصراخِ
للجبال..
عن هزة رأسٍ تُحلِّقُ في المراعي
كلما شَدَّت الشجرةُ شَوْكةً
من قلبِ صوتٍ ميت..
عن النظر في وجه أمي
كلما اندفعت الكلماتُ المسجونةُ من ياقتي
وأفسدت حفل الأصوات المنذورةِ
للبيتْ..
أنا الذي قالَ كثيراً وتحمَّمَ بالألفاظ فصدئت عظامه
وغنى ولوَّحَ لكنَّ الأمطار سَطَت على ظِلالِهِ
ونَفَضَت أنفاسَهُ بكل عزمٍ
فرجع من تحتِ الذكرى عرياناً..
الذي سَطَّر الزحامُ بسكِّينهِ قصائدَ على لحمهِ
المرتجف
وكلما شَمَّتها العابرةُ، سحبَتْهُ
لحد النهرِ
ثم عادت كما كانت
بُخَاراً في بخار..

أيها الرملُ الذي تَخُطُّهُ العرَّافةُ فيعوي
أيتها الأوراقُ والألوانُ
والسماءُ البعيدةُ.....

يا حبيبتي
يا أصدقائي..
حاولوا وأنتم تَعْدونَ خلفي
أن تَرَوْا بعين خيالكم
منْ الذي ظَلَّ يرتعشُ في حضنها
حتى تيبَّست القبلاتُ قبل ريقِهِ
وكيف كان لسانَهُ يتهَّدمُ ويتهَّدمُ
إلى أن خمدت نيرانُ القريةِ
وحطَّت الطيورُ على جثمانهِ بلا خوفٍ
ولا سَلَّةِ أصواتٍ
تعْلَقُ في الطريقِ إلى الحياة..

إنهُ أنا... وليسَ هذا الطائرُ
الذي يفتحُ عيونَهُ على آخرِها
كلما أصابتهُ الصرخةُ المكتومةُ في مقتل
فصدقوني.. ولو حتى لساعةٍ واحدة
بلا ضجيجَ
ولا حكاياتٍ ملونةٍ
ولا مطر.....

الوسم قصائد_جديدة على المنتدى نوسا البحر T11موضوع: قصائد ونصوص جديدة للشاعر أمجد ناصر
hassanbalam

المساهمات: 0
مشاهدة: 670

ابحث في: مرتفعات أو سوناتا الكلام   الوسم قصائد_جديدة على المنتدى نوسا البحر Untitl13موضوع: قصائد ونصوص جديدة للشاعر أمجد ناصر    الوسم قصائد_جديدة على المنتدى نوسا البحر Icon_minitime2018-07-22, 5:56 am
#أمجد_ناصر
#قصائد_جديدة

عدوٌ شخصي

ليس لي أعداء شخصيون

لدي أصدقاء أسوأ من الأعداء

ولكنهم ليسوا أعدائي الشخصيين.

هناك نجمٌ لا يزفُّ لي خبراً جيداً،

وليلٌ مسكون بنوايا لا أعرفها.

أمرُّ بشارعٍ مريبٍ وأرى عيناً تلمعُ

وأيدٍ تتحسّس معدناً بارداً،

لكن هؤلاء ليسوا أعداء شخصيين،

فكيف لجبلٍ

أو دربٍ مهجورٍ أن يناصباني العداء،

أو يتسللا إلى بيت العائلة فيما تعلن جلبةُ الأخوةُ ولادة نهارٍ بلا مساومات.



أيها الشيءُ القاتمُ الذي أخذ أمي

والأنفاس التي رفعت عليها مداميك حياتي إلى الجانب الآخر من التراب

ما أنت؟

ما مشكلتك معي

أهذه الريشة السوداء على صفحات كتابي المفضل إشارتك المعهودة.

لا تخيفني رسائلك الغادرة ولكن لا تتركها في ليل لا أستطيع فيه تلمس موضع يدي وراء سدوله.

إن كنت رجلاً اخرج إليَّ من مكمنك حيث تُغذّي مخالبك البنفسجية بسُكَّرٍ مسروقٍ من مؤونة الضيوف..

تعال نلتقي وجهاً لوجهٍ على أيِّ حافّةٍ، أو في أيِّ جبَّانة تريد

لسوف ألقنك مواثيق الرجال كما لقنتنيها الصحراء والغدران الجافَّة

أرني وجهك قبل أن تنتضي قناعك الذي تسمّيه عقاباً إلهياً

فأنا لي آلهةٌ غضوبة أيضاً لكني لن أدعوها إلى نزال الوجوه السافرة

إن كان لك دينٌ عندي

أو مشكلةٌ شخصية كأن أكون خطفت هيلين من بين أحضانك

ومرّغتُ شرفك في الوحل

مع إني لا أذكر شيئاً كهذا

لا تستدّ دَينك من الذين يمرون بهذه الدنيا

كما تمرُّ أنفاسُ الرعاة في قصب الناي..

يسمّونك السرطان

وباسمٍ مخيفٍ كهذا لا تحتاج سيفاً أو قناعَ نمرٍ.

أمي وأصدقائي الذين غدرت بهم يسمّونني يحيى

وهذا إن كنت لا تعلم اسم نبيٍّ صحراويٍّ عمَّد بالماء مَنْ يُشفي الأعمى والأبرص وقام من تحت تراب الموت في اليوم الثالث.

تعال إذن إلى حلبة الآلهة المطوَّقة بالملاحم والأنساب.



المتاهة المائية

(إلى علي)

أقولُ، أنا زائرُها، إنني أعرفُ المدينة.

رأيتها في النهار ورأيتها في الليل.

صحيحٌ، ليلها يختلف عن نهارها،

ليس بألوان التوليب المتغيرة

وإنما بأولئك الذين يفعلون في الليل

ما لا يفعلون في النهار،

ولكن،

في ذاكرتي بضع نقط عَلامٍ،

ولا أحتاج دليلاً.

فكيف لا تُعْرَفُ راحة كفٍّ من نظرة أو اثنتين؟

إنه إحساس خادع،

سرعان ما أتبينه بعد شارع أوصلني الى قناةٍ

وقناةٍ أفضت بي الى جسرٍ

وجسرٍ أعادني إلى الشارع نفسه

ثم اختفى .

أعلّل نفسي، أنا الزائر الذي لا يعوَّل عليه

بالقول: حتى البصّارة لا تعرف راحة يد مارقٍ أو قديسٍ

من نظرة أو اثنتين..

سأبدأ، إذن بتصنيف العلامات،

وأفرد عدَّتي على الأرض وأقيس الأبعادَ

كما يفعل مخططو المدن المتوحدون.

منظاري عاطل عن الجهات

وملاحي الآليّ يرتدي زعانف غواص.

إذ هذا ما ألهتمه به بصيرته الميكانيكة أمام مياهٍ ارتفعت.

قناةٌ وجسرٌ وبيتٌ مائلٌ..

هذه العلامات التي اعتبرتها نقط ارتكازي

وصنفتها في خانات.

ولكن هنا، بالضبط يكمن خطئي

وتبدأ المتاهة.

فلا شيء أكثر من القنوات والجسور على مياه ترتفع ثم تنخفض.

أبدأ بالساحة التي تؤدي إليها كل الطرق، أو هكذا يقال.

أحدّد مربعاً صغيراً وأقول لنفسي:

إن ذلك المقهى أو المطعم،

أو تلك الدخنة التي تُسْطِلُ الهواءَ،

تطلُّ على قناةٍ في مربعٍ يشبه هذا المربع.

أمسح المربَّع شارعاً شارعاً ولا أصل.

حتى لو سألت لن يفهمني، بلساني هذا، أحد.

فأي قناةٍ أقصد؟

أستعيد صورة جسر

وأقول بالقرب من الجسر

وأشحنُ منظاري ببقايا الفراسة التي هجرتني.

ولكن بلا فائدة.

فأيُّ جسرٍ هو الذي أتحدث عنه بين الستمئة أو الألف؟ فالقنوات والجسور ها هنا مثل الخطوط والشعيرات الدموية في راحة اليد. أنسى القناة والجسر كنقطتي علام وأقول: آه.. بالقرب من بيتٍ ذي شنكلٍ حديديٍّ يتدلى من السقف!

أنظر جيداً. البيوتُ كلها تقريبا،

تتدلّى منها شناكل حديدية كخطاطيف القراصنة.

الماء وأشباحه يتكرران ويتداخلان في مرافق المدينة.

الماء، هنا مثل الصحراء، متاهة.

فإن استطعت أن تعلِّم الصحراء تستطيعُ أن تترك أثراً على الماء.

أتذكر أني رأيت بيتاً مائلاً الى الأمام،

بيتاً يكاد يقعُ على وجهه.

أرفعه أمامي كنجمة هادية.

فأيٌّ من بيوتها يكاد لا يقعُ على وجهه؟

أيٌّ لا يستدرجه الماء الماكر
إلى شِباكه المنتظرة؟

أتذكر أني سمعت مهاجراً دخل هذه المتاهة المائية ولم يخرج منها، يسمي قنطرة عبرتها في ليل مترنح. سمعت كلمة "أزرق". لا أعرف إن كان يسمي الجسر أو يتحدَّث عن لون الكوابيس التي تراود الأهلين في رابعة النهار. التسمية قد تكون مفيدة. قد تقرِّب الصورة من ذهن رجلٍ تتدافع الخاءات على لسانه كما تتدفق الآهات من حنجرة عربيٍّ.

لكني لم أسمع خاءات كثيرة.

فللمدينة أكثر من لسان، وأكثر من حرف واحد تولد منه الكلمات. للمدينة ألسنة متشعبة كألسنة بابل. هناك، أيضاً، من يفكر ببابل عندما يقف على ضفة نهر. المهاجر البابلي، مثلا، الذي شيبته حروب بابل يظن أنه في بابل رغم الغيوم الرازحة في القبّة القاتمة كقطعان من الأبقار الطائرة.

***

ليس هكذا يصل الزائر الى ما كشفته له المدينة،

ذات يومٍ أو ليلةٍ، وحجبته.

قلت لنفسي: ربما أحتاج خريطة.

رأيت كثيرين يفردون الخرائط أمام وجوههم ويمشون. لكن الخريطة متاهة أخرى.
ثم هذا الماء،
هذه الشرايين الزرقاء التي تخترق الخريطة من كل جهاتها، هذه الأحزمة التي تطوِّق نوم المهدَّدين بالغرق، كيف لي أن أقرأها؟ يمكنني أن أقرأ الكلمات، رغم تراقصها والتباس معانيها ولكن كيف لي أن أقرأ الماء؟
أفرد الخريطة أمامي. أرى سبعة أحزمة زرقاء. أرى ألف عقدة اتصال وانفصال. هناك مفاتيح للخريطة. ولكنها رموز. عليَّ أن أحلَّ الرموز أولاً.

أبدأ برمز يشبه القنطرة، فأقول هذا جسر. ورمز يشبه القارب، فأقول هذه قناة. ثم أرى سريراً فأقول فندق، ثم عيناً محدّقة فأقول: تعويذة لدرء العين الشريرة. هناك نصيحة مكتوبة بخط صغير مائل تقول: إذهب حيث يذهب الأهلون!

ولكن أين يذهب هؤلاء؟

أين هم الأهلون في بابل المياه والألسن هذه؟

أتذكر صديقاً لي يدعى "علي"، يصل سريعا الى الساحة التي تؤدي إليها، كما يشاع خطأ، كل الطرق. القنوات والجسور لا تحير "علي" الذي لا يكفُّ عن فتل شاربيه التركيين. أحدثه عن متاهة المياه والجسور، يفتل شاربيه، ويحدثني عن الأرشيف. أقول له لا أعرف المدينة. ظننت أني أعرفها. في رأسي ثلاث أو أربع علامات ولكني أضعتها في الطريق الى الساحة، فيقول لي: ابعث رسالة الى مواطن ستجدها في أرشيفه بعد مئة عام. قال، إن العلب الزجاجية تزحف على المدينة وتطوق الكاتدرائية بثياب النوم. ثم قال: دعنا نذهب الى رجال الحرس الليلي قبل أن ينطلقوا بأردية برونزية في جولة على بوابات المدينة السبع.

من دون أن يدري حلَّ "علي" لغز أحزمة المياه السبعة على الخريطة. إنها بوابات المدينة إذن. قلت لـ "علي" كيف تمشي هنا؟ فقال: على قدميَّ! رأسي مشتَّت ولكن قدميَّ لا تخطئان الطريق. يحاول أن يسمّي ما نعبرُ. يستعير من الأرشيف تاريخاً وأشخاصاً. فأقول له: دعنا نمشي. فلن تزيدني التسمية إلاَّ تبلبلاً وأنا لم أعرف كيف خرجت من بابل لكي أجد نفسي في بابل أخرى.

بابل تطاردنا مثل مدينة كفافي.

أنظر، ها هي وراءنا

ثمة دخان ولهب وأيدٍ تلوّح بيأس

من أبراجها المهدَّمة.


اربع قصائد نثر


إن كنت عابرا في روما


بما أنك لن ترمي جذراً في الأرض ولن تميل كصفصافةٍ على ساقيةٍ فما جدوى النظرات التي ترسلُها شرسةً مرةً، ساهمةً مرةً أخرى، متضرعةً في نهاية المطاف، فلن تصطاد سوى ما بدرَ سهواً من يدٍ تحرَّكت على الطاولة أو وجهٍ تلفَّتَ، بلا قصدٍ، إلى الوراء، فليس بالنظرة وحدها مهما كانت طويلةً، مركزةً، أو حتى ميدوزيِّةً تغيرُ أيها العابرُ في روما سُننِ أهل روما. هذا ليس ديكوراً من الورق المقوَّى سيتداعى تحت نظرتك الكاسحة، إلمسه بيدك لتصدِّق أنَّ الأسباب تستجمع نفسها أحياناً، في ضحكة بلهاء أو قميصٍ مشجَّرٍ. أنت لا تعرف على أيِّ أساس تتعلَّق هذه المارّة كشهقةٍ طويلةٍ بذراع ذلك الذي يبدو لك قميئاً، ولا كيف يميلُ ذو الجِرم العظيم على تلك التي بنسمةٍ تطير، فليس بالنظرة وحدها، مهما كانت مدربةً، ثاقبةً، مركزةً، تستطيع تحريك ملعقة السكَّر في كوب قهوتها، إذ وحدك، على الأغلب، من يظن أنَّ تسبيلةَ رمشٍ أو انحناءة فارس يمكنهما مقايضة حياةٍ من لحمٍ ودم، فلا تقل إن ارتدَّت نظراتك كسيفةً إنه المال أو الشهرة أو حتى الحظ، فالعابرُ لا يتركُ وشماً على ذراع أو ندبةً على ترقوة ولكن تذكَّر، إن نفعت الذكرى، أنَّ الأسباب استجّمعت لك نفسها في روما أخرى بكلمةٍ واحدةٍ لا تعرف كيف هبطت عليك ولا كيف نطقْتها، لأن النظرات التي صُوِّبَتْ إلى التي ارتمت على ذراعك بكامل حِمْلِها من الخزامى طاشت سهامُها.

.. لا تفعل ما يفعل أهل روما



وإذ لا تنتظرك عائلةٌ على العشاء ولا حملةٌ لتأديب البرابرة وراء الحدود فماذا يفيدك أن تفعل في روما ما يفعل أهل روما. إجلس في مهبِّ السهام التي تتطاير حولك وانظر كيف ستخرجُ بلا خدشٍ تقريباً وخفيفاً حتى لو أودع الماضي أثقاله في قدميك، ففي هذا الوقت المتأخر لن تغير أيها العابر في روما ما آل إليه أهل روما، فلا تستغرب، إذاً، الهرج المائج في المقاهي ولا الأغاني التي تمجدُ الحبَّ لا الحرب فهذا زمنٌ آخرُ لا تخطو فيه الأشجارُ أبعد من ظلالها ولا تموتُ كسابق عهدها في القصائد، وابتسم، إن استطعت، في وجه اولئك الذين يظنون أنَّ الحياةَ خادمة العائلة المطيعة فعندما رأيت رجال البلاط يمشون بخطوٍ وئيدٍ أمام الجنازة المهيبة كان هناك من يشربُ كأساً مع سيدة في بيروت ومن ينيخُ جَمَلاً محمَّلاً بالملح في تومبكتو.



في الطريق إليك


تأتي تلك التي بأرفعِ إبر الصبر حِكْتَ انتظار طلَّتها يوماً بعد يوم، كلُّ ما ترجوه من سيّد العاصفة، هذا الذي كان إلهاً عنيداً ذات يومٍ وطاردَ ملوكاً بالأنواء والمطر أن لا تأتي متأخرةً. صحيحٌ أنك ولدت في عائلةٍ معمّرةٍ، صحتُك تبدو، حتى الآن، جيدةً، أعضاؤك التي تعوّل عليها حين تستدعى إلى العمل تغسلُها، كلَّ صباحٍ، بماء النذور، لكن الحياة يا ابن أمي طُنبرٌ نَزِقٌ لا يتردَّدُ في رمي أيّ حملٍ زائدٍ على الطريق، ألم ترَ كيف انتهى اولئك الذين تشبثوا بأيّ شيء كي يكونوا آخر الواصلين؟

متأخرة بعض الشىء، أقصر مما اعتقدت، بشعرٍ أقلّ تموجاً وتجعيدتين اثنتين أو ثلاثٍ حول الشفتين، لا بأسَ، لا بأسَ، فهذه أمورٌ عليك توقعها في طريقها الطويل إليك.

بالصدفة أيضاً



حتى لو قلت إنَّها الصدفةُ بطلة حياتك وهي التي أوصلتك بكامل أعضائك تقريباً الى مدينةٍ سبقك إليها كثيرون، فقد اصطدتها باسمك المستعار الذي لم يثر خلوّه من فصيلة الدم انتباه أحدٍ، أو بالحِيَلِ التي تعلمتها باكراً في دساكر القيظ والغبار مذ أدركت أمكَ أنَّ كتفاً مائلةً لن تلوح لنجمة السعد وهي توزعُ الألقابَ والحظوظ، لذلك شببّتَ مائلاً لا لعوجٍ طبيعيٍّ في عمودك الفقريّ وإنما لأنك سمعت ضريراً يقولُ ذاتَ يومٍ لصبيٍّ أرعنَ أَّن معتدلي القامة لا يرون أبعد من أنوفهم، فالأغصان والنيازك والدموع تسقط دائماً الى الأسفل، ومما التقطت على طرق الاغاثة والبريد صنعت درعاً واقيةً كلما أخذتك سِنَةٌ من النوم صدَّت عنك سهاماً وجدت نفسك في مرماها بالصدفة.


رائحة الحلقوم

نهض الحناوي باكراً وأعدَّ قهوته بأقلّ قدر من الضجّة كي لا يوقظ يونس الذي كان مرهقاً ومرتبكاً كما لم يره من قبل، لكنَّ يونس شمَّ رائحة القهوة، في غرفته القديمة، فصحا. لطالما سحبته هذه الرائحة من سابع نومة من دون تذمّر أو اعتراض، هذه الرائحة المشبعة بحبِّ الهال، المرتبطة، أينما شمَّها، بوجه أمه. غسل وجهه ونظف أسنانه (تنظيف الأسنان عمل مقدّس عنده، بل يشبه الإدمان، فهو يفعل ذلك مراراً في اليوم الواحد، خصوصاً، عندما يكون منزعجاً، كأنه يتخلّص بذلك مما يزعجه، مما يترك طعماً مزعجاً في فمه وليس بالضرورة طعاماً أو شراباً). كان هناك بعض الوقت قبل أن ينطلق الحناوي إلى عمله. سكب فنجاناً من القهوة ليونس الذي تراخى بجانبه على طرف الصوفا في الصالون المستطيل استطالة الشقة نفسها، ثم أخبره أنه قلّب كتاب "نجمة لمساء آخر" ووجده استمراراً، في معظمه، لكتاب شاعرهما المفضل السابق. قال أيضاً إن شاعرهما المفضَّل يستثمر الأجواء نفسها التي طبعت كتابه السابق، فوافقه يونس، الذي أنعشته رائحة القهوة وفتحت مسامّ الكلام لديه، على تواصل بعض أجواء الكتاب السابق لكنه أبدى فهماً للأمر فاجأ الحناوي (المعتدّ بمعرفته بالشعر في وجوهه المتملّصة) عندما قال إن كتاباً واحداً قد لا يكون كافياً لاستثمار جوّ محدد، ما يجعل الشاعر يعود إلى توسيع مناطق لم يولها أهمية من قبل، لكن الأمر لا يندرج، في كل الأحوال، في خانة التكرار، لأن التكرار مستحيل في الفنّ مثل استحالته في الحياة، وضرب مثل النهر الواحد الذي لا نسبح فيه مرتين. قال الحناوي، الذي سدَّد يونس إلى مرماه كرةً لم يتوقعها، إنه سيعود لقراءة الكتاب، في تمهّل، ثم يتناقشان فيه بجدية أكثر. طبطب على حقيبته الجلدية السوداء، وهو ينهض، متثاقلاً ، للذهاب إلى عمله تاركاً صديقه يغادر على مهل.
لم يكن يونس أقل توجّساً، عندما خرج من البناية، عمَّا كانه في الليلة الماضية. صحيح أنه نجح في المهمة التي كُلِّفَ بها. أوصل الرسالة إلى القيادة في الخارج وعاد برسالة منها إلى الداخل في إحدى فردتي حذائه، اجتاز الحدود ونقط المراقبة وتملَّص من مطاردة أحد رجال "مؤسسة الأمن الوطني"، قام بمهمة خطرة لم يعلم بها أحد سوى مسؤوله الحزبي وكتم خبرها عن أقرب الناس إليه، رأى عاصمة البلاد التي تحدَّرت منها عائلته قبل نحو قرن. لقد جرت الأمور، تقريباً، كما خُطِّط لها حتى الآن ولكن ذلك النجاح لن يكون تاماً ما لم يصل إلى "البيت الآمن" ويسلّم الرسالة. عليه أن يعرف القلق والتوجس واحتمال اعتراضه من قبل رجال "مؤسسة الأمن الوطني" المبثوثين في زوايا المدينة وأركانها، وليس لهؤلاء، كما هو معروف، هيئة محددة. قد يكونون رجالاً في منتصف العمر، موظفين مبكرين إلى عملهم، طلاباً، باعة خضر أو حليب، موزعي جرائد.. أو متسولين.
مرَّ في طريقه إلى "البيت الآمن" ببعض شوارع ليلة الطراد المتشعبة. كان الوقت ضحى. أصوات الباعة والمتسوقين في المنطقة التجارية، كعادتها، عالية ومتداخلة، خصوصاً في الشارع الرئيسي المؤدي الى ساحة الحافلات الدولية. روائح المقالي تختلط بروائح خبز و بهارات وماء زهر وشاي وعفونة طالعة من المجاري. الحرارة التي راحت تشتدّ وتصْلي الأشياء تضاعف من قوّة روائح متناقضة تستوطن، إلى الأبد، هذه المنطقة من قلب العاصمة. إنها الروائح نفسها التي تعيد إليه صوراً من طفولة متمردة، ومراهقة مطبوعةٍ ببحثٍ عن شيء غامض لم يعرف له كُنهاً.
كانت الأغاني المؤلفة، خصيصاً، في مناسبة اليوبيل الفضيّ لتنصيب الحفيد الصادحة من سيارات الأجرة والبسطات والمقاهي وشرفات البيوت المطلّة على المنطقة التجارية، تنافس أغاني طرب ودروس دينية لبعض الدعاة الذين يحظون برعاية الدولة ودعمها. مزيج مشوَّش من الديني والدنيوي. حمَّى الاحتفال القادم بخمس وعشرين سنة من تربُّع زعيم البلاد على عرشه الذي لا ينازعه عليه أحد تسري في أوصال المدينة كدورة دموية مرتجلة. اليافطات الكبيرة التي تحمل صوره، في أزياء وهيئات مختلفة، مرفوعة فوق المباني والمؤسسات والمحال التجارية، بعضها يحتل جدراناً بأكملها: القائد. الأب. الزعيم المفدّى. الابن البار للوطن يرفع يده. يلوّح. يقف بين جنوده. يصلي. يقطف عنقوداً من العنب. يمتطي فرساً. يمسّد شعر طفل. لقطات عرف يونس بعض مصوريها، وخطوط رأى قسماً منها يخطُّ في مكتب والده، الأجود والأرصن في كلماتها المدائحية خطّته يد أبيه، مثل بيت الشعر الشهير، الذي قال يونس لوالده، ساخراً، عندما رآه يعكف على كتابته بالثلث الجلي: هل سيفهمه صاحبك؟
تمرُّ بكَ الأبطال كَلْمى هزيمةً...
من بين الأغاني، التي تصدح في هذه المناسبة، ميَّز أغنية من كلمات شاعر الحامية خالد رستم كانت قد نشرتها صحف البلاد ومجلاتها قبل أن تعهد بها دائرة المصنَّفات الفنية إلى مغنٍّ صاعدٍ يثير شَعرُه السَّبْطُ الأسود، وصدره المكشوف، وتمايله في الغناء، شبق الراشدات قبل المراهقات. اعترف يونس، الذي تسللت إليه الأغنية، بقوّتها كلمات ولحناً وغناء. لو لم تكن الأغنية عن "الحفيد" لأمكن لها، كما فكَّر، أن تدخل السجل الذهبي للغناء الجميل. اللعنة، إنها أغنية قوية، قال في نفسه، ثم فكَّر أن "الحفيد" لن يصمَّ أذنيه وهو يسمعها كما يفعل مع تلك الأغاني الريفية المصطنعة التي حسبما سمع من أبيه أنه يمقتها، بل يقرف منها. فارتباط اسمه بهذا الغناء الركيك المبتذل جعله يفكر، أكثر من مرة، أنها مؤامرة لتفادي رؤية أشخاص يعرفونه، أو مفاجأة غير محسوبة، وهذه محتملة جداً في وسط المدينة. قرَّر أن يستقل سيارة أجرة إلى "البيت الآمن".
كان مزاجه قد بدأ بالتحسّن رغم توجّسه. فلن يطول الوقت حتى يلتحق برولى في "ناكوجا آباد". إنها هناك بشَعرها الرابض كماعز على جبل جلعاد، بأعطافها التي تتفوح برائحة مسك (فكَّر براحة الحلقوم) حتّى وهي تنهض من النوم. إنها هناك وهو ذاهب إليها، بعد إنهاء آخر شوط في مهمته. دقَّ قلبه بقوة، وذاكرته تستعيد رائحة عبيرها المتصاعد من جسدها ذاته، لا العطور ولا مزيلات روائح العرق وما شابه، بل عبق جسدها الذي يتسلل الى أنفه، عندما يضمّها، من قبّة ثوبها. تلك هي رائحة أعشاب الظل النديّة.

*مقطع من فصل رواية جديدة بعنوان "المطاردة"
الوسم قصائد_جديدة على المنتدى نوسا البحر T11موضوع: عصفورة اسمها الحياة وقصائد أخرى لمحمد على شمس الدين
hassanbalam

المساهمات: 0
مشاهدة: 580

ابحث في: مرتفعات أو سوناتا الكلام   الوسم قصائد_جديدة على المنتدى نوسا البحر Untitl13موضوع: عصفورة اسمها الحياة وقصائد أخرى لمحمد على شمس الدين    الوسم قصائد_جديدة على المنتدى نوسا البحر Icon_minitime2018-06-25, 10:04 am
شعر محمّد على شمس الدّين
#قصائد_جديدة

حلم
” أعد الليالي ليلة بعد ليلة/ وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا
تراني اذا صليت يممت نحوها / بوجهي وإن كان المصلى ورائيا ” (المجنون)
أوقدت نارا كي ترى “ليلى” على مراّتها وجهي
فلم تبصر سوى غبش الدخان
فأمرت ناري أن تنام
وموقدي أن تنطفي
وبدأت أنظر في الظلام لعله ينشق عن شيء أضيء به ارتيابي
فرأيتها تمشي على خط الرمال كأنها شمس الظهيرة لا أقول رأيتها ولمستها
ومسحت عينيها بماء الورد أو قبلتها وضممتها حتى كأن الشمس تدخل في ثيابي
لكن ” ليلى ” … وهي أجمل ما تكون بعيدة عني … دنت
وأكاد ألمس نهدها البدوي
ألمسه قريبا وهو يعلو ثم يهبط
خافقا كوجيب قلبي
وسألتها عن طغلة سميتها “ليلى” ….
وعند خيامها فرعان من سعف النخيل
كأنما سيفان ينتظران أن أخطو فيقتلني الوشاة
فرميت عقلي عند ماعز أهلها
وركضت أصرخ هل رأى أحد ظفائرها تساق
ونحرها العاري يقبله الرعاة ؟
وشردت … أعمتني الرمال وما توافد من قطارات الحجاز ومن “صبا نجد”
وعشاق يمانيين جاؤوا راكبين مع “الأغاني ”
لم تمنع الحرب اصطفاف القادمين من الزمان
وتدور حرب الله …/ يأتي من خراسان البعيدة فارس
ويداه مشرعتان كأن “لبلى” مبتغاه ولم يصل
ورأيت غرقى من أقاصي الغرب
تحملهم مراكبهم وترميهم على عتبات “ليلى”
ورأيت “ليلى” …. وهي أقرب من وريدي ….
كغمامة تنأى وتترك خلفها ظلا طويلا / …..
في الفجر
عند ثمالة الليل استفقت على خطى رجل غريب دق بابي
– من أنت ؟
قال أتيت أسألك الوديعة
هل سترجعها؟
وخطا ليدخل خطوتين فلم أجب
حدقت … لم أخطئ ملامحه القديمة
وجهه المعروق بالحمى
ونظرته الحزينة وهو ينظر بارتياب
……………
يا ” قيس ” مات الميتون
وأنت لم تبرح غريبا في القفار ……..ألم يئن بعد الأوان لتستريح ؟
ورأيته يبكي فأربكني سؤالي
سلمته مفتاح منزلي القديم
وقلت دونك فانتظرها
وخرجت أخبط في الرمال
قصيدة غامضة لأعمى الريح
رأيت أعمى الريح والمدى
يعانق الردى
وأقلعت مراكب الرحيل نحو شاطئ الأبد
كأنه الغروب ساعة الشروق
أو كأنما
رأيته يميل نحو بحره
يشقه كما تشق دفة الكتاب
كي ينام بين صفحتين
فتحت دفترين لم أجد أحد
وكانت السطور كلما سألتها تضاحكت
وقهقهت شواهد القبور
_ أمر أعمى الريح من هنا؟
_ نعم ولا
رأيت ضاحكا على بلاطة الشتاء
يدعي بأنه راّه
وكان ( باكيا على بلاطة الخريف ) يدعي سواه
وبين رحلتين
بين برزخين
لا أزال شاخصا
لعل أعمى الريح والمدى يمر بي
…….
أقول ما أقول خائفا
وكلما بكت على التراب غيمة
وأتلعت رؤوسها القبور
يستفيق بينها أخي
أقول للذي رآه
هل رأيت وجهه الجميل
هل رأيت عينه الزرقاء
هل رأيت كفه التي تكاد من تلطف
تصيح بالذي يزورها
تعال واقترب؟
وخذ اذا أردت غصنها الرطيب
خذ من الثمار ما تشاء
ولندر على الضريح كأسنا المؤجلة
ولو وجدته
بحق والديك
سلم الأمانة
…..
نظل أصدقاء
وأنت حينما تموت لا تخونني
تصير فسحة الكلام بيننا
أشد ألفة
وهذه العيون تلتقي وتقترب
….
ما دام هكذا
وفوقنا / شواخصا كالأعين البلهاء / هذه النجوم
والغيوم كالخراف مارست ثغاءها
فكل شيء تحت قبة السماء
لم يزل في يدنا معلقا
كجرس القطار
….
كما لو أنه مضى
وعاد في إطار صورة على الجدار
وكلما أتى المساء أنحني على السرير
حيث كنت أقتفي عيونه
عصفورة اسمها الحياة
غداً
ستنام الطيور التي أيقظتنا
تنام على مهلها
حينما تضرب الريح وجهاً
ويطفو على الماء شيئ هو الخوف
تأتين من غابة نائية
وتبنين في الأرض عشاً ضئيلا
غداً ستنام الطيور
فنامي إذن
سيجتاح عينيك حزن خفيف
ويجتاح أرض الحديقة
ما يجعل أشجارها تنحني
وهي تهوي على أمها في التراب
عناق كما الموت
أو قبلة لا ترى أو تنال
بغير اكتمال الردى
حاولي أن تطيري ولو لحظة في الكتاب
حاولي أن تكوني على الأرض سطراً بلا آخر
وخيطاً
لأفصل فيه المدى
عن أخيه الردى
وأفصل لحمي عن الزعفران
لم أزل في انتظار التي في انتظاري
متى نلتقي ؟
وأنت الرسول الذي حملته الثواني على ظهرها
ثم طارت
ولما تزل في مدار بعيد
وما زلت كالمغزل المستدير على خيطه
أحاول أن أمسك اللحظة الهاربة
وأحبسها …
أين ؟
لا تنزلي
وظلي
طويلاً
هناك
ضربت على وتر غامض ضربتي
وأصغيت
كانت على البحر تطفو مراكب مهجورة
وفوق الصواري
تمر النوارس مثل البروق
وناديت طيري الغريب ليأتي
أيا نورسي وحبيبي
فلم يأت
ناديت بالألسن السبعة المصطفاة
ولكنه ظل يمضي على صفحة الماء
ظلا كئيباً
غريباً
مريباً
ومنسحباً
كاعتذار نقدمه للحياة
الجنة
(1 )
سكبت من جرار الصيف جرة من العسل
ومن كرومه جنيت ما يطيب لي من الثمار
وغازلتني أجمل النساء مثلما غازلتها
لكنني في شهر اَب في المفارق القريبة
وجدت حارساً ملطخاً بالدم يحمل الحقيبة
(2)
أقسم يا أحبتي
بالتين والزيتون والدوالي
وما ينام في السلال
من العيون،أن رحلتي
ما بين ضفتين كانت رحلة عجيبة
(3)
أقول للذي يلومني على روايتي : اقتصد
فأنت لو رأيت مثلما رأيت
كنت منذ الفجر مثلي هائما
تحوم حولك الطيور
كي تشم في عينيك ماءها
وكنت في الطريق مثلي حالماً
بسبعة من عسل الانهار
(4)
أزحت عني ثوبي القشيب
كي أظل عارياً كسمك البحار
وعالياً كالنخل أو كنجمة بلا مدار
أسير أو أطير
لا جناح فوق خطوتي
ولا يد على يدي لكي تقول لي اتئد
لأن ما خصفته من ورق الاشجار
فوق عانة الجسد
ما زال مثلما تركته مكدساً
يود لو يكون مرة في النار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
انتقل الى:  

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا